issue16748

11 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS قالوا ASHARQ AL-AWSAT Issue 16748 - العدد Saturday - 2024/10/5 السبت «حرب لبنان» تظهر تغييراً كبيراً في نظرة أميركا تجاه إيران بـــعـــدمـــا نــجــحــت إســـرائـــيـــل فــــي تـعـزيـز «صـــــورة» ربـــط حـربـهـا الـتـهـجـيـريـة فــي غـزة بـأنـهـا «صـــــراع وجـــــود» مـــع إيـــــران وأذرعـــهـــا الـسـاعـن إلـــى تـدمـيـرهـا، وفّــــرت تـلـك الـحـرب لـإسـرائـيـلـيـن أيــضــا غـــطـــاءً دولـــيـــا واســعــا، ليس لإطالة حرب الإبادة ضد الفلسطينيي فقط، بل الانتقال أيضا إلى حرب إبادة أخرى ضد لبنان. هـــذا الأمــــر طـــرح تـــســـاؤلات عـــن حقيقة المـــوقـــف الأمـــيـــركـــي تـــجـــاه أهـــــداف إســرائــيــل، وعـــمّـــا إذا كـــانـــت حــربــهــا لـتـغـيـيـر «المــشــهــد الإقليمي» ممكنة من دون موافقة أميركية. بيد أن الوقوف على المتغيرات الدراماتيكية الــتــي طــــرأت عــلــى ســيــاســة واشــنــطــن يظهر تغييراً كبيراً فـي مقاربتها ونظرتها تجاه إيران، مع التغييرات التي طرأت على المشهد الدولي منذ اندلاع الحرب الأوكرانية. «فرصة استراتيجية» لأميركا قــــبــــل الــــــدخــــــول فـــــي مـــــا عــــــــدّه الـــبـــعـــض «تجاهلاً» من تل أبيب للمساعي الأميركية لـــــفـــــرض وقـــــــف لإطـــــــــ ق الـــــنـــــار فـــــي حـــربـــهـــا المــــتــــصــــاعــــدة ضـــــد «حـــــــــزب الــــــلــــــه»، روّجـــــــت تحليلات العديد من الصحف الأميركية ولا تزال لـ«خلافات» بي واشنطن وتل أبيب. إلا أن دينيس روس، المبعوث الرئاسي السابق فــي المــفــاوضــات الإسـرائـيـلـيـة الفلسطينية، رأى أن مــــا جـــــرى حـــتـــى الآن «يُــــعــــد فــرصــة استراتيجية لأميركا، ليس لتغيير المنطقة فقط، بل تغيير الوضع في لبنان أيضا بعد اغــتــيــال حــســن نــصــر الــلــه وإضـــعـــاف (حـــزب الـــلـــه)». وخــــ ل نــــدوة فـــي «مـعـهـد واشـنـطـن لدراسات الشرق الأدنى»، حضرتها «الشرق الأوسـط»، يوم الأربعاء، وشاركت فيها دانا سترول، نائبة مساعد وزير الدفاع السابقة لـــشـــؤون الـــشـــرق الأوســـــط فـــي إدارة بــايــدن، وديــفــيــد شـيـنـكـر، مـسـاعـد وزيــــر الـخـارجـيـة الـــســـابـــق لـــشـــؤون الـــشـــرق الأدنــــــى فـــي إدارة تـرمـب، أضـــاف روس: «بـــات بمقدور أميركا اتـخـاذ إجــــراءات رادعـــة مـبـاشـرة، ليس ضد إيـــران فقط، بـل المشاركة قبل ذلـك فـي ضرب أذرعها مباشرة وملاحقتهم». وبــحــســب روس، فـــإنـــه بــعــدمــا تـمـكّـنـت إســــرائــــيــــل مـــــن ضــــــرب و«تــــحــــيــــيــــد» الــخــطــر الــذي يمثله «حــزب الـلـه» و«حــمــاس»، يمكن لواشنطن الآن «ضـرب وملاحقة الحوثيي، كــإشــارة إلـــى أنـنـا قــــادرون عـلـى تـعـريـض ما نعتقده نحن مصالح مهمة لها، وخصوصا بـرنـامـجـهـا الـــنـــووي، ولــيــس المــصــالــح الـتـي تعتقد إيران أنها مهمة بالنسبة لها فقط». تغيير مسار المنطقة مــن جـهـتـهـا، قــالــت ســـتـــرول، إن إرســـال الأصــــول الـعـسـكـريـة الأمـيـركـيـة، مـنـذ انـــدلاع الحرب قبل نحو سنة، وخصوصا في الفترة الأخــيــرة «لا يُـعـبّـر عـن تصميم إدارة بايدن على مواجهة التهديدات الإقليمية، والدفاع عن إسرائيل، ومنع توسّع الحرب فقط، بل تغيير المسار في المنطقة أيضا». وأضافت: أكــتــوبــر 7 «كــــل الأحـــــــداث الـــتـــي وقـــعـــت مــنــذ (تشرين الأول) حتى الآن، بما فيها تصفية قـوة (حـمـاس) وضــرب (حــزب الـلـه) وتوجيه ضـربـات لإيـــران، لـم يكن بـالـضـرورة مخطط لها. لكن اليوم، بعد كل الـذي جـرى، ينبغي أن نــســتــغــل مــــا حـــصـــل لــنــمــضــي فــــي مــســار مختلف، بما يعيد الاسـتـقـرار والـسـ م إلى المنطقة، وإعادة مسار العلاقات الإسرائيلية 7 الــعــربــيــة إلــــى مــســارهــا الــــذي انــقــطــع بــعــد أكتوبر». مـــن نــاحــيــتــه، قــــال شــيــنــكــر: «ثـــمـــة فهم خــاطــئ لـتـفـسـيـر مـــا تـعـنـيـه المــطــالــبــة بـوقـف إطــ ق الـنـار، ســواء في غـزة أو لبنان، وذلك لأن الأهداف التي وضعت لا يمكن تحقيقها من دون تغيير الديناميات السابقة». وأردف أنه بمعزل عن الإدارة الجديدة التي ستأتي بــعــد الانــتــخــابــات الأمــيــركــيــة، وســـــواء أكـــان الفائز فيها كامالا هاريس أم دونالد ترمب، لا شـــك أنــــه «ســـيـــكـــون مـــن الــصــعــب الـــعـــودة إلــــى الــســيــاســات الأمــيــركــيــة الــســابــقــة تـجـاه إيـــران وأذرعـهـا وبرنامجها الــنــووي». وأكـد أن أميركا «ستلعب دوراً رئيسيا في إعـادة تشكيل وتـرتـيـب الأوضــــاع بـعـد حـــرب غــزة، الــتــي ستنتهي عــاجــً أم آجــــ ً، وكــذلــك في لبنان». وهكذا، أمام هذه «الرؤية» التي تعكس حقيقة الموقف الأميركي للصراع الجاري، إن إصرار البعض على اعتباره إذعانا وارتباكا أميركيا أمـام رغبات إسرائيل، قد يكون من الـــضـــروري قـــــراءة «الـــتـــحـــولات» الــتــي طـــرأت على مـوقـف إدارة الـرئـيـس جـو بــايــدن، منذ اندلاع الحرب. تقديرات مختلفة للحرب في لبنان كــانــت هــنــاك تــقــديــرات مـخـتـلـفـة داخـــل إدارة بــــايــــدن عــــن طــبــيــعــة الأخـــــطـــــار الــتــي يـمـكـن أن تـواجـهـهـا «الـعـمـلـيـة» الـعـسـكـريـة الـتـي أطلقتها إسـرائـيـل ضــد «حـــزب الـلـه»، وعـــــن قــــدراتــــه الــعــســكــريــة الــحــقــيــقــيــة الــتــي جـــــرى تــضــخــيــمــهــا. ولــــكــــن، بــــــدلاً مــــن تــبــنّ صحة تلك الـتـقـديـرات، انتهى الأمــر بتبنّي الـعـديـد مـن المـسـؤولـن الأمـيـركـيـن النجاح الـــذي حقّقته إسـرائـيـل فــي سعيها - بزخم مذهل - إلـى إضعاف «حـزب الـلـه». وهـو ما بدا أنه يتناسب مع نمط إدارة بايدن، التي لطالما تدرّجت في التعبير عن مواقفها من الأحداث السياسية الخارجية. إذ بـــعـــدمـــا تـــحـــثّ إســـرائـــيـــل عـــلـــى لـجـم اندفاعاتها، كانت لا تلبث أن تتراجع لاحقا. وبــعــدمــا أوضــــح بـــايـــدن رغـبـتـه فـــي «الــوقــف الــــفــــوري» لـلـقـتـال فـــي لــبــنــان، وتــحــفّــظــه عن التوغّل الـبـرّي، ظهر انقسام بي المسؤولي الأمـــيـــركـــيـــن حـــــول «الـــحـــكـــمـــة» مــــن الـحـمـلـة الإســـرائـــيـــلـــيـــة ضـــــد «حـــــــزب الـــــلـــــه»، خـــاصـــة 27 مـنـذ مقتل زعـيـمـه حـسـن نـصـر الــلــه، فــي سـبـتـمـبـر (أيــــلــــول) المـــاضـــي. فــفــي حـــن ركّـــز البعض كثيراً على المخاطر، قال آخـرون إنه إذا أمكن توجيه ضربة قوية للحزب من دون إثـارة صراع إقليمي أوسع يجذب إيـران فإن ذلك قد يُعدّ نجاحا. والــــيــــوم، يـــذهـــب كـــثـــيـــرون إلــــى الــقــول إن وجهة النظر الأخـيـرة هـي التي تغلبت فــــي الـــنـــهـــايـــة، وعــــبّــــرت عــنــهــا تــصــريــحــات وزيــــر الــخــارجــيــة أنــتــونــي بـلـيـنـكـن، «غـيـر المــعــهــودة» مــن كبير الـدبـلـومـاسـيـن، حي تكلّم عن «العدالة» التي نفّذت بحق نصر الله. الضغط العسكري يدعم الدبلوماسية يوم الاثني الماضي، قال ماثيو ميللر، الناطق باسم الخارجية للصحافيي: «نحن بــالــطــبــع نـــواصـــل دعــــم وقــــف إطـــــ ق الـــنـــار، ولـكـن فـي الـوقـت نفسه، هـنـاك أمـــران آخــران صحيحان أيـضـا: الضغط العسكري يمكن فـي بعض الأحـيـان أن يمكّن الدبلوماسية. وطبعا، قد يؤدي أيضا إلى سوء التقدير... يمكن أن يـــؤدي إلــى عـواقـب غير مقصودة، ونـحـن نـتـحـادث مـع إسـرائـيـل حــول كـل هذه العوامل الآن». وحــــقــــا، حـــتـــى الاتـــــفـــــاق الــــــذي قـــيـــل إنـــه حصل بي أميركا وفرنسا وإسرائيل ودول عدة توصّلاً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أسـابـيـع، بـــدا أن واشـنـطـن قد 3 لـبـنـان، لمـــدة تخلت عنه. هـــذا مــا بـــدا بـعـدمـا رأى مـسـؤولـون في إدارة بـــايـــدن أن إســـرائـــيـــل تـــحـــاول تـوجـيـه ضــربــة حـاسـمـة لــــ«حـــزب الـــلـــه» عـبـر اغـتـيـال زعيمه، بعد الضربات الساحقة التي نفّذتها على امــتــداد الأشـهـر المـاضـيـة، وتــوجّــت بما سُمي بهجوم «البيجر»، وبتصفية العديد من قياداته العليا والوسطى. ورغم اتهام بنيامي نتنياهو بأنه هو الــذي عـاد عـن الاتـفـاق الــذي وافــق عليه، فإن «الصمت» الأميركي الــذي تـ اغتيال نصر الله، كاد يؤدي إلى تأجيل حتى إلغاء زيارة وزيـــر الخارجية الفرنسي إلــى لـبـنـان، التي أصرّ قصر الإليزيه عليها في نهاية المطاف، تـعـبـيـراً عـــن «غـــضـــب» فــرنــســا، الــــذي قابلته إسرائيل بقصف هدف في العاصمة بيروت، للمرة الأولى يوم الأحد الماضي. الحسم في تفكيك بنية «حزبالله» بعدها، يوم الاثني، في إشارة واضحة لحسم الــتــردد ودعـــم العملية الإسـرائـيـلـيـة، قـال «البنتاغون» إن وزيــر الـدفـاع الأميركي لــويــد أوســــن اتــفــق مـــع نـظـيـره الإسـرائـيـلـي يـــوآف غـالانـت «عـلـى ضـــرورة تفكيك البنية الــتــحــتــيــة الـــهـــجـــومـــيـــة عـــلـــى طـــــول الـــحـــدود الـشـمـالـيـة لإســـرائـــيـــل، لـضـمـان عـجـز (حـــزب الـــلـــه) عـــن شـــنّ هـجـمـات عـلـى غــــرار هجمات أكـــتـــوبـــر عـــلـــى المــجــتــمـــعــات الإســرائـــيــلــيـــة 7 فــي تـلـك المـنـطـقـة». وأردف «الـبـنـتـاغـون» أن أوست «راجع التطورات الأمنية والعمليات الإســـرائـــيـــلـــيـــة» مــــع غـــــالانـــــت، وأكــــــد مـــجـــدداً «دعـــم الـــولايـــات المـتـحـدة لـحـقّ إســرائــيــل في الــدفــاع عـن نفسها ضـد إيـــران و(حـــزب الله) و(حماس) والحوثيي وغيرها من المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران». ورغــــــــــم تــــأكــــيــــد أوســــــــــن عــــلــــى أهـــمـــيـــة «الــتــحــول فـــي نـهـايـة المـــطـــاف مـــن العمليات العسكرية إلــى المـسـار الدبلوماسي لتوفير الأمن والاستقرار في أقرب وقت ممكن»، فإنه أوضح أن واشنطن في وضع جيد للدفاع عن أفــرادهــا وشركائها وحلفائها فـي مواجهة تــــهــــديــــدات إيـــــــــران والمــــنــــظــــمــــات الإرهــــابــــيــــة المـدعـومـة منها، وأنـهـا عـازمـة على منع أي جهة فاعلة من استغلال التوترات أو توسيع الـصـراع. كذلك ناقش أوســن مع غالانت ما سمّاه «العواقب الوخيمة» التي ستتحمّلها إيــران في حـال اخـتـارت شـنّ هجوم عسكري مباشر ضد إسرائيل. ومـقـابـل تـركـيـز إدارة بــايــدن كـثـيـراً من مساعيها منذ مـا يـقـرب مـن سنة على منع الـــتـــصـــعـــيـــد بــــن إســــرائــــيــــل و«حــــــــزب الــــلــــه»، أعـــــجـــــب بــــعــــض المـــــســـــؤولـــــن بـــــالإنـــــجـــــازات الإســـرائـــيـــلـــيـــة. ومــــع شــلــل الـــحـــزب وتـــراجـــع قـــدراتـــه «الإقـلـيـمـيـة»، بـــات هــــؤلاء يعتقدون أن الوضع بات الآن مختلفا تماما، مشيرين إلى أن إسرائيل في أقوى موقف لها منذ بدأ أكتوبر 8 الجانبان تـبـادل إطــ ق الـنـار منذ بعد فتح «جبهة الإسناد» لغزة. ولـــكـــن، مـــع ذلــــك، قــــال مـــســـؤولـــون كـبـار إنــهــم كــانــوا يـنـصـحـون إســرائــيــل بــــأّ تشنّ غــزواً بـرّيـا للبنان، ويـحـذرون مـن أن خطوة كهذه يمكن أن تأتي بنتائج عكسية، تتمثّل ببناء الـدعـم السياسي لــ«حـزب الـلـه» داخـل لبنان وإطــ ق العنان لعواقب غير متوقعة على المدنيي والتدخل الإيراني. لا كلام عن وقف التصعيد مــــــــن جـــــهـــــة ثــــــانــــــيــــــة، مــــــــع الــــهــــجــــمــــات الـــصـــاروخـــيـــة الإيـــرانـــيـــة «المـــحـــســـوبـــة» ضد إســــرائــــيــــل، رداً عـــلـــى قـــتـــل إســـمـــاعـــيـــل هـنـيـة وحسن نصر الله، بدا لافتا أن الرئيس بايدن لم يتكلّم - للمرة الأولى - عن ضرورة «وقف الـتـصـعـيـد» و«ضــبــط الــنــفــس». بــل الـعـكـس، أكّـــد أن واشنطن «تـدعـم بالكامل» إسرائيل بعد الهجوم الذي جرى صدّه بدعم أميركي و«أثـــبـــت انـــعـــدام فـاعـلـيـتـه»، وأن المـنـاقـشـات مستمرة مع إسرائيل بشأن الردّ، مضيفا أن «العواقب على إيران لم تُحدد بعد». موقف بايدن لم يكن وحـيـداً، إذ اندفع المشرّعون الأميركيون من الحزبي مؤيدين مــواقــف أكــثــر حــزمــا مــن إيـــــران، وداعــــن إلـى تبني سلسلة من التدابير المحددة والمصمّمة لـشـلّ الــقــوى العسكرية لـطـهـران ووكـ ئـهـا، وإلــــى تـمـريـر تـمـويـل إضــافــي لإســرائــيــل في أعقاب هجوم إيران. وبـــالـــفـــعـــل، يـــــرى كـــثـــرة مــــن المـــســـؤولـــن الأمـيـركـيـن الــيــوم، أن إدارة بــايــدن تحوّلت من محاولة منع اتساع حرب غزة إلى إدارة «الحرب الشاملة»، في ظل رؤية غدت موحّدة مع إسرائيل تجاه الأهداف المأمول تنفيذها. وتـــســـاءلـــت صـحـيـفـة «الـــنـــيـــويـــورك تــايــمــز» عن المــدى الــذي يمكن أن تبلغه الـحـرب، وما إذا كانت الــولايــات المتحدة ستنخرط فيها بشكل مباشر، في ظل مخاوف من احتمال أن ترد إسرائيل علىصواريخ إيران باستهداف منشآتها الـنـوويـة، مـا قـد يــؤدي إلـى خـروج الحرب عن السيطرة. لكن بايدن عـاد وأوضـــح، يـوم الأربعاء، أنه لا يدعم أي استهداف إسرائيلي للبرنامج النووي الإيراني، فاتحا المجال أمام تكهنات عن بدء مفاوضات للتوصل إلى تسوية بي الــطــرفــن. وهــــذا، بــالــتــوازي مــع تـقـديـم مزيد من المساعدات لإسرائيل لإنهاء الحرب ضد «حــــمــــاس» فـــي غــــــزة، والـــتـــصـــدّي لـلـهـجـمـات التي تنفذها جماعة الحوثي في اليمن ضد إسرائيل والملاحة في البحر الأحمر والمضائق الدولية القريبة، ودعـم غزوها البرّي للبنان «لتفكيك البنية التحتية» لـ«حزب الله». القصفوأعمدة الدخان فيجنوب لبنان (رويترز) منذ اندلاع «حرب مساندة» غزة التي أطلقها «حزب الله» قبل نحو سنة، كانت المـؤشـرات كلها توحي بـأن حـرب الإبـــادة التي أكتوبر (تشرين الأول)»، 7 شنّتها إسرائيل رداً على «هـجـوم سـتـنـتـقـل عـــاجـــاً أو آجـــــاً إلــــى لــبــنــان، فـــي ظـــل إعـــــان رئـيـس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يخوض «حرباً ستكون طويلة لتغيير خريطة الشرق الأوســـط». ومـع ذلـك، كانت معظم التحليلت تتكلّم عن «مأزق» إسرائيل «المأزومة»، وعن خلفاتها فـي الـداخـل ومــع الــخــارج، ولا سيما الــولايــات المـتـحـدة، مـا سمح للبعض بالترويج أن أهداف هذه الحرب لم تتحقق، وقد لا تتحقق، ســواء في غـزة والأراضـــي الفلسطينية، أو في لبنان. لكن على أرض الواقع، كان من الواضح أن ما حقّقته إسرائيل حتى الآن من حربها على غزة يتجاوز كثيراً الردّ على «هجوم أكتوبر». إدارة بايدن لم تختلف مع إسرائيل بل تدرّجت في دعم حروبها واشنطن: إيلي يوسف تساؤلات مع تغيير أميركا نبرتها واستراتيجيتها وســـط تـحـذيـرات مــن أن يـكـون لـبـنـان هــو ساحة > «الـحـرب الشاملة» بـن إسـرائـيـل وإيــــران، أشـــار مسؤول أمـــيـــركـــي كــبــيــر إلـــــى المـــــشـــــاورات الـــواســـعـــة الـــنـــطـــاق مـع إسرائيل، بما في ذلك مع مكتب بنيامي نتنياهو لصوغ الاستجابة المناسبة، من دون أن يشير إلى «الخلافات» القديمة بي الرئيس جو بايدن ونتنياهو على طريقة تعامل إسرائيل مع حرب غزة، وانتقال المعركة إلى لبنان. وأضـاف المسؤول: «لكن بعد دخول إيـران المعركة بشكل مباشر، التي تشكل (تهديداً مـدمـراً) لإسرائيل، تغيّرت نبرة أميركا واستراتيجيتها». أمـــــا «الــــنــــيــــويــــورك تـــايـــمـــز» فــنــقــلــت عــــن جـــونـــاثـــان بانيكوف، مدير «مبادرة سكوكروفت للأمن في الشرق الأوسـط بالمجلس الأطلسي»، قوله إن «الحرب الشاملة حـتـى الــحــرب الأكــثــر مــحــدوديــة، يمكن أن تـكـون مـدمّـرة للبنان وإسـرائـيـل والمـنـطـقـة. ولـكـن مـن خلالها ستأتي فــــرص غــيــر مـتـوقـعـة أيــضــا لـتـقـويـض الــنــفــوذ الإيـــرانـــي الخبيث فـي المنطقة، مـن خــ ل عرقلة جـهـودهـا لإعــادة تشكيل (حــــزب الـــلـــه)، مــثــ ً. وبــالــتــالــي، ينبغي لــــإدارة الجديدة أن تكون جاهزة للاستفادة من هذه الفرص». لكن مع المفاجأة التي تعرّضت لها إسرائيل أخيراً خلال «توغّلاتها» البرّية، وسقوط العديد من جنودها بــن قـتـيـل وجــريــح مــن قـبـل مـقـاتـلـي (حــــزب الـــلـــه)، طـرح الـعـديـد مــن الـــتـــســـاؤلات... منها عـمّـا إذا كـانـت ستعيد النظر بخططها العسكرية وبحساباتها فيما يتعلق بكيفية إقـامـتـهـا «المـنـطـقـة الــعــازلــة» فــي جــنــوب لـبـنـان، ؟ وأيـــضـــا، هـــل سـتـكـثّـف قصفها 1701 تـطـبـيـقـا لــلــقــرار الـوحـشـي والــتــدمــيــري، بـمـا يـــؤدي بتلك الــتــوغّــ ت إلـى احتلال جديد، أو تحويل المنطقة إلى «أرض محروقة»؟ وهل سيكون متاحا مرة أخرى أمام الحزب واللبنانيي عموما، إعـــادة تنظيم «مـقـاومـة» مـا، على قـاعـدة توافق سـيـاسـي يـنـهـي سـلـطـة «حــــزب الــلــه» لمصلحة الـــدولـــة... أم أن المـقـوّمـات مستعصية فـي ظـل الانـهـيـار السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه لبنان؟ «أدين بشدة مجدّداً الهجمات الصاروخية الـــضـــخـــمـــة الـــــتـــــي شـــنـــتـــهـــا إيــــــــــران أمـــــــس عــلــى إســــــرائــــــيــــــل... لـــقـــد حــــــان الـــــوقـــــت لــــوقــــف دورة الــتــصــعــيــد المـــــروّعـــــة هـــــذه الـــتـــي تـــقـــود شــعــوب الـشـرق الأوســـط إلــى الـهـاويـة. يجب أن تتوقف هـذه الـــدورة القاتلة مـن العنف المـتـبـادل... فكل تصعيد غـدا ذريـعـة للتصعيد التالي، وعلينا ألا نغفل أبداً عن الخسائر الهائلة التي يلحقها النزاع بالمدنيي». الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «يــــجــــب الانــــتــــهــــاء مــــن المـــفـــاوضـــات (بــــشــــأن اتـــفـــاقـــيـــة تـــجـــاريـــة بــــن الاتـــحـــاد الأوروبــــي وتكتل مـيـركـوسـور الأميركي الـجـنـوبـي) بــســرعــة... المـنـاقـشـات الفنية متقدمة بشكل جيد والغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تــدعــم الاتـفـاقـيـة سـيـاسـيـا أيـــضـــا... إننا بــحــاجــة إلــــى الــبــراغــمــاتــيــة والمــــرونــــة من جميع الأطراف في الأمتار الأخيرة». المستشار الألماني أولاف شولتس «ســــــيــــــكــــــون مــــــــن غـــيـــر المـــــنـــــاســـــب إلــــــغــــــاء عـــقـــوبـــة الإعـــدام مـع اسـتـمـرار وقـوع جـــرائـــم شــنــيــعــة... إلا أنـنـا نـتـعـهـد بـــأن نــكــون حـذريـن عند اتخاذ قرار الحكم على شخص ما بالإعدام». وزير العدل الياباني الجديد هيديكي ماكيهارا «بـكـل صـــدق، الانــتــقــادات الموجهة إلـــيـــنـــا بــســبــب مـــــبـــــاراة الــــيــــوم مـنـصـفـة وصحيحة وعلينا أن نتقبّلها. لم نلعب بشكل جـيـد فــي هـــذه المـــبـــاراة... لحسن الحظ في الفترة الأخيرة لم يحدث لنا هذا كثيراً، ولكن منافسنا (فريق نادي لـيـل الـفـرنـسـي) لـعـب بشكل أفـضـل منا واستحق الفوز...». كارلو أنشيلوتي، المدرب الإيطالي لفريق الكرة بنادي ريال مدريد الإسباني تقديرات مختلفة داخل إدارة بايدن عنطبيعة الأخطار التي يمكن أن تواجهها «العملية» العسكرية الإسرائيلة ضد «حزبالله»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky