issue16744

لمسات LAMASAT 21 Issue 16744 - العدد Tuesday - 2024/10/1 الثلاثاء الإبداع في الزمن الحاضر... فن أم صناعة؟ ترقصعلىحبال السهل الممتنع 2025 أسابيع الموضة العالمية لربيع وصيف اخــــتُــــتــــمــــت الــــــيــــــوم دورة المــــوضــــة . انطلقت من 2025 لموسمي ربيع وصيف نيويورك وانتهت في باريسبعد أن مرَت بلندن ومـيـانـو. الأجــــواء فـي العواصم الأربــــــع تــشــابــهــت إلــــى حـــد كــبــيــر، حيث فـــرض الـــواقـــع الـسـيـاسـي والاقــتــصــادي نفسه. أول محطة كـانـت فـي نـيـويـورك. باءت محاولات المصممين المشاركين في أسبوعها بـعـدم الـخـوض فـي السياسة بــالــفــشــل، حــيــث أعـــلـــنـــوا تـضـامـنـهـم مع مـــرشـــحـــة الــــحــــزب الـــديـــمـــقـــراطـــي كـــامـــالا هــاريــس بــوضــوح. فعلقتهم بغريمها دونالد ترمب كانت ولا تزال متوترة، من جـهـة، وعــرابــة المــوضــة ورئـيـسـة تحرير مــجــلــة «فــــــوغ» الــنــســخــة الأمـــيـــركـــيـــة أنــا وينتور تدعم كامالا بكل ثقلها من جهة ثانية. فــــي المـــقـــابـــل، نــجــحــت مــحــاولاتــهــم فـــي الإبــــقــــاء عــلــى شـخـصـيـة أسـبـوعـهـم متميزة. غـيـاب الابـتـكـار الفني عوَضت عـنـه تـصـامـيـم أنـيــقـة و«ســــبــــور» يسهل تسويقها للعالم. المحطة الثانية كانت عـامـا 40 فـــي لـــنـــدن. أسـبـوعـهـا احـتـفـل بـــــ على ميلده وسط أزمة اقتصادية خانقة وأجـــواء سياسية مـتـوتـرة. فهو لا يـزال يعاني مـن تبعات خــروج بريطانيا من الاتــحــاد الأوروبـــــي والــحــرب الأوكـرانـيـة ومـــا نـجـم عنهما مــن ركــــود. بـيـد أن ما يُحسب له أنه لا يزال صامداً ومتحديا. فــالأزمــات ليست جـديـدة عليه، ولطالما تغلَب عليها، بحكم أنـه ومنذ تأسيسه ، يُدرك أنه الحلقة الأضعف 1984 في عام مـــــاديـــــا مـــــن بـــــ كـــــل عـــــواصـــــم المــــوضــــة العالمية. بيد أنه عوّض عن هذا النقص بـــجـــنـــون الابــــتــــكــــار، الـــنـــابـــع مــــن جــمــوح أبنائه لخض المتعارف عليه. أســـبـــوع مــيــانــو فـــي المـــقـــابـــل، جــاء مسالما، أو بالأحرى «يتوخى السلمة». فــــضــــل الـــــتـــــجـــــاري المــــطــــعــــم بــــالأســــلــــوب الإيـطـالـي عـلـى الــدخــول فــي أي جـــدالات جانبية، سياسية كانت أم فنية ثورية، وبالنتيجة نـجـح فــي تـقـديـم تشكيلت مــتــنــوعــة يــمــكــن لأي امــــــرأة أن تــجــد ما يناسبها منها. الحنكة التجارية ظهرت فــي عـــدة عـــروض منها عـــرض «فــنــدي». مصممها الـبـريـطـانـي كـيـم جــونــز، بعد ثـــاث أعــــوام مــن دخـولـهـا نـجـح فــي فهم جــيــنــاتــهــا، الأمــــــر الــــــذي أكـــســـبـــه الـــرضـــا والثقة في الوقت ذاتــه. في هـذا الموسم، قدم تشكيلة تشير إلى أنه تجاوز مرحلة إثبات الـــذات، أولـى فيها للأكسسوارات أهـمـيـة قــصــوى. فـهـو يــعــرف مـثـل غيره من المصممين أن نجاحه سيُقاس بأرقام المبيعات، وهذه الإكسسوارات، هي التي تحقق الإيرادات. عاد بأنظاره إلى تاريخ تأسيسها، ، لـــيـــنـــســـج خــيــوطــهــا 1925 وهـــــــو عـــــــام بالحاضر من خـال فساتين تستحضر عشرينات الـقـرن المــاضــي، أغـــدق عليها بـــالـــتـــطـــريـــزات والــــزخــــرفــــات. ورغــــــم أنـــه جـعـل الأزيـــــاء مـلـعـبـه الإبــــداعــــي، فـــإن ما قدَمه من حقائب يد وأحذية وغيرها من الإكسسوارات، أكد أنه يعرف سوقه وقرأ نبض الشارع جيداً. بـعـد شـهـر طــويــل، تستخلص مما تــم تقديمه فــي كــل عــواصــم المــوضــة، أن الإبـــداع يحتاج إلـى مساحة مـن الحرية وأيضا إلى الكثير من الجرأة والشجاعة، وهــــذا مـــا افــتــقــده مــوســم ربــيــع وصـيـف . تكاد تشم رائحة الخوف تنبعث 2025 مـــن بـــ ثــنــايــا وطـــيـــات أعـــمـــال الــعــديــد مـن المصممين. فالفشل يعني بالنسبة لهم استغناء المجموعات الضخمة عن خدماتهم. فهي لم تعد تمنحهم الوقت الكافي لتدارك أي خسارة أو كبوة، بعد أن تــحــولــت ثــقــافــة المـــوضـــة مـــن فـــن إلــى صناعة. هــــــــذا الــــــخــــــوف أو الـــــرهـــــبـــــة جــعــل العودة إلى الماضي، التيمة الغالبة على معظم الأسـابـيـع. يغرفون مـن أيقوناته الناجحة ما يمكن تجديده، وبالتالي لم يكن استلهامهم هذه المـرة حنينا، بقدر ما كان تشبُثا بالبقاء والاستمرار. «فــــــيــــــرســــــاتــــــشــــــي» ،1997 عــــــادت إلـــــى عـــــام ودولــــــــتــــــــشــــــــي غـــــابـــــانـــــا ،1991 إلـــــــــــــــــى عـــــــــــــــــام ومــــيــــســــونــــي إلــــى «تسعينياتها» و«فــــنــــدي» إلــى . حـــتـــى 1925 الـــــتـــــصـــــامـــــيـــــم الــــــــــخــــــــــمــــــــــســــــــــة والأربعون التي تــــضــــمــــنــــتــــهــــا تـــــــشـــــــكـــــــيـــــــلـــــــة ميوتشا برادا وشـــــــريـــــــكـــــــهـــــــا الـــــــفـــــــنـــــــي راف ســــــــيــــــــمــــــــونــــــــز عـــــــبَـــــــرت هـــــذه المـــــــــــــــــــــــــــرة عــــــن رؤيـــــــــة مــخــتــلــفــة اســــــتــــــوحــــــتــــــهــــــا مـــن أزيــــاء الــــدار «الـقـديـمـة»، أوضـــــحـــــت أنـــــهـــــا نـــتـــاج «مـــــــــــــــــــــــــــــزج المــــــــــــاضــــــــــــي والحاضر». في باريس لم تختلف القصة كثيراً. مــاريــا غــراتــزيــا تــشــيــوري، مصممة دار «ديـــــــور» لــعــبــت كــعــادتــهــا عــلــى مـفـهـوم النسوية الـذي استنزفته منذ أن دخلت .2016 الدار في عام ، لـعـبـت على 2025 لــربــيــع وصــيــف صـــــورة كـاسـيـكـيـة لـــلـــمـــرأة الأمـــازونـــيـــة حــــيــــث جــــمــــعــــت قــــــصّــــــات مـــخـــتـــلـــفـــة مــن الأرشــــــيــــــف وأعــــــــــــادت ابـــــتـــــكـــــارهـــــا. كــــان الـذي صمّمه Amazon » فستان «أمــازون «كريستيان ديور» لموسم خريف وشتاء ، نــقــطــة مـــرجـــعـــيّـــة لمــفــهــوم 1952-1951 الأنـــوثـــة المـسـتـقـلّـة والـشـجـاعـة بالنسبة لها. وبما أن الحنين تكون له عادة نبرة رومـانـسـيـة حـالمـة، فــإن تــكــراره واجـتـرار نـفـس الأفــكــار مــن المــاضــي هـنـا، يُـذكـرنـا بمقولة أفــاطــون بــأن الإبــــداع الفني ما هـــو إلا شــكــل مـــن أشـــكـــال الـتـقـلـيـد. لكن المشكلة في صناعة الموضة لا تكمن في الاســتــلــهــام أو فـــي نـسـج خــيــوط قديمة بـــأخـــرى جـــديـــدة، بـــل عـنـدمـا يــأتــي على حـــســـاب دور المــصــمــم الــفــنــي فـــي وضــع بصمات شخصية على مـا يقترحه من منتجات. التفسير الذي يتبادر إلى الذهن أن هـــذه الـفـئـة مــن المـصـمـمـ فــي مـوقـف لا يُحسدون عليه، لأنهم غالبا ما يأتمرون بما تُمليه عليهم المجموعات الضخمة الـتـي يعملون معها، وتقيس قدراتهم الفنية بما يحققونه من إيرادات في آخر السنة. لهذا السبب، فإنهم يستنزفون طـــاقـــاتـــهـــم فـــــي مــــحــــاولــــة قـــــــــراءة أفـــكـــار الغير، لإرضـاء المسؤولين والمستهلكين عـــلـــى حــــد ســـــــواء، مُـــضـــحـــ بــأفــكــارهــم الشخصية. هـــذا لا يـعـنـي أن الإبـــــداع والـجـمـال غـابـا تـمـامـا، فـهـنـاك فـئـة أخـــرى نجحت لحد ما، في وضع بصماتها الشخصية عـــلـــى أيــــقــــونــــات قـــديـــمـــة، بـــــــدءاً مــــن كـيـم جــــونــــز فـــــي دار «فــــــنــــــدي» أو فــيــلــيــبــو غـــرازيـــولـــلـــي، مـصـمـم دار «مــيــســونــي»، أو مــــاتــــيــــو تــــامــــبــــوريــــنــــي مـــصـــمـــم دار «تــــــودز» الـــجـــديـــد. هــــذا الأخـــيـــر يـعـتـبـره نقاد المـوضـة الـرجـل المناسب فـي المكان المـــنـــاســـب. نـــجـــح لـــحـــد الآن فــــي تـرجـمـة الأســـــلـــــوب الإيــــطــــالــــي بـــأســـلـــوب بـسـيـط يـنـضـوي تـحـت مـفـهـوم الـسـهـل الممتنع. ،2025 فــــي تــشــكــيــلــتــه لـــربـــيـــع وصــــيــــف قـالـت الـــدار إنــه احتفل بـالـذكـاء الحرفي )، علما أن الـدار Artisanal Intelligence( كانت قد بدأت هذه الاحتفالية منذ فترة طويلة، كان آخرها في النسخة الستين » الذي حضرته 2024 لـ«بينالي البندقية «تودز» كشريك وممول من خلل فعالية: فــــن الـــحـــرفـــيّـــة الــــيــــدويــــة... مــــشــــروع مـن Venetian توقيع كـبـار حـرفـي البندقية .Masters مشروع يحتفل كما يشير عنوانه، بالحرفية الإيطالية وتقاليدها الفنية المــــتــــوارثــــة. لـــهـــذا كــــان مـــن الـطـبـيـعـي أن يُذكرنا المصمم تامبوريني في كل قطعة بأن الحرفية هي أساس الابتكار. مــــا يُـــحـــســـب لــــه أنــــــه وظــــــف خــيــالــه ليأخذنا في رحلة متوسطية، لا تتطلب ســـوى أزيــــاء منطلقة بتفصيل إيطالي مـريـح وألــــوان هــادئــة. مـن هــذا المنظور، اقترح العديد من القطع المنفصلة يمكن أن تــدخــل خـــزانـــة أي امـــــرأة فـــي الــعــالــم. استعمل أقمشة صيفية تبث الانتعاش، لــكــن الــقــطــع المــصــنــوعــة مـــن الــجــلــد، من فـسـاتـ وتـــنـــورات بـالـبـلـيـسـيـهـات، هي الــتــي خـطـفـت الأنــــظــــار. فـــالـــدار لــهــا بــاع طـــويـــل فـــي تــطــويــع الـــجـــلـــود الـطـبـيـعـيـة وجـعـلـهـا فـــي مـلـمـس الــحــريــر، وهــــذا ما أكـدتـه فـي هــذه المجموعة. أمــا بالنسبة لجرأة تامبوريني، فتمثلت في الأحجام الــســخــيــة، الـــتـــي كــــان المــــــراد مــنــهــا، كما شـــرح، خلق مساحة كافية بينها وبين الجسد لمنح المـــرأة الـراحـة وليس لخلق صدمات بصرية. دونــاتــيــا فـيـرسـاتـشـي، عـــبَـــرت عن حنينها للماضي بعفوية، شرحت أنها «تــعــبــيــر تــفــاعــلــيّ عـــن الــــحــــرّيــــة». قـامـت بـــجـــولـــة فــــي أرشــــيــــف الــــــــدار، قـــائـــلـــة إنـــه «مـنـبـع خــبــرة ومــعــرفــة». وهــكــذا جــاءت أزيــــاء الــنّــهــار تـحـاكـي لــوحــات رسمتها بـــعـــفـــويـــة طـــفـــولـــيـــة، لـــعـــبـــت فـــيـــهـــا عـلـى أيـقـونـات قـديـمـة، مـثـل طبعة «مــيــدوزا» ذات اللّمسات الذّهبية نسَقتها مع لوحة من الألوان البنّية. رسمت أيضا زهورها البرِية المفضلة على الأقمشة، إما بألوان الباستيل الـهـادئـة أو بـالأحـمـر كما هو الحال بالنسبة لـورود الخشخاش التي أخـــذت شـكـاً ثــاثــيّ الأبـــعـــاد فــي قماش جـــاكـــار. ظــهــرت هـــذه الــــــورود أيــضــا في حــــــــواف فــــســــاتــــ وقــــمــــصــــان رجــــالــــيــــة. القاسم المشترك بين أغلبها أن البني كان الأرضية التي استندت عليها. فـــــي كـــــل الأحــــــــــــوال، ورغــــــــم أن هـــذه الــــــــــدورة لـــــم تــــقــــدم أي جــــديــــد بــالمــعــنــى الــــثــــوري، فــإنــهــا الـــتـــزمـــت بـــالـــواقـــع ومــا تُـتـقـنـه كـــل عــاصــمــة. نـجـحـت نــيــويــورك فـي الحفاظ على جيناتها السبور إلى جانب تصاميم تتراقصعلى كلسيكية مــعــاصــرة. ولــنــدن رغـــم أزمــتــهــا حـاولـت تحقيق المـعـادلـة بـ الـتـجـاري والفني، بينما كـانـت مـيـانـو مقنعة بالتزامها بـالـحـرفـيـة وعـاقـتـهـا الـطـويـلـة بصناع الأنــــاقــــة والــــجــــمــــال. أمـــــا بــــاريــــس، وهـــي مـسـك الــخــتــام، فـربـمـا تــكــون هــي الأكـثـر حظا وحفاظا على بريقها. صحيح أنها هي الأخــرى لم تنجُ من سلبيات الأزمـة الاقــتــصــاديــة الـعـالمـيـة، إلا أنــهــا برهنت أنـهـا الأكــثــر قـــدرة عـلـى تــجــاوزهــا، وهـو مـــا تــجــلّــى فـــي جـــرعـــة أكـــبـــر مـــن الـتـفـنـن فـــي الــكــثــيــر مـــن الــــعــــروض، نـــذكـــر منها «سـكـابـاريـلـلـي» و«لــويــفــي» و«شـانـيـل» وغيرها. حافظ أسبوع باريسعلى مكانته بثقةرغم أنه لم ينجُ تماماً من تبعات الأزمة الاقتصادية (لويفي) لندن: جميلة حلفيشي الإبداع يحتاج إلى مساحة من الحرية كما إلى الجرأة والشجاعة، وهذا ما افتقده موسم 2025 ربيع وصيف في عرض «تودز» اجتمعت الأناقة بالحرفية (تودز) حتى «برادا» عادت إلى قديمها لتلعبعليه (برادا) تاريخ تأسيس 1925 كيم جونز عاد إلى عام دار «فندي» لينسج منها خيوطاً عصرية (فندي) من عرضكارولينا هيريرا خلال أسبوع نيويورك لربيع وصيف (كارولينا 2025 هيريرا) في «موسكينو» كلاسيكية مطعمة ببعضالشقاوة (موسكينو)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky