issue16754

OPINION الرأي 13 Issue 16754 - العدد Friday - 2024/10/11 الجمعة ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١ ٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghas an Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidro s Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-i -Chief Aidroos Abdulaziz Zai Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Gha san Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief A sistants Editor-in-Chief Aidr os Abdula iz Zaid Bin Kami S ud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ الرئيس التنفيذي جماناراشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي ssistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا ئي التحرير محمد هاني Mohamed Hani الأسطورة عندما تُواجهُ أسطورةً مشابهة! المقاومة أم الإرهاب: أهمية الجرعة رغــــم الـــجـــيـــوش والمــيــلــيــشــيــات المــحــتــشــدة على الأرضوفي البحر والجو، والتي تتواجهُ منذ عامٍ؛ فإنّ هناك أسطورتين غير أرضيتين تتواجهان، يغذّيهما الـــدم المـسـفـوك والـــخـــراب المـنـشـور، ولا تـــردُ بالنسبة إليهما الهزيمة أو الاختفاء: الأسطورة الإسرائيلية للدولة الأبدية والعَود الأبـدي، والأُسطورة الإيرانية لانتصار الدم على السيف. فـــي أقــســى لـحـظـات الــتــأبــ والافــــتــــراق، يتذكر الخامنئي وهو ينعى مريده وبطله حسن نصر الله، الـحـسـ وشــهــادتــه. لا مــقــارنــة بــ عـسـكـر الحسين وعـسـكـر يـــزيـــد. لــكــنّ الـتـضـحـيـة المــشــهــودة لا تُــقــاسُ بلحظة المـوت، بل بشهود التاريخ وما فوق التاريخ ومـا قبله وبـعـده، ليبدوَ مقتلُ نصر الله على أيـدي الصهاينة حدثاً منفرداً ورمزاً لانتصارٍ كان ويكون، وتـقـوى رمـزيـتـه بـقـدر مـا يتكرر بتكرر مـآسـي «أهـل البيت» السائرين إلى فوزٍ باقٍ ليس من هذا العالم. بيد أنّ الشهيد المظلوم ونموذجه المنتصر، لا يقتصر عـلـى الـجـانـب الإيـــرانـــي، بــل هــو حــاضــرٌ في الـجـانـب الإسـرائـيـلـي بــقــوةٍ أيــضــ . فـالـقـلـةُ اليهودية الــتــي يــريــد الـجـمـيـع افــتــراســهــا، تـحـضـر لـديـهـا ليلة «طــــوفــــان الأقــــصــــى» قـــبـــل عـــــام الأخــــطــــار الـــوجـــوديـــة لـــإبـــادة، والــتــي لا يـفـهـم مـغـازيـهـا غـيـر الإنجيليين الأميركيين الذين يهبون لنجدتها فيما فوق أو وراء حتى أحـــام بنيامين نتنياهو. يـأتـي إلــى إسرائيل عــلــى عـــجـــلٍ كــــلّ مـــن الــرئــيــس الأمـــيـــركـــي جـــو بـــايـــدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، وكلهما يقول إنه يـحـسّ صهيونيته، ولـيـس لينفي إمـكـان الإبــــادة أو تكررها، بل وليدفع باتجاه إبادة الخصم، غير مكتفٍ بـمـواجـهـة الـخـصـم الــقــريــب، بـــل والــحُــلــم الحسيني الـــشـــاخـــص. والـــشـــعـــار مـــتـــواضـــع هـــو حـــق إســرائــيــل فـي الـدفـاع عـن نفسها، أمــا الـرمـزُ الـكـامـنُ أو الظاهرُ وراءها فهو استحضار الحُلم والوعد بانتصار القلة على الكثرة المتوحشة أو الهمجية فـي رؤى يوحنا ودانيال. مــــا حـــضـــرت الــــرمــــوز المــســيــانــيــة فــــي حــــــربٍ مـن الحروب على فلسطين كما حضرت في هذه الحرب. يــقــول نـتـنـيـاهـو إنـــه يـقـاتـل عـلـى سـبـع جــبــهــات. أمـا كانوا 1948 الـواقـع فهو أنّ الإسرائيليين ومنذ عــام دائماً هم الأكثرية في العدد والعدة حتى عندما كانوا يواجهون سبع دولٍ عربية! مـــا خـــا الــتــلــويــن الـــديـــنـــي لـــلـــصـــراع فـــي أيٍ من الـــحـــروب الــســابــقــة. لـكـنـه كــــان الأكـــثـــر حـــضـــوراً هــذه المـــــرة. فـالـيـمـ الــديــنــي هـــو الــحــاضــر فـــي الـحـكـومـة الإسـرائـيـلـيـة. وفــي الجانب الآخـــر تحضر «حـمـاس» الإسلمية و«الجهاد الإسلمي»، و«حزب الله»، نعم «حـزب الله»، ومـن وراء الجميع وفـي قيادتهم إيـران الإســـامـــيـــة. ويــمــكــن اســتــكــمــال المــشــهــد بـالإنـجـيـلـيـة الأميركية التي هبّت لضرب أعداء إسرائيل. لا يحب الأوروبــيــون ولا السياسيون الأميركيون الشعارات الدينية فـي الــحــروب وإن اعتقدها بعضهم ضمناً. وقــد تــذكــروا يـاسـر عـرفـات الإســامــي المــعــروف الـذي كان يقول إنّ الصراع الديني لا ينتهي ولا يمكن الفوز فــيــه، ولا بــد مــن تـوطـيـة الـسـقـف حـتـى إلـــى مــا تحت القومي كالوطني والإنساني والحقوق المشروعة لدى المواثيق الدولية. لكنّ هـذا ليس هو شـأن «حماس» الطرف الرئيسي في الصراع على الأرض التي تؤمن بـالـوعـد الــحــقّ الـظـاهـر فــي تـصـريـحـات أبـــو عـبـيـدة. وبـــدا خـالـد مشعل علمانياً جــداً عندما عــدّ النجاح الإسرائيلي تكتيكياً، بينما انتصار «المـقـاومـة» هو انتصار استراتيجي! وهو الأمر الذي ذهب إليه نعيم قاسم نائب الأمـ العام لـ«حزب الله» عندما تنازل عـــن الـــربـــط وعــــدّ نـبـيـه بـــري المـــرجـــع الأبـــــرز فـــي إدارة الصراع الجاري! يقول كثيرون إنّ الشعارات الدينية من الطرفين هــي للتحميس. ونتنياهو لـيـس مـشـهـوراً بتدينه. لكنّ حركات المتدينين الصاعدة تمضي إلى ما وراء الصهيونية، لتستعيد ذكريات سقوط أريحا وإبادة الأعـــداء الكنعانيين والمـؤابـيـ . ولأنّ هـذه الذكريات الـــتـــوراتـــيـــة فـيــهــا الانـــتـــصـــار وفــيــهــا الـــهـــزيـــمـــة، وكــا الأمرين تحضر فيه توقعات الإبـادة والهولوكوست (الـــذي مـا جــرى إلاّ على الـيـهـود) تتخذ هــذه الحرب أبعاداً نشورية. فإذا عدنا إلى الأرض أو الميدان كما سماه نصر الله، نجد أنّ غزة بعد عـامٍ على الملحمة تحوم فيها إلإبـــادة فـوق الـــرؤوس. يقول المتطرفون الإسرائيليون: لقد ارتحنا من غزة و«حماس» لعشر سنواتٍ على الأقــلّ، فلماذا لا ننتهز الفرصة فنرتاح من العدوّ في الشمال لعشر سنواتٍ وأكثر؟! انتصاراً 2006 عدّ «حزب الله» نتائج حرب عام إلهياً. وفي عظاته في ليالي رمضان وعاشوراء في الأعوام التالية، ومع الملحم الجارية آنذاك في العراق ثم في سورية، عدّ نصر الله أنّ هناك أمائر وبشارات بـاقـتـراب ظـهـور الـغـائـب. كــام نعيم قـاسـم يعني أنّ الحلم انكسر أو تراجع على الأقلّ لأنّ نبيه بري ليس شخصيةً مسيانيةً أو أبوكالبتية. لكنّ هذا الانكسار أو التراجع لا يبدو في خطاب الخامنئي الشعائري. فأين هو الجمهور الشيعي المتعب والمهجّر في لبنان والعراق من هذه الشعائرية الباقية؟! فـــي وعــــي الــجــمــهــوريــن الإســرائــيــلــي والـشـيـعـي . ففي 2024 و 2006 تجري المقارنة بـ حربي عـامَـي الإعـــام والـنـتـائـج على الـنـظـام اللبناني بــدا الحزب آنذاك منتصراً بالفعل. ولذلك يقاتل الحزب هذه المرة بـالـطـريـقـة نـفـسـهـا. أمـــا الإسـرائـيـلـيـون فــا يُـصْـغـون لنداءات الحرب المحدودة لا مع الحزب ولا مع إيران، ويستغلّون تفوقهم بطريقةٍ مختلفةٍ وشديدة الفتك. هل يبقى الصراع صراعاً بين أسطورتين؟ سواء أكان الأمر كذلك أم لم يكن، فإن الحرب - منظوراً إليها من جانب إسرائيل على الأقل - تبدو طويلة. تخصص مكتبتاي المفضلتان فـي بـاريـس ولندن هذه الأيام رفاً كاملً للكتب التي تدور حول أو مستوحاة من عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل. يـقـدم بعض هــذه الكتب روايـــات مختلفة لمـا حدث في ذلك اليوم، ويمكن تصنيفها أنها تقارير موسّعة من النوع الذي قدمته المجلت الإخبارية في الأيام الخوالي للصحافة المطبوعة. الأكثر إثـارة للهتمام من بين هذه الكتب هو كتاب بعنوان «السبت الأسود» لتراي ينغست، الذي يوسّع نطاقه ليقدم صورة للحرب اللحقة في غزة. يبدأ كتاب «حرب السابع من أكتوبر- تشرين الأول» لسيثجيه فرانزمان، أيضاً كتقرير مطول، ولكنه سرعان ما يتطور إلى دراسة إكلينيكية للأسباب العميقة وراء الانـفـجـار القاتل للغضب والـكـراهـيـة. يـحـاول فرانزمان وضع الحدث في السياق الجيوسياسي الأوسع للصراع على مستقبل الـشـرق الأوســـط الــذي استمر منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى. كـانـت المـحـاولـة الأولــــى لـفـرض شـكـلٍ عـلـى المنطقة من بريطانيا العظمى وفرنسا، إذ حـاول البريطانيون تشكيل شـبـكـة مــن المـلـكـيـات الـعـربـيـة مــن خـــال جامعة الــــــدول الــعــربــيــة المُــشــكّــلــة حــديــثــ كـمـجـمـوعـة فــيــدرالــيــة فضفاضة. وفرضت فرنسا نظاماً جمهورياً هشاً على سـوريـا ولـبـنـان. فشلت كلتا قـوتَـي الانــتــداب فـي نهاية الأمـر لأن الـولايـات المتحدة والاتـحـاد السوفياتي توليا الدور الرئيسي في هذه الدراما مع بداية الحرب الباردة. يـتـعـامـل فـــرانـــزمـــان، الــــذي درس أيــضــ مـــا يسمى «داعـش»، مع الشخصيات الرئيسية الجديدة والحالية في الدراما، لا سيما الجمهورية الإسلمية التي تأسست في طهران. إنه يتمكن من تتبع أصول هجوم أكتوبر إلى الخطة الكبرى لطهران لإعـــادة تشكيل الـشـرق الأوســط عــلــى صـــورتـــهـــا الـــخـــاصـــة. ويــعــتــقــد قـــــادة الــجــمــهــوريــة الإيرانية أنه ما لم يصبح بقية الشرق الأوسـط إيرانياً، فسيكون حتماً على إيـــران أن تصبح مثل بقية الشرق الأوسط. لهذه الغاية، يسعى قادة طهران إلى استراتيجيتين مـتـوازيـتـ : تـحـويـل الــــدول الـعـربـيـة إلـــى قـشـور جـوفـاء تُستخدم غطاءً لوكيل إيراني يمارس السلطة الحقيقية، وإنشاء شبكة من الوكلء لجرّ إسرائيل إلى حرب دائمة بهدف تدميرها النهائي عبر الإرهـــاق النفسي والعبء الاقتصادي والتدهور الديمغرافي. لا يفصح فـرانـزمـان عـن ذلــك صــراحــةً، لـكـنّ روايـتـه تشير إلــى أن هـجـوم الـسـابـع مـن أكـتـوبـر، بـغـضّ النظر عن فظاعته غير المسبوقة، يجب أن يُعامَل على أنه حلقة في حـرب أوسـع لن تنتهي إلا إذا تم إخــراج الجمهورية الإيرانية من اللعبة القاتلة. كــتــاب «الــســابــع مـــن أكــتــوبــر: الـــحـــرب ضـــد حـمـاس من خـال عيون ضابط كوماندوز إسرائيلي» هـو، كما يوحي العنوان، سرد شاهد عيان على الحرب من الكابتن إلكام كوهين. قـــد يُـنـظـر إلـــى الــكــتــاب، الــــذي أقــــره رئــيــس الـــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بـنـيـامـ نـتـنـيـاهـو، مـــن الــبــعــض بـوصـفـه اعــتــذاراً، وهــو إلــى حـد مـا كـذلـك. ومــع ذلـــك، فــإن الكابتن كـــوهـــ يــتــمــكــن مــــن الابـــتـــعـــاد عــــن المـــغـــريـــات الــدعــائــيــة الساعية للبحث عن التعاطف من خـال إثــارة المشاعر. مما يجعل روايته أكثر رسوخاً. يـــقـــدم كــتــابــه نـــظـــرة نــــــادرة إلــــى قـــواعـــد الاشــتــبــاك والأنــــمــــاط الـعـمـلـيـاتـيـة لـلـجـيـش الإســـرائــيـــلــي لــيــس من الـــنـــاحـــيـــة الـــنـــظـــريـــة وإنــــمــــا فــــي ســـيـــاق صــــــراع حـقـيـقـي ومـــســـتـــعـــصٍ بــشــكــل اســـتـــثـــنـــائـــي. عـــلـــى طـــــول الـــطـــريـــق، سيشعر القارئ بأن كوهين ورفاقه، ومن دون أن يقولوا ذلـــــك، يــخــشــون أن الـــصـــراع المـسـتـمـر قـــد يـسـحـبـهـم إلــى مستوى الكراهية المـريـرة الـتـي زرعـهـا يحيى السنوار، قائد «حماس» العسكري -ذلك المستوى الذي جعل حتى بـعـض مقاتلي «حــمــاس» ومـنـاصـريـهـا يـشـعـرون بعدم الارتياح. يشتمل رف كتب «الـسـابـع مـن أكـتـوبـر» فـي مكتبة لندن أيضاً على كتاب «إرهابي أم مقاتل للحرية: الحق في المقاومة» لنيكولاس جيانوبولوس، الـذي كُتب قبل هــجــوم «حـــمـــاس» عـلـى إســـرائـــيـــل، ولــكــن أُعـــيـــد إصــــداره على ما يبدو لكي يطرح وجهة نظر «حماس»، وإن كان بــصــورة غـيـر مــبــاشــرة. يــجــادل المــؤلــف بـــأن الأشــخــاص الـذيـن يشعرون بالظلم لديهم الحق فـي مقاومة الظلم ويستشهد بمجموعة مـن الأمثلة -مـن حـرب الاستقلل الأمــيــركــيــة، إلــــى حــــرب الــجــيــش الــجــمــهــوري الآيــرلــنــدي الطويلة ضد بريطانيا العظمى. ومع ذلـك، من الصعب تصور كيف يمكن تصنيف هـــجـــوم الـــســـابـــع مـــن أكـــتـــوبـــر عــلــى أنــــه عــمــل مـــن أعــمــال المقاومة من مقاتلي الحرية. في ذلـك الوقت، كانت غزة تحت الاحتلل الإسرائيلي وكانت تتطوّر كدولة مصغرة شبه مستقلة، التي، رغم تعرضها للقيود القاسية وغير الــعــادلــة فــي بـعـض المـــجـــالات، لا يـمـكـن اعـتـبـارهـا كياناً مستعمراً متعطشاً للستقلل. بالنسبة إلى «حماس»، كان «السابع من أكتوبر» حرباً اختيارية وليست حرباً ضرورية، ولم يكن هدفها مجرد إرهاب عدو حقيقي أو وهمي، وإنما قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين. يُستخدم الإرهـــاب لإقـنـاع الخصم أو إجـبـاره على فعل شيء تريده أو التوقف عن فعل شيء لا تريده، ومن المؤسف أن هـذا ينجح في كثير من الـحـالات. ومـع ذلك، إذا تجاوز العمل الإرهابي حدوداً معينة، فقد ينتج عنه عكس مـا يأمل الإرهــابــي. بمعنى آخــر، المسألة برمتها تتعلق بالجرعة. من دون غارة «طوفان الأقصى»، لم يكن أي رئيس وزراء إســـرائـــيـــلـــي، نــاهــيــكــم بـبـنـيـامـ نـتـنـيـاهـو الـــذي صودف أنه وصل إلى أدنى مستويات عدم الشعبية، قد تجرأ على شـن حــرب شاملة تهدف إلــى طــرد «حماس» من غزة. «الجنرال» السنوار ليس أول ضحايا النتائج غير المقصودة ولن يكون الأخير أيضاً. فيضوء ذلك، يبدو أن حسن نصر الله، الزعيم الراحل لـ«حزب الله» اللبناني، قد أدرك أهمية الجرعة في الإرهــاب و-أو المقاومة. لهذا السبب، رفض في البداية، ولدهشة البعض، الانضمام إلى رقصة الرعب التي افتتحها السنوار. وقد لا نعرف أبــــداً مــا الــــذي أقـنـعـه أو أجــبــره عـلـى الـتـخـلـي عــن حــذره المـعـتـاد والانـضـمـام إلــى مـغـامـرة خـارجـة عـن سيطرته. تخميني أنـــه لــم يقفز مـخـتـاراً وإنــمــا دُفـــع إلـيـهـا دفـعـ . وأترك لكم التخمين بشأن من دفعه. رضوان السيد أمير طاهري

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky