issue16753

13 كتاب BOOK Issue 16753 - العدد Thursday - 2024/10/10 الخميس ASHARQ AL-AWSAT الضابط إسرائيلي. ميكي بيرغمان. ولكن ما علاقته بالرئيس الـسـودانـي عمر البشير؟ أو بـوزيـر الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف؟ أو حتى بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مـــادورو؟ الجواب بسيط: إنها القناة الخلفية للتفاوض على إطلاق سجناء أميركيين محتجزين حول العالم. لا يـــدّعـــي بــيــرغــمــان، فـــي كــتــابــه «فــــي الــــظــــ ل»، أنــه الشخصية الرئيسية فـي مـفـاوضـات إطــ ق السجناء. المفاوض الرئيسي، في الواقع، كان بيل ريتشاردسون، حاكم ولايــة نيو مكسيكو المـنـدوب الأميركي الـدائـم في الأمم المتحدة (سابقاً). بيرغمان كان عضواً في فريقه وشارك بالتالي في الجهود التي كانت تجري بعيداً عن الأنظار وعبر قناة غير رسمية من أجل تحرير سجناء أميركيين ولو تطلب ذلك إجراء عمليات تبادل مع سجناء من الدول التي تحتجزهم. «في الظلال»... ميكي بيرغمان يروي قصة القناة الخلفية للتفاوضعلى إطلاق سجناء أميركيين الضابط إسرائيلي... فما علاقته بعمر البشير وجواد ظريف؟ يـــــــــروي بــــيــــرغــــمــــان فـــــي كــــتــــابــــه، «فــــي الظلال»، قصة القناة الخلفية التي نشطت مــن خـــ ل «مــركــز ريـتـشـاردسـون للتواصل الـــعـــالمـــي»، وهـــو مــركــز غـيـر حـكـومـي وغـيـر ربحي. كانت جهود ريتشاردسون تسمح لـــــــــإدارة الأمـــيـــركـــيـــة بـــالـــقـــول إنــــهــــا لـيـسـت طـرفـ فـي مـا يفعله بوصفه مـواطـنـ عادياً لا يـمـثّـل حـكـومـتـه، وهـــو نـفـي صــــادق. لكن الحقيقة أيضاً أن الإدارات الأميركية، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، كانت على دراية بكل ما يقوم به. فهو كان يُطلع كبار مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية عـــلـــى الــــلــــقــــاءات الـــتـــي يـــقـــوم بـــهـــا مــــع قــــادة أجــانــب، وعــــروض تــبــادل المحتجزين التي يتمكن من رسم خطوطها العريضة والتي كــــان تـنـفـيـذهـا يـتـطـلـب فـــي غـــالـــب الأحـــيـــان المــــرور عـبـر قــنــوات الـتـواصـل الـرسـمـيـة بين الولايات المتحدة وحكومات أجنبية. يـــــبـــــدأ «فــــــــي الـــــــظـــــــ ل» بــــقــــصــــة نـــشـــأة بـــيـــرغـــمـــان فــــي إســــرائــــيــــل. عــائــلــتــه تـتـحـدر مـــن يــهــود بــولــنــدا. فــــرّت إلـــى لــيــدز بشمال إنـجـلـتـرا قـبـل أن تشملها عمليات ترحيل الـــيـــهـــود إلــــى مــعــســكــرات الإبـــــــادة الـــنـــازيـــة. انتقل جده إلى فلسطين كي يعيش «الحلم الاشـــتـــراكـــي»، حـسـب وصـــفـــه. الـتـقـى والـــده بـــــــــاروخ، الإســــرائــــيــــلــــي، مــعــلــمــة يـــهـــوديـــة - إنجليزية تُـدعـى غـــاي، قـــررت الانـتـقـال إلى إســــرائــــيــــل «مـــتـــطـــوعـــة خــــــ ل حــــــرب الأيــــــام . يـــقـــول مــيــكــي: «طــــوال 1967 الـــســـتـــة» عــــام عـمـره، كـان والـــدي (بـــاروخ) يحب أن يُخبر الـنـاس أنــه فلسطيني، وكـانـت لـديـه وثيقة ولادة تثبت ذلك، إذ تنص على أنه (مولود فـــي فـلـسـطـ ). بـعـد ســـنـــوات، عـنـدمـا كنت أتـــفـــاوض فـــي الـــشـــرق الأوســـــط وأحــــــاول أن أكــســر الـجـلـيـد مـــع زمـــ ئـــي الفلسطينيين، كنت أقول لهم، بصدق: والدي فلسطيني». سنة تم استدعاؤه 18 عندما بلغ ميكي للخدمة العسكرية، مثل بقية الإسرائيليين. بــعــد تـــدريـــب عــســكــري أســـاســـي دام ثـ ثـة أشـــهـــر، بــــدأ الــــتــــدرب كـــطـــيّـــار. تــعــلّــم قــيــادة أشهر 8 طائرة صغيرة بمحرك واحـد. بعد مـن الــتــدرّب على الـطـيـران، لـم يتم اختياره ليصبح طياراً، فانتقل إلى سلاح المدفعية. وهناك نُقل للخدمة في جنوب لبنان، عام . كانت إسـرائـيـل وقتها تسيطر على 1995 شــريــط حـــــدودي داخــــل لــبــنــان. يـــقـــول: «إذا تحدثنا بموضوعية، لقد كنا محتلين في لــبــنــان. لا يـمـكـن إنــكــار ذلــــك. كـنـا فــي أرض ليست أرضـنـا. لكن كـان لدينا اقتناع قوي بسبب وجـودنـا هناك (...) عشنا فـي قرية مـــدمـــرة وســــط الــســكــان الـلـبـنـانـيـ . درّبــنــا وقـاتـلـنـا جنباً إلـــى جـنـب مــع جـيـش لبنان الـــجـــنـــوبـــي»، وهــــي مـيـلـيـشـيـا مــدعــومــة من إسرائيل. يــتــحــدث عـــن المـــواجـــهـــات الـــتـــي شـــارك فـيـهـا ضـــد «حـــــزب الـــلـــه» عــلــى مـــجـــرى نهر ، وكـــيـــف قُـــتـــل رفــاقــه 1997 الــلــيــطــانــي عــــام فـــــي ســــقــــوط مــــروحــــيــــتَــــي «ســـيـــكـــورســـكـــي» فـــي الـجـلـيـل خــــ ل إجـــــ ء جـــنـــود مـــن قلعة 65 الشقيف بلبنان. قُـتـل فـي ذلــك الــحــادث من أفراد طاقمي الطائرتين. بعد 8 جندياً و ثلاثة أشهر من حـادث المروحيتين، التحق فــرداً مـن قـوات 24 ميكي بـوحـدة مؤلفة مـن العمليات الخاصة. كانت مهمتهم الاختباء خـــارج الــحــزام الأمــنــي وزرع مـتـفـجـرات في جـبـل يُــتــوقــع أن يـسـلـكـه قـــيـــادي فـــي «حـــزب الــــلــــه». لـــكـــن المـــهـــمـــة كُـــشـــفـــت وبــــــدأ مـقـاتـلـو الــحــزب هـجـومـ عـلـى الـجـنـود. طـلـب ميكي إسـنـاداً مدفعياً لـوقـف الـهـجـوم، لكن بيني غانتس، قائد فرقة المظليين وقتها، رفض الطلب خشية سقوط القذائف على الجنود. فـمـقـاتـلـو «حــــزب الـــلـــه» كـــانـــوا عـلـى مسافة قريبة جــداً منهم. لكن أمــيــرام ليفين، قائد قـــوات الـشـمـال، تـدخـل وأمـــر بتلبية الطلب على أسـاس أن القائد الميداني على الأرض يعرف الوضع أكثر من غيره. وبالفعل، أرغم الـقـصـف «حـــزب الــلــه» عـلـى الــتــراجــع، الأمــر الذي سمح بنافذة فرصة كي تصل طائرات هـلـيـكـوبـتـر وتُــجــلــي الـــجـــنـــود. قــــال مـيـكـي: «خـــــ ل ســـاعـــات قـلـيـلـة مــجــنــونــة، خـسـرنـا فرداً، 24 ثلاثة من وحدة المظليين المؤلفة من بما في ذلك نائب القائد... قائد الوحدة مع سبعة آخرين من جنوده أصيبوا بجروح». بعد عملية الإنقاذ، استُدعي ميكي إلى جلسة استجواب أمــام وزيــر الـدفـاع إيهود باراك، وبحضور بيني غانتس الذي لم يكن سعيداً بـأن قائد قـوات الشمال ألغى قـراره بعدم تلبية طلب القصف المدفعي. قـال له الـقـائـد ليفين إن طلبه كـــان مـثـيـراً للجدل، وفـي مثل هـذه الـحـالات تكون النتيجة إما إنـــزال رتبته أو منحه ميدالية، وعلى رغم أنـــه أنـقـذ الـــوحـــدة المــحــاصــرة نتيجة طلبه الــقــصــف المـــدفـــعـــي، إلا أن الــخــســائــر الـتـي لحقت بها لا تسمح بمنحه ميدالية. أظــهــرت الـفـحـوص الـطـبـيـة أن قـذائـف «حــــــزب الــــلــــه» تــســبــبــت فــــي شـــظـــايـــا داخــــل جـــســـده. بـعـد فــتــرة نــقــاهــة، عـــاد إلـــى قـــوات ، بوحدة ضباط، 1999 الجيشوالتحق، عام جندياً من قوات 120 حيث كان تحت إمرته المـدفـعـيـة. لـكـن مــســاره الـعـسـكـري كـــان على وشك أن يتغير إلى غير رجعة. فقد أرسله الجيش ليمثله في مخيم تدريبي للشباب اليهود في كاليفورنيا. الاستخبارات الإسرائيلية فـي المخيم تـعـرّف على شابة يهودية أمـــيـــركـــيـــة تـــدعـــى روبــــــ لـــيـــفـــ . أحــــبّــــا كـل مـنـهـمـا الآخـــــر، فـلـحـقـت بـــه إلــــى إســرائــيــل. هناك تـم تسريحه مـن الخدمة العسكرية. ينقل ميكي عن والــده قوله: «الآن وبعدما تـسـرحـت مــن الـجـيـش، سيتم تجنيدك في الاســـتـــخـــبـــارات الإســـرائـــيـــلـــيـــة. أعــــــرف أنـــك ستريد أن تعرف هل يمكنك القيام بذلك. قم بالاختبار، ولكن عليك أن تعدني بأنك لن تعمل أبداً في مجتمع الاستخبارات. إن هذا العمل سيطلب منك أن تكذب على عائلتك. إنــــــه عـــمـــل ســـيـــعـــنـــي أن الـــجـــمـــيـــع سـيـنـفـي معرفته بـك إذا تـم اعـتـقـالـك». تـابـع ميكي: «كان تنبؤه صحيحاً، بالطبع. تم تجنيدي (جـاسـوسـ ). كــان عـلـيّ أن أُجـــري امتحاناً، سـاعـات، تتضمن 8 وأخـضـع لمقابلة تــدوم اخـتـبـاراً لكشف الــكــذب». لـم يكن هـنـاك من مـــجـــال لـتـجـنـب الــعــمــل فـــي الاســـتـــخـــبـــارات الإسرائيلية إلا من خلال زواجه وسفره إلى الولايات المتحدة... وهذا ما حصل. تـــابـــع مــيــكــي تــعــلــيــمــه الـــجـــامـــعـــي فـي الـولايـات المتحدة. قبل تخرجه في جامعة جـــورج تــــاون، اتـصـل بــه روبــــرت مــالــي، من مجموعة الأزمــــات الـعـالمـيـة، وعـــرض عليه الـعـمـل ضـمـن بــرنــامــج «مـــبـــادرة كلينتون الــعــالمــيــة» الــتــي سـيـطـلـقـهـا بــيــل وهــيــ ري كلينتون. من خلال عمله في هذه المبادرة، حيث قام 2006 سافر ميكي إلى تشاد عام بمهمة لمساعدة النازحين السودانيين من دارفور. لكن قبل انخراطه في أزمات السودان، كـان ميكي في إسرائيل في يوليو (تموز) حــيــنــمــا نـــشـــبـــت فــــجــــأة الــــحــــرب مـع 2006 «حــــــزب الــــلــــه». يـــقـــول إنـــــه اتـــصـــل بـصـديـق دراســـــة لـبـنـانـي فـــي جـامـعـة جــــورج تـــاون، حــيــث تـــبـــادلا نــقــل رســـائـــل بـــ الـجـانـبـ اللبناني والإسرائيلي بهدف وقف الحرب: اللبناني كــان يتواصل مـع حكومة بــ ده، وهـــو مــع الــجــنــرال آمـــي يـعـالـون الــــذي كـان يـــشـــغـــل مـــنـــصـــب عــــضــــو فــــــي الـــكـــنـــيـــســـت. تتضمن مزاعم ميكي تفاصيل على عروض مـــزعـــومـــة تـــبـــادلـــهـــا الـــجـــانـــبـــان الــلــبــنــانــي والإسرائيلي بخصوص وقف النار. يشرح أن الإسرائيليين درســـوا الـعـرض اللبناني لكنّ حكومة إيهود أولمرت انقسمت بشأنه. وزيـــــرة الــخــارجــيــة تـسـيـبـي لـيـفـنـي وافــقــت عليه، لكنّ وزير الدفاع أمير بيرتز، رفضه. وقــف أولمـــرت فـي صـف وزيــر الــدفــاع. دامـت جندياً 55 الحرب سبعة أسابيع. قُتل فيها إسـرائـيـلـيـ ، وآلاف اللبنانيين. رعــت الأمـم المتحدة في النهاية اتفاقاً لوقف النار كان «نسخة مطابقة للمسودة اللبنانية» التي نقلها إلى الإسرائيليين، حسبما يقول. ... مع عمر البشير بـــــعـــــد حـــــــــرب لـــــبـــــنـــــان، عـــــــــــاود مـــيـــكـــي الانــخــراط فـي الــنــزاع الـسـودانـي حيث كان يــجــمــع تـــبـــرعـــات مــــن الـــجـــالـــيـــة الـــيـــهـــوديـــة فـــــي أمــــيــــركــــا لــــدعــــم نـــــازحـــــي دارفـــــــــــور. فـي ، عـــرض 2007 ) يـــنـــايـــر (كــــــانــــــون الــــثــــانــــي عـلـيـه بـيـل ريـــتـــشـــاردســـون الـعـمـل مـعـه في مــهــمــة بــــالــــســــودان. كـــــان «تـــحـــالـــف أنـــقـــذوا دارفــــور» قـد طلب مـن حـاكـم نيو مكسيكو الــــســــفــــر إلــــــــى الـــــخـــــرطـــــوم لــــلــــتــــفــــاوض مــع الـــرئـــيـــس عـــمـــر الـــبـــشـــيـــر عـــلـــى وقـــــف الـــنـــار بـــ الـجـيـش الـــســـودانـــي وفــصــائــل الـتـمـرد فـــــي دارفــــــــــــور. تـــــســـــاءل مـــيـــكـــي: «هــــــل كـــان يـعـرف (ريــتــشــاردســون) أنـنـي إسـرائـيـلـي؟ ويهودي؟ كيف سيتعامل جنرالات الجيش الإسلاميون في السودان مع ذلك؟». قرر أن يشرح له مباشرة مخاوفه: «عليّ أن أخبرك بــشــيء. لـسـت فـقـط إسـرائـيـلـيـ . أنـــا ضابط فــي جـيـش الـــدفـــاع الإســرائــيــلــي. لا أريـــد أن أهــدد المهمة». لكنّ ريتشاردسون لم يقبل اعتذاره. قال له: «سأدافع عنك... إذا احتجّ البشير سأقول له إننا نعرف بعضنا منذ سنوات. لديك جواز بريطاني، أليس كذلك؟ إذا كانت لديهم مشكلة معك فلديهم مشكلة معي أيضاً». وأضـاف ريتشاردسون: «هل تعرف بـمَ أنـا مشهور؟ إنني أُخـــرج الناس من السجون. في أسـوأ الحالات، ستقضي بضعة أشهر في سجن سـودانـي. فكّر بما يمكن أن يفعله ذلك بمستقبلك المهني؟». يـــــــــــروي مــــيــــكــــي هـــــنـــــا تــــفــــاصــــيــــل عـــن المـــفـــاوضـــات الــتــي جـــرت مـــع الــرئــيــس عمر البشير في الخرطوم والتي انتهت بموافقة الرئيس الـسـودانـي على هـدنـة فـي دارفـــور يوماً. 21 لمدة بــــعــــد الــــــــســــــــودان، شـــــــــارك مـــيـــكـــي فــي الرحلات كافة التي قام بها ريتشاردسون من أجل الإفراج عن أميركيين حول العالم. في فنزويلا سعى إلى إطلاق معتقلين أمــيــركــيــ لــــدى نـــظـــام الــرئــيــس نـيـكـولاس مـــادورو. وفـي كوريا الشمالية، سعى إلى الإفــــــــراج عــــن المـــبـــشّـــر الــــكــــوري - الأمـــيـــركـــي كينيث باي الذي اعتُقل في بيونغ يانغ عام ، وكــذلــك عــن الـطـالـب الأمـيـركـي أوتــو 2012 وارمبير. وفي ميانمار، قام ريتشاردسون بمسعى للفراج عن صحافيين سجناء. قصة المفاوضات مع جواد ظريف مـــن «فـــي الــظــ ل» 13 يــتــنــاول الـفـصـل قصة المفاوضات مع وزيــر خارجية إيــران، مـــحـــمـــد جـــــــواد ظــــريــــف، وأركــــــــــان الـــســـفـــارة الإيرانية في الأمم المتحدة. التقى ميكي مع .2019 ظريف في فندق شهير بنيويورك عام كان الإيرانيون يحتجزون طالب الدكتوراه الأمـــيـــركـــي (الــصــيــنــي الأصـــــل) كـسـيـو وانـــغ الذي يدرس التاريخ في جامعة برينستون وكان يتعلم اللغة الفارسية ويُجري أبحاثاً في معهد بشمال طهران. اتُهم بالتجسس. كان الأميركيون مهتمين بالإفراج عنه، وعن مايكل وايت وهو عنصر من قوات البحرية الأمــيــركــيــة اعــتُــقــل خــــ ل زيـــارتـــه صـديـقـتـه . كان الأميركيون مهتمين 2018 الإيرانية عام أيـــضـــ بــمــعــرفــة مــصــيــر روبــــــرت لـيـفـنـسـون الـعـمـيـل فـــي مـكـتـب الـتـحـقـيـقـات الـفـيـدرالـي (إف بـي آي) الــذي اختفى فـي جـزيـرة كيش الإيـــرانـــيـــة خــــ ل مــهــمــة مـــزعـــومـــة لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية (سـي آي إيه) . لم تكن المفاوضات مع الإيرانيين 2007 عام سـهـلـة، خـصـوصـ فــي ظــل سـيـاسـات إدارة دونــالــد تـرمـب المــتــشــددة ضــد نـظـام الحكم فـي طـهـران. فـي أحـد الـلـقـاءات، قـال ظريف: «لا أفهم... عرضنا تبادلاً عالمياً للسجناء، وتـرمـب يرفض ذلــك. مـن دون تفسير. فقط يرفض ذلـك. ألا يريد عـودة الأميركيين إلى بلادهم؟». في إطار المفاوضات، قدّم ظريف عرضاً آخــر: «نـرغـب بتبادل للسجناء يبدأ بوانغ فـــي مــقــابــل مــســعــود سـلـيـمـانـي وهــــو عـالـم .»2018 إيراني اعتقلته أميركا عام وهنا يروي ميكي قصة تسريبصورته مع ظريف عقب اغتيال قائد «لــواء القدس» ، مشيراً 2020 قاسم سليماني في بغداد عام إلى أن الهدف من تسريبها، كما يبدو، كان إثـــارة خـ فـات داخـــل أركـــان الحكم الإيـرانـي مــن خـــ ل الــقــول إن ظــريــف، المـحـسـوب على الـــتـــيـــار الإصــــ حــــي، يـلـتـقـي مـــع «جـــاســـوس إسرائيلي» في الوقت ذاته الذي تقوم أميركا فـيـه بقتل قـاسـم سليماني. ويـشـيـر ميكي، في هذا الإطار، إلى أن الصورة سرّبها موقع محسوب على أجهزة الأمن الإسرائيلية. يــكــرّس ميكي بـيـرغـمـان أجــــزاء طويلة مـــن كـتـابـه لـجـهـود الإفـــــراج عـــن الأمـيـركـيـ المحتجزين في روسيا. بول ويلان، وهو من مشاة البحرية (المارينز). والداه بريطانيان. مـــولـــود فـــي كـــنـــدا. يـحـمـل جـنـسـيـات كـــل من الــــولايــــات المـــتـــحـــدة وآيـــرلـــنـــدا وبــريــطــانــيــا. كـــان بـــول فـــي مـوسـكـو لحضور 2018 عـــام حــفــلــة زفــــــاف حــــ اعــتــقــلــتــه أجــــهــــزة الأمــــن بتهمة التجسس. كـان قد حصل لتوّه على حافظة معلومات تحوي أسماء كل موظفي وكالة أمـن روسـيـة. كــرّت سبحة الاعتقالات بـعـده: تريفور ريــد. بريتني غـرايـنـر... فتح ريــــتــــشــــاردســــون قـــنـــاة تــــواصــــل خــلــفــيــة مـع الــــروس مــن خـــ ل صـديـقـه وزيـــر الخارجية ســــيــــرغــــي لافــــــــــروف (عــــمــــ مــــعــــ فـــــي الأمـــــم المتحدة). كـــــــان ريـــــتـــــشـــــاردســـــون يُــــطــــلــــع الـــبـــيـــت الأبـــــيـــــض عــــلــــى كـــــل لـــــقـــــاءاتـــــه مـــــع الـــــــروس خــصــوصــ فـــي ظـــل الـــعـــ قـــات المـــتـــوتـــرة بين البلدين عشية غزو أوكرانيا. تمت اللقاءات مع الــروس في مطاعم أو شقق لأفـــراد، مما يرفع عنها أي صفة رسمية. لقاء أصدقاء فقط. سعى ريتشاردسون إلى استمزاج آراء الروس بخصوص مطالبهم لقاء الإفراج عن الأميركيين. أشـاد ميكي ببراعة الــروس في المفاوضات. كانوا ينطلقون من مبدأ واضح وهـــــو المـــعـــامـــلـــة بـــالمـــثـــل؛ ســـجـــ مــــن عـنـدنـا مقابل سجين من عندكم. كانت البداية من خـ ل خـطـوات صغيرة متبادَلة. فـي نهاية المـــــطـــــاف، كــــــان الـــــقـــــرار الأخــــيــــر بــخــصــوص عـــمـــلـــيـــات الــــتــــبــــادل يـــتـــم مـــــن خــــــ ل الـــقـــنـــاة الرسمية بين البلدين، وهو ما تُوّج بعملية تـــبـــادل الــســجــنــاء الـضـخـمـة خــــ ل الـصـيـف الماضي. لم يتضمنها كتاب ميكي الذي طُبع قبل اكتمال الصفقة. جو بايدن وكامالا هاريسيستقبلانسجناء أفرجتعنهم روسيا بموجبصفقة تبادل تاريخية في الصيف الماضي (رويترز) لندن: كميل الطويل ميكي بيرغمان مع جواد ظريففي نيويورك(كتاب «في الظلال») ميكي بيرغمان مع الرئيسعمر البشير في الخرطوم (كتاب «في الظلال») «كان والدي (باروخ) يحب أن يُخبر الناسأنه فلسطيني، وكانت لديه وثيقة ولادة تثبت ذلك»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky