issue16753

مـــــع اســـــتـــــمـــــرار الـــــحـــــرب الإســـرائـــيـــلـــيـــة فـــي قــطــاع غــــزة، وتــداعــيــاتــهــا عـلـى المـنـطـقـة، تتواصل خسائر «قـنـاة الـسـويـس» المصرية بسبب هجمات جماعة «الـحـوثـي» اليمنية على السفن المـــارة فـي الممر المـاحـي؛ مـا أثـار ويثير تـسـاؤلات بشأن خطة مصر للتعامل مع هذه التوترات. وتــراجــعــت إيـــــرادات قـنـاة الـسـويـس من 2022 مــلــيــار دولار خــــال الـــعـــام المـــالـــي 9.4 - 2023 مـلـيـار دولار خـــال 7.2 إلـــى 2023 - ، حـــســـب تـــصـــريـــحـــات لـــرئـــيـــس «هـيـئـة 2024 قـنـاة الـسـويـس» الفريق أسـامـة ربـيـع، الأحـد المــاضــي، أكــد خللها «حتمية» عـــودة حركة المـــاحـــة بــالــقــنــاة لـطـبـيـعـتـهـا، فــــور اســتــقــرار الأوضاع في المنطقة. ومـنـذ نهاية نوفمبر (تـشـريـن الثاني) المـــــــاضـــــــي، غـــــيـــــرت شــــــركــــــات شــــحــــن عـــالمـــيـــة مسارها، متجنبة المــرور في البحر الأحمر؛ إثـــر اســتــهــداف جـمـاعـة «الــحــوثــي» اليمنية، الـــســـفـــن المــــــــارة بـــالمـــمـــر المـــــاحـــــي، «رداً عـلـى استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة». وكــــرّرت مـصـر شـكـواهـا مــن تـأثـر حركة الملحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فـي المائة 50 أخـيـراً، إن «بـــاده فقدت مـا بـن 8 فـــي المــــائــــة، مـــن دخــــل الـــقـــنـــاة خــــال الــــ 60 و الأشهر الماضية». ووفـــــــــق مـــجـــلـــة «إســــــرائــــــيــــــل ديـــفـــنـــس» الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، في تقرير نشرته أخيراً وتداولته وسائل إعلم عربية، فـــإنـــه «رغــــــم مــــا تـــعـــانـــيـــه مـــصـــر مــــن خــســائــر بسبب توترات البحر الأحمر، فإنها ترفض القيام بعمل عسكري ضد جماعة الحوثي»، مـشـيـراً إلـــى أن «الـــقـــاهـــرة تـضـع الاعــتــبــارات الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة والــــــخــــــوف مـــــن الــتــصــعــيــد الإقـلـيـمـي والــعــاقــات الـسـيـاسـيـة مــع الـعـالـم العربي، فوق أي اعتبار». وأضــــافــــت المـــجـــلـــة: «مـــصـــر لــــم تــتــعــاون مـع التحالف الـدولـي الــذي أنشأته الـولايـات المـــتـــحـــدة فـــي هــــذا الــــصــــدد»، مــشــيــرة إلــــى أن «القاهرة تفضّل ممارسة الضغوط السياسية وتعزيز وقف شامل لإطلق النار في المنطقة، على أساس أن هذا هو الحل الصحيح لإنهاء القتال، بــدلاً مـن الـدخـول فـي حملة عسكرية أخرى من شأنها تصعيد الوضع». وتابعت: «رغـم الأضـرار الجسيمة التي لحقت بالاقتصاد والضغوط الداخلية، فإن مــصــر تــخــتــار اسـتـراتـيـجـيـة ضــبــط الـنـفـس، وتدرك جيداً التحديات الأمنية التي يفرضها الحصار البحري، لكنها تدرك أيضاً المخاطر الكامنة في التصعيد العسكري». وشكّلت الولايات المتحدة، في ديسمبر (كــــانــــون الأول) المــــاضــــي، تــحــالــف «حـــــارس الازدهار» للرد على هجمات «الحوثي»، لكن مصر لم تنضم إليه. وتدرك مصر أن «ما يحدث من هجمات فـي البحر الأحـمـر سببه الرئيسي إسرائيل وحـربـهـا ضــد غـــزة ولــبــنــان»، حـسـب مساعد وزيـــــر الــخــارجــيــة المـــصـــري الأســـبـــق الـسـفـيـر حسي هريدي. الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «مـــصـــر تـــــرى أنـــــه بـــمـــجـــرد وقـــــف الـــحـــرب فــي غـــزة ولـبـنـان بشكل دائـــم ستنتهي أزمــة البحر الأحــمــر»؛ لـذلـك تـبـذل الـقـاهـرة جهوداً متواصلة لوقف إطلق النار ومنع التصعيد في المنطقة. وتـــعـــتـــمـــد خــــطــــة مــــصــــر لـــلـــتـــعـــامـــل مــع هــجــمــات الــحــوثــي فـــي الــبــحــر الأحـــمـــر، على «المسار الدبلوماسي»، حسب الخبير الأمني والاسـتـراتـيـجـي الــلــواء محمد عـبـد الــواحــد، الــــذي أكـــد لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط» أن «الــقــاهــرة حـــريـــصـــة عـــلـــى عـــــاقـــــات طـــيـــبـــة مـــــع جـمـيـع الأطــــــراف، وتـــنـــأى بنفسها عـــن الـــدخـــول في تــحــالــفــات مـــن شــأنــهــا تــأجــيــج الــــصــــراع في المـــنـــطـــقـــة». وأضـــــــاف: «مـــصـــر تـــواجـــه الأزمــــة عبر اتصالات سياسية متواصلة مع جميع الأطراف المعنية، تستهدف إنهاء الحرب في غزة، وبالتالي الحد من تداعياتها في البحر الأحمر». مــن جـانـبـه، أكـــد الأمـــن الــعــام لــ«اتـحـاد المـــوانـــئ الــبــحــريــة الــعــربــيــة»، الـــلـــواء عـصـام الدين بـدوي، لـ«الشرق الأوســط»، أن «إنهاء الـتـوتـرات فـي البحر الأحـمـر مرتبط بإنهاء حـــــرب غــــــزة، مــــن هـــنـــا تــكــمــن أهـــمـــيـــة جــهــود الوساطة الدولية في هذا الصدد»، مشيراً إلى أن «مصر تتحرك في هذه الأزمة دبلوماسياً عـبـر جـهـود وقـــف إطـــاق الـــنـــار، واقـتـصـاديـ بـــالـــتـــواصـــل مــــع شــــركــــات الـــشـــحـــن وتـــقـــديـــم تسهيلت للمرور عبر قناة السويس». وخلل الفترة الماضية، كانت التوترات في منطقة البحر الأحمر محوراً رئيسياً على أجـــنـــدة مـبـاحـثـات المــســؤولــن المــصــريــن مع الأطراف الدولية. وفـــــي أغـــســـطـــس (آب) المــــاضــــي، عـــبّـــرت مصر عن دعمها للعملية البحرية الأوروبية في البحر الأحمر (أسبيدس)، والتي أطلقها الاتحاد الأوروبي في فبراير (شباط)؛ بهدف حماية السفن التجارية من هجمات «جماعة الـــحـــوثـــي». وأكــــد وزيــــر الــخــارجــيــة المــصــري، آنــــذاك، «أهـمـيـة تضافر الـجـهـود لخلق بيئة آمنة لمرور السفن بالبحر الأحمر». وشــــــدد عـــبـــد الـــــواحـــــد، عـــلـــى أن «مــصــر دعمت التحالف الأوروبي؛ لأن هدفه دفاعي، لكنها لم تشارك فيه وتكتفي بمشاركتها في .»)153( القوة والقاهرة عضو في قوة المهام المشتركة .2022 )، وتـــولـــت قـيـادتـهـا أواخـــــر عـــام 153( وأكـــــــدت آنــــــــذاك، أنـــهـــا «إحـــــــدى أهـــــم الآلـــيـــات المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، ومجابهة التهديدات بكل أنماطها». ولا تـــقـــتـــصـــر الــــخــــطــــة المــــصــــريــــة عــلــى الــتــحــركــات الــدبــلــومــاســيــة، بـــل تـمـتـد أيـضـ إلى المسار الاقتصادي، حيث شهدت الفترة الماضية اتصالات مكثفة مع شركات الشحن، وأعـلـنـت «هـيـئـة قـنـاة الـسـويـس» عــن حـوافـز تــســويــقــيــة وتـــخـــفـــيـــضـــات؛ لــتــنــشــيــط حــركــة الملحة وتجاوز تداعيات تراجع الإيرادات. 9 أخبار NEWS Issue 16753 - العدد Thursday - 2024/10/10 الخميس إيرادات القناة تراجعت مليار دولار 9.4 من مليار دولار 7.2 إلى ASHARQ AL-AWSAT رغم أنها تسببت بخسائر ضخمة في عائدات قناة السويس مصر تفضّل الخيار الدبلوماسي للتعامل مع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر سفينة تحمل حاويات تمرّ عبر قناة السويسالمصرية (هيئة قناة السويس) القاهرة: فتحية الدخاخني السودان: مخاوفمن عودة رموز حزب البشير للواجهة أعـــــــــــــرب نـــــشـــــطـــــاء ســـــيـــــاســـــيـــــون فـــي السودان، عن مخاوفجراء الظهور العلني المتكرر لرموز من حزب «المؤتمر الوطني» الذي حكم البلد سابقاً طوال عهد الرئيس ). وأطل 2019 : 1989( السابق عمر البشير إبراهيم محمود، وهو أحد المتنازعي على رئاسة «المؤتمر الوطني»، بعد استقباله في مطار بـورتـسـودان، الثلثاء، وخاطب السودانيي بعد نحو عامي من تواجده في تركيا. كما ظهر والــي ولايــة سنار السابق، أحـــمـــد عـــبـــاس، وهــــو مـــن رمـــــوز «المــؤتــمــر الـــوطـــنـــي» مـــرتـــديـــ الـــــزي الـــعـــســـكـــري، إلــى جانب نائب القائد الـعـام للجيش شمس الدين الكباشي في منطقة جبل موية، التي استردها الجيش قبل أيام عدّة. وعـــــدّت قـــوى مـدنـيـة تـلـك الـتـحـركـات «مــــحــــاولــــة لاســــتــــعــــادة الـــــحـــــزب» المــنــحــل لسلطته التي فقدها بالانتفاضة الشعبية الـتـي أطـاحـت حكم البشير، ورأى آخــرون أنــــهــــا «دلـــــيـــــل عـــلـــى تـــحـــالـــف الإســـامـــيـــن وواجــهــتــهــم حـــزب (المــؤتــمــر الــوطــنــي) مع الجيش». مدح لـ«طالبان» وخـاطـب محمود فـي كلمة مقتضبة بـمـطـار بـــورتـــســـودان، الــثــاثــاء، مواطنيه بالقول: «الشعب السوداني لن يخدع مرة أخـــرى بقصص و(حـــواديـــت) المــعــارضــة»، ســـــــاخـــــــراً مـــــــن تــــحــــمــــيــــل المـــــســـــؤولـــــيـــــة عـــن مشكلت البلد لـ«الكيزان» (تعبير أطلقه السودانيون على قوى الإسلميي). كما انتقد محمود سياسات رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش، عبد الـفـتـاح الـبـرهـان، بـشـأن التطبيع مع إسـرائـيـل. وفـي موضع آخــر، ألمـح محمود إلى عودة التحالفات بيحزبه والجماعات المـــتـــشـــددة، مُــســتــدلاً بـتـجـربـة أفـغـانـسـتـان بقوله: «العالم يعترف بالأقوياء، وحركة (طالبان) دوّخت أميركا، ودفعتها صاغرة للتفاوض معها». ويدور صراع تنظيمي داخل «المؤتمر جــبــهــات تـمـثـل كــــاً مــن: 3 الـــوطـــنـــي» بـــن الأمـــن الــعــام لــ«الـحـركـة الإســامــيــة» علي كرتي، ورئيس الحزب بعد إطاحة البشير، أحمد هارون، ومجموعة بقيادة نافع علي نافع (تدعم رئاسة إبراهيم محمود). تهديد بالانقسام وقـــال الـقـيـادي فـي «تنسيقية القوى الـــديـــمـــقـــراطـــيـــة المــــدنــــيــــة» (تـــــقـــــدم) شــهــاب إبراهيم لــ«الـشـرق الأوســـط»، إن «الظهور الـعـلـنـي لــقــيــادات (المــؤتــمــر الــوطــنــي) يعدّ تـــدشـــيـــنـــ لمــــرحــــلــــة جـــــديـــــدة مـــــن الــــحــــرب، وقيادتها باتجاهات أكثر سوءً». وأبـــدى إبراهيم تخوفاً مـن أن تسهم تلك الشخصيات في تعبئة أنصارهم ضد مــكــونــات المـجـتـمـع الـــســـودانـــي، وبـالـتـالـي الـــتـــهـــديـــد بـــانـــقـــســـام مـــجـــتـــمـــعـــي، ولـــيـــس فقط الحشد ضـد «قـــوات الـدعـم السريع». وعــدّ أن «الـخـطـاب الـدعـائـي الحربي الـذي يــقــوده (المــؤتــمــر الــوطــنــي) سـيـدفـع الـبـاد لــانــقــســام، لـيـس عـلـى غــــرار مـــا حـــدث مع جنوب السودان، بل لأكثر من دولة». وعلى المـسـتـوى الــداخــلــي لـلـحـزب، رأى الـقـيـادي فــي «تـــقـــدم»، أن «الــظــهــور الـعـلـنـي يكشف عن تطور الصراع بي مراكز القوى داخل الحزب». ويعدّ «المؤتمر الوطني» حزباً محلولاً بموجب قانون «تفكيك نظام الإنقاذ» الذي أجيز مـن قِبل مجلسَي السيادة والـــوزراء .2019 عقب إطاحة البشير عام ولعب أنصار «المؤتمر الوطني» دوراً فـاعـاً فـي انـقـاب الجيش الـسـودانـي على الحكومة المدنية التي كان يقودها رئيس ، كما 2021 الـــوزراء، عبد الله حمدوك عـام أنهم يساندون الجيش بقوة في حربه ضد «قوات الدعم السريع» والتي اشتعلت عام .2023 وتقاتل ميليشيات تابعة للإسلميي مثل «كتائب البراء، والبنيان المرصوص» إلى جانب الجيش. وفــــي تـعـلـيـق عــلــى الـــظـــهـــور الـعـلـنـي لـــقـــيـــادات «المـــؤتـــمـــر الـــوطـــنـــي»، قــــال نـائـب الأمــن الـعـام لــ«تـقـدم» خالد عمر يوسف، إن تلك الخطوات تؤكد أن «الحرب الراهنة هــــي حــــــرب الـــنـــظـــام الـــبـــائـــد لـــلـــعـــودة إلـــى السلطة على حساب أرواح الشعب وتدمير البلد»، وأضــاف: «أشعلوا نارها (يقصد رمــــوز الــنــظــام الــســابــق) ويـسـتـثـمـرون في استمرارها، والآن يسارعون لجني ثمارها قبل أن ينقشع غبار المعركة». كمبالا: أحمد يونس رحلات برية يومية إلى الجنوب بالتزامن مع «تقدم الجيش» مصر: تصاريح الإقامة وصعوبات التعليم تدفعانسودانيين للمغادرة دفـــعـــت تـــصـــاريـــح الإقــــامــــة وصـــعـــوبـــات الـــتـــعـــلـــيـــم ســـــودانـــــيـــــن إلـــــــى مــــــغــــــادرة مــصــر و«الـــعـــودة طـوعـيـة» إلــى بـادهـم مــرة أخــرى، وسـط أنباء عن تقدم الجيش السوداني في أجـــزاء مـن العاصمة الـخـرطـوم، على حساب «قوات الدعم السريع». وحـــســـب إفــــــادات بــعــض الــعــائــديــن إلــى السودان فإن «انعدام مصادر الدخل، وارتفاع فـاتـورة المعيشة بـالمـدن المصرية، إلـى جانب غـلـق المــــدارس الـسـودانـيـة، دفـــع مـئـات الأســر للعودة». في حي تحدث مراقبون عن «مئات يــــعــــودون لـــديـــارهـــم فــــي الـــــســـــودان يـــومـــيـــ ». ألف سوداني عادوا 12 وأشاروا إلى أن «نحو لبلدهم الأسبوع الماضي». وتـسـتـضـيـف مــصــر آلاف الــســودانــيــن الذين فروا من الحرب الداخلية. وقال السفير المصري بالسودان، هاني صــاح، منتصف سبتمبر (أيــلــول) الماضي، ألف 200 إن «مصر استقبلت نحو مليون و ســودانــي بعد الــحــرب»، إلــى جـانـب آلاف من الـسـودانـيـن الــذيــن يعيشون فــي مـصـر منذ ســـنـــوات. وقـــالـــت مـــصـــادر ســودانــيــة مطلعة تقيم بمصر إن «السفارة السودانية بالقاهرة دشنت مشروع العودة الطوعية للسودانيي الراغبي في العودة لديارهم مرة أخرى». وأوضــــــحــــــت المــــــصــــــادر الـــــتـــــي تـــحـــدثـــت لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط» أن «المــــشــــروع يتضمن تـوفـيـر تـسـهـيـات لـلـعـائـديـن، مـنـهـا وسـائـل انتقال مجانية، حتى أسوان (جنوب مصر)، ثم الانتقال إلى المنافذ البرية الحدودية بي مصر والسودان». ويـــــربـــــط مــــصــــر والــــــــســــــــودان، مـــنـــفـــذان بــــريــــان، هـــمـــا «أرقــــــــن» و«أشــــكــــيــــت» (مــيــنــاء قسطل)، ويعتمد الـبـلـدان على المعبرين في الـتـبـادل الـتـجـاري ونـقـل الأفــــراد، ولـجـأ آلاف الـــســـودانـــيـــن لـلـمـنـفـذيـن مـــع انــــــدلاع الــحــرب الداخلية للعبور إلى المدن المصرية. روايات العائدين «عـــــــدنـــــــا إلـــــــــى بــــــــادنــــــــا، لأنــــــنــــــا تـــركـــنـــا ممتلكاتنا وأموالنا، على أمل الحرب تنتهي خلل أسابيع»، هكذا تحدثت بخيتة محمد، أم سودانية لثلثة من الأبناء، عن تجربتها للعودة مرة أخرى لديارها في الخرطوم. وقالت لـ«الشرق الأوســـط» إنها «قـررت الـــعـــودة مـــرة أخــــرى لـصـعـوبـة تـرتـيـب حـيـاة أسرتها بسبب ارتفاع قيمة إيجار الوحدات السكنية في مصر، وارتـفـاع تكلفة المعيشة، وعـــــــدم وجـــــــود فــــــرص لـــلـــعـــمـــل». وأوضــــحــــت الخمسينية أنها «ضمن أسر سودانية قررت الــــعــــودة إلـــــى بــــادهــــا مــــع تــحــســن الأوضــــــاع نسبياً في العاصمة الخرطوم». وشــن الجيش الـسـودانـي أخـيـراً عملية عـــســـكـــريـــة مــــوســــعــــة لاســـــتـــــعـــــادة الـــعـــاصـــمـــة الـخـرطـوم مـن «قـــوات الـدعـم الـسـريـع»، حيث أشارت تقارير ميدانية إلى استعادة الجيش أجزاء من العاصمة بينها «الخرطوم بحري». الأكــاديــمــيــة الـــســـودانـــيـــة، زيــنــب بـشـرى الــــنــــور، عـــــددت أســـبـــاب عـــــودة أســـرتـــهـــا مــرة أخــرى لمدينة أم درمـــان، ومـن بينها «ارتـفـاع قيمة الإيـــجـــارات السكنية، ونـفـاد المـدخـرات المـالـيـة لــأســرة، وتعليق الــدراســة بـالمـدارس السودانية في مصر». وأغـلـقـت السلطات المـصـريـة فـي يونيو (حــــــــزيــــــــران) المــــــاضــــــي، عـــــــــدداً مــــــن المـــــــــدارس السودانية لـ«عدم استيفاء الشروط». وطــالــبــت ســـفـــارة الــــســــودان بــالــقــاهــرة، أصحاب المدارس، بـ«تقني أوضاعها». وقالت الأكاديمية السودانية لـ«الشرق الأوســـط» إن «انـتـصـارات الجيش السوداني الأخــــيــــرة دفـــعـــت مـــزيـــداً مـــن الأســـــر لــلــعــودة، خصوصاً مع وجود صعوبات في استخراج تــصــاريــح الإقـــامـــة بـمـصـر، وقـــيـــام الـسـلـطـات المصرية بترحيل المخالفي للوائح». وتــــشــــتــــرط الــــســــلــــطــــات المــــصــــريــــة عــلــى الـــســـودانـــيـــن المــقــيــمــن بـــأراضـــيـــهـــا «تـقـنـن وضـــع إقــامــتــهــم، بـــإصـــدار تــصــاريــح الإقــامــة القانونية»، وفقاً لوزارة الداخلية المصرية. أسباب العودة ويــــــتــــــوقــــــف نــــــائــــــب رئــــــيــــــس الــــجــــالــــيــــة السودانية بالقاهرة، أحمد عــوض، عند ما ســـمـــاه بــالــوضــع الاســتــثــنــائــي لـلـسـودانـيـن الهاربي من الحرب. وقــــال لــــ«الـــشـــرق الأوســـــط» إن «غـالـبـيـة الأسـر السودانية فـرت من الـسـودان من دون أوراق ثبوتية، وهذا ما ضاعف من صعوبات تـــقـــنـــن إقـــامـــتـــهـــا، وأعــــــــاق إلــــحــــاق أبــنــائــهــا بـــالمـــدارس الـحـكـومـيـة أو الــخــاصــة بـمـصـر»، مشيراً إلــى أن «الـخـيـار الـوحـيـد لتلك الأسـر كان المدارس السودانية، قبل غلقها». واعتبر عــوض أن «انـتـصـارات الجيش الـــســـودانـــي أخـــيـــراً فـــي الـعـاصـمـة الــخــرطــوم، شجعت الكثيرين على العودة». ودلـــــــل عـــلـــى ذلـــــك بــــأنــــه «فـــــي الأســــبــــوع الماضي، زادت أعداد العائدين لديارهم، لأكثر ألـف سـودانـي»، مشيراً إلـى أن «هناك 12 من تسهيلت مـن السلطات المـصـريـة، للراغبي فـــي الــــعــــودة، حــتــى لــلــذيــن دخـــلـــوا مــصــر عن طريق التهريب». ونقلت صحف سـودانـيـة، عـن مراقبي بـمـعـبـر «أشـــكـــيـــت الـــــحـــــدودي»، أن «الـــعـــودة الــطــوعــيــة لــلــســودانــيــن بـمـصـر بـــــدأت خــال الأشهر الأربعة الماضية». وذكـرت أن «أعـداد العائدين في أغسطس (آب) الماضي، وصلت شخصاً، وفـي سبتمبر الماضي 7890 لنحو شخصاً، غالبيتهم من الأسر». 12539 بلغت وأوضـــــحـــــت أنــــــه «مــــــع انـــــتـــــصـــــارات الــجــيــش 350 الأخيرة بالسودان، تم رصد عودة نحو شخصاً يومياً للسودان مرة أخرى». ويرى رئيس لجنة العلقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية - المصرية»، محمد جـبـارة، أن «عـــودة الحياة لطبيعتها فـي مناطق بــالــســودان، واسـتـئـنـاف خدمات المــــــرافــــــق كــــالمــــيــــاه والــــكــــهــــربــــاء فـــــي مـــنـــاطـــق بـالـخـرطـوم، شجعا الـعـديـد مـن السودانيي عـــلـــى الــــعــــودة مـــــرة أخــــــرى لــــبــــادهــــم». وقــــال جــبــارة لـــ«الــشــرق الأوســــط» إن «هــنــاك رغبة لدى الكثير من الفارين من الحرب للعودة مرة أخرى»، مشيراً إلى أن «رحلة العودة تتضمن الانتقال برياً من القاهرة إلى أسـوان، ومنها إلى المنافذ الحدودية، ثم يستكمل العائدون رحلتهم داخل السودان إلى ديارهم». وأكــــــــد الــــكــــاتــــب والمــــحــــلــــل الـــســـيـــاســـي الــــــســــــودانــــــي، عــــثــــمــــان مــــيــــرغــــنــــي، رئـــيـــس تـحـريـر صحيفة «الــتــيــار»، إن «قــــرار عــودة الـسـودانـيـن لـديـارهـم يـأتـي بشكل طوعي، مــــن دون أي تـــأثـــيـــر مــــن أي طــــــرف، ســــواء بالسودان أو من مصر»، موضحاً لـ«الشرق الأوســــط» أن عـــودة الـسـودانـيـن «انـعـكـاس لـتـحـسـن الأوضـــــــاع الـــداخـــلـــيـــة بـــالـــســـودان، وتعطي الثقة لعودة المزيد». سودانيون في مكتبشؤون اللاجئين بالقاهرة (مكتب مفوضية شؤون اللاجئين) القاهرة : أحمد إمبابي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky