issue16747

لا تتوقف لوحات الفنان المعذب فنسنت فـــــان غـــــوخ عــــن مـــفـــاجـــأتـــنـــا، رغـــــم انــتــشــارهــا واستهلاكها تجارياً، لا تزال تحتفظ بحياتها وجــمــالــهــا وشــاعــريــتــهــا وحـــزنـــهـــا. الـدهـشـة دائماً حاضرة عندما نطالع لوحات عبقري الألـــــــوان. قـــد يـــبـــدو أن المـــعـــارض المـخـصـصـة لفان غـوخ قد استنفدت ما بجعبتها، ولكن مع كل معرض جديد تظهر جوانب لم نرها مـــن قــبــل، وتـــبـــوح الــلــوحــات بـــأســـرار جـديـدة لـــــــزوارهـــــــا. اخـــــتـــــار المـــــعـــــرض الــــحــــالــــي الـــــذي يقيمه ناشونال غاليري بلندن عنوان «فان غــــوخ... شـعـراء وعــشــاق» ليعيد قـــراءة فترة مهمة في حياة الفنان الهولندي من فبراير ، وهي 1890 ) إلـى مايو (أيـــار 1888 ) (شـبـاط الفترة التي انتقل فيها لمدينة آرل الفرنسية للعيش هناك وأيضاً الفترة التي قضاها في مصحة «سـانـت ريمي دو بـروفـانـس». أنتج فـــان غـــوخ خـــ ل الــفــتــرة الـقـصـيـرة مجموعة مـــن أروع لـــوحـــاتـــه، ومــنــهــا سـلـسـلـة «زهــــور عــبــاد الـشـمـس» و«لـيـلـة مـرصـعـة بـالـنـجـوم» ومجموعة من المناظر الطبيعية واللوحات البورتريه. الشعراء والعشاق خلال الجولة تصاحبك كلمات فان غوخ الــتــي كتبها فــي خـطـابـات لأخــيــه ثـيـو خـ ل تلك الـفـتـرة، وتصبح الكلمات هـي المصباح الــــــــذي نــــــرى عـــلـــى ضــــوئــــه الـــــلـــــوحـــــات. لمـــــاذا «شعراء وعشاق؟» بحسب البيان الصحافي «اختار فان غوخ أشخاصاً من حوله ليخلق بورتريهات رمزية مثل الشاعر والعاشق». كما انتظمت الصور في مجموعات مرتبطة كل بموضوع، منها اللوحات التي زيـن بها غرفته في البيت الأصفر بآرل التي خلدها في لوحاته الشهيرة مثل «غرفة النوم» ولوحات زهــور «عـبـاد الشمس».يصف بيان المعرض أهمية الفترة التي قضاها الفنان في جنوب فرنسا في أسلوب فان غوخ «على مدى عامين فقط في جنوب فرنسا، أحدث فان غوخ ثورة في أسلوبه من خلال سيمفونية من الألـوان والمـلـمـس الـشـعـري. وقــد استلهم أعـمـالـه من الشعراء والكتاب والفنانين. وننظر إلى هذه الفترة في آرل وسـان ريمي باعتبارها فترة حاسمة في حياته المهنية. فقد أنتجت رغبته في سرد القصصمشهداً من الخيال الشعري والحب الرومانسي على نطاق طموح». من الجمل التي تأخذ بيد الـزائـر فـي جولته ما كتبه فان غوخ في خطاب لأخيه في سبتمبر واصفاً لوحته «مدخل الحديقة 1888 ) (أيلول العامة في آرل»: «هذه الحديقة تتميز بلمحة لـطـيـفـة بـحـيـث يـمـكـنـك تـخـيـل شـــعـــراء عصر الـنـهـضـة مـثـل دانــتــي وبـــتـــرارك وبـوكـاشـيـو، وهـــم يـمـشـون بـــ الــشــجــيــرات عـلـى العشب المزهر». لــــوحــــة مـــــن المـــتـــعـــة 50 عــــبــــر أكــــثــــر مـــــن المـــتـــواصـــلـــة نــتــابــع أفـــكـــار فــــان غـــــوخ، نحس بـضـربـات فـرشـاتـه، ونـــرى الألــــوان الممتزجة على رقعتها، كـل لوحة تبعث الشعور لدى الـــزائـــر بــأنــه يـقـف إلـــى جــانــب الــفــنــان، ولـعـل هــذا مـا يمنح المـعـرض حيويته وجاذبيته. لا يـشـيـخ فـــان غـــوخ أبـــــداً، ولا تـفـقـد لـوحـاتـه سحرها. يستكشف العرض تعامل الفنان مع مـوضـوع الـحـب والـشـعـراء فيصف الحديقة المواجهة للمنزل الأصفر الـذي سكن فيه في آرل بأنها حديقة الشعراء، ونرى الحديقة في )» حيث 1888( لوحة بعنوان «حديقة الشاعر صــور عاشقين يقفان تحت ظــ ل الأشـجـار. وفي كل حديقة كان هناك رمز للعشاق، هنا عاشقان يمسكان بيد بعضهما البعض في لوحة «ليلة مرصعة بالنجوم» أو اثنان في لوحة الحديقة العامة في آرل وغيرها، تمثل الــلــوحــات المــعــروضــة هـــذا الـتـوجـه والتفكير لــدى الـفـنـان وتـوقـه لأحـاسـيـس الـحـب. حتى عــنــدمــا دخــــل المــصــحــة فـــي ســانــت ريــمــي في أصبحت حديقة المستشفى في 1889 مـايـو خيال فان غوخ بمثابة مكان للقاء العشاق، ونـــفـــذ فــــي تـــلـــك الـــفـــتـــرة عــــــدداً مــــن الـــلـــوحـــات الرائعة للحديقة. بعيداً عن الرومانسية مــع أن المــعــرض اخــتــار ثيمة وعـنـوانـ قد يوحي بالشاعرية إلا أن هناك أحاسيس أخــــــرى تـــمـــأ الـــــزائـــــر، ولـــيـــســـت بـــالـــضـــرورة الــشــاعــريــة بـــل هــنــاك أيــضــ الـــحـــزن والـفـقـد وحـــــتـــــى الـــــــخـــــــوف. فــــــي خـــــطـــــاب لـــصـــديـــقـــه الـــرســـام إمــيــل بـــرنـــار فـــي نـوفـمـبـر (تـشـريـن وصـــــف فـــــان غـــــوخ شــجــرة 1889 ) الــــثــــانــــي مقطوعة فــي حـديـقـة المـصـحـة بـسـان ريمي بأنها مثل «الـعـمـ ق الأســـــود... مثل رجل مـكـسـور». فــي هـــذا الــضــوء يمكننا تفسير الألــــــوان الــتــي اسـتـخـدمـهـا لـتـلـويـن الـتـربـة تـحـت أشــجــار الــزيــتــون، لـونـهـا أحــمــر مثل الـــصـــدأ، يـقـول عنها فــي خـطـاب لأخـيـه في «هذا المزيج بين لون الأصفر 1989 نوفمبر المـحـمـر، بــ الــلــون الأخــضــر الـــذي يتخلله اللون الرمادي الحزين، للخطوط السوداء الــــتــــي تــــحــــدد الـــخـــطـــوط الـــعـــريـــضـــة، يـثـيـر قــلــيــً مـــن الـــشـــعـــور بــالــقــلــق الـــــذي يـعـانـيـه بعض رفـاقـي فـي ســوء الـحـظ غـالـبـ ...».مـا يـــهـــم فــــي المــــعــــرض هــــو الــتــنــقــل مــــن رائـــعـــة لأخــرى مـن إبـــداع ذلــك العبقري، ويـبـدو أن ذلـــك مــا فـكـر بــه مـعـدو الــعــرض إذا تختفي التعليقات على البطاقات بجوار كل لوحة، وتـكـتـفـي بـــالأســـاســـي تـــاركـــة لــلــزائــر حـريـة استكشاف ما أبدعته ريشة فان غوخ وهو كثير. تبرز في المعرض المناظر الطبيعية، وتــطــغــى عــلــى تــصــويــر الأشــــخــــاص الــذيــن يتقلص حـضـورهـم لأشـخـاص بـ ملامح، نـــرى أشـخـاصـهـم عـبـر الــخــطــوط الـغـامـقـة، لا يهتم الفنان كثيراً بتفاصيلهم، هم هنا لإعطاء اللوحة معنى. الأشـجـار هنا قصة أخرى، نراها مثمرة ووارفة الظلال، ونراها مكسورة مقطوعة وحيدة، أشجار الزيتون في الغرفة الأخـيـرة تتلوى وكأنها تعاني. يصور الجبال وكأنها سلسلة من الأشكال الـداكـنـة المقلقة أمــا السحب فتتحول عنده لأشـكـال مختلفة بعضها ثقيل الـلـون مثل مـزيـج الـدقـيـق بــالمــاء، وبعضها يسبح في أشكال متلوية. نأتي لللوان وهي باهرة! لم يستخدم فنان الألـوان مثل فان غوخ، يسبغ ضربات الفرشاة المليئة بالألوان على قماش اللوحة، تسبح الـلـوحـة فــي ألــــوان متنوعة تنسجم فــقــط مـــع مـخـيـلـة الـــفـــنـــان، ولا تـنـسـجـم مع الطبيعة، فالسماء عنده خضراء وزرقاء أو حتى بنفسجية، حتى تراب الأرض يتلون، وتبقى الشمس محتفظة بمزيج بديع من الـلـون الأصـفـر ودرجــاتــه. الشمس فـي أكثر مـــن لــوحــة هـنـا دائـــــرة مـــحـــددة بــلــون أغـمـق تسبح في بحر من اللون الأصفر، في لوحته عــن أشــجــار الـزيـتـون يطفو قـــرص الشمس فــوق الأشــجــار، وفــي لـوحـة أخـــرى عـن ناثر الـبـذور يطل قــرص الشمس العملاق خلف المـــزارع باللون الأصـفـر الــذي لـم يستخدمه أحــد مثل فــان غــوخ بينما تكتسي السماء حـولـه بــدرجــات مختلفة مـن الـلـون الأصفر المائل للزيتي. يخرج الزائر من المعرض وبه إحساس المنتشي من إبداع لا حدود له وبين مشاعر مختلفة ممزوجة بالحزن تسربت من بين خطوط وألوان كثيفة ونفس الفنان المعذبة. - معرض «فان غوخ... شعراء وعشاق» فـي نـاشـونـال غاليري بلندن يستمر حتى .2025 ) يناير (كانون الثاني 19 يوميات الشرق على مدى عامين فقط فيجنوب فرنسا، أحدث فان غوخ ثورة في أسلوبه من خلالسيمفونية من الألوان والملمسالشعري ASHARQ DAILY 22 Issue 16747 - العدد Friday - 2024/10/4 الجمعة باعتماد من منظمة «داركسكاي الدولية» «منارة العلا» و«محمية الغراميل» أول مواقع «السماء المظلمة» في السعودية والخليج حـصـلـت الـهـيـئـة المـلـكـيـة لمـحـافـظـة العلا على اعتماد موقع «مـنـارة الـعـ » و«محمية الــغــرامــيــل»، بـوصـفـهـمـا أول مـــواقـــع للسماء المـظـلـمـة فــي الـسـعـوديـة والـخـلـيـج، وذلـــك من DarkSky( » مـنـظـمـة «دارك ســـكـــاي الـــدولـــيـــة )؛ إذ تـــعـــد المـــنـــظـــمـــة مـعـنـيـة International بـــمـــكـــافـــحـــة الـــتـــلـــوث الـــضـــوئـــي فــــي المـــنـــاطـــق الحضرية والريفية. ويعكس حصولُ الهيئة الملكية على الاعتماد، الالتزامَ بمستهدفاتها في تطوير السياحة الفلكية ومراقبة النجوم، بــالإضــافــة إلـــى عــلــوم الـفـضـاء والاكـتـشـافـات العلمية. ويُــــعــــد الـــحـــفـــاظ عـــلـــى الـــســـمـــاء المـظـلـمـة جــــــزءاً مــــن أهـــــــداف الــهــيــئــة المــلــكــيــة لمـحـافـظـة الـــعـــ ؛ لــلــحــفــاظ عــلــى كـــنـــوز الـــعـــ الـثـقـافـيـة والطبيعية المتنوعة والاحتفاء بها، وتوفير البيئة المستدامة، مع الحفاظ على مكتسبات اســـتـــكـــشـــاف الـــنـــجـــوم فــــي الـــعـــ الـــتـــي يـمـكـن رؤيــة عديد منها بالعين المـجـردة ومـن خلال الـتـقـنـيـات المـخـتـلـفـة، وكـــذلـــك إرســـــاء معايير مـــســـتـــدامـــة تــضــمــن المـــحـــافـــظـــة عـــلـــى الــحــيــاة الطبيعية، وجمال صفاء سمائها. وجــــــــرى حــــصــــول الاعــــتــــمــــاد بـــعـــد عـــدة جــولات مـن الفريق المختص للمنظمة، الـذي أجــرى تقييمه لمراجعة خطط الهيئة الملكية للالتزام بحماية المشهد الطبيعي والثقافي في العلا، ومدى توفر مواقع السماء المظلمة لــلــقــيــمــة الــعــلــمــيــة والــتــعــلــيــمــيــة والــثــقــافــيــة والطبيعية لتعزيز الوجهة السياحية. وسيعزز الاعتماد بشكل كبير نمو العلا بوصفها موقعاً رئيسياً لجولات استكشاف النجوم والبحوث العلمية، بما يتماشى مع تـطـويـر «مـــنـــارة الـــعـــ »، الـتـي سيتم بناؤها بــالــقــرب مـــن «مـحـمـيـة الـــغـــرامـــيـــل» بـوصـفـهـا وجهة أولى للاكتشافات والسياحة الفلكية، وتطوير موقع «منارة العلا»، بوصفها نقطة مـــحـــوريـــة لـلـتـعـلـيـم والاكـــتـــشـــافـــات والــبــحــث الــعــلــمــي، وإقــــامــــة تـــجـــارب مـبـنـيـة حــــول علم الـفـلـك، والـتـحـكـم فــي الإضـــــاءة لـلـحـفـاظ على مـــســـتـــويـــات الـــــظـــــ م بـــعـــد غـــــــروب الـــشـــمـــس، وســـيـــدعـــم كـــذلـــك حـــصـــول «الـــغـــرامـــيـــل» على اعتمادها كمتنزه ضمن قائمة مواقع السماء 50 المظلمة، مع هدف الهيئة الملكية لتحويل في المائة من العلا إلى مناطق محمية. DarkSky« وتــــــــأســــــــســــــــت مـــــنـــــظـــــمـــــة ، وتهدف إلى حماية 1988 » عام International الـــســـمـــاء لـــيـــً مــــن خـــــ ل الـــتـــوعـــيـــة. وتـشـمـل مواقع السماء المظلمة الأخرى منطقة «غراند كانيون» في أريزونا، وحديقة «جوشوا تري» الوطنية في كاليفورنيا، وحديقة «يوركشاير ديــلــز» الـوطـنـيـة فــي المـمـلـكـة المــتــحــدة، ومــ ذ «أركارولا» البري في أستراليا. الهيئة الملكية لمحافظة العلاحصلتعلى اعتماد موقع «منارة العلا» و«محمية الغراميل» أول مواقع لـ«السماء المظلمة»... (واس) العلا: «الشرق الأوسط» لوحة نفذها الفنان خلال عامين 50 معرض لندني يقدم أكثر من «فان غوخ: شعراء وعشاق»... سيمفونية الألوان والمشاعر «ليلة مرصعة بالنجوم» في معرض«شعراء وعشاق» (غيتي) لندن: عبير مشخص «ناثر البذور» من المعرض(الشرق الأوسط) تفتتح المعرض(الشرق الأوسط) 1888 » «حديقة الشاعر السحبعلىطريقة فان غوخ (الشرق الأوسط)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky