issue16752

يوميات الشرق ASHARQ DAILY 22 Issue 16752 - العدد Wednesday - 2024/10/9 الأربعاء يضم قصصاً مصورة عن روتين حياتهم معرضفوتوغرافي مصري يوثق «عمالة الأطفال» في الريف فــــكــــرة إقـــــامـــــة مــــعــــرض فـــوتـــوغـــرافـــي تـوثـيـقـي ربـمـا تـبـدو نـمـطـيـة، ولا تجتذب الجمهور غير المتخصص إلــى حـد كبير، لـكـن عـنـدمـا يــتــجــاوز هـــذا الـــحـــدث مـراحـل الــتــســجــيــل والـــــرصـــــد والــــتــــأريــــخ، إلـــــى مـا يمكن أن نطلق عليه «الـسـرد التأملي» أو جماليات القصص الإنسانية، فإن الأمر قد يختلف كثيراً، لا سيما عندما يتعلق هذا السرد بالأطفال. فـــــي مــــعــــرضــــه الــــــفــــــردي الأول «قـــــوة الطفل» اجتذب المصور المصري سهل عبد الرحمن، الجمهور إلى خبايا قضية عمالة 35 الـصـغـار فــي الــريــف بـمـصـر، مــن خـــال صــورة فوتوغرافية لمجموعة مـن الأطفال يــنــتــمــون إلـــــى مــحــافــظــة الـــفـــيـــوم (جـــنـــوب غربي القاهرة)، يعملون في حصاد القطن والبابونغ، فضلً عن مهن أخرى، ليعيش المتلقي عــن قـــرب مـعـهـم، ويـتـأثـر بمشاهد حـقـيـقـيـة مـــن حــيــاتــهــم الـــيـــومـــيـــة، مـــحـــاولاً مـــســـاعـــدتـــهـــم عـــلـــى فـــهـــم الـــــواقـــــع، وإعـــــــادة صياغته. المـــعـــرض المـــقـــام بـكـلـيـة الإعــــــام بمقر الــجــامــعــة الأمــيــركــيــة بـالـتـجـمـع الـخـامـس (شـــــرق الـــقـــاهـــرة) حــتــى مـنـتـصـف أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول) هــو نـتـاج مــشــروع ثقافي ، وطرح 2021 ممتد أطلقه عبد الرحمن عام من خلله قضية عمالة الأطفال في الفيوم بأبعادها كلها. يقول عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «أردت أن أوثــــق لـحـيـاة الــصــغــار مـــن هـذه الــــزاويــــة، فـــــإذا بــهــم يــأخــذونــنــي إلــــى قلب الريف المصري قديماً، حيث أخلق القرية، ودفء الأســـــرة، والمــشــاعــر الــفــيّــاضــة، لكن في الوقت نفسه اصطدمت بـمـرارة الواقع ومخاوف المستقبل». كانت الصدمة التي عانى منها الفنان خـــال الـتـقـاط الــصــور هــي هيمنة ظـاهـرة عـمـالـة الأطــفــال فــي الـفـيـوم، خـصـوصـ في المحاصيل الزراعية؛ مثل القطن والبابونغ؛ حيث تشتهر المنطقة بهذين المحصولين اللذين يُـزرَعـان بمساحات كبيرة، ومن ثم يحتاجان إلى عدد كبير من العمالة. وفــــق عــبــد الـــرحـــمـــن فــــإن «الـــعـــمـــل في إنـــــتـــــاج المــــحــــاصــــيــــل يــــكــــاد يـــقـــتـــصـــر عــلــى الأطـــفـــال؛ بـسـبـب الأجــــور المـنـخـفـضـة التي يــحــصــلــون عــلــيــهــا؛ حــيــث يـحـصـل الـبـالـغ أضعاف أجر الطفل الواحد، وتكون 3 على الـنـتـيـجـة هـــي أن عـمـلـهـم يــبــدأ مـــن شـــروق ظهراً». 12 الشمس حتى الساعة وعلى الرغم من رفض المصور المصري هذه القضية، فإنه تمسّك بالحيادية تجاه تـــنـــاول الــــواقــــع المــحــيــط بـــه فـــي مــشــروعــه، عــــارضــــ مــخــتــلــف جــــوانــــب الــــحــــيــــاة: «مـــن الـــنـــاحـــيـــة الـــشـــخـــصـــيـــة أقــــــف ضـــــد عــمــالــة الأطــفــال، تلك القضية الموجعة فـي العالم كله، إذ أرى أن الطفل مكانه هـو مدرسته أو منزله أو المكتبة، أو النوادي والساحات العامة، حيث يتعلم ويقرأ ويلعب ويرسم ويـــســـتـــمـــتـــع بـــطـــفـــولـــتـــه، لـــكـــن عـــلـــى الـــرغـــم مـــن ذلـــك فـإنـنـي قــدمــت مـــن خـــال الأعــمــال الفوتوغرافية التي يضمها المشروع لمحات صادقة ومختلفة من حياتهم برؤية فنية عفوية». مــــن هـــــذا المــنــطــلــق تـــتـــنـــوع الــقــصــص والمـــــشـــــاهـــــد الــــتــــي تــــســــردهــــا الـــــصـــــور فــي المـعـرض، التي تصاحبها نصوص أدبية تعزز السرد المرئي الفني، ليجمع الحدث بينهما، فنلتقي عـلـى سبيل المــثــال قصة الطفل يوسف، ونتعرف على سياق حياته في القرية، خلل موسم الحصاد وخارجه، فتُوثّق الصور روتينه اليومي، وتفاعلته مـــع أصـــدقـــائـــه وعـــائـــلـــتـــه. كــمــا نــعــيــش مع أحـــــــام نــــيــــرة وريـــــتـــــاج، الـــطـــامـــحـــتـــ إلـــى أن تـصـبـحـا طـبـيـبـتـ مــاهــرتــ ، ونــراقــب الـــصـــغـــار الــــذيــــن يـــنـــفـــقـــون أجـــــورهـــــم عـلـى مـسـتـلـزمـات المـــــدارس والمـــابـــس، وأحـيـانـ توفير الطعام والشراب، بينما تركز صورٌ أخرى على «الأيدي غير الناعمة» للأطفال. وخــــــال ذلـــــك كـــلـــه تــطــالــعــنــا لـحـظـات ملهمة عبر ابتسامات الرضا والأمـل التي تنبعث مــن الأطـــفـــال رغـــم كــل الـعـنـاء الــذي يـــعـــيـــشـــونـــه، ومـــــن ذلـــــك صــــــورة لمـجـمـوعـة مــــن الـــصـــغـــار خـــــال عـــودتـــهـــم مــــن الــعــمــل فـــي ظــهــيــرة أحــــد الأيـــــــام، وأخــــــرى تـجـسّـد احـتـضـان طـفـل فــي فــرحــة عــنــزةً اشترتها أســــرتــــه مــــن حــصــيــلــة أجــــــره خـــــال مــوســم جـنـي الـقـطـن، وكــأنــه يحتضن أجـمـل أيــام عـمـره الـتـي يقضي كثيراً منها فـي العمل بحقول قريته، فتشعر بأنك في الواقع أمام «قـــوة طـفـل» تنتظر الاهـتـمـام والاستثمار الصحيح. لا يــــكــــتــــب هـــــــــذا المـــــــعـــــــرض الــــنــــهــــايــــة لمـــشـــروع سـهـل عـبـد الــرحــمــن الــــذي يحمل عـــنـــوان «الــطــفــولــة الــضــائــعــة»: «لــــن أحـمـل كاميراتي من قرى الفيوم وأرحل، فالقصة لــم تـنـتـهِ بـعـد، وسيستمر المـــشـــروع قائماً إلـــــى أجـــــل غـــيـــر مـــســـمـــى. أشـــعـــر بـالـشـغـف تجاه مصيرهم... مـا تأثير العمل الشاق عــــلــــى صـــحـــتـــهـــم الـــنـــفـــســـيـــة والــــجــــســــديــــة؟ هـــل سـيـسـمـح هــــذا الــتــأثــيــر لــهــم بتحقيق أحـامـهـم وتطلعاتهم الـتـي تـحـدثـوا معي عنها؟». وأثـــار شغف المـصـور بعمالة الأطفال انــدهــاش بـعـض الـريـفـيـ الــذيــن أكــــدوا أن عــمــل الــصــغــار فـــي الـــريـــف أمــــر مـمـتـد منذ ســنــوات بـعـيـدة، إلا أن لسهل رؤيـــة أخــرى وتساؤلات لا تنتهي يطرحها ويبحث عن إجاباتها من خلل مشروعه. لحظات فرحة ملهمة لأطفال الفيوم (الشرق الأوسط) القاهرة: نادية عبد الحليم بمعرضه الفردي الأول «قوة الطفل» اجتذب المصور المصريسهل عبد الرحمن الجمهور إلى خبايا قضية عمالة الصغار في الريف المصري المعرضيجتذب الجمهور لقضية عمالة الأطفال (الشرق الأوسط) الأيدي غير الناعمة (الشرق الأوسط) ماغي بوغصن ورابعة الزيات تشاركان النازحين ألم الجراح المفتوحة مشاهير لبنانيون يُغلّبون العمل الميداني على المودّة الافتراضية لا يــعـــنـــي عـــــدم مـــــغـــــادرة المـــــنـــــازل نـحـو الــتــشــرّد الـكـبـيـر أنّ الــبــاقــ تـحـت سقوفها بــمــعــظــمــهــم يـــنـــعـــمـــون بـــــالاتّـــــســـــاع. بــوصــف المـمـثـلـة الـلـبـنـانـيـة مــاغــي بــوغــصــن: «نشعر كـــأنـــنـــا مــقــيــمــون فــــي عــلــبــة ســــرديــــن؛ لــفــرط إحـسـاسـنـا بــالــضــيــق»، مـنـذ تـــمـــادي الـوجـع الإنساني خطت أبعد من الاحتضان اللفظي، يُطالب كثيرون مشاهير بتوظيف الشعبية بـمـا يُــســانــد ويُـــخـــفّـــف، وآخـــــرون لا يـغـفـرون اكـــتـــفـــاء الأســــمــــاء تــحــت الـــضـــوء بـالـوطـنـيـة مــن مــســافــات، ويـشـتـرطـون مـشـاركـة الـنـاس ألـــم الــجــراح المـفـتـوحـة مــن خـــارج الـشـاشـات. الإعـــامـــيـــة رابــــعــــة الــــزيــــات تـــفـــضّـــل المـــــــؤازرة المـــبـــاشـــرة مـــع المـــتـــضـــرّريـــن، وتُـــغـــلّـــب، أســــوةً بماغي بوغصن، أهمية العمل الميداني على المودّة الافتراضية. العطاء الفردي ممرُ عطاءاتجماعية تُــــــدرك بــوغــصــن أنّ قــــدر المـــــرء الـهـبـوب المــســتــمــر، بــالــلــغــة المــحــكــيّــة يـــقـــال: «مــــا حــدا عـــراســـه خــيــمــة»، ولــيــســت مـــدعـــاة لـلـتـبـاهـي مشاركتُها النازحين قسوة الـحـال. بقولها: «إنـــه أقـــل واجــــب»، تُـخـبـر «الــشــرق الأوســـط» عن تعدّد احتمالات التفجّع الإنساني، منها الفيضانات والـــــزلازل، وبـــأنّ أحـــداً لا يُبصر خـفـايـا المــكــتــوب: «نـحـتـاج جميعاً إلـــى أيـــادٍ مُسعِفة، أومـن أنّ عطاء الله لي هو ببعضه مـمـرّ لـعـطـاء الآخــريــن مــن خــالــي، لا نُعطَى دائماً من أجلنا». لــــهــــا أحــــــبّــــــة يــــشــــاركــــونــــهــــا الــــنــــجــــاح، ويـــدعـــمـــون حـــمـــات تــتــبــنّــاهــا، ولمّـــــا عُــيّــنــت سـفـيـرةً لجمعية «حــمــايــة»، المـعـنـيّـة بإنقاذ الــــصــــغــــار مـــــن عــــنــــف الـــــكـــــبـــــار، وجـــــــــدت مَــــن يشجّع المــبــادرة ويـقـتـدي بـهـا. تُكمل المَهمّة مـــــع «حـــــمـــــايـــــة»، وتـــــــــزور مـــــــــدارس الـــلـــجـــوء، وبــالــتــوازي، تُـطـلـق حملة لـجَـمْـع الـتـبـرّعـات تحصد التجاوُب الكبير. وتــــتــــابــــع: «(الـــــفـــــانـــــز) الــــذيــــن يــدعــمــون مسلسلتنا، ويصفّقون لما نقدّم، مُطالَب منّا لفت أنـظـارهـم نحو عمل الـخـيـر، هـم ليسوا لاحـتـفـالات النجاح فـقـط، حبّهم لنا يُـوظّـف فــي الأيــــام الصعبة أيــضــ ، جمعنا تـبـرّعـات بــــآلاف الــــــدولارات مــن مختلف دول الـعـالـم. عـائـات فـي بـيـروت والـشـمـال ومـراكـز نـزوح أخـــــرى، تـــأمّـــن مـــا يـلـزمـهـا مـــن حـلـيـب أطـفـال وحفاضات، وما يستر الأبدان قُبيل الشتاء». تـــقـــســـو عــــلــــى الـــلـــبـــنـــانـــيـــ أزمــــانــــهــــم، والــــحــــروب تُــنــهــك كـــل جـــيـــل، «أتـــعـــبَـــنـــا عـمـرٌ يمضي في الحرب، نُكمل بشقاء هذه الأيام المريرة، ونؤمن بأنّ السماء ستستجيب». ولا تُـحـبّـذ أن يُــقــال: انــظــروا إلــى ماغي مــــاذا تـفـعـل؛ لـيـقـ أنـــه واجــــب، لــكــنّ تَــشــارُك اللفتة قـد يُــحــرّض آخـريـن على سـلـوك درب مــــمــــاثــــل، لا تــــصــــبّ غــضــبــهــا عـــلـــى مـكـتـفـ بـتـدويـنـات الـتـعـاطـف، وإنـمـا تفضّل اقـتـران الأقـــوال بـالأفـعـال: «نعمل فـي النهار والليل للتأكد من وصول التبرّعات إلى مُستحقّيها، الــــفــــنــــان مُــــــكــــــرّم بـــــحُـــــبّ الــــــنــــــاس، فــتــتــكــثّــف الاستجابة لندائه متى أطلق هذا النداء». لا هوان بالتفرّج على أرضتحترق وتـــواصـــل رابـــعـــة الـــزيـــات الـتـنـقّـل بين المــــــــدارس، ولمــلــمــة الــقــصــص المـــبـــعـــثـــرة، لم تـسـتـطـع المـتـابـعـة مـــن المـــنـــزل، أو الاكـتـفـاء بـالاحـتـضـان مــن خـلـف الــشــاشــة، تـحـرّكـت بــــدافــــع المــــواطَــــنــــة والأمـــــومـــــة قـــبـــل الــصــفــة الإعـــامـــيـــة، ولــــم يَـــهُـــن الـــتـــفـــرّج عــلــى أرض تحترق. تشارك «الـشـرق الأوســـط» تجربة انخراطها فـي العمل المـيـدانـي: «لا ينبغي عدّها استثنائية، بل شأن عادي، مؤثّرون ونــــاس يـفـتـقـرون لـــ ضـــواء صـنـعـوا حالة تضامن واسعة، ليس الوقت الآن للحديث فــــي أســــبــــاب الــــحــــرب، يــمــكــن بــحــثــهــا بـعـد وقــف المــعــارك. الـوقـت لـإنـسـان، كما حدث فـــي زلــــــزال تــركــيــا وســــوريــــا وأمــــــام مــذابــح غــــزة، كـثـيـرون اخـتـلـفـوا حـــول مَـــن يتحمّل المــــســــؤولــــيــــة، لــــكــــلّ رأيــــــــه، وأمــــــــام الأهـــــــوال فلتتنحّ الآراء، لبنان تحت النار، والكارثة الإنسانية إلى تفاقُم: مآسٍ ووجع وأمراض وبرد، وحدتنا نجاتنا». رأت حـــســـرات الـــعـــيـــون، واسـتـوقـفـتـهـا «حـــكـــايـــات الـــنـــضـــال»، المـــــغـــــادرون بـيـوتـهـم جـــــــــرّوا ويـــــــات لـــبـــنـــانـــيـــة، مـــنـــهـــا الانـــهـــيـــار الاقتصادي، وقضْم المصارف جنى العمر، يُـــخـــبـــرون رابـــعـــة الــــزيــــات عـــن «ضـــربـــة تلو الأخــــــرى»، وهـــي تُـصـغـي لـبـعـضٍ غــــادر بل أمــتــعــة: «تـــأمّـــنـــت حـــاجـــات أســـاســـيـــة، منها مــابــس نــــوم وحـــجـــابـــات وســـجـــادة صـــاة، الـــطـــعـــام والــــشــــراب مـــن الــســهــل تــوافــرهــمــا، نسعى إلـى سـدّ النقص في لــوازم إضافية، الـقـصـف يـشـتـدّ والـــنـــزوح يـتـوسّـع، عـائـات تــــغــــادر نـــحـــو الــــقــــرى الـــنـــائـــيـــة ومـــدارســـهـــا غير المُـجـهّـزة، نتحدّث هنا عـن مياه بـاردة واسـتـحـمـام لئيم، زرتُ مـدرسـة فـي منطقة حـــراجـــل، نـــازحـــوهـــا يـسـتـحـمّـون فـــي مـنـزل مـــجـــاور يــتــحــلّــى صــاحــبــه بـقـلـب إنــســانــي، فـمـنـحـهـم مــيــاهــ تُـــهـــدّئ تــقــلّــبــات الـطـقـس، الـــطـــعـــام والـــــشـــــراب مـــهـــمّـــان، لـــكـــن الــتــدفــئــة ضرورية أيضاً». تـــشـــاء تـــجـــنّـــب الــــتــــوقّــــف عـــنـــد «تـــجّـــار 20 الأزمــات»، ممن باعوا الفَرشة الواحدة بـ دولاراً، وأقنعوا المحتاجين إليها بالتعاطف دولاراً، 18 مع آلامهم بتخفيضسعرها إلى دولارات، «الـوقـت الآن 3 في حين أنّ ثمنها لـإضـاءة على ما يجمع»، فتُعدّد: «الكلمة الــحــلــوة، الـعـمـل المـــيـــدانـــي، الـطـبـخ وإطــعــام الآخرين، تأمين الحاجات، المساعدة المالية، والــدواء والطبابة والدعم النفسي. الكارثة تتمادى وسط غياب رسميّ فاضح، المجتمع المدني والناس هم الوطن وأبطاله». تَشارُك الصوت المؤثّر لا يعني أنّ رابعة الـــزيـــات ومــاغــي بـوغـصـن تـحـتـكـران العمل الجماعي. تُـشـدّدان على أنّ الشهرة تجعل الـضـوء مسلّطاً على مـا تقومان بها، وإلا، فـسـتـنـضـمّـان إلـــى كـثـيـريـن يــبــذلــون أقصى الجهد بصمت، تستوقف الــزيــات ضــرورة الإبـــقـــاء عـلـى الــهِــمّــة عــالــيــة: «ألا نـتـعـب ولا نـمـلّ»، وهــي ليست مـن صنف يجلد مَــن لا يتبع خطاه، أو يُطلق التّهم ويُخوّن. تقول: «المكتفون بالتعاطف عبر مواقع التواصل فليكتفوا، لكنّ رمادية المواقف غير مُحبّبة، فـــي الـــغـــرب رفــــض فـــنـــانـــون تــســلّــم جـــوائـــز، وأدانوا الإبادة الإسرائيلية في غزة بصريح العبارة، عتبي على مَن لا يشيرون بالإصبع إلـــى أن إســرائــيــل تـقـتـل مـدنـيـ ومسعفين وأطفالاً بأسلحة مُحرّمة، فليكتفوا بالموقف مـن خلف الـشـاشـات، وإنـمـا فليكن واضحاً ليُخبر العالم بأنّ إسرائيل تُبيد لبنان». بيروت: فاطمة عبدالله تقسو على اللبنانيين أزمانهم والحروب تُنهككل جيل (رويترز) الوقت الآن للإنسان فقط (رويترز)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky