issue16749

مـــن الـطـبـيـعـي أن يـــكـــون الـــوضـــع فـــي اإلقـلـيـم مـــتـــوتـــرًا، وبـــخـــاصـــة بـــعـــد هـــــذه الـــحـــمـــات الــحــيّــة الكبرى. وبعد اغتيال زعيم ميليشيا «حزب الله» وجـمـع معه ممن ذهــب أو سـيـذهـب؛ ثمة عمليات كبرى تقوم بها إسرائيل. الــدول ليست جمعيات خيرية. لها مصالحها وأهدافها وحركتها. وعلى هذا األساس يجب بناء االستراتيجيات املؤسسة واملدروسة، ال يمكن بناء الدول على تخمينات أو خطابات، وإنما أفكار قابلة للتنفيذ. من املؤلم سعي محور املقاومة وميليشياتها لتجريب اإلسرائيليني واختبار غضبهم كل بضع سنوات. املــتــســبــبــة فــــي مــقــتــل أكــثــر 2006 بـــعـــد حـــــرب مـن ألفي لبناني، وفــي خـسـارة اقتصادية فادحة بلغت أكثر من ملياري دوالر، قال نصر الله كلمته الـــشـــهـــيـــرة: «لــــو كــنــت أعـــلـــم ملـــا خــطــفــت الـجـنـديـ جـربـت «حـمـاس» 2009 اإلسـرائـيـلـيـ »، وفــي عــام اإلسرائيليني مجددًا وتسببت في مجازر كبيرة، ، حـــدث مـثـل ذلـــك واآلن 2014 و 2012 وفـــي عــامــي تجرب مع اإلسرائيليني الحرب، واآلن تـدك لبنان في عدد من املناطق القوية والصلبة. إن املشكلة اليوم تتعلق بمفهوم «املقاومة»، الــــذي أخــــذت داللــتــه تـتـمـدد مـنـذ بـواكـيـر تأسيس الـــحـــركـــات «حـــــزب الـــلـــه» والـــكـــتـــائـــب الـفـلـسـطـيـنـيـة و«حـمـاس»، وليس انتهاء عند الحوثي. ومفهوم املـــــقـــــاومـــــة مـــحـــمـــل ومــــشــــحــــون بـــاآليـــديـــولـــوجـــيـــا األصـولـيـة؛ فهو هنا ال يعني الــدفــاع عـن النفس، وال مـنـازلـة املــعــتــدي، وإنــمــا لــه سـيـاقـه السياسي واآليديولوجي والحزبي. ارتبط مفهوم املقاومة بالتصعيد االنتحاري والضغط على العدو، ال من خلل العمل العسكري، بــل عـبـر ثـقـافـة االنــتــحــار، هـنـا ال يشمل املـوضـوع فقط جهاديًا في «كتائب عز الدين القسام» يفجّر نفسه في مقهى بالقدس أو بتل أبيب، وإنَّما حركة «حــمــاس» جعلت الـشـعـب الفلسطيني كـلـه وغــزة مـطـوقـة بـــحـــزام املــغــامــرة الــنــاســف، وتــحــت رحـمـة القرار غير املسؤول لتجريب ردة فعل اإلسرائيليني املشهورة بعنفها وسحقها، فالقوة اإلسرائيلية ال ترحم، وتعوّد عليها العرب في تاريخهم الحافل بالهزائم والنكبات. لـقـد خــســرت الــشــعــوب الـلـبـنـانـيـة والــســوريــة والفلسطينية واليمنية مبالغ باهظة، وانـهـارت اقتصادات، وترنحت الشعوب حائرة تحت سطوة سلطات بليدة مغامرة. مثلت قضية فلسطني طوال العقود املاضية، لــلــســيــاســيــ مـــصـــيـــدة أخـــاقـــيـــة تـــبـــرر لـلـشـعـوب جـرائـمـهـا، إذ دُكـــت دول وعــواصــم واحـتُــلـت بلدان بـأكـمـلـهـا وهُـــجّـــر املـــايـــ بــاســم املــقــاومــة وبـاسـم فلسطني، إذا كانت الشعوب عـازمـة على التنمية فـعـلـيـهـا بــالــفــعــل أن تـــؤســـس ملــحــاكــم تـــقـــاد فيها زعـامـات املـقـاومـة إلــى الـعـدالـة، حـ تتطور ثقافة االنـــتـــحـــار مـــن تـفـخـيـخ جــســد الـــفـــرد، إلــــى تـشـريـك عواصم ومجتمعات بأكملها فإن هذه جريمة ضد اإلنسانية؛ لذلك يتعاطف الجميع مع املآسي، ألن ضحاياها رهائن مختطفة من قبل قـوى ظلمية تخضع لدول مارقة. الـــخـــاصـــة؛ أن الـــتـــاريـــخ يــكــتــب دومـــــ درســـه وعلينا االنتباه أن هذه املرحلة حـادة، بل شديدة الـحـدة، ومـن دون الـرجـوع إلـى األصــول والقوانني واملؤسسات، فـإن هـذا يعد تهديدًا لألمن الدولي، فـاملـرحـلـة مـتـغـيـرة، والــخــرائــط تــبّــدلــت. وجـــزء من املـــعـــيـــاريـــة األخـــاقـــيـــة الـــتـــي تــــطــــوّق الـــحـــديـــث عـن فلسطني صنيعة إخـوانـيـة، ويـكـررهـا الـيـوم جمع من املثقفني واألكاديميني، من هنا يحاول املحور إعــــادة ضــخ الـخـطـاب اإلخـــوانـــي بـكـل مــا أوتـــي من قـــوة، وجـعـل املعجم اإلخــوانــي حــول فلسطني هو املـثـبـت للتحليل الـسـيـاسـي والـتـعـاطـي اإلعــامــي مـع كـل حــرب تشنها إسـرائـيـل، وهــذا فيه إجحاف وإنكار للتطور التي حـدث لـدى عـدد من الشعوب العربية، وبخاصة التي اختارت السلم، ووقعت اتفاقيات التسامح والتصالح بني أتباع األديــان، كــمــا أن هــــذه الـــضـــربـــة واملـــغـــامـــرة «الــحــمــســاويــة» إنما تستهدف تأخير أي اتفاق سلم مزمع، إنهم يعوّلون على حـرج افتراضي أمـام أي دولـة تعتزم توقيع اتفاقية سلم. على أثر اغتيال حسن نصر الله، كان الواضح أن إيران تحاول إنقاذ «حزب الله»، لكن بعد سلسلة االغتياالت األخرى، املؤكد وما هو شبه مؤكد، فإن املعادلة تغيرت، حيث باتت إيران تدافع عن نفسها اآلن، وليس الحزب. أكـتـب ولــم يـحـدث الـــرد اإلسـرائـيـلـي على الـرد اإليراني، وقد يحدث قبل النشر، لكن الواضح اآلن أن هناك سيولة في الصراع تشي أن املشهد منفتح على كل شيء، وهناك مؤشرات واضحة على ذلك. أوالً: يـبـدو أن املـرحـلـة تــجــاوزت فـكـرة ضـرب «أذرع األخـــــطـــــبـــــوط»، ووصـــــلـــــت مـــرحـــلـــة «رأس األخـــطـــبـــوط» نــفــســه، فـــالــيـــوم إيــــــران ال تـــدافـــع عن «حزب الله» أو «حماس»، وإنما تحاول الدفاع عن النظام، مصالحه وقياداته. ومــن الـافـت أن األمـيـركـيـ يـتـجـادلـون ليس على خفض التصعيد، وإنما إذا كان من املفترض أن تضرب إسرائيل املنشآت النووية اإليرانية، أو مصافي البترول، وهـذا جـدال دار قبل يومني بني الرئيس بايدن واملرشح الجمهوري دونالد ترمب. ثـــانـــيـــ : الـتـصـعـيـد اإلســـرائـــيـــلـــي عــلــى لـبـنـان، تـحـديـدًا معقل «حـــزب الــلــه» الـضـاحـيـة الجنوبية يشي بموقف استراتيجي لدك الحزب تمامًا، بنية وهيكلية وقــيــادات، والدليل أن الـحـزب توقف عن نعي قتله، أو تسمية قياداته البديلة. ثــالــثــ : يــحــدث ذلــــك وســــط زخــــم تــأيـيـد دولـــي الفت، وغير مسبوق إلسرائيل أعقاب الرد اإليراني، وأقـــول إنــه «الفــــت»، ألنــه لـم يـحـدث إلسـرائـيـل منذ عـمـلـيـاتـهـا الــوحــشــيــة فـــي غــــزة بــعــد الـــســـابـــع من أكتوبر (تشرين األول)، بينما اآلن الرسالة الدولية صارخة، واألكيد أنها تقلق إيران. وعليه فإن طهران اآلن في كماشة، وكما كان حـسـن نـصـر الـلـه قـبـل اغـتـيـالـه، حـيـث وقـــع رهينة لألحداث بني التورط في غزة والرغبة اإلسرائيلية الــواضــحــة لـانـقـضـاض عـلـيـه، ولـــم يـكـن لــديــه أي مخرج سهل إلى أن انتهى إلى ما انتهى إليه. الـــيـــوم طـــهـــران نـفـسـهـا فـــي ورطـــــة، فـــبـــدال من أن تكون أذرعـهـا التي رعتها على عقود هـي خط الـــدفـــاع األول عـنـهـا، بـــات عـلـى إيــــران نفسها اآلن أن تدافع عن مصالحها، وليس أذرعها باملنطقة، تحديدًا «حزب الله» األهم لها عقائديًا وعسكريًا. وكما شرح املحلل األميركي من أصول إيرانية كريم سـجـادبـور، لشبكة «سـي إن إن» فـإن النظام اإليـــرانـــي بـــات فـــي ورطــــة «حــفــظ مـــاء الـــوجـــه»، أو املواجهة مع إسرائيل. وهو تحد له تبعات خطرة. يـــقـــول كـــريـــم: «هـــــذه أصـــعـــب لــحــظــات الـنـظـام »، حـــيـــث إن عـــقـــيـــدة املـــرشـــد 1979 اإليـــــرانـــــي مـــنـــذ عـلـي خـامـنـئـي الـسـيـاسـيـة تـقـوم عـلـى مـبـدأ أن «ال يــســتــجــيــب لـــلـــضـــغـــوط، ألنـــــه حـــــال اســـتـــجـــاب فـــإن الضغوط لن تتوقف». ويـــضـــيـــف كـــريـــم ســـجـــادبـــور أنـــــه إذا لــــم يـــرد النظام على ضربات وهجمات إسرائيل «فسيفقد ماء الوجه، وهذا غير جيد داخليًا». وإذا ما تعامل النظام مع إسرائيل بقوة «فقد يفقد رأسـه»، وهذا تحليل عميق. ولـــــذا فــــإن إيــــــران اآلن فـــي ورطـــــة الــــدفــــاع عن نفسها، وليس األذرع، حيث بـات مـن الـواضـح أن إسـرائـيـل تتحرك مطلقة الـيـد، وال خطوط حمراء لديها أو عليها، مما يجعل املشهد منفتحًا على كل شيء، وأي شيء. الـــيـــوم الـــكـــرة بـمـلـعـب طـــهـــران، فــإمــا مـواجـهـة خطرة أو نــزول مـن الـشـجـرة، وهــذا بمثابة تجرع «كأس السم» الثانية. ربّــمــا جـــاز الــتــأريــخ لكسر األســــاس الـوطـنـي . صـحـيـح أن 1982 لـلـسـيـاسـة فـــي لــبــنــان بــالــعــام األســــاس هـــذا لــم يـكـن صـلـبـ ، وكـــان دائــمــ عرضة نـــشـــأت، في 1982 لــطـعــون واخـــتـــراقـــات. لــكــن فـــي الـنـظـريّــة كـمـا املــمــارســة، منظومة سـيـاسـة أخــرى مكتملة العدّة، ما لبثت أن غلبت التقليد السياسي اللبناني وألحقته ذليل بها. مـا حصل آنــــذاك، مـع انـطـاق مـوسـم الهجرة الـــســـيـــاســـيّـــة مــــن لـــبـــنـــان، أن رئـــيـــس الــجــمــهــوريّــة الياس سركيس، وبُعيد الغزو اإلسرائيليّ، شكّل «لجنة خلص وطنيّ» ضمّت أبرز قادة الطوائف، ومنهم رئيس «حركة أمل» نبيه برّي. لكن ردًّا على مشاركة بـــرّي، انـشـق املـدعـو حسني املـوسـوي عن حركته، قبل أن يؤسّس «أمـل اإلسـامـيّــة». وفيما اتّهم املوسوي بـرّي و»أمــل» بالخيانة ووصفهما هجائيًّا، بالعلمانيّة، كانت عناصر من «الحرس الثوريّ» اإليراني تتدفّق، عبر دمشق، على بعلبك. وما لبثت «أمل اإلسلميّة» أن تحوّلت مصدرًا من مـصـادر الـحـزب الجديد الـــذي أُسّـــس فـي السفارة اإليـرانـيّــة بـسـوريّــا، حـامـا اسـم «حــزب الـلـه». وما هي إال أشهر حتّى احتل شبّان الحزب والحرس معًا «ثكنة الشيخ عبد الله»، أهم ثُكن الجيش في منطقة البقاع، فاستولوا عليها وأقاموا فيها. هـــــــذا الــــتــــأســــيــــس، الــــــــذي تــــــــازم مـــــع الــــغــــزو اإلسـرائـيـلـي والــحــرب الـعـراقـيّــة – اإليــرانــيّــة، وفّــر لطهران قاعدة لم يُرد القيّمون عليها أن يفكّروا مع باقي اللبنانيّني في كيفيّة الـخـروج من االحتلل اإلسرائيليّ، وال في املسائل والنزاعات اإلقليميّة التي يواجهها الوضع اللبنانيّ. ومـــــــــذّاك راحـــــــت تـــتـــكـــاثـــر مــــحــــاور الــتــحــطــيــم ،2005 املنهجي ألساس السياسة الوطنيّ. وحتّى وباستثناءات نـــادرة، ارتبط تناسل تلك املحاور برعاية النفوذ األمني والعسكري السوريّ. فللمرّة األولى في لبنان، نشأت آيديولوجيا رسميّة تعلّمنا كيف ينبغي أن نفكّر، وما املقبول ومــــا املــــرفــــوض، وهـــكـــذا حــبــلــت «عــــروبــــة لــبــنــان» الــــســــوريّــــة بـــثـــالـــوث «جـــيـــش وشـــعـــب ومـــقـــاومـــة» بوصفها ترصيعًا للبيانات الـحـكـومـيّــة. وصــار التعطيل سمة تــازم املـؤسّــسـات، فيُغلَق البرملان وتسقط الـحـكـومـات بــ»ثـلـث مـعـطّــل» ويُــحــال دون انـتـخـاب رئـيـس لـلـجـمـهـوريّــة، أو يُــمـلـى رئـيـس ال يُــنــتــخــب ســــــواه، وذلـــــك ألســـبـــاب يــصــعــب ربـطـهـا بالحياتني السياسيّة والدستوريّة. وغـدا العنف بـأشـكـالـه كــافّــة سـمـة مــن ســمــات الــحــيــاة الــعــامّــة. وقبل اغتيال رفيق الحريري وبعده، باتت أسماء املــقــتــولــ واملـــخـــطـــوفـــ ، مـــن ســيــاســيّــ وكـــتّـــاب وصـــحـــافـــيّـــ وضـــــبّـــــاط، ومـــــن لـــبـــنـــانـــيّـــ وعــــرب وغـربـيّــ ، تنافس أسـمـاء املنضوين فـي نقابات مهنيّة. ولئن ترافق الربع الـرابـع من تلك الحقبة مـــع انــهــيــار اقــتــصــادي فــــادح ومـــع تـفـجـيـر املــرفــأ، 2019 تصدّى «حزب الله» للحركة اإلصلحيّة في تصدّيه للتحقيق بتفجير املرفأ، ما ذكّر بتصدّيه للتحقيق فـي اغتيال الـحـريـري. وبعدما كــان من مقوّمات الكيان اللبناني توسيع رقعة الصداقات مع الــدول العربيّة والغربيّة ســواء بـسـواء، قامت الحكمة الـجـديـدة عـلـى تنفير الـطـرفـ وتوسيع رقعة الـعـداوات، ما انعكس عزلة للبلد وإضعافًا لقدرته على معالجة كارثته االقتصاديّة. وبعد أن ، بقي السلح غير الشرعي 2000 تحرّر لبنان في مرفوعًا، وبعد ست سنوات خطف الحزب جنديّني إسرائيليّني فجر البلد إلى حرب مدمّرة. وإذ أمكن مُــنــع الــجــيــش عمليًّا 1701 الـــتـــوصّـــل إلــــى الـــقـــرار مـن الـتـوجـّـه إلــى الجنوب ووضـعـت الـعـوائـق أمـام القوّات الدوليّة التي وُصفت بالعمالة إلسرائيل. ، الـــذي ارتـكـز إلـيـه الـقـرار 1559 ّ أمّـــا الــقــرار الــدولــي ، فجُعل حديث خرافة. وشُنّت على السوريّني 1701 حــرب احتلليّة ساهمت فـي أعـمـال قتل وانتهاك وتهجير مـوسّــعـة، مُــتـوّجـة نشاطات تدخّليّة في الـــعـــراق والـيـمـن وســواهــمــا. وبـــمـــوازاة تطييف ال ســابــق لــحــدّتــه، شــاعــت فـــي املـجـتـمـع أفـــكـــار وقـيـم شديدة الرجعيّة حيال املرأة والحرّيّة والتقدّم... والــــيــــوم يـــقـــال إنّـــنـــا عــلــى وشــــك الــــدخــــول في مــوســم هــجــرة مـــضـــادّة إلـــى لـبـنـان وإلــــى تقاليده السياسيّة واألســـس املــازمــة ملعناه والشتغاله. فـرئـيـسـا املــجــلــس والــحــكــومــة أصـــــدرا بــيــانــ غير مألوف يدعو إلى وقف إطلق النار وتطبيق القرار وانتخاب رئيس، وتحدّث مندوب لبنان في 1701 األمـــم املـتّــحـدة بلغة لـم تعد مسموعة منذ أربعة عـقـود. لكن هـذه الـبـدايـات ال تــزال متواضعة جـدًّا قياسًا بحجم الكارثة التي حـلّــت، والـكـارثـة التي قد تحل فيما لو أفضى الجنون اإلسرائيلي إلى احتلل الجنوب أو جزء منه. فنحن اليوم بحاجة إلــى إجـمـاع على إنـهـاء الـحـرب، يـكـون الـحـزب في عداده، وهذا كي يحملنا العالم على محمل الجدّ، فيضغط فعليًّا عـلـى إسـرائـيـل بـمـا يـوقـف قتلها املـعـمّــم ويـؤهّــلـنـا ملـواجـهـة عزلتنا وإعــــادة البناء ومعالجة التهجير والنزوح املتفاقمني. فلبنان ينبغي أن يعاد تأسيسه انطلقًا من تجربته املُــرّة وعِبَرها، ال بناء على رسالة «الدعم لـصـمـودنـا» الـتـي تلقّيناها مــن الـــوزيـــر اإليـــرانـــي الـزائـر، أو على خطبة مرشده التي تحضّنا على مزيد من املقاومة، وال تعدنا عمليًّا إال بجنازات الئــــقــــة. فــــا بـــــد إلعـــــــادة الـــتـــأســـيـــس أن تــقــطــع مـع املاضي، ومع زمن امليليشيات، فتعلن بلدنا بلدًا حياديًّا حيال الصراعات املسلّحة، دولتُه الشرعيّة تقرّر أمره، وجيشها وحده يتولّى التنفيذ. بهذا فقط نخرج من حاالت الحرب االنتحاريّة من غير أن نعيش على حافّة االحتراب األهلي أو في قلبه، وحينذاك يغدو الكلم عن موسم العودة السياسيّة إلى لبنان كلمًا مُقنعًا. OPINION الرأي 12 Issue 16749 - العدد Sunday - 2024/10/6 األحد إيران باتت تدافع عن نفسها حول الحرب وتغيير الخرائط موسما الهجرة من لبنان وإليه! وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com حازم صاغيّة لبنان ينبغي أن يعاد تأسيسه انطالقا من تجربته المُرّة وعِبَرها ال بناء على رسالة «الدعم لصمودنا» اليوم الكرة بملعب طهران فإمَّا مواجهة خطرة أو نزول من الشجرة طارق الحميد التاريخ يكتب دوما درسه وعلينا االنتباه إلى أن هذه المرحلة حادة فهد سليمان الشقيران

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==