issue16750

10 عامعلىطوفانالأقصى NEWS Issue 16750 - العدد Monday - 2024/10/7 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT عائلة فلسطينية في عام واحد 902 إحصاءات حكومية: الجيش الإسرائيلي أباد فلسطينيونظلوا بلا عائلة... وعائلات كاملة شُطبت من السجل المدني ليس مجرد رقـم عـادي بالنسبة 216 لـعـائـلـة «ســـالـــم» المـــوزعـــة بـــن مـديـنـة غـزة وشــمــالــهــا. فـــهـــذا هـــو عــــدد الأفــــــراد الــذيــن فقدتهم العائلة من الأبناء والأسر الكاملة، (أب وأم وأبـــنـــائـــهـــمـــا) وأصــــبــــحــــوا بــذلــك خــارج السجل المـدنـي، شأنهم شـأن مئات الـعـائـات الأخـــرى الـتـي أخرجتها الحرب الإســرائــيــلــيــة المــتــواصــلــة عـلـى قــطــاع غـزة عـــامـــا) من 33( مــنــذ عـــــام. ســمــاهــر ســـالـــم سكان حي الشيخ رضـوان، فقدت والدتها 6 وشقيقها الأكبر واثنتي من شقيقاتها و 60 مـن أبنائهم، إلــى جـانـب مـا لا يقل عـن آخرين من أعمامها وأبنائهم، ولا تعرف اليوم كيف تصف الوحدة التي تشعر بها ووجـــع الـفـقـد الـــذي تعمق وأصــبــح بطعم الــعــلــقــم، بــعــدمــا اخــتــطــفــت الـــحـــرب أيـضـا نــجـلــهــا الأكــــبــــر. وقــــالــــت ســـالـــم لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــــــط»: «أقــــــــول أحــــيــــانــــا إنــــنــــي وســـط كابوس ولا أصدق ما جرى». وقصفت إسرائيل منزل سالم وآخرين ديسمبر (كانون الأول) 11 من عائلتها في ، وهـــو يـــوم حـفـر فــي عقلها وقلبها 2023 بالدم والألم. تـتـذكـر ســالــم لـحـظـة غــيــرت كــل شـيء في حياتها، وهي عندما بدأت تدرك أنها فـــقـــدت والـــدتـــهـــا وشـقـيـقـاتـهـا وأولادهـــــــن. «مثل الحلم مثل الكذب... بتحس إنك مش فاهم، مش مصدق أي شي مش عارف شو بيصير». قالت سالم وأضافت: «لم أتخيل أنــي سأفقد أمــي وأخــواتــي وأولادهــــن في لحظة واحدة. هو شيء أكبر من الحزن». وفي غمرة الحزن، فقدت سالم ابنها الـــبـــكـــر، وتــــحــــول الألــــــم إلـــــى ألـــــم مـضـاعـف تـرجـمـتـه الأم المـكـلـومـة والــبــاقــيــة بـعـبـارة واحدة مقتضبة: «ما ظل إشي». ألــف 41 وقــتــلــت إســـرائـــيـــل أكـــثـــر مـــن فـــلـــســـطـــيـــنـــي فـــــي قــــطــــاع غـــــــزة خـــــــال عــــام 100 واحـــد فــي الــحــرب الـتـي خـلّـفـت كـذلـك ألـــــف جـــريـــح وآلاف المـــفـــقـــوديـــن، وأوســـــع دمـــــار مــمــكــن. وبــحــســب المــكــتــب الإعـــامـــي طـفـاً، 16.859 الـحـكـومـي، بــن الـضـحـايـا طـفـاً رضـيـعـا وُلــــدوا وقتلوا 171 ومـنـهـم عمرهم أقــل مـن عـام، 710 خــال الـحـرب، و قــضــوا نتيجة المــجــاعــة، فـيـمـا سجل 36 و . إلى جانب سالم التي 11.429 عدد النساء بقيت على قيد الحياة، نجا قلئل آخرون 7 من العائلة بينهم معي سالم الذي فقد من أشقائه وشقيقاته وأبنائهم وأحفادهم 19 في مجزرة ارتكبت بحي الرمال بتاريخ أيام على الجريمة 8 (بفارق 2023 ديسمبر الأولى)، وذلك بعد تفجير الاحتلل مبنى كانوا بداخله. 93« :» وقــال سالم لــ«الـشـرق الأوســــط راحوا في ضربة واحدة، في ثانية واحدة، في مجزرة واحدة». وأضــــاف: «دفـنـت بعضهم وبعضهم ما زال تحت الأنقاض. وبقيت وحدي». وتمثل عائلة سالم واحــدة من مئات العائلت التي شطبت مـن السجل المدني فــي قـطـاع غـــزة خـــال الــحــرب بشكل كامل أو جـــزئـــي. وبــحــســب إحــــصــــاءات المـكـتـب الــحــكــومــي فـــي قـــطـــاع غـــــزة، فــــإن الـجـيـش عـائـلـة فلسطينية 902 الإســرائــيــلــي أبــــاد خلل عام واحد. وقـــال المكتب الحكومي إنــه فـي إطـار اسـتـمـرار جـريـمـة الإبــــادة الجماعية التي يـــنـــفـــذهـــا جـــيـــش الاحـــــتـــــال الإســـرائـــيـــلـــي بــرعــايــة أمــيــركــيــة كــامــلــة، فــقــد قــــام جيش عـائـلـة فلسطينية 902 الاحـــتـــال بـــإبـــادة ومـسـحـهـا مــن الـسـجـل المــدنــي بقتل كامل أفـرادهـا خـال سنة مـن الإبـــادة الجماعية في قطاع غزة. وأضــــاف: «كـمـا أبـــاد جيش الاحـتـال أســـرة فلسطينية قتل 1364 الإسـرائـيـلـي جميع أفرادها، ولم يتبقّ سوى فرد واحد 3472 فــي الأســــرة الـــواحـــدة، ومـسـح كـذلـك أســرة فلسطينية قتل جميع أفـرادهـا ولم يتبقّ منها سوى فردين اثني في الأسرة الواحدة». وأكـــــد المـــكـــتـــب: «تـــأتـــي هــــذه الــجــرائــم المـتـواصـلـة بـحـق شعبنا الفلسطيني في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحــــتــــال الإســـرائـــيـــلـــي بـــرعـــايـــة أمـيـركـيـة كـــامـــلـــة، وبــمــشــاركــة مــجــمــوعــة مـــن الــــدول الأوروبـــيـــة والـغـربـيـة الــتــي تـمـد الاحــتــال بالسلح القاتل والمحرم دوليا مثل المملكة المـــتـــحـــدة وألمـــانـــيـــا وفـــرنـــســـا وغـــيـــرهـــا مـن الدول». وإذا كــان بقي بعض أفـــراد العائلت عــلــى قــيــد الــحــيــاة لــــيــــرووا ألــــم الــفــقــد فــإن عــــــائــــــات بـــأكـــمـــلـــهـــا لا تــــجــــد مــــــن يــــــروي حـــكـــايـــتـــهـــا. فــــي الـــســـابـــع عـــشـــر مــــن شـهـر سبتمبر (أيـــلـــول) المــنــصــرم، كــانــت عائلة يـاسـر أبــو شـوقـة، مـن بـن الـعـائـات التي شـطـبـت مـــن الـسـجـل المـــدنـــي، بـعـد أن قُـتـل بـرفـقـة زوجــتــه وأبـنـائـه وبـنـاتـه الخمسة، إلـى جانب اثني من أشقائه وعائلتيهما بشكل كـامـل. وقضت العائلة داخــل منزل مـــكـــون مــــن عـــــدة طــــوابــــق قــصــفــتــه طـــائـــرة إسـرائـيـلـيـة حـربـيـة أطـلـقـت عـــدة صـواريـخ على المنزل في مخيم البريج وسـط قطاع غزة. وقال خليل أبو شوقة ابن عم العائلة لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ما يعبر عن هذه الجريمة البشعة». وأضاف: «كل أبناء عمي وأسرهم قتلوا بل ذنب. وذهبوا مرة واحدة. شيء لا يصدق». الصحافيون والعقاب الجماعي طــال القتل العمد عـوائـل صحافيي بــــشــــكــــل خـــــــــــاص، فــــبــــعــــد قـــــتـــــل الـــجـــيـــش عـامـا) في 43( الإسـرائـيـلـي هـائـل الـنـجـار شهر مايو (أيار) الماضي، قتلت إسرائيل أفــراد بينهم زوجته 6 أسرته المكونة من أطـــفـــال تـــتـــراوح أعــمــارهــم بـــن عـامـن 3 و عـــامـــا. وقـــــال رائـــــد الـــنـــجـــار، شقيق 13 و زوجـــــة هـــائـــل: «لـــقـــد كــــان قـــتـــاً مـــع سبق الإصـــــــرار، ولا أفــهــم لمــــاذا يـــريـــدون إبــــادة عائلة صحافي». صحافيا خــال الحرب 174 وقـضـى الحالية، آخرهم الصحافية وفاء العديني وزوجـــهـــا وابــنــتــهــا وابـــنـــهـــا، بــعــد قصف طالهم فـي ديــر الـبـلـح، وســط قـطـاع غـزة، وهــــي صــحــافــيــة تـعـمـل مـــع عــــدة وســائــل إعلم أجنبية. إنــــه الــقــتــل الــجــمــاعــي الـــــذي لا يـأتـي بطريق الخطأ، وإنما بدافع العقاب. وقــــــــــال مــــحــــمــــود بـــــصـــــل، المــــتــــحــــدث بـــاســـم جـــهـــاز الـــــدفـــــاع المــــدنــــي بــــغــــزة، إن الاحــتــال الإسـرائـيـلـي اسـتـخـدم الانـتـقـام وسيلة حقيقية خلل هذه الحرب، وقتل عــوائــل مقاتلي وسـيـاسـيـن ومـسـؤولـن حكوميي وصحافيي ونشطاء ومخاتير ووجـــــهـــــاء وغــــيــــرهــــم، فــــي حــــــرب شــنــعــاء هــدفــهــا إقـــصـــاء هــــذه الـــفـــئـــات عـــن الـقـيـام بمهامها. وأضاف: «العمليات الانتقامية كانت واضحة جداً، واستهداف العوائل والأسر والـــعـــمـــل عـــلـــى شـــطـــب الـــعـــديـــد مــنــهــا مـن السجل المدني، كان أهم ما يميز العدوان الحالي». وأردف: «ما حدث ويحدث بحق العوائل جريمة مكتملة الأركان». أزهار مسعود ترفعصور أفراد عائلتها التي قُتلت بالكامل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز) غزة: «الشرق الأوسط» لا يهمهم مَن يحكم القطاع بعد وقف القتال... والهجرة حلم مَن نجا الغزّيون ملّوا الحروب ويحلمون بحياة تشبه الحياة بــخــاف الـــنـــاس فـــي الــبــلــدان الأخـــرى حــتــى تــلــك الـــتـــي تـشـهـد حــــروبــــا، لا يملك أهــــالــــي قـــطـــاع غـــــزة بـــعـــد عـــــام مــــن الـــحـــرب الإسرائيلية المجنونة عليهم، ترف الحزن على أحبائهم وبيوتهم وذكـريـاتـهـم. لقد فقدوا البلد، كل البلد بكل ما فيه. البيوت، والحارات، والشوارع، والناس، والمساجد، والــــكــــنــــائــــس، والمــــــحــــــال، والمـــســـتـــشـــفـــيـــات، والمــــــدارس والــجــامــعــات، كــل شـــيء أصبح كـأنـه مـجـرد ذكـــرى مــن حـيـاة سـابـقـة وهـم نفدت طاقتهم على الحزن. لا يــــــعــــــرف الــــــغــــــزيــــــون الـــــــيـــــــوم مـــــــاذا ينتظرهم، لكن بخبرة العارفي بالحروب، يــدركــون جـيـداً أن بــؤس الـحـرب لا ينتهي مـــع وقـــف إطــــاق الـــنـــار. إنـــه بـــؤس ممتد، تـغـلـفـه أســئــلــة كـــثـــيـــرة: مـــن يــعــيــد الأحــبــة والــبــاد؟ مـن يبني الـبـيـوت؟ كـم سنعيش فــي الـخـيـام؟ مــن أيـــن؟ وإلـــى مـتـى؟ وكيف سـنـؤمّـن قـــوت مــن بـقـي حـيّـا مــن أبـنـائـنـا؟ والــــــحــــــال أن كـــثـــيـــريـــن لا تـــشـــغـــلـــهـــم هـــذه الأسـئـلـة لأنـهـم مـرهـقـون بأسئلة أصـعـب: أيــن يـجـدون جثامي أحبائهم؟ ومتى قد يلتقون أحباء مفقودين؟ وكم سيصمدون على قيد الحياة أصلً؟ إنها أسئلة الحرب المدمّرة التي تدخل عامها الثاني، وهـي حـرب غيّرت إلـى حد كبير تفكير الغزيي في كل شيء. «الشرق الأوسط» جالت على مَن بقي ورصدت ماذا غيّرت الحرب في فكر سكان القطاع وعقولهم وقلوبهم. ليس الكثير مما يتعلق بحب البلد والـــعـــداء لإســرائــيــل، لـكـن الـكـثـيـر والكثير مما يتعلق بمستقبلهم ومن يحكمهم وإذا كانت الهجرة أفضل أم البقاء. حلم الهجرة والأمان يــــلــــخــــص تـــفـــكـــيـــر أيـــــســـــر عــــقــــيــــان، وهـــو خـريـج كلية الـتـجـارة مــن الجامعة الإســـامـــيـــة فـــي غـــــزة، ونــــــازح مـــن مخيم الــشــاطــئ غـــرب المــديــنــة إلـــى خـــان يـونـس جنوب القطاع، ما يجول في عقل كثيرين من الشبان مثله. عـــامـــا) لــــ«الـــشـــرق 27( قــــال عــقــيــان الأوســط» إنه يخطط لمغادرة القطاع في أي لحظة. وحاول عقيلن كثيراً الحصول آلاف دولار، لـتـأمـن سبيل 6 عـلـى مبلغ سفر عبر معبر رفح، إلى مصر ثم البحث عن حياة جديدة، لكنه لم ينجح. وقــــــــــال الـــــــشـــــــاب: «فــــــــي أول فـــرصـــة ســـأغـــادر. لــم أكـــن قــــادراً عـلـى الـعـمـل قبل الــحــرب، والآن لا أعـتـقـد أن ذلـــك سيكون ممكنا أبداً. لا يوجد أعمال. لا يوجد بلد أصــــاً. لـقـد دمّـــــروا كــل شــــيء». وبحسب الإحـــصـــائـــيـــات الـــتـــي تـــصـــدر عـــن جـهـات حكومية، وكذلك جهات أهلية مختصة، في 64 فــإنــه قـبـل الـــحـــرب، كـــان أكــثــر مـــن المــــائــــة مــــن ســــكــــان قــــطــــاع غــــــزة يـــعـــانـــون الـبـطـالـة وانـــعـــدام فـــرص الــعــمــل، والــيــوم يُعتقد أن النسبة باتت شبه كاملة. وعلى رغم صعوبة الحياة قبل الحرب لم يفكر عقيلن بالهجرة، لكن «وجهة نظره في الحياة» تغيرت أثناء الحرب، كما قال. ومن يتحدث لأهالي غزة لا يفوته أن غالبية الجيل الشاب ترغب في الهجرة، والبحث عن مستقبل جديد، غير آبهي بـمـا سـيـصـبـح عـلـيـه الـــحـــال فـــي الـقـطـاع. عاما)، الذي حالفه 31( وقال باسل سالم الــــحــــظ بــــالــــخــــروج مــــن غـــــزة مــــع زوجـــتـــه وطـفـلـتـه الـــوحـــيـــدة: «لــــم تــبــقَ أمـــامـــي أي خيارات أخرى. كل ما فكرت فيه هو إنقاذ زوجتي وابنتي من جحيم الحرب». وكـــان سـالـم قـد فقد شقته السكنية الــتــي امتلكها قـبـل الــحــرب بـقـلـيـل، وهـو ســــبــــب آخـــــــر دفــــعــــه لــــلــــهــــجــــرة، مـــوضـــحـــا لــ«الـشـرق الأوســـط»: «لـم يعد هناك بيت يــــأويــــنــــي، تــــشــــردنــــا وتـــعـــبـــنـــا ومـــرضـــنـــا وشـــــعـــــرت أنــــــي وســــــط كـــــابـــــوس لـــعـــن». ونجح آلاف من الغزيي، خصوصا ممن يحملون جنسيات مــزدوجــة مــن السفر قبيل سيطرة إسـرائـيـل على معبر رفـح، ووصـــلـــوا إلـــى بـــلـــدان مـخـتـلـفـة، فـــي حي استقر آخرون لا يملكون جنسيات أخرى، داخل مصر وبعضهم في تركيا. ويعمل ســالــم فـــي مــجــال الـتـصـمـيـم والــغــرافــيــك، الأمــر الــذي سهّل سفره للخارج من أجل الــــحــــصــــول عـــلـــى فــــرصــــة عـــمـــل تـــتـــيـــح لـه الاستمرار بحياة أفضل. ولا يجد سالم كلمات تصف «الأمان» الذي يشعر به مع عائلته: «هذا أهم ما في الحياة». وفي وقت تغيب الإحصاءات الدقيقة لمن هاجروا إبان الحرب وخللها، تذهب بـعـض الـتـقـديـرات الأهـلـيـة إلـــى أن الـعـدد ألفا. ومثل سالم 220 الإجمالي يزيد عن عـامـا) التي 59( لا تخطط إيـمـان سـاقـا كــانــت فــي رحــلــة عـــاج خـارجـيـة مــع بـدء الـــحـــرب عــلــى غــــزة لـــلـــعـــودة، بـــل نجحت فـــــي الـــتـــنـــســـيـــق لإنـــــقـــــاذ أفـــــــــراد أســـرتـــهـــا وإحــــضــــارهــــم إلـــيـــهـــا فــــي مـــصـــر لـكـونـهـا تحمل الجنسية المصرية، لكن بعد دفع مـبـالـغ طـائـلـة أيــضــا. وقــالــت ســاقــا: «لـم يـعـد لـنـا فـــي غـــزة مـسـتـقـبـل. ربــمــا نـعـود إليها بعد أعوام، لكن الآن لا يوجد سوى الموت والدمار والخراب». وفيما يـرى سالم وساقل أنهما قد نجيا بأنفسهما وأسرتيهما من جحيم الحرب، يعيش مئات الآلاف من الغزيي، خــصــوصــا الـــشـــبـــان، فـــي ظـــــروف صعبة ويــمــنّــون الـنـفـس بـــالمـــغـــادرة. لـكـن ليست هذه حال كل الغزيي بالطبع. عــامــا) مــن سكان 52( سمير الـنـجـار بــــلــــدة خـــــزاعـــــة، شــــــرق خــــــان يــــونــــس، فـقـد منزله بعد تجريفه من آليات إسرائيلية، وبــــات مـــشـــرداً ونـــازحـــا فـــي خـيـمـة أقـامـهـا غـــرب المــديــنــة، قـــال إنـــه يـفـضـل الــبــقــاء في القطاع. وينتظر النجار انتهاء الحرب كي يستصلح أرضا كان يزرعها. وقـــــال الـــنـــجـــار: «أفـــهـــم الـــذيـــن يــنــوون الـــرحـــيـــل مــــن هـــنـــا. لــكــنــنــي أفــــضّــــل المــــوت هــنــا. لا أعــتــقــد أن لــــديّ فــرصــة لتأسيس حياة جـديـدة خــارج القطاع. كـل مـا أريـده مـــن الــحــيــاة هـــو إعـــــادة بــنــاء واسـتـصـاح أرضي... ولا شيء أكثر». والنجار واحــد مـن مئات آلاف الذين فـقـدو منازلهم فـي غـــزة. ووفـقـا لتقديرات أممية حتى شهر أغسطس (آب) الماضي، فـــــإن نـــحـــو ثــلــثــي المـــبـــانـــي فــــي قـــطـــاع غـــزة تـــــضـــــررت أو دُمـــــــــرت مـــنـــذ بــــــدء الــــحــــرب، عاما حتى 15 ويحتاج القطاع لأكثر مـن يتم إعادة إعماره. ويتطلع النجار لإعادة الإعـــمـــار، ويعتقد أن أي جـهـة قــــادرة على إعـــــادة الإعـــمـــار هـــي الــتــي يـجـب أن تحكم غزة. وأضاف: «بعد كل هذه الحروب. نريد أن نعيش. بصراحة لم أعد أكترث بالحرب ولا الـسـيـاسـة ولا مــن يحكمني. أنـــا أريــد العيش فـقـط. العيش بعيداً عـن الـحـروب والقتل والدمار». عـامـا) مع 47( وتتفق نجوى الـدمـاغ النجار، ولا تفكر بمغادرة القطاع، لكنها تمنّي النفس بحياة أفضل. وقـــالـــت الـــدمـــاغ لــــ«الـــشـــرق الأوســـــط» إنـهـا تـفـضّـل الـبـقـاء فــي غـــزة، لكنها تريد الــــســــام والأمــــــــن. وأضـــــافـــــت: «تــعــبــنــا مـن الحروب. أعتقد أنه ما ظل فينا نَفَس. صار وقت نعيش بسلم». ولا تهتم الدماغ بمن يحكمها «المهم أن نعيش مثل بقية البشر». وهـذا شعور عـامـا) 22( انـتـقـل تلقائيا لابـنـتـهـا إيــمــان التي خرجت من هذه الحرب وهي لا تثق بأي فصيل فلسطيني سياسي. وقــــالــــت إيــــمــــان: «كـــلـــهـــم (الـــفـــصـــائـــل) يـــبـــحـــثـــون عـــــن مـــصـــالـــحـــهـــم الــشــخــصــيــة ولــديــهــم أجــــنــــدات. لا أحــــد يـفـكـر أو يهتم للناس». وبخلف والدتها، تسعى إيمان للهجرة وبـنــاء حـيـاة جـديـدة فــي الـخـارج «بــعــيــداً عـــن تــجــار الـــحـــروب والـــــــدم»، كما قالت. أطفال فلسطينيون هاربون من قصف إسرائيلي استهدفمكان نزوحهم فيرفح (أ.ف.ب) غزة: «الشرق الأوسط» الغزيون مرهقون بأسئلة صعبة: مَن يُعيد الأحبة؟ مَن يبني البيوت؟ وأين يجدون جثامين أحبائهم؟

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky