issue16745

ً فـــــرض الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي مــنــطــقــةً عـــازلـــة بالنار في منطقة جنوب الليطاني بجنوب لبنان، تمنع عبور الناس من شمالها، وأرغم ما تبقى من كيلومتراً 60 السكان على النزوح إلى مسافة تبعد عن المنطقة الـحـدوديـة، في أوســع عملية إخــاء من نــوعــهــا تــتــزامــن مـــع تـــضـــارب حــــول الــتــوغــل الــبــري الـذي قالت إسرائيل إنها بدأته، بينما نفى «حزب الله» و«الجيش اللبناني» أي عملية تقدم باتجاه الأراضي اللبنانية. وأعلن الجيش الإسرائيلي إطلق عملية برية «محدودة» في جنوب البلد ضد «حزب الله»، وأمر قرية، بعد أسبوع من قصف مكثف 30 بإخلء نحو طاول أهدافاً للحزب المدعوم من إيران، وأوقع مئات القتلى. وقـــال الجيش الإسـرائـيـلـي فـي بـيـان، فجر الـثـاثـاء، إن جـنـوده دخـلـوا جنوب لبنان فـي إطـار «عملية برية محدودة وموضعية ومحدّدة الهدف» ضد «أهــداف ومنشآت إرهابية» لـ«حزب الله»، من غير أن يوضح عدد الجنود المشارِكين فيها. لكن «حـزب الله» نفى دخـول قـوات إسرائيلية إلـــى جـنـوب لـبـنـان، كـمـا نـفـى الـجـيـش اللبناني أي تــوغــل. وأوضــــح الـجـيـش، فــي بــيــان، أن «الـــوحـــدات العسكرية المنتشرة في الجنوب تنفّذ إعادة تموضع لــبــعــض نـــقـــاط المـــراقـــبـــة الأمـــامـــيـــة ضـــمـــن قــطــاعــات المسؤولية المحددة لها»، مؤكداً أن قيادته «تُواصل التعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)». مقاتلون معرّضون للاستهداف وبـدت دعـوة الجيش الإسرائيلي لإخـاء أكثر قـريـة وبـلـدة تقع جـنـوب الليطاني، بمثابة 30 مـن دعوة لإخلء المنطقة بالكامل من المدنيين، وتمهيد للتعامل مـع المـوجـوديـن فيها بوصفهم «مقاتلين مـــعـــرّضـــ لـــاســـتـــهـــداف»، حـسـبـمـا قـــالـــت مــصــادر ميدانية في الجنوب لـ«الشرق الأوسط»، مضيفة أن مطالبة النازحين بالخروج إلى منطقة شمال نهر الأولي (المدخل الشمالي لمدينة صيدا والفاصل بين محافظة الجنوب ومحافظة جبل لبنان، على بعد كيلومتراً من الحدود) هي «غير مسبوقة، 60 نحو وتـكـشـف عـــن نـــوايـــا إسـرائـيـلـيـة لـتـوسـعـة العملية الــبــريــة إلـــى كــامــل مـحـافـظـتَـي الــجــنــوب والـنـبـطـيـة، ولـــــن تــقــتــصــر عـــلـــى مــنــطــقــة جـــنـــوب الــلــيــطــانــي أو تــكــون بـمـثـابـة عـمـلـيـة مـــحـــدودة كــمــا زعــــم الـجـيـش الإسرائيلي». ومــــهّــــد الـــقـــصـــف الإســـرائـــيـــلـــي لــقــطــع أوصـــــال الــجــنــوب، بـــغـــارات جــويــة قـطـعـت طـــرقـــات رئيسية بـ حاصبيا ومرجعيون فـي الـشـرق، وهــو طريق يُقصف للمرة الثانية بعدما أعاد الجيش اللبناني فـتـحـه فـــي وقـــت ســـابـــق، فــضــاً عـــن فـصـل قـضـاءي صـــيـــدا وصـــــور فـــي الـــغـــرب، عــبــر اســـتـــهـــداف طـريـق القاسمية الذي أُعيد فتحه. وتشمل جميع المناطق التي سمّاها الجيش الإسرائيلي، قرى وبلدات واقعة جنوب الليطاني، التي يتوقع أن تكون مسرح العمليات، ولا تلحظ المـــدن الـواقـعـة جـنـوب الليطاني، مثل مدينة صور التي لا يزال يسكنها الآلاف من السكان والنازحين. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بعد ظهر الــثــاثــاء: «لـــن نــذهــب إلـــى بــيــروت ولا مـــدن جنوب لبنان»، حسبما أفادت «رويترز». تجارب بالنار وتــضــاربــت المــعــلــومــات حـــول طـبـيـعـة الـتـوغـل الــبــري الإســرائــيــلــي فــي الأراضـــــي الـلـبـنـانـيـة، وقــال الـــبـــاحـــث بـــالـــشـــؤون الــعــســكــريــة والاســتــراتــيــجــيــة مصطفى أســعــد: «لا يــوجــد اجـتـيـاح بـــري حقيقي ولا دروع متقدمة»، مشيراً إلى أن «ما يجري مجرد تـجـارب بالنار لمعرفة الطرفين نوعية المجموعات المتواجهة». وقــــال أســعــد لــــ«الـــشـــرق الأوســـــط» إن الــدخــول إلــى شبكة أنــفــاق، حسبما ظهر فـي الفيديو الـذي نشره الجيش الإسرائيلي، يثبت أن هناك تجارب واستطلعات ينفّذها الجيش للتيقن من الدفاعات، ونـــــوع المــجــمــوعــات الـــتـــي سـتـقـاتـلـه، وهــــل الــقــيــادة والسيطرة لا تــزالان مـوجـودتَـ ، لافتاً إلـى أن هذه التجارب «قد تستمر ليومين أو ثلثة». ورأى أنـــه إذا صـــحّ دخــــول الـجـيـش فـــي مـــرات سـابـقـة إلـــى المـنـطـقـة، «فــإنــه سـيـكـون أكــثــر حماسة للدخول؛ لأنه لا يجد مَن يواجهه بشكل فعلي». عمليات توغلسابقة وأعــلــن الـجـيـش الإســرائــيــلــي أن عـمـلـيـات الـتـوغـل ليست جديدة، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري: «إن القوات الإسرائيلية تنفّذ عمليات في جنوب لبنان منذ أشهر، وكشفت عن أنفاق ومخابئ أسلحة لـ(حزب الله) أسفل منازل، وعن خطط للجماعة اللبنانية لشنّ هجمات»، مشيراً إلى أنها «المـرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه التفاصيل». وأضـــاف أن الـعـشـرات مـن هــذه العمليات «كشفت عـــن خــطــط تـفـصـيـلـيـة لــــ(حـــزب الـــلـــه) لـــدخـــول إســرائــيــل وتنفيذ هجوم على غــرار مـا قامت بـه حركة (حماس) أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول) من 7 فــي جـنـوب إسـرائـيـل فــي العام المـاضـي». وقـال هاغاري إن النتائج والأدلــة التي تم اكتشافها تحت المنازل في قرى بجنوب لبنان خلل العمليات «سيتم تقديمها إلـى المجتمع الـدولـي». كما عـــرض خـــرائـــط ومــقــاطــع مـــصـــورة الـتـقـطـتـهـا كـامـيـرات مثبتة على أجساد الجنود. تحشيدات إضافية وبـــــــــمـــــــــوازاة تــــلــــك الإعـــــــــانـــــــــات، واصــــــــــل الـــجـــيـــش تـحـضـيـراتـه لـلـتـوغـل، إذ قـــال (الـــثـــاثـــاء) إنـــه اسـتـدعـى ألــــويــــة إضـــافـــيـــة لـــلـــمـــشـــارَكـــة فــــي مـــهـــمـــات عـــلـــى طـــول 4 الحدود الشمالية، وقال الجيش في بيان: «سيتيح ذلك مواصلة النشاط العملياتي ضد (حزب الله)، وتحقيق الأهــــداف العملياتية، بما فيها الــعــودة الآمـنـة لسكان شمال إسرائيل إلى منازلهم»، من غير تقديم تفاصيل بشأن استدعاء الألوية الجديدة، علماً بأن لـواء المشاة الإسرائيلي يضم عادة من ألف إلى ألفَي جندي، في حين دبابة. 100 يضم لواء الدبابات المدرعة نحو استعدادات «حزبالله» فـي المقابل، يستعد «حــزب الـلـه» للتصدي للغزو الـبـري، وقـــال مقربون منه إنــه «أنـهـى التعيينات وملأ الشواغر في المـواقـع القيادية لتشكيلته» بعد اغتيال مـجـمـوعـة مــن الـــقـــادة الـعـسـكـريـ عـلـى مـــدى أسبوعين بـضـربـات إسـرائـيـلـيـة فــي ضـاحـيـة بــيــروت الـجـنـوبـيـة. وقال هؤلاء إن عناصره «منتشرون على الحدود، وفي جهوزية واستعداد كاملَين للتعامل مع أي تطور»، في إشارة إلى العملية البرية المتوقعة. ووسط قصف إسرائيلي متواصل على مناطق في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت خلل الساعات الأخيرة، أعلن «حزب الله» حتى ظهر الثلثاء عمليات عسكرية، بينها «صليات صاروخية 8 تنفيذ )‏على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة 4 من نـوع (فــادي ، ومــقــر المـــوســـاد الـــذي 8200 الاســتــخــبــارات الـعـسـكـريـة يـقـع فــي‏ضــواحــي تــل أبــيــب، وتـجـمـع لــقــوات الــعــدوّ ‏في )، وتـجـمـعـات لجنود 2 ثـكـنـة دوفـــيـــف بـــصـــاروخ (فــلــق إسرائيليين قرب شتولا وفي المطلة». ونــقــلــت وســـائـــل إعــــام «حــــزب الـــلـــه» عـــن مــســؤول العلقات الإعلمية في الحزب، محمد عفيف، قوله إن «استهداف قاعدة (غليلوت) ومقر (الموساد) بضواحي تل أبيب ليس سوى البداية». 5 حربمتعددةالخرائط NEWS Issue 16745 - العدد Wednesday - 2024/10/2 الأربعاء «حزبالله» نفى دخول قوات إسرائيلية إلىجنوب لبنان، كما نفى الجيشاللبناني أي توغل ASHARQ AL-AWSAT ألوية إضافية... و«حزبالله» يستعد لصد التوغّل البري 4 حشدت إسرائيل تفرضبالنار منطقة عازلة جنوب الليطاني بيروت: نذيررضا إسرائيل تعلن اغتيال المسؤول المالي في «حزبالله» بيروت: «الشرق الأوسط» أعــــلــــن الـــجـــيـــش الإســــرائــــيــــلــــي، مــــســــاء أمـــس الثلثاء، اغتيال المسؤول المالي في «حزب الله»، مــحــمــد جــعــفــر قــصــيــر، وقـــالـــت إنــــه مـــســـؤول عن نقل وسـائـل قتالية مـن إيـــران إلــى الـحـزب، وذلـك بعد غارتين جويتين استهدفتا أطــراف ضاحية بيروت الجنوبية. واستهدفت غــارات جوية إسرائيلية أطـراف الــضــاحــيــة الــجــنــوبــيــة لـــبـــيـــروت، تـــركـــزت الأولــــى فـي منطقة بئر حسن قــرب طـريـق مـطـار بيروت الـدولـي، فيما استهدفت الأخــرى منطقة الجناح وأصابت مبنى قرب مستشفى الزهراء الجامعي. وتــمّ إغــاق طريق المطار الرئيسية وأوتوستراد الأسد وتحويلها إلى طريق الأوزاعي الفرعي. وأعــلــن الـجـيـش الإسـرائـيـلـي بــدايــة الأمـــر أنـه اسـتـهـدف بـيـروت بضربة «دقـيـقـة»، دون الإدلاء بأي تفاصيل. ولاحقاً، قال في بيان إنه استهدف » في 4400 محمد جعفر قـصـيـر، قـائـد «الـــوحـــدة «حزب الله»، المسؤولة عن نقل وسائل قتالية من إيران ووكلئها إلى الحزب. وقــال المتحدث باسم الجيش إن قصير يعدّ من أبرز قادة «حزب الله» وكان مقرباً من النظام الإيـرانـي. وقــال إن قصير «وجّــه مئات العمليات لــنــقــل الــــوســــائــــل الـــقـــتـــالـــيـــة الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة إلـــى (حـزب الله) في لبنان، حيث أشـرف على تطوير مـــشـــروع الـــصـــواريـــخ الــدقــيــقــة لــلــحــزب، وتـطـويـر قــدرات النيران للتنظيم، والتي كانت مخصصة لاستهداف الجبهة الداخلية وأهـــداف أخــرى في إسرائيل». وشـغـل قصير، حسب الجيش الإسـرائـيـلـي، عاماً، 15 » لأكثر من 4400 منصب قائد «الوحدة حيث «كان في الأعوام الأخيرة مسؤولاً عن مجال التمويل في (حزب الله) وقاد مبادرات اقتصادية بــهــدف الـحـصـول عـلـى تـمـويـل لأنـشـطـة إرهـابـيـة لـلـتـنـظـيـم مـــثـــل مـــشـــاريـــع اقـــتـــصـــاديـــة فــــي لـبـنـان وسـوريـا وشبكات اقتصادية ورجـــال أعـمـال في أنحاء العالم». كما «كان مسؤولاً عن نقل الأموال مـــن إيـــــران وســـوريـــا إلــــى (حــــزب الـــلـــه) فـــي لـبـنـان بـقـيـمـة مــئــات مــايــ الـــــــدولارات ســنــويــ »، وفـقـ للجيش الإسرائيلي. وقــــصــــيــــر مـــــــــدرج عــــلــــى قــــــوائــــــم الــــعــــقــــوبــــات ، بـتـهـم متعلقة بنقل 2018 الأمــيــركــيــة مـنـذ عـــام أمـوال من «الحرس الثوري الإيـرانـي» إلى «حزب الله». وذكرت الخزانة الأميركية أن محمد جعفر قصير، المعروف باسمه الحركي «الحاج فادي»، هو المسؤول المالي لجماعة «حزب الله» ومسؤول عن نقل الأسلحة الإيرانية من سوريا إلى لبنان. وقـالـت إنـه «يتولى وحــدة نقل الأسلحة الدقيقة بـ(حزب الله)، ويعرف بقربه من نصر الله الذي أوكل إليه العديد من المهام الحساسة، كما يدير نــشــاطــات غــيــر الــشــرعــيــة، مــثــل تـــجـــارة وتـهـريـب المخدرات والتبغ من سوريا إلى لبنان، مستغلً في ذلك نفوذه داخل الحزب». قوات الجيش تسعى إلى السيطرة على قمم الجبال وتتوقع كمائن ينصبها مقاتلو «الرضوان» هدفان للحرب الإسرائيلية... تحطيم «حزبالله» وإعادة نازحي الشمال مــع بـــدء العملية الـحـربـيـة الإسـرائـيـلـيـة فـي جـنـوب لـبـنـان، الـتـي تتضمن تـوغـاً برياً متوقعاً، تُطرح تساؤلات في تل أبيب عن مدى إمكانية تحقيق أهدافها ومخاطر جر المنطقة إلى حرب إقليمية. والأهداف الإسرائيلية المعلنة من عملية لبنان هي إعــادة النازحين الإسرائيليين إلى بيوتهم فــي شـمـال الجليل بــأمــان، وتحطيم الــقــوة القتالية لـــ«حــزب الــلــه». لـكـن منتقدين لــــســــيــــاســــات حــــكــــومــــة بــــنــــيــــامــــ نـــتـــنـــيـــاهـــو يـقـولـون إن الــهــدف الأول كـــان يمكن تحقيقه بــالمــفــاوضــات مــع حـكـومـة لـبـنـان، وفــقــ لـقـرار . ويشدد هؤلاء 1701 مجلس الأمن الدولي رقم على أنه لو منحت الحكومة الإسرائيلية وقتاً كـافـيـ لإقـنـاع «حـــزب الـلـه» بـذلـك، وتــم إدخــال إيـــــران عــلــى خـــط الــضــغــط، فــــإن الأمـــــور كـانـت ستبدو سالكة من دون حرب أو تصعيد. لكن الحكومة الإسرائيلية، من جهة، و«حزب الله»، مـــن جــهــة ثــانــيــة، قــــررا الـــذهـــاب رأســــ بــــرأس. فــإســرائــيــل مـقـتـنـعـة بــأنــهــا مــنــتــصــرة وتــريــد فـــــرضشــــــروط الاســــتــــســــام عـــلـــيـــه، والـــحـــزب مقتنع بأنه منتصر فـي نهاية المـطـاف، وظـلّ يـرد على الضربات الإسرائيلية التي تطوله بـمـزيـد مــن الـقـصـف الــصــاروخــي الــــذي وصـل أحياناً حتى تل أبيب. أمـــا الــشــرط الإســرائــيــلــي بـالـقـضـاء على قــدرات «حـزب الله»، فهو يشبه إلـى حد كبير الــهــدف الـــذي وضـعـتـه إسـرائـيـل لـلـحـرب على غزة: إبادة حركة «حماس» ومنع عودتها إلى الـحـكـم وتــحــريــر المــخــطــوفــ . وقـــد شجّعتها الإدارة الأمـيـركـيـة عـلـى هـــذه الأهــــــداف، وراح المــــســــؤولــــون الأمـــيـــركـــيـــون يــــــــرددون ضـــــرورة تــحــقــيــقــهــا (الــــقــــضــــاء عـــلـــى حـــكـــم «حــــمــــاس» وتــــحــــريــــر الـــــرهـــــائـــــن الإســـــرائـــــيـــــلـــــيـــــ ). لــكــن 12 الإسرائيليين ما زالوا عالقين في غزة منذ شهراً من دون أن تتحقق أهدافهم. فعلى الرغم من الضربات التي تلقتها «حماس»، فإن أحداً لا يستطيع منافستها حالياً على حكم غزة المدمرة. كما أن الرهائن الإسرائيليين ما زالوا محتجزين في أنفاق «حماس» داخل القطاع. ويـــتـــكـــرر الآن مـــشـــهـــد غـــــزة فــــي لـــبـــنـــان، حسب ما يقول سياسيون منتقدون لحكومة نتنياهو. ويرى هؤلاء أن إسرائيل تضع هدفاً غير واقعي للعملية الحربية في لبنان. وفي حين تقول واشنطن إنها تتحرك لمنع احتلل إسرائيلي للجنوب اللبناني ومنع التدهور إلـــى حـــرب إقـلـيـمـيـة، فـــإن هـنـاك مــن يعتقد أن إسرائيل تنفذ عملية متدحرجة، تكبر ككرة ثلج ويتسع نطاقها. والـخـطـة المــوضــوعــة لـلـحـرب فــي لبنان، نــشــرهــا قـــائـــد الـــلـــواء الــشــمــالــي فـــي الـجـيـش، الـــلـــواء غـــورديـــن، قـبـل أســبــوعــ ، عـنـدمـا قـام الوسيط الأمـيـركـي، آمـــوس هوكستين، خلل آخر زيارة له إلى تل أبيب وحاول خللها حث الدولة العبرية على منع التدهور الأمني مع لبنان، مؤكداً أن هناك خطة لتسوية سياسية جـــاهـــزة ويــمــكــن إتــمــامــهــا فـــي حــــال الـتـوصـل إلــــى اتـــفـــاق لـــوقـــف الــــنــــار. وتــتــضــمــن الـخـطـة الإسرائيلية توصية إلى رئاسة الأركان تقترح احتلل مقطع من الجنوب اللبناني وتحويله إلــــى حـــــزام أمـــنـــي يــمــنــع نـــشـــاط «حـــــزب الــلــه» ويضمن عودة آمنة لسكان البلدات الشمالية الــــنــــازحــــ . وتــــؤكــــد مــــصــــادر إســـرائـــيـــلـــيـــة أن قـــادة الجيش الإسـرائـيـلـي خـاضـوا حـــواراً مع نظرائهم الأميركيين، تم تتويجه بـ«تفاهمات حول التفاصيل الدقيقة» بين وزيـري الدفاع، الإسـرائـيـلـي يـــوآف غــالانــت، والأمـيـركـي لويد أوستن. وهكذا أصبحتصيغة الأهداف: حرب ضد «حــزب الله» وليس ضد لبنان، عمليات توغل محدودة النطاق جنوب نهر الليطاني، وتحطيم قــدرات «حــزب الله» العسكرية. كما تـــم الاتـــفـــاق عـلـى تـجـزئـة المــهــمّــات العسكرية الإســـرائـــيـــلـــيـــة فــــي لـــبـــنـــان إلــــــى عــــــدة مــهــمــات منفصلة بعضها عن بعض، يساندها سلح الجو وسلح المدفعية عند الدخول إلى لبنان أو الـــخـــروج مـــنـــه، فـــــإذا وجـــــدت إســـرائـــيـــل في أي موقع مقاومة مـن الـحـزب، تعالجه بشكل عميق أكثر، أي اجتياح بالدبابات والمدرعات. وهكذا تبدو العملية الإسرائيلية وكأنها تسير في مسار متدحرج. فهي بدأت بسلسلة تـــوغـــات نـفّـذتـهـا الـــقـــوات الإسـرائـيـلـيـة خـال الــشــهــور الأخـــيـــرة، لـفـحـص المـنـطـقـة. فعندما أيقنت أن «قـــوات الـــرضـــوان» التابعة للحزب غـــــادرت مـواقـعـهـا وتـــركـــت كـمـيـات كـبـيـرة من الأســلــحــة والـــذخـــيـــرة، قــامــت بـتـدمـيـرهـا على أرضــــهــــا. وخــــــال هـــــذه الـــعـــمـــلـــيـــات، الـتـحـمـت القوات الإسرائيلية مع بعض عناصر «حزب الله» الذين بقوا هناك لحراسة المكان، وقامت بتصفيتهم، فيما اعترفت إسرائيل بإصابة عدد من أفراد قوات الكوماندوس. وما حصل الـلـيـلـة المــاضــيــة أن هــــذه الـــقـــوات دخـــلـــت مــرة أخرى لكن بشكل منظم وقوات عديدة واحتلت عدداً من قمم الجبال والتلل المحيطة بالقرى قـريـة بالرحيل 30 الـجـنـوبـيـة. وأمــــرت سـكـان شمالاً، حتى تكمل المهمة فيها. ويُتوقع الآن أن القوات الإسرائيلية المساندة ستدخل إلى هذه القمم في ساعات الليل، في ظل توقعات بأن «قوات الرضوان» ستحاول نصب كمائن لها. وهـــــنـــــاك مـــــن يـــعـــتـــقـــد أن الـــــهـــــدف الأول والأســــــــــاس مــــن هــــــذه الـــعـــمـــلـــيـــة هــــو الــضــغــط العسكري على «حزب الله» حتى يقبل شروطاً جــــديــــدة تــتــضــمــن آلــــيــــات مـــراقـــبـــة تــضــمــن ألا يــعــود إلـــى مـقـربـة مـــن الـــحـــدود الإسـرائـيـلـيـة. ويـقـول الـنـاطـق بلسان الجيش الإسـرائـيـلـي، دانـيـال هـاغـاري، إنـه في حـال عجزت حكومة لبنان ودول العالم عن إرغام «حزب الله» على الــرضــوخ لـهـذا المـطـلـب، فــإن إسـرائـيـل ستقوم بـــهـــذه المـــهـــمـــة مــــن خـــــال الـــضـــغـــط الــعــســكــري والبقاء في الجنوب. وهـــــنـــــاك هـــــــدف آخـــــــر داخـــــلـــــي لــلــجــيــش الإسـرائـيـلـي فـي هــذا التصعيد، بــدأ يتحقق، يـتـعـلـق بـمـكـانـتـه بـــ الـــنـــاس. فــقــد تـــبـــّ من استطلع للرأي أجـري في اليومين الأخيرين ونشر الثلثاء، أن الجيش بـدأ يسترد الثقة. في المائة من الجمهور إنهم 37 ففي حين قال فــي المــائــة قبل 30 يـثـقـون بنتنياهو (مـقـابـل شهر)، حصل وزير الدفاع، يوآف غالانت، على في المائة قبل 35( في المائة من نسبة الثقة 57 شهر). إلا أن رئيس أركـان الجيش، هيرتسي هـلـيـفـي، حـصـل عـلـى أعــلــى مـسـتـوى ثـقـة بين فـــي المـائـة 46( فـــي المـــائـــة 63 الــثــاثــة، بـنـسـبـة فــي المــائــة مــن المستطلعة 89 ســابــقــ ). وعــبّــر آراؤهم عن ثقتهم بسلح الجو الإسرائيلي. تل أبيب: نظير مجلّي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky