issue16754

رغم التصنع الذي خيم على المكالمة الهاتفية التي جمعتهما، الأربـعـاء، فإن رئـــيـــس الـــــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بـنـيـامـن نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن اتـــفـــقـــا عـــلـــى تـــــرك قــــــرار مــهــاجــمــة إيـــــران لأجــهــزة الأمــــن فــي الــبــلــديــن، إلـــى جـانـب «مــبــادئ أسـاسـيـة» بـشـأن التصعيد في لبنان وغزة. وكُشف في تل أبيب، الخميس، عن أجواء المكالمة بي الرجلي، حيث اختلفا حــول عــدد غير قليل مـن الـقـضـايـا، بعد قطيعة دامت نحو شهر ونصف شهر. وكــان البيت الأبـيـض قـد صــرح بأن دقــيــقــة، بــعــد أن أعـلـن 30 المــكــالمــة دامــــت دقيقة، 50 الإسرائيليون أنها استمرت فـي إشـــارة هامشية على الـخـافـات بي الطرفي. وتــــفــــاهــــم نـــتـــنـــيـــاهـــو وبـــــايـــــدن عـلـى «تـــكـــلـــيـــف أجـــــهـــــزة الأمــــــــن فـــــي الـــبـــلـــديـــن بــتــحــديــد طـــابـــع الـــــرد الإســـرائـــيـــلـــي على الهجمة الـصـاروخـيـة الإيــرانــيــة»، وأقـــرا عدداً من «المبادئ والأسس» لهذا الرد. أهــــم هــــذه المــــبــــادئ أن يـــكـــون ضــرب إيران محسوباً؛ حتى تستطيع الولايات المتحدة العمل على مساعدة طهران في ابتلع الضربة دون الرد عليها. كـمـا جـــرى الاتــفــاق عـلـى أن تـواصـل واشنطن دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عـن نفسها فـي لبنان ضـد «حــزب الله»، بما في ذلـك الاجتياح الـبـري، بشرط ألا يتحول إلــى احــتــال، أو أن يـكـون لبنان غزة ثانية. وفـــــــي مــــقــــابــــل مــــواصــــلــــة الـــــولايـــــات المـتـحـدة جـهـودهـا لإبــــرام صفقة شاملة لــوقــف الـــنـــار عـلـى كـــل الـجـبـهـات وإبــــرام صفقة تبادل أسـرى دفعة واحـدة وليس على مــراحــل، تلتزم إسـرائـيـل بتوضيح خطتها لليوم التالي في لبنان، وكذلك بمواصلة المساعدات الإنسانية في غزة. بايدن مجبر على نتنياهو لـكـن الإعـــــام فـــي إســرائــيــل يــؤكــد أيـضـ أن بايدن توجه إلى هذه المكالمة مجبراً، بعد قطيعة مع نتنياهو منذ شهر ونصف شهر. وقـد أقــدم بايدن على مهاتفة نتنياهو ساعة من وضع الأخير شروطاً 24 بعد نحو قبل المـوافـقـة على زيـــارة وزيـــر الــدفــاع يـوآف غـــالانـــت، إلــــى واشـــنـــطـــن؛ لــضــمــان الـحـصـول على دعــم أمـيـركـي لـلـرد الإسـرائـيـلـي المتوقع على إيران. ومـــن أســـبـــاب رضــــوخ بـــايـــدن لإمــــاءات نتنياهو، في إجراء المكالمة أولاً، أنه لم يرغب فـــي أن يـنـفـلـت رئـــيـــس الـــــــوزراء الإســرائــيــلــي فـيـضـرب إيـــــران بـشـكـل غـيـر مــــــدروس، وتـــرد إيران بقوة فتضطر أميركا إلى الانجرار. إلا أن هناك سبباً آخـر، فقد كان بايدن عـــلـــى مــــوعــــد مـــــع قــــــيــــــادات يــــهــــوديــــة بـــشـــأن الانــتــخــابــات. وتـــوقـــع أن يــطــرح قـسـم منهم موضوع امتناع الرئيسعن مكالمة نتنياهو، ولــم يــرد أن يـشـوب هــذا الاجـتـمـاع أي طابع سـلـبـي. بـالـفـعـل، عـقـد هـــذا الاجــتــمــاع وراح بايدن يوضح لليهود الأميركيي كم كانت المكالمة إيجابية، وما هي المحاذير الأميركية الــتــي تـصـب فــي مصلحة إســرائــيــل وأمـنـهـا وتعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة. » الإســرائــيــلــيــة، 12 وذكــــــرت «الـــقـــنـــاة الــــــــ نقلً عن مصدر إسرائيلي مطلع، أن «المكالمة جرت في أجواء إيجابية، بشأن شروط الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني». » أن الرسالة التي 13 وذكــرت «القناة الـــ نقلها الـجـانـب الأمــيــركــي لإســرائــيــل هــي ألا تهاجم المنشآت النووية والنفطية في إيران، ولـفـتـت الــقــنــاة إلـــى تــقــديــرات تـشـيـر إلـــى أن «الـــرد الإسرائيلي سيحدث فقط بعد مـرور (يــــوم الـــغـــفـــران) الــــذي يـــصـــادف يـــوم السبت القريب. ونـقـلـت الـقـنـاة عــن مــصــادر إسـرائـيـلـيـة أن تل أبيب مستعدة لوقف إطــاق النار في ،1701 لبنان، بشرط الالتزام بتطبيق القرار بــــالإضــــافــــة إلـــــى «شــــــــروط إضـــافـــيـــة تـضـمـن مــنــع (حــــزب الـــلـــه) مـــن الاقــــتــــراب مـــن المنطقة الحدودية» في جنوب لبنان. وبحسب التقارير، فإن إسرائيل تواصل اســتــعــداداتــهــا لــلــرد عــلــى الــهــجــوم الإيـــرانـــي في مــداولات أمنية مكثفة يعقدها نتنياهو بمشاركة كـبـار الــــوزراء فـي الحكومة وقــادة الأجهزة الأمنية. وكان نتنياهو قد استدعى الوزراء إلى مـشـاورات أمنية مغلقة في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، مساء الأربـعـاء، استمرت نحو خمس ساعات. أزمة ثقة وحــــذر خـــبـــراء عـسـكـريـون مــقــربــون من قــــيــــادة الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي مــــن أن يـنـكـث نتنياهو وعوده للرئيس الأميركي، وأشاروا إلى «مشكلة ثقة كبيرة بي الطرفي يمكن أن تفجر الخلفات بشكل كبير، عندما يبدأ الرد الإسرائيلي». وكتب يـوآف ليمور، المـراسـل العسكري لــصــحــيــفــة الـــيـــمـــن «يـــســـرائـــيـــل هـــــيـــــوم»، أن «النجاحات في الأسابيع الأخيرة في الحرب فـي الـشـمـال وحـالـة الـنـشـوة المـبـالـغ فيها في المستوى السياسي، دفعت كثيرين للتفكير بأن (حزب الله) قد هزم. وهذا خطأ، بالطبع». وتــــابــــع لـــيـــمـــور: «صـــحـــيـــح أن مـنـظـمـة الإرهــــــــاب تــلــقــت ضــــربــــات قـــاســـيـــة لــكــنــهــا لـم تنكسر. (حزب الله) يجد صعوبة كبيرة في أن يخرج خطته الحربية إلـى حيز التنفيذ، لكنه لا يــزال قـــادراً على أن يلحق بإسرائيل خـــســـائـــر وأضـــــــــرار، كـــمـــا شـــهـــدنـــا أخــــيــــراً فـي الـهـجـوم الـــذي قتل فيه مـواطـنـان فـي كريات شمونة». وقال ليمور إن «على القيادة الإسرائيلية أن تـأخـذ فـي الحسبان ليس فقط اعـتـبـارات الــردع، بل أيضاً الـرد الإيـرانـي المحتمل الذي مـــن شـــأنـــه أن يــجــرنــا إلــــى حــــرب اســـتـــنـــزاف، وأن تأخذ بالاعتبار المـوقـف الأميركي الـذي تحتاج إسرائيل إلى دعمه في أثناء الهجوم (فـــي المــجــال الــجــوي والاســتــخــبــاري) وبـعـده (فـــي الـسـاحـة الـدبـلـومـاسـيـة)، وبـالـطـبـع في مـسـألـة الـذخـائـر الـتـي ستلقى أهـمـيـة إذا ما علقت إسـرائـيـل فـي معركة تلزمها بتعميق أعمالها في إيران». وقال الجنرال عمر بار ليف، وزير الأمن الداخلي السابق، إن «هناك شبه إجماع في الأوسـاط العسكرية على أن إلحاق ضرر ذي مغزى بالقدرة النووية لإيران يتطلب تعاوناً وثيقاً مع الولايات المتحدة»، لكنه أشار إلى أن مثل هـذا التعاون «غير ممكن مع اقتراب الانــتــخــابــات الأمــيــركــيــة، وقــــد يــكــون ممكناً بعدها». وتـابـع بـار ليف: «لقد شهد النظام في طـهـران قــوة إسـرائـيـل العسكرية فـي الـدفـاع، وذاق مـــــــرارة قـــدرتـــهـــا الـــهـــجـــومـــيـــة فــــي غـــزة ولبنان واليمن، حيث تجتث إسرائيل أذرع إيـــران الطويلة (...) على إسـرائـيـل أن تنظر إلى الأمام، إلى التهديد الحقيقي». 5 حربمتعددةالخرائط NEWS اضطر بايدن لمكالمة نتنياهو «حتىلا تنفلت إسرائيل في ضربة غير مدروسة» لإيران ASHARQ AL-AWSAT Issue 16754 - العدد Friday - 2024/10/11 الجمعة بايدن «المجبر» اتفق مع نتنياهو على مبادئ لا تشمل «احتلال لبنان» الرد الإسرائيلي على إيران «قاسٍ ويمكن ابتلاعه» نتنياهو مع وزير الدفاع يوآفغالانت ورئيسأركان الجيشهرتسي هاليفي (د.ب.أ) تل أبيب: نظير مجلي سيباستيان لوكورنو دعا تل أبيب إلى النظر أبعد من النجاح العسكري باريستهاجم إيران... وتنبّه إسرائيل إلى «غرور القوة» مضبطة اتـهـام واسـعـة وجهها وزيـر الــدفــاع الفرنسي سيباستيان لـوكـورنـو، أمـــس الـخـمـيـس، لإيــــران، فــي حــن تتكاثر التوقعات حول زمن ونوع الرد الإسرائيلي 181 المــرتــقــب عــلــى اســـتـــهـــداف إســـرائـــيـــل بـــــ صاروخاً، انتقاماً لاغتيال إسماعيل هنية فــي طــهــران، ومـقـتـل الأمـــن الــعــام لــ«حـزب الله» حسن نصر الله في بيروت. فـــــوزيـــــر الــــــدفــــــاع، المـــــقـــــرب كـــثـــيـــراً مـن الرئيس إيمانويل ماكرون، والوحيد الذي احتفظ بمنصبه فـي التشكيلة الجديدة، يــرى أن يـد إيـــران فـي كـل شـــيء، وعـبّـر عن مـخـاوفـه مـن «اشـتـعـال المنطقة، وحصول حرب إقليمية سيكون لها تأثيرها المؤكد على الأوروبــيــن وعـلـى أمــن الفرنسيي»، وأكد أن «التصعيد لم يكن مطلقاً بخطورة التصعيد الراهن». وفيما حـــذّر زميله جــان نـويـل بــارو، وزيـــر الخارجية مـن «اســتــفــزازات» رئيس الـــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بـنـيـامــن نـتـنـيـاهـو لـلـبـنـانـيـن بــــأن يـــكـــون مـصـيـرهـم شبيهاً بمصير غـــزة، فــإن لـوكـورنـو، بـسـؤالـه عن المــلــف نـفـسـه، فــضّــل تـوجـيـه ســهــام النقد لـطـهـران مــحــذراً، بــدايــة، مــن «ســـوء تقدير أجـنـدتـهـا لــضــرب الاســـتـــقـــرار فـــي المنطقة »، أي منذ قيام «الجمهورية 1979 منذ عام الإسلمية». وقـــــال لـــوكـــورنـــو، فـــي حــديــثــه لإذاعــــة «فرنس أنتير»، إن النظام الإيراني «يريد تدمير إسرائيل، وينفي حقها في الوجود، فـــي حـــن أن إســـرائـــيـــل لا تـسـعـى لـتـدمـيـر إيران». فــــضــــاً عــــن ذلـــــــك، فـــــإن إيــــــــران «دولـــــة تـتـاعـب بعتبة تخصيب (الــيــورانــيــوم)، وهـــــي بـــالـــتـــالـــي دولــــــة (تـــــهـــــدد) بــانــتــشــار الـــســـاح الــــنــــووي، فـــضـــاً عـــن أنـــهـــا دولـــة تستخدم الوكلء لزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، بمن في ذلك بالطبع الحوثيون فــــي الـــيـــمـــن، والمــيــلــيــشــيــات الــشــيــعــيــة فـي العراق، و(حزب الله) في لبنان»، كما أنها «تحتجز مواطني فرنسيي في سجونها ظلماً». التصعيد يفضي إلى التصعيد خـــاصـــة مـــا قـــالـــه الــــوزيــــر الــفــرنــســي أنــه «علينا أن نـــدرك أن أجـنـدة زعـزعـة الاسـتـقـرار هـــذه لــم تـكـن ســائــدة إلـــى هـــذا الـحـد مــن قـبـل». ولأن التخوف - إلى جانب حربي غزة ولبنان - من نشوب حرب مفتوحة بي إيران وإسرائيل، فخاخ: 3 فإن لوكورنو حرصعلى التحذير من تجاوز إسرائيل القانوني الدولي والإنساني لجهة استهداف المدنيي. وأن تركب إسرائيل رأسها بسبب النجاحات العسكرية التكتيكية التي حققتها حتى اليوم «ولكن ما يهم فرنسا هـــو أمــــن إســـرائـــيـــل وأمـــــن المـــنـــطـــقـــة». ويـتـمـثـل الـفـخ الـثـالـث فـي المـخـاطـر المترتبة على لجوء إسرائيل وإيـــران إلـى «التصعيد بوصفه أداة لتخفيف التصعيد». بكلم آخر، يسعى كل طرف إلى استعادة قدرته على الردع من خلل التصعيد. من هنا تـحـذيـر المــســؤول الـفـرنـسـي مــن «أن التصعيد لا يــفــضــي ســــوى إلــــى الــتــصــعــيــد» ومـــنـــه إلــى الانــفــجــار، خـصـوصـ بـعـد أن تـحـوّلـت الـحـرب التي انطلقت قبل عام «بالوساطة» إلى حرب مـبـاشـرة بــن إيــــران وإســـرائـــيـــل. ولــــذا، أضــاف لوكورنو: «أعتقد أننا اليوم في وضع لم يكن مطلقاً بـهـذه الـخـطـورة سـابـقـ »، ومــن ثــم، فإن اندلاع الصراع المفتوح بي الطرفي قائم. ولــتــافــي هــــذا الــســيــنــاريــو الأســــــود، فــإن باريس تدعو لأن يكون الـرد الإسرائيلي على إيـــران «متناسباً». وذكــر لوكورنو أن فرنسا، بـعـكـس الـــولايـــات المــتــحــدة الأمــيــركــيــة، ليست جــزءاً من المـشـاورات الخاصة بتحديد أهـداف الـــــــرد الإســــرائــــيــــلــــي. ومـــــع ذلـــــــك، فـــــإن بـــاريـــس تـحـذر مــن «بــعــده الاسـتـراتـيـجـي»، ومـــا يمكن أن يـتـرتـب عـلـيـه، وهـــي تـــرى أن اخــتــيــار هـذه الأهـــــداف والـطـريـقـة الــتــي تـنـفـذ بـهـا إسـرائـيـل ردهــا سيكونان «أسـاسـيـن» فـي رســم مصير الصراع. ورغم حرصه على الامتناع عن الخوض فـــيـــمـــا يـــمـــكـــن لإســــرائــــيــــل اســـتـــهـــدافـــه أو عـــدم اســـتـــهـــدافـــه، فـــــإن لـــوكـــورنـــو يــقــيــم فــــارقــــ بـن استهداف البنى العسكرية أو المدنية، وضرب البنى النووية، أي بنى الطاقة. لكنه لا يتردد، في أي حال، في عدّ الحرب الإقليمية المفتوحة أمــــــراً مــمــكــن الـــــحـــــدوث، وأن نــتــائــجــهــا ســـوف تصيب فرنسا كما ستصيب أوروبا. من هنا، كان تحذيره إسرائيل من الوقوع في المنزلقات الــثــاثــة المــــذكــــورة ســابــقــ ، عـــــادّاً أن هــــذا الأمـــر يُشكل راهناً «هدفاً للدبلوماسية الفرنسية». صوت فرنسا مــــا زالــــــت فـــرنـــســـا تـــتـــحـــرك دبــلــومــاســيــ ، ثنائياً أو داخـل الاتحاد الأوروبـــي، خصوصاً فـــــي مـــجـــلـــس الأمــــــــن الـــــــدولـــــــي؛ إذ دعـــــــت إلــــى اجتماعي للمجلس؛ أحدهما حول لبنان. ونـــهـــايـــة الأســــبــــوع، أثـــــار مــــاكــــرون جـــدلاً كـــبـــيـــراً مــــع نــتــنــيــاهــو بـــدعـــوتـــه إلـــــى وقـــــف مـد إســـرائـــيـــل بـــالـــســـاح حـــتـــى لا تــســتــخــدمــه فـي غـــــزة. وبـــدعـــوتـــه تـــلـــك، أثـــــار مـــوضـــوع تــزويــد فرنسا لإسرائيل بالسلح. وبهذا الخصوص، شـــرح وزيــــر الـــدفـــاع أن بــــاده لا تــقــدم أسلحة لإسرائيل، ولكن فقط «مكونات لأنظمة دفاعية بـحـتـة»، منها مـا يـدخـل فـي نظامها الدفاعي الـصـاروخـي (الـقـبـة الـحـديـدة) أو فـي تصفيح ســـيـــارات عــســكــريــة، نــافــيــ مـــا تـــؤكـــده أوســــاط حزب «فرنسا الأبية» اليساري المتشدد. السؤال المطروح، فرنسياً، إزاء ما يشهده الـــشـــرق الأوســــــط، يــتــنــاول قــــدرة بـــاريـــس على الــتــأثــيــر فـــي مـــســـار الأحـــــــداث، وتـــحـــديـــداً على قــــرارات نتنياهو. جـــواب لـوكـورنـو جـــاء بالغ الوضوح، إذ قال: «التأثير على رئيس الوزراء الإسـرائـيـلـي أمـــر بـالـغ الـصـعـوبـة، حـتـى إنـــه لا يستمع لما يقوله حليفه الأميركي». رغم ذلك، يؤكد أن فرنسا «لا تزال الدولة الأوروبـيـة الوحيدة التي تحظى بالمصداقية، والتي يتم الإصغاء إليها في الشرق الأوسط؛ لأن لـديـنـا قـــوات مسلحة هــنــاك، بـمـن فــي ذلـك في (اليونيفيل)». 700 جنودنا الـ وأشـــــار لـــوكـــورنـــو إلــــى الـــــدور الـعـسـكـري الـــــذي تـــقـــوم بـــه فــرنــســا فـــي الـــعـــراق «إذ تـقـوم بـــتـــدريـــب ومـــســـاعـــدة الــــعــــراق عـــلـــى اســـتـــعـــادة سـيـادتـه. وإلا فمع وجـــود خـايـا (داعـــش) من جهة والميليشيات الشيعية مـن جهة أخــرى، قـــد يـنـهـار الـــعـــراق أيـــضـــ ؛ لـــذا عـلـيـنـا أن نـــدرك أن علينا أن نـنـظـر إلـــى الـــصـــورة الــكــبــرى، ما يفسر السبب الذي من أجله بدأت حديثي عن أجندة زعزعة الاستقرار التي تجلبها طهران للمنطقة والعالم كله». ويــمــكــن اســتــكــمــال الـــصـــورة بـــالإشـــارة إلى أن فرنسا نشرت قطعاً بحرية في البحر الأحـــــمـــــر، وســــاهــــمــــت مــــرتــــن فــــي الـــتـــصـــدي لـلـصـواريـخ الإيـرانـيـة الـتـي كـانـت تستهدف إســـرائـــيـــل، فـــي أبـــريـــل (نـــيـــســـان)، وفـــي الأول مــن الـشـهـر الـحـالـي. كـمـا أن لـبـاريـس قـاعـدة عسكرية مزدوجة في الإمارات، ولها طائرات في أحد المطارات العسكرية الأردنية، فضلً عن اتفاقيات دفاعية مع قطر والإمارات. قدرات «حزبالله» في حديث صحافي سابق، أكد لوكورنو أن «حـــــزب الـــلـــه» يــعــد ثـــانـــي أقـــــوى جــيــش في مــنــطــقــة الــــشــــرق الأوســـــــــط، بــفــضــل مــــا وفّـــرتـــه وتوفّره له إيران من أسلحة. والسؤال المطروح الـــيـــوم، مـعـرفـة مــا آلـــت إلـيـه قـــوات الــحــزب بعد النجاحات التكتيكية التي حققتها إسرائيل. وردّاً على هـذا الـسـؤال، قـال لوكورنو، إن «حـــزب الــلــه» أصـيـب بـحـالـة مــن «التضعضع» وقـدراتـه العسكرية «تضاءلت كثيراً، لكنها لا تـــزال مــوجــودة» مرجحاً «رغـــم صعوبة إعطاء أرقام دقيقة» أنه ما زال يمتلك نصف ما كان في حوزته من أسلحة. وفـي أي حــال، وجّــه الـوزيـر الفرنسي إلى «أصـــدقـــائـــنـــا الإســرائــيــلــيــن بـــــأّ يــغــتــروا بــأي شـــكـــل مــــن الأشــــكــــال بـــالـــنـــجـــاحـــات الـتـكـتـيـكـيـة الأخـيـرة». وبنظر لوكورنو، فإنه بعد «صدمة الـسـابـع مــن أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول)»، تسعى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية «لإعـادة تأسيس الــردع، وأيضاً لطمأنة مواطنيهم وأصدقائنا الإسرائيليي، وهو أمر مشروع تماماً». لكنه، في أي حال، يؤكد الحاجة للخروج من التفكير العسكري على المــدى القصير البحت، والنظر إلى المدى الأبعد، واعتبار أنه «لا مخرج ملئماً ســوى الحل السياسي، أي حـل الـدولـتـن» بي إسرائيل والفلسطينيي. وتنطبق هـــذه المـقـاربـة السياسية أيضاً عـلـى الــخــط الأزرق بـــن لـبـنـان وإســـرائـــيـــل؛ إذ يتعي العثور على تسويات سياسية عندما تصمت المدافع. أكتوبر لقاعدة «سان ديزيه» الجوية بمناسبة الذكرى الستينلإطلاق القوة الجوية الاستراتيجية (أ.ف.ب) 8 سيباستيان لوكورنو خلالزيارة تفقدية باريس: ميشال أبو نجم

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky