issue16754

Issue 16754 - العدد Friday - 2024/10/11 الجمعة سينما 21 CINEMA محمدرُضا المشهـــد ★★★ جيد ★★ وسط ★ ضعيف ★★★★★ ممتاز ★★★★ جيد جداً السينما الفرنسية: نظرة موازية انــــــحــــــســــــرت، مـــــنـــــذ عـــــقـــــود، > عروض الأفلام الفرنسية في معظم الـدول العربية بسبب عدم رواجها وطــــغــــيــــان الأفـــــــــ م الأمــــيــــركــــيــــة مـن ناحية والهندية مـن ناحية أخـرى على أسواقها. كـــذلـــك انـــحـــســـرت عــروضــهــا > فـــي الــــولايــــات المـــتـــحـــدة عـــمّـــا كـانـت عليه في النصف الثاني من القرن سنة خلت. 20 الماضي وحتى نحو هـنـاك جمهورٌ كبير لـم يـعُـد يهوى مـــتـــابـــعـــة الـــفـــيـــلـــم الأوروبـــــــــــــي عــبــر الترجمة، وآخرٌ أكبر منه يتّكل على ما توفره هوليوود من أفلام كونها أقرب إليه من سواها. هــــــــذا لا يــــمــــنــــع مــــــن الـــنـــظـــر > إيـجـابـيـا حــيــال حقيقة أن السينما الـفـرنـسـيـة هــي الأنــشــط فــي أوروبــــا. هـــــــي أقـــــــــــوى وأكـــــــثـــــــر انــــــتــــــشــــــاراً مـــن الـــســـيـــنـــمـــات الألمــــانــــيــــة والإيـــطـــالـــيـــة والهولندية والإسكندنافية وحتى البريطانية. تحظى بدعم الدولة عبر ، ونراها توفّر الأفلام CNC مؤسسة الـــجـــمـــاهـــيـــريـــة وتـــلـــك المــنــتــمــيــة إلـــى التجريب والـفـن مـع وجــود أكثر من مهرجان وتظاهرة في ربوعها. 100 عـــــــ وة عـــلـــى أنــــهــــا حــقــقــت، ‬>‫ حسب الإحـصـاءات الرسمية، قفزة في المائة من الإيـرادات 37‪.‬8 قدرها الأجـــنـــبـــيـــة خــــــ ل الـــــعـــــام المــــاضــــي. الرقم المسجل من عروضها العالمية مـــلـــيـــون دولار. مـحـلـيـا، 256 بـــلـــغ هـــــــذه الــــســــنــــة، أنــــــجــــــزت أفــــ مــــهــــا، مـــثـــل «الــــكــــونــــت مــــونــــت كــريــســتــو» (مــــغــــامــــرات) و«شــــــيء قــلــيــل أكــثــر» » (كوميديا)، Un p’tit truc en plus« إيرادات تجاوزت تلك التي عادة ما تُحسب للأفلام الأميركية. قد نعيب على ارتفاع نسبة ‬>‫ الحوار في بعضها، وركاكة إخراج كثير منها، لكن، في المقابل، لديها دومـــا مـا يُثير الاهـتـمـام ويستحق الـــــنـــــجـــــاح مــــــن أفـــــــــ م تـــنـــشـــد الـــفـــن وتحققه. هي قارة سينمائية تعنى بها الدولة كما لا تفعل - ربما - أي دولة أخرى بالقدر نفسه. ★★ NEVER LET GO الأم (هـــالـــي بَــــــري) وولـــديـــهـــا الـــتـــوأم نولان (بيرسي داغز)، وسامويل (أنطوني ب. جـنـكـيـنـز) يـعـيـشـون فـــي مـــنـــزل عتيق فـــي إحــــدى الــغــابــات مــعــزولــن عـــن الـعـالـم فــي زمـــن مــا بـعـد نـهـايـتـه. هـنـاك شياطي وزومبيز وثعابي في الغابة التي تحيط بـهـم. حـن يـخـرجـون بحثا عـمّـا يأكلونه، عـلـى الأخــويــن اسـتـخـدام حـبـل لأن الحبل (وهو جزء مما هو مقصود في العنوان)، سبيلهم لتفادي الخطر. إذا ما تخلوا عنه ولـــم يـحـافـظـوا عـلـيـه خــرجــت عـلـيـهـم تلك الــشــيــاطــن والــــرمــــوز الـــشـــريـــرة لـتـؤذيـهـم. فـــي ثــلــث الـــســـاعـــة الأولــــــى نــتــلــقّــف مـــثـــالاً. أحد الشقيقي يفكّ حبله ويغار من أخيه فـــيـــدوس عــلــى حـبـلـه مـسـبـبـا ســقــوطــه في جـــزءٍ مـسـكـون مــن الــغــابــة. حـتـى ولـــو كـان الحبل استعارة مجازية لما يمكن تفسيره بالرابطة العائلية فـي زمــن الخطر يبقى استخدام الحبل تفعيلة ضعيفة. هـــذا الـضـعـف يلتقي مــع ثــغــرات عــدّة تـــجـــعـــل الـــفـــيـــلـــم أوهـــــــن مــــن أن يـــقـــف عـلـى قدمي ثابتتي. أجا (وهو مخرج فرنسي يــنــفّــذ أفـــ مـــه فـــي الــــولايــــات المــتــحــدة منذ سنوات عــدّة) يفتقد الـقُـدرة على الإمساك بموضوعه وتطويره جيداً ومـفـاداتـه في أن الــشّــر الـكـامـن حـــول هـــذه الـعـائـلـة يريد إفساد العلاقة بي الشقيقي، تلعب دوراً مـهـمّـا ولـــو مـــحـــدوداً. هــو الـجـانـب الديني الــــــــذي عــــــــادة مـــــا نــــــــراه فـــــي أفــــــــ م الــــرّعــــب الأميركية حيث الصراع بي الإيمان وبي الشر ينتقل من فيلم لآخر بوجوه متعددة. الشقيقان التوأم لا يُشبهان بعضهما بـعـضـا. أمــــرٌ قــد لا يـتـوقـف عــنــده كـثـيـرون لكنه أهم من ألا تتم الإشارة إليه. أمّا هالي بَــري فهي مثال الممثلة التي لـم تعد تجد أعمالاً جيدة فتنحدر إلى مثل هذا الفيلم. » لــجــون Quiet Place« أفـــضـــل مـــنـــه كـــــان ) الذي تحدّث عن عائلة 2018( كرازينسكي فـــي عــالــم وخــطــر شـبـيـه لـكـنـه صـــاغ عـمـً تشويقيا منفّذاً بإحكام من أوله لآخره. • عروض: تجارية. ★★★ THE ROOM NEXT DOOR «الغرفة المجاورة»... فيلم الإسباني بدرو ألمادوڤار، الروائي الطويل الأول باللغة الإنجليزية. كان سبق له إخراج فيلمي قصيرين »Strange Way of Life« بالإنجليزية هما («طريقة غريبة للحياة»، مع إيثان هوك »The Human Voice« وبــدرو باسكال)، و («الصوت الإنساني» مع تيلدا سوينتن). لكنه ارتأى هذه المرّة نوعا من التباين عن أعـمـالـه الـسـابـقـة، خـصـوصـا أن مـوضـوع فيلمه يتحدّث عن امرأتي غير أسبانيّتي تـؤديـهـمـا جـولـيـان مـــور وتـيـلـد سـوِيـنـ . لــيــس أن الــحــكــايــة نـفـسـهـا كــــان يـمـكـن أن تنضم إلـى أفـ مـه الإسبانية، لكنه، على الأرجــــــــح، رغـــــب فــــي الـــعـــمـــل مــــع مـمـثـلـتـن مرموقتي، ولم يكن من الطبيعي دبلجة حــــوارهــــمــــا إلـــــى الإســـبـــانـــيـــة أو لأي لـغـة أخـــــــرى. هـــــذا لـــجـــانـــب أن الــفــيــلــم الــنــاطــق بالإنجليزية، لأي مخرج أوروبـي، يتمتع بمساحة عروض أكبر، وإذا ما كان المخرج بـــشـــهـــرة المـــــادوڤـــــار فـــــإن الانـــــدفـــــاع صـــوب مــوســم الـــجـــوائـــز بــعــدمــا اخــتــطــف جــائــزة أفضل فيلم في مهرجان «ڤينيسيا» أمرٌ محتم. ســـويـــنـــ فـــــي «الــــغــــرفــــة المـــــجـــــاورة» هــــي مــــارتــــا المـــصـــابـــة بـــالـــســـرطـــان ولــيــس لـــديـــهـــا كـــثـــيـــراً مــــن الأيـــــــام قـــبـــل أن تـــــودّع الـــدنـــيـــا. تــخــتــار لـصـحـبـتـهـا فــيــمــا تبقى لها مـن حـيـاة الـروائـيـة إنـغـريـد (جوليان مـــور)، صداقتهما القديمة تـدفـع إنغريد لـــلـــمـــوافـــقـــة. تـــســـتـــأجـــر مــــارتــــا مــــنــــزلاً فـي الريف لكليهما على أن تعيش إنغريد في غـرفـة قريبة (ليست مـجـاورة كما يقترح العنوان). كـــــثـــــيـــــر مــــــــن المـــــــنـــــــاجـــــــاة والـــــــعـــــــزف المـــــادوڤـــــاري المـــعـــهـــود عــلــى شـخـصـيـاتـه الــنــســائــيــة. يــعــالــجــهــنّ بـــحـــنـــانٍ ومـــــودّة ويجعل الـحـوار بينهما كاشفا عـن آراء ووجــــهــــات نــظــر فـــي الـــحـــيـــاة والـــصـــداقـــة والعمل. لكن اهتمام الفيلم الأول، ككتابة درامية، هو موقع الموت من الحياة. كيف أنــه الصدمة الإنسانية الأكـبـر. التحدي الذي لا ينتصر فيه أحد. يتعرّض الفيلم لنكسة كبيرة عندما يـــــدخـــــل، ولــــــو لـــحـــن فـــــي فـــصـــل تـحـقـيـق البوليس مع إنغريد بعد موت صديقتها كــمــا لـــو كـــانـــت مــســؤولــة عـــن وفـــاتـــهـــا، ثم يترك الفيلم هذا الشأن الدّخيل ويستدير لـتـقـديـم ابــنــة إنــغــريــد الــتــي لـــم تــكــن على ودٍ مــع والــدتــهــا. الفيلم ينتهي بصداقة جـــديـــدة قــيــد الـــنـــشـــوء بـــن إنـــغـــريـــد وتـلـك الابنة التي تبدو كما لو أنها تتصرّف، من دون علم، كوالدتها. عـــلـــى الــــرغــــم مــــن تــفــاصــيــل الـــديـــكـــور وتوفير الألـوان الأساسية (أحمر، أصفر، أخـــــضـــــر... إلــــــخ) وتـــقـــديـــم الـــحـــكـــايـــة عـلـى نحو بصري جيد، لا يرتفع الفيلم كثيراً عــــن مـــســـتـــوى أعــــمــــال أخــــــرى لألمـــــادوڤـــــار. Parallel« هـــو أفــضــل مـــن فـيـلـمـه الــســابــق ،)2011 ،» » («أمــهــات مــتــوازيــات Mothers لكن نبرته الـسّـاكـنـة، وضـعـف تـبـريـره لما يقع (لا يتجاوز سرداً ما كُتب بل يمضي فيه ببعض الــتــنــوّع)، يـتـركـان الفيلم في موقع غير مريح. .)2024( عروض: مهرجان ڤينيسيا سوينتن ومور في «الغرفة المجاورة» (إل ديسيو) (تونتي وانلابس) Never Let Go سنة 49 جسّدت مآسي البلد على مدى السينما اللبنانية عبّرتعن حروب وأزمات بينما تقصف الطائرات الإسرائيلية مــــنــــاطــــق لـــبـــنـــانـــيـــة عــــــــدّة وتــــــدمّــــــر بــــلــــدات وضـــــواحـــــي، وتُـــغـــيـــر عـــلـــى المــــــدن صـغـيـرة وكبيرة، لا يسعُ المــرء إلا ضـمّ هـذه الفترة الحاسمة التي يمر بها لبنان إلـى فترات ومـــراحـــلَ عـاشـهـا هـــذا الــوطــن المـكـبّــل منذ نـحـو نـصـف قـــرن. هـــذا إذا مــا عـفـونـا عما سبق ذلك من مراحل صعبة أخرى وإن لم تكن بهذه الحدّة. أفلام أولى انــطــلــقــت الـــحـــرب الأهـــلـــيـــة فـــي لـبـنـان وازدادت شـــراســـة بـعـد أشـهـر 1975 سـنـة 16 قبل أن تتحوّل إلى منوال حياة لنحو سـنـة. خلالها وبـعـدهـا كــان مـن الطبيعي للسينما أن تـصـوّر تلك الـحـرب مـن زوايـا مختلفة. هي مجرد تسجيل وتوثيق في أفـــــ م، ودرامــــيــــات مـنـتـشـرة عــلــى جـانـبـي خـــط الــتــمــاس فـــي أفـــــ م أخــــــرى. بطبيعة الحال انتمى معظمها للتعبير عن الأسى والمُصاب وكيف أن شعب بلدٍ واحد تشرذم ســيــاســيــا وعـــمـــد إلــــى الــــسّــــ ح لإثـــبـــات أن الآخر يجب أن يُمحى. المـخـرج جـــورج شمشوم أنـجـز فيلما وثــائــقــيــا طـــويـــً بـــعــنــوان «لــبــنــان لمـــــاذا». العنوان نفسه يحمل حزنا أكبر من السؤال المــطــروح عـبـره. صُـــوّر على جانبي الخط الـفـاصـل بــن الــفُــرقــاء وجــــاء، فــي نسخته الأولــى غير المعدّلة، عاكسا لرغبة المخرج تسجيلَ الحقائق بحياد. عـلـى بُــعــدٍ يسير حـقّـق الـــرّاحـــل رفيق حــجّــار «المـلــجــأ» (فـــي مطلع الثمانينات) ليصفَ وقــعَ الـحـربِ على أبـريـاء مسلمي ومسيحيي. نظرة حيادية أخرى تحميها الغاية الإنسانية التي تبنّاها الفيلم. بـــعـــد ذلـــــك ازداد عــــــددُ الأفــــــــ م الــتــي تداولت تلك الحربحتى - وربما خصوصا - من بعد نهاية سنواتها المريرة. من أبرز أعـــمـــال تــلــك الــفــتــرة «زنّــــــار الـــنـــار» لبهيج حـجـيـج تــــدور قــصّــة حـــول أســتــاذ مـدرسـة يـواجـه أزمـتـن حـادتـن، واحـــدة شخصية وعاطفية، والأخرى أزمة الحرب الواقعة. الأزمــــــة تـــتـــبـــدّى كـــذلـــك عــبــر تـطـلّـعـات فــتــاة تـعـيـش جـــوّ عـائـلـتـهـا المـسـيـحـيـة في الفيلم الأول لدانيال عربيد «معارك حب»، تناولتها مـن زوايـــا مختلفة المخرجة مي المـصـري فـي «يـومـيـات بــيــروت»، و«أحـــ م المنفى»، و«أطفال شاتيلا»، وهي مجموعة مـن أعـمـال حققتها وزوجـهـا الـراحـل جان شــمــعــون، تــنــاولــت الـــوضـــع الـلـبـنـانـي من خـــ ل المـــأســـاة الفلسطينية والاعـــتـــداءات الإسرائيلية التي، للحقيقة، قلّما تباعدت فعليا خـــ ل نـصـف قـــرن مــن الـــزمـــان بــدءاً بــعــمــلــيــات اغـــتـــيـــال شــخــصــيــات لـبـنـانـيـة وفلسطينية عدّة في الستينات وما بعد. بين بغدادي وعلوية قــــبــــل ذلـــــــك بـــــــأعـــــــوام، قـــــــاد مـــخـــرجـــان لبنانيان قطار الحديث عـن لبنان كأزمة عيش وأزمــة حـرب. المخرجان هما برهان عـلـويـة، ومـــــارون بـــغـــدادي. كـ هـمـا رحــل. الأول فـــي المـــنـــفـــى، والـــثـــانـــي خــــ ل زيــــارة لـبـيـروت آتٍ مــن فـرنـسـا حـيـث كـــان انتمى إلى هيكل أعمالها. ،)1982( فـي «بـيـروت اللقاء» لعلوية حكاية لـقـاءٍ لا يتم بـن مسلم ومسيحية. الظروف المانعة هي تلك الحرب المجنونة. وجهة نظر الفيلم هي ما تعنيه الحرب من انكسارات نفسية وعاطفية. ليس أن حيدر (هيثم الأمــــن)، وزيـنـة (نــاديــن عــاقــوري)، عـــاشـــقـــان قــبــل أو خــــ ل تــلــك الــــحــــرب، بل كـ هـمـا يـنـشـد مـعـرفـة الآخــــر لـعـلـه يعرف نفسه أكثر. الــــرغــــبــــة فـــــي المــــعــــرفــــة قـــــــادت مــــــارون بغدادي لتحقيق فيلمي عن هذا الموضوع )، و«حروب 1975( » هما، «بيروت يا بيروت ). الأول تعبيرٌ عن الشعور 1982( » صغيرة الــداخــلــي الـــذي كـــان يـنـتـاب المــخــرج حيال التركيبة الطائفية والاجـتـمـاعـيـة. بطلته (ميراي معلوف) تسعى لمعرفة الآخـر، في حي صديقها المثقف (جوزيف بو نصّار)، مــحــافــظٌ يـــؤمـــن بــالــتــبــاعــد ولـــيـــس مهتما بـمـعـرفـة ذلـــك لآخــــر. كـ هـمـا مـــن عائلتي مسيحيّتي، والآخر لا بد أن يكون الطّرف المـسـلـم الــــذي يــؤيــد الـقـضـيـة الفلسطينية والعدالة الاجتماعية والعروبة. فـي فيلمه الـ حـق «حـــروب صغيرة» (الأفضل حرفيا من سابقه)، نقل بغدادي المـــــعـــــادلات نــفــســهــا إلـــــى وطــــيــــس الـــحـــرب الأهـلـيـة. الـنـمـاذج الـتـي تـعـبّـر عــن مـواقـف هي ثابتة: المرأة التي تنشد المعرفة. المسلم الــــــذي يــبــحــث عــــن مــســتــقــبــل، والمــســيــحــي الملتزم. سجل حساب من الأفلام التي طَرحت إفرازات الموقف بعد الـحـرب وعـلـى نحو جيد ومحسوب، .)2017( »23 فيلم زيـاد الدويري «القضية أحـداثـه تقع بعد الـحـرب بسنوات، بيد أن بعض أسبابها لا تزال قائمة: طوني (عادل كــــرم)، رجـــل مــن المـهـجّـريـن مـنـذ أن اكتسح المـــقـــاتـــلـــون الــفــلــســطــيــنــيــون والـــيـــســـاريـــون مــنــطــقــة الـــــدامـــــور خـــــ ل الــــحــــرب الأهـــلـــيـــة، يعيش الآن في بيروت (الشرقية)، ويعمل فـي كـاراجـه ويشحن بطارياته السياسية بــخــطــب زعـــمـــاء الــيــمــن الــلــبــنــانــي حــامــً ضغينة ضــد الفلسطينيي. لــذلــك، مــا إن ســمِــع لـهـجـة رجــــل فـلـسـطـيـنـي يــقــف تحت شُرفة منزله حتى رمى عليه الماء. الفلسطيني هو ياسر (كامل الباشا)، يـعـمـل وكــيــلَ عـــمّـــالٍ فــي الـبـلـديـة، ويـشـرف عـلـى تنفيذ إصـــ حـــات فــي الـــشـــارع حيث يـــعـــيـــش طــــونــــي، الـــــــذي يُـــخـــبـــر يــــاســــر فـي مـطـلـع المـــشـــادة بـيـنـهـمـا «يــــا لــيــت شــــارون قــضــى عـلـيـكـم جــمــيــعــا». الـــتـــجـــاذب يُــدلــي إلــى مــشــادة، والقضية تُـرفـع إلــى المحكمة بي شخصي؛ الأول ما زال يحمل مبادئه السياسية، والآخر يحاول أن يحافظ على موقعه ليعيش. في مرافعات طوني حديثٌ عن أن الفلسطيني يُعامَل في لبنان أفضل من معاملة اللبناني في بلده. لكن المحكمة حـكـمـت لــصــالــح الـفـلـسـطـيـنـي، خـصـوصـا أنـه مُتعاقد رسميا مع مؤسسة الحكومة للقيام بما عُهد إليه من أعمال. هــــــذا واحــــــــد مـــــن ســــجــــلّ الـــحـــســـابـــات المـفـتـوحـة الـتـي مــا زال الــوضــع السياسي يــعــجّ بـهـا إلـــى الـــيـــوم. لـكـنـه لـيـس الـسـجّـل الــوحــيــد. عـلـى سبيل المــثــال حـظـت قضية المخطوفي والمفقودين ببعض الأفلام التي عالجت ذلك الجرح الغائر. ربما دفنته لدى بعضهم الأيــام وصــولاً إلـى الحال الراهن، لـكـنّ الأحـيـاء الـذيـن عـانـوا مـن غـيـاب أفــراد عائلاتهم ما زالوا يتذكرون ويتألمون. أفـــضـــلُ تــصــويــر لـــذلـــك ورد فـــي فيلم «طـــــــرس... الــصــعــود إلــــى المـــرئـــي» لـغـسـان ). تـــســـجـــيـــلـــي مـــشـــغـــول 2019( حــــلــــوانــــي بوصفه نبشا فنيا وموضوعيا فريداً في جدار الذاكرة. فيصميمها، هذه نماذج من كثير من الأفـ م التي صاحبت تلك الحرب الأهلية، ومـن ثَـمّ تابعتها أو أتـت بجديد مُستنتج مــنــهــا وصـــــــولاً إلـــــى وضـــــع جـــديـــد حــاضــر سيُنتج بدوره أفلاما أخرى. (إيزكيَل فيلمز) 23 القضية زنار النار (بورتريه أند كومباني) معاركحب (موڤنتو فيلمز) ‬ لندن: محمدرُضا ‫ خلال الحرب الأهلية اللبنانية وبعدها، كان من الطبيعي للسينما أن تصوّرها من زوايا مختلفة شاشة الناقد

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky