issue16750

7 عامعلىطوفانالأقصى NEWS Issue 16750 - العدد Monday - 2024/10/7 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT الحركة خسرت أنفاقاً وترسانة صواريخ ودعماً سياسياً... والحكم بنهايتها محل شك «حماس» في ميزان الربح والخسارة بعد عام علىحربطاحنة أكــتــوبــر 7 حــتــى بــعــد مـــــرور عــــام عــلــى (تشرين الأول)، لم يعرف أحد على وجه الدقة الهدف من الهجوم المباغت لحركة «حماس» الـفـلـسـطـيـنـيـة عــلــى إســـرائـــيـــل، الـــــذي يـوشـك الـــيـــوم عــلــى تـغـيـيـر وجــــه الـــشـــرق الأوســـــط، حروب، واحدة مدمرة في غزة، 3 ويجرّ خلفه وثــانــيــة دمـــويـــة فـــي لــبــنــان، وثــالــثــة صامتة طـــويـــلـــة الأمــــــد فــــي الـــضـــفـــة الـــغـــربـــيـــة، وعــــدة حــروب بــاردة مع إيــران وأذرعـهـا في العراق واليمن وسوريا. مــن المـبـكـر الـحـكـم عـلـى نـتـائـج الهجوم الـــذي فـاجـأ إســرائــيــل، تـحـديـداً لجهة إقـامـة دولــــة فـلـسـطـيـنـيـة. ثـمـة وجـهـتـا نــظــر، تفيد أكــتــوبــر ستنتهي إلـــى مـسـار 7 الأولـــــى بـــأن الــــدولــــة، ويـــزعـــم الـــثـــانـــي أن الـــبـــاب قـــد فُـتـح لإسرائيل، ليس للقضاء على حل الدولتين، بل احتلال أجزاء من دول أخرى في المنطقة. لـكـن بـالـنـسـبـة لــــ«حـــمـــاس» الــتــي بـــدأت الهجوم وتلقت الـردّ عليه، يمكن القول إنها دفعت ثمناً لم تكن تتخيله يوماً. فماذا حدث خلال عام؟ وكيف أصبحت الحركة في ميزان الربح والخسارة؟ قبل الهجوم، كانت «حماس» بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين قوة لا يستهان بها، وليس من الــوارد أن تضحي بموقعها ومكاسبها في حـرب مـدمـرة، وكــان هـذا سر الهجوم، قبل أن يكلفها الكثير لاحقاً. وإذا كـــانـــت الـــحـــرب قـــد بـــــدأت بـضـربـة «حـمـاس» وغـــارات جوية إسرائيلية لاحقة، فالأكيد أن الحركة لم تكن تتوقع أن الحرب البرية ستكون بهذا الزخم الذي طال جميع مناطق غزة، متراً بمتر، وشبراً بشبر. الـــــيـــــوم، فــــقــــدت «حـــــمـــــاس» وجــنــاحــهــا المــســلــح، الـكـثـيـر مــن الأشـــيـــاء، كـمـا أنــهــا في المقابل كسبت أشياء أخرى. حساب الربح... إحصاء الخسارة عـــلـــى الأقـــــــــل، فــــقــــدت «حـــــمـــــاس» دعـــمـــ ســـيـــاســـيـــ ولــــــو كــــــان خـــافـــتـــ مـــــن قـــبـــل دول أوروبـيـة ودولـيـة، ومثله دعـم مالي لتمويل مشاريع حكومية ومؤسساتية وخدماتية لــســكــان غــــزة، وإلــــى حـــد مـــا تـــضـــررت عـ قـة الحركة بــدول إقليمية دعمتها فـي الصراع ضـد إسـرائـيـل، أو مـا يتعلق بالمصالحة مع حركة «فتح». وبــــعــــد هـــجـــومـــهـــا الـــكـــبـــيـــر، نّـــــــدت دول بـــــ«حــــمــــاس»، وبـــقـــي هــــذا المـــوقـــف يـتـصـاعـد مـــع مــــرور الأيـــــام فـــي ظـــل الـحـمـلـة الإعـ مـيـة أكتوبر. 7 الإسرائيلية التي صاحبت هجوم وخلال ذلك، ظهرت مؤشرات قوية على خــســارة الـحـركـة لكثير مــن شرعيتها التي اكتسبتها لـسـنـوات بتطوير عـ قـات كانت صعبة مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عربية، وعلى وجه الخصوصتضررت إلى حد ما العلاقة مع مصر وقطر، إذ قالت مـــصـــادر مـــوثـــوقـــة لــــ«الـــشـــرق الأوســــــــط»، إن «علاقة (حماس) بهاتين الدولتين العربيتين لـــم تــعــد كــمــا كــــانــــت». ويــفــهــم قـــيـــاديـــون في «حـــمـــاس»، وفـقـ لـلـمـصـادر، أنـــه «فـــي لحظة مـا قـد تطالبهم قطر بـالـخـروج (...) كما أن الوضع مع مصر لم يعد على أحسن حال». وتطالب مصر اليوم، وتعمل على عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، ويشمل ذلـــــك تـسـلـيـمـهـا مــعــبــر رفـــــح الــــبــــري، ولــيــس إسرائيل أو «حماس». مـــقـــابـــل ذلــــــك، زاد دعـــــم «حـــــمـــــاس» فـي «محور المقاومة» المدعوم من إيران، لكن هذا الأخـــيـــر تـــعـــرض لـخـسـائـر عــــدة عــلــى أصـعـد مختلفة بفعل الحرب. وكسبت الحركة أيضاً تـأيـيـداً مــن دول مـثـل تـركـيـا وروســـيـــا، وإلــى حـد مـا مـن الـصـ ، الأمــر الــذي دفــع مراقبين إلـــى الاعـتـقـاد بـــأن «حــمــاس» تموضعت في اسـتـقـطـاب إقـلـيـمـي حـــاد، فــي لحظة تقترب فيها المنطقة من شفا حرب مفتوحة. شعبية «حماس» ونفوذها ، ارتفعت 2023 أكتوبر 7 أيام قليلة بعد شعبية «حـــمـــاس» بـشـكـل كـبـيـر فــي مناطق غـــزة والـضـفـة الـغـربـيـة. كـــان يمكن ملاحظة كـيـف أن الإعـــجـــاب بـالـهـجـوم المـبـاغـت طغى على كل شيء، ولكن سرعان ما تبدد كل ذلك، خصوصاً في القطاع، مع استمرار الهجمات الإســرائــيــلــيــة الــتــي كــبــدت الــغــزيــ خـسـائـر مريرة في الأرواح والأملاك. وباتت غالبية من سكان غزة يُحمّلون «حماس» مسؤولية ما حلّ بهم، الأمـر الذي أدى إلـى تـراجـع تأييد الحركة بشكل كبير، وأفقدها ميزة الدعم الكبير. رغـــــم كــــل هـــــذا الــــتــــراجــــع، فـــــإن الــحــركــة مــــا تـــــــزال تـــــرى نــفــســهــا جـــــــزءاً واضــــحــــ مـن مستقبل غـــزة والـقـضـيـة الفلسطينية، وأن لديها القدرة على البقاء سياسياً وعسكرياً ومدنياً وشعبياً حتى حكومياً. ومـــــــع ذلـــــــــك، فـــــــإن الــــحــــكــــم عــــلــــى قــــــدرة «حماس» على البقاء من عدمه سيكون حين تنتهي الحرب، ويتبين شكل الشرق الأوسط فـي الـيـوم الـتـالـي، لكن الأكـيـد أن الحركة لم تعد قـــادرة على حكم الـقـطـاع الـــذي يحتاج إلـى دعـم دولـي واسـع لإنقاذ سكانه وإعـادة إعماره، وإحياء اقتصاده المنهار. قيادات «حماس»... مَن بقي؟ فقدت «حـمـاس» أهـم قياداتها، وجـزءاً لا يـسـتـهـان بـــه مـــن مـسـلـحـيـهـا، إلــــى جـانـب ناشطين في المجالات الدعوية والاجتماعية والاقتصادية. مـــع بـــدايـــة الــــحــــرب، وصـــلـــت إســرائــيــل إلـى زكريا أبـو معمر وجــواد أبـو شمالة من أعــضــاء المـكـتـب الـسـيـاسـي لـلـحـركـة، وأيـمـن نـوفـل وأحــمــد الــغــنــدور وهـمـا قــائــدا لـــواءي الوسط والشمال في «كتائب القسام»، إلى جانب أيمن صيام قائد الوحدة الصاروخية في الكتائب. وقد دأبت «حماس» على نعي جــمــيــع الـــشـــخـــصـــيـــات الـــتـــي فــقــدتــهــا خـــ ل الحرب وإعــ ن أسمائهم، قبل أن تغير هذا النهج لتخفي معلومات قادتها والمسلحين الـذيـن يتم قتلهم. لاحـقـ ، نجحت إسرائيل بـــاغـــتـــيـــال إســـمـــاعـــيـــل هــنــيــة رئـــيـــس المـكـتـب الـسـيـاسـي لـــ«حــمــاس» فــي طـــهـــران، ونـائـبـه صـالـح الـــعـــاروري فــي الـضـاحـيـة الجنوبية ببيروت، وكلاهما نعتهما الحركة. لـــكـــن بـــعـــيـــداً عــــن إعــــ نــــات «حــــمــــاس»، أكدت إسرائيل اغتيال قائد «كتائب القسام» والمطلوب الأول منذ عقود محمد الضيف في ضربة جوية نفّذتها بمنطقة مواصي خان يوليو (تـمـوز) 13 يـونـس، جـنـوب غـــزة، فـي المـاضـي، إلـى جانب رافــع سلامة، قائد لواء خـان يـونـس، وقبلهما أكــدت اغتيال مـروان عيسى، نائب الضيف، في نفق وسط مخيم مارس 10 النصيرات، وسـط قطاع غـزة، في (آذار) الماضي. وكانت مصادر من «حـمـاس» قد أكدت لـ«الشرق الأوســط» اغتيال سلامة وعيسى، لكنها لم تدلِ بأي معلومات حول الضيف. وكــشــفــت «الــــشــــرق الأوســـــــط» فـــي وقــت ســابــق، عــن مـقـتـل اثــنــ مــن أعــضــاء المكتب الـــســـيـــاســـي، هــمــا روحـــــي مـشـتـهـى وســامــح الـــســـراج فـــي ضــربــة اسـتـهـدفـت نـفـقـ جـنـوب مدينة غزة، إلى جانب قيادات عسكرية وازنة في «القسام». ومــــــــن بــــــ الاغــــــتــــــيــــــالات المـــــــؤثـــــــرة فــي «الـــقـــســـام»، اســـتـــهـــداف أيـــمـــن المــبــحــوح أحــد أهـــــم قـــــــادة الـــكـــتـــائـــب والمـــــســـــؤول الأول عـن اســتــخــبــارات الــكــتــائــب وأســــرارهــــا الأمــنــيــة، الــــــذي كـــــان لـــســـنـــوات مــــســــؤولاً عــــن الــــدائــــرة الأمنية الخاصة بحماية محمد الضيف. ولـــــم تـــؤكـــد «حــــمــــاس» اغـــتـــيـــال أي مـن هؤلاء، بل إنها تشدد على أن الضيف ما زال حياً، فيما تصرّ إسرائيل على اغتياله. وفــقــدت «الــقــســام» مــئــات مــن قـيـاداتـهـا المـيـدانـيـ ، منهم قـــادة «كـتـائـب» و«ســرايــا» و«فـصـائـل» و«مـجـمـوعـات»، وهـي مسميات عسكرية بالترتيب وفـــق تقسيمات معينة ومــــحــــددة، ورغـــــم أنـــهـــا خــســائــر فـــادحـــة فــإن المحلل العسكري العقيد المتقاعد منير حمد من غـزة يميل إلـى الاعتقاد بأنها «لا تعني القضاء تماماً على الكتائب». وقـــــال حـــمـــد، لــــ«الـــشـــرق الأوســــــــط»، إن «حماس» استطاعت حتى الآن الحفاظ على حـيـاة قـائـدهـا يحيى الـسـنـوار، خـاصـة بعد اغـتـيـال هنية فــي طــهــران، مــا يعني «تـوفـق الحركة استخبارياً، على الأقل حتى الآن». ورأى حمد أن «إبقاء السنوار حياً يحرم إســـرائـــيـــل مـــن صـــــورة الــنــصــر الـــتـــي تــحــاول الحصول عليها منذ أشهر». ويُحسب لحركة «حماس» أنها وضعت قـضـيـة اغــتــيــال قــيــاداتــهــا وعــنــاصــرهــا رهـن الـــتـــكـــهـــنـــات، ســــــواء بــالــنــســبــة لإســـرائـــيـــل أو غـــيـــرهـــا، مــــا يـــؤشـــر عـــلـــى صـــعـــوبـــات أمـنـيـة واجــهــتــهــا ومــــا زالـــــت تــواجــهــهــا المـــخـــابـــرات الإسرائيلية في الوصول لقيادات «حماس» و«القسام»، على عكس ما يجري حالياً على الجبهة اللبنانية مع «حزب الله». ولا تكتفي إسرائيل بملاحقة السنوار، بل إنها تبحث عن شقيقه محمد، أحد أبرز قادة «القسام» والرجل الثاني بعد الضيف، كما تبحث عن قائد لواء رفح محمد شبانة، وعــن قـائـد لـــواء غــزة عـز الـديـن الــحــداد الـذي تلقبه بـــ«الــشــبــح»، وعـــن قـــيـــادات أخــــرى من المــجــلــس الــعــســكــري مــثــل رائـــــد ســـعـــد، وأبـــو عــمــر الــــســــوري، الـــلـــذيـــن نـجـيـا مـــن عمليتي اغتيال في غزة. وتدفع هذه المعطيات العقيد المتقاعد منير حمد إلى الجزم بأن «حماس» قادرة على النهوض مجدداً، خاصة أن عدداً من قياداتها المؤثرة ما زال على قيد الحياة. ويــــــؤكــــــد مـــــراقـــــبـــــون أنـــــــه فــــــي حـــــــال تــم التوصل لاتفاق تهدئة، يمكن لـ«حماس» أن تعيد بـنـاء نفسها وقـوتـهـا مــجــدداً، خاصة مـــع وجــــود الــعــامــل الــبــشــري الــــذي يـمـكـن أن تستغله، كما أن هناك قـيـادات بـــارزة قـادرة عــلــى قـــيـــادة الــحــركــة مـــن جـــديـــد، بــمــن فيهم شــخــصــيــات تــنــشــط فــــي الــــخــــارج لــــم تـتـأثـر بالضربات الإسرائيلية. ويــــتــــفــــق حــــمــــد مـــــع مــــراقــــبــــ عــــلــــى أن «حـــمـــاس» نجحت حـتـى الآن فــي الاحـتـفـاظ بعشرات الإسرائيليين المحتجزين كأسرى في غزة، بعد عام من حرب مدمرة طالت كل شبر مـن القطاع، وهـو مـا يمنحها مكاسب أكــبــر لــفــرضشــروطــهــا فــي الــتــفــاوض الــذي يسير ببطء شديد في ظروف معقدة. أنفاق «حماس» فقدت «حماس» كثيراً من قوتها خلال عــــام مـــن الـــحـــرب. وبـــعـــد ضـــربـــات مـتـتـالـيـة، شملت الخدمة العامة، والمـرافـق التنظيمية والـعـسـكـريـة والاقــتــصــاديــة، تـكـاد الخسائر تكون شاملة على نحو واسع. لـكـن فــقــدان معظم أنــفــاق «حــمــاس» قد يــكــون الــخــســارة الأبـــــرز لـجـهـة أنــهــا «ســـ ح استراتيجي» كان بيد الحركة. واستخدمت «حماس» تلك الأنفاق في التحكم السيطرة، ولـــــحـــــمـــــايـــــة قــــــيــــــاداتــــــهــــــا، وكـــــــذلـــــــك لإخـــــفـــــاء الإســـرائـــيـــلـــيـــ ، ومــــن ثـــم فـــي إدارة المــعــركــة لتنفيذ هجمات، مباشرة أو صاروخية. وبحسب مصادر «الشرق الأوسط»، فقد «نجحت إسرائيل في تدمير كثير من أنفاق الــحــركــة». وقــالــت إن «الــجــيــش الإسـرائـيـلـي عـثـر عـلـى كـثـيـر مــن الأنـــفـــاق الاسـتـراتـيـجـيـة الهجومية والدفاعية». واســـتـــخـــدمـــت «حـــــمـــــاس» الأنـــــفـــــاق فـي مناسبات مختلفة كمخابئ لبعض قادتها الـذيـن تمت ملاحقتهم فـوق وتحت الأرض، وهـــــو الأمــــــر الــــــذي جـــــرى مــــع عـــضـــو المـكـتـب السياسي للحركة روحـي مشتهى وقيادات أخرى، ما أدى لمقتلهم في أحد تلك الأنفاق. تقدر مصادر مطلعة لـ«لشرق الأوسط» أن «حماس» تمتلك في كل منطقة داخل غزة نفق 700 (شمال القطاع مثلاً) ما لا يقل عن بأحجام ومهمات مختلفة، لكن ذلك يرتبط بـجـغـرافـيـا وطـبـيـعـة الـتـربـة الــتــي يـمـكـن من خلالها حفر عدد أكبر أو أقل من الأنفاق. وتقول المصادر: «فيخان يونسجنوب القطاع، يختلف عدد الأنفاق كلياً، وربما هو الأكــبــر عـلـى مـسـتـوى الــقــطــاع، وخــاصــة في المـنـاطـق الـشـرقـيـة منها بـاعـتـبـارهـا مناطق زراعـيـة وسهلة الحفر، ويمكن فيها العثور على أكثر من مسار للنفق بتفرعات مختلفة وبتوزيعات جغرافية مختلفة من مكان إلى آخر، ويقدر عددها بنحو ألف نفق». وقـــــــــدرت إســــرائــــيــــل ســـابـــقـــ أن تـــكـــون كـيـلـومـتـر 500 «حــــمــــاس» حـــفـــرت أكـــثـــر مـــن من الأنـفـاق، لكن الحرب الحالية أظهرت أن تقديراتها خاطئة، وكانت أكبر بكثير. وتــفــســر هــــذه المــعــطــيــات كــيــف نجحت «حــمــاس» حـتـى الـلـحـظـة فــي تسهيل حركة قياداتها ومقاتليها بين مواقع، فوق الأرض وتحتها، إذ الــواقــع الفعلي لشبكة الأنـفـاق يتيح لهم المناورة مع إسرائيل. ترسانة الصواريخ مــثّــلــت الـــصـــواريـــخ ســـ حـــ فـــارقـــ لــدى «حــمــاس»، وشـكّـلـت فـي مرحلة مـا أحــد أهم وســائــل الــــردع، بـعـدمـا كـانـت الـحـركـة قـــادرة على ضرب المدن والمستوطنات الإسرائيلية وقتما تـشـاء، خـاصـة تلك الـتـي كـانـت تصل إلى تل أبيب والقدس. تــــقــــول مـــــصـــــادر مــــوثــــوقــــة، لـــــ«الــــشــــرق الأوســـــــــــــط»، إن «حــــــمــــــاس» فــــقــــدت غــالــبــيــة مخزونها مـن الــصــواريــخ. ومــع ذلــك يعتقد مـــراقـــبـــون أن الـــحـــركـــة تــخــفــي عــــــدداً مـنـهـا، وسوف تستخدمها في وقت ما. وتزعم مصادر ميدانية من «حماس» أن جناحها المسلح كان يمتلك قبيل الحرب ما ألف صاروخ، ما بين صواريخ 60 يزيد على بعيدة المدى وأخرى متوسطة وقصيرة. وكانت «حماس» قد أطلقت في «الرشقة 4 أكتوبر، مـا لا يقل عـن 7 الأولـــى» صبيحة آلاف صـاروخ، غالبيتها متوسطة وقصيرة المدى تزامناً مع بدء الهجوم العسكري. ومع ذلك، يصعب معرفة العدد الدقيق لــلــصــواريــخ الـــتـــي تـمـتـلـكـهـا «حـــمـــاس» قبل الحرب، وما تبقى خلال عام بعد اندلاعها. وتزعم إسرائيل أنها نجحت في تدمير كثير من الصواريخ، إلى جانب ضرب أماكن تصنيعها وتخزينها، ومنصات إطلاقها. بنك المال والمعلومات السرية لــم تـتـوقـع «حــمــاس» أن الــقــوات البرية الإسـرائـيـلـيـة ستتعمق داخـــل غـــزة، كــل هـذا الـــوقـــت وبـــهـــذا الــعــمــق والـــســـعـــة، مـــا منعها مـن نقل أو إتــ ف ملفات بالغة السرية، من بـيـنـهـا مـلـفـات اجــتــمــاعــات مـغـلـقـة، ومـلـفـات أمنية ومالية، نجحت إسرائيل في السيطرة عـلـيـهـا، كــمــا الــفــيــديــو الــــذي ظــهــر فــيــه قـائـد «كتائب القسام»، محمد الضيف، الـذي كان يوصف بأنه رجل ظل لا تعرف صورته. وأكـــدت مـصـادر فـي الـحـركـة، لــ«الـشـرق الأوســــــــط»، أن «الــــوقــــت لـــم يــســعــف عـنـاصـر (حـمـاس) لتدمير مـا لديها مـن ملفات، وإلا كــان تـم زرع عـبـوات ناسفة لتفخيخ المواقع التي تحوي مثل هذه الملفات على الأقل». على الصعيد الحكومي، يمكن الجزم أن «حــمــاس» خـسـرت جميع مـقـراتـهـا، كما فـقـدت قــيــادات حكومية بــــارزة كـانـت تقود عملها الخدمي وغيره، إلى جانب كثير من أركـــان هيئة الـــطـــوارئ، ولـيـس آخـرهـم على الأغــلــب المـهـنـدس مــاجــد صــالــح، المــديــر في وزارة الأشــغــال، الـــذي كــان هـدفـ لإسرائيل مــــــرات عــــــدة، وقـــــد فـــقـــد زوجــــتــــه وعـــــــدداً مـن أبنائه. ترافق ذلك مع خسارة «حماس» كثيراً من مواردها المالية التي كانت تعتمد عليها، فـهـي إلـــى جــانــب الـــدعـــم الــخــارجــي والــدخــل الــحــكــومــي، ثـمـة مـصـانـع ومـــحـــال وعـــقـــارات وغيرها كانت تدرّ على الحركة شهرياً مبالغ طائلة. يرىخبراء عسكريون أن بقاء السنوار حياً يحرم إسرائيل من «صورة المنتصر» (أ.ف.ب) غزة: «الشرق الأوسط» فقدان معظم أنفاق «حماس» قد يكون الخسارة الأبرز لجهة أنها «سلاح استراتيجي» أكتوبر المباغت لكنهاربحت أشياء أيضاً (أ.ب) 7 خسرت «حماس» الكثير في هجوم الحرب الأخيرة في غزة أظهرتخطأ التقدير الإسرائيلي لحجمشبكة الأنفاق في غزة (أ.ف.ب)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky