issue16745

8 تحقيق FEATURES Issue 16745 - العدد Wednesday - 2024/10/2 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT هل فعلاً أصبحت الجامعات في أميركا «هي العدو»؟ «كـــيـــف نــحــمــي الــــطــــاب مــــن الـــتـــشـــدّد فـي الــــقــــوانــــن الــــجــــديــــدة الـــتـــي تــبــنّــتــهــا جــامــعــات أمـــيـــركـــيـــة مــخــتــلــفــة» كـــــان مـــوضـــع نـــقـــاش بـن الأســــاتــــذة خــــال المـــؤتـــمـــر الـــســـنـــوي للجمعية الأمـــيـــركـــيـــة لــلــعــلــوم الــســيــاســيــة فــــي سـبـتـمـبـر (أيــلــول) المـاضـي فـي فيلدلفيا. واقـتـرح زمـاء فـــي جــامــعــة بــــارنــــارد فـــي نـــيـــويـــورك مـقـاطـعـة تصحيح الامتحانات كنوع من المعارضة ضد التضييق على حرية الطلب في التعبير. استجواب في الكونغرس رئــيــس جـامـعـة نـورثـويـسـتـرن هــو واحــد مـــن ثــاثــة رؤســـــاء جــامــعــات مـثـلـوا فـــي جلسة لـــلـــكـــونـــغـــرس الأمــــيــــركــــي دعـــتـــهـــم إلـــيـــهـــا لـجـنـة الـتـربـيـة والـــقـــوى الـعـامـلـة بـرئـاسـة فيرجينيا فــــوكــــس مـــــن الـــــحـــــزب الــــجــــمــــهــــوري عـــــن ولايـــــة كـارولايـنـا الشمالية أواخـــر شهر مـايـو (أيـــار) الماضي. وتلك هي الجلسة الثالثة التي تعقدها اللجنة لاسـتـجـواب رؤســـاء جـامـعـات أميركية حـــــول مــــا عــــدتــــه ارتــــفــــاعــــا فــــي مــــوجــــة مــــعــــاداة السامية في حـرم الجامعات الأميركية وسوء تعامل هؤلاء الرؤساء معها. » (أي راسب)، قالت F «حصلتِ على علمة عضوة الكونغرس الجمهورية إليز ستيفانيك الــتــي تـمـثـل ولايــــة نـــيـــويـــورك، لـرئـيـس جامعة نورثويسترن وقتها. وسبق لرابطة مكافحة )، وهـي Anti-Defamation League( التشهير منظمة غير حكومية، مركزها نيويورك، تعنى بمحاربة المعاداة للسامية وتدعم إسرائيل أن منح علمة الرسوب لجامعة نورثويسترن في أبـريـل (نـيـسـان) المـاضـي بسبب الاحتجاجات التي شهدتها الجامعة ضد الحرب على غزة، والـــتـــي عــدتــهــا المــنــظــمــة مـــعـــاديـــة لـلـسـامـيـة لما فـيـهـا مـــن شـــعـــارات تــدعــم الانــتــفــاضــة وتنتقد الصهيونية، وانتهت باتفاق بي إدارة الجامعة والــــــطــــــاب، وهــــــو مــــا عــــدتــــه الــــرابــــطــــة بــمــثــابــة «مكافأة» للمحتجي. ودعت اللجنة كذلك إلى إزالـــة الـرئـيـس مـن منصبه. وقـالـت فـوكـس في جلسة الاسـتـمـاع: «وردتــنــا تـقـاريـر عـن أعمال عنف مـروعـة ومـضـايـقـات للطلب الـيـهـود في حرم جامعتكم». وكانت اللجنة بعثت برسالة إلــى رئـيـس الجامعة ورئـيـس مجلس أمنائها تفصّل فيها الأحــداث التي دفعتها إلى إرسال الـــدعـــوة لـلـمـثـول أمــامــهــا، وعــلــى رأســهــا قبول إدارة الجامعة بتنازلات لإنهاء الاحتجاج بدلاً مـن اسـتـخـدام الـقـوة لـنـزع الخيم الـتـي نصبها الـــطّـــاب المـــعـــارضـــون. وحــســب الاتــهــامــات كـان مــوقــع الــخــيــم، المـــعـــروف بــ«المـنـطـقـة المـــحـــرّرة»، مــســرحــا لــجــرائــم وأحــــــداث مــعــاديــة لـلـسـامـيـة. وارتكزت الأدلّـة في الرسالة على تقارير طلب يــهــود أفـــــراد عـــن مـــواقـــف عـــدوهـــا مــعــاديــة لهم كيهود. فضمن اللئحة مثلً أن طالبا يهوديا تـــعـــرّض لمــضــايــقــات عــنــد وقـــوفـــه أمـــــام الـخـيـم شارحا لعميد الطلب مخاوفه من الاحتجاج. فــوقــف طــالــب كــــان جــالــســا إلــــى جــانــبــه وصـــار يقول له، حسب الرسالة نفسها: «أنت تقرفني. هـــل تـظـن أن انــزعــاجــك الـصـغـيـر مـــن المـظـاهـرة يهمّني؟ هـذا هو هـدف الاحتجاج، الهدف هو أن تنزعج قليلً. ثمة آلاف من الناس يموتون فــي غـــزة وكـــل مــا يهمك هــو بـعـض مــن الأبـــواق في الـصـبـاح؟». وتتضمّن لائحة هـذه الجرائم التي أوردتـهـا الرسالة الرسمية أن امـــرأةً ذات شعر أبيض غير تابعة للجامعة حملت يافطة كـتـب عليها «المــقــاومــة مـسـمـوحـة حـيـث يكون احتلل»، مع هاشتاغ «فيضان الأقصى»، وأن أحـد المتظاهرين سـرق علما إسرائيليا وعلما أميركيا، وأن رئيس الشرطة التابعة للجامعة رفض الدخول إلى الخيم لاستردادهما، إضافة إلـــى أن تـعـلـيـمـات أرســلــت لمـهـنـدسـي الجامعة بـإطـفـاء نـظـام الـــري الآلـــي للمساحة الخضراء حيث نصبت الخيم، «فـي مـا يبدو أنـه حرص على عدم إزعاج المحتجي». خيمةرمزية... ومساءلة للاستثمارات أيام من 5 أبريل (نيسان)، وبعد 19 وفي الاحتجاج، أُبرم اتفاق بي الطلب والإدارة في نورثويسترن ينص على أن الجامعة ستسمح بالاحتجاجات السلمية شـرط أن تبقى خيمة واحـــــــدة لا غـــيـــر. ويـــنـــص الاتــــفــــاق أيـــضـــا عـلـى إعـــــــــادة تـــشـــكـــيـــل الـــلـــجـــنـــة الاســــتــــشــــاريــــة حـــول المسؤولية في الاستثمارات لتجيب عن أسئلة حـول استثماراتها الحالية، وعلى استضافة أســتــاذيــن فلسطينيي لمــــدّة سـنـتـن مــن خـال برنامج استضافة أكاديميي من بلدان النزاع اسـتـضـاف أســاتــذة مــن أوكــرانــيــا فــي السنتي الماضيتي. وأخيراً ينص الاتفاق على تأسيس بيت للطلب المسلمي والشرق أوسطيي على غـــرار الـبـيـوت المخصصة لليهود والكاثوليك وغيرهم من الطلب يستخدمونها في الصلة ولمناسبات ثقافية واجتماعية. واتّـــهـــم الــجــمــهــوريــون مـــن أعـــضـــاء لجنة الـــكـــونـــغـــرس، رئـــيـــس جــامــعــة نــورثــويــســتــرن، بأنه استسلم للمتظاهرين وكـافـأهـم بدعوته أساتذة فلسطينيي، وسألته ستيفانيك: «ماذا عـــن الأســــاتــــذة الإســرائــيــلــيــن، هـــل سـتـدعـوهـم أيـــضـــا؟». ووصــفــت رئـيـسـة اللجنة فيرجينيا فوكس الاتـفـاق بـ«الجبان» لأنـه رضـخ لمطالب المحتجي، وطلبت من رئيس الجامعة التعهد بـــألا تـقـاطـع الــجــامــعــة، إســـرائـــيـــل، ولا تسحب اســتــثــمــاراتــهــا مــنــهــا، لأن هــــذا يـــعـــدّ تسييسا لمسائل ماليّة وتقويضا لسلطة إدارة الجامعة. الأساتذة «الليبراليون» متهمون من الطرفين! مــن جـهـة أخــــرى، رفـــض عـــدد مــن الـطـاّب المتظاهرين بدورهم الاتفاق معتبرين أن الإدارة لـم تتنازل قـط فيما يخص الأمـــور الأساسية، أي المقاطعة وسحب الاستثمارات. فهي قبلت فـقـط أن تنشر مـعـلـومـات حـــول استثماراتها، وبــــأن تــكــون أكــثــر شـفـافـيـةً ولـكـنـهـا لــم تتعهد بــســحــب أي اســـتـــثـــمـــارات مــــحــــددة. ورأوا فـي تــأســيــس بــيــت لـلـمـسـلـمـن جـــائـــزة تــرضــيــة لا تستجيب للمطالب السياسية للحتجاجات. ووصـــفـــت إحـــــدى طــالــبــاتــي، وهــــي مـــن الـهـنـد، وكانت تقود الاحتجاجات، الانقسام بي طلب حـــول هـــذه المــســائــل، وشـــرحـــت أن مـــن صــوّتــوا لـقـبـول الاتـــفـــاق، اعــتــبــروا أنـــه يجنبهم تـدخـل قوى الأمن والملحقة القانونية، كما حصل في جـامـعـات أخــــرى، ومـــن رفــضــوه لــم يـكـونـوا من الطلب الفلسطينيي أو العرب بل من الطلب الأميركيي. ووصـف هـؤلاء الطلب الأساتذة المكلّفي التواصل بينهم وبـن الإدارة بـ«الليبراليي»، وهــــي كـلـمـة أصــبــحــت ذات دلالـــــة سـلـبـيـة لــدى »، وعدّوهم «عملء لإدارة الجامعة». z «الجيل وللعلم، فقد أمضى هؤلاء الأساتذة المدافعون 19 عن حق الطلب في التظاهر، ليلة طويلة في أبـريـل المـاضـي محاولي إقـنـاع طلبهم بقبول الاتفاق تجنبا لاستخدام القوة والعنف ضدهم ولإزالـــــة الـخـيـم فـــي الـــيـــوم الــتــالــي، كـمـا هـــددت إدارة الجامعة. وتقول أستاذة زميلة: «اعتبرنا الاتـــفـــاق أرضــيــة لـانـطـاق منها ولـيـس سقفا نهائيا لعملنا». والــــــســــــؤال الأكـــــثـــــر تـــــــــردداً خــــــال جـلـسـة الاســتــمــاع فـــي الــكــونــغــرس هـــو لمــــاذا لـــم تـطـرد الجامعات الـثـاث طـابـا أكـثـر وأســاتــذة أكثر. وكـــــان هـــو الــــســــؤال الـــــذي افــتــتــحــت بـــه فـوكـس الجلسة. وأكّد الرؤساء أنّ عدداً من الطلّب هم قيد التحقيق، وأنّ أشكال العقاب متنوّعة. ووصـــف نـائـب جـمـهـوري، أحــد الأسـاتـذة المــــدافــــعــــن عــــن المـــنـــطـــقـــة المـــــحـــــررة فــــي جــامــعــة نـورثـويـسـتـرن، دالاً عليه فــي صـــورة للمشهد عــــرضــــت خــــــال الـــجـــلـــســـة، بـــــأنّـــــه «بـــلـــطـــجـــي». والأسـتـاذ، هو ستيفن ثـراشـر، أستاذ الإعــام، ولم يعد إلى التعليم هذا الفصل، لأن الجامعة عــلّــقــت عــمــلــه إلــــى أن يـنـتـهـي الــتــحــقــيــق مـعـه. وفــــي مــقــابــلــة لـــه الــشــهــر المـــاضـــي مـــع بــرنــامــج » الـيـسـاري، قــال ثـراشـر إنّ Demcoracy Now« مـبـادئ الـعـدالـة الاجتماعية نفسها الـتـي كان يطبّقها فــي مــا يـتـعـلّـق بـقـضـايـا كالعنصرية والــكــوفــيــد والمـثـلـيـن والإيــــــدز، وكـــانـــت مـصـدر إشادة له، ممنوع عليه تطبيقها في ما يتعلّق بـفـلـسـطـن. وكـــذلـــك افـتـتـحـت جــامــعــة كـورنـيـل فـــي نــيــويــورك الـــعـــام الـــدراســـي بتعليق طـالـب دكتوراه من بريطانيا، وهو مسلم وأصله من غامبيا. أما جامعة موهلنبرغ في بنسلفانيا فأقالت أستاذة أنثروبولوجيا في شهر مايو (أيـــار) فـي أول إقـالـة لأسـتـاذ مـن مــاك التعليم الجامعي بسبب دعم فلسطي. مقاربة مارتن لوثر فــــــــي وقــــــــــت اخـــــتـــــتـــــمـــــت فــــــوكــــــس جـــلـــســـة الـــكـــونـــغـــرس قــائــلــة لــــرؤســــاء الـــجـــامـــعـــات إنـهـا «متفاجئة بـدرجـة الازدراء الـتـي عـبّـرتـم عنها حـيـال اللجنة والــطــاب الـيـهـود»، ذكّـــر النائب الــــديــــمــــقــــراطــــي عـــــن ولايـــــــــة فـــرجـــيـــنـــيـــا بـــوبـــي ســكــوت بـمـقـاربـة مـــارتـــن لــوثــر كـيـنـغ للنشاط السياسي، وهـي مقاربة استوحاها كينغ من المهاتما غاندي وتقوم على ارتكاب مخالفات لـلـقـانـون، ومــن ثــمّ الـقـبـول بـعـواقـب ذلـــك، وهي بــذلــك تــعــدّ مــقــاربــة ســلــمــيّــة. وأوضـــــح سـكـوت أنـــهـــا المـــقـــاربـــة نـفـسـهـا الـــتـــي تــبــنّــاهــا الـــطـــاّب فـي الـجـامـعـات. وقــد وصـفـت طالبتي كيف أن المـحـتـجـن فـــي نـورثـويـسـتـرن وزّعـــــوا أنفسهم طــــوعــــا إلـــــى مـــجـــمـــوعـــات مـــســـتـــعـــدة لــلــتــعــرض لـــاعـــتـــقـــال ومـــجـــمـــوعـــات أخــــــرى مــــن طـــــاب لا يـسـعـون لـلـمـواجـهـة، واتــفــقــوا عـلـى لـــون يرمز لكل مجموعة، وعلى لقب لكم منهم. وكانوا قد استوحوا هذا النوع من التنظيم من الطلب في جامعة كولومبيا الذين شاركوا زملءهم في كافة الجامعات الأميركية ملفات تفسّر طرق الـعـمـل الـتـنـظـيـمـي. وكــــان تــرمــب وصـــف حملة شرطة نيويورك على طلب جامعة كولومبيا بأنّها «مشهد جميل»، وتعهّد بترحيل الطلب الأجـــانـــب عـنـد انـتـخـابـه. أمّــــا جـيـه دي فـانـس، الذي اختاره ترمب نائبا له في حملة ترشيحه للرئاسة، فكان قـال خـال خطابه أمــام مؤتمر الجمهوريي فـي يوليو (تــمّــوز) المــاضــي، «أنّ الأســاتــذة هـم الــعــدو»، وذلـــك نـقـاً عـن الرئيس الجمهوري الأسبق ريشارد نيكسون. وكـــانـــت مـجـمـوعـات طــاّبــيّــة ومـتـمـوّلـون ومـــراكـــز دراســـــات ومـثـقـفـون مـحـافـظـون بـــدأوا بالتحرك رداً على تناقص قوّتهم بعد الحركات الاحــتــجــاجــيــة الــيــســاريــة المـــدافـــعـــة عـــن حـقـوق الــســود أواخــــر الـسـتّـيـنـات. وتـعـاظـم شـــأن هـذا الــتــيــار مـــع وصـــــول تـــرمـــب لـلـسـلـطـة رداً أيـضـا عـلـى حــركــة «حــيــاة الــســود مـهـمـة» الــتــي بــدأت . وهذه المجموعات تتهم الجامعات، 2020 سنة هي أيضا، بـ«الليبرالية» وتعدّ أنها تفتقر إلى تمثيل كافٍ من الأساتذة اليمينيي وأصحاب الأفــــكــــار المـــحـــافـــظـــة. وبـــــــدأت بــالــفــعــل بـتـمـويـل كليات مهنية كالطب والحقوق وإدارة الأعمال وأصبحت ترسخ نفوذها في الجامعات. أما استثمارات الجامعات فهي تصب، كـــاســـتـــثـــمـــارات مــنــظــمــات عـــديـــدة أخـــــرى في الـــولايـــات المــتــحــدة، فـــي شـــركـــات كــ«بـويـنـغ» و«بـــاكـــســـتـــون» و«جـــيـــنـــيـــرال ديــنــامــيــكــس»، وهــــــي شـــــركـــــات تـــمـــد إســــرائــــيــــل بـــالأســـلـــحـــة وبــــأشــــكــــال أخـــــــرى مــــن الـــــدعـــــم. وتــــــــدار هـــذه الاستثمارات من خـال مكتب مخصص لها ومــن خــال مجلس الأمـنـاء ومجلس الأمناء هـــو الـــــذي يـــعـــنّ رئـــيـــس الـــجـــامـــعـــة. فيصير رئـيـس الـجـامـعـة بـذلـك محكوما بـاعـتـبـارات مالية فيما هو أيضا يدير الأهداف التعليمية للجامعة. وقـالـت النائبة الديمقراطية عـن ولايـة ميشيغان، هايلي ستيفنز، خلل مداخلتها فــي جـلـسـة الــكــونــغــرس: «إنــنــا نــعــرف تكلفة الــــــدخــــــول إلـــــــى جــــامــــعــــاتــــكــــم، هـــــي تـــكـــلـــفـــة لا تصدق. هـذا ما علينا التركيز عليه، وليس هـذا الجدل المصطنع عن العدالة بينما أنتم فعليا تـدّعـونـهـا فــقــط»، مـشـيـرةً إلـــى موقف الجمهوريي في لجنة التربية العام الماضي حــيــال المــــــوارد المـخـصـصـة لـقـضـايـا الـصـحـة الـــنـــفـــســـيـــة، وكـــيـــف صّــــوتــــوا جــمــيــعــهــم عـلـى حرمان الطلب المثليي منها. وفـيـمـا تستفيد الـجـامـعـات الحكومية فـــــي الــــــولايــــــات المــــتــــحــــدة مـــــن الـــتـــمـــويـــل مـن الـحـكـومـة الـفـيـدرالـيـة، ومـــن الــولايــة نفسها، تستفيد الجامعات الخاصة كنورثويسترن، مثلها مثل الجامعات الحكومية، من تمويل »، وهو برنامج نشأ Title VI« تحت برنامج ،1964 كجزء من قانون الحقوق المدنية سنة ويـمـنـع الـتـمـيـيـز فـــي الـتـعـلـيـم ويـمـنـح دعـمـا لــبــرامــج دراســـــة الــلــغــات ولأقـــســـام فـــي عـلـوم الإنسانيات تعنى بدراسة المناطق والثقافات حـــول الــعــالــم. وهــــذا الــبــرنــامــج هـــو مـــا ذكـــره أعــــضــــاء الـــكـــونـــغـــرس كــــأســــاس لمـحـاسـبـتـهـم رؤســـــــــــاء الــــجــــامــــعــــات حـــــــول اســـتـــخـــدامـــهـــم الأمــوال المحصلة من الضرائب التي يدفعها المــــواطــــنــــون الأمـــيـــركـــيـــون وحــــــول امــتــثــالــهــم لقواني منع التمييز على أساس الديانة. الأساتذة يرفضون قمع الحريات وجـــــه فـــــرع نـــورثـــويـــســـتـــرن لـلـجـمـعـيـة الأمـــيـــركـــيـــة لـــأســـاتـــذة الــجــامــعــيــن رســـالـــة لـإدارة رفضا للتغيير الذي أدخله رئيسها على قواعد سلوك الطلب عقب بدء الحركة الاحـــتـــجـــاجـــيـــة، عـــــــاداً فـــــي ذلــــــك «تـــصـــعـــيـــداً دراماتيكيا في قمع حرية التعبير والبيئة الأكـــاديـــمـــيـــة»، فـيـمـا دافــــع رئــيــس الـجـامـعـة تشيل عن سياسته ووصفها بـ«الحيادية». وحسب الأسـاتـذة الموقعي على الرسالة لم يستشر الرئيس ممثلي الأسـاتـذة واللجنة الاستشارية حول حرية التعبير والخطاب المؤسسي، والذي كان الرئيس نفسه شكّلها في شهر فبراير (شباط). وأتى تشكيل هذه اللجنة على أثر بدء تحقيق لجنة الكونغرس الأمــــيــــركــــي فــــي أحــــــــداث مـــــعـــــاداة الـــســـامـــيـــة. واعترض حوالي مائتي أستاذ على تركيزه على مـعـاداة السامية دون ذكـر ما يتعرض له الطلب المسلمون والفلسطينيون والعرب مــــن تــنــكــيــل أو ذكـــــر الـــعـــنـــف الـــتـــي تـرتـكـبـه إسرائيل في غزة، وكانوا قد وجهوا رسالة إليه بهذا الصدد في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. وإثر دعوة رابطة مكافحة التشهير إلى إزاحة رئيس الجامعة مـــن مـنـصـبـه، وقّــــع الأســـاتـــذة فـــي أوّل شهر مايو (أيار) رسالة أخرى رفعوها إلى أمناء الجامعة يعبرون فيها عـن رفضهم تعيي رئيس جديد قد يتعامل مع الطلب بعنف أكبر. وعــدّت الجمعية الأميركية للساتذة الجامعيي أنـــه يـجـب عـــدم إقــالــة أي رئيس جامعة من دون تصويت ممثلي الأساتذة. وأصـــــــدر رئـــيـــس الــجــمــعــيــة بـــيـــانـــا فـي شهر أغسطس (آب) أدان فيه مشروع ترمب وفـــــانـــــس الـــــــذي يـــقـــضـــي بـــالـــتـــضـــيـــيـــق عـلـى حـــريـــة الـتـعـبـيـر فـــي الـــجـــامـــعـــات وتــقــويــض اســتــقــالــيــتــهــا، عـــــاداً أنّ الــلــحــظــة الـحـالـيـة حـاسـمـة فــي مــا يـتـعـلّـق بمستقبل التعليم الــعــالــي الـــــذي يـشـكـل أســـــاس الـديـمـقـراطـيـة الأميركية. الجامعات ليست الـعـدو، العدو هم الفاشيون، يقول البيان ويضيف، حان وقت النضال. * أستاذة في الفلسفة السياسية في جامعة «كينغز كوليدج» في لندن نشطاء وطلاب يحتجون فيجامعة جورج واشنطن حيث انضم اليهمزملاء من جميع أنحاء الولايات المتحدة لدعوة جامعاتهم إلىسحب العلاقات المالية مع إسرائيل (رويترز) انطلق العام الـدراسـي الحالي في جامعة نورثويسترن، حيث كنت أدرّسحتى السنة الماضية، بإعلانات من قبل الإدارة عن قوانين وقواعد جامعية جديدة تم وضعها خلال عطلة الصيف، وتهدف إلـــى مـنـع تــكــرار الاحـتـجـاجـات الـطـ بـيـة الـتـي حصلت فــي الربيع الماضي رفضاً للحرب الإسرائيلية على غزة. وجامعة نورثويسترن جامعة خاصة تقع في ولاية إلينوي وهي من الجامعات الأميركية العريقة. وقـد افتتح رئيس الجامعة مايكل تشيل العام الدراسي برسالة إلكترونية إلى أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب كتب فيها أن حرية التعبير في الجامعات على أهميّتها «لا يمكن استخدامها حجة لتصرّفات تهدّد جوهر مهمة الجامعة وهو التنوير والمعرفة». وأعلن الرئيس في رسالته عن تدريبات إلزامية لكل الطلاب، وكـــذلـــك الأســــاتــــذة والإداريــــــــ ، حــــول مـــوضـــوع «مــــعــــاداة الـسـامـيـة وأشكال أخـرى من الكراهية». ثم أرسلت عميدة الجامعة بدورها رسـالـة تفصّل فيها الـقـواعـد الـجـديـدة، ومنها منع المـظـاهـرات في أوقات انعقاد الصفوف والحلقات الدراسية الليلية، ومنع استعمال مكبّرات الصوت قبل الساعة الخامسة مساء، ومنع الخيم وحصر الملصقات بأماكن معيّنة من حـرم الجامعة. وتـم توسيع القوانين المتعلّقة بالملكية لتشمل أي مـس بـأمـ ك الجامعة. كذلك أدخلت الإدارة تـعـديـ ت عـلـى مــا يــعــدّ «تـخـويـفـ أو تـرهـيـبـ » ليشمل أي تصرّفات «تؤثر بصورة كبيرة على قدرة أشخاص أو مجموعات على التعلّم، والعمل، أو العيش في بيئة الجامعة». عام دراسي انطلق بمنع التظاهر... وتدريبات إلزامية حول «معاداة السامية» * لبنى الأمين انطلق العام الدراسي فيجامعات أميركية عدة بقوانين وقواعد جامعية جديدة تم وضعها خلال عطلة الصيف بهدفمنع تكرار الاحتجاجات الطلابية الداعمة لغزة شهدت العشرات من الجامعات في الولايات المتحدة مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة ما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة (أ.ف.ب)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky