issue16746

الجدار العازل قوّضفرص المناورة... و«الحزب» أعد كمائن بالعبوات مواجهات «حزبالله» والجيشالإسرائيلي تنتقل إلى «الالتحام المباشر» انــتــقــلــت المـــواجـــهـــات بـــن «حـــــزب الــلــه» والجيش الإسرائيلي إلـى مرحلة «الالتحام قتلى 9 المـــبـــاشـــر»، الـــــذي أســـفـــر عـــن ســـقـــوط إســـرائـــيـــلـــيـــن؛ فــــي كـــمـــائـــن أعــــدهــــا مــقــاتــلــو «الحزب» لقوات إسرائيلية كانت متجهة إلى داخـــل الأراضــــي اللبنانية، فـي أولـــى مراحل التوغل البري بالجنوب، فيما أعلن «حزب دبابات «ميركافا» بمنطقة 3 الله» عن تدمير مارون الراس، وتنفيذ قصف صاروخي على تجمعات عسكرية. وبــــــــــدأت المـــــواجـــــهـــــات المـــــبـــــاشـــــرة عــلــى المحورين الشرقي والأوســـط فجر الأربـعـاء، إثـــر بـــدء الــتــوغــل الـــبـــري الإســرائــيــلــي، الـــذي مـــواقـــع، وفــــق بـيـانـات 4 حـــــاول الــعــبــور مـــن «حزب الله»، تبدأ من العديسة وكفركلا قرب مستعمرة المطلة، وتنتهي في يارون ومارون الراس. وتعرضت القوات الإسرائيلية لوابل من الصواريخ وزخّات الرصاص، كما فُجّرت عبوات مزروعة سلفاً في المنطقة، وفق ما قال الإعلام الإسرائيلي. وظهر أن القوات الإسرائيلية اضطرت إلــى الــدخــول مـن منافذ مـحـددة ومكشوفة؛ بسبب وجود جدار عازل كانت بدأت تثبيته على الحدود اللبنانية، وهو ما 2018 في عام قوّض فرص المناورة، وألزمها منافذ محددة يسهل رصدها. وبــــــدأ الـــتـــصـــدي لــلــتــوغــل الإســـرائـــيـــلـــي صـبـاحـ بـاسـتـهـداف قـــوة مـشـاة إسرائيلية حاولت التسلّل إلـى بلدة العديسة من جهة خـــلّـــة المـــحـــافـــر، واشـــتـــبـــك مــقــاتــلــو «الـــحـــزب» معها، «وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على الـتـراجـع»، كما قـال بيان مـن «الــحــزب»، قبل أن يفجر مقاتلو «الحزب» بعد الظهر عبوات نــاســفــة مُـــعـــدة ســلــفــ فـــي قـــــوات إسـرائـيـلـيـة حـاولـت الـعـبـور إلــى بـلـدة مـــارون الـــراس من الـجـهـة الـشـرقـيـة، وفـــي محيط بـلـدة يـــارون، وعبوة أخـرى بقوة مشاة تسللت إلـى منزل فــــي خــــــراج بـــلـــدة كـــفـــركـــ ، وقــــــال «الــــحــــزب» إنـــه أمـطـرهـا بــوابــل مــن الأسـلـحـة الـرشـاشـة والـــقـــذائـــف الـــصـــاروخـــيـــة، وأوقــــــع عــنــاصــره وجريح. ‌ أفرادها بي قتيل 3 وأعـــلـــن «حــــزب الـــلـــه» أيــضــ أنــــه دمّــــر دبـــابـــات «مــيــركــافــا» إسـرائـيـلـيـة بـصـواريـخ مـــوجـــهـــة خـــــ ل تـــقـــدمـــهـــا إلـــــى بـــلـــدة مـــــارون الراس في جنوب لبنان. وتوعد «حزب الله» بمقاومة التوغل الإسرائيلي، وقال مسؤوله الإعــ مــي، محمد عفيف، إن «مــا حصل في مسكفعام‏ليس إلا الـبـدايـة لمـا ينتظر قـوات الاحـــــتـــــ ل». وقـــــال إن «قـــواتـــنـــا ومـقـاومـيـنـا على أتــم‏الـجـاهـزيـة والاســتــعــداد للمواجهة والـبـطـولـة والـتـضـحـيـة». وأكـــد أن «المـقـاومـة وقدراتها العسكرية بخير، وكذلك منظومة ‏الــقــيــادة والــســيــطــرة». ووقــعــت الاشـتـبـاكـات عــلــى إيـــقـــاع غــــــارات جـــويـــة واســـعـــة تـنـفـذهـا إسرائيل في عمق جنوب لبنان وفي البقاع، وكذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت التي ضربة. 12 استهدفتها أكثر من وكــــشــــفــــت إحـــــــصـــــــاءات مـــــن الـــحـــكـــومـــة 1900 الـلـبـنـانـيـة، أمـــس الــثــ ثــاء، عــن مـقـتـل آلاف آخــريــن 9 شــخــص وإصــــابــــة أكـــثـــر مـــن (مــعــظــمــهــم فـــي الأســـبـــوعـــن المـــاضـــيـــن) في لــبــنــان خــــ ل نــحــو عــــام مـــن تـــبـــادل لإطـــ ق النار بي إسرائيل و«حزب الله» عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة. بيروت: «الشرق الأوسط» قذائففوسفورية إسرائيلية تستهدفجنوب لبنان (إ.ب.أ) وزير الدفاع الإسرائيلي يصف المعركة بـ«الصعبة» 5 حربمتعددةالخرائط NEWS Issue 16746 - العدد Thursday - 2024/10/3 الخميس ASHARQ AL-AWSAT من بينهم نقيب في وحدة تابعة للكوماندوز من جنودها في لبنان 8 إسرائيل تُقر بمقتل من 8 أقـــر الـجـيـش الإســرائــيــلــي بـمـقـتـل جـــنـــوده فـــي جـــنـــوب لـــبـــنـــان. وفــيــمــا اعــتــرف بـأنـه يـواجـه كمائن لــ«حـزب الـلـه» فـي طريق الاجتياح البري في الجنوب اللبناني، زعم بأن المقاومة له «أضعف مما كان متوقعاً. » وفـــــي الــــيــــوم الـــعـــاشـــر مــــن الإعــــــــ ن عـن العملية الـحـربـيـة المـوسـعـة عـلـى لـبـنـان، بـدأ الجيش الإسرائيلي يعمق تحركاته البرية، ولـكـن فـي نـطـاق مـا اتـفـق عليه مـع الـولايـات المتحدة، أي عملية محدودة. جـــنـــود 8 واعــــــتــــــرف الــــجــــيــــش بـــمـــقـــتـــل وضباط إسرائيليي، بينهم قائد مجموعة جنود بوحدة «إيغوز» التابعة للكوماندوز في الاشتباكات مع عناصر «حزب الله». وفـــي رد عـلـى إفـــــادات «حـــزب الــلــه» بـأن مـقـاتـلـيـه فـــرضــوا عـلـى الـجـيـش الإسـرائـيـلـي الانــســحــاب مـــن مـنـاطـق عـــدة احـتـلـهـا، قـالـت مــصــادر عـسـكـريـة فــي تــل أبــيــب، إن الجيش «يعزز تموضعه في عدة مواقع على رؤوس الـجـبـال والــتــ ل فـي الـجـنـوب اللبناني، وإن التي تشرف على الاجتياح أقامت 36 الفرقة مقر قـيـادة لها فـي الأراضــــي اللبنانية، وأن الانـسـحـاب الـــذي تنفذه الـقـوات الإسرائيلية يأتي فـي إطــار المــراوغــات والـخـدع الحربية، لتضليل العدو». ويـــتـــضـــح مــــن تــــقــــاريــــر إســـرائـــيـــلـــيـــة أن الـــقـــوات تـــواجـــه بـكـمـائـن وتــتــعــرض لقصف بصواريخ مضادة للدبابات والمدرعات، وإن إصــابــات عـــدة وقـعـت فــي صـفـوفـهـا، ولكنها سبق وتدربت على سيناريوهات كهذه وهي تستفيد من التجربة وتحسن الأداء وتوقع إصابات كبيرة جداً في صفوف «حزب الله». وادعــــــــــــــى الــــــنــــــاطــــــق بـــــلـــــســـــان الـــجـــيـــش 150 الإسرائيلي أن عمليات جيشه أصـابـت هـدفـ مـن البنية التحتية لــدى «حـــزب الـلـه». ولـكـنـه رفـــض إعــطــاء تفاصيل عــن الخسائر بي قواته. ولم يحدد الجيش، في بيانه، ملابسات مـقـتـل الــجــنــود الــثــمــانــيــة، أو مـــواقـــع قتلهم بالتحديد. لكن الإقــرار الإسرائيلي بمقتلهم جاء بعد إفادة بمقتل «النقيب إيتان إسحق عاماً، في لبنان». 22 أوستر، البالغ الإسرائيلية» عن أن 12 وتحدثت «القناة أوستر قائد فريق في «وحدة إيغوز» التابعة لتشكيل الكوماندوز، وأنه سقط أثناء القتال في قرية العديسة جنوب لبنان. وتــزامــن الإعــــ ن الإسـرائـيـلـي مــع إفـــادة من «حزب الله» اللبناني بأن مقاتليه تصدوا لـقـوة مـشـاة إسرائيلية حـاولـت التسلل إلى العديسة فجر الأربعاء، وأجبروا القوة على التراجع، وأوقعوا بها خسائر. وأكد الجيش 716 الإســـرائـــيـــلـــي، ارتــــفــــاع عـــــدد قـــتـــ ه إلـــــى شخصاً منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. كـمـا أكـــد الــحــزب أن مـقـاتـلـيـه «خــاضــوا اشــتــبــاكــات مـــع جــنــود الـجـيـش الإسـرائـيـلـي الـــذيـــن تــســلــلــوا إلــــى (مـــــــارون الــــــــراس)، وأنـــه استهدف تجمعات تابعة لجنود الجيش في مستوطنات إسرائيلية». وأكــــــدت وســـائـــل إعـــــ م إســرائــيــلــيــة أن اشتباكاتصعبة وعنيفة دارت في العديسة، وأنــــه جـــرى تخليص الـجـنـود مــن هــنــاك في عمليات معقدة. » إنه «عند مدخل أحد 12 وقالت «القناة المنازل، واجه المقاتلون كميناً لـ(الإرهابيي) الذين أطلقوا النار عليهم من مسافة قريبة. كما أطلقوا النار من مسافة أبعد باستخدام صـواريـخ مـضـادة للدبابات وقـذائـف هـاون، وأصــــيــــب (الـــنـــقـــيـــب أوســـــتـــــر) خـــــ ل الــكــمــن بــــجــــروح خــــطــــيــــرة، لـــكـــن إخــــــــ ءه اســـتـــغـــرق وقـتـ طــويــً بسبب الـــظـــروف الطبوغرافية والأحــــــــوال الـــجـــويـــة الــقــاســيــة فـــي الــســاعــات الأولـــى مـن الصباح، وأخـيـراً نجحت القوات في إخلائه». وفي مقطع نشره هذا الأسبوع، قبل دخوله لبنان، قال النقيب القتيل أوستر إنـه ذاهــب إلـى لبنان مـن أجـل إعـــادة السكان إلى الشمال. وتـعـقـيـبـ عــلــى الاشــتــبــاكــات أكــــد وزيـــر الـدفـاع الإسرائيلي، يـوآف غـالانـت، أن قواته «ستصفي الحساب مـع كـل مـن يعتدي على إسرائيل ومواطنيها ومن يحاول ذلك». وخلال تفقده جنود منظومة «حيتس» الــدفــاعــيــة، وصــــف غـــالانـــت الـــحـــرب الـحـالـيـة بــأنــهــا «صـــعـــبـــة»، مــشــيــراً إلــــى أن إســرائــيــل ســـتـــخـــوض المــــزيــــد مــــن المـــــعـــــارك، وسـتـحـقـق إنجازات، وانتصارات إضافية. وبعد المحاولات الفاشلة في التوغل إلى عمق لبنان، قــرر الجيش كما يبدو توسيع قرية ومخيماً في 25 عملياته، ودعــا سكان جنوب لبنان إلى التوجه فـوراً شمالاً وحذر السكان من مغبة العودة إلى منطقة الجنوب بسبب القتال الدائر فيها. وقـــالـــت إذاعـــــة «كـــــان» الإســرائــيــلــيــة، إن والتي تشمل قوات من لواء غولاني 36 «فرقة انضمت (الأربـعـاء) إلـى القتال»، وكتب قائد الـــلـــواء الـكـولـونـيـل عــــادي غــانــون فــي رسـالـة «حـــان دورنــــا، وتـقـع عـلـى عاتقنا مسؤولية إعادة سكان الشمال إلى منازلهم». تل أبيب: نظير مجلي رامالله: كفاح زبون صورة وزعتها هيئة البث الإسرائيلية لقتلى الجيشفي المواجهة مع «حزبالله» الأربعاء الوصايات المتلاحقة أضعفت الدولة وغيّبت قرارها لبنان يواجه رابع الاجتياحات الإسرائيلية المدمّرة لا يمرّ عقدان من الزمن، إّ ولبنان على موعد مع اجتياح إسرائيلي بـرّي لأراضيه، وتحديداً منطقتي الجنوب والبقاع الغربي، تحت أعذار أمنية متعددة، يذهب ضحيتها البلد وشعبه. وحتى فترة الـهـدوء النسبي الــتــي يـنـعـم بــهــا، لا تــعــدو كـونـهـا هــدنــة بي حـــربـــن. ويـــكـــاد يــكــون لـبـنـان الـبـلـد الـعـربـي الثاني بعد فلسطي الذي دفع أثمان العدوان الإسـرائـيـلـي على أرضـــه وسـيـادتـه وشعبه، وعاش اجتياحات متتالية كلّها تصبّ تحت عـــنـــوان «تــوفــيــر الأمـــــن والاســـتـــقـــرار لـسـكـان المستوطنات الشمالية المتاخمة للحدود مع لبنان». لكنّ هذا الأمن لم يتحقق لكونه يتم فرضه بالقوّة. سلامة الجليل اجـتـيـاحـات إسرائيلية 3 وعـــاش لـبـنـان ، وصـــل خلالها 1976 قـاسـيـة: أولــهــا فــي عـــام الجيش الإسرائيلي إلى مجرى نهر الليطاني، أشـهـر، أقـــام خلالها ما 3 ولــم يمكث أكـثـر مـن يُسمّى «الحزام الأمني» أو «الشريط المحتل»، وسـلّـم الأمـــن فـي تلك المنطقة إلــى ميليشيات لبنانية موالية لــه، بقيادة الضابط السابق فـــي الــجــيــش الــلــبــنــانــي، ســعــد حـــــداد، وقــــوات الطوارئ الدولية. ثم جاء الاجتياح الواسع في ، تحت عنوان «القضاء على مقاتلي 1982 عام (منظمة التحرير الفلسطينية) في الجنوب»، رداً على عملية اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، لكنّ ذلك الاجتياح وصل إلى العاصمة بيروت. وذكّــر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد هـشـام جـابـر، بــأن «كــل الــحــروب التي شنتها إســرائــيــل عـلـى لـبـنـان والاجـتـيـاحـات الـــبـــرّيـــة، حـمـلـت عــنــوانــ واحـــــداً اســمــه سـ مـة الجليل»، مشيراً إلى أنه «رغم التفوّق العسكري الــتــاريــخــي لـــدولـــة الاحـــتـــ ل والاســـتـــفـــادة من الـــدعـــم الـــدولـــي لـــهـــا، لـــم تـفـلـح بـتـوفـيـر الأمـــن والحماية للجليل الأعلى والأوسط، ولم ينعم سكان هذه المناطق بالاستقرار». وشــــــدد جــــابــــر، فــــي تـــصـــريـــح لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط»، عــلــى أن «الاجـــتـــيـــاح الـــــذي حصل خـاض خلاله جيش الاحـتـ ل قتالاً 1987 في مـحـدوداً مـع مجموعات فلسطينية مسلّحة، تراجعت أمام التوغّل الإسرائيلي، واستغنت ،1982 عن مواقعها وسلاحها. أما في اجتياح فــكــان الاجــتــيــاح مـــقـــرراً إلـــى حــــدود جـغـرافـيـة مـحـددة للقضاء على عناصر منظمة (فتح) فـي الـجـنـوب، لكن سـرعـان مـا انسحب هـؤلاء بــــســــرعــــة، وفُــــتــــحِــــت الــــطــــريــــق أمــــــــام الــجــيــش الإسرائيلي الذي وصل إلى العاصمة بيروت». مساندة لا مجابهة أســبــاب هـــذه الاجـتـيـاحـات لا تـقـف عند الـسـلـوك الـعـدوانـي لإسـرائـيـل وأطـمـاعـهـا في لبنان، بل تكمن أيضاً في إضعاف الدولة إلى حدّ تغييبها. واعتبر أستاذ العلاقات الدولية فــــي جـــامـــعـــة بـــــاريـــــس، الــــدكــــتــــور خــــطّــــار أبـــو دياب، أنه «عندما كان لبنان جزءاً من النظام الـعـربـي، جــرى التعامل معه كـدولـة مستقلّة لـهـا كيانها وسـيـادتـهـا»، مــذكّــراً بالاجتماع الـذي عُقِد بي الرئيس اللبناني فـؤاد شهاب والـــرئـــيـــس المـــصـــري جـــمـــال عــبــد الــنــاصــر في خيمة عند الحدود اللبنانية - السورية، وتم حينها الاتفاق على أن «لبنان دولـة مساندة للقضية الفلسطينية وليست دولة مجابهة، وهــــــذا مــــا حـــمـــى لـــبـــنـــان مــــن احــــتــــ ل أرضـــــه، وأبـــقـــى اتـفـاقـيـة الــهــدنــة صـــامـــدة». وقــــال أبـو دياب لـ«الشرق الأوسط»: «منذ اتفاق القاهرة وتــحــويــل جــنــوب لــبــنــان مــســرحــ للمقاتلي الفلسطينيي وإعـطـاء منظمة التحرير دوراً مركزياً في لبنان وقعنا في المحظور، وحصل الذي 1982 ، ثم اجتياح عام 1978 اجتياح عام وصل خلاله الجيش الإسرائيلي إلى بيروت». وعــــزا أبــــو ديــــاب الأمــــر إلــــى «عــــدم قـــدرة الـدولـة على بسط سيادتها على أراضيها»، مشيراً إلى أن إسرائيل «استفادت من ضعف الدولة، وفكرت في تحقيق أطماعها بلبنان، من المياه إلـى الــدور المـركـزي لمؤسساته، مثل مرفأ بيروت والمصارف وغيرها». قدرات «حزبالله» صحيح أن إسرائيل لا تخفي أطماعها بلبنان، لكنّ ثمّة حــوادث خلقت لها أعــذاراً؛ جاء 2006 فالاجتياح البرّي للجنوب في عام رداً على عملية نفذها «حزب الله» عند الخطّ الأزرق أسفرت عن مقتل جنود إسرائيليي وأســر اثني آخـريـن. وكـانـت الغاية مـن أسر الجنديي إرغـام إسرائيل على صفقة تبادل تفرج من خلالها عن الأسـرى اللبنانيي في السجون الإسرائيلية، بينهم سمير القنطار الـــذي لُـقّـب بـ«عميد الأســــرى»، وعـلـى أثرها شـــنّـــت إســـرائـــيـــل اجـــتـــيــاحـــ واســــعــــ لـلـبـنـان يوماً. 33 واستمرت الحرب وشـرح العميد هشام جابر أن «ظروف وقــــــــدرات المـــقـــاومـــة (حــــــزب الـــلـــه) 2006 عـــــام اختلفت عمّا كان عليه الوضع في اجتياحَي ، لأن الــــقــــدرات الــقــتــالــيــة لــدى 1982 و 1978 (حــــزب الـــلـــه) أقــــوى بـكـثـيـر مــمــا كــانــت عليه المـــقـــاتـــلـــون الــفــلــســطــيــنــيــون، بـــالإضـــافـــة إلــى الخبرات العسكرية التي راكمها الحزب في عملياته ضدّ إسرائيل». النفوذ الإيراني ويـبـدو أنــه لـم يُكتَب للبنان أن يتحرر مـــن سـيـطـرة الـــقـــوى الــخــارجــيــة عـلـى قــــراره؛ فبعد إخراج «منظمة التحرير الفلسطينية»، ورئيسها ياسر عرفات من بيروت، على يد ، ومـن طرابلس 1982 الإسرائيليي، في عـام (شـــمـــال لــبــنــان) عـلـى يـــد الـجـيـش الـــســـوري، ونقلها إلى تونس، لم يتغيّر الواقع الأمني؛ حيث أطـبـق الـنـظـام الــســوري سيطرته على 2005 لـبـنـان. وبــعــد خــــروج الأخــيــر فــي عـــام جــــاء الــنــفــوذ الإيــــرانــــي الـــــذي أحـــكـــم قبضته بشكل مطلق. ورأى الــــدكــــتــــور خـــطـــار أبـــــو ديــــــاب أن «الإمعان في إضعاف الدولة وسيطرة (حزب الــلــه) ومِـــن خلفه إيــــران عـلـى قــرارهــا تسبب ، وتنفيذ عملية 2006 ) بحرب يوليو (تـمـوز بــريّــة واســـعـــة». وأضـــــاف: «الآن نـشـهـد على لعبة خطرة تهدد مستقبل لبنان وكيانه». وحـــذّر أبـو ديــاب مـن «تجاهل التهديد فرق 6 الإسرائيلي بالتدخّل البري، وقد حشد عسكرية مـــدرّبـــة، وحــــاول أن يقنع الحليف الأميركي بأن عمليته ستكون محدودة، لكن ثمة خطورة كبيرة بألا يكتفي الإسرائيليون بالتقدّم عبر الجبهة الجنوبية، فقد يتجهون بقاعاً لقطع طرق الإمداد من سوريا». وعــبّــر أبـــو ديــــاب عــن أســفــه لأن «هـنـاك مَــن يضحّي بلبنان (فــي إشـــارة إلــى إيـــران) كـمـا ضـحّـى بــغــزة، ولــذلــك لا يمكن أن ننقذ بلدنا إّ عبر استعادة الدولة لتأخذ دورها وقرارها». بيروت: يوسفدياب

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky