issue16753

5 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16753 - العدد Thursday - 2024/10/10 الخميس تل أبيب حدّدت مواقع عسكرية إيرانية كـ«حل وسط» مصالحة بايدن ــ نتنياهو لـ«ضبط الرد» على إيران فـــي مــحــاولــة لامــتــصــاص غـضـب رئـيـس الــوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يشعر بـالإهـانـة، قــرّر الرئيس الأمـيـركـي، جو بــايــدن، المــبــادرة إلــى الـتـصـالـح، والـسـعـي إلى تفاهمات معه حول الضربة المقبلة لإيران. وحسب مصادر في تل أبيب، فإن بايدن لم يتراجع عن موقفه المبدئي المعارِضلتوجيه ضــــربــــات إســـرائـــيـــلـــيـــة اســتــراتــيــجــيــة لإيــــــران، خصوصاً المنشآت النووية والنفطية، إلا أنه يـنـوي الـتـفـاهـم حـــول المـــوضـــوع مــع نتنياهو شخصياً، على أمـل ألا يتخذ قـــرارات منفردة تـــؤدي إلــى جــرّ قـــدَم الــولايــات المـتـحـدة لتكون شريكة في حرب إسرائيلية على طهران. ويريد بايدن التوضيح لنتنياهو بأنه «من غير المقبول على واشنطن أن يكون هناك ردّ على قصف إسرائيل، وردّ على الرد، ثم ردّ على ردّ الرد، وهكذا، فهذه الحرب تتخذ شكلاً عبثياً، ولا تعود أي فائدة منها، بل بالعكس». وكـــــــان نــتــنــيــاهــو قــــد غـــضـــب بــــشــــدة مـن الـشـتـائـم لــه الـتـي نُــشــرت عـلـى لـسـان الرئيس بايدن، في كتاب «وود بـــدوورد»، وما رافقها مـن انـتـقـادات جـــادة لــه، مـثـل: «لا تـوجـد عنده استراتيجية»، و«يخرج إلى حرب منفلتة، ولا يعرف كيف يضع خطة لوقف الحرب»، و«قلت له: ويحك يا رجل، أليس عندك هدف حقيقي للحرب»، و«إنسان غير جدّي، يغلّب مصلحته الشخصية والحزبية على مصالح بلاده». الرد على الرد مع أن نتنياهو كـان قد أعطى موافقته لأن يسافر وزيـــر دفـاعـه، يـــوآف غـالانـت، إلى واشـــنـــطـــن؛ لــــدراســــة الـــــرد الإســـرائـــيـــلـــي على إيـــران، وضبطه على نحو يـكـون فيه ممكناً ألا تضطر إيران إلى الرد عليه، فإن نتنياهو غيّر رأيه، ومنع غالانت من السفر. وقــــال إن الــــرد الإســرائــيــلــي عــلــى إيــــران يتقرّر في الحكومة الإسرائيلية، وليس في واشـــنـــطـــن. ومـــنـــع غـــالانـــت فـــعـــً مـــن الـسـفـر، أمس الأربعاء. وقال له إنه يريد أن يتّصل به بايدن، ويتفاهم معه هو وليس مع غالانت. وفـــــــــي ضـــــــــوء هـــــــــذه الأزمــــــــــــــــة، جـــــاء استعداد بايدن للتصالح مع نتنياهو، ومنعه من تفجير أزمــات زائــدة في هذه الــــظــــروف، فـــي عــــزّ المــرحــلــة الأخـــيـــرة من معركة الانتخابات الأميركية. وحـسـب مــصــادر أمـيـركـيـة فــي تــل أبيب فــإنــه بـعـد المــحــادثــة بـــ بـــايـــدن ونـتـنـيـاهـو، سيصل غـالانـت بـرضـا مـن نتنياهو حاملاً مــعــه خــطــط الـــهـــجـــوم عــلــى إيــــــران المــســنــودة بالخرائط، ويفردها أمــام نظيره الأميركي، لويد لوستين، وجنرالاته وخبرائه. ووفـــــق مــحــلّــل الـــشـــؤون الــعــســكــريــة في «هــــآرتــــس»، عـــامـــوس هــرئــيــل، فــــإن الـقـصـف الإسـرائـيـلـي عـلـى إيــــران سـيـتـركـز فــي نهاية المـــطـــاف عـلـى مـــواقـــع عـسـكـريـة، فـــي مـحـاولـة لإيجاد طريق وسطى؛ فمن جهة يتحقّق الرد الإسرائيلي، ومـن جهة ثانية تعرف طهران قدرات سلاح الجو الإسرائيلي، لكن الولايات المتحدة تريد أن تضمن عدم تسبّب الضربة الإســرائــيــلــيــة فـــي رد إيـــرانـــي آخــــر، وتـضـمـن امتصاصها «من دون إهانات أو جروح». شكوكفي نتنياهو لكن واشـنـطـن تشتبه بــأن نتنياهو ما زال يـرسـم لـجَـرّ أقـــدام الــولايــات المـتـحـدة إلى محاربة إيـــران؛ إذ يـريـد ضـربـة تجعل إيــران تردّ عليها، فيأتي الرد قاسياً، وتتدخل فيه الولايات المتحدة، ولذلك، لا يعجبه بأن تتم دعـــوة غـالانـت إلــى البنتاغون للتفاهم على الضربة. ويـقـول مـقـرّب مـن نتنياهو، إن غالانت وأوسـتـ يتحدثان معاً هاتفياً باستمرار، مـــرة 100 ومـــنـــذ بــــدايــــة الــــحــــرب تــكــلّــمــا مـــعـــ على الأقـــل، فلماذا تـوجـد حـاجـة إلــى دعوته لواشنطن؟ هل سيقولان أشياء يخشيان أن يعرفها نتنياهو؟ وكـــشـــفـــت المــــصــــادر أن هـــنـــاك خـــ فـــات بــ الـطـرفـ أيــضــ فــي طـــرق إدارة الـحـرب مع لبنان؛ فالولايات المتحدة تؤيد توجيه ضــربــات قـاسـيـة لــــ«حـــزب الـــلـــه»؛ لإضـعـافـه، وفـــــرض إمـــــــ ءات ســيــاســيــة عــلــيــه، تتعلق بــانــتــخــاب رئـــيـــس لـلـجـمـهـوريـة الـلـبـنـانـيـة، ولــــكــــنــــهــــا لــــــم تــــكــــن مـــــرتـــــاحـــــة مــــــن اغــــتــــيــــال حــســن نــصــر الـــلـــه، بـــل إن رئــيــس المــعــارضــة الإســـرائـــيـــلـــيـــة، يـــائـــيـــر لـــبـــيـــد، كـــشـــف عــــن أن نتنياهو كان قد اتفق مع بايدن على خطة لـوقـف الـنـار أيـضـ فـي لبنان، ثـم فـاجـأه في اليوم التالي باغتيال نصر الله. وتــــخــــشــــى الـــــــولايـــــــات المــــتــــحــــدة مـــــن أن تصبح حرب «حزب الله» ضد إسرائيل حرب انــتــحــاريــ ، تـلـحـق أذى خـطـيـراً بـإسـرائـيـل، وهــــــي تــــقــــول إن الـــضـــغـــط الـــعـــســـكـــري الــــذي تـــمـــارســـه إســــرائــــيــــل الآن لــــن يـــكـــفـــي لإقـــنـــاع الإيرانيين و«حـزب الله» بتقليص الخسائر، والــســعــي إلـــى إنـــهـــاء الــقــتــال، وحــتــى عندما خرج نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ«حزب الـلـه»، بـاقـتـراح لـوقـف الـنـار يـوافـق فيه لأول مرة على قطع العلاقة التي أقامها نصر الله بـــ إنـــهـــاء الــقــتــال فـــي غـــزة ووقــــف الـــنـــار في لبنان، فإنه يـواصـل قــذف الـصـواريـخ بشكل كثيف نحو إسـرائـيـل، وأمــس الأربــعــاء، أدّى القصف إلى مقتل مدنيْ اثنين. حرب استنزاف هــــذا يــعــنــي أن إيــــــران و«حــــــزب الــلــه» يــــريــــدان الاســـتـــمـــرار فـــي حــــرب اســتــنــزاف لـــســـنـــوات طـــويـــلـــة، ومـــــن وجـــهـــة نـظـرهـمـا يـكـفـي صـــــاروخ أو اثـــنـــان فـــي الـــيـــوم نحو المركز. لــذلــك فــــإن الإدارة الأمــيــركــيــة تنصح إســـرائـــيـــل بـتـغـيـيـر المـــســـار، والــــذهــــاب إلــى أســابــيــع، يـتـم خـ لـهـا الـتـفـاوض 3 هــدنــة عـلـى شـــروط إنــهــاء الــحــرب تـمـامـ بصفقة واحدة، يتم خلالها أيضاً تبادل أسرى مع «حماس» بدفعة واحدة. » الإسرائيلية، 12« وقـد ذكــرت القناة الأربعاء، أن الولايات المتحدة ودولاً عربية تـنـاقـش مـــع إيـــــران خـطـة وقـــف إطــــ ق نـار يشمل كـل الجبهات وبشكل متزامن، لكن إسرائيل ليست جزءاً منها حتى الآن. ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل في موقف قـوة الآن، ولا وقــف للقتال إلا بـتـراجـع «حـــزب الـلـه» إلى شمال الليطاني، وفك ارتباط جبهة لبنان بقطاع غزة. رجال إطفاء إسرائيليون يعملون في موقع سقوطصواريخ في كرياتشمونة (إ.ب.أ) تل أبيب: نظير مجلي هاريس: إيران هي الخطر... وليست الصين قــبــل نــحــو ثـــ ثـــة أســـابـــيـــع على انــــتــــخــــابــــات الــــرئــــاســــة الأمـــيـــركـــيـــة، أطلقت المرشحة الديمقراطية، كامالا هــاريــس، مـوقـفـ مفاجئاً عـــدّ تـحـولاً سـاخـنـ فــي سياساتها الـخـارجـيـة، حـــ أعــلــنــت أن «إيــــــران هـــي الـخـطـر الأول لأميركا وليست الصين». جــــــــــــاء ذلـــــــــــــــك، خــــــــــــ ل مــــقــــابــــلــــة تــــلــــفــــزيــــونــــيــــة لــــــهــــــاريــــــس، مــــــع بــيــل دقـيـقـة» 60« وايـــتـــاكـــر، فـــي بــرنــامــج على شبكة «سي بي إس». وقالت هاريس إن إيران، وليست الصين، هي التهديد الأكبر للولايات المـــتـــحـــدة، لـتـضـيـف حـــ سـئـلـت عن «أعظم عدو» للبلاد، فأجابت: «إيران لديها دماء أميركية على أيديها». وأشــــــــــارت هـــــاريـــــس أيــــضــــ إلـــى هجوم إيران الصاروخي الباليستي ضــــد إســــرائــــيــــل الأســـــبـــــوع المـــاضـــي، كــدلــيــل عــلــى قـــــدرات إيــــــران، وقــالــت: «مـــا نـحـتـاج إلـــى الــقــيــام بــه لضمان عـدم قـدرة إيــران على أن تصبح قوة نووية، هو أحد أعلى أولوياتي». غير أن هاريس رفضت التكهن بـــمـــا إذا كــــانــــت الــــــولايــــــات المـــتـــحـــدة ستتخذ إجــراء عسكرياً بنفسها إذا ما تم الكشف عن دليل على أن إيران تبني سلاحاً نووياً. وقــال كبير الباحثين فـي معهد واشـنـطـن لـــدراســـات الــشــرق الأدنـــى، مـــاثـــيـــو لـــيـــفـــيـــت، إنــــــه لا يــــــرى هـــذه التصريحات تغييراً في سياساتها. وقــــــــــــال لــــــــ«الـــــــشـــــــرق الأوســــــــــــــــط» إن «تعليقات هاريس لا تعني التغيير فـــي نـظـرتـهـا إلـــى الــصــ أو روسـيـا باعتبارهما التهديد الأكبر. بل ترى الــتــهــديــدات المــتــعــددة الــتــي تشكلها إيران ملحة في الوقت الراهن». فــــــــي المـــــــقـــــــابـــــــل، نـــــقـــــلـــــت مـــجـــلـــة «بوليتيكو» عـن ريبيكا هاينريش مـــــن مــــؤســــســــة هـــــدســـــون لـــأبـــحـــاث قــــولــــهــــا: «فــــــي الـــــواقـــــع لا أعـــــــرف أي شــــخــــص يـــعـــمـــل فــــــي مـــــجـــــال الأمــــــن الـــقـــومـــي ســـيُـــســـأل عـــن هـــــذا، ويــقــول إيـــــران». «إن إيــــران دولـــة مــارقــة بكل تأكيد، وتهديد خطير، لكنها ليست من النوع نفسه الــذي يشكله خصم حقيقي مثل الصين». وتـتـفـق هـايـنـريـش مــع محللين آخـريـن لـأمـن القومي بــأن «الصين تـتـمـتـع بــأكــثــر الاقـــتـــصـــادات تـقـدمـ وجيشها يتقدم لمنافسة الـولايـات المــــتــــحــــدة، وتــــقــــوم بـــأكـــبـــر عـمـلـيـات تجسس في الـولايـات المتحدة بناء على المعلومات المتاحة للجمهور، وقــــــــوة بـــحـــريـــة مـــتـــنـــامـــيـــة تــنــافــس قــوة البحرية الأمـيـركـيـة، وبرنامج أسلحة نـوويـة سريع التوسع على المـــــســـــار الـــصـــحـــيـــح لـــلـــتـــنـــافـــس مــع المـــخـــزونـــات الأمــيــركــيــة فـــي الـعـقـود المقبلة». ويتفق خبراء في قضايا الشرق الأوسط على أن الصين، وليس إيران، تشكل التهديد الأكبر لواشنطن. وقال ديفيد شينكر، الذي شغل مــنــصــب مـــســـاعـــد وزيــــــر الــخــارجــيــة لــــشــــؤون الــــشــــرق الأدنــــــــى فــــي إدارة الـرئـيـس الـسـابـق دونــالــد تــرمــب، إن إيــــران تـشـكـل «تــهــديــداً كــبــيــراً» لكنه أضـــاف: «لا يوجد جــدال يذكر حول احــــتــــ ل الـــصـــ وروســـــيـــــا وكـــوريـــا الــشــمــالــيــة مـــرتـــبـــة عــلــيــا فــــي قـائـمـة التهديدات». بــــــيــــــد أن الـــــتـــــعـــــلـــــيـــــقـــــات عـــلـــى تــصــريــحــات هـــاريـــس امـــتـــدت أيـضـ إلـــــى الــــطــــرف الـــيـــســـاري مــــن الـطـيـف السياسي. وقـال سينا توسي، زميل مركز الـــســـيـــاســـة الــــدولــــيــــة الــــتــــقــــدمــــي، إن المـشـكـلـة فـــي تـعـلـيـقـات هـــاريـــس هي أنها تسيء تقدير إيــران وتبالغ في «قوتها ونفوذها» في المنطقة. كما يـمـكـن أن يـــزيـــد ذلــــك مـــن احــتــمــالات المــــزيــــد مــــن الـــــصـــــراع بــــ الــــولايــــات المتحدة وإيران. وقــــــال: «فــــي حـــ تـمـتـلـك إيــــران بعض الصواريخ والطائرات من دون طـيـار المـتـقـدمـة، إلا أنـهـا لا تضاهي القوة العسكرية للولايات المتحدة أو حتى إسرائيل». واشنطن: إيلي يوسف بعد مكالمة بايدن ـ نتنياهو... غالانت يتوعّد بهجوم «قاتل ومفاجئ» واشنطن تشدّد على «التنسيق والشفافية» قبل مهاجمة إيران نـــاقـــش الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي جـــو بـــايـــدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خُططاً لشنّ ضربة انتقامية ضد إيران، بينما أوضحت مصادر أن البيت الأبيض شدّد على «التنسيق والشفافية». وقـد امـتـدّت مكالمة هاتفية بـ الرجلين دقـــيـــقـــة، صـــبـــاح الأربـــــعـــــاء، شــاركــت 30 نــحــو فيها نائبة الرئيس والمـرشـحـة الديمقراطية كامالا هاريس، ما يشير إلى القلق من تأثير الـضـربـات الإسـرائـيـلـيـة المحتملة عـلـى مسار السباق الانتخابي. وقالت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الاتصال الهاتفي بين بايدن ونـتـنـيـاهـو كـــان «مــبــاشــراً وبــــنّــــاءً»، وتـضـمّـن محادثات بشأن هجوم محتمل على إيران. وأوضــحــت مـصـادر فـي البيت الأبـيـض، أن الرئيس بايدن شدّد على ضرورة التنسيق الـكـامـل والـشـفـافـيـة بــ تــل أبـيـب وواشـنـطـن، بــيــنــمــا لــــم تُــــشِــــر إلـــــى «أي بـــــــادرة عـــلـــى قـــرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإنهاء الصراع مع (حماس) و(حزب الله)». ومـــــــن دون الإشــــــــــــارة إلـــــــى مـــضـــمـــون المكالمة بـ بـايـدن ونتنياهو، قالت وزارة الـخـارجـيـة الأمـيـركـيـة إن واشــنــطــن تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الإنساني في قطاع غزة، ولا سيما في شماله، مضيفةً أن ذلك كان محور بعض المناقشات المُلِحّة للغاية بين واشنطن وإسرائيل. وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية: «كان ذلك محور بعض المناقشات المُلِحّة للغاية بين حكومتَينا». هجوم قاتل ودقيق وبــــــعــــــد المــــــكــــــالمــــــة، قـــــــــال وزيـــــــــــر الــــــدفــــــاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن «هجوم تل أبيب على إيـــران سيكون قـاتـً ودقيقاً ومفاجئاً»، وأشار إلى أن «الهجوم الإيراني كان عدوانياً، لكنه افتقر للدقة». وأثـــــــــــار خــــــبــــــراء ومــــحــــلّــــلــــون تـــــســـــاؤلات حــول قـــدرة الـرئـيـس الأمـيـركـي جـو بـايـدن في الـــحـــصـــول عــلــى رؤيـــــة شــامــلــة حــــول الـخـطـط الإســرائــيــلــيــة لــلــرد عــلــى إيـــــران بــعــد إطـ قـهـا صــــواريــــخ بـالـيـسـتـيـة ضـــد إســـرائـــيـــل، وســط مخاوف من أن العمل الانتقامي ضد إيران قد يعجّل بتوسيع حـرب إقليمية تجرّ الولايات المتحدة إلى القتال المباشر. مسؤولين 3 ونقل موقع «أكسيوس» عن أن بايدن كـان يريد أن يستغل المكالمة لوضع حدود للرد الإسرائيلي ضد إيران. وتـــوعّـــد نـتـنـيـاهـو إيـــــران بـأنـهـا ستدفع ثمن هجومها الصاروخي، بينما قالت طهران إن أي رد انتقامي سيُقابل بدمار على نطاق واســـــع، مــمــا يـثـيـر مـــخـــاوف مـــن انـــــدلاع حــرب أوسع نطاقاً في المنطقة المنتِجة للنفط، التي قد تُستدرَج الولايات المتحدة إليها. ولــم يُسفر الهجوم الإيــرانــي عـن سقوط أي قتلى في إسرائيل، ووصفته واشنطن بأنه تصعيد غير مسبوق، وفي الوقت نفسه أكّدت بأنه كان هجوماً غير فعّال. وتـــــدعـــــم واشــــنــــطــــن حـــــق إســـــرائـــــيـــــل فــي الـــرد عـلـى الـهـجـمـات الإيــرانــيــة، وتــوعّــد جيك سوليفان، مستشار الأمـن القومي الأميركي، إيران بعواقب وخيمة، إلا أن إدارة بايدن تريد رداً إسرائيلياً مدروساً ومتناسباً. توقيت وأهداف وجاءت المكالمة بعد قيام نتنياهو بإلغاء زيارة وزير دفاعه يوآف غالانت إلى واشنطن، الأربــــعــــاء، وســـط تــوتــر بـــ الإدارة الأمـيـركـيـة وحكومة نتنياهو حول توقيت وشكل الضربة الإسرائيلية المرتقبة. ويـطـالـب مــســؤولــون أمـيـركـيـون بمعرفة الــتــوقــيــت، وبـــنـــك الأهــــــداف الإســـرائـــيـــلـــيـــة، إلــى جــــانــــب تـــــفـــــادي تـــوجـــيـــه ضـــــربـــــات لــلــمــنــشــآت النفطية أو النووية الإيرانية. 21 ولــــم يــتــحــدث بـــايـــدن ونـتـنـيـاهـو مــنــذ أغسطس (آب) المـاضـي، وسـط تـوتـرات عمّقها كتاب «الحرب» للصحفي البارز بوب وودوارد الـذي رصد غضب بايدن من نتنياهو في عدة مـــكـــالمـــات تــلــيــفــونــيــة، بــســبــب رفــــض إســرائــيــل لدعوات الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في الحرب ضد «حماس» و«حزب الله» في لبنان. وتحاول الولايات المتحدة ودول أوروبية وعـــربـــيـــة ثَـــنْـــي نــتــنــيــاهــو عـــن ضــــرب المــنــشــآت النووية أو النفطية الإيرانية، بسبب مخاوف مـن دفــع أسـعـار الـطـاقـة إلــى الارتــفــاع فـي وقت حـــــــرج، مـــــع اقـــــتـــــراب الانــــتــــخــــابــــات الـــرئـــاســـيـــة الأميركية، والتأثير سلباً على حظوظ كامالا هاريس. ويقول محلّلون إن إسرائيل تريد تحقيق أهــداف؛ الأول: أن يكون رداً عنيفاً يستهدف 3 إلحاق الضرر بقدرة إيران على إطلاق صواريخ باليستية ضـد إسرائيل مـرة أخـــرى، والثاني: إحــداث أضــرار للاقتصاد الإيـرانـي، بما يؤدي إلــي قطع تمويل إيـــران لوكلائها فـي المنطقة، والثالث: وقف قدرات إيران على تطوير سلاح نووي. وتـــعـــنـــي هـــــذه الأهــــــــداف أن إســـرائـــيـــل لـن تـــكـــتـــفـــي بـــضـــربـــة واحــــــــــدة، بـــــل تـــخـــطّـــط لـــعـــدة ضــــربــــات، بــمــزيــج مـــن الــــغــــارات الـــجـــويـــة على قــواعــد عـسـكـريـة، واســتــهــداف مـنـصـات إطــ ق الصواريخ الباليستية، وسلاح الجو الإيراني، وتدمير الـرادارات، ومواقع تخزين الصواريخ، ومــــصــــانــــع إنـــــتـــــاج الـــــصـــــواريـــــخ الــبــالــيــســتــيــة والطائرات من دون طيار، إضافةً إلي هجمات ســـــرّيـــــة قـــــد تـــســـتـــهـــدف مــــســــؤولــــ كـــــبـــــاراً فـي الحكومة الإيرانية، وتدمير المرافق الحكومية، وقواعد «الحرس الثوري» الإيراني. استراتيجيات مختلفة وتـــواجـــه إســرائــيــل دعـــــوات مـــن الـــولايـــات المــتــحــدة وحــلــفــاء آخــريــن لـلـتـوصـل إلـــى اتـفـاق لـــوقـــف إطـــــ ق الـــنـــار فـــي غــــزة ولـــبـــنـــان، لكنها تقول إنها ستواصل عملياتها العسكرية حتى يصبح الإسرائيليون آمنين. ويــقــول المـحـلّـلـون إن هـنـاك فـجـوة كبيرة بــــ اســتــراتــيــجــيــة بــــايــــدن الـــتـــي تــعــتــمــد عـلـى الـدبـلـومـاسـيـة الـتـفـاوضـيـة الــتــي فـشـلـت خـ ل الفترة الماضية في تحقيق وقف لإطلاق النار، وبـ إسرائيل التي تعتمد على القوة والـردع الـــعـــســـكـــري فــــي تــحــقــيــق أهــــدافــــهــــا، وخـــطـــوات تكتيكية لعزل أذرع إيران ووكلائها واحداً تلو الآخر، ثم استهداف إيران. وقـد حـاولـت إدارة بـايـدن إغـــراء إسرائيل بتقديم مساعدات عسكرية إضافية، ومساندة دبلوماسية وسياسية، مقابل تراجع إسرائيل عــن ضــربــة واســـعـــة، لـكـن لا يــبــدو أن إسـرائـيـل تراجعت كثيراً عن خططها. صورة وزّعها مكتب نتنياهو خلال المكالمة التي أُجريت مع الرئيسالأميركيجو بايدن أمس واشنطن: هبة القدسي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky