issue16744

صــدق الفيلسوف اليوناني أفـاطـون حـن قــال: «الموتى فقط من شهدوا نهاية الحرب». وهذا يفضي بنا إلى حقيقة، وهـــي أنـــه بـالـنـسـبـة لــأحــيــاء، فــالمــعــانــاة مـــع مــآســي الــحــروب تتواصل. وفيما يخص منطقة الشرق الأوسـط، فإن الأمل في غد أفضل، على ما يبدو مما نراه يحدث، ينكمش بسرعة يوماً إثر آخر. منذ عام مضى تقريباً، أي منذ اجتياح القوات الإسرائيلية قطاع غزّة، وبدء حرب الإبادة، كان أكثر الأسئلة بروزاً، السؤال حول ماذا سيحدث في اليوم التالي لدى القضاء على الفصائل الفلسطينية؟ جاءت الإجابة قبل حتى أن تنتهي تلك الحرب. السؤال الأبرز الآن: ماذا بعد الغزو الإسرائيلي للبنان؟ وســائــل الإعــــام الـعـربـيـة والــدولــيــة تـنـقـل صـــور دبــابــات الميركافا الإسرائيلية واقفة على الحدود الجنوبية اللبنانية متحفزّة للغزو، في انتظار صدور الأمر بالتحرك. ولن يطول انتظارها. بعد انتشار خبر اغتيال زعيم «حزب الله» مؤخراً، أدلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامي نتنياهو بتصريح قال فيه إن مقتله سيؤدي إلى بروز شرق أوسط جديد. ثـمـة مـثـل إنـجـلـيـزي يــقــول: «الـشـيـطـان فــي الـتـفـاصـيـل». فالشرق الأوسـط الجديد، المعني في تصريح نتنياهو، يمكن تخمينه بسهولة، من خلل الرجوع إلى سجله السياسي غير الناصع. وباختصار، فإن الشرق الأوسـط الجديد المقصود لا مكان فيه لدولة فلسطينية. رُفعت الأقلم وجفتْ الصحف. إلا أن هـــذا يــقــود بــالــضــرورة إلـــى اسـتـنـتـاج آخــــر، يسير فـي خـط مـــوازٍ، ويـؤكـد أن الـشـرق الأوســـط الجديد قـد لا يكون فيه مكان لحركة «حماس»، أو «حزب الله». لكن ذلك لا يعني بــالــضــرورة أنّــــه سـيـكـون خـالـيـ مــن فـصـائـل فلسطينية ومـن الـحـروب. الـحـروب ستتواصل لسبب واحــد، وهـو أن المقاومة الفلسطينية للحتلل الإسرائيلي لن تتوقف. وســتــتــواصــل بـــالـــضـــرورة مـــا لـــم يـتـحـقـق للفلسطينيي حق العيش في دولتهم المستقلة. التاريخ الإنساني يؤكد أنّه أينما وُجد احتلل، ظهرت المقاومة. وعلى سبيل التذكير، فإن عاماً، 130 الاستعمار الاستيطاني الفرنسي في الجزائر بقي لكن انتهى بكارثة على فرنسا، مما اضطرها إلى الرحيل. الـــشـــرق الأوســــــط الـــجـــديـــد الـــــذي يـــريـــده الـفـلـسـطـيـنـيـون والـشـعـوب الـعـربـيـة يختلف بــالــضــرورة عــن ذلـــك الـــذي يـريـده نتنياهو وائتلفه اليميني المتطرف الحاكم. والمسافة بي ما يريده الطرفان شاسعة، ولا يمكن تجسيرها بجسور عسكرية مؤقتة، إلا بقبول الطرف الثاني بمبدأ حق تقرير المصير، وحق الفلسطينيي في العيش في دولة فلسطينية مستقلة. وإذا لم يتحقق ذلك، فإن أي شرق أوسط يبرز من هذه الحرب، أو التي تليها، لــن يختلف عـمـا كـــان إلا فــي تفاصيل صـغـيـرة، يمكن لممحاة محوها. الحروبُ ليست حـاً، ولن تكون. هذه حقيقة تمتلئ بها كـتـب الــتــاريــخ. وهــــذا مــا تـعـلـمـنـاه مــن تـجـربـة الـسـبـعـن عاماً الماضية وأكـثـر مـن الـصـراع العربي - الإسـرائـيـلـي. ذلـك أن كل حرب تقود إلى أخرى، طالما بقيت الأسباب. إلى يومنا، والحروب العربية الإسرائيلية 1948 منذ عام مـتـواصـلـة. والـــســـام فــي المـنـطـقـة كـــان الـضـحـيـة الأبـــــرز. ومما يلفت الانتباه أن في إسرائيل قـوى سياسيةً تقف في الضفة المقابلة لليمي المتطرف، وترفض أطروحاته. وترى أن الحلول العسكرية لن تقود إسرائيل إلى العيش في سلم. الـــدور الآن على لبنان. وليس صعباً التكهن بمن يأتي بـعـده فــي الـقـائـمـة الإسـرائـيـلـيـة. جـنـون الــقــوة لا يتيح مكاناً لـتـفـكـيـر عـقـانـي فـــي إســـرائـــيـــل، بـمـا يـتـسـق ومـنـطـق الـحـيـاة. ومصطلح الأمن الإسرائيلي فضفاض ومطاطي، ويزداد تمدداً بمرور الوقت. الـشـرق الأوســـط الـجـديـد، المعني فـي تصريح نتنياهو، لـــيـــس ســـــوى وجـــــه آخـــــر لــعــمــلــة قـــديـــمـــة، وســـــــراب ســــرعــــان مـا يــــــزول. الـفـلـسـطـيـنـيـون تـــعـــرضـــوا طـــــوال تــاريــخــهــم لـضـربـات كثيرة موجعة، لكنهم لـم يستسلموا. والـقـادة الإسرائيليون العسكريون منهم والسياسيون لا تخفى عليهم هذه الحقيقة. وعليهم مراجعة الحسابات. أثارت عملية اغتيال قائد «حزب الله» على يد جيش الاحــتــال الإسـرائـيـلـي فــي الـضـاحـيـة الجنوبية لبيروت انقساماً كبيراً على الساحة العربية، بي من تطرفوا في موقفهم وشمتوا فـي موته بسبب تدخله العسكري في سـوريـا، ومؤيدين وداعـمـن لكل مواقفه، تحديداً موقفه المـــقـــاوم مــن إســرائــيــل، وعـــــدّوه مـرجـعـ فقهياً وسياسياً لا يــمــس، وأخـــيـــراً هــنــاك مــن عــــدّ، رغـــم خــافــه مــع الـحـزب وزعيمه، أن مجرد قيام إسرائيل باغتياله فإن هذا يغفر له أخطاء كثيرة ويحتم الوقوف معه طالما يحارب دولة الاحتلل. ورغم أن الانقسام حول القادة والزعماء العرب كبير، وحـــول زعــمــاء التنظيمات السياسية والـديـنـيـة معتاد، فإن هذه المرة كانت درجة الانقسام واسعة وعميقة، ولم تكن في إطـار انقسامات النخب السياسية ومشاجرتها المعتادة، إنما كانت مجتمعية، وأخـذت أبعاداً عميقة لم تخلُ مـن جـوانـب دينية ومذهبية. والحقيقة أن السؤال الـــذي يــطــرح: لمـــاذا أخـــذ الانــقــســام حـــول حـسـن نـصـر الله أبعاداً شديدة العمق والقسوة مقارنة بانقسامات أخرى حول كثير من القادة والشخصيات العربية؟ والـحـقـيـقـة أن المشكلة تـرجـع لأســبــاب عـــدة؛ أبـرزهـا مــشــاركــة «حــــزب الـــلـــه» فـــي حـــرب ســـوريـــا، واتــهــامــه بـأنـه السبب الرئيسي وراء استمرار النظام السوري وسقوط آلاف من الضحايا، كما خاض الحزب معركة ببيروت في تركت مرارات كثيرة بي قطاعات من اللبنانيي، ثم 2006 سنوات، 4 تعامل كسلطة قمعية بوجه الحراك المدني قبل كما رفـض كثيرون هيمنته السياسية والعسكرية على الـــقـــرار الـلـبـنـانـي وإدخـــــال الــبــاد فــي حـــرب مــن أجـــل غـزة تـرفـض الغالبية العظمى مـن اللبنانيي الــدخــول فيها، حتى لو تضامنوا بشكل كامل مع القضية الفلسطينية. «حــــــزب الــــلــــه» هــــو حـــــزب عـــقـــائـــدي اخــــتــــار أن يــكــون سلطة وليس مجرد فصيل مـقـاوم، وفـي بعض الأحيان اخـتـار أن يـكـون دولـــة فيرسل قـواتـه إلــى سـوريـا للحرب لصالح نظام ثبت أنه لم يكن موجوداً لا في الممانعة ولا الاعتدال. وعلى عكس ما راهن الحزب فإن نظاماً آخر في سوريا لم يكن سيمثل عبئاً على «حزب الله» مثل النظام الــذي دعمه، ولـم يكن سيفقد حاضنة شعبية كبيرة من السوريي عـدّوا أن دمـاء في سوريا سالت بسبب تدخله بالحرب.في لبنان، هناك تيار يرى أن هناك في «محل ما» علقة بي «حزب الله» واغتيال رفيق الحريري، ويحمله كثير من أهـل بيروت وطرابلس ما سماه أحـد الأصدقاء اللبنانيي «مـظـالـم كـثـيـرة»، وحمله آخـــرون فـي مناطق أخرى مسؤولية الشغور الرئاسي... وهــنــا؛ ألا يشعر الــحــزب الآن بـفـداحـة غـيـاب رئيس وزراء بــوزن الـحـريـري حتى لـو اختلف معه، فكان قــادراً بـاتـصـالاتـه الـدولـيـة أن يـوقـف مـواجـهـات كثيرة سابقة؟ وهـــل الـشـغـور الـرئـاسـي الـحـالـي الـــذي لـعـب الــحــزب دوراً كـبـيـراً فــي اسـتـمــراره لــم يـؤثـر سلباً عـلـى وضـعـيـة لبنان والحزب؟ فوجود رئيس مهما كان الخلف معه سيسهم في حمل قضية لبنان بالمحافل الدولية والضغط لصالح وقف الحرب. إن الخلف بي المشروعات السياسية والآيديولوجية وحول الزعماء العرب كان موجوداً في تاريخنا المعاصر، فقد كـان هناك خـاف بي مصر والسعودية قبل هزيمة أمـــــام إســـرائـــيـــل، ولــكــنــه لـــم يــكــن خـــافـــ مجتمعياً 1967 عميقاً يحمل خطاب كراهية بي الشعوب (رغم تجاوزات الخطاب السياسي)، وأن الطريق «لإزالة آثار العدوان» كما قيل وقتها - كانت بالمصالحة التاريخية بقمة الخرطوم بي الزعيمي جمال عبد الناصر والملك فيصل، 1968 في كانا 1973 وأن التضامن العربي ووقف تصدير النفط في نقطة فاصلة في تاريخ «حـرب أكتوبر»، ودليلً على أنه لا يمكنك أن تحقق انتصاراً على عـدو تحاربه وجبهتك الداخلية منقسمة وجانب منها يعاديك. سيبقى هناك انقسام آخر بي تيار من المختلفي مع توجهات الحزب، و«رفاقهم» المختلفي أيضاً مع الحزب، لكن صدمهم مسلسل الجرائم الإسرائيلية في غزة ولبنان واســتــهــداف المـدنـيـن واصــطــيــاد قـــادة المــقــاومــة، وقـدمـوا قـــراءة أخــرى تـقـول: طالما تعلن إسرائيل رفضها الكامل لأي تسوية سلمية وحـل الدولتي، ولا تكترث بالسلطة الفلسطينية ولا تعبأ بالمجتمع الــدولــي وقــــرارات الأمـم المتحدة، وعجزت قوى الاعتدال العربية ومختلف صور الضغط المدنية والقانونية لدفع إسرائيل لللتزام بقرارات الشرعية الدولية، عليه يمكن التغاضي عن أخطاء «حزب الله» أو تصويبها في مرحلة لاحقة طالما يقاوم إسرائيل، ويمثل شوكة في ظهرها وقدم بالفعل تضحيات كبيرة. الانـقـسـام حــول «حــزب الـلـه» كبير ولا يمكن للحزب أن يصمد في معركته مع إسرائيل مهما كـان شكلها إلا بمراجعة جراحية لعلقته بـالـدولـة والشعب اللبناني، وأيـضـ محيطه الـعـربـي وشـكـل تحالفه مـع إيــــران، وهي كلها تحديات كبيرة وليست سهلة. القول إنّ إيران باعت «حزب الله» لا يعدو سطراً في لعبة النكد السياسي والنكايات التي تستدرجها الخصومة معه. فالعلقة بي إيران وأبرز منتجات فكر تصدير الثورة الخمينية؛ أي «الــــحــــزب» وقــــادتــــه، تـــحـــددهـــا الــحــســابــات الاستراتيجية والجيوسياسية، لا تصرفات هــنــا وقـــــــرارات هـــنـــاك، أيــــ يــكــن حــجــم الـلـحـظـة الـتـي نـتـحـدث فـيـهـا. لـيـس «حـــزب الــلــه» مجرد ميليشيا تـرعـاهـا إيــــران، ولا زعيمها المغتال حـسـن نـصـر الــلــه مــجــرد حـلـيـف، فــهــذا الـكـيـان يشكل امــتــداداً لنفوذ طـهـران الإقليمي، ويعدّ مكوناً عضوياً من مكونات الردع الاستراتيجي ضد إسرائيل، ومنصة تعبئة وتثوير ورعاية للمحور الشيعي - العربي نيابة عـن طـهـران. وبـالـتـالـي؛ لـيـس بمثل هـــذا الاسـتـسـهـال يباع ويُشترى من كان هذا موقعه. الصحيح أن اغتيال نصر الله، والتفكيك شبه التام لبنية «الحزب» العسكرية، وتجفيف خــزان المـواهـب عبر الاغتيال الممنهج، خسارة كــامــلــة لإيــــــران نــفــســهــا. يــشــبــه ســـقـــوط «نــظــام حــــزب الـــلـــه»، بـقـتـل حــســن نــصــر الـــلـــه، الـــزلـــزال الجيوسياسي الذي وقع بإسقاط نظام صدام حـسـن فــي الـــعـــراق. فـتـح الـثـانـي الــبــاب لإيـــران لاجتياح المشرق، وسيفتح الأول باب إمكانية خروجها منه. إنـــهـــاك «حــــزب الـــلـــه» ووضـــعـــه عـلـى سكة النهاية، بعد تحطيم «حماس»، ورفع مستوى الضغط على الحوثي والميليشيات العراقية، يــشــكــل ضـــربـــ فــــي الـــقـــلـــب لــعــقــيــدة «الــــحــــروب بالوكالة» التي تتبعها إيران. وليس خافياً أن «حـــزب الـلـه» هـو درة تــاج هــذه الاستراتيجية التي استثمرت فيها إيــران مالياً ولوجيستياً وآيديولوجياً لعقود طويلة وصعبة؛ لخدمة أولــــويــــة اســتــراتــيــجــيــة لـلـنـظـام الإيــــرانــــي؛ هي تجنب الانخراط في حرب مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة. إن الأولوية المباشرة لإيران الآن هي إعادة تـرتـيـب هيكلية «حــــزب الـــلـــه»، والمــســارعــة إلـى تأمي استمرارية المنظمة عبر أمي عام جديد وفريق عمل موثوق يمكنهم إشاعة بعض من الطمأنينة لدى «جمهور المقاومة» وبدء رحلة الـــخـــروج الـصـعـبـة مـــن مـحـنـة الاجـــتـــثـــاث الـتـي 11 تــعــرض لـهـا «حــــزب الـــلـــه» خـــال الأشـــهـــر الــــ الماضية. لا أحد مثل إيران يعلم أن هذا الترميم الـــذي تكتنفه تـحـديـات استراتيجية سـيـبـدّد، مــؤقــتــ عــلــى الأقــــــل، كــثــيــراً مـــن بـــراعـــة وكـــفـــاءة وفاعلية «حزب الله» على الساحتي العسكرية والسياسية، وسيربك بالتالي نفوذ إيـران في لبنان وما بعده. أمـا الترميم الأصعب وغير المنظور فهو لمـــا يـــحـــدث داخـــــل إيـــــران نـفـسـهـا مـــن صـــراعـــات أجـــنـــحـــة شــــديــــدة الــــقــــســــوة. تــســتــشــعــر إيــــــران أن اغــتــيــال نــصــر الـــلـــه يـشـكـل تــحــديــ مـبـاشـراً لمكانتها الإقليمية، وتنوء قيادتها تحت ثقل الضغوط عليها من جمهور المحور داخل إيران وخـــارجـــهـــا، بـسـبـب الــتــوقــعــات الـــتـــي ألهبتها الدعاية الإيرانية. وعليه؛ فإن الـدور الأساسي الـــذي يلعبه الـنـظـام الإيــرانــي الآن هـو المـوازنـة الدقيقة في إدارتــه ردود الفعل. فثمة من يريد ردود فعل أكثر عدوانية من قبل طهران نفسها رداً على هذه النكسات، وهو ما لا طاقة لها به الآن. وثمة من يقول إن عدم الرد سيفقد إيران هيبتها وقدرتها على السيطرة على حلفائها ووكـــائـــهـــا إذا أمــعــنــت فـــي مـــمـــارســـة «الـصـبـر الاستراتيجي». ليست قدرات «حزب الله» العملياتية هي مـا سيتأثر فقط بما حـــدث، بـل كـل ديناميات القوة الإقليمية لإيران بفقدانها درة تاجها في المنطقة، وعلى نحو بات يسمح بالتفكير في أن ميزان القوى في لبنان والمشرق العربي يتغير بـشـكـل عــــام، ويـمـكـن اسـتـغـالـه لمـواجـهـة نفوذ إيـران في لبنان وسوريا. فبإزاء تراجع «حزب الله»، من المحتمل أن تبدأ الفصائل السياسية الأخــــرى، كـالـقـوى المسيحية والـــدرزيـــة وحتى بـعـض الـشـخـصـيـات والــكــيــانــات الـشـيـعـيـة في لبنان الابـتـعـاد عـن النفوذ الإيــرانــي، والبحث عن مــاذات سياسية في كنف الــدول العربية، لا سيما دول الخليج. ولأن مـا يـواجـه النفوذ الإيــرانــي مـن تـحـديـات لـن يـتـرجَـم تلقائياً إلى معادلة استقرار في لبنان والمنطقة، حيث قد تحاول إيــران إعــادة فـرض سيطرتها بوسائل أخــــرى؛ بـمـا فيها دعـــم الميليشيات الطائفية، فــإن الفرصة سانحة لــدور عربي تجاه إيــران، لطمأنتها بأن ثمة مخارج طوارئ متاحة. والفرصة سانحة أيضاً لدور عربي كبير في لبنان، لا من باب تقديم المعونة الإنسانية فقط، بل من باب المبادرة السياسية للستثمار في الفراغ الجزئي، ولكن الكبير، الـذي خلفته الأحداث العملقة الجارية في هذا البلد. يمثل اغتيال نصر الله وإضعاف «حزب الـــلـــه» تـحـديـ اسـتـراتـيـجـيـ لإيـــــران، وقـــد يـزيـد بالتالي مـن مخاطر عــدم الاسـتـقـرار الإقليمي واحتمالية التصعيد بـن شبكة وكـــاء إيــران وإســـرائـــيـــل، وربـــمـــا ضـــد دول عـربـيـة مــحــددة. لكن هــذا الـحـدث يتيح فرصة عملقة مـن غير المسموح تفويتها. فهيمنةُ «حـــزب الـلـه» على الـــنـــظـــام الـــســـيـــاســـي الـــلـــبـــنـــانـــي وتـــوظـــيـــفـــه فـي سبتمبر 27 استراتيجية إيران الإقليمية، قبل أمـــرٌ؛ ومــا بعد هــذا الـتـاريـخ أمـرٌ 2024 ) (أيــلــول آخـــر. بيد أن الامـتـحـان الحقيقي سيظل دومـ في الطريقة الخلقة التي تتيح الاستثمار في انهيار هذه السيطرة من دون زعزعة استقرار الـنـظـام السياسي اللبناني الـهـش أو الإخــال بتوازناته الطائفية، ومن دون حشر إيـران في الزاوية ودفعها لهدم الهيكل. OPINION الرأي 12 Issue 16744 - العدد Tuesday - 2024/10/1 الثلاثاء الانقسام حول «حزبالله» نتنياهو ووَهْمُ الشرق الأوسط الجديد كلا... إيران لم تبع حسن نصرالله وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com نديم قطيش اغتيال الأمين العام لـ«حزبالله» وإضعافه تحدّ استراتيجيلإيران لا يمكن للحزب أن يصمد في معركته مع إسرائيل إلا بمراجعة لعلاقته بالدولة ومحيطه العربي عمرو الشوبكي الحروبُ ليستحلاً ولن تكون... هذه حقيقة تمتلئ بها كتب التاريخ جمعة بوكليب

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky