issue16747

Issue 16747 - العدد Friday - 2024/10/4 الجمعة سينما 21 CINEMA محمدرُضا المشهـــد ★★★ جيد ★★ وسط ★ ضعيف ★★★★★ ممتاز ★★★★ جيد جداً شاشة الناقد هبوط نسبة المشاهدين؟ فــــي إحــــصــــاء نـــشـــرتـــه مـجـلـة ‬> «ســـــكـــــريـــــن دايـــــــلـــــــي» الـــبـــريـــطـــانـــيـــة، الأربـــعـــاء مـــن هـــذا الأســـبـــوع، نشرته )BFI( مــؤســســة الـفـيـلـم الــبــريــطــانــي شـخـص، تـبـن أن هبوط 5000 طـــال حجم ارتـيـاد صــالات السينما يعود إلـــــى بـــضـــعـــة أســـــبـــــاب، لا تـــخـــلـــو مـن الأهمية. فـــــي المـــــائـــــة مـــمّـــن 43 نـــســـبـــة ‬>‫ شــمــلــهــم الإحـــــصـــــاء يـــكـــتـــفـــون الـــيـــوم بـــمـــشـــاهـــدة الأفـــــــام عـــلـــى الإنـــتـــرنـــت. بعضهم يؤمّ صالات السينما بمعدل خمس مرات في السنة. في المائة منهم قالوا إنهم 34 ‬>‫ توقفوا عـن ارتـيـاد صـــالات السينما بسبب ارتفاع سعر التذاكر. في 30 وجـدت الإحصائية أن ‬>‫ المـائـة مـن الـنـاس تـوقـفـوا عـن الـتـردد على الـصـالات بسبب تشابه الأفــام المــــعــــروضــــة الـــتـــي هــــي غـــالـــبـــا أكــشــن وكـومـيـكـس. الـبـاحـثـون عـن خـيـارات أخـــــرى لا يــجــدونــهــا إّ فـــي صـــالات مـــســـتـــقـــلـــة مـــتـــخـــصـــصـــة فـــــي الأفـــــــام الـــفـــنـــيـــة، وهـــــــذه بـــــدورهـــــا مــــحــــدودة وأسعار تذاكرها مرتفعة. وجــــــــاء فـــــي جــــانــــب آخــــــر مــن ‬>‫ في المائة من الذين 35 الإحصائية أن ما زالوا يؤمّون السينما يفعلون ذلك على أســاس أنها الاخـتـيـار الأفضل، فـــي المـــائـــة يُــــدركــــون أن الـتـمـيّـز 34 و الـــنـــوعـــي لمـــشـــاهـــدة أفــــــام مــعــيّــنــة لا يمكن إلا للصالة تجسيده. مـا يهمنا نـحـن، هـو كيف أن ‬>‫ عـدم وجـود اختيارات مـوازيـة لأفلم العنف والفانتازيا (ومعظمها رديء أو متوسط)، سينتشر خارج أوروبا التي تشارك بريطانيا المشاكل هذه. وسيلي ذلــك بـدايـة عــزوف المرتادين فــــي عـــواصـــمـــنـــا الـــعـــربـــيـــة بــــدافــــع مـن الاكتفاء بمشاهدة الفيلم نفسه تحت عنوان مختلف في كل مرّة. ★★ BLACK BUTTERFLIES «فراشاتسوداء»: أنيميشن عن ثلاثة مهاجرين في ثلاث دول )2024( إسبانيا عــنــدمــا أقــيــمــت الــــــدورة الأخـــيـــرة من مــهــرجــان «أنـــيـــســـي» لــلــرســوم المـتـحـركـة فــي فـرنـسـا هـــذا الــعــام، لفتت المـشـاركـات الإســـبـــانـــيـــة الــنــظــر لــحــجــم مـــا عــرضــتــه، وتنوّعه. أحـد هـذه الأفــام هو «فراشات ســـوداء» الــذي أنـجـزه ديڤيد بــاوت حول مـــــوضـــــوع الــــهــــجــــرة فـــــي ثـــــــاث قــصــص مـــــتـــــوازيـــــة. تــــقــــع إحــــــداهــــــا فـــــي فـــرنـــســـا، والثانية في دولـة أفريقية غير مُسمّاة، والـــثـــالـــثـــة فــــي دولــــــة الإمـــــــــارات الــعــربــيــة المتحدة. مــا هــو وراء قـصـصـه هـــذه مـحـاولـة لتقديم المتغيّرات البيئية، وهــذا حسب مــــا صــــــرّح بــــه المــــخــــرج حــــن قــــــدّم فـيـلـمـه هـنـاك. لكن هــذا الـهـدف مـمـوّه لحد كـافٍ عبر الـحـديـث عـن ثــاث نـسـاء مهاجرات ومتاعبهن فــي الأمــاكــن الـتـي حــلّــوا بها والـــتـــي تـبـتـعـد عـــمّـــا قـــد يـــكـــون لـــه عـاقـة حـتـمـيـة بـتـغـيـيـر المـــنـــاخ. فـــي حـــن يــقــدّر الناقد عدم قيام المخرج بتوفير معالجة وعـــظـــيـــة، فـــــإن الــتــغــيــيــر المـــنـــاخـــي يـبـقـى حاضراً عن بعد في أغلب الأحيان. يــــوظّــــف المــــخــــرج بـــطـــاتـــه (واحـــــــدة أوروبــــيــــة، والــثــانــيــة أفــريــقــيــة، والـثـالـثـة هندية وهذه تنتقل للعمل في دبي بنظام الكفالة) ليتحدّث عن مشاكلهن الخاصّة ولــيــس الـبـيـئـيـة فــقــط. هـــذا جـيـد لـــولا أن طريقته فــي اسـتـعـراض هـــذه الحكايات المـنـفـصـلـة هـــي الانــتــقــال مـــن واحـــــدة إلـى أخـــرى بقطع مـبـتـورٍ بـن الـفـقـرات. بذلك يبدو الفيلم غير قادر على التعامل فنيا مع متاعب السّرد. الرسوم نفسها مشكلة أخرى، فهي غير متقنة في المشاهد التي تــصــوّر شـخـصـيـات الـفـيـلـم وتـعـابـيـرهـا، وحي تتحدث يميل الفيلم لأقل الحركات وأسهلها وإلى روتي غير خـاّق، لكنها أفضل في المشاهد التي تصوّر الطبيعة وبعض المشاهد الفانتازية. عروض: مهرجان أنيسي. ☆★★ 7A APARTMENT :» 7A «الشقّة إخراج: نتالي أريكا جيمس )2024 - (الولايات المتحدة يعود الفيلم هــذا إلــى أحـــداث مـا قبل فيلم «طفل روزمــــاري» الــذي حققه رومـان عـــن امـــــرأة تـتـزوج 1968 بـولانـسـكـي سـنـة من رجل ينتمي وجيرانه إلى طائفة تعبد الشيطان. تـــضـــع بــطــلــة ذلـــــك الــفــيــلــم مــــولــــوداً لا ينتمي إلـــى الآدمـــيـــن. مـيـا فـــارو لــم تمثّل فيلما داكــــن المــواصـــفـــات، لـكـن بولانسكي تـــمـــرّس أكــثــر مـــن مــــرّة فـــي هــــذا الـــنـــوع من الأفلم. تلعب جوليا غارنر دور الشابّة تيري الذي لعبته حينها فارو، ما يجعل الفيلم خلفية لما سبق. نتعرّف على تيري راقصة بـالـيـه تُـكـسـر قـدمـهـا حينما كــانــت تــؤدي اســـتـــعـــراضـــا مــســرحــيــا فــتــتــحــطــم آمــالــهــا بـــمـــمـــارســـة هـــوايـــتـــهـــا. يـــتـــم رفـــضـــهـــا بـعـد أشهر؛ كونها لم تعد قادرة على استعادة مـهـارتـهـا. يستقبلها زوجــــان ويـعـرضـان عليها الإقــامــة فـي دارهــمــا الـواسـعـة. بعد حــن، ستجد تـيـري نفسها وســط عصبة شـيـطـانـيـة تــرغــب فـــي تــزويــجــهــا لإنــجــاب طفل شيطاني. الباقي معروف لمن شاهد فيلم بولانسكي لأن المخرجة، على براعة مــا تــســرده، لا تستطيع إّ تـوجـيـه الـدفّـة لتلتقي ببدايات الفيلم السابق. مــــــن شـــــاهـــــد ذلــــــــك الــــفــــيــــلــــم ســـيـــعـــرف بالتأكيد ما حصل بعد نحو ثلثة أربـاع الساعة مشدودة الوتيرة إلى حد كافٍ. لكن مـن لـم يشاهد فيلم بـولانـسـكـي، سينجو من هـذا الاستشراف وسيُعدّ الفيلم عملً مستقلً بنفسه. هناك إخراج جيد ومتمهّل من نتالي إريكا جيمس، وقدرة على تطويع التكلفة المـــحـــدودة عـبـر أحـــــداث يـقـع مـعـظـمـهـا في مشاهد داخلية. . + • عروض: منصة باراماونت ★★ SALEM‪’‬S LOT • «باحة سالم» إخراج: غاري داوبرمان )2024 - (الولايات المتحدة اقتباس آخر عن واحدة من أكثر أعمال الــروائــي ستيفن كينغ شـهـرة. تـــدور حول كاتب اسمه بن ميرز (لويس بولمان) يعود إلـى البلدة الصغيرة التي وُلـد فيها بحثا عن الإلـهـام بعدما فشلت روايـاتـه الأخيرة في تحقيق المبيعات (بداية قريبة من بداية عن ذلـك الكاتب الــذي يقصد The Shining العزلة في مكان ناءٍ بحثا عن الإلهام). يـقـصـد مـكـتـبـة الــبــلــدة ويـقـضـي فيها كثيراً من الوقت؛ ما يجعله حديث البلدة. هــنــاك يــتــعــرّف عـلـى ســـــوزان (مــكــنــزي لـي) والاثـنـان يتحابان ويصبحان معا حديث البلدة. الأمـــــور ستتعقد بـعـد اخــتــفــاء صبي ومقتل آخــر. الظنون تحوم حـول الكاتب؛ كون البلدة كانت آمنة إلى أن وصل إليها. وبـيـنـمـا عـلـيـه تــبــرئــة نـفـسـه والــبــحــث عن مَــخــرج آمـــن لــه ولمـــن يـحـب، عـلـى الفيلم أن يصل إلــى تلك المناطق العويصة حيث لا تكفي الحكاية لإحداث الرعب المنشود، بل على المخرج ابتكارها بأسلوب فعّال. يـــكـــاد المـــخـــرج أن يـفـعـل ذلـــــك، وهــنــاك دراية لا بأس بها في هذا الشأن بما في ذلك توفير بـدايـة واعـــدة تستفيد مـن تأسيس الـــشـــخـــصـــيـــات والأمــــــاكــــــن. لــكــنــه لا يـسـبـر المـــوضـــوع عــلــى نــحــو حــثــيــث، بـــل يـصـرف كثيراً من الوقت في التمهيد والإيحاء بما هو قادم. وهذا المنوال يستمر لفترة أطول من المفترض حتى إذا ما وصل الفيلم إلى ذروتـــه خسر الفيلم أنـيـابـه وتــحــوّل سـرداً ميكانيكيا. أفــضــل مــا فــي الـفـيـلـم نفحات نـاجـحـة لـوصـف الأمــاكــن المعتمة وبضعة مشاهد تحيط بالخطر الـــذي تتعرض له الشخصيّتان الرئيسيّتان. عروض: منصات إلكترونية. ) + » (باراماونت 7A جوليا غارنر في «الشقة «فراشاتسوداء» (مهرجان أنيسي) لا يغيب وأفلامه عن الحضور إلى اليوم ألفرد هيتشكوك... سيد التشويق وسينما الألغاز تعرِض منصة «نتفليكس» الأسبوع الحالي فيلمي متميّزين من أفلم المخرج ألـفـرد هيتشكوك الــذي لـم يـــوازِه أحـد بعد في مجال الرّعب والتشويق واللعب على الغموض. ،)1960( » الــفــيــلــمــان هـــمـــا «ســـايـــكـــو )، وهــــمــــا مــــن خــيــرة 1963( » و«الـــــطـــــيـــــور الأخـيـرة 20 أفـــام المــخــرج فــي الـسـنـوات الـــــ )Vertigo( » مـــن حـيـاتـه لـجـانـب «دوخــــــان ) الــــذي كـان Frenzy( » )، و«جــــنــــون 1958( .1972 فيلمه ما قبل الأخير سنة لـم ينل «فـرنـزي» حقّه كـامـاً مـن قِبل نقاد جيل السبعينات رغم أنه نضح بكل العناصر التي جعلت من أفلم هذا المخرج أعمالاً مشهودة ورائعة. لعب على حكاية المتهم الــبــريء والـقـاتـل الـــذي لا يـرتـاب به أحـد إنما بتجديد بـديـع. بعد مــرور نحو سنة عليه، ارتقى الفيلم بي النّقاد (أو 50 هل نقول ارتـقـوا هم إلـيـه؟) وعـــدّوه بـدوره أحد أفضل أفلمه الأخيرة. قيمة فنية سنة 90 الـــواقـــع هـــو أنــــه، بـعـد مــــرور عـلـى أول فيلم نـقـل ألــفــرد هيتشكوك إلـى »Steps 39 The« الاهــتــمــام الــعــالمــي، وهـــو ، لا تـزال القيمة الفنية لأعماله 1935 سنة كـــــافّـــــة تــــتــــحــــدّث عـــــن نـــفـــســـهـــا بـــــوضـــــوح. هــيــتــشــكــوك كـــــان بــالــفــعــل ســـيـــد مــــن أتــقــن التشويق، لكن التشويق نفسه، وإتقانه، ليسا فـعـل ســـري يــدركــه سينمائي واحــد ويمتنع عن آخرين. ما أضافه المخرج هو الوسيلة التي تجعل مـن المُشاهد شريكا فـيـمـا يـــــدور. يـشـعـر بـالـخـطـر ويـتـلـصّـص على شخصيات الأفلم كما لو أنه يراقبها في الحياة العادية. مـا جعل هيتشكوك منفرداً ومميّزاً، هــــو الــكــيــفــيــة الـــخـــالـــصـــة الـــتـــي عـــالـــج بـهـا المخرج ذلـك التشويق ومـا احتوته أفلمه من مـفـادات ومضامي لم يوفّرها آخـرون على نحو عميق ومتواصل خلل سنوات (عندما كان في 1922 عمله الممتدة ما بي سنوات من 4 (قبل 1976 من العمر)، و 23 الـ وفاته). لم تكن تلك القيمة ظاهرة لكثيرين، إلى أن تدخل نقاد فرنسيون اكتشفوا في أفلم هيتشكوك ميزات لا يمكن نكرانها. انـتـبـه إلـــى هـــذه المـــيـــزات فــي الــبــدايــة، عندما 1951 المنظّر أنـدريـه بــازان في عـام بـــدأ يُــعــايــن أعـــمـــال هـيـتـشـكـوك مـــن وجـهـة نـــظـــره. لــيــس أن بــــــازان كــــان مـعـجـبـا بكل مـــا شـــاهـــده مـــن أفـــامـــه حـتـى ذلـــك الـحـن، لكنه من أوائــل الذين انتبهوا إلـى فاعلية أسلوبه التشويقي ومنحاه في استخراج ما هو أكثر من المشهد الماثل. الـــتـــبـــنّـــي الــــنــــقــــدي الــــكــــامــــل لـسـيـنـمـا هيتشكوك تم عندما أعلن كلٌ من فرنسوا تــــروفــــو، وكــــلــــود شــــابــــرو، وإريـــــــك رومـــيـــر إعـجـابـهـم غـيـر المــنــقــوص بــأفــام المــخــرج، فــي منتصف الخمسينات وبـذلــك ضـمّـوا هـــيـــتـــشـــكـــوك إلــــــى ســـيـــنـــمـــا المــــؤلّــــفــــن قـبـل سواهم. نبرة ساخرة اخـــــتـــــيـــــار «ســــــايــــــكــــــو»، و«الـــــطـــــيـــــور» لعروض «نتفليكس» سيهضم حق فيلمه الثالث بي أعماله الأهــم وهـو «ڤرتيغو». لـكــن مـــن سـيـنـتـهـز الــفــرصــة لــلــتــعــرّف، من جـــديـــد أو لـــلـــمـــرّة الأولـــــــى، عــلــى إبـــداعـــات مخرج قلّ نظيره من حيث إنه صاغ من كل فيلم له حالة دامجة من الرعب والتشويق والمـــاحـــظـــات الإنــســانــيــة. «ســايــكــو» بحد ذاتــــه يـحـمـل فــي طــيّــاتــه الـعـمـيـقـة سخرية يـدركـهـا البعض منا كوننا واجـهـنـا هذه النبرة الساخرة في الكثير من أفلمه. «سـايـكـو» فـي الـوقـت ذاتـــه فيلم رعب نفسي داكـن. هذا أكثر أفـام المخرج عنفا، ونُشر كثير عن مشهد القتل في الحمّام. كيف صُــوّر ووُلّــف بحيث لا ظهور للعري كـــامـــاً، ولا للطعنات تــدخــل الـجـسـد، ولا دماء تنزف منه. بعض المحلّلي كتبوا أن هـذا المشهد لم يكن من إخــراج هيتشكوك Hitchcock بل من إخراج سواه (وفي فيلم )، ادعــــاءُ آخــر بأن 2012 ، لساشا جــرڤــازي زوجـــــة هــيــتــشــكــوك، ألمــــا رَڤــــيــــل، هـــي الـتـي أخـرجـت هــذا المشهد فـعـاً. إنــه كما لـو أن هيتشكوك وقــف مـحـتـاراً كيف سيُنجزه، واعـتـمـد عـلـى آخــريــن لـيـدلـوه أو يحقّقوه عوضا عنه. لـــكـــن المـــهـــم هـــنـــا هــــو الـــــتـــــدرّج صـــوب المفاجأة. مادلي تبتسم لنفسها وقد قررت أن تــعــود صــبــاح يــــوم غـــد وتــعــيــد الــثــروة المـسـروقـة. تخلع ثيابها وتـدخـل الحمّام. فـــجـــأة شــبــح امـــــرأة عـــجـــوز تـقـتـحـم الـشـقـة (وكـــان نـورمَـن اقترحها على مـادلـن لأنه يـسـتـطـيـع الـتـلـصّـص عـلـيـهـا مـــن ثـقـب في الـــجـــدار) وفـــي يــدهــا سـكـن وتـــبـــدأ بطعن مادلي. طيور الجريمة أمــــــا «الــــطــــيــــور» فـــهـــو نــــــوع مـخـتـلـف مـــن أفــــام الـــرعـــب، ومـخـتـلـف بـالـنـسـبـة لما سبق أن حققه هيتشكوك قبل ذلـــك. مثل «ســايــكــو» اسـتـمـد هيتشكوك هـــذا الفيلم عندما 1961 من حادثة حقيقية وقعت عام هاجمت طيور النورس أهالي بلدة سانتا كروز في كاليفورنيا. لا يزال سبب الهجوم هـذا غـامـض، لكن هيتشكوك قـرأ الحادثة فــي روايــــة للكاتبة البوليسية دافــنــي دو مورييه، التي كانت وضعتها قبل حادثة سانتا كروز ببضع سنوات وأعجب بها. شــاشــة الـفـيـلـم هــــذا، تـتـرجـم لحظات الـــهـــجـــوم بـــقـــوّة غــيــر مـــنـــظـــورة. لا شــــكّ أن هــنــاك مـــؤثـــرات بــصــريــة، لـكـنـهـا لا تُـقـاس بما وصلت إليه حاليا. على ذلك، مشاهد هـجـوم الـطـيـور على تيبي هــيــدرن، ورود تـايـلـور، وعـــدد كبير مــن الأولاد والـبـنـات الـــصـــغـــار لا يُــــفــــوّت، كـــذلـــك مــشــهــد هـجـوم أكبر التقطه هيتشكوك من الجو للطيور البيضاء والسوداء وهي تُغير على المدينة متسببة بحريق هائل. لكن لا «سايكو»، ولا «الطيور» كانا فــيــلــمَــي رعــــب فـــقـــط. فـــي عــمــق كــــلّ منهما ناحية حـرِص المخرج على توفيرها أكثر مـن مـــرّة وهــي الـجـانـب العائلي وتحديداً العلقة بي الرجل والأم. في «سايكو» المجرم قتل والدته التي كانت تسيطر عليه، لكنه احتفظ بجثتها مــحــنّــطــة ووجـــــد نــفــســه، بـــا وعـــــي، يـقـوم بـدورهــا كونها كـانـت تمنعه مـن التعرّف على أنثى سواها. فـــي «الـــطـــيـــور» نــجــد الأم (جـيـسـيـكـا تـانـدي) تـحـرص على إفـسـاد عـاقـة ابنها (رود تـــايـــلـــور) فــــي أي مــنــاســبــة غــرامــيــة متوقعة بسبب خـوفـهـا مــن خـــروج ابنها من حياتها وبقائها وحيدة. ألفرد هيتشكوك(يونيڤرسال بيكتشرز) من «الطيور» (يونيڤرسال بيكتشرز) البريء والمجرم في «جنون» (يونيڤرسال بيكتشرز) ‬ لندن: محمدرُضا ‫ سنة على أول 90 بعد مرور فيلم لهيتشكوكلا تزال القيمة الفنية لأعماله كافّة تتحدّثعن نفسها بوضوح

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky