issue16750

3 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT يخافون عدم العثور على منازل تؤويهم عند العودة إلى الجنوب لبنانيون يروون لـ مأساة نزوحهم المتكرر ثـــــاث مـــحـــطـــات مــــن الـــــنـــــزوح اخــتــبــرتــهــا أكتوبر (تشرين 8 اللبنانية منى يعقوب، منذ ، حيث غادرت هي وعائلتها بلدتها 2023 ) الأول الـحـدوديـة حـولا (قـضـاء مرجعيون) مـع بداية الـــحـــرب جــنــوبــا، إلـــى بــلــدة كــفــررمــان المـحـاذيـة لمـــديـــنـــة الــنــبــطــيــة، قـــبـــل أن تــنــتــقــل أخــــيــــراً إلـــى عرمون (قضاء عالية)، حيث تمكثُ وعائلتها في الوقت الـراهـن. منى ليست إلا نموذجا من مـئـات الـعـائـات اللبنانية الـتـي بـــدأت رحلتها بالتنقل من مركز آمن إلى آخر، حسب تطوّرات المعركة التي رفعت الأعـــداد إلـى آلاف فعشرات الآلاف؛ إذ لم يبقَ مكان آمن وبعيد عن الغارات الإسرائيلية الـتـي تخلّف دمـــاراً كبيراً، وطبقا لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، فإن الـحـرب الإسرائيلية على لبنان تسبّبت حتى مليون شخص. 1.5 الآن في نزوح فقد عاش جنوبيون كُثر، من أبناء القرى الـــحـــدوديـــة، رحـــلـــتَـــي نـــــزوح أو أكـــثـــر؛ الأولـــــى: قـبـل نـحـو عـــام، حينما أعـلـن «حـــزب الــلــه» عن افتتاح جبهة إسناد غـزة، وبــدأت الاشتباكات الـــــحـــــدوديـــــة، فـــاضـــطـــر الــــنــــاس لــــلــــخــــروج إلـــى أمـاكـن أكثر أمـانـا فـي صــور وصـيـدا والنبطية والــضــاحــيــة الـجـنـوبـيـة لـــبـــيـــروت. أمــــا الـرحـلـة 23 الـثـانـيـة فـــبـــدأت حـــن أطـلـقـت إســرائــيــل فـــي سبتمبر (أيلول) الماضي حربا واسعة وعنيفة طالت أنحاءً كثيرة في البلد، لا سيّما الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، فنزح الــنــاس مـــجـــدّداً، لـكـن الـوجـهـة كــانــت هـــذه المــرة إلـــى الـشـمـال والـعـاصـمـة بـــيـــروت، وفـــي هاتي الـــرحـــلـــتـــن خـــســـر الـــلـــبـــنـــانـــيـــون مــــنــــازل كــانــت تؤويهم، وممتلكات خاصة، وأحبابا كثراً. النزوح الأول تــــــروي مـــنـــى لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــــط» رحــلــة نـــزوحـــهـــا، قـــائـــلـــة: «مـــــرّ عــــام وأنـــــا نــــازحــــة، إنــه كابوس لا نعلم متى ينتهي، ولا ماذا ينتظرنا 3 بـــعـــد»، هـــذه الــســيــدة الأربــعــيــنــيــة، وهـــي أمّ لــ سنة)، ونور 13( سنة)، وسلم 14( أطفال: حل سنة)، تعبّر عن اشتياقها لقريتها حولا 11( وناسها وطبيعتها وكلّ ما فيها: «مؤلم جداً أن تغادر منزلك وأشياء اعتدت عليها، والأصعب أننا لن نصل إليها متى أردنـــا». وحـن نزحت مـنـى يـعـقـوب فــي المـــرة الأولــــى لــم تحمل معها سـوى مفاتيح منزلها في حـولا، الـذي لا تعلم إن كان صامداً حتى الساعة أم لا: «يومها كان القصف على البلدة كثيفا جداً، لم نحمل معنا أغراضنا، ولا حتى أوراقنا الثبوتية، لكننا لم نعتقد أن الــنــزوح سيطول هـكـذا، يقع منزلي بـــالـــقـــرب مـــن تــلــة الـــعـــبّـــاد عــنــد الــــحــــدود، وهــي منطقة خطيرة للغاية»، حسبما تقول. «لعنة النزوح الثاني» شـــهـــراً، عـــاشـــت مــنــى نــازحــة 11 وطــــــوال فـي أحــد أحـيـاء كـفـررمـان، جـــارة النبطية، قبل أن تنزح مـجـدّداً بسبب القصف الـشـرس الـذي سبتمبر الماضي، يومها 23 بدأته إسرائيل في اســـتـــفـــاقـــت وعـــائـــلـــتـــهـــا عـــلـــى صــــــوت ضـــربـــات إسرائيلية قريبة: «سمعت أنـاسـا يصرخون، ورأيــــــــت مـــبـــانـــي تُـــقـــصـــف بـــأكـــمـــلـــهـــا، ســـارعـــنـــا بالهروب، وبينما نحن على الطريق استُهدِفت ســـيـــارة كـــانـــت خــلــفــنــا، عــشــنــا لــحــظــات رعـــب، شـاهـدنـا الــدمــاء فــي كــل مــكــان، كـــلّ مــا تمنيته في تلك اللحظة أن يكون مصيري أنا وعائلتي واحــــداً؛ إمـــا نـمـوت أو نحيا ســـويـــةً». وتـتـابـع: «وصـلـنـا إلـــى عــرمــون بـعـد رحــلــة نــــزوح دامــت ســـاعـــة، لـــم نـجـد بـيـتـا يــؤويــنــا، الإيـــجـــارات 16 دولار بدل 1200 مرتفعة جداً، أحدهم طلب منّا إيجار شقة صغيرة، وهـي كلفة خـارج قدرتنا تــمــامــا، بـعـدهـا قـصـدنـا مــنــزل شـقـيـق زوجـــي، ومـكـثـنـا لــديــه بــرغــم أنــــه يـسـتـقـبـل راهـــنـــا عـــدّة عائلت نازحة، يومها تمنّيت لو أننا لم نُصَب بلعنة النزوح الثاني وبقيت في كفررمان التي احتضنتنا منذ لحظة النزوح الأولى». «هذا ما فعلته الحرب بنا» تبكي منى يعقوب بحسرة على والدها، أستاذ الرياضيات، الذي توفي بعد أيام قليلة من نزوحها الأول، ولـم تتمكّن من زيــارة قبره حــتــى الـــســـاعـــة، وتــبــكــي مــــرة أخــــرى بـسـبـب ما آلـــت إلــيــه ظــــروف حـيـاتـهـا: «تــــرك مـــوت والـــدي أثـراً كبيراً لــديّ، لم أكـن أتخيّل لوهلة أنني لن أراه مـجـدّداً، والـيـوم تشتّتت عائلتي؛ والدتي وإخـــــوتـــــي، كـــــلّ مـــنّـــا فــــي مــــكــــان، وبِـــتـــنـــا نـحـلـم باللقاء، وأن يحتضن بعضنا بعضا مـجـدّداً، والخوف كبير من أن نموت في أيّ لحظة؛ إذ لم يَعُد من مكان آمِن في لبنان». تتمنى منى أن تنتهي الحرب، ويتعافى أطفالها من مشاهد الدم والدمار، وأن تعود إلى بلدتها حـــولا، وأن يـكـون منزلها بانتظارها، ليحتضنها وعائلتها من جديد، وتعيد ترتيب أشيائها وحـيـاتـهـا، وتــقــول: «لا أريـــد لأحــد أن يعيش مـــرارة الفقد كما حصل مـعـي، أكـثـر ما أخــافــه الــيــوم أن تـكـبـر خـسـارتـنـا، وأن نعيش بؤسا أكبر، وألا أجد منزلاً يؤويني في بلدتي حولا أو في كفررمان، البلدة التي نزحت إليها، إذا قُدّر لي أن أعود مجدّداً». مـنـى يـعـقـوب عـاشـت ســنــوات طـويـلـة من حياتها برفقة زوجـهـا وأطفالها فـي الـخـارج، أعـوام، 6 قبل أن تعود وتستقر في لبنان قبل لـــيـــشـــاء الــــقــــدر أن تــــبــــدأ الأزمــــــــة الاقـــتـــصـــاديّـــة والــنــقــديّــة الأســــوأ فــي تــاريــخ الـــبـــاد، وتعيش تبعاتها المأساوية، وتخسر وديعتها وشقاء عـــمـــرهـــا فــــي الــــبــــنــــوك. وتـــخـــتـــم: «ضــــــاع شــقــاء عمرنا، والأســوأ أننا لا نملك أيّ سيولة تكفي احـتـيـاجـات أبـنـائـنـا راهــنــا، بـعـد أن كـنـا نـبـادر لمـــســـاعـــدة الــــنــــاس، وكـــانـــت مــنــازلــنــا مـفـتـوحـة للجميع، هذا ما فعلته الحرب بنا». الحال واحدة يشبه حال منى إلى حد بعيد ما عاشته ســـنـــة) وعــائــلــتــهــا طــــــوال سـنـة 33( مــــي فـــــــوّاز الحرب، فهي من بلدة تبني الجنوبية (قضاء بنت جـبـيـل)، وعـاشـت تجربة الــنــزوح المتكرّر مرات كثيرة جداً. تـقـول مـي لــ«الـشـرق الأوســــط»: «لا أتـذكّـر عـــدد مــــرات الـــنـــزوح الـتـي عـشـنـاهـا؛ إذ تـكـرّرت عـــشـــرات المـــــرات، أذكــــر يـــوم قــــرّر أهــلــي مــغــادرة ، اعـتـقـدنـا مـنـذ تلك 2023 مـنـزلـنـا فـــي أكــتــوبــر اللحظة أن العدوان سيشمل كل الجنوب، وأن الحرب لن تقتصر على قواعد الاشتباك التي كان متفقا عليها بي (حزب الله) وإسرائيل». وتضيف: «غـادرنـا بلدتنا، وعُـدنـا إليها مرات كثيرة، حسبما كانت تشتد أو تنخفض وتيرة القصف هناك، وفي كلّ مرة كنا نلجأ إلى منزل جدتي في منطقة زقاق البلط بالعاصمة بيروت، أو نقيم في أحد فنادق منطقة الحمرا، وفي كل مرة كنا نأمل أن يكون الخروج الأخير، وطوال تلك الفترة عشنا الخوف والقلق وعدم الاستقرار، والتشرد بي العاصمة والجنوب». نــزحــت فــــوّاز وعـائـلـتـهـا إلـــى بــيــروت قبل حــــادثــــة تــفــجــيــر أجــــهــــزة الــــ«بـــيـــجـــر» الــتــابــعــة لــ«حـزب الـلـه» فـي لبنان الشهر المـاضـي، جـرّاء تـصـاعُـد الـتـهـديـدات الإسـرائـيـلـيـة. تـقـول فــواز: «كان واضحا لنا أن هناك تصعيداً ما سيحدث، بقينا في بيروت لـدى منزل جدتي، وغادرناه مـــجـــدّداً حـــن امــتــد الـقـصـف إلـــى قـلـب بــيــروت، يـوم استهدف أحـد المباني في حي الباشورة، وكان الاستهداف على مقربة من منزل جدتي، ومجدّداً انتقلنا إلى أحد فنادق بيروت، إلى أن تمكّنا مـن تـأمـن شقة نـــأوي إليها فـي منطقة الصنائع في بيروت، وهي لأحد أقاربنا». وتــــخــــاف مــــي فـــــــــوّاز، كـــمـــا يــشــعــر جـمـيـع النازحي وغير النازحي، من أنه لم يَعُد هناك أيّ مــكــان آمِــــن فـــي لــبــنــان، وكــــأن الـــنـــاس بـاتـت تعيش في حقل ألغام، لا تعلم إن كانت ستنجو أم لا، كما تخاف أن تخسر منزل عائلتها الذي عاشت فيه طوال سنوات حياتها، وشكّلت فيه تفاصيل وصور ذكرياتها وعمرها. من مركز نزوح إلى آخر هـذه ليست سـوى نماذج لقصص كثيرة تُروى عن النزوح المتكرّر الذي عاشه لبنانيون كُثر، وخصوصا الجنوبيي، طوال عام الحرب بـتـفـاصـيـلـهـا المـــأســـاويـــة والــصــعــبــة، والأســـــوأ تلك القصص التي يعيشها الـنـاس فـي مراكز الإيـــــواء، حـيـث يـعـيـش الـــنـــازح ظــروفــا حياتية صعبة للغاية. ســنــة) مـــن بـلـدة 27( يــقــول عــبــاس هــانــي كـــفـــرا الـــجـــنـــوبـــيـــة (قــــضــــاء بـــنـــت جـــبـــيـــل): «فـــي الأسـبـوعـن الأخـيـريـن انتقلت مــن قـريـتـي إلـى أحد مراكز الإيواء في صور، كان الوضع مُزريا للغاية، واجهنا مشكلة انقطاع المياه المستمر، والزحمة الخانقة، وقلة النظافة، وخصوصا على مستوى المراحيض، ولا أعلم كيف تمكّنت من العيش هناك لمدة أسبوع قبل أن أنتقل من صور إلى صيدا، وتبدأ رحلة البحث عن مركز إيواء جديد، لكننا لم ننجح بذلك». بـعـد ذلـــك تـوجـه هـانـي إلـــى مـنـاطـق جبل لــبــنــان، وتــمــكّــن مـــن حــجــز مــكــان لـــه ولشقيقه وشقيقته وزوجــهــا فـي إحـــدى مـــدارس الإيـــواء بـقـريـة عــن عـنـوب الـتـي يـعـدّهـا جـيـدة مـقـارنـةً بـالمـركـز الـسـابـق، باستثناء مسألة عــدم توفر المياه بشكل كافٍ. قـــبـــل هــــــذا الـــــنـــــزوح بـــقـــي هــــانــــي صـــامـــداً وجـمـيـع أفـــــراد عـائـلـتـه فـــي قـريـتـه الــتــي لطالما تـعـرضـت للقصف عـلـى أطــرافــهــا وفـــي أهـــداف مـحـدّدة، وهـو يخاف اليوم أن يضطر للنزوح مــرات جـديـدة، وأن تطول الحرب ويعيش هذا التشرد في مراكز الإيواء، حسبما يقول. توزيع الملابسعلى النازحين في أحد مراكز الإيواء (أ.ف.ب) بيروت: حنان حمدان نتنياهو يتفقد الميدان... و«حزبالله» نفى حصول توغّل «كرّ وفرّ» على الحدود الإسرائيلية ــ اللبنانية يخوض كـل مـن «حــزب الـلـه» والجيش الإســرائــيــلــي مـــعـــارك «كــــرّ وفـــــرّ» فـــي المنطقة الــحــدوديــة فــي جـنـوب لـبـنـان، حـيـث يـحـاول الـجـيـش الـتـوغـل داخـــل الأراضــــي اللبنانية. ونشر صوراً قال إنها التقطت هناك لجنوده يسيرون في قرية حدودية، فيما أعلن الحزب عن أن مقاتليه يصدون الهجوم الإسرائيلي، ويــطــلــقــون الـــصـــواريـــخ والمـــســـيـــرات بـاتـجـاه أهداف في العمق. وتـــفـــقـــد رئــــيــــس الــــــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بـنـيـامـن نـتـنـيـاهـو، الأحــــد، قــواتــه المنتشرة عـنـد الـــحـــدود الـشـمـالـيـة، بـعـد نـحـو أسـبـوع مـن بـدء عملياتها البرية فـي جنوب لبنان. وبحسب ما ذكر مكتبه، في بيان، زار قاعدة في منطقة الحدود اللبنانية، وهي 36 الفرقة واحدة من فرقتي تخوضان العملية البرية بشكل أساسي في جنوب لبنان. ولــــم يـــمـــضِ وقــــت طـــويـــل عــلــى الإعــــان عن الـزيـارة، حتى نشر الجيش الإسرائيلي صوراً قال إنها لجنوده داخل بلدات حدودية فــي لـبـنـان، حـيـث عـثـرت عـلـى مــواقــع إطــاق «صواريخ»، وفتحات أنفاق، ومبانٍ عسكرية ووســائــل قتالية ودمـرتـهـا، كما عـثـرت على مـــركـــبـــات مـسـلـحـة ووســــائــــل قــتــالــيــة تـابـعـة لـــــ«قــــوة الـــــرضـــــوان»، وهــــي قــــوة الــنــخــبــة في الحزب. وانتشر مقطع فيديو يظهر دبابات إسـرائـيـلـيـة عـلـى أطــــراف بـلـدة يـــــارون، فيما فجّرت قواته مسجداً في البلدة. وفــيــمــا لـــم يـــذكـــر الــجــيــش الإســرائــيــلــي أي مـــعـــلـــومـــات عــــن اجـــتـــيـــاح الـــبـــلـــدة، قــالــت مـصـادر ميدانية مطلعة على سير المـعـارك إن الجيش الإسرائيلي لم يجتح البلدة التي أيام على أطرافها، أسوة 6 تشهد معارك منذ بــبــلــدات أخـــــرى مــثــل مـــــارون الـــــراس وبـلـيـدا والـــعـــديـــســـة وكـــفـــركـــا، حــيــث يـــصـــدّ مـقـاتـلـو الحزب محاولات التوغل الإسرائيلي. وقـــالـــت المــــصــــادر لــــ«الـــشـــرق الأوســـــط» إن اشتباكات عنيفة تندلع في تلك المنطقة الـــتـــي تــشــهــد مــــعــــارك «كــــــرّ وفـــــــــرّ»، مــــن غـيـر أن تــنــفــي تــــوغــــات مـــــحـــــدودة عـــلـــى أطـــــراف البلدات. وتوضح أنها «تكون ضمن خطط تكتيكية للإيقاع بالجنود واقتيادهم نحو الكمائن»، نافية أن تكون القوات الإسرائيلية قـــد أحــكــمــت قـبـضـتـهـا عــلــى أي مـــن الــبــلــدات الحدودية. ونفت أن يكون خط الدفاع الأول على الحدود قد تعرض لاختراق. وتمتد المـواجـهـات على مساحة تصل كــيــلــومــتــراً مـــن يــــــارون غـــربـــا، حتى 30 إلــــى كـفـركـا شــرقــا، وهـــو خــط مــاصــق للشريط الـــحـــدودي مــع إســرائــيــل، وتــوجــد فـيـه مـبـانٍ على الجهة اللبنانية تفصلها بضعة أمتار فقط عن الحدود. وتعد هذه المنازل بالمفهوم العسكري «خاصرة رخــوة»، ويمكن التوغل فـــيـــهـــا. ونـــقـــلـــت وســــائــــل إعـــــــام مــحــلــيــة عـن مصادر في «حـزب الله» تأكيدها أن القوات الإسرائيلية دخلت إلى أطراف بعض القرى، لكنها لم تتمكن من التقدم حتى الساعة. ونـــقـــل إعـــــام «حـــــزب الـــلـــه» عـــن ضـابـط مــــيــــدانــــي، قــــولــــه إنّ «الــــثــــمــــن الـــــــذي يــدفــعــه الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي عــلــى مـــشـــارف بعض قــرى الجنوب الملصقة للحدود بـاهـظ جداً عـلـى صـعـيـد الـخـسـائـر الـبـشـريـة والمـــاديـــة». وأوضــــــح أنّ «الــــصــــور الـــتـــي نــشــرهــا جيش الـــعـــدو (الإســـرائـــيـــلـــي) لــجــنــوده قـــرب مـنـازل فـي قرية حـدوديـة فـي جنوب لبنان صـورت في بقعة جغرافية تبعد عشرات الأمتار عن الأراضــــي المـحـتـلـة، حـيـث كـمـا يعلم الجميع أن بعض الجنوبيي بنوا منازلهم بالقرب مـن الــحــدود». وأفـــاد إعـــام «حـــزب الـلـه» بأن «المقاومة حافظت على نوعية العمليات التي تـــتـــوزع عـلـى الـقـصـف بـصـلـيـات صـاروخـيـة مــتــعــددة المـــديـــات والأنــــــواع وكـــذلـــك القصف المـدفـعـي والــصــواريــخ المـوجـهـة ضـــدّ الأفـــراد والـــدروع، وتـم إدخــال العبوات الناسفة إلى المــيــدان بعد إطـــاق الــعــدوّ عمليته الـبـريـة»، وذلك على مدى أيام. وأعلن «حزب الله»، في بيان، أنه «لدى محاولة‏قوة من جنود العدو الإســـرائـــيـــلـــي الــتــســلــل بـــاتـــجـــاه خــلــة شعيب فـــي بـــلـــيـــدا، اســتــهــدفــهــا مـــجـــاهـــدو المــقــاومــة الإسلمية الأحد بقذائف‏المدفعية، فأُجبرت عـــلـــى الــــتــــراجــــع وأوقــــــعــــــوا فـــيـــهـــا إصــــابــــات مؤكدة». بيروت: «الشرق الأوسط» سن إبراهيم أمين السيد تقلل حظوظه في خلافة نصرالله قيادة جماعية لـ«حزبالله» بانتظار نهاية الحرب بــــــدأ فــــي لـــبـــنـــان الــــــتــــــداول بــــاســــم رئــيــس المجلس السياسي لـ«حزب الله» إبراهيم أمي الـسـيـد، خليفة محتملً لـأمـن الــعــام للحزب حسن نصر الله الذي قتل في غارة إسرائيلية، قــــبــــل نــــحــــو أســــبــــوعــــن فـــــي ضــــاحــــيــــة بــــيــــروت الجنوبية. وبرز اسم السيد رغم عدم تأكيد إسرائيل، كـمـا «حـــزب الـــلـــه»، حـتـى الـسـاعـة مقتل رئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين، فــــي الـــــغـــــارات الـــتـــي شــنــتــهــا طـــــائـــــرات حــربــيــة إســـرائـــيـــلـــيـــة بـــعـــد مــنــتــصــف لـــيـــل الـــخـــمـــيـــس - الجمعة، على موقع يُعتقد أنه كان يوجد فيه تحت الأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو الذي كان يُرجح أن يخلف نصر الله. إلا أن مصادر مطلعة على أجــواء الحزب تـنـفـي كـــل مـــا يُــــتــــداول فـــي هــــذا المـــجـــال «جـمـلـة وتفصيلً»، قائلة لـ«الشرق الأوســط»: «لا أحد حاليا مرشح لخلفة نصر الله. لا صفي الدين ولا الـسـيـد ولا أي شخصية أخــــرى، فالقيادة الراهنة جماعية». وأصـــدرت العلقات الإعلمية فـي «حـزب الــلــه» الـسـبـت، بـيـانـا تـحـدثـت فـيـه عــن «أخــبــار كـــاذبـــة وشـــائـــعـــات لا قــيــمــة لــهــا يــتــم تــداولــهــا تـتـعـلـق بـــالـــوضـــع الـتـنـظـيـمـي لـــعـــدد مـــن كـبـار مـــســـؤولـــي (حــــــزب الـــــلـــــه)»، مـــشـــيـــرة إلـــــى أنــهــا «تندرج في إطار الحرب النفسية المعنوية ضد جمهور المقاومة». ويستبعد الـنـاشـط الـسـيـاسـي المـعـارض لـ«حزب الله» علي الأمي، إقدام الحزب في هذه الفترة على تعيي أمي عام جديد، «لأن المرشح أو المُــعــنّ، أيــا كـــان، مـرشـح لـلـمـوت»، مـؤكـداً أن «الحزب أصلً في حالة تشتت وغير قادر على القيام بخطوة كهذه في ظرف كهذا، فضلً عن أن الشيخ نعيم قـاسـم هـو أمــن عــام بالوكالة بوصفه نائبا للمي العام». ولـــــد الـــســـيـــد فــــي مــنــطــقــة الـــبـــقـــاع، شـــرق . تلقى تعليما دينيا مكثفا 1955 لـبـنـان، عــام في الحوزات العلمية. وانضم إلى «حزب الله» مـنـذ تأسيسه فــي أوائــــل الـثـمـانـيـنـات، وأسـهـم فـــي تــطــويــر الـــحـــركـــة الــســيــاســيــة والـعـسـكـريـة للحزب. والسيد تدرج في المناصب في «حزب الـلـه» حتى أصـبـح رئـيـس المجلس السياسي، حيث يـقـوم بــــإدارة الـسـيـاسـات الـعـامـة للحزب والـــتـــواصـــل مـــع الـــقـــوى الــســيــاســيــة الـلـبـنـانـيـة والدولية. ووفــــق الأمـــــن، فـــإن الـسـيـد «كــــان مـنـدوب حركة (أمل) في إيران قبل الاجتياح الإسرائيلي لـلـبـنـان، ثــم انـتـسـب إلـــى (حـــزب الــلــه). وقـــد قـرأ الرسالة المفتوحة للحزب والبيان الأول له عند تأسيسه رسـمـيـا، أي كـــان الـنـاطـق بـاسـمـه في .»1985 ) فبراير (شباط ويــشــيــر إلــــى أنــــه «قـــريـــب لــلــنــائــب جميل السيد، وكـــان نائبا فـي الـبـرلمـان ورئـيـس كتلة إلـــــى عـــام 1992 (الـــــوفـــــاء لـــلـــمـــقـــاومـــة) مــــن عـــــام ». ويــــرى الأمــــن أن «اقــــتــــراب الــســيــد من 1996 إتمام السبعي لا يجعله خياراً موفقا للمانة العامة، وبخاصة في هذه الظروف»، مرجحا أن يكون «الكلم عن تعيي السيد من خارج سياق سنة الأخيرة 15 الـحـزب... خصوصا أنه في الــ كــان مهمشا وأشـبـه بمتقاعد، فـا نـــراه إلا في زيـاراتـه إلـى البطريركية المـارونـيـة، كما أنـه لا يُعدّ من القيادات الحيوية داخــل الحزب التي تم اغتيال معظمها». ويُعدّ السيد أول رئيس للمجلس السياسي للحزب ومن الشخصيات القيادية القديمة، وله دور بارز في بناء شبكة الـــعـــاقـــات الـسـيـاسـيـة بــلــبــنــان، خــصــوصــا مع الـــقـــوى الـسـيـاسـيـة الأخـــــرى مـثـل حــركــه «أمـــل» و«التيار الوطني الحر» وغيرهما. وبعكس صفي الدين الذي كانت إطللاته العلنية والإعلمية مـحـدودة، تُسجل إطـالات كثيرة للسيد سواء خلل خطب في عاشوراء، أو خـال لـقـاءات سياسية علنية مـصـورة كان يقوم بها. السيد خلال إحدىزياراته للبطريرك الماروني بشارة الراعي (موقعه على الإنترنت) بيروت: بولا أسطيح لا أحد مرشحاً حالياً لقيادة «حزبالله» Issue 16750 - العدد Monday - 2024/10/7 الاثنين

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky