issue16751

9 عامعلىطوفانالأقصى NEWS Issue 16751 - العدد Tuesday - 2024/10/8 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSATً استراتيجية هجومية متعددة الأبعاد عسكرياً ودبلوماسيا محطات إيرانية بعد «طوفان الأقصى» 8 عندما بدأت عملية «طوفان الأقصى» ونشبت الحرب في غزة، كانت إيران تواجه تــــداعــــيــــات الاحــــتــــجــــاجــــات الـــشـــعـــبـــيـــة غـيـر المـسـبـوقـة إثـــر وفــــاة الـشـابـة مـهـسـا أمـيـنـي، الأكثر دموية في 2022 التي جعلت خريف الداخل الإيراني. انـــدلـــعـــت الـــحـــرب فـــي قـــطـــاع غـــــزة، في لحظة مـحـوريـة بالنسبة لمـؤسـسـة المـرشـد الإيراني؛ حيث زادت الضغوط الدولية عليه بسبب قمع الاحتجاجات الداخلية، وإرسال الـطـائـرات المـسـيّـرة إلــى روسـيـا، مـع وصـول المفاوضات النووية إلى طريق مسدود. ومــــنــــذ المــــوقــــف الـــرســـمـــي الأول، رأت طـهـران أن هـجـوم حـركـة «حـمـاس» هـو «رد فعل طبيعي وحركة عفوية على السياسات الحربية والاسـتـفـزازيـة والإشــعــال المتعمّد للصراعات من قبل رئيس الـوزراء المتطرف والمغامر لإسرائيل». دأب المـسـؤولـون الإيـرانـيـون على نفي أي دور فـــي اتـــخـــاذ قـــــرار عـمـلـيـة «طـــوفـــان الأقـــــــصـــــــى»، لــــكــــن الــــــحــــــراك الـــدبـــلـــومـــاســـي والـسـيـاسـي أوحـــى بـــأن أركــــان الـــدولـــة، بما في ذلك الجهاز الدبلوماسي، كان على أهبة الاستعداد للتطور الكبير الذي يهز المنطقة. بــــعــــد أقـــــــل مـــــن أســـــبـــــوع عــــلــــى هـــجـــوم «طــــوفــــان الأقــــصــــى» بـــــدأ وزيــــــر الــخــارجــيــة الإيـرانـي الـراحـل حسين أمير عبد اللهيان، أولـــــى جـــولاتـــه الــخــمــس عــلــى دول المـنـطـقـة مايو (أيـــار)؛ بهدف عقد 19 قبل وفاته في مشاورات مع مسؤولي دول الجوار ولقاءات تنسيقية قــادة جماعات «مـحـور المقاومة» وتـــوجـــيـــه رســــائــــل إقـــلـــيـــمـــيـــة، وتــــوجــــه إلـــى الـعـراق وواصــل زيـارتـه إلـى دمـشـق، ومنها إلى بيروت، وانتهى المطاف في الدوحة. وحـــــيـــــنـــــهـــــا وجــــــهــــــت إيـــــــــــــــران رســـــالـــــة لإسرائيل، بأنها قد تواجه عدة جبهات إذا لم تتوقف عملياتها العسكرية في غزة. ودفـعـت طـهـران باتجاه تعزيز صـورة الــجــمــاعــات المـسـلـحـة فـــي المـنـطـقـة، والـعـمـل عـــلـــى إضــــفــــاء الـــشـــرعـــيـــة عـــلـــى دورهــــــــا فـي دعــــم تــلــك الـــجـــمـــاعـــات، مـسـتـغـلـة الأوضـــــاع السياسية والاضطرابات الإقليمية. وشــــكــــل هـــــذا المــــوقــــف المـــحـــطـــة الأولـــــى لإيــــران. وتـــرى طـهـران أنـهـا نقلت جماعات «مــحــور المــقــاومــة» مــن نـطـاق مـحـصـور إلـى نطاق «عالمي»، أو ما يسميه الدبلوماسيون الإيرانيون من «عالم المقاومة» إلى «المقاومة العالمية». بذلك، انتقلت إيران، التي حاولت الحفاظ على مرحلة التهدئة مـع جيرانها الإقليميين، إلى وضع هجومي فيما يتعلق بــالــجــمــاعــات المــرتــبــطــة بــهــا، وهــــو مـــا يـــراه الــبــعــض انــعــكــاســا لاســتــراتــيــجــيــتــهــا على توسيع نفوذها ودورها في المنطقة. عـــــلـــــى المـــــســـــتـــــوى الــــــرســــــمــــــي، بـــعـــثـــت إيـــــــــران بــــرســــالــــة لـــــأوســـــاط الــــدولــــيــــة بـــأن تــلــك الــجــمــاعــات مـسـتـقـلـة، وتــمــلــك قـــرارهـــا بــنــفــســهــا، وتـــصـــنـــع أســـلـــحـــتـــهـــا، لـــكـــن عـــدة مسؤولين وقادة عسكريين إيرانيين أشاروا فــي تصريحاتهم إلـــى دور الــجــنــرال قاسم سـلـيـمـانـي وقـــــوات الـــوحـــدة الــخــارجــيــة في «الحرس الثوري» بتسليح تلك الجماعات وتزويدها بتقنيات صناعة الأسلحة. أمــا ثـانـي محطة لإيـــران بعد «طـوفـان الأقــصــى»، فقد بـــدأت بعد شهر مـن انــدلاع الحرب في غـزة؛ حيث دعا المرشد الإيراني عــــلــــي خـــامـــنـــئـــي إلـــــــى مـــــا وصــــفــــه بــــ«قـــطـــع الشرايين الاقتصادية» لإسرائيل، خصوصا مــــمــــرات الـــنـــفـــط والــــطــــاقــــة. ومـــنـــهـــا دخــلــت الـــجـــمـــاعـــات المـــرتـــبـــطـــة بـــطـــهـــران، وجــمــاعــة «الحوثي» تحديداً على خط الأزمة، وشنّت هجمات على سفن تجارية على مدى أشهر، أثرت على حركة الملاحة في البحر الأحمر. كـمـا بـــاشـــرت المـيـلـيـشـيـات والـفـصـائـل العراقية الموالية لإيران، هجمات بالطائرات المسيّرة على إسرائيل والقواعد الأميركية على حد سواء. وبـــــدأ الــجــيــش الأمـــيـــركـــي رده بـعـدمـا تــعــرضــت لـــه قـــاعـــدة فـــي الـــحـــدود الــســوريــة بالرد على هجمات طالت قواته، مستهدفا مواقع للفصائل المسلحة. عـــلـــى المــــســــتــــوى الــــســــيــــاســــي، أصـــــرت طـــــهـــــران عـــلـــى وضــــــع شــــــــروط الـــجـــمـــاعـــات الحليفة معها أولاً لـوقـف إطـــ ق الـنـار في قــطــاع غــــزة، ومـنـهـا أبــــدت مـعـارضـتـهـا لأي تـسـويـات دولــيــة، خـصـوصـا إحــيــاء مقترح «حـــــل الــــدولــــتــــ ». وفـــــي ديــســمــبــر (كـــانـــون الأول)، قـــال وزيــــر الــخــارجــيــة الإيـــرانـــي إن رفــض «حــل الـدولـتـ » نقطة مشتركة بين إيران وإسرائيل. المــحــطــة الــثــالــثــة: بــمــوازاتــهــا بــاشــرت إسرائيل بشن هجمات هادفة ضد القوات الإيـــرانـــيـــة فـــي ســـوريـــا، واســتــهــدفــت رضـي مــــــوســــــوي مــــــســــــؤول إمـــــــــــــــدادات «الـــــحـــــرس الـــثـــوري» فـــي ســـوريـــا فـــي ديـسـمـبـر، وبـعـد شهر، أعلن «الحرس الثوري» مقتل مسؤول استخباراته هناك، حجت الله أميدوار، لكن أقـــــوى الـــضـــربـــات جـــــاءت فـــي مـطـلـع أبــريــل (نـــيـــســـان) عــنــدمــا اســتــهــدفــت غـــــارة جـويـة إسـرائـيـلـيـة اجـتـمـاعـا لــقــادة «الـــحـــرس» في مـــقـــر الــقــنــصــلــيــة الإيــــرانــــيــــة، وقـــتـــلـــت أرفــــع مسؤول عسكري إيراني في سوريا ولبنان، الجنرال محمد رضا زاهدي. أمـــــا المـــحـــطـــة الإيــــرانــــيــــة الــــرابــــعــــة، فـقـد وصــــلــــت إيـــــــــران فـــيـــهـــا إلــــــى حــــافــــة الـــحـــرب مــــع إســــرائــــيــــل، عـــنـــدمـــا ردت عـــلـــى قـصـف قـنـصـلـيـتـهـا، بـشـن أول هــجــوم مـبـاشـر من أراضيها على الأراضي الإسرائيلية بمئات الصواريخ والمسيّرات. ورغـم تأكيد الجانب الإسرائيلي على صـد الـهـجـوم الإيـــرانـــي، فقد وجـهـت ضربة مـحـدودة لإيــران باستهداف منظومة رادار مــطــار عـسـكـري فـــي مـديـنـة أصــفــهــان، قـرب منشأة نووية حساسة. وزادت المـــواجـــهـــة مـــن احــتــمــال تغيير مـــســـار الـــبـــرنـــامـــج الـــــنـــــووي الإيــــــرانــــــي، مـع تـــكـــاثـــر الـــحـــديـــث فــــي طــــهــــران عــــن ضـــــرورة التوصل لأسلحة رادعة، وأيضا التهديدات الإســـرائـــيـــلـــيـــة بـــشـــن هـــجـــوم عـــلـــى المــنــشــآت النووية الإيرانية. المــحــطــة الإيـــرانـــيـــة الـــخـــامـــســـة، جـــاءت بعد مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزيـر الــــخــــارجــــيــــة حـــســـ أمــــيــــر عـــبـــد الـــلـــهـــيـــان، فـــي حـــــادث تـحـطـم مــروحــيــة قــــرب الـــحـــدود الأذربيجانية. وسارعت السلطات الإيرانية لنفي نظرية المـــؤامـــرة، مستبعدة بـذلـك أي احـتـمـالات لـتـعـرض أرفـــع مــســؤول تنفيذي فـــي الـــبـــ د لــضــربــة إســرائــيــلــيــة. وأصــــدرت أشهر على مقتل 3 هيئة الأركــان بعد نحو رئـــيـــســـي، تـــأكـــيـــداً بـــــأن مـــروحـــيـــتـــه سـقـطـت نتيجة ظــروف مناخية، رغـم أنها لم تُجِب عن كل الأسئلة. وفــــي هــــذه المـــرحـــلـــة، تــوســعــت الحملة الإيــــرانــــيــــة، مــــع دخــــــول المــــوقــــف الــســيــاســي الإيــــــرانــــــي مـــرحـــلـــة الــــســــبــــات فـــيـــمـــا يـخـص تـــطـــورات الـــحـــرب فـــي غــــزة، نــظــراً لانـشـغـال السلطات بالانتخابات الرئاسية، والسعي لتشكيل حكومة جديدة. وخـــ ل حملة الانـتـخـابـات الـرئـاسـيـة، تـــجـــنـــب المـــــرشـــــحـــــون لــــ نــــتــــخــــابــــات إثـــــــارة الـــقـــضـــايـــا المـــتـــعـــلـــقـــة بــــحــــرب غــــــزة والــــدعــــم الإيراني. على الرغم من الانتقادات الداخلية لتأجيل القضايا الإيرانية الملحة مثل رفع الـــعـــقـــوبـــات وتـــعـــطـــل المــــســــار الــدبــلــومــاســي لإحـــيـــاء الاتــــفــــاق الــــنــــووي. وكـــــان لافـــتـــا أن تصريحات المرشحين بمختلف توجهاتهم لــــم تـــذهـــب أبـــعـــد مــــن الإشــــــــادة بــالــبــرنــامــج الــصــاروخــي، وتـوجـيـه الـضـربـة لإسـرائـيـل، والتعهد بتعزيز معادلات الردع. المـحـطـة الـــســـادســـة: بــمــراســم تنصيب 30 الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في يوليو (تموز)؛ إذ شهدت طهران أكبر تحول في حرب غزة، ألا وهو اغتيال رئيس حركة «حـــمـــاس» إسـمـاعـيـل هـنـيـة، فـــي مـقـر تـابـع لـ«فيلق القدس» في شمال طهران. وتعهد المرشد الإيراني علي خامنئي حـــيـــنـــهـــا بـــــالـــــرد عـــلـــى «انــــتــــهــــاك الـــســـيـــادة الإيرانية» واغتيال «ضيف إيران»، وتنوعت نـــبـــرة ومـــــفـــــردات الـــتـــهـــديـــد بــــ مــســؤولــ ســــيــــاســــيــــ وقـــــــــــــادة عـــــســـــكـــــريـــــ . وشـــــــدد المسؤولون الإيرانيون على حتمية الرد مع تقدم الوقت وتراكم الشكوك بشأن رد إيران. وأثــار اغتيال هنية في طهران الكثير مــــن الــــتــــســــاؤلات حــــــول طــبــيــعــة الــعــمــلــيــة، خصوصا مع وجود الاختراقات. المــــحــــطــــة الـــــســـــابـــــعـــــة: كــــــــان عـــنـــوانـــهـــا تـفـجـيـرات أجـهـزة «الـبـيـجـر»، بـالـتـزامـن مع رسالة تهدئة من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خصوصا مع الولايات المتحدة، وشملت إسرائيل. وقــبــل أن يــتــوجــه إلــــى نـــيـــويـــورك، قــال بــزشــكــيــان فـــي مــؤتــمــر صــحــافــي إن بـــ ده لا تريد أن تكون عـامـً لزعزعة الاستقرار فــــي المـــنـــطـــقـــة، ولا تـــريـــد تـــصـــديـــر الــــثــــورة، مبديا اسـتـعـداده للانفتاح على واشنطن، إذا أثــبــتــت أنـــهـــا لـيـسـت مـــعـــاديـــة لــطــهــران، وذهب أبعد من ذلك عندما استخدم وصف «الأخوة الأميركية». واصل بزشكيان هذه النبرة في لقاءات على هامشحضوره أعمال الجمعية العامة في نيويورك، وقال: «إيران مستعدّة لوضع أســلــحــتــهــا جـــانـــبـــا إذا وضـــعـــت إســـرائـــيـــل أسلحتها جـانـبـا»، حسب تسجيل صوتي انتشر من اللقاء نفسه. وقال إن تأخير الرد الإيراني على اغتيال هنية هو تلقي بلاده رســائــل بـــأن اتـفـاقـا لـوقـف إطـــ ق الــنــار بين إسرائيل و«حماس» سيُبرم خلال أسبوع، مبديا انـزعـاجـه مـن عــدم الـتـوصـل للاتفاق واستمرار الهجمات الإسرائيلية. وقلل بزشكيان مـن قــدرة «حــزب الله» على مواجهة إسرائيل وحده، وهو ما مزق الــصــورة الـتـي رسمها مـسـؤولـون مقربون من المرشد علي خامنئي. وزاد مــــــوقــــــف بـــــزشـــــكـــــيـــــان وكـــــذلـــــك الــفــرضــيــات بـــوجـــود اخـــتـــراق فـــي هـجـمـات «الـبـيـجـر»، واســتــهــداف قـــادة «حـــزب الـلـه»؛ مـن الـشـكـوك فـي طـهـران بـوجـود اخـتـراقـات للجبهة الإيــرانــيــة، وعــــززت أيـضـا مـخـاوف داخلية من وجود اختراقات. المـــحـــطـــة الـــثـــامـــنـــة والـــخـــطـــيـــرة، بــــدأت باغتيال الأمــ العام لــ«حـزب الـلـه»، حسن نصر الـلـه، ثاني أهــم لاعــب للاستراتيجية الإقـلـيـمـيـة الإيـــرانـــيـــة، بــعــد الـــجـــنـــرال قـاسـم سنة مـن حكم المرشد 35 سليماني، خــ ل عــلــي خــامــنــئــي. كــمــا أدت الــــغــــارة الــجــويــة الإســـرائـــيـــلـــيـــة عـــلـــى مـــقـــر نـــصـــر الــــلــــه، إلـــى تسجيل ثــانــي خـسـائـر «الـــحـــرس الــثــوري» الكبيرة منذ «طوفان الأقصى»، وهو نائب قـــائـــد غـــرفـــة الـــعـــمـــلـــيـــات، الــــجــــنــــرال عــبــاس نيلفروشان. ويحظى نصر الله بأهمية كبيرة لدى حكام إيران وخصوصا الأوساط المحافظة، لــــدرجــــة تـــــــداول اســـمـــه فــــي بـــعـــض الـــفـــتـــرات لتولي منصب المرشد الإيراني بعد خامنئي بوصفه «ولي الفقيه»، ولو أن الترشيح بدا مثاليا لأنه ليس مسؤولاً إيرانيا، فسيكون مرفوضا من غالبية الأطراف السياسية. ورداً عــــــلــــــى اغـــــــتـــــــيـــــــال هـــــنـــــيـــــة فـــي عـــمـــق الأراضـــــــــي الإيـــــرانـــــيـــــة، ونــــصــــر الـــلـــه، ونـــيـــلـــفـــروشـــان، وجــــهــــت إيــــــــران هــجــومــهــا الصاروخي الثاني المباشر على إسرائيل، في خطوة هدّدت إسرائيل بالرد عليها مع التلويح ببنك أهــداف غير مـحـدودة تشمل مـصـافـي الـنـفـط ومــحــطــات الـــوقـــود وأيـضـا المــنــشــآت الــنــوويــة والــعــســكــريــة، مـــا يجعل الأزمة بين إسرائيل وإيران مفتوحة على كل الاحتمالات. يوليو الماضي (رويترز) 30 هنية ونائب الأمين العام لـ«حزبالله» اللبناني ورئيسحركة «الجهاد الإسلامي» والمتحدث باسم الحوثيين في مراسم القسم الدستوري للرئيسالإيراني بطهران في لندن: عادل السالمي خامنئي يلقيخطاباً أمام مجموعة من أنصاره أمس(موقع المرشد) نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترضالصواريخ الآتية من إيران (رويترز) دفعتطهران باتجاه تعزيز صورة الجماعات المسلحة والعمل على إضفاء الشرعية على دورها مستغلة الأوضاع السياسية

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky