issue16750

OPINION الرأي 15 Issue 16750 - العدد Monday - 2024/10/7 الاثنين ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١ ٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghas an Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidro s Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zai Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Gha san Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief A sistants Editor-in-Chief Aidr os Abdula iz Zaid Bin Kami S ud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ الرئيس التنفيذي جماناراشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي ssistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا ئي التحرير محمد هاني Mohamed Hani مفاجآتعام السنوار زفرات اللغو في السابعِ من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حقّق يحيى السنوار نصفَ حلمِه القديم. توجيه ضربةٍ مدويةٍ إلى إسرائيلَ لإرغامها على تبييض سجونِها من آلاف الفلسطينيين المحتجزين فيها. استيقظ العالمُ مذهولاً من حجم المفاجأة. تـمـكّـن الــســنــوار مـــن الـــوصـــول إلـــى ذلـــك الـيـوم بفضل عــوامــل عـــدة. الـــتـــزام إسـمـاعـيـل قــاآنــي قائد «فــيــلــق الــــقــــدس» الاتــــفــــاقَ الـــــذي كــــان ســلــفُــه قـاسـم سليماني أبـرمَـه سـراً مع حركة «حـمـاس». وينصّ الاتــــفــــاق عــلــى تــمــويــل مــضــمــون وتـــهـــريـــب أسـلـحـة وزيـــــادة فـاعـلـيـة شبكة الأنــفــاق لاحـتـضـان سلسلة من الــورش لتصنيع الأسلحة لأن قطاع غـزة يبقى مهدداً بالحصار. أرســــــل الـــســـنـــوار ضـــبـــاطـــا مــــن «الــــقــــســــام» إلـــى بيروت وطهران وأُخضعوا لتدريبات شاقةٍ من دون ذكر أي سيناريو للتنفيذ. وتولّى الضباطُ تدريبَ القوات في أنفاق غزة وسط عمليات خداع مُورست للإيحاء لإسرائيل بأنّ «حماس» مكتفية بالسيطرة على القطاع. اتخذ السنوارُ قرارَ الانتقال إلى التنفيذ. أبقَى الموعد سراً لا يعلم به إلا خمسة أشخاص؛ شقيقه مـحـمـد، ومـحـمـد الـضـيـف قــائــدُ «كــتــائــب الــقــســام»، ومـــــروان عـيـسـى نــائــبُ الـضـيـف، وروحــــي مشتهى وأيـــمـــن نـــوفـــل، وجـمـيـعُـهـم أعـلـنـت إســرائــيــل لاحـقـا اغتيالهم، باستثناء السنوار وشقيقه. قـــبـــل عـــشـــر ســــاعــــات مــــن مــــوعــــد الـــتـــنـــفـــيـــذ تـــمّ استدعاء الوحداتِ التي يفترض أن تشاركَ وأُبلغتْ بمهمّاتها بعد التأكد من غياب أي وسيلة اتصال للتسريب بين أيدي المنفذين. كـــان هـــدفُ العملية جـمـعَ رصـيـد مــن الـرهـائـن الإسرائيليين يكفي لمخاطبة إسرائيل من موقع قوة. فوجئ المهاجمون بانهيار الدفاعات الإسرائيلية فوسعوا بنكَ الأهــداف وشـارك آخـرون في الهجوم و«حــصــلــت مــمــارســات استغلتها إســرائــيــل لاحقا وضـــخّـــمـــتـــهـــا»، كـــمـــا يـــقـــول قـــريـــبـــون مــــن الـــحـــركـــة. الانــهــيــار الإســرائــيــلــي كــــانَ المـــفـــاجـــأةَ الـثـانـيـة الـتـي أعقبت الأولى التي شكلها انطلاق العملية من دون أن تكتشف الاستعدادات الواسعة لها. لـم يكن غريبا أن تـرد إسرائيل بحملةِ غـارات وحــــشــــيــــةٍ وبـــتـــحـــركـــات عـــلـــى خــــط الــــتــــمــــاس، لــكــنّ الانـطـبـاعَ الـــذي كــان سـائـداً أنّ إسـرائـيـلَ لـن تغامر بإرسال جنودها إلى الأنفاق لتتكبّدَ خسائرَ بشرية لم تعتدْ على تقديمِها في حروبها الخاطفة. وكان السلوكُ الإسرائيلي هنا المفاجأة الثالثة. ساد انطباعٌ بأنّ فشل أجهزة الأمن في حماية المستوطنات سيؤدي إلى إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو المهدّد أصلاً بمحاكمات في قضايا فساد، الـــــذي كـــانـــت المـــظـــاهـــرات تــطــالــب بــرحــيــلــه. جـــاءت المفاجأة الجديدة حـ نجحَ نتنياهو فـي تحويل الـــحـــرب فـــي غــــزة إلــــى حــــرب وجــــوديــــة ومــمــارســتــه ضـغـوطـا غـيـر مـسـبـوقـة عـلـى المــؤســســة العسكرية والأمــنــيــة لإطــــ ق حـــرب بــ حــــدود وبــغــض النظر عن خسائرها البشرية والاقتصادية. وأفاد رئيس الـــــوزراء الإسـرائـيـلـي مــن تـعـاطـف غـربـي واســـع مع إســـرائـــيـــل ظــهــر غــــداة الــهــجــمــات وإعـــــ ن الـــولايـــات المتحدة التزامها الصارم أمنَ الدولة العبرية. غــــداة الـسـابـع مــن أكــتــوبــر، أعــلــن «حــــزب الـلـه» ما سماه «جبهة الإسـنـاد» وانطلقت على الحدود اللبنانية عملية تـبـادل للضربات تحت سـقـفِ ما سُمي «قواعد الاشتباك». وتظاهر نتنياهو بالتزام قواعد اللعبة. أرسـل وفــوداً للتفاوض حـول إطلاق الــرهــائــن ونـــــاور طـــويـــ ً. كـــان يــريــد إطـــالـــةَ الـحـرب وعينه على الانتخابات الرئاسية الأميركية. كان يريد تدميرَ غزة وتوجيه ضربةٍ قاصمة إلى قدرات «حــمــاس» العسكرية لـ نـتـقـال لاحـقـا إلـــى الجبهة الأكبر والأخطر مع لبنان. مــــن هـــجـــوم الـــســـنـــوار إلـــــى «جـــبـــهـــة الإســــنــــاد» وصولاً إلى مسيّرات الفصائل العراقية والصواريخ الحوثية، قــرأ نتنياهو قـــرارَ الـحـرب الإيــرانــي على إســـرائـــيـــل. قــــرّر تـغـيـيـر الـلـعـبـة وحـــرمـــان إيـــــران من الاستمرار في حرب بالواسطة تديرها منذ عقود. قرّر استدعاءها مباشرة إلى المواجهة. لم يتردد في قتل جنرالات «الحرس الثوري» في المبنى القنصلي في دمشق. جــرح نتنياهو هيبةَ إيـــران وأهـانَـهـا فأطلقت صـــواريـــخـــهـــا عـــلـــى إســــرائــــيــــل. ازدادتِ المـــواجـــهـــة وضـــوحـــا وخـــطـــورة. ذهـــب أبـــعـــدَ فـــي تــحــدي إيـــران واغــتــال زعـيـم «حــمــاس» إسـمـاعـيـل هنية فــي بيت «الــــحــــرس الــــثــــوري» فـــي طــــهــــران. نــقــل المـــعـــركـــةَ من «مواجهة الوكيل إلى مواجهة الأصيل». فـــي الــشــهــر المـــاضـــي وفــيــمــا دخـــلـــتِ الـــولايـــات المتحدة موسمَ الغيبوبة الانتخابية، دفع نتنياهو لعبةَ المفاجآت إلى أقصاها. تفجير أجهزة الاتصال الـتـي يحملها عـنـاصـرُ «حـــزب الــلــه». ضـربـة مؤلمة كشفت اختراقا غير مسبوق تبعته بعد عشرةِ أيام مـفـاجـأةٌ هائلةٌ تمثلت باغتيال زعيم «حــزب الله» حسن نصر الله. وهــكــذا شـرعـت إســرائــيــلُ فــي تنفيذِ تـهـديـدات وزيـر دفاعها يـوآف غالانت بنقل مشاهدِ غـزةَ إلى بــيــروت ولــبــنــان. وقـبـل اسـتـيـقـاظ «حـــزب الــلــه» من المفاجأة السابقة جاءته أخرى باستهداف الوريثِ المحتمل لنصر الله، وهو هاشم صفي الدين. ومرة أخرى أطلقت إيرانُ صواريخَها على إسرائيل، وها هي المنطقة تعيشعلى وقع انتظار الردّ الإسرائيلي على منشآت إيرانية. حقّقت إسـرائـيـلُ على جبهة لبنان مفاجآتٍ مــدويــةً لـم تحقق مثلَها على جبهة غـــزة. الـحـربُ فـي لبنان أخـطـر بكثير. تتصرّف إسـرائـيـلُ وكــأنّ الحربَ مع «حزب الله» هي فصلٌ حاسمٌ لا بد منه في الحرب ضد إيران. لم يُخطرِ السنوارُ أحداً بموعدِ هجوم السابع مـن أكتوبر. خــافَ مـن تـسـرّب الخبر. لكن «جهاتٍ في حلف الممانعة كانت في جوّ أن شيئا سيحدث والدليل أنّ جبهةَ المساندة كانت جاهزةً للانطلاق في اليوم التالي». كـان عـام المفاجآت باهظا وشـديـدَ الخطورة. مذبحة غزة غير مسبوقة. والعجز الدولي صارخ. أميركا ضعيفة في الضغط على إسرائيل ولم تعد زيـــــاراتُ وزيــــرِ خارجيتها أنـتـونـي بلينكن تـوقـظُ الآمال. روسيا تحتفل باستعادةِ القرى الأوكرانية، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يشبه معلّقي الشاشات. جاء الشتاءُ فمن يحمي نازحي غزةَ من المطر ومراراتِ الإقامة بين الركام؟ من يردّ قسوة الشتاء عن أمــواجِ النازحين في لبنان؟ الحديثُ عن وقف النار غير جـدي. خسائرُ الأطــراف فادحة وهـو ما يجعلُها تفضّل أهـــوالَ استمرارِ الحرب على دفعِ ثــمــن الـــخـــروج مــنــهــا. مـنـطـقـةٌ مــجــنــونــةٌ مـــوعـــودة بــالمــزيــد مــن الــــدم والــضــربــات والمـــفـــاجـــآت. فصول الـــحـــرب الإيـــرانـــيـــة - الإســرائــيــلــيــة ولادةٌ لمـفـاجـآت مخيفة. التحليل كلمة منتفخة، في بطنها هواء، بعضُه يدفع كلّه. المحلّل كلمة حملت شحنة صادمة يبتعد عنها الناس قولاً وعملاً. تحليل المرأة التي يطلّقها زوجها بالثلاثة يوجب زواجها القصير أو الطويل مـن رجـل آخـر كـي تحل لزوجها الأول الــذي طلّقها. محللون يُطلون علينا في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، تسبقهم صفة «المحلل». بعد الاستماع إلى مـا يسيل مـن أفـواهـهـم فـي قضايا شـتـى، يشخص فـــي رؤوســــنــــا ســــــؤال: هـــل وهــــب المــحــلــلــون شـرعـيـة الحقيقة للقضية التي اختلت بها أفواههم؟ نصمت وأفـواهـنـا فـاغـرة، عندما تُطل بعد المحللين، قارئة الأبراج، لتُخبرنا بما هو قادم من عظائم الأمور. مَن سيموت، وأين ومتى ستندلع الحروب. أين ستمطر خزائن المـال، ومصائر الرجال. عندما يصير اللغو علما تصبّه زفـــرات الجهل فـي رؤوسٍ بينها وبين الـعـلـم والـفـهـم مــا صـنـعـه الـــظـــ م. الـلـغـو هــو الـكـ م الـبـاطـل الـــذي تفصله عــن الحقيقة حُـفـر واســعــة لا شـيء فيها سـوى غبار الجهل الـذي يُعمي العقول، حـيـث يستمرئ الـجـاهـلـون مــا يـسـمـعـون. ومَـــن مـنّ الـــلـــه عـلـيـهـم بـنـعـمـة الــعــقــل فـلـهـم الـــقـــدرة الــضــاربــة على تمييز الغث من السمين، ولا يدخلون حلقات غبار اللغو. يقول تعالى: «وَإِذَا مَــرّوا بِاللّغْوِ مَـرّوا . اللغو حالة اجتماعية حياتية 72 : كِرَاما»، الفرقان لـهـا مـكـونـاتـهـا، تـتـسـع وتــضــيــق. وقـــد تـطـغـى على مساحة عريضة من النسيج الاجتماعي، وتستمر حقبا طويلة. يسود فيها الـكـذب، والعبث الفكري، ويـتـسـيّـد فيها الـجـهـل الـكـاســح. الـلـغـو يـتـحـول في حالات كثيرة إلى وباء يضرب المجتمع، ويعيش في الـرؤوس زمنا طويلاً، ويقود إلى الجهل والتخلف، عندما يغيب الترياق الفاعل، وهـو العلم والتفكير العقلي، الـــذي يـقـود إلــى إشـعـال ضــوء المـعـرفـة. في زمـــن الــنــهــوض يــكــون لـلـعـقـل حــضــور فـيـمـا يـقـولـه، وفيما يكتبه المفكرون والمبدعون. ِسَلِ اللهَ عقلاً نافعاً واستعذ به من الجهلِ تسأل خير مُعطى لسائل ِفبالعقلِ تستوفى الفضائلَ كلّها كما الجهلِ مستوفٍ جميع الرذائل ٍأبو الفتح البستي ِلولا العقولُ لكان أدنى ضيغم أدنى إلى شرفٍ من الإنسان المتنبي لا أميل إلى التعميم. ففي كل مجتمع هناك من ذا وذا، ولكن يبقى المقياس هو ما تُعرف بالظاهرة الاجــتــمــاعــيــة، وفــــي المــــوضــــوع الـــــذي بـــ سـطـورنـا هي: حالة اللغو التي تتسع أو تضيق فوق قماشة الـنـسـيـج الاجــتــمــاعــي. وفـعـلـهـا فـــي تـغـيـيـب الـوعـي الفاعل. التقنية التي أبدعها الإنسان الباحث بنور عقله، صـــارت مثل الـضـوء والـــهـــواء، لا يخلو منها بيت أو قرية أو مدينة. «الإنترنت» التي صارت أداة الوصل الإنساني بين الناس، عامّتهم وخاصّتهم. كـيـف اسـتـخـدمـت الـشـعـوب المـتـقـدمـة هـــذا الاخــتــراع الـــتـــقـــنـــي الـــعـــظـــيـــم، وكــــيــــف اســـتـــخـــدمـــتـــه الـــشـــعـــوب المـــتـــخـــلـــفـــة، عـــلـــى المـــســـتـــوى الـــــفـــــردي والـــجـــمـــاعـــي؟ المتقدمون وجدوا في هذا الاختراع، قوة مضافة إلى قـــدرات التعلم والتفكير، ومتابعة مـا يبدعه العقل الإنساني من جديد في كل المجالات، وبكل اللغات، ومن كل القارات، في حين تسابق المتخلفون لجعل «الإنترنت» صوتا وحروفا مضافة في محافل اللغو. صـارت الحروف أفواها تصرخ في حلبات التنابز، وبـــث الـشـائـعـات والأخـــبـــار الــكــاذبــة. أعــــادت محافل المـــدح والــهــجــاء، وتـــبـــادل عـجـن الـكـلـمـات بــ مــادح وقــــادح. الاصـطـفـاف فـي أرتـــال التأييد والمـعـارضـة، بقوة المصالح والانفعالات الهائجة الحادة. امتلك اللغو زفـــرات تُسمع وتُـــرى. أخــذ أهــل اللغو أجـهـزةَ التقنية الحديثة للتواصل، أخذوها معهم إلى حُفر الـغـيـبـوبـة المــقــدســة. يـتـحـدثـون فيها ويـكـتـبـون عن الحسد، والرقية، والسحر، والجهاد، وكراهية الآخر، وتكبيل المـــرأة، ووأدهـــا فـي حُـفـر الجهل والتخلف. غابت إشارات المرور في الخطاب الذي وهبته التقنية مسارات تصل الناس بعضهم ببعض، دون سابق معرفة، كما وهبت التقنية لقادة السيارات إشارات مرور تنظم حركتهم، كي يعبر الجميع بنظام وفي سلام. لقد صارت التقنية اليوم، هي الإنسان الثاني المضاف إلى الإنسان الذي عرفناه قبلها. له حواس مضافة تعرف وتــدرك ما فـوق الأرض وتحتها وما في الفضاء البعيد. الحاسة التقنية صــارت قـادرة عـلـى قــيــادة الـطـائـرة والــســيــارة، بــل قــيــادة الإنـسـان نفسه على طرق لا يعرفها، وصارت طبيبا يشخّص الأمراض ويعالجها أيضا. نحن نعيش اليوم عصر الــيــقــظــة، كــمــا عــــاش الأوروبـــــيـــــون عــصــر الـنـهـضـة، الذي أخرج الإنسان من حُفر الغيبوبة القسرية في العصور الوسطى. هناك من أدرك حجم تلك النقلة الإنسانية الفارقة ومداها وأهميتها، لكنّ الغافلين القابعين في هـوّة اللغو تركهم الزمن يتحلقون في حُفر الماضي السحيق البائد، ويمضغون ما قاله من هم في حُفر القبور. غسانشربل عبد الرحمن شلقم

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky