issue16745

وســـط أخـــبـــار كـثـيـرة أغـلـبـهـا لا يـسـر، وأكثرها يسبب الكثير من الحزن على ما يجري في فلسطين ولبنان وعدد من الدول العربية التي خرجت مثخنة الـجـراح مما سمي «الربيع العربي». انتشرت الحروب الأهــلــيــة، وجـــرى تكسير الــــدول وتقويض مـؤسـسـاتـهـا لـصـالـح ميليشيات مسلحة حملت السلاح لصالحها، وانتزعت قرارات الــحــرب والـــســـ م مــن سلطاتها الـشـرعـيـة، وكــــــــان الـــثـــمـــن فـــــي الـــنـــهـــايـــة فـــــادحـــــا يـعـد بالضحايا والـجـرحـى ومساحة التدمير. مـــا كــــان مـــن ذكـــريـــات عــــاد إلــــى الـنـكـبـة في فـــلـــســـطـــ ، وفـــــي لـــبـــنـــان مـــــدى الـــــفـــــارق مـع الـــحـــروب الــســابــقــة مـــع إســـرائـــيـــل ونــوبــات الــحــرب الأهــلــيــة. احـتـفـال المـمـلـكـة بعيدها الـــوطـــنـــي وســــط هــــذه الأجـــــــواء مــثــل رحـلـة أخـــرى فـي الـتـاريـخ الـعـربـي غير تلك التي أوصـــلـــت أصـحـابـهـا والمـنـطـقـة إلـــى صـــورة الكوارث المشار إليها. إنه يمثل تاريخا آخر مـن بـنـاء للهوية جنبا إلــى جنب مـع بناء دولة وطنية كاملة الأركان تنظر بعين إلى تاريخها الطويل الـذي تعززه الاكتشافات التاريخية عبر عصور مختلفة، ثم العصر الـــخـــاص مــنــذ تــأســيــس المــمــلــكــة ومــــا تــ ه حتى كانت المرحلة المتميزة التي يعيشها الــشــعــب الـــســـعـــودي الآن، الـــتـــي تـــرنـــو إلــى مستقبل تكون فيه المملكة في مسار البلدان المتقدمة التي تساهم في الاقتصاد العالمي، ليس فقط بـالـقـدرات النفطية، وإنـمـا أكثر مــن ذلـــك فــي مــجــالات اقـتـصـاديـة متنوعة، وفي المقدمة منها التكنولوجيات العالمية المتقدمة. فــالــحــقــيــقــة أنـــــه حـــتـــى وقـــــت قـــريـــب لـم تـوجـد دولـــة عـربـيـة واحــــدة قـدمـت معجزة مـــن أي نــــوع خــــ ل الــعــصــر الـــحـــديـــث؛ فلم تـــوجـــد داخـــــل الـــعـــالـــم الـــعـــربـــي لا الـــيـــابـــان، ولا كــوريــا الـجـنـوبـيـة، ولا أي مــن الـنـمـور والـــفـــهـــود الـــدولـــيـــة الـــتـــي نــعــرفــهــا. الـــدولـــة الــعــربــيــة الـــوحـــيـــدة الــتــي اقــتــربــت مـــن هــذا كانت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي خــلــقــت مــــن نــــمــــوذج دبـــــي تـــجـــربـــة نـجـحـت فــي الاقـــتـــراب مــن نــمــوذج سـنـغـافـورة، وأن تــصــبــح مـــحـــط أنــــظــــار دول أخــــــرى قـريـبـة وصغيرة تحاول الاقـتـراب منها. ما حدث هو أن الغالبية العظمى من الدول العربية صـارت بعد الاستقلال دولاً ريعية تعتمد على ريع منتج واحد هو النفط والغاز، أو مثل مصر تعتمد على حزمة صغيرة من المنتجات مثل النفط والسياحة وتحويلات الــعــامــلــ فـــي الــــخــــارج وقـــنـــاة الــســويــس. ومـع الاعتماد على منتج واحــد، أو حزمة صغيرة مـن المنتجات، قـام عقد اجتماعي يقوم على رعاية الدولة العربية لمواطنيها مقابل القبول بنظم سياسية مركزية في يد فـرد أو أسـرة أو حـزب. وكانت النتيجة تـوازنـا سياسيا واقتصاديا مستقراً عند الحدود الدنيا، فلا هو يـؤدي إلى المجاعة الـتـي عرفتها أفـريـقـيـا، ولا هـو يـــؤدي إلى الانطلاق والتفوق اللذين عرفتهما آسيا. الــــعــــقــــد الــــثــــانــــي مـــــن الـــــقـــــرن الـــــواحـــــد والعشرين شهد الخروج على هذه المرحلة، ، عندما 2015 وتــحــديــداً اعــتــبــاراً مـــن عـــام انطلقت فـي مصر والـسـعـوديـة والإمــــارات والـــكـــويـــت وقــطــر وعـــمـــان والأردن «رؤى» مختلفة مـن أجـل الإصـــ ح والتغيير، كان بعضها شـــامـــ ً، مـتـخـذاً إطــــاراً زمـنـيـا بين . حـــدث ذلـــك مـــن خـــ ل إرادة 2030 و 2015 سياسية ووطنية أخذت دروسا من الماضي البعيد فـي أصـالـتـه، ومــن المـاضـي القريب بما مر عليه من فوضى جرت؛ لأن الأوضاع القائمة لـم يكن يمكنها الاسـتـمـرار. وأدى «الربيع العربي» إلى فشل العديد من الدول - الـعـراق وسـوريـا واليمن وليبيا وقبلها الـــــســـــودان والــــصــــومــــال - وإلـــــــى الــــحــــروب الأهلية التي نجم عنها مئات الألـــوف من مليونا 14 القتلى ومـ يـ مـن الجرحى و مـــن الــ جــئــ والـــنـــازحـــ . كــمــا تـــولـــد عن «الـــربـــيـــع الـــعـــربـــي» حـــالـــة ثـــوريـــة لـفـاشـيـة دينية تهز المنطقة والعالم وتعرض الدين الإسلامي للخطر، وبشكل أو بآخر يحمل العالم الـدول العربية الإسلامية مسؤولية الحالة. الـــعـــيـــد الـــوطـــنـــي الـــســـعـــودي جـــــاء فـي موعد حرج للعالم العربي كله، لكي يثبت أن الإصـــــ ح يـتـحـقـق، وأن الــتــقــدم ممكن، وأن الخروج من أسر المنتج الواحد متاح، وأن جـــهـــداً فــائــقــا قـــد جــــرى خــــ ل أقــــل من فـي المائة 87 عشر سـنـوات، حيث تحققت » قبل انتهائها 2030 من «رؤيـة السعودية بست سنوات، تغيرت فيها السعودية كما لم تتغير من قبل. كـان التغيير اقتصاديا عـنـدمـا بـــات واضــحــا أن الـسـعـوديـة سـوف تـــــكـــــون ســـــاحـــــة لــــإنــــتــــاجــــيــــة الـــصـــنـــاعـــيـــة الـعـالـيـة الـــقـــدرة والـتـكـنـولـوجـيـة، وتـدخـل إلى مسيرتها الاقتصادية السياحية التي كانت مغلقة من قبل على الساحة الدينية، فباتت الآن ساحات الترفيه والثقافة غالبة؛ كـمـا كـــان التغيير اجتماعيا عـنـدمـا جـرى استيعاب المـــرأة فـي سـوق العمل، وعندما اتـسـع الـعـمـران فـي الــدولــة لكي يقترب من أقاليم جديدة. ما حدث في السعودية بالتحديد هو ثــــورة كـامـلـة الأركـــــان دخـــل فـيـهـا الـشـبـاب، لــيــس لــيــمــارس الـــفـــوضـــى، وإنـــمـــا ليحقق الإنـــــتـــــاج والإبــــــــــــداع، ويـــعـــمـــل لــيــجــنــي ولا يــســتــســلــم لـــــثـــــروات مـــضـــمـــونـــة. حـــصـــدت الـــــســـــعـــــوديـــــة أخــــــيــــــراً نـــــتـــــاج ســـيـــاســـاتـــهـــا التعليمية لخلق دولـة ومجتمع واقتصاد يليق بالقرن الواحد والعشرين. 2024 العيد الوطني للسعودية OPINION الرأي 13 Issue 16745 - العدد Wednesday - 2024/10/2 الأربعاء حصدت السعودية نتاج سياساتها التعليمية لخلق دولة ومجتمع واقتصاد يليق بالقرن الواحد والعشرين عبد المنعم سعيد ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-i -Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١ ٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghas an Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidro s Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zai Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Gha san Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief A istants Editor-in-Chief Aidr os Abdula iz Zaid Bin Kami S ud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ الرئيس التنفيذي جماناراشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي ssistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا ئي التحرير محمد هاني Mohamed Hani فـي أربـعـ سنة كــان أول هـجـوم إيـرانـي مباشر على إسرائيل فقط في أبريل (نيسان) الماضي، والثاني البارحة. وإســرائــيــل تــوعــدت أمـــس بـأنـهـا ســتــرد، ومـــن ثـــمّ نـحـن في مرحلة ثانية من الصراع بين القوتين الإقليميتين. إيـــران وإسـرائـيـل لسنين طويلة منخرطتان فـي لعبة حرب خطيرة ومعقدة. الدولة اليهودية لم تتوقف عن تطوير قدرات عسكرية مــوجــهــة لـــيـــوم الـــحـــرب الــحــاســمــة، خـــطّـــت لـــذلـــك الـــيـــوم مع حليفها الغربي. إيــــران فــي المـقـابـل بـنـت قــــدرات عـسـكـريـة، وبـنـت طوقا تحاصر به إسرائيل من خلال وكلاء في اليمن وغزة والعراق وأخـــطـــرهـــم فـــي لــبــنــان، بــهــدف تـــــوازن الـــقـــوة مـــع إســرائــيــل والوصول إلى مرحلة تفرض فيها إيران مطالبها الإقليمية. جعلت «حـــزب الـلـه» أهــم أصـولـهـا، بنحو ثـ ثـ ألف ألف صاروخ وفق خريطة الأهداف 120 مقاتل وترسانة من الإيرانية ضد إسرائيل. هذا التوازن المعقد هو ما حال دون المواجهة العسكرية المباشرة، حيث دارت كل الحروب الماضية بين إسرائيل مع وكلاء إيران. أحـداث الأيـام الماضية تكشّفت أهدافها تدريجيا، فقد تعمد الإسرائيليون عـدم كشف نياتهم إلا بعد تحقيقها، وهـي مواجهة إيــران أخيراً. كانت تتحدث فقط عن منطقة جنوب نهر الليطاني، ثم اتضح أن الهدف جنوب بيروت وحسن نصر الله تحديداً. هذه الحرب مختلفة، من دون قواعد اشتباك ومن دون خطوط حـمـراء. فقد استهدفت إسرائيل قـيـادات وترسانة «حـزب الله» بشكل مباشر وحققت تدميراً هائلاً. في حين هدفها كان إجبار الحزب على تسليم الجنود 2006 أن حرب المختطفين والجثامين فقط. ويـــبـــدو مـــن تـصـريـحـات وجـــــولات المـــعـــارك أن الـهـدف الـحـقـيـقـي مـــن هــــذه الـــجـــولـــة هـــو إخــــــراج «حـــــزب الـــلـــه» من معادلة المواجهة مـع إيـــران، وليس عزلها عـن جبهة غـزة، ولا إضـعـاف الـحـزب ودوره فـي لـبـنـان. ربـمـا تتحقق هذه الأهـــداف الفرعية ضمن تداعيات الـحـرب وليس لأنها من أهـدافـهـا. إسرائيل عـازمـة على الضغط على إيـــران بهدف وقف بناء سلاحها النووي وفك طوق ميليشياتها حولها. الـــــســـــؤال، ضـــمـــن خــطــتــهــا لمـــواجـــهـــة إيــــــــران، هــــل حـقـا تستطيع إسرائيل القضاء على ما تبقى من «حـزب الله»، أقوى سيوفها، وجعل إيران عارية في الحرب المقبلة؟ يـقـول نعيم قـاسـم، فـي أول إعـــ ن منذ مقتل رئيسه، زعــيــم الــحــزب حـسـن نـصـر الــلــه: «رغــــم اغـتـيـال الـــكـــوادر لم تتمكن إســرائــيــل مــن المــســاس بـقـدرتـنـا، وإن هـنـاك بـدائـل لكل قائد». في حين تقول إسرائيل إنها قضت على نصف قـادة الحزب ونحو ثمانين في المائة من ترسانة الأسلحة الرئيسية. قوة الحزب أنه ليسجيشا تقليديا، وقادر على البقاء متى ما قـررت إيـران الاستمرار في دعمه، إنما قد لا يعود كما كان قوة تهدد إسرائيل في الحرب الكبرى. المرحلة التالية، كما أعلنت إسرائيل، بعد القضاء على ما تستطيع الوصول إليه وتدمير ما تبقى من سلاح «حزب الـلـه» الـــذي تـم تخزينه فـي أنـحـاء لبنان، هـي منع إعـادتـه للحياة بحرمانه من مدد السلاح. سنشهد حربا مفتوحة من الجانب الإسرائيلي لوقف عمليات النقل والتهريب عبر الحدود والمطارات وملاحقة المواقع الجديدة. وكانت إيران قد بنت شبكة نقل طويلة من إيـران إلى العراق ثم سوريا وحتى مواقع «حزب الله». بنظرة مختلفة، يمكن عدّ هجوم إيران أمس إعلانا عن وفاة «حزب الله». فهي تقوم بالدور الذي كان مهمة الحزب. إنـــمـــا الــــحــــزب بـــوصـــفـــه مـيـلـيـشـيـا مــحــلــيــة سـيـسـتـمـر يتنفس بالدعم الإيراني التقني والمادي الهائل والحاضنة الـشـعـبـيـة المـحـلـيـة، ومـــن الـصـعـوبـة أن يــعــود ذلـــك الـكـيـان الإيراني الذي ملك وأدار جيشا وترسانة أكبر من الجيش اللبناني ومــن معظم قـــوات الـــدول الـعـربـيـة. هــذه الـقـدرات الإيرانية تعرضت للتحطيم في الأسابيع القليلة الماضية، على يد قدرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية متفوقة قادرة على تعديل ميزان القوة ضد إيران بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصراع بين البلدين. حتى وإن لـم يـصـارح الــقــادة العسكريون فـي طهران زعــمــاءهــم بـالـحـقـيـقـة، فـالـنـتـائـج تـعـلـن نـفـسـهـا، والمـعـركـة طويلة ومكلفة وخاسرة. ولا أبني هذا على الواقع الجديد، بل كذلك على الأصوات الصادرة من داخل إيران نفسها التي تتحدث عن عجزها وتقترح عليهم البحث عن أهداف أخرى غير إسرائيل. بعد خسارتها «حـزب الـلـه»، لم يعد أمـام إيــران سوى طـريـقـ ، إمـــا المــواجــهــة المــبــاشــرة، كـمـا فـعـلـت الــبــارحــة، أو التوصل إلـى حـل سياسي فـي مرحلة مـا بعد الانتخابات الأميركية مهما كان الفائز. بعد خسارتها «حزبالله» لم يعد أمام إيرانسوىطريقين، إما المواجهة المباشرة كما فعلت البارحة أو التوصل إلىحلسياسي عبد الرحمن الراشد الصراع الإيراني الإسرائيلي المباشر

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky