issue16744

4 لبنان... بعداغتيالنصرالله NEWS Issue 16744 - العدد Tuesday - 2024/10/1 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT بري لـ : اتفاقي مع نصراللهما زال سارياً... وميقاتي لــ : مصداقية واشنطن على المحك لبنان يقدم لوزير خارجية فرنسا اقتراح «الفرصة الأخيرة» لتجنب الحرب قـدّم لبنان لوزير الخارجية الفرنسي جــــان نـــويـــل بــــــارو، رؤيـــتـــه لــحــل «الــفــرصــة الأخيرة» لتجنب انفلات الحرب الإسرائيلية التي تَلوحضد لبنان، وهي رؤية تنطلق من مـبـادرة تـوصّـل إليها رئيس البرلمان نبيه بري مع الموفد الأميركي آموس هوكستين، دول 8 وتبنتها الولايات المتحدة وفرنسا و عربية وأجنبية. وتعهد رئـيـس الحكومة نجيب ميقاتي، بـإرسـال الجيش اللبناني إلى الجنوب فور وقف النار، وتنفيذ القرار الــذي أصـدرتـه الأمــم المتحدة 1701 الـدولـي وقضى بإنشاء منطقة خالية من 2006 عام سلاح «حزب الله» جنوب نهر الليطاني. وأكـــــد الـــرئـــيـــس نــبــيــه بــــري لــــ«الـــشـــرق الأوســــــــــط» أن لـــبـــنـــان مــــا زال مـــلـــتـــزمـــا مـا تـــم الاتــــفــــاق عـلـيـه مـــع الـــوســـيـــط الأمــيــركــي هوكستين، من مسار ينتهي بوقف إطلاق الــنــار مــع إسـرائـيـل وتنفيذ الــقــرار الـدولـي . لكنه رفـض بشدة، في المقابل، ربط 1701 وقــف الـنـار بمسار الانتخابات الرئاسية، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا علاقة لأحد بموضوع انتخاب رئيس الجمهورية ومن غـيـر المـسـمـوح الـتـدخـل فـيـه، لأنـــه مـوضـوع سيادي. ومـع أننا نرحب بـأي مساعدة إلا أننا نرفض أي تدخلات ومحاولات إملاء». وقـــــــال الـــرئـــيـــس بــــــري بُـــعـــيـــد لــــقــــاءات أجراها مع وزير خارجية فرنسا، ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومـن بعده قائد الجيش العماد جـــوزف عـــون: «لـقـد أبلغنا الوزير الفرنسي بالموقف اللبناني الملتزم مــضــامــ نــــداء الـــــدول الـعـشــر الـــداعـــي إلـى فـوراً على 1701 وقف النار وتطبيق القرار الأســس التي تـم الـتـوافـق عليها مـع الموفد الأمــــيــــركــــي». وإذ أكــــد تــطــابــق المـــوقـــف مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وتأييده مـــا صــــدر عــنــه، أوضــــح رداً عــلــى ســــؤال أن التواصل مع «حزب الله» قائم، وأن الحزب «ليس بعيداً عن هذا التوجه». وقـــــــــال بـــــــــري: «هـــــــــذه المـــــــبـــــــادرة الـــتـــي طرحتها سابقا، كنت قد توافقت عليها مع السيد حسن نصر الـلـه بالتفصيل، وهـذا التوافق ما زال ساري المفعول». بــدوره أكـد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب مـيـقـاتـي، الــتــزام لـبـنـان مـسـار وقـف الــــنــــار وإطـــــــ ق مـــفـــاوضـــات غـــيـــر مــبــاشــرة تــؤدي إلــى إنـهـاء الـحـرب الإسرائيلية ضد لبنان واللبنانيين. وقال ميقاتي لـ«الشرق الأوســــــــط» بُـــعـــيـــد لـــقـــائـــه وزيــــــر الــخــارجــيــة الفرنسي، وزيــارتــه رئـيـس مجلس الـنـواب الــلــبــنــانــي نــبــيــه بـــــري، إن لــبــنــان «يـتـعـهـد بـــإرســـال الـجـيـش إلـــى الــجــنــوب بـعـد وقـف إطـــ ق الــنــار وإطــــ ق مـسـار المــفــاوضــات»، مـــشـــدداً عــلــى أنــــه «لا بــديــل لــديــنــا عـــن هــذا الــنــداء الـــذي أصــدرتــه عشر دول وازنـــة في مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا». ورأى أن «الــــــــدور هــــو عـــلـــى المـجـتـمـع الدولي، ومصداقية هذه الـدول -خصوصا الــــــولايــــــات المــــتــــحــــدة- بــــاتــــت عـــلـــى المـــحـــك، لأنـهـا إذا لــم تتمكن مــن وقـــف هـــذه الـحـرب الوحشية، فلا أرى من هو قادر على ذلك». وأوضـــــــــــح مــــيــــقــــاتــــي أن كـــــ مـــــه بــعــد لـقـائـه بـــري «هـــو تعبير عــن وحـــدة المـوقـف الـلـبـنـانـي» وأن اسـتـعـمـالـه تعبير «تعهد، هو تأكيد على متانة هذا الموقف». وشدد رئـــيـــس الـــــــوزراء عــلــى أن هــــذا المـــســـار «هــو المـسـار الـوحـيـد ولا بـديـل عنه إلا استمرار الحرب التي لا يعرف أحد كيف ستنتهي». وجدّد ميقاتي تأكيد أن لبنان مستعد ومــســتــعــد لإرســــال 1701 لـتـطـبـيـق الــــقــــرار الـــجـــيـــش الـــلـــبـــنـــانـــي إلــــــى الـــــحـــــدود لــيــقــوم بمهامه بالتنسيق مع قــوات حفظ السلام الـــدولـــيـــة فــــي الـــجـــنـــوب، ونـــقـــل عــــن رئــيــس الـبـرلمـان نبيه بــري تـأكـيـده «أنـــه فــور وقف إطــــ ق الــنــار سـتـتـم دعــــوة مـجـلـس الــنــواب لانتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحدّ لأحــــد»، فــي مـوقـف لافـــت يعكس تــبــدلاً في موقف بري الـذي لطالما كان يربط الدعوة إلـى جلسة انتخاب بالحوار الـذي ترفضه المعارضة. يـــأتـــي هــــذا المـــوقـــف بــعــد لـــقـــاء كـــل من ميقاتي وبـــري وزيـــر الـخـارجـيـة الفرنسي جـان نويل بـــارو، الــذي يــزور بـيـروت للقاء مسؤولين وبحث وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات من بـ ده لــوزارة الصحة، حيث أكــــــد أن «الأولــــــويــــــة هــــي انـــتـــخـــاب رئــيــس الجمهورية والعمل على وقـف المواجهات المسلحة». كـــــان مــــوضــــوع انـــتـــخـــابـــات الـــرئـــاســـة حــــاضــــراً فــــي الـــلـــقـــاء، حــيــث قـــــال مــيــقــاتــي: «تــــحــــدثــــنــــا أيــــضــــا عـــــن المـــــســـــار الــــرئــــاســــي وضــــرورة انـتـخـاب رئـيـس للجمهورية في أقرب وقت»، ناقلاً عن بري تأكيده أنه «فور حـــصـــول وقــــف إطـــــ ق الـــنـــار ســتــتــم دعـــوة مجلس النواب إلى انتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحدّ لأحد. وهذا الأمر هو من الإيجابيات التي يجب أن نستفيد منها في أســـرع وقـــت مــن أجـــل اسـتـقـامـة المـؤسـسـات الـــدســـتـــوريـــة واكـــتـــمـــال عـــقـــدهـــا وانـــتـــخـــاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة». وكـــــــــان مـــيـــقـــاتـــي قـــــد اســـتـــقـــبـــل وزيـــــر خـــارجـــيـــة فــرنـــســـا وأكــــــد «أن مـــدخـــل الــحــل هـــو فـــي وقــــف الــــعــــدوان الإســـرائـــيـــلـــي على لــبــنــان والــــعــــودة إلــــى الـــنـــداء الــــذي أطلقته الــــــولايــــــات المــــتــــحــــدة الأمــــيــــركــــيــــة وفـــرنـــســـا بـدعـم مــن الاتــحــاد الأوروبـــــي ودول عربية وأجنبية لوقف إطـ ق النار»، مشدداً على «أن الأولـــويـــة هــي لتطبيق الـــقـــرار الــدولــي ». بــدوره شـدد وزيـر خارجية فرنسا 1701 على «أولــويــة انـتـخـاب رئـيـس الجمهورية والـعـمـل عـلـى وقـــف المــواجــهــات المـسـلـحـة»، مـؤكـداً أن بـــ ده تـدعـم لبنان وشعبه على الـصـعـد كــافــة، وهـــي مهتمة بـدعـم الجيش ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة. وتـــلـــقّـــى مــيــقــاتــي اتــــصــــالاً مـــن رئـيـس وزراء كـنـدا جـاسـن تـــرودو، الـــذي عـبّـر عن تـضـامـنـه مـــع لــبــنــان، مـبـديـا قـلـقـه الـشـديـد مــــن المــــواجــــهــــات الــــــدائــــــرة، ومـــــشـــــدداً عـلـى ضــــــــرورة وقــــــف الـــتـــصـــعـــيـــد والــــــعــــــودة إلـــى الــــحــــلــــول الـــســـلـــمـــيـــة. كــــذلــــك تـــلـــقـــى رئـــيـــس الحكومة اتصالاً من نائب الرئيس الإيراني محمد رضــا عـــارف، الــذي عبّر عـن «إدانـتـه الاعــــــتــــــداءات الإســـرائـــيـــلـــيـــة عـــلـــى المــنــاطــق السكنية في لبنان». رئيسالبرلمان اللبناني نبيه بريخلال اللقاء مع وزير الخارجية الفرنسيجان نويل بارو (أ.ف.ب) بيروت: ثائر عباس وزير خارجية فرنسا شدد على «أولوية انتخاب رئيسالجمهورية ووقف المواجهات المسلحة» يعانين من غياب الخصوصية بعدما غادرن بيوتهنّ قسراً بسبب الحرب من «جنّاتهنّ الصغيرة» إلى غرف الإيواء... شهادات نازحاتٍ جنوبيّات في لبنان تـــقـــف نـــانـــســـي خـــلـــف نــــافــــذة المــــنــــزل الــــــذي لـــجـــأت إلــيــه وعائلتها في منطقة برج حمّود شرقي بيروت. لا وديان هنا ولا سهول خضراء تسرح إليها عيناها كما كانت تفعل على شرفة بيتها في النبطيّة الجنوبيّة؛ هنا إسمنتٌ فقط. «أشتاق إلى كل حجرٍ في بيتنا الـذي بناه أبي بدموع العين. أشتاق إلى الحديقة، إلى غرفتي وتفاصيلي الصغيرة التي تركتها هناك. لكني أحمد الله أنني وعائلتي وصلنا بـخـيـر إلــــى بـــيـــروت بــعــد رحــلــة الـــنـــزوح الـــشـــاقّـــة والمـــرعـــبـــة». تـــتـــحـــدّث الـــشـــابـــة لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط» وفــــي حـلـقـهـا غــصّــةٌ عمرُها أسبوع. هي في حالة صدمة منذ تلك اللحظة التي أقفلت فيها باب البيت الجميل خلفها، وهربت من القصف الإسرائيلي إلى مصيرها المجهول. وحشالعطش «رحلة الموت»، «فيلم الرعب»، «وحش العطش»... كلّها عــبــاراتٌ تتكرّر على ألسنةِ الـسـيّـدات الـنـازحـات. وإذا كانت نانسي قد وجدت شقةً تؤويها وعائلتها، فإنّ نساءً كثيرات اضــطــررن لـلّـجـوء إلــى مـراكـز إيـــواء الـنـازحـ المنتشرة على امتداد الخريطة اللبنانية. ســـاعـــة فـــي الـــســـيـــارة كـــانـــت أشــبَــه 13« : تـــتـــذكّـــر زيـــنـــب بــالــجــحــيــم»، وعـــنـــدمـــا أســـألـــهـــا عـــن أبـــشـــع مـــواقـــف رحـلـتـهـا وعائلتها مـن الـجـنـوب إلــى بــيــروت، تجيب مـن دون تـــردّد: «العطش». تخبر كيف أنّ أولادها بكَوا رعبا من القصف الذي كان ينهال حولهم، كما أنهم بكَوا بسبب العطش؛ «خرجنا مـن البيت مـذعـوريـن فنسينا أن نجلب معنا مياها، وعلى الأوتـــوســـتـــراد الـطـويـل والمـــزدحـــم بـالـسـيـارات لــم تـكـن هناك محال نشتري منها المياه». زينب الثلاثينية والـنـازحـة إلـى أحـد مـراكـز الإيـــواء مع أولادها الثلاثة، إحداهم تعاني نقصا مزمنا في الأكسيجين، لا تتمنى ســـوى الــعــودة إلـــى بيتها «حـتـى لــو كـــان ركــامــا». النزوح مرهقٌ لسيّداتٍ أُرغمن على مفارقة منازلهنّ، جنّاتهنّ الصغيرة. زيـنـب مـثـً نسيت أن تجلب معها مـنـاديـل الـحـجـاب، أمـــا بــتــول فــتــحــاول الـتـخـفـيـف مـــن وطــــأة المـــأســـاة بالضحك والسخرية، قائلةً إنّ أهمّ ما نسيت إحضاره معها هو شاحن الهاتف. في مراكز الإيـواء، تسعى اللجان التنظيمية إلى تأمين كـل مـا استطاعت مـن احتياجات الـنـازحـات والـنـازحـ . في أحد المراكز في منطقة ضهور الشوير (المت الشمالي)، تشرف رئيسة خلية الأزمة صباح مجاعص على وصول المساعدات ليل نهار. 260 وتوزيعها وهي تتابع شؤون النازحين الـ «كسيّدة أنا أتفهّم التعب النفسي الذي تمرّ به النازحات، لكننا هنا نحاول قدر المستطاع ألا ننسى التفاصيل التي قد تخفّف عنهنّ قليلاً»، تقول مجاعص في حديثها مع «الشرق الأوســــط». تضيف المـسـؤولـة الـتـي اخـتـبـرت التجربة ذاتها : «على المستوى النفسي، نحاول أن 2006 » في «حـرب تموز نساعد السيدات على التأقلم من خلال تسليمهنّ مسؤولية المكان كي يشعرن وكأنهن في بيوتهنّ». صعوبة الاستحمام تجلس كـامـلـة، وهـــي ســيّــدة سبعينية، فــي ردهـــة أحـد مــراكــز الإيـــــواء. إلـــى جانبها عـلـى كــرســيّ بلاستيك زوجـهـا الثمانينيّ، وحولَهما في الغرفة أولادهما والأحفاد. «أكثر ما يقهرني أنني لم أتمكّن من الاستحمام منذ أتيت»، تهمس لي السيّدة المسنّة والـدمـوع في عينَيها. توضح أنّ ظروف الاستحمام، من صفّ الانتظار الطويل، إلى الحمّام المشترك، وعدم توفّر المياه الساخنة في كل الأوقات، «صعبة لشخصٍ في سنّي». لكنّ المأساة الحقيقية التي عاشتها كاملة كانت وفاة زوج ابنتها بنوبةٍ قلبيّة، في السيارة خلال رحلة نزوحهم ساعة. 15 مـن قـريـة معركة فـي قـضـاء صـــور، والـتـي امــتــدّت هي مصابة بصدمة نفسية تدفعها إلى البوح بأنه «إذا وقع غــرضٌ مـا على الأرض أُصـــاب بالهلع مـن الـصـوت». يُضاف ذلـــك كـلـه إلـــى الـــظـــروف الـصـحـيـة لـلـسـيـدة الــتــي تـعـانـي من السكّريّ وضغط الدم وآلام في الظهر. رغـــم أوجــاعــهــنّ الـكـثـيـرة، تـتـحـدّث الــســيّــدات الـنـازحـات عـن حُـسـن استقبال المـتـطـوّعـ فـي مـراكـز الإيــــواء لـهـنّ. «لم يقصّر معنا أحـدٌ بشيء، والمعاملة غاية في اللطف»، تقول سميرة. لا تكترث السيدة الستينية كثيراً إلى أغراضٍ نسيت أن تُـحـضـرهـا مـعـهـا، بـقـدر مــا يهمّها أن تـعـود إلـــى قريتها الجنوبيّة «بخير وسلام». هـذا جــزءٌ مـن لسان حـال غالبيّة الـنـازحـات. تـؤكّـد ذلك علياء عــواضــة، الناشطة اللبنانية فـي مـجـال حـقـوق المــرأة والمديرة التنفيذية لمنصّة «نقطة - المختبر النسوي». تتابع علياء عواضة وفريقها من كثب أحــوال السيدات اللاجئات إلـــى مــراكــز الإيـــــواء، وهـــي تـقـوم بــجــولاتٍ مـيـدانـيـة عـلـى تلك المراكز لتوزيع المساعدات الخاصة بالنساء. أبرز أوجه المعاناة التي عاينتها علياء عواضة، وفق ما تقول لـ«الشرق الأوسط»، هو «غياب الخصوصية وعدم تـوفّـر مساحات خاصة بالنساء لأنّ المـــدارس التي فُتحت أمـام النازحين صغيرة، كما أن عددها قليل». تخبر أنها شخصا بين نساءٍ ورجــال من عائلة 40 زارت غرفة تـؤوي واحـــدة. تتحدّث عـن حـمّـامـاتٍ مشتركة فـي بعض المـراكـز، مـمـا يـجـعـل مـــن الاســتــحــمــام بـالـنـسـبـة إلـــى الــنــســاء مهمّة مستحيلة. سـرعـان مـا تـتـحـوّل تلك الــظــروف الـقـاهـرة إلــى «ضغط مـعـنـويّ وقـلـق نفسيّ بالنسبة إلــى الـنـسـاء، لا سيّما أنهنّ تـركـن بيوتهنّ مـن دون جلب أي أغـــراض شخصية»، تقول علياء عواضة. «تصوّري أنّ بعضهنّ ما زلن بالملابس ذاتها منذ يوم الهروب، ولم يستطعن الاستحمام ففضّلن تحميم أطفالهنّ نظراً لضيق الـوقـت والمـسـاحـة»، تضيف الناشطة الحقوقية. تحوّلت بعضمدارسلبنان إلى مراكز إيواء تعجّ بالنساء والأطفال (أ.ف.ب) بيروت: كريستين حبيب الطلب من عائلات المفقودين إجراء فحص الحمض النووي مستشفيات لبنان تضيق بجثث الضحايا تــــضــــيــــق المــــســــتــــشــــفــــيــــات فــــــي لـــبـــنـــان بالجثث، وتغصّ أماكن الإيواء بالنازحين الـــذيـــن يــــفــــرّون مـــن الــقــصــف الإســـرائـــيـــلـــي، ويأتون إليها بشكل أساسي من الضاحية الــجــنــوبــيــة لـــبـــيـــروت والـــبـــقـــاع والـــجـــنـــوب، بينما تحاول الـدولـة اللبنانية إدارة هذه الأزمــــــة مــعــتــمِــدةً بـشـكـل أســـاســـي عــلــى ما تتلقّاه مـن مساعدات طبية وإغـاثـيـة، كان آخرها تلك التي قدّمتها فرنسا الاثنين. وبينما يسجّل يوميا سقوط عشرات الـضـحـايـا الــذيــن لا يـــزال عـــدد كبير منهم تحت الأنقاض، دعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، الاثنين، عائلات المفقودين جـــــــــرّاء الــــــغــــــارات الإســـرائـــيـــلـــيـــة الأخـــــيـــــرة، للتوجّه إلى مراكز إجراء فحوص الحمض النووي، في ضوء وجود جُثث وأشـ ء لم يتم تحديد هويات أصحابها. وأوردت مديرية قوى الأمن في بيان: «فــي سبيل مساعدة أهـالـي المفقودين من جـــــرّاء الــــعــــدوان الإســـرائـــيـــلـــي عــلــى لـبـنـان، وبـــــهـــــدف تـــســـهـــيـــل عـــمـــلـــيّـــة الــــتّــــعــــرف إلـــى الضحايا المفقودين مجهولي الـهـويّـة، أو الأشلاء، تطلب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من ذوي المفقودين»، التوجه إلى مــراكــز تـابـعـة لـلـشـرطـة الـقـضـائـيـة، بهدف «أخـــذ العيّنات الــ زمــة لإجـــراء فحوصات الـحـمـض الـــنـــووي». ويـنـشـر مستخدمون على مـواقـع الـتـواصـل الاجتماعي نـــداءات لمساعدتهم في العثور على أقاربهم، بينما أشـــارت «وكــالــة الصحافة الفرنسية» إلى أن بــــرّادات مستشفيات عــدة بـاتـت تضيق بجثث قتلى لم تتمكن عائلاتهم من دفنهم، أو حتى التعرف إليهم. وتــشــنّ إسـرائـيـل مـنـذ أســبــوع غـــارات كــثــيــفــة غـــيـــر مــســبــوقــة عـــلـــى مـــنـــاطـــق عـــدة بلبنان، منذ بدء التصعيد مع «حزب الله»، كان أبرزها، الجمعة، مع استهدافها المقر المركزي للحزب في حـارة حريك بضاحية بــــيــــروت الـــجـــنـــوبـــيـــة، مــــا أســـفـــر عــــن مـقـتـل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، أبنية على الأقل بالأرض. 6 وتسوية وبينما قـــال وزيـــر الـصـحـة اللبناني فـــــــراس الأبـــــيـــــض، فــــي مـــؤتـــمـــر صـــحـــافـــي، الــــســــبــــت، إن هــــنــــاك قـــتـــلـــى تـــحـــت الــــركــــام ومفقودين وأشـ ء، أفـادت بيانات رسمية 125 لـبـنـانـيـة، الاثـــنـــ ، بـــأن مــا لا يـقـل عــن شخصا قُتلوا جرّاء غارات شنّتها إسرائيل مــــنــــذ صـــــبـــــاح الأحــــــــــد، وقـــــــــال مــــســــؤولــــون شــخــصــا قُـــتـــلـــوا، 45 لـــبـــنـــانـــيـــون إن نـــحـــو آخـريـن أُصـيـبـوا بـجـروح فـي هجمات 70 و إسـرائـيـلـيـة عـلـى عـــ الـــدلـــب شـــرق صـيـدا بجنوب لبنان. وفــــــــي الإجــــــــمــــــــال، تــــخــــطّــــت حــصــيــلــة ضحايا الغارات الإسرائيلية منذ منتصف سبتمبر (أيلول) عتبة الألف قتيل. وفـي هـذا الإطــار، لفت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الاثنين، إلى أنه بحث موضوع النازحين مع رئيس الــــبــــرلمــــان نــبــيــه بــــــري، شــــارحــــا المــعــطــيــات المـــــوجـــــودة لـــــدى الـــحـــكـــومـــة، و«خـــصـــوصـــا مــا نـقـوم بــه مــع وجـــود هـــذا الــعــدد الكبير مـــن الـــنـــازحـــ مـــن الـــجـــنـــوب، والــضــاحــيــة الجنوبية والبقاع وبعلبك وكل المناطق»، مؤكداً: «نحن نحاول قدر الإمكان أن نسدّ هــذه الـثـغـرات»، مــجــدّداً التأكيد على أنها «لـيـسـت عملية سـهـلـة، فـهـي تـبـدأ بإيجاد مــــراكــــز إيـــــــــواء، والمـــســـتـــلـــزمـــات الــحــيــاتــيــة والغذائية، وكل الأمور الصحية والسلامة داخل مباني الإيواء». وأعــــلــــن مـــيـــقـــاتـــي أن كــــل المـــســـاعـــدات تـــأتـــي عــبــر الأمـــــم المـــتـــحـــدة، وهــــي سـتـقـوم بتوزيعها بشفافية؛ «لأننا نريد أن تصل هذه المساعدات إلى اللبنانيين المحتاجين في هذا الظرف الصعب». والاثــــــنــــــ ، أعــــلــــن وزيــــــــر الـــخـــارجـــيـــة الفرنسي جـان نويل بــارو الــذي زار لبنان والـتـقـى مــســؤولــ ، عــن إطــــ ق مـسـاعـدات مــ يــ يـــورو 10 إنـسـانـيـة طـــارئـــة بـقـيـمـة لــــدعــــم عـــمـــل المـــنـــظـــمـــات الإنــــســــانــــيــــة عـلـى الأرض، وعـــلـــى رأســـهـــا الــصــلــيــب الأحــمــر اللبناني. وقــالــت الــســفــارة الـفـرنـسـيـة فــي بيان لها، إن جان نويل بارو، سلّم مساء الأحد، طنا من الأدوية 12 وزير الصحة اللبناني والمـعـدات الطبية، نقلتها بالطائرة وزارة الــــقــــوات المــســلــحــة الــفــرنــســيــة لـ سـتـجـابـة لحالات الطوارئ واحتياجات الطب العام، وخصوصا طب الأطفال. بيروت: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky