issue16752

هوبفيلد وهينتون قدّما جهوداً متفردة في مجال الشبكات العصبية الاصطناعية التعلّم الآلي يقود أميركياً وكندياً للفوز بـ«نوبل» الفيزياء فـــي خـــطـــوة تـعـكـس الـــتـــقـــدّم المـــذهـــل في مـجـالات الفيزياء وعـلـوم الـحـاسـوب، أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، الثلاثاء، 2024 عن منح جائزة نوبل في الفيزياء لعام للفيزيائي الأميركي جـون هوبفيلد، وعالم النفس الإدراكـــي الكندي البريطاني جيفري هينتون؛ تقديراً لاكتشافاتهما التي وضعت الأســــس للتعلّم الآلــــي بـاسـتـخـدام الشبكات العصبية الاصطناعية. وذكـــــــرت لــجــنــة «نــــوبــــل» فــــي بــــيــــان، أن أبحاث الفائزَين استندت إلى أدوات من علم الــفــيــزيــاء، حـيـث أســهــم هـوبـفـيـلـد فــي إنـشـاء بنية تخزين واسـتـرجـاع المـعـلـومـات، بينما طـوّر هينتون الملقّب بـــ«الأب الروحي للذكاء الاصطناعي»، طريقةً لاكتشاف الخصائص في البيانات بشكل مستقل. وأكّـــــــدت الــلــجــنــة أن ابــتــكــاراتــهــمــا أدت إلــى «انـفـجـار» فـي تـطـوّر التعلّم الآلـــي خلال الـعـقـديـن المـاضـيـن، مـمـا أتـــاح لـــآلات تقليد وظائف مثل الذاكرة والتعلّم. ووصف هينتون حصوله على الجائزة بأنه «مـذهـل»، وأكّــد في مقابلة هاتفية بعد الإعــــــ ن أهــمــيــة الــتــكــنــولــوجــيــا الـــتـــي أسـهـم بـحـثـه فــي تـطـويـرهـا، مـشـيـراً إلـــى أن الــذكــاء الاصطناعي سيكون لـه «تأثير هـائـل» على المجتمع، مشابهاً للثورة الصناعية، ولكن في مجال القدرة العقلية بدلاً من البدنية. وتوقع هينتون أن تُحدِث التكنولوجيا ثورة في مجالات مثل الرعاية الصحية، مما سيؤدي لـ«تحسي كبير في الإنتاجية»، لكنه حــــذّر مـــن الــعــواقــب الـسـلـبـيـة المـحـتـمـلـة، مثل خطر خروج هذه التكنولوجيا عن السيطرة. واسـتـقـال هينتون مــن شـركـة «غـوغـل» ليتحدث بحرية عن مخاوفه بشأن الأضـرار المــحــتــمــلــة لـــلـــذكـــاء الاصـــطـــنـــاعـــي، مــثــل نشر المـــعـــلـــومـــات المـــضـــلّـــلـــة، وقـــلـــب ســـــوق الــعــمــل، وحـــــذّر مـــن أن الـــذكـــاء الاصــطــنــاعــي «يــعــرف كيفية البرمجة»، مما يمكّنه من التغلب على القيود، والتلاعب بالناس لتحقيق أهدافه. »، الـعـام CNN« وقــــال هـيـنـتـون لـشـبـكـة الماضي: «أنـا مجرد عالم أدرك فجأة أن هذه الأمور تصبح أذكى منا، أريد أن أُبلغ عن ذلك وأقول إنه يجب علينا أن نكون جادّين بشأن كيفية منع هذه الأشياء من السيطرة علينا». وذكـــــــــرت إيــــلــــن مـــــونـــــز، رئـــيـــســـة لـجـنـة «نوبل» للفيزياء، أن أعمال الفائزَين جعلت الـــــذكـــــاء الاصــــطــــنــــاعــــي «جـــــــــزءاً مـــــن حــيــاتــنــا اليومية»، مثل التعرف على الوجه، وترجمة اللغات، حيث تشكّل اكتشافاتهما الأسـاس لــتــطــبــيــقــات الــتــعــلــم الآلــــــي الـــتـــي تــــعــــزّز دقـــة وسرعة اتخاذ القرارات. يُعدّ الدماغ البشري الذي يحتوي على مــلــيــارات مـــن الــخــ يــا الـعـصـبـيـة المـتـرابـطـة، المـــصـــدرَ الــــذي يـنـشـأ مـنـه الـــوعـــي، هـــو أقـــوى وأدق جهاز كمبيوتر معروف في الكون، ومع ذلك فإن العلماء قد سعوا لعقود لتقليد ذلك عبر أساليب التعلّم الآلـي التي تحاكي قدرة الدماغ على التكيف. وتـــقـــنـــيـــات الــتــعــلــم الآلــــــي هــــي أســالــيــب تـــمـــكّـــن الأنـــظـــمـــة الـــحـــاســـوبـــيـــة مــــن تـحـسـن أدائها تلقائياً من خلال التعلّم من البيانات، وتـعـتـمـد عـلـى خـــوارزمـــيـــات مـعـقّـدة لتحليل الأنماط داخل مجموعات البيانات، ما يتيح لـأنـظـمـة اتــخــاذ قـــــرارات أو إجــــراء تـنـبـؤات، وتُـــســـتـــخـــدم هـــــذه الــتــقــنــيــات فــــي تـطـبـيـقـات متنوعة، مثل التعرف على الصور والصوت، وتـــوصـــيـــات المـــنـــتـــجـــات، وتــحــلــيــل الــبــيــانــات الـكـبـيـرة. وشــهــد الـتـعـلّـم الآلــــي طــفــرة كبيرة المـــاضـــيـــة، حــيــث يعتمد 20 فـــي الـــســـنـــوات الــــــ بــشـــكـــل أســــاســــي عـــلـــى «الـــشـــبـــكـــة الـعـصـبـيـة الاصـــطـــنـــاعـــيـــة»، وهـــــذه الـتـكـنـولـوجـيـا الـتـي طـــوّرهـــا هوبفيلد وهـيـنـتـون مـسـتـوحـاة من بنية الدماغ. وبــيــنــمــا يــحــتــوي الــــدمــــاغ عــلــى خـ يـا عــــصــــبــــيــــة، تـــــحـــــتـــــوي الــــشــــبــــكــــة الـــعـــصـــبـــيـــة الاصطناعية على عُقَد تحمل قيماً مختلفة، وبــيــنــمــا تـــتـــواصـــل خـــ يـــا الــــدمــــاغ بـعـضـهـا مــــع بـــعـــض عـــبـــر المـــشـــابـــك الــعــصــبــيــة، تــؤثــر الـعـقـد الاصـطـنـاعـيـة عـلـى بعضها مــن خـ ل الاتصالات، ويمكنك تدريب الشبكة العصبية الاصـطـنـاعـيـة مــن خـــ ل تـعـزيـز الـــروابـــط بي العُقد، تماماً كما يمكنك تدريب الدماغ. ويـــمـــكـــن لــلــبــشــر الــتــفــكــيــر فــــي كــلــمــات أو حــقــائــق نــــــادرة وصــعــبــة الـــتـــذكـــر، بينما تستطيع الـشـبـكـات العصبية الاصطناعية البحث فـي الأنـمـاط المـخـزّنـة بفضل تصميم الـــــــذاكـــــــرة الــــتــــرابــــطــــيــــة المــــــعــــــروف بــــ«شـــبـــكـــة هــوبــفــيــلــد»، واخــــتــــرع جــــون هــوبــفــيــلــد هــذه ، وهي تُعرف بـ«الذاكرة 1982 الشبكة في عام الــتــرابــطــيــة»، وتـسـتـرجـع الأنـــمـــاط حـتـى في حال عدم اكتمالها، مستفيداً من خلفيته في الفيزياء لاستكشاف ديناميكيات الشبكات العصبية. وتتكوّن شبكة هوبفيلد من عُقد مــرتــبــطــة بـــقـــوى مـخـتـلـفـة، حــيــث تُــــخــــزّن كل عُقدة قيمة فردية، وشبّه هوبفيلد استرجاع حالة محفوظة في الشبكة بدحرجة كرة عبر تــضــاريــس مـلـيـئـة بـالـقـمـم والــــوديــــان، حيث ســتــتــدحــرج الـــكـــرة إلــــى أقــــرب وادٍ، وتستقر هناك. وإذا وُجد نمط قريب من أحد الأنماط المـحـفـوظـة سـتـقـوم الـشـبـكـة بـتـعـديـل نفسها تـــدريـــجـــيـــ حـــتـــى تـــصـــل إلــــــى قــــــاع الـــــــــوادي، مـمـا يـسـمـح لـهـا بـاسـتـرجـاع أقــــرب نـمـط في ذاكـرتـهـا، ويمكن اسـتـخـدام شبكة هوبفيلد لاستعادة البيانات التي تم مسحها جزئياً. بــــعــــد ذلــــــــــك، وسّــــــــــع هــــيــــنــــتــــون أبــــحــــاث هـوبـفـيـلـد لــتــطــويــر «آلـــــة بـــولـــتـــزمـــان»، وهــي عبارة عن نوع من الشبكات العصبونية التي تتكون من عُقد مرئية وأخرى خفية يمكنها التعرف على أنماط جديدة، وبرغم بطء الآلة الأصلية طوّر هينتون إصدارات أكثر كفاءةً، وأصبحت تُستخدم الآن في أنظمة توصية الأفلام. ومـنـذ الثمانينات تضخمت الشبكات عُـــقـــدة لأكـــثـــر مـــن تــريــلــيــون مَــعــلَــمــة، 30 مـــن وبــيــنــمــا تــســتــخــدم الــبــرمــجــيــات الـتـقـلـيـديـة وصـــفـــات ثــابــتــة لـلـطـهـي عــلــى سـبـيـل المــثــال، تتعلّم الشبكات العصبية من الأمثلة، وتبتكر وصفات جديدة، وأسّس هوبفيلد وهينتون ،2010 ثورة التعلم الآلي التي بدأت حول عام مدعومة بتوفر كميات هائلة من البيانات، وزيـــادة قــوة الحوسبة، مما أدى إلــى ظهور الشبكات العصبية العميقة وطـرق التدريب المعروفة بـ«التعلّم العميق». وقال البروفيسور مايكل وولدرج، عالم الكمبيوتر في جامعة أكسفورد، إن الجائزة تعكس التأثير العميق للذكاء الاصطناعي، موضحاً أنها «مؤشر على تحوّل العلم». وأكّد لصحيفة «الغارديان» البريطانية، أن نجاح الشبكات العصبية مكّن من تحليل البيانات بطرق غير مسبوقة، مشيراً إلى أنه «لا جـزء مـن العالم العلمي بقي دون تغيير بسبب الـذكـاء الاصطناعي. نحن فـي لحظة رائـــعـــة فـــي تـــاريـــخ الــعــلــم، ومــــن الـــرائـــع رؤيـــة الأكاديمية تعترف بذلك». مــــن جـــانـــبـــه، قـــــال الــــدكــــتــــور وائــــــل عـبـد القادر عوض، عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصـطـنـاعـي فــي جـامـعـة دمــيــاط بـمـصـر، إن «جــائــزة نـوبـل تُـمـنـح لـ كـتـشـافـات الـجـديـدة في العلم، ويُـعـدّ التعلم الآلـي الاتـجـاه الأبـرز حــالــيــ فـــي الــــذكــــاء الاصـــطـــنـــاعـــي»، وأضــــاف لـ«الشرق الأوســط» أن «هـذه الجائزة تعكس أهمية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في حل المشكلات المعقّدة التي تواجه البشرية». وأشـــــار إلـــى أن «تـقـنـيـات الـتـعـلّـم الآلـــي يـمـكـن أن تُــســهــم بـشـكـل كـبـيـر فـــي المـــجـــالات الطبية، مثل فهم آليات الإصـابـة بالأمراض المــســتــعــصــيــة؛ مــــا يـــســـاعـــد فــــي الـتـشـخـيـص المــبــكــر، وتــطــويــر أدويـــــة فــعّــالــة تـعـتـمـد على البيانات». فــي المـقـابـل، أعــربــت الـبـروفـيـسـورة ديـم ويــــنــــدي هــــــول، عـــالمـــة الــكــمــبــيــوتــر بـجـامـعـة ســـاوثـــامـــبـــتـــون، ومــســتــشــارة الأمـــــم المـتـحـدة لــــلــــذكــــاء الاصــــطــــنــــاعــــي، عـــــن دهـــشـــتـــهـــا مــن الــجــائــزة، وقــالــت لــــ«الـــغـــارديـــان»: «لا توجد جـائـزة نـوبـل لعلوم الكمبيوتر، وهــذا يبدو وسيلةً مثيرة لإنـشـاء واحـــدة، وبـرغـم تأثير الـشـبـكـات الـعـصـبـيـة عـلـى أبــحــاث الـفـيـزيـاء، يظل السؤال: هل هي نتيجة لأبحاث الفيزياء نفسها؟». لكن وفـق خـبـراء، فـإن الفيزياء أسهمت فــــي تـــطـــويـــر الــتــعــلــم الآلـــــــي، والآن تـسـتـفـيـد الــفــيــزيــاء بـــدورهـــا مـــن الــشــبــكــات الـعـصـبـيـة الاصـطـنـاعـيـة. ويُـسـتـخـدم الـتـعـلـم الآلــــي في مجالات حازت جوائز «نوبل»، مثل معالجة البيانات الضخمة لاكتشاف جسيم هيغز، وتــقــلــيــل الـــضـــوضـــاء فـــي قـــيـــاســـات مــوجــات الـــجـــاذبـــيـــة مــــن تــــصــــادم الـــثـــقـــوب الــــســــوداء، والــــبــــحــــث عــــن الــــكــــواكــــب الــــخــــارجــــيــــة. وبــــدأ استخدام التعلم الآلي بالآونة الأخيرة لتوقّع خـصـائـص الـجـزيـئـات والمـــــواد، مـثـل تحديد هيكل جـزيـئـات الـبـروتـن، أو اكـتـشـاف مـواد جديدة لتحسي كفاءة الخلايا الشمسية. القاهرة: محمد السيد علي بــعــد تـسـجـيـل مـــوقـــع الـــفـــاو الأثـــــري، فـي يوليو (تـمـوز) المـاضـي، ضمن قائمة التراث العالمي لدى «اليونيسكو» كثامن مـــــوقـــــع ســــــعــــــودي يـــســـجـــل فــــــي الـــقـــائـــمـــة العالمية، سلّط الحدث مزيداً من الأضواء نحو ثــراء الـتـراث التاريخي الــذي تتمتع بـه الـسـعـوديـة، وجـــذب انتباه العالم إلى الــعــمــق الـــتـــاريـــخـــي لــلــمــواقــع الــســعــوديــة وتراثها الإنساني العريق. وفـتـحـت نــــدوة علمية استضافتها العاصمة السعودية الــريــاض، الـثـ ثـاء، وشــــارك فيها مـخـتـصـون فــي مـجـال آثــار السعودية، ومهتمون بالفاو من مختلف أنحاء العالم، نوافذ إلى التعريف بموقع الفاو الأثري وقيمته التاريخية والأثرية، ومـــا تـــم فـــي المـــوقـــع مـــن مــشــاريــع للبحث والتنقيب الأثـــري، بــدءاً بجهود الدكتور عبد الرحمن الأنـصـاري، أحد رواد الآثار السعوديي، وأول من قام بأعمال التنقيب فـــي «الــــفــــاو»، مـــــروراً بــإســهــامــات جامعة الملك سعود في هذا الموقع الأثري. ونـــظّـــمـــت هــيــئــة الـــــتـــــراث، الـــثـــ ثـــاء، فــي الـــريـــاض، «الـــنـــدوة الـعـلـمـيـة لأبـحـاث المـنـظـر الـثـقـافـي لمـنـطـقـة الـــفـــاو الأثـــريـــة»، التي تناولت في جلساتها العلمية التي اســـتـــمـــرت لـــســـاعـــات المـــكـــانـــة الــتــاريــخــيــة والحضارية للسعودية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، واهتمامها بإثراء الساحة العلمية بأحدث الدراسات والأبحاث العلمية المتخصصة بمجالات الآثــــــــــــــار، وتـــــــبـــــــادل الــــــخــــــبــــــرات والــــــــــرؤى والـــتـــجـــارب الأكــاديــمــيــة عــلــى المـسـتـويـن المحلي والدولي. «الفاو» ثروة علمية وتاريخ اجتماعي قــدّمــت الــنــدوة العلمية فهماً شـامـً حـول «موقع الفاو الأثـــري»، وبيان قيمته الـعـالمـيـة، وتـاريـخـه الاجـتـمـاعـي والبيئي، إضــــافــــة إلـــــى تــســلــيــط الــــضــــوء عـــلـــى طـــرق تكيّف المجتمعات مع بيئاتها الطبيعية، وتــقــديــم المــعــرفــة الـكـامـلـة عـــن المجتمعات البشرية التي استوطنتها خـ ل مختلف الأزمنة والعصور. جلسات، نوقشت 5 وتضمنت الندوة ورقـــة علمية، شملت دراســـات 22 خلالها علمية تتعلّق بنشأة «موقع الفاو الأثري»، وتاريخه الاجتماعي والاقتصادي، وإطاره الـــحـــضـــاري والـــبـــيـــئـــي، وآثـــــــاره المــتــنــوعــة، إضــافــة إلـــى الـنــقـوش الـكـتـابـيـة، والـفـنـون الــصــخــريــة المـكـتـشـفـة بــــه، وحــفــل بـرنـامـج الــنــدوة بتنظيم الـــزيـــارات المـيـدانـيـة لموقع الفاو الأثري للمتحدثي والمتحدثات. وتـنـاولـت الأوراق العلمية وجلسات الـنـقـاش لـلـنـدوة الـدولـيـة جـوانـب متعددة مــــن تـــفـــاصـــيـــل مــنــطــقــة الـــــفـــــاو، ومـــــن ذلـــك مظاهر المدينة القديمة، ونتائج المشاريع الــعــلــمــيــة الـــتـــي حــــاولــــت تـــقـــديـــم إجـــابـــات دقيقة لتساؤلات حـول تـاريـخ نشأة قرية الـــفـــاو، وعـ قـاتـهـا بـالـفـن، وعـــن مضامي المنحوتات الحجرية الآدمية والحيوانية المكتشفة في القرية الأثرية، التي قُدّمت في دراسة فنية وحضارية. كما تناولت أوراق الندوة التحولات الاجـتـمـاعـيـة والــحــضــاريــة لمـجـتـمـع الـفـاو عـبـر الــعــصــور، كـمـا سـلّـطـت الـــضـــوء على سكان ومجتمع الفاو وعلى نشأة المدينة القديمة، وعلى موقعها فـي فترة مـا قبل التاريخ من خلال الاكتشافات والمسكوكات الساسانية في القرية، ودراسة مضامينها وســيــاق حــضــورهــا الـتـاريـخـي فــي شبه الجزيرة العربية. «الفاو» ازدهار واندثار رصدت إحدى دراسات الندوة، للباحثي: ريم الفقير وعبد الله بن كليب، الحالة الثقافية للتراث غير المادي فـــي مـــوقـــع الـــفـــاو الأثـــــــري، حــيــث ازدهـــــرت الـــفـــاو بـشـبـكـة ري مـــتـــطـــوّرة، اسـتـخـدمـت فيها قــنــوات المــيــاه الـجـوفـيـة والسطحية لـــلـــحـــفـــاظ عـــلـــى مـــمـــارســـاتـــهـــا الــــزراعــــيــــة، وتـأمـن إمــــدادات المـيـاه الـوفـيـرة للمدينة، ونـــشـــرت فـــي الـــدراســـة الأثـــريـــة اكـتـشـافـات مختلطة حـول عـدد قـنـوات المـيـاه والآبـــار، بحيث أشــار العلماء فـي العصر الحديث بئراً في الموقع، في 33 قناة للمياه و 11 إلى حـن وثّـقـت دراســــات أثـريـة سابقة وجـود بئراً. 120 وتـــشـــيـــر الـــــدراســـــة إلـــــى أن المــجــتــمــع الـــتـــاريـــخـــي لـــلـــفـــاو اعـــتـــمـــد عـــلـــى الــــزراعــــة المــحــلــيــة، بــمــا فـــي ذلــــك أشـــجـــار الـنـخـيـل، والـــكـــروم، ومـحـاصـيـل الــحــبــوب، وامـتـدت قوته الزراعية لتصل إلى تربية الحيوانات الأليفة المؤيدة بأدلة لعظام جمال وأبقار ومـاعـز وأغـنـام. وكــان السكان منخرطي بشكل فـعّـال فـي صيد الـحـيـوانـات البرية فــي المـنـطـقـة المـحـيـطـة، كـمـا هــو ظــاهــر في الرسمات الـجـداريـة، والنقوش الصخرية والتماثيل البرونزية التي تصوّر الغزال، والظبي، والإبل البرية، والوعول. وكشفت التنقيبات الأثرية في الفاو، حسب الــدراســة، عـن مجموعة واسـعـة من القطع الأثـريـة تجسد أهميتها ووضعها الاقـــتـــصـــادي والـــســـيـــاســـي والاجـــتـــمـــاعـــي، ويبي هـذا السجل الأثــري الغني كيف أن الـفـاو رفـعـت مكانتها الجيوستراتيجية مـــن مـعـبـر تـــجـــارة إقـلـيـمـيـة إلــــى المــشــاركــة بـــفـــاعـــلـــيـــة فـــــي الـــــتـــــبـــــادل الــــثــــقــــافــــي. ومــــع مــــرور الــســنــن، بــــنّ الــتــأثـيــر الاقــتــصــادي والسياسي للفاو اندماج البعض مع أرقى جـوانـب الـحـضـارات التاريخية المتنوعة، والمـشـاركـة فـي الـتـجـارة المـثـمـرة، والـزراعـة الطويلة الأجل، وهي ثقافة خاصة ميّزتها عن المناطق المجاورة. ويشير العلماء إلى أنه يبدو أن هناك تخلّياً مفاجئاً عـن الــفــاو. ومــن الممكن أن يعود ذلك إلى حدوث قوة تاريخية قاهرة، أو تغير مناخي. ولا توجد أي آثار معروفة لاستيطان بشري في العصر الإسلامي. يوميات الشرق سلّطت الندوة الضوء علىطرق تكيّف المجتمعات مع بيئاتها الطبيعية وتقديم المعرفة الكاملة عن المجتمعات البشرية ASHARQ DAILY 21 Issue 16752 - العدد Wednesday - 2024/10/9 الأربعاء ندوة علمية بمشاركة دولية في الرياضحول نتائج الأبحاث في الموقع «الفاو»... ثروة علمية وتاريخية سعودية خلال افتتاح أعمال الندوة العلمية الدولية (هيئة التراث) الرياض: عمر البدوي كشفتالتنقيباتالأثريةعنالقطعالأثريةالتيتجسدأهميتها ووضعها الاقتصاديوالسياسيوالاجتماعي(واس) نتائج المسح تعزز نتائج الأبحاث والدراسات العلمية (واس) الفائزان بـ«نوبل» الفيزياء الكنديجيفري هينتون والأميركيجون هوبفيلد (أ.ب)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky