issue16747

عالم الرياضة SPORTS 20 Issue 16747 - العدد Friday - 2024/10/4 الجمعة مهاجم البايرن يتحدث عن رحلته الغريبة مع كرة القدم الإنجليزية قبل أن يلعب لمنتخب ألمانيا جمال موسيالا: أنا نصف إنجليزي ونصف ألماني ،2010 ) فـــي أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول ذهــــــب أب إلــــــى مـــلـــعـــب «ســــانــــت مـــــــاري»، الــذي يحتضن مباريات ساوثهامبتون، ســنــوات. لم 7 مــع ابـنـه الـبـالـغ مــن الـعـمـر تكن هناك مـبـاراة تُلعب آنـــذاك، لكن الأب كـان يبحث فقط عـن مـبـاراة يـشـارك فيها ابنه الصغير! كان الأب ونجله قد وصلا لــلــتــو مـــن ألمـــانـــيـــا، ولــــم تــكــن لــديــهــمــا أي فكرة عـن كــرة الـقـدم الإنجليزية، لــذا كان مــن الطبيعي أن يتوجها إلـــى أقـــرب نــادٍ محترف ويطلبا اللعب. كــــان هــــذا الأب هـــو مـــوســـيـــالا، والـــد جـمـال مـوسـيـالا، الـــذي يـعـدّ أبـــرز موهبة في كرة القدم الألمانية في الجيل الحالي، وكانت هذه أولى خطوات رحلته الكروية التي أوصلته إلى أن يكون صانع الألعاب المـــبـــدع مـــع نـــــادي بـــايـــرن مــيــونــيــخ. وفــي ساوثهامبتون، كان جمال صبياً صغيراً ضـعـيـفـ ، لا يـــعـــرف أي كـلـمـة إنـجـلـيـزيـة، وينظر إلى والـده وهو يحاول إيجاد أي طـريـقـة تمكنه مــن مـمـارسـة الـلـعـبـة التي يعشقها. يضحك مـوسـيـالا، البالغ مـن العمر عاماً الآن، في أثناء الحديث عن هذه 21 الـــذكـــريـــات، وهـــو جــالــس بـمـلـعـب تـدريـب بـايـرن ميونيخ. يقول موسيالا: «والــدي شخص متفتح دائماً، وعندما ذهبنا أول مـــرة إلـــى سـاوثـهـامـبـتـون، لـــم يـكـن هـنـاك أي مـكـان ألـعـب فـيـه كـــرة الــقــدم، ولـــم نكن نـعـرف أي شـــيء عــن المــكــان، لـذلـك ذهبنا إلى الملعب في ذلك اليوم دون أي ترتيبات ودون أن نعرف أي شــيء... لم تكن هناك مــبــاراة أو أي شـــيء. فقط كنا نبحث عن مكان يمكنني اللعب فيه». ويــــضــــيــــف: «لا أنــــصــــح أي شـخـص بـفـعـل هــــذا الأمـــــر، لــكــن مـــن حــســن حظنا أنـــنـــا الـتـقـيـنـا شـخـصـ هـــنـــاك فـــي المـلـعـب كان لديه فريق محلي. في بعض الأحيان تـــحـــتـــاج إلـــــى الــقــلــيــل مــــن الــــحــــظ. ذهــبــت إلـــى ذلـــك الــفــريــق المـحـلـي ولـعـبـت لــه مـدة قصيرة، ثم رآني مسؤولو ساوثهامبتون وخـــضـــعـــت لـــتـــجـــربـــة مــــعــــهــــم». كــــــان هـــذا الشخص هو عامل بنادي ساوثهامبتون يُـدعـى جــاز بـهـاتـي، وقــد أرســـل موسيالا إلــى فـريـق الأطــفــال الـتـابـع لشقيقه، وهو فـريـق «سـيـتـي ســنــتــرال». ويــقــول بهاتي دقـائـق فقط على رؤيـة 10 إنـه بعد مــرور سنوات وهو 7 موسيالا البالغ من العمر يلعب، اتصل شقيقه على الفور بكشافي ســاوثــهــامــبــتــون وطــلــب مـنـهـم الـحـضـور لمـشـاهـدة المـــبـــاراة. وتـفـوق مـوسـيـالا على نـجـم «سـيـتـي ســنــتــرال» فــي ذلـــك الــوقــت، وهو شاب يُدعى ليفي كولويل. وهكذا بدأت أولىخطوات اللاعب ذي الأصـــول الألمـانـيـة النيجيرية فـي الملاعب الإنـــجـــلـــيـــزيـــة؛ أولاً مـــع ســاوثــهــامــبــتــون، 8 ثـــــم مـــــع تـــشـــيـــلـــســـي الــــــــذي قـــضـــى مـــعـــه سـنـوات فـي أكاديمية الـنـادي للناشئين، قـبـل أن ينتقل إلـــى بــايــرن ميونيخ وهـو فــــي الــــســــادســــة عـــشـــرة مــــن عــــمــــره. يــقــول مـوسـيـالا: «كـــرة الــقــدم تبني الـصـداقـات. يعود الأمر إلى تلك السنوات عندما كنت طفلاً صغيراً أذهــب إلــى الحديقة، وهـذه هــي الـطـريـقـة الــتــي كــونــت بـهـا كـثـيـراً من الــصــداقــات. لقد سـاعـدنـي ذلــك بالتأكيد في الانتقال من ألمانيا إلـى إنجلترا. لقد تعلمت اللغة الإنجليزية بسرعة كبيرة، لــكــن الأمـــــر اســتــغــرق مــنــي بـضـعـة أشـهـر حتى أستقر حقاً وأشعر كأنني في بيتي. أشهر فـي إنجلترا، لـم أكن 6 وعلى مــدار أفــهــم شـيـئـ ، ولـــم أكـــن أسـتـطـيـع الـتـحـدث باللغة الإنـجـلـيـزيـة بشكل صـحـيـح، لكن كــــرة الـــقـــدم ســاعــدتــنــي فـــي الــتــعــرف على أصدقائي، وهو الأمـر الـذي جعل حياتي أسهل». كـادت إنجلترا تفوز بمعركة إقناعه بـــالـــلـــعـــب لــلــمــنــتــخــب الإنــــجــــلــــيــــزي، لـكـنـه اتجه للعب مع ألمانيا في نهاية المطاف. يقول موسيالا: «لا أعتقد أن قـــراري كان ليتغير، فقد كنت أعيش في ميونيخ (في الـسـادسـة عـشـرة مـن عـمـره، عندما اتخذ قـــراره باللعب لألمـانـيـا)، وقــد وُلـــدت هنا، وأمــــي مــن ألمــانــيــا. لا يـعـنـي هـــذا التقليل مــن إنـجـلـتـرا عـلـى الإطـــــ ق، فـهـي لا تــزال موطني». ويــضــيــف: «عــنــدمــا كـنـت أعــيــش في إنجلترا، كنت ألعب للمنتخبات الوطنية الإنجليزية، وكان جميع أصدقائي هناك، لذلك كان كل شيء إنجليزياً لمدة، لكنني بـــــدأت أرى الــجــانــب الألمـــانـــي مــــرة أخـــرى بمجرد عودتي إلى هنا. وإذا سألتني عن شعوري تجاه إنجلترا وألمانيا، فسأقول لك إنني نصف إنجليزي ونصف ألماني! مــا زلـــت أحـمـل ذلـــك الـجـانـب الإنـجـلـيـزي، وسيظل الأمر دائماً على هذا النحو». وفي إنجلترا، لا يزال هناك كثير من الذكريات والـــصـــور مــع المـنـتـخـب الإنـجـلـيـزي تحت عاماً، الذي كان يضم موسيالا وجود 16 بيلينغهام وكول بالمر ومورغان روجرز. وفــــــي تـــشـــيـــلـــســـي، كــــــان مـــوســـيـــالا قــريــبــ مـــن تـيـنـو لـيـفـرامـيـنـتـو لاعــــب نـيـوكـاسـل الحالي، وزميله في بايرن ميونيخ مايكل أولـيـس، الـــذي سـاعـده كثيراً لــدى عودته إلى ألمانيا، ورافقه في المقابلات متحدثاً ومترجماً وصديقاً يساعده على تجاوز الصعوبات. ونــــظــــراً إلـــــى أن إنـــجـــلـــتـــرا غـــالـــبـــ مـا تُــــصــــوّر عـــلـــى أنـــهـــا تــعــتــمــد عـــلـــى طـريـقـة والـــكـــرات الـطـولـيـة، فـمـن المثير 2 - 4 - 4 للاهتمام أن نسمع موسيالا وهـو يقول إن هــــذا لـــم يــكــن مـــا تـعـمـلـه فـــي إنـجـلـتـرا. يقول النجم الألمـانـي الـشـاب: «مـن ناحية كرة القدم، ما ساعدني كثيراً في إنجلترا هو اللعب بقدر كبير من الحرية. عندما كنت ألعب مـع المنتخب الإنجليزي، كان هــذا هـو الـهـدف الأكـبـر للاعبين الشباب، بمعنى أن تلعب بحرية وأن تظهر قدراتك وإمــــكــــانــــاتــــك. لـــقـــد ســــاعــــدنــــي ذلــــــك عـلـى تطوير مهاراتي في المراوغة والتعامل مع المـواقـف الصعبة في المساحات الضيقة، والاســتــمــرار فـي اللعب حتى لـو ارتكبت بـــعـــض الأخـــــطـــــاء. فــــي بـــعـــض الأحـــيـــان يكون كل ما تحتاج إليه بصفتك لاعباً شاباً هو اللعب بحرية». ويضيف: «لقد تعرفت على بعض الأصــدقــاء المـقـربـ فـي منتخب إنجلترا عــــامــــ ، وكــــانــــت لــديــهــم الــفــكــرة 16 تــحــت نــفــســهــا؛ الـــلـــعـــب بـــحـــريـــة. ولا يــــــزال هـــذا الأمــر فـي ذهني حتى الآن. عندما تكون فــي الـخـامـسـة عــشــرة مــن عــمــرك، فــإنــك لا تفكر فـي شــيء ســوى المــراوغــة. وبمجرد أن تـجـيـد ذلــــك، فـيـمـكـنـك بــعــد ذلــــك تعلم الأشياء الأخرى. يتعين عليك أن تستمتع بكرة الـقـدم؛ كما هي الحال في أي شيء تفعله بالحياة». وهذه هي الصفة التي يحبها كـــثـــيـــرون فــــي مـــوســـيـــالا، والـــتـــي جــعــلــتــه يــنــضــم إلـــــى الـتـشـكـيـلـة المثالية لـ«كأس الأمم الأوروبية 3 »، بــــعــــد أن أحــــــــــرز 2024 أهــــــــداف وفـــــــاز بـلـقـب هـــــــــــداف الــــبــــطــــولــــة بـــــــــــالـــــــــــتـــــــــــســـــــــــاوي مـــــــــــــــــع الــــــــنــــــــجــــــــم الإنــــــجــــــلــــــيــــــزي هـــــــاري كـــ . لـــكـــن لاعـــب لــــيــــفــــربــــول الـسـابـق ديـدي هــــامــــان، وهـــو مـحـلـل ألمــانــي بـــــــارز، انـتـقـد مــــــــوســــــــيــــــــالا مـــــــؤخـــــــراً، وقــــــال إن الــــلــــعــــب بـــقـــدر كبير من الحرية يعدّ نقطة سلبية في أدائه، واصــــفــــ مـــوســـيـــالا بــأنــه «فنان فردي». فـــهـــل كـــانـــت هـــــذه الانــــتــــقــــادات مــؤلمــة لمـــوســـيـــالا؟ يــقــول الــنــجــم الألمـــانـــي الــشــاب ضـــاحـــكـــ : «مــــؤلمــــة! لا، عــلــى الإطـــــــ ق! أنــا شخص ينتقد نفسه باستمرار، ويتعين عـلـيّ أن أتقبل آراء الـنـقـاد. لا أنـظـر كثيراً إلـــى وســـائـــل الــتــواصــل الاجــتــمــاعــي، ومـا يـقـال عـنـي. سـتـرى كـثـيـراً مــن التعليقات الجيدة، لكن التعليق السيئ سيبقى في ذهنك دائماً. لذلك أحاول بالفعل الابتعاد عـن ذلــك. والأهـــم مـن ذلــك هـو ردود الفعل الــــتــــي أتـــلـــقـــاهـــا مــــن المـــــدربـــــ والـــ عـــبـــ وأعــــضــــاء الـــفـــريـــق مـــن حـــولـــي، ومــــن أمــي وأبي. هذه هي الأشياء التي أتعامل معها بجدية أكبر». ويـــــضـــــيـــــف: «لـــــكـــــل شــــخــــص وجـــهـــة نظره الخاصة. وأنـا أحــاول فقط أن أفعل كـــل مـــا هـــو جــيــد لــلــفــريــق، ولــــن أفـــعـــل أي شـــيء غـيـر ضـــــروري. لا أرغــــب مطلقاً في أن أكـــــون ذلــــك الـــ عـــب الـــــذي يــــــراوغ فقط حــتــى يــجــري إعـــــداد مـقـطـع فــيــديــو مميز لـه على (إنـسـتـغـرام) أو أي شــيء مـن هذا الـقـبـيـل. فـأنـا لـسـت مــن هـــذه الـنـوعـيـة من اللاعبين. في بعض المباريات أمـرر الكرة أكثر، وربما أراوغ مرة واحـدة فقط، وفي بعض المباريات يحتاج الفريق مني إلى المراوغة أكثر، والمجازفة أكثر، وربما أفقد الكرة كثيراً. لكن إذا كان هذا ما تحتاجه المـبـاراة، فسأفعل ذلـك؛ لأن كل مباراة لها متطلبات مختلفة عن الأخرى». ونظراً إلى الأداء الرائع الذي قدمه في ،»2024 نهائيات «كـــأس الأمـــم الأوروبــيــة فمن الغريب حقاً أنه لم ينضم إلى القائمة لاعــبــ فـــي الـعـالـم، 30 المـخـتـصـرة لأفــضــل الـتـي سـيُـخـتـار منها خـــ ل الـشـهـر المقبل أفـضـل لاعـــب فــي الـعـالـم. يـقـول مـوسـيـالا: «سأكون كاذباً إذا قلت إن الجوائز الفردية لا تــهــمــنــي. أعــتــقــد أن كـــل شــخــص يكبر يريد أن يفوز بجائزة فردية من نـوع ما. لكن الـشـيء الأكـبـر أهمية هـو أنـنـا مررنا بـمـوسـم أخــيــر صــعــب، ويـتـعـ علينا أن نقدم مستويات أفضل هذا الموسم. ينصب تركيزي الأساسي على الفوز بالبطولات والألــقــاب، وكــل شــيء آخــر سيأتي عندما يحين الوقت المناسب لذلك». لــم يـحـصـل بــايــرن مـيـونـيـخ عـلـى أي بـــطـــولـــة المــــوســــم المــــاضــــي، وهـــــو مــــا يــعــدّ فضيحة في بافاريا. يقول موسيالا: «من المــتــوقــع دائـــمـــ أن يـــفـــوز بـــايـــرن مـيـونـيـخ بـــــالـــــبـــــطـــــولات، وهــــــــو مــــــا يــــضــــع ضــغــطــ كـبـيـراً عـلـى الــفــريــق». وقـــال مـوسـيـالا عن المــنــافــســة عــلــى الــلــقــب هــــذا المـــوســـم وفـــوز باير ليفركوزن به الموسم الماضي: «هناك منافسة جيدة في الدوري، ونحن بحاجة فقط إلــى التركيز على أنفسنا الآن، وأن نـفـعـل الأشـــيـــاء الصحيحة الــتــي ربــمــا لم نفعلها في الموسم الماضي». وإذا اسـتـعـاد بـايـرن ميونيخ قدرته عــلــى الـــفـــوز بـــالـــبـــطـــولات والألـــــقـــــاب، فمن المــــؤكــــد أن بـــعـــض الـــفـــضـــل ســـيـــعـــود إلـــى إنـــجـــلـــتـــرا أيــــضــــ ؛ نـــظـــراً إلـــــى أن الــعــمــ ق الـــبـــافـــاري يــضــم بـــ صــفــوفــه هـــــاري كين وإيريك داير وموسيالا (نصف إنجليزي ونصف ألماني، كما قال). يقول موسيالا: «أصبحت اللغة الإنجليزية تتردد كثيراً في غرفة خلع الملابس الآن». وعندما سئل موسيالا عـن الـ عـب الإنجليزي الأفضل في التحدث باللغة الألمانية الآن، رد قائلاً: «لا أعتقد أنــه هـــاري كــ ؛ الـــذي يستطيع أن يقول بضع كلمات! ربما يكون إيريك داير». ربــمــا يـــــؤدي تــأثــيــر هـــــؤلاء الـ عـبـ الإنجليز بمرور الوقت إلى تفكير موسيالا فـــي الـلـعـب بـــالـــدوري الإنــجــلــيــزي المـمـتـاز يوماً ما، رغم أنه يركز حالياً على مساعدة بايرن ميونيخ في استعادة الألقاب. يقول اللاعب الألماني الشاب: «ليست لدي خطة أو أي شيء حقاً في هذا الصدد. لا أحاول التفكير في المستقبل البعيد بشأن المكان الذي أريد أن أكون فيه؛ لأن المواقف يمكن أن تتغير دائـمـ فـي غـضـون عــام أو حتى في غضون شهر واحــد». واختتم حديثه قــــائــــ ً: «عـــنـــدمـــا كـــنـــت فــــي الـــســـادســـة مـن عمري لم أفكر في الوجود بإنجلترا وأنا في السابعة! لا أعرف ما الذي سيحدث في المستقبل. أنا منفتح على كل شيء، لكنني سعيد جداً بالمكان الذي أنا فيه الآن». * خدمة الـ«غارديان» »2024 موسيالا يهز شباك المجر في «يورو حصل موسيالا علىجائزة «أفضللاعب في المباراة» مراتعدة (غيتي) »... (رويترز) 2024 موسيالا يتسلم جائزة «هداف يورو موسيالا منفتح على اللعب في الدوري الإنجليزي (إ.ب.أ) * ميونيخ (ألمانيا): روب درابر كان غريباً عدم انضمام موسيالا لقائمة «أفضل لاعباً بالعالم» 30 بعد أدائه الرائع »2024 في «يورو

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky