issue16748

أمــام حشد يقدر بعشرات الآلاف في طهران، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي 4 فــي أول خطبة جمعة لــه مـنـذ أكـثـر مــن ســنــوات، أنــه «فُــجــع» بمقتل الأمـــن العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، لكنه شدد على أن «التسرع والانفعال لن يقودنا». ووصـــف المـرشـد الإيــرانــي الـــذي ظهر خلال الخطبة وإلى جانبه بندقية قناصة روســــيــــة، مـــن طـــــراز «دراغــــــونــــــوف»، على عادته في مثل هذه المناسبات، نصر الله بـأنـه «أخـــي وعـزيـزي ومبعث افـتـخـاري». وقال: «نحن جميعاً مصابون ومكلومون. إنـــــه لـــفـــقـــدان كــبــيــر أفـــجـــعـــنـــا بـــكـــل مـعـنـى الــكــلــمــة. لــكــن عـــزاءنـــا لا يـعـنـي الاكــتــئــاب والـيـأس والاضــطــراب... بل يبعث الحياة ويـلـهـم الـــــدروس ويـــوقـــد الــعــزائــم ويـضـخ الآمال». وقـــــارن خـامـنـئـي الأوضــــــاع الـحـالـيـة لــــ«جـــبـــهـــة المــــقــــاومــــة»، خـــصـــوصـــ «حــــزب الـــلـــه»، بـــأوضـــاع إيـــــران فـــي بـــدايـــة الــثــورة الــخــمــيــنــيــة، مــــذكــــراً بــســلــســلــة اغـــتـــيـــالات طـــالـــت رئـــيـــس الـــجـــمـــهـــوريـــة مــحــمــد عـلـي رجــــائــــي ورئــــيــــس الــــــــــوزراء مـــحـــمـــد رضـــا بـاهـنـر ورئــيــس الـقـضـاء محمد بهشتي، ،1981 وشـخـصـيـات سـيـاسـيـة أخـــرى فــي وهـو العام نفسه الـذي نجا فيه خامنئي من محاولة اغتيال، بعد تفجير استهدفه خلال إلقائه خطبة الجمعة. وكــــــان لافـــتـــ أن خــامــنــئــي اســتــخــدم نبرة أكثر حـدة في خطبة مطولة باللغة العربية التي قرأها من ورقة بيده، مقارنة بالجزء الأول من خطابه باللغة الفارسية الــــــــــذي اســـــتـــــرســـــل فــــيــــه بـــــالـــــكـــــ م بــشــكــل عــــفــــوي. وركـــــــزت الــخــطــبــة الـــعـــربـــيـــة عـلـى مخاطبة حلفائه وأنصاره من اللبنانيي والفلسطينيي، فــي مـحـاولـة لطمأنتهم بشأن الموقف الإيراني. وعـــلـــى غـــــرار خــطــابــاتــه فـــي الأوقـــــات المـتـأزمـة، وجّـــه خامنئي عــدة رسـائـل إلى الـولايـات المتحدة وإسرائيل، وكذلك دول المــنــطــقــة والــــداخــــل الإيـــــرانـــــي. فـفـيـمـا بــدا رسـالـة ضمنية برغبته فـي تجنب مزيد مـــن الـتـصـعـيـد، أضــــاف المـــرشـــد الإيـــرانـــي: «نحن لا نتوانى في أداء واجبنا، لكن لن يقودنا التسرع والانفعال. ما هو منطقي وصـــحـــيـــح، وفــــقــــ لـــــقـــــرارات الــســيــاســيــن والــعــســكــريــن، سـيـتـم تـنـفـيـذه فـــي الـوقـت المــنــاســب. وفـــي المـسـتـقـبـل، إذا لـــزم الأمـــر، سنقوم بما هو مطلوب». ووصــــــــف خـــامـــنـــئـــي عـــمـــلـــيـــة إطـــــ ق الــــصــــواريــــخ عـــلـــى إســــرائــــيــــل الـــتـــي أطــلــق »، بأنها «أقل 2 عليها اسم «الوعد الصادق عقاب للكيان الصهيوني على جرائمه». وشــدد على أن هـذه الهجمات «الـرائـعـة»، «قانونية وتحظى بالشرعية الكاملة». «طوفان الأقصى» وأشــــار خامنئي فــي خـطـابـه إلـــى اقـتـراب الذكرى الأولـى لعملية «طوفان الأقصى» التي 7 شنتها «حـمـاس» انطلاقاً من قطاع غـزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحرب الإسناد التي أطلقها «حزب الله» في اليوم التالي. وقال إن «الشعب الفلسطيني لـه الحق فـي الوقوف أمـــــام الـــعـــدو الـــــذي احـــتـــل أرضـــــه وبــيــتــه. حتى القواني الدولية تؤيد ذلك. من أين أتى هؤلاء المحتلون؟». وأضـــاف: «لا يحق لأي منظمة دولـيـة أن تــعــتــرض عــلــى الــشــعــب الـفـلـسـطـيـنـي لــوقــوفــه في وجـه النظام الصهيوني الـغـاصـب... دفاع اللبنانيي ينطبق عليه نفس الحكم، فهو دفاع قانوني، ومعقول، ومنطقي، ومشروع. وليس لأحد الحق في انتقادهم أو التساؤل عن سبب تدخلهم فـي هــذا الــدفــاع». وشـــدد على أنــه «لا يـحـق لأي أحـــد انــتــقــاد الـلـبـنـانـيـن لإسـنـادهـم الحرب في غزة». وأكــــــد أن «جـــبـــهـــة المـــقـــاومـــة فــــي المـنـطـقـة لـــن تـــتـــراجـــع»، مــعــتــبــراً أنـــهـــا «أعـــــــادت الــكــيــان سنة إلــى الـــــوراء... وبـــات قلقاً 70 الصهيوني على وجـوده». ودعا إلى «شد حزام الاستقلال من إيران إلى غزة ولبنان وأفغانستان واليمن». وأضاف أن «أساليب العدو تختلف في كل بلد، فقد يلجأ في مكان إلـى الحرب النفسية، وفي مكان آخر إلى الضغط الاقتصادي، أو القنابل الضخمة، أو السلاح، أو حتى الابتسامات». وفـــي جـــزء مـــن خــطــابــه، قـــال خـامـنـئـي إن «هــــنــــاك مــخــطــطــ لــجــعــل الـــكـــيـــان الـصـهـيـونـي بـوابـة لتصدير الطاقة مـن المنطقة إلـى الغرب واســتــيــراد الـبـضـائـع والتقنية مــن الــغــرب إلـى المـنـطـقـة». وأضــــاف أن «كـــل ضــربــة يـنـزلـهـا أي شخص وأي مجموعة بـهـذا الـكـيـان، إنـمـا هي خدمة للمنطقة بأجمعها... لا ريب أن أحلامهم إنــمــا هـــي مـحـض أوهـــــام مـسـتـحـيـلـة، فـالـكـيـان ليس إلا تلك الشجرةَ الخبيثة التي اجتُثت من فوق الأرض». واتـــــهـــــم الــــــولايــــــات المــــتــــحــــدة وعـــــــــدداً مـن حـلـفـائـهـا الــغــربــيــن، بــــ«ضـــخ الأمــــــــوال» لـدعـم إسرائيل. وقـال خامنئي إن «العامل الأساسي لـــلـــحـــروب وانــــعــــدام الأمـــــن والــتــخــلــف فـــي هــذه المنطقة، هو وجود الكيان الصهيوني وحضور الدول التي تدّعي أنها تسعى إلى إحلال الأمن والـــســـ م فـــي المــنــطــقــة». وأضـــــاف أن «المـشـكـلـة الأســاســيــة فـــي المـنـطـقـة هـــي الــتــدخــل الأجـنـبـي فـيـهـا... دول المنطقة قــــادرة عـلـى إحـــ ل الأمــن والسلام». وأبـــــــدى قــلــقــه مــــن انـــتـــقـــال المــــواجــــهــــة مـع إسـرائـيـل إلـــى مـنـاطـق أخــــرى، قــائــً إن «غـرفـة الـــقـــيـــادة واحـــــــدة... إذا نـجـحـت ســيــاســة (فــــرّق تسد) في بلدٍ ما، ينتقل العدو إلى البلد التالي بــمــجــرد أن يـطـمـئـن عــلــى (وضـــعـــه فــــي) الـبـلـد السابق». وقـال المحلل السياسي الإصـ حـي أحمد زيـــد آبــــادي، إن «خـطـبـة خامنئي تـعـد بمثابة خطوة للمساعدة في تهدئة التوتر الإقليمي». وكــتــب عـبـر قـنـاتـه فـــي «تـــلـــغـــرام»: «إذا لـــم تقم إســـرائـــيـــل بــــأي عــمــل تـــدمـــيـــري عــلــى الأراضـــــي الإيرانية، أعتقد أن هذه الخطب يمكن أن تحول مسار العنف المتزايد في الشرق الأوسـط نحو الدبلوماسية». لكنه رأى أن «المشكلة تكمن في أنـــه لا تـوجـد أي مــبــادرة دبـلـومـاسـيـة منصفة على جدول الأعمال المعلن للمجتمع الدولي». غياب قياداتعسكرية وأمنية ورغـم ظهور قيادات من الصف الأول في الدولة في طليعة الحشد الذي اكتظ به مصلى طــهــران فــي الـــهـــواء الـطـلـق، لــم يـظـهـر مــن كبار القادة العسكرييسوى قائد «الحرس الثوري» حسي سلامي، في حي غاب قائد الجيش عبد الرحيم مـوسـوي، وقـائـد الـوحـدة الصاروخية لـ«الحرس» أمير علي حاجي زاده، وقائد غرفة عـمـلـيـات هـيـئـة الأركـــــان غـــ م عـلـي رشــيــد، في مــؤشــر عـلـى حــالــة الاسـتـنـفـار الـعـسـكـري التي تعيشها إيران بانتظار الرد الإسرائيلي. وقــــالــــت صــحــيــفــة «هـــمـــشـــهـــري» الــتــابــعــة لبلدية طهران إن غياب كبار القادة العسكريي ومسؤولي الأجهزة الأمنية عن صلاة الجمعة، يعود في المقام الأول إلى التهديدات المحتملة، مشيرة إلـى أنهم يوجدون في غـرف العمليات لـــضـــمـــان الــــقــــدرة عـــلـــى الـــتـــصـــدي بـــســـرعـــة لأي تهديد أو التعامل معه عند الضرورة. وذكرت أن القادة العسكريي «قد يكونون بحد ذاتهم أهدافاً للجماعات الإرهابية، ولذلك امتنعوا عن الحضور في هـذا الحدث لتجنب تعريضصلاة الجمعة لأي تهديد أمني». ودفـــعـــت الــســلــطــات بـــاتـــجـــاه الــحــشــد في الـــخـــطـــبـــة. فــقــبــلــهــا بــــســــاعــــات، قــــــال الـــرئـــيـــس بزشكيان للتلفزيون الـرسـمـي إنــه «مــن خلال حــضــور الــنــاس نـظـهـر لـلـعـالـم لمـحـة مــن الـقـوة والوحدة والتماسك». يأتي خطاب خامنئي بعد ثلاثة أيام من إطــــ ق «الـــحـــرس الـــثـــوري» الإيـــرانـــي وابــــً من الــصــواريــخ الباليستية عـلـى قــواعــد عسكرية وأمنية إسرائيلية. وقبل الخطبة، استضاف المرشد مجلس عزاء لنصر الله. وقال «الحرس» إن الضربة أقرها المجلس الأعــلــى لـأمـن الـقـومـي الـــذي يـتـرأسـه الرئيس بــزشــكــيــان، وتــصــبــح قــــــرارات المــجــلــس ســاريــة بعد مصادقة المرشد. وأشارت إيران آنذاك إلى أن الــضــربــة «تـتـمـاشـى مـــع الــقــوانــن الــدولــيــة، رداً على انتهاك السيادة الإيـرانـيـة»، واغتيال رئــيــس حــركــة «حـــمـــاس» إســمــاعــيــل هـنـيـة في طهران، واغتيال قادة «حزب الله» وأمينه العام والــقــيــادي فــي «الـــحـــرس» عـبـاس نيلفروشان. ونقلت شبكة «دانشجو » التابعة لـ الباسيج الـطـ بـي عـن علي فـــدوي نـائـب قـائـد «الـحـرس الــثــوري» الـقـول إن إيـــران ستستهدف منشآت الطاقة والـغـاز الإسرائيلية إذا شنت إسرائيل هجوما على الجمهورية الإسلامية. وقــــال فــــدوي «إذا ارتـــكـــب المــحــتــلــون مثل هـــــذا الـــخـــطـــأ فـــإنـــنـــا ســنــســتــهــدف كــــل مـــصـــادر الطاقة والمنشآت وكل المصافي وحقول الغاز». وقـــال المحلل السياسي الإصــ حــي أحـمـد زيد آبـادي إن «خطبة خامنئي تُعد بمثابة خطوة للمساعدة في تهدئة التوتر الإقليمي». وكتب عبر قناته في «تـلـغـرام»: «إذا لم تقم إسرائيل بــــأي عــمــل تــدمــيــري عـلــى الأراضــــــي الإيــرانــيــة، أعـتـقـد أن هــذه الـخـطـب يمكن أن تـحـوّل مسار الـــعـــنـــف المــــتــــزايــــد فــــي الــــشــــرق الأوســــــــط نـحـو الدبلوماسية». لكنه رأى أن «المشكلة تكمن في أنـــه لا تـوجـد أي مــبــادرة دبـلـومـاسـيـة منصفة على جدول الأعمال المعلن للمجتمع الدولي». وقـــــــال الــــنــــاشــــط الـــســـيـــاســـي الإصــــ حــــي مـحـمـد عـلـي أبـطـحـي إن تـصـريـحـات خامنئي «كــانــت مـهـدئـة فــي ظــل الأوضـــــاع المــتــوتــرة في المنطقة والحالة النفسية الداخلية؛ حيث يشعر الناس بالقلق من الحرب». ونــــــــــــوّه أبـــــطـــــحـــــي، مــــســــتــــشــــار الــــرئــــيــــس الإصــــ حــــي مــحــمــد خـــاتـــمـــي، بـــــأن «إســـرائـــيـــل تــشــعــر بــالــقــلــق مـــن هــــذه المــــواقــــف، ولـــيـــس من المواقف المتطرفة والمتشددة». بـــدورهـــا، قــالــت وكـــالـــة «فـــــارس» الـتـابـعـة لـ«الحرس الـثـوري» إن «ارتـقـاء مستوى الـردع وجـــديـــة الـــــرد المـــتـــبـــادل لإيـــــــران، تـــجـــاه الــنــظــام الصهيوني وحلفائه، تظهر في هـذه الخطوة الاستراتيجية للمرشد الإيراني، وتوجه رسالة واضحة إلى الأصدقاء والأعداء». وأضافت أن «حضور المرشد يوجه رسالة خاصة إلـى محور المقاومة وخصوصاً (حزب الله) بأن يشعروا بوجود إيران إلى جانبهم... وسـيـقـدم رداً تـاريـخـيـ عـلـى مـبـالـغـات الـنـظـام الصهيوني بأنه لا يمتلك أي فرصة أمام إيران ويعتبر تهديداً فارغاً». 5 حربمتعددةالخرائط NEWS Issue 16748 - العدد Saturday - 2024/10/5 السبت خامنئي دعا إلى «شد حزام» من إيران إلى غزة ولبنان وأفغانستان واليمن ASHARQ AL-AWSAT خطب الجمعة ببندقية أمام حشد كبير في طهران غاب عنه كبار القادة العسكريين خامنئي: فقدان نصراللهأفجعنا... ولن يقودنا التسرع والانفعال خامنئيخلالخطبته في مصلىطهران أمس(موقع المرشد الإيراني) لندن - طهران: «الشرق الأوسط» حوار أميركي ــ إسرائيلي: تخفيضالضرباتعلى إيران مقابل تصعيد في لبنان فــــــي ظــــــل الـــــتـــــهـــــديـــــدات المــــتــــبــــادلــــة الـــتـــي تــســمــع فـــي كـــل مـــن طـــهـــران وتــــل أبـــيـــب، حيث يــهــدد المـــســـؤولـــون الإســرائــيــلــيــون بـــالـــرد على الــــصــــواريــــخ بـــضـــربـــات اســـتـــراتـــيـــجـــيـــة مـــؤلمـــة، ويهدد الإيرانيون بالرد على الرد بقصف بنى تحتية استراتيجية، تواصل الولايات المتحدة حـــوارهـــا المــحــمــوم مـــع مـكـتـب رئــيــس الــــــوزراء، بنيامي نتنياهو، ومع قيادة الجيش، بغرض منع التدهور أكثر. وتـــؤكـــد مـــصـــادر مـطـلـعـة أن الـتـفـاهـمـات الآخذة في التبلور بينهما تقود إلى «صفقة»، بموجبها تخفض إسرائيل من حدة ضرباتها لــــطــــهــــران، وتـــســـكـــت واشـــنـــطـــن عـــلـــى تـصـعـيـد ضرباتها في لبنان. وقالت هذه المصادر إن الإدارة الأميركية الـتـي كـانـت قــد تفاهمت مــع إسـرائـيـل عـلـى أن تقتصر حـربـهـا فــي لـبـنـان عـلـى ضـــرب «حــزب الـــلـــه» فـــي مــواقــعــه فـــي الــجــنــوب وفــــي الــبــقــاع، والــــهــــرمــــل، والـــضـــاحـــيـــة الــجــنــوبــيــة لـــبـــيـــروت، والامــتــنــاع عــن المــســاس بـلـبـنـان والـلـبـنـانـيـن، ورفـضـت احــتــ لاً للجنوب، تسكت حالياً عن تـوسـيـع نــطــاق الـــحـــرب، فـقـد قـصـفـت إسـرائـيـل العديد من المواقع في لبنان. ونــقــلــت صــحــف بــريــطــانــيــة عـــن مــصــادر لبنانية أن إسرائيل تشن، منذ الثلاثاء، في كل يوم، ألف غارة على تلك المواقع مجتمعة. وهذا يضاهي ضعفي الـغـارات التي نفذتها القوات .2017 الأميركية في العراق سنة وأكـــدت المـصـادر أن الانـتـقـادات الخجولة الــتــي يطلقها الـرئـيـس جــو بــايــدن وغــيــره من المسؤولي الأميركيي للممارسات الإسرائيلية تفهم في تل أبيب على أنها موافقة صامتة غير مـبـاشـرة وتـفـاهـمـات وانــســجــام مــع واشـنـطـن. وعـنـوان هــذه التفاهمات هــو: «تخفيض حدة الــهــجــوم الانــتــقــامــي الإســرائــيــلــي عــلــى إيــــران، مقابل رفع سقف الضربات على لبنان». ولكنها أكدت في الوقت نفسه أن واشنطن تـــحـــاول مــنــع نــتــنــيــاهــو مـــن جـــرهـــا إلــــى حــرب إقليمية في الشرق الأوسط، ينسف إنجازاتها فــي الـــحـــوار مــع إيـــــران. فـهـي تـحـقـق تـقـدمـ في المفاوضات باتجاه التوصل إلـى اتفاق نووي جديد مقابل رفع العقوبات. وترى أن نتنياهو 2010 يـحـاول تحقيق حلمه القديم، منذ سنة لجرها إلـى حـرب ضـد الـنـووي الإيــرانــي، لذلك تمارس الضغوط لنزع فتيل الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، والابتعاد عن خطرها. ومــــــع ذلـــــــك، فــــــإن نـــتـــنـــيـــاهـــو لا يـــكـــف عـن مــحــاولاتــه، ويــهــدد بـضـرب مـنـشـآت نــوويــة أو مرافق نفطية ومشاريع الطاقة، ويتعامل مع المساندة الأميركية والغربية على أنها «واجب» و«خـــدمـــة لمــصــالــحــهــا، الـــتـــي تــتــولــى إســرائــيــل المسؤولية عنها». ويشكو الأميركيون مـن أن «نتنياهو يماطل لإطالة الحرب حتى ما بعد الانـــتـــخـــابـــات الأمـــيـــركـــيـــة؛ لأنــــه يـــريـــد لـلـمـرشـح الجمهوري دونالد ترمب أن يكسب». ويعدّون ذلك نكراناً للجميل. وكان يفترض أن يتكلم الرئيس بايدن مع نتنياهو قبل عدة أيام؛ «بهدف تنسيق طبيعة الهجوم الذي تهدد إسرائيل بشنه على إيران، رداً عـلـى الــهــجــوم الـــصـــاروخـــي الإيـــرانـــي على إسرائيل، مساء الثلاثاء المـاضـي»، لكن بايدن يــمــاطــل «لأنــــه بـبـسـاطـة لـــم يــعــد يـطـيـق سـمـاع »12 اسم نتنياهو»، كما يقول مراسل «القناة الـ للتلفزيون الإسرائيلي. ويضيف: «جهاز الأمن الإسرائيلي يواصل استعداداته لسيناريوهات عديدة لمهاجمة إيــران بالتنسيق مع الولايات المـــتـــحـــدة، وأن طـبـيـعـة هــجــوم كــهــذا وتـوقـيـتـه ســـــيـــــتـــــقـــــرران لاحـــــــقـــــــ ، وفـــــيـــــمـــــا ســـــــــ ح الــــجــــو الإسرائيلي في حالة جهوزية مرتفعة. يخشى بايدن من خديعة نتنياهو، وينوي التكلم معه لكنه يريد أن يكون الكلام مفيداً، لذلك يجعل الحوار بينه وبي مبعوثيه. وقــــال مــســؤولــون إســرائــيــلــيــون، شــاركــوا في مـــداولات عقدها نتنياهو مع قيادة جهاز الأمن، أمس، إنه «يتوقع رداً شديداً ومنسقاً مع الولايات المتحدة، خلال أيام». يذكر أن بايدن كان قد صرح للصحافيي، أمـــس، بــأن «أمـيـركـا تساعد إسـرائـيـل بالفعل. وسوف نحمي إسرائيل»، مضيفاً أنه «لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به، الكثير مما ينبغي فعله»، وأنه «لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب شاملة. أعتقد أننا قادرون على تجنبها»، وفقاً لوكالة «رويترز». وأضاف بايدن رداً على سؤال حول ما إذا سيسمح لإسرائيل بمهاجمة إيـران، أنه «نحن لا نسمح لإسرائيل بمهاجمة إيران، نحن نمنحها الاستشارة». ويطالب وزراء في الكابينيت السياسي - الأمني الإسرائيلي بأن يكون هجوم إسرائيل فــي إيــــران شـــديـــداً، وأن «الــــرد يـجـب أن يجبي ثمناً من نظام آيات الله». وتسعى إسرائيل إلى مـمـارسـة ضـغـوط عـلـى دول غـربـيـة، بمشاركة الـولايـات المتحدة، بهدف فـرض عقوبات على إيــــران، مستغلة الـهـجـوم الـصـاروخـي مـن أجل تشديد موقف الدول الغربية ضد إيران. تظهر صورة جوية قاعدة «نيفاتيم» الجوية بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الأربعاء (رويترز) تل أبيب: نظير مجلي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky