issue16746

كنا في أكتوبر (تشرين الأول) من كل سنة نجد أنفسنا على مـوعـد مـع الاحـتـفـال بـذكـرى الـسـادس مـنـه، فهي ذكـرى بقيت، وأظن أنها ستبقى، مما يبعث الأمل في نفوس العرب. وإذا كنت قد قلت إننا كنا نفعل كذا، فلأننا ابتداءً من هذه السنة سنجد أنفسنا على موعد مع يومين في الشهر نفسه، أحدهما السادس من الشهر، وثانيهما السابع منه، فـفـيـه مــن الـسـنـة المــاضــيــة أطـلـقـت كـتـائـب عــز الــديــن الـقـسـام «طوفان الأقصى»، الذي لا تزال تداعياته تفيضعلى المنطقة وربما على العالم من وراء المنطقة في كل اتجاه. ، والسابع 1973 ما بين السادس من هذا الشهر في سنة منه في السنة المنقضية، فـارق باتساع المسافة بين السماء والأرض. ولمـــاذا لا يكون الـفـارق هـكـذا، بينما نـرى بأعيننا مــاذا أصــاب الأشـقـاء الـغـزاويـ فـي فلسطين، ومـــاذا يصيب الإخوة في لبنان؟ الـفـارق بـ اليومين هـو الـفـارق بـ عمل مـــدروس أدى إلى تلقين الإسرائيليين درسـا غير مسبوق، وبين عمل آخر غير مدروس أدى إلى ما أدى إليه على مدى السنة الكاملة، ما دامت حكومة نتنياهو في تل أبيب قائمة في مقاعدها، وما دامت واشنطن غارقة في أجواء حملتها الانتخابية. 27 لقد وقــف نتنياهو يخطب أمــام الأمــم المتحدة يــوم سبتمبر (أيلول) المنقضي، فقال إن بـاده تحارب على ست جبهات، ثم راح يعدّد الجبهات التي يقصدها واحدة من وراء الأخرى. لقد بدأ من جبهة قطاع غزة، ثم مضى بعدها يذكر جبهة جـنـوب لـبـنـان، ومــن بعدهما جبهة جماعة الحوثي في اليمن، وجبهة الضفة الغربية، والجبهة السورية حيث تـوجـد فـصـائـل مـوالـيـة لإيــــران، وأخــيــراً جبهة الــعــراق حيث تــوجــد فــصــائــل مــمــاثــلــة. أمــــا هــــذه الــفــصــائــل الأخـــيـــرة الـتـي تسمي نفسها فصائل المقاومة الإسلمية، فكانت قد قالت إنها سـوف تستهدف إسرائيل بالهجوم، وإنها تُعد العُدة لذلك، وإنها ستهاجم الإسرائيليين انتصاراً للفلسطينيين الذين عاشوا ويعيشون الموت في القطاع طوال السنة التي انقضت على إطـاق الطوفان، وقد استهدفت بالفعل أربعة مواقع إسرائيلية. فهل كـان نتنياهو يُحصي هـذه الجبهات على أساس أنـــه سيعمل عـلـى واحــــدة جــديــدة مـنـهـا كـلـمـا فـــرغ مــن التي تسبقها؟ هـــذا ســـؤال لــه وجــاهــتــه، لأنـــه لا أحـــد فــي مـقـدوره التكهن بالطريقة الـتـي يفكر بها رجــل منفلت مثله مـن كل عقال. كان عن إدراك بحدود 1973 إطلق السادس من أكتوبر ما سوف يكون من بعده، وكان عن استعداد لتحقيق أهداف محددة من ورائه، وكان السادات الذي أطلقه يعرف أن الأمور بخواتيمها، ولذلك، فإن خاتمته كانت في التاسع من مارس ، عندما جـرى استرجاع طابا بوصفها آخـر ما 1989 ) (آذار تبقى من أرضسيناء لدى المحتل. إطلق ذلك اليوم في تاريخه كان عن بينة بأنه مُفتتح، وأنـــه بــاب ســوف يـقـود إلــى أبـــواب تـالـيـة، وأنـــه خـطـوة أولـى . فلما جاء يوم 1989 إلى 1973 سنة من 16 في مسيرة دامت استرداد طابا كان هو الخاتمة لليوم الذي أطلق المسيرة. أمـــا الـسـابـع مــن أكـتـوبـر فتشعر حــ تسترجعه بأنه جـاء كأنه طلقة في الـهـواء، وهـي طلقة أحدثت من الصخب في المنطقة ما لم تُحدثه طلقة مماثلة، وأيقظت فتنة كانت نائمة في تل أبيب، ولم تحرر أرضـا ولا طـردت محتلً. هذا ما نراه بحساب الواقع أمامنا، وهذا ما نعاينه كلما حانت منّا التفاتة في أي ركن من أركان منطقتنا التعيسة بوجود هذا المحتل فيها. لا شــك فــي حُــســن نــيــات الــذيــن أطـلـقـوا «الـــطـــوفـــان» من الفلسطينيين، ولكنّ حُسن النية لا يكفي وحده للوصول إلى ما يبغيه صاحب النية الحسنة، وإذا كان قد قيل إن الطريق إلـــى الـــنـــار مـــفـــروش بـالـنـيـات الـحـسـنـة، فــهــذا قـــول يختصر المعنى ويوجزه على أفضل ما يكون الإيجاز. إن الـنـيـة رغــبــة فــي فــعــل، ولـكـنـهـا لـيـسـت فــعــاً فــي حد ذاتـه، وإذا لم تتوفر لها من الأسباب ما يكفل نجاح الفعل، فإنها تُفضي إلى ما أفضى إليه إطلق الأقصى بغير تقدير لـعـواقـبـه، وبـغـيـر اســتــعــداد لمـقـتـضـيـات كـــان لا بــد أن تكون حـاضـرة عند إطــاقــه، وإلا، فأمامنا الخريطة نستطيع أن نـتـطـلـع إلــيــهــا لــنــرى مـــن أيــــن انــطــلــق «الـــطـــوفـــان» قــبــل سنة بالتمام، ثم أين تفرعت وتوزعت عواقبه من غزة، إلى الضفة، إلى جنوب لبنان، إلى اليمن... هنا يكمن الــفــارق بـ الـيـومـ فـي الشهر نفسه: يوم بدأ نيةً لدى صاحبه، وحين اقترن بفعل فإنه قام 1973 في على برنامج عمل جرى إعـداده بعناية. ثم يوم آخر بدأ نيةً أيضا لدى أصحابه في «كتائب القسام»، ولكنه عندما اقترن بفعل خـانـه التقدير فـفـاض حتى أغـــرق «الـكـتـائـب» نفسها ولا يـــزال يُغرقها بما لـم تكن تتحسب لـه ولا تتوقعه، ولو أنها تحسبت أو توقعت لكانت قد أعادت الطرح والجمع في أوراقـهـا، لعل حصاد الحقل يأتي على حساب البيدر، كما يقول إخواننا في أرض الشام. سألتني الـسـيـدة مـيـرة، وهــي مثقفة مـن دولـــة الإمـــارات الشقيقة، عن علقة المواطنين ببعضهم وعلقتهم بوطنهم: هـــل نـكـتـفـي بـمـضـمـونـهـا الـــقـــانـــونـــي، أم نــحــتــاج أيـــضـــا إلــى الرابطة الشعورية، أي الشعور بالتضامن والتكافل والانتماء الواحد؛ كي تكون مواطَنة صحية وبـنّـاءة؟ لقد واجهت مثل هذا السؤال في واقـع الحياة. كما سمعته موجها لأشخاص أعرفهم، من مواطنين يقولون: كيف تكون مواطنا مثلنا، وأنت تنكر كثيراً مما نؤمن به. وسمعت شخصا كان مشهوراً في زمــن سـابـق، يـقـول فـي حـديـث تلفزيوني: لـو التقيت «فـانـا» لتفلت في وجهه. ثم شرح قائلً: إننا لا ننتمي إلى ذات المكان والمرجع. وأعلم أن كثيرين قد شاهدوا تلك المقابلة التي أثارت جدلاً واسعا في وقتها. والحمد لله أن تلك الصفحة قد طُويت، وارتاحت بلدنا من أثقالها. يشير سؤال السيدة ميرة إلى رغبة في الارتقاء بمفهوم المواطنة إلى مستوى الهوية الكاملة، بمعنى تحقيق التماثل الـــتـــام بـــ المـــواطـــنـــ ، فـــي الـــقـــنـــاعـــات الــســيــاســيــة والــديــنــيــة والعاطفية والثقافية. ولا أظن أن هذا ممكن في الواقع. ولو قلنا إنـــه مـمـكـن، فـهـو عسير المــنــال جـــداً. ولــــذا؛ لا أرى داعـيـا للسعي إليه أو المطالبة به؛ خشية تكليف الناسما لا يطيقون. عـلـى أنــنــي ســأطــالــع المـــوضـــوع مـــن زاويـــــة أخـــــرى، تـركـز على معنى الـهـويـة والمـواطـنـة ومضمونها الـثـقـافـي. وسبب اهـتـمـامـي بـهـذه المــســألــة، هــو مــا أراه مــن خـلـط بــ الـهـويـات المختلفة، ولا سيما تحميلها على الهوية الوطنية وخلطها بالأعراف الدينية/المذهبية، من دون داعٍ. فـي الـوضـع الطبيعي يحمل الإنــســان هـويـات متعددة، بـــــدءاً مـــن انــتــمــائــه الـــعـــرقـــي/الـــقـــومـــي إلــــى الــعــائــلــي والـقـبـلـي والإقــلــيــمــي، وصــــولاً إلـــى هـويـتـه المـهـنـيـة والـطـبـقـيـة ومـيـولـه السياسية، ودينه ومذهبه ولغته، والتاريخ الثقافي لبيئته الاجـتـمـاعـيـة، إلــى الـوطـن الـــذي يحمل جنسيته. كـل مـن هذه الانـتـمـاءات الكثيرة يمثل خيطا يشده إلــى مكان ويـؤثـر في ثقافته وتصوره للعالم، أي في تشكيل ذهنيته. وبهذا المعنى، فإن هوية الإنسان توليف معقد ومتداخل من هويات متنوعة. وكلما تزايدت، كانت شخصية صاحبها أعمق تفكيراً وأوسع أفقا. أزعــــم أنـــه لا يــوجــد شـخـص واحــــد، أحــــادي الــهــويــة، في العالم كله، بمعنى أن ذهنيته تشكلت في إطار هوية واحدة، أو انتماء واحد فقط. إن شخصا كهذا ينبغي أن يكون منعزلاً عــن الـعـالـم كـلـه طــــوال حـيـاتـه. وهــــذا – فــي ظـنـي – مستحيل بحسب ما نعرف عن عالم اليوم. حسنا. دعنا نتخيل صورة الهويات التي نحملها على شكل دوائــر متداخلة. بعضها يقع في الوسط وبعضها في الأطـــراف، وبعضها فـوق بعض، وهـكـذا. أفضل الـحـالات هي حــالــة الـتـفـاعـل والــتــاقــي بـــ تـلـك الـــهـــويـــات، أي حـــ يـكـون الإنسان قادراً على التعبير عن نفسه وثقافته ودينه وانتمائه العائلي والقبلي والسياسي في إطـار القانون الوطني. هنا يلتقي الجميع عـلـى أرض واحــــدة، وتـمـثـل الـهـويـة الوطنية دائـرة واسعة جامعة، أو مظلة حامية للنتماءات والهويات الأخرى كافة. فـي حـالـة كـهـذه لا يـكـون المجتمع الـوطـنـي حـشـداً هائلً من الأفراد المستقلين، بل مئات من الدوائر التي لكل منها لون وعلمة، لكن جميعها يقع في داخل الدائرة الكبرى، أي الهوية الوطنية. هذا ما نسميه «التنوع في إطار الوحدة». وهو أرقى التعبيرات عن فكرة الوطن في هذا العصر. ربما توجد حكومة فائقة القوة، تسعى لتذويب الهويات كـــافـــة، عــــدا واحـــــــدة. وهــــو أمــــر لا يــمــكــن تـحـقـيـقـه إلا بــالــقــوة الغاشمة. ونعرف من السجلت التاريخية أن بعض الطغاة قد فكر في هذا أو حاول فعله. ونعلم أن تلك المشروعات فشلت في أولى خطواتها؛ لأنها ضد المنطق وضد المسار الطبيعي للحياة. خلصة القول، أن المواطنة الكاملة متحققة فعلً لكل من يحمل جنسية البلد، مهما اختلف مع بقية المواطنين. هذا كافٍ تماما. فإن حاولنا فيما يزيد على ذلك، فقد نتحول من بناء الوطن إلى هدمه. التنوع إثراء للوطن، والوطن لكل أهله، مهما اختلفت مصادرهم أو مشاربهم وغاياتهم. الــــتــــصــــور فـــــي إســــرائــــيــــل أن «حـــــزب الــــلــــه»، خــــال أســـبـــوع واحـــــد فـــقـــط، تلقى ضربة ساحقة، بــ«غـزوة البيجرات» التي آلاف شــخــص، ثـــم قُــطــع رأســـه، 4 أصـــابـــت بــاغــتــيــال أمــيــنــه الـــعـــام حــســن نــصــر الــلــه، وتهلهل جسده بقتل قـادتـه. ويشبّه أحد المـحـلـلـ الإسـرائـيـلـيـ هـــذه «الإنـــجـــازات الــعــظــيــمــة» بــمــا حـقـقـتـه دولـــتـــه فـــي حــرب عندما قضت على الطائرات العربية 1967 في قواعدها قبل أن تتمكن من الانطلق. يومها ربـحـت إسـرائـيـل الــحــرب، وعاشت خللها في ازدهار وأمن لم يعكرهما سوى الانــتــفــاضــتــ المـــعـــروفـــتـــ ، وتــــم وأدهـــمـــا بوعود السلم الكاذبة. عـــلـــى وقـــــع الـــنـــصـــر الــــجــــديــــد، انــتــفــخ نتنياهو، واحتفل بالقضاء على الخصم، حتى كاد ينفجر غطرسة وجبروتا، وحوّل اسم عمليته في لبنان من «سهم الشمال» وهـــدفـــهـــا تــحــطــيــم «حــــــزب الــــلــــه» وإعــــــادة مستوطنيه، إلى «تغيير النظام في الشرق الأوســـط»، وبـات بمقدوره أن يطلق غزوه البري، شاهراً خرائطه التوسعية، التي لم نعد نعرف فيها لإسرائيل حدوداً. وبدأت جــمــعــيــات المــســتــوطــنــ الـــتـــرويـــج لــشــراء شــقــق تــطــل عــلــى الــثــلــج فـــي قــمــم الــجــبــال والمروج في جنوب لبنان، بعد استعادتها باعتبارها الأرض الموعودة. وفي الإعلن: «لـــنـــواصـــل (قــــضــــم) جـــنـــوب لـــبـــنــان ومــنــع سكانه من العودة. أسهموا بحدوث ذلك، انضموا إلينا». حملة تلتقي مع خطط نـواب ووزراء في الحكومة، وما صرح به المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن «نهر الليطاني هو حدود إسرائيل الشمالية». والــحــالــة هـــذه مـــن الــطــاووســيــة عمل نتنياهو بكل ما أوتي من خبث لاستفزاز إيـــــــــران، وإهـــانـــتـــهـــا بــقــتــل رئـــيـــس المــكــتــب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في عـقـر دارهــــا، ظـنـا مـنـه أنـهـا منهكة، وأنـهـا لـــن تــــــردّ، بــانــتــظــار انـــقـــضـــاء الانــتــخــابــات الأمـيـركـيـة. وفـــي انـسـجـام مــع هـــذا الـــرأي، قال النائب السابق لقائد فرقة غزة عميد أيام 7 أمير أفيفي: «ما فعلته إسرائيل في بـــ(حــزب الـلـه) يستطيع التحالف بقيادة 3 الولايات المتحدة أن يفعله في إيران في أيام». 200 عـكـس الــتــوقــعــات، ردّت إيـــــران بــــ صـاروخ، أصابت بعض القواعد، مسجلة سـابـقـة تــاريــخــيــة، لـــم تـــرَ إســرائــيــل مثيلً لها، بينما إسرائيل التي كانت في غمرة النشوة والاسـتـعـداد لاجتياح لبنان بريا وجـــــــدت نــفــســهــا تــتــلــقــى الــــصــــواريــــخ مـن السماء، ويتوجب عليها الرد. في لبنان، حسابات الحقل قد لا تلقي حــســابــات الـــبـــيـــدر، فــمــا أن أطـــلـــت الـــقـــوات البرية الإسرائيلية برأسها على الحدود، ، واجتمعت 50 جنديا وجرح 14 حتى قتل قيادة الأركـان لتقييم الخطط. لا ندري ما هي القوة الفعلية المتبقية لـ«حزب الله»، كما لا نعرف مـا هـي الترسانة الإيـرانـيـة، ولا فـاعـلـيـة الـخـطـط الإســرائــيــلــيــة، ومـــاذا ستفعل إن صدّ الهجوم البري غير أن تدمّر لبنان على رؤوس ساكنيه؟! بــعــد ســنــة عــلــى «طـــوفـــان الأقـــصـــى»، سوء التقدير كان كارثة على كل الأطراف، أكتوبر 7 يحيى السنوار قاد هجومه يوم ، معتمداً عـلـى عـدم 2023 ) (تـشـريـن الأول قــدرة إسرائيل على خـوض حـرب طويلة، واضطرارها للتفاوض من أجـل استعادة رهينة. تبين أن إسرائيل تتخلى عن 250 رهـائـنـهـا، بـل على اسـتـعـداد لأن تقتلهم، وتخوض معارك تفقد فيها مئات الجنود، ولا يــــرفّ لـهـا جــفــن. وتـــوقـــع «حــــزب الـلـه» أن مــا أسـمـاهـا «حـــرب المـشـاغـلـة» ستبقى عـلـى نـطـاقـهـا الـــحـــدودي، لأن إســرائــيــل لا يمكنها أن تحارب على جبهات عـدة. فإذ بأميركا تصبح شريكة بكل ثقلها، لأنها كــمــا قــــال أوبـــيـــر فـــيـــدريـــن، وزيــــر خـارجـيـة فرنسا الـسـابـق: «تَــعــدّ الـيـهـود أميركيين، والفلسطينيين الهنود الحمر». راهـــــــــــــن نـــــتـــــنـــــيـــــاهـــــو عــــــلــــــى تــــجــــويــــع الــفــلــســطــيــنــيــ ، وذبـــحـــهـــم، كــــي يـدفـعـهـم لــلــرحــيــل، أو الانـــتـــفـــاض عــلــى «حـــمـــاس»، فـمـا كـــان منهم إلا أن نــشــروا صـــور جثث قتلهم وأشــاء أطفالهم، وجعلوا سمعة إسرائيل أسوأ من مصاصي الدماء. وبدل أن يــجــد نــهــايــة لــتــراجــيــديــا غـــــزة، قــــرر أن يستكمل المجزرة، ويفتح لها فرعا آخر في لبنان. وكنا نظن أن «حزب الله» هو الذي يصرّ على ربط الجبهات، فـإذا بنتنياهو ينافسه، ويجعل الصور الدموية المنشورة فـــي كـــل مـــن الـجـبـهـتـ نـسـخـة واحــــــدة، لا تستطيع أن تميز بينها. وإســـرائـــيـــل تـــغـــزو لـبـنـان 1982 مــنــذ لتغيير المـعـادلات. وفي كل مـرة، تستنبت عــــــدواً أكـــثـــر شــــراســــة وتـــصـــمـــيـــمـــا. «نــجــح نتنياهو في توحيد كل أهل المنطقة حول ثقافة الـحـقـد، وأشـعـل حـربـا عبثية»، قال دومـيـنـيـك مــويـــزي، الـبـاحـث فــي الجامعة الإسرائيلية المفتوحة، وابـنـه مجند على فـي المائة 60 جبهة غــزو لبنان، مـذكـراً أن من مقاتلي «حــزب الله» قضى آبـاؤهـم أو أحد أفراد عائلتهم في حرب مع إسرائيل. حــلُــم نـتـنـيـاهـو أن يــقــف فـــي الــذكــرى الـــســـنـــويـــة الأولــــــــى لـــــ«طــــوفــــان الأقــــصــــى» 7 مــنــتــشــيــا، مـــاســـحـــا عــــن وجــــهــــه مـــهـــانـــة أكـتـوبـر، قـد يـكـون تـبـدد، والـنـصـر الكبير الـــذي ظـن أنــه حـصـده، لـم يعد أكـيـداً. هذه حــــرب مـــفــاجـــآت، وكــــل يــــوم تـحـمـل صـدمـة تنسيك ما حصل قبلها. أمــا زلـتـم تـتـذكـرون المــذابــح المستمرة في غزة؟ OPINION الرأي 12 Issue 16746 - العدد Thursday - 2024/10/3 الخميس المواطن «الممتاز» والمواطن «العادي» حصاد الحقل الذيجاء على غير حساب البَيْدر الحالة الطاووسية وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com التنوع إثراء للوطن... والوطن لكل أهله مهما اختلفت مصادرهم أو مشاربهم وغاياتهم توفيق السيف هل كان نتنياهو يُحصي الجبهات على أنه سيعمل على واحدة جديدة منها كلما فرغ من التي تسبقها؟ سليمان جودة سوسن الأبطح هذه حرب مفاجآت وكل يوم تحملصدمة تنسيكما حصل قبلها

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky