issue16743

6 لبنان... بعداغتيالنصرالله NEWS Issue 16743 - العدد Monday - 2024/9/30 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT التقديرات أنه قد يستعيد سيناريو الرد على اغتيال عباس موسوي إسرائيللا تستبعد لجوء «حزبالله» إلى استهدافسفاراتها تـذهـب تـقـديـرات إسـرائـيـلـيـة إلـــى أن «حزب الله» سينتقم لاغتيال أمينه العام، حــســن نــصــر الـــلـــه، بـتـفـجـيـر مــؤســســات إسرائيلية ويـهـوديـة فـي الـعـالـم. بينما قررت أجهزة المخابرات رفع حالة التأهب فـــــي جـــمـــيـــع الـــــســـــفـــــارات والـــقـــنـــصـــلـــيـــات وأمـــــاكـــــن الــــعــــبــــادة الـــيـــهـــوديـــة ومــــقــــرات الــجــمــعــيــات الــديــنــيــة فـــي جــمــيــع أنــحــاء العالم. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية، لـــوســـائـــل إعـــــام عـــبـــريـــة، إنـــهـــا تتحسب من تكرار «حـزب الله» عمليات التفجير ، عندما اغتالت تل 1992 التي تمت عـام أبيب في نفس العام الأمين العام الأسبق للحزب، عباس موسوي، وتركزت ردود الفعل مـن الـحـزب على استهدف مقرات دبـلـومـاسـيـة ومـنـشـآت يـهـوديـة. وأكـــدت المـصـادر أن «حــزب الـلـه» أعلن أن إطـاق الصواريخ القائم حالياً باتجاه إسرائيل ليس هو الرد على الاغتيال، إنما هو رد على الغارات وعلى القصف الصاروخي الروتيني والمتصاعد الذي يقوم به منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لمساندة 8 «حماس» في قطاع غزة، لكن الرد الملئم «سيكون مختلفاً». وتــســتــهــدف الــــغــــارات الإســرائــيــلــيــة الكثيفة على مـواقـع «حــزب الـلـه» تدمير تــرســانــتــه الـــصـــاروخـــيـــة، بـيـنـمـا الـــقـــرار الإيراني يمنع «حزب الله» من استخدام الـــصـــواريـــخ الـبـالـيـسـتـيـة الـثـقـيـلـة الـتـي زودتـه بها، غير أن الحزب سيفتش عن وسيلة أخرى. سيناريو موسوي ووفـــــــــــــــق الــــــــتــــــــقــــــــديــــــــرات الأمـــــنـــــيـــــة الإسرائيلية، فإنه «ليس مـن المستبعد أن يـعـود الــحــزب إلـــى تجربته القديمة عـــامـــ ، عـنـدمـا رد عـلـى اغـتـيـال 32 قـبـل الأمـــ الـعـام لـلـحـزب، عـبـاس مـوسـوي، بتفجير مقرات دبلوماسية في الخارج وأماكن عبادة». عـــمـــلـــيـــاتِ 3 » ونــــفــــذ «حــــــــزب الـــــلـــــه تفجيرٍ ضد أهـداف إسرائيلية رداً على 17 : فــفــي 1992 اغـــتـــيـــال مـــوســـوى عــــام مــارس (آذار)، أي بعد شهر مـن اغتيال موسوي، وقع انفجار ضخم في سفارة إسرائيل في عاصمة الأرجنتين، بوينس شخصاً، بينهم 29 آيرس، تسبب بمقتل دبـلـومـاسـيـ إســرائــيــلــيــ ، والـبـقـيـة 4 نـسـاء يهوديات 4 أرجنتينيون بينهم يعملن موظفات محليات. وبـعـد أيـــام مـن الهجوم الأول، قُتل ضابط أمن في السفارة الإسرائيلية في أنـقـرة بتفجير عبوة فـي سـيـارتـه، وفي ، وقـــع انـفـجـار 1994 ) يـولـيـو (تـــمـــوز 18 ضـخـم فـــي مـقـر الـجـالـيـة الــيــهــوديــة في شخصاً. 85 الأرجنتين، وقُتل فيه تعليماتجديدة كـــانـــت إســـرائـــيـــل قـــــررت اتـــخـــاذ إجــــــراءات أمــنــيــة خـــاصـــة فـــي بـــدايـــة الـــحـــرب فـــي أكـتـوبـر المـاضـي، ثم قــررت تشديد هـذه الإجــــراءات، في أواســـــط أبـــريـــل (نـــيـــســـان) المـــاضـــي، فـــي أعــقــاب قصف إسرائيلي للسفارة الإيرانية في دمشق، واغـــتـــيـــال مــحــمــد مـــهـــدي زاهــــــدي مـــع عــــدد من قــادة «فيلق الـقـدس» الــذي يعمل خــارج إيــران، مــقــراً دبــلــومــاســيــ لها 28 وحـيـنـهـا تـــم إغــــاق فـي مختلف أنـحـاء الـعـالـم، بشكل مـؤقـت، بعد تحذيرات أمنية ومخاوف من هجمات انتقامية قـد تشنها إيـــران بعد الــحــادث الـــذي أسـفـر عن سقوط قيادات إيرانية رفيعة المستوى. ومــــنــــذ ذلــــــك الــــوقــــت أخــــلــــت «الـــخـــارجـــيـــة بـعـثـات دبـلـومـاسـيـة لـهـا في 7 » الإســرائــيــلــيــة كــــل مــــن مـــصـــر والأردن والـــبـــحـــريـــن والمـــغـــرب وتــركــيــا (أنـــقـــرة وإســطــنــبــول)، بــالإضــافــة إلـى تـركـمـانـسـتـان. وقــالــت المــصــادر إنـــه فــي بعض الـــــــدول، كـــانـــت الإرشـــــــــادات الأمـــنـــيـــة الـــصـــادرة مــــن الـــســـلـــطـــات الإســـرائـــيـــلـــيـــة صــــارمــــة لـلـغـايـة لـدرجـة منع المـوظـفـ مـن مــغــادرة المــنــزل، ولو حتى إلـى صالة الألعاب الرياضية بالمبنى أو متجر قـريـب. وأفـــادت مـصـادر فـي «الخارجية الإسرائيلية»: «في أكثر من مـرة، نجد أنفسنا مضطرين إلــى إبـعـاد جــزء مـن الدبلوماسيين (الإسرائيليين) إلى خارج الدولة التي يعملون بها بسبب التحذيرات والمخاطر». ونــــقــــل مــــوقــــع «والـــــــــــا» الإخـــــــبـــــــاري، عــن الــــجــــنــــرال الإســــرائــــيــــلــــيّ فــــي الاحــــتــــيــــاط أوري ساغي، الرئيس السابِق لشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، والذي أشرف شخصياً على عاماً، قوله إنّ 32 عملية اغتيال موسوي، قبل «كلّ عملية تصفية ممركزة تحمل في طيّاتها الإيـجـابـيـات والـسـلـبـيـات، ومــن بـ السلبيات التي أعقبت قتل الشيخ موسوي كانت تعيين نــصــر الــلــه أمــيــنــ عــامــ لــــ(حـــزب الـــلـــه)، والــــذي أعتبره أكثر سوءاً من موسوي، والأيّـام أثبتت ذلك» على حدّ تعبيره. وكشف الجنرال ساغي أن أياً من «أجهزة المـــخـــابـــرات الإسـرائـيـلـيـة لـــم تــتــوقّــع رداً عنيفاً ومــؤلمــ وقـاسـيـ مــن (حــــزب الــلــه) عـلـى اغـتـيـال أمـيـنـه الـــعـــامّ (مـــوســـوي)، وأن مــن أشـــرف على عمليات الانتقام، عماد مغنية، كان أيضاً شاباً غير مـعـروف لـهـم، وقــد تـم وضـعـه على قائمة قيادياً في (حزب الله)، بينهم 11 الاغتيالات مع نـعـيـم قــاســم، الــــذي يـشـغـل الــيــوم نــائــب الأمــ العام في (حزب الله)، والقيادي نبيل قاووق». وأضـــــاف ســـاغـــي: «قـــدّرنـــا يـومـهـا أن يـرد (حـــــــزب الــــلــــه) عـــلـــى عــمــلــيــة اغـــتـــيـــال مـــوســـوي بـإطـاق (الـكـاتـيـوشـا) صــوب شـمـال إسـرائـيـل، أو تنفيذ عملية إرهابية في الخارج، وللأسف، فإن السيناريوهين تحققا، فـ(حزب الله) أمطر الجليل بصواريخ (الكاتيوشا)، وقـام بتنفيذ عمليتين إرهابيتين في الأرجنتين». تل أبيب: «الشرق الأوسط» نصراللهيتحدثعنسلفه عباسموسوي في فيلم وثائقي يؤرخ مرحلة ثاني الأمناء العامّين (إعلام «حزبالله») اليوم التاليلإسرائيل... استثمار «المكاسب» أم التورط في لبنان؟ كما في كل حــرب، تقف إسرائيل أمام خـــيـــاريـــن؛ فـــإمـــا أن تـسـتـثـمـر «إنـــجـــازاتـــهـــا» العسكرية - وهي غير قليلة وفقاً لمفاهيمها - وإمـــا أن تسعى لـلـخـروج مــن الــحــرب إلـى آفاق سياسية... فهل تفعل؟ حتى الآن، لا تـزال القيادة العسكرية، وأكــــثــــر مـــنـــهـــا الـــســـيـــاســـيـــة، تـــعـــيـــش نــشــوة الـنـصـر، بعد سلسلة طويلة مـن العمليات الـــتـــي ضـــربـــت «حــــــزب الــــلــــه» فــــي الــصــمــيــم: اخـــتـــراق أمــنــي عـمـيـق لأجــهــزة «حــــزب الـلـه» الـــســـيـــاســـيـــة والـــعـــســـكـــريـــة، واغــــتــــيــــال قــــادة ميدانيين وقادة بارزين، وبيع آلاف الأجهزة المـفـخـخـة لــــ«حــزب الــلــه»، وتـلـقّـي معلومات اســـتـــخـــبـــاراتـــيـــة ســـاخـــنـــة عـــــن اجـــتـــمـــاعـــات لـــلـــقـــيـــادات، وتــدمــيــر بـــطـــاريـــات الــصــواريــخ المـــــضـــــادة لـــلـــطـــائـــرات ثــــم المـــــضـــــادة لـلـسـفـن الــحــربــيــة، ثـــم اغــتــيــال الأمــــ الـــعـــام، حسن نصر الله. رفع معنويات لا شــــك أن هـــــذه «الــــنــــجــــاحــــات» تُـفـيـد فـي الــحــرب، لـرفـع المـعـنـويـات الهابطة لدى الـجـمـهـور والـــجـــنـــود، واســــتــــرداد شـــيء من هيبة الجيش والمخابرات التي مُسحت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واستعادة 7 شيء من «قوة الـردع» التي تضعضعت مع «طوفان الأقصى» لمدة سنة في قطاع غزة. لكن هـذه الخطوات يمكن أن تُجْهَض بــســهــولــة، إذا لـــم يـــجـــرِ اســتــثــمــارهــا بشكل ناجع، عسكرياً وسياسياً. من الناحية العسكرية، لن تكون هناك جـــدوى مـن «الإنـــجـــازات»، إذا غــرق الجيش في الغطرسة والغرور والتعالي. وعليه أن يتعلم من الـدروس العسكرية عبر التاريخ، وهو أن القوة مهما بلغت عظمتها تبقى لها حـــدود، وأنــك تستطيع أن تهزم أي عـدو ما عـدا الغطرسة، فهي تقضي على صاحبها مـهـمـا كـــان قــويــ ، وأن مـقـولـة مــا لــم تحققه بــالــقــوة اســتــخــدم لــه قـــوة أكــبــر، هــي ليست فقط مقولة خاطئة بـل حمقاء، وقــد دفعت ثمنها بالدم شعوب كثيرة، وعلى ذلك، فإن تـهـديـدات قـــادة الجيش الإسـرائـيـلـي بمزيد من التصعيد والتوسيع للعمليات الحربية يندرج في هذا الإطار. وحــتــى مــع تـلـقّـي «حــــزب الــلــه» ضربة قــاســيــة فــــإن اســـتـــمـــرار الـــحـــرب ضـــــده، ومــا يرافقها منضرب للمدنيين اللبنانيين، يجر قَـــدَمَـــيْ إسـرائـيـل إلــى تجربة ذاقـــت مرارتها أيضاً في المـاضـي، من عملية الليطاني في ،1982 ، إلــى حــرب لبنان الأولـــى سنة 1978 .2006 فالثانية سنة أين الخطة؟ يـــبـــدو أن الإســـرائـــيـــلـــيـــ عـلـيـهـم أن يسألوا الجنرالات ذوي الخبرة، ليقولوا لـــهـــم إن اغــــتــــيــــال الأمـــــــ الــــعــــام الأســـبـــق ) جاء 1992( لـ«حزب الله» عباس موسوي بـحـسـن نـصـر الــلــه، الــــذي شـــدد الارتــبــاط بـــإيـــران ومـشـاريـعـهـا، وحــــوّل الــحــزب من تـنـظـيـم مـسـلـح إلــــى جــيــش يـــــوازي قـــوات عسكرية لدول، ويشكل تهديداً أكبر. ومــــع ذلـــــك، فــــإن الأمــــــور لا تنحصر بــــأيــــدي الـــجـــيـــش، فـــفـــي إســـرائـــيـــل تــوجــد حــكــومــة هـــي الـــقـــائـــد الــســيــاســي الأعـــلـــى، وهـــي الــقــائــد الــرســمــي لـلـجـيـش، ويـوجـد رئــــيــــس حــــكــــومــــة صــــاحــــب ســــطــــوة عــلــى حـــزبـــه ومــعــســكــره الــســيــاســي، والـجـيـش يطالبه الـيـوم بوضع خطة استراتيجية للدولة، لكي يبني على أساسها خططه العسكرية، فهذه الخطة مفقودة. الإدارة الأمــيــركــيــة كــانــت قـــد جـــاءت لمـــســـاعـــدة نـــتـــنـــيـــاهـــو، فـــقـــدمـــت لــــه سـلـمـ ذهبياً حتى ينزل عن الشجرة التي تسلق إليها، وعرضت عليه مشروعاً أميركياً - )G7( فرنسياً بمشاركة دول القمة السبع والمـــجـــمـــوعـــة الـــعـــربـــيـــة، بــمــا يــخــلــق آفــاقــ سلمية للمنطقة، ويشمل الجميع، بمن في ذلك الإسرائيليون والفلسطينيون. لـــــــكـــــــن الأمــــــــيــــــــركــــــــيــــــــ أنــــــفــــــســــــهــــــم، الــــذيــــن يُـــــعَـــــدّون أكـــثـــر مــــن يـــعـــرف الـــقـــادة الإســـرائـــيـــلـــيـــ ، يـــقـــولـــون صــــراحــــة: «فـــي إسرائيل لا يوجد قائد، ليس لأن رئيس الـــــــــوزراء، نــتــنــيــاهــو، ضــعــيــف أو عــاجــز، إنـــه بـبـسـاطـة يــديــر الـــبـــاد وفــقــ لمصالح شخصية وحزبية ضيقة». وفـــــي ســبـــيـــل مـــصـــالـــحـــه، لا يـــتـــورع نـــتـــنـــيـــاهـــو عـــــن الـــــدخـــــول فـــــي صـــــــدام مـع الرئيس الأميركي جـو بـايـدن، الــذي يعد نـــفـــســـه صـــهـــيـــونـــيـــ ، ودخـــــــل إلـــــى الـــحـــرب شريكاً، وقـــدّم كـل دعـم ممكن، ونتنياهو يــســتــخــف بــــه ويـــنـــافـــق مــنــافــســه دونـــالـــد تــــرمــــب، حـــتـــى يـــتـــهـــرب مــــن فـــتـــح الآفــــــاق السياسية؛ لذلك يُنظر إلـى نتنياهو في إسرائيل على أنـه عـارض تسويق وليس قـائـداً، ويخشى الإسرائيليون مـن الثمن الذي دُفع، والذي سيُدفع على الطريق. تل أبيب: نظير مجلي تقارير: «هشاشة» ردود إيران أغرت إسرائيل باغتيال زعيم «حزبالله» قائد سرب اغتيال نصراللهيكشف بعضتفاصيل العملية مـــــع مُـــــضِـــــيّ الــــســــاعــــات مـــنـــذ الإعــــــان الـرسـمـي عــن اغـتـيـال الأمـــ الــعــام لــ«حـزب الـــلـــه» الـلـبـنـانـي حــســن نــصــر الـــلـــه، تكشف أوســـاط سياسية عـن خبايا العملية على المـسـتـوى الـحـكـومـي والـعـسـكـري، الـتـي من بينها أن صـراعـ خفياً دار مـا بـ القيادة العسكرية والقيادة السياسية في إسرائيل، كانوا فيه يسابقون الزمن، وكادوا يفوّتون فرصة تحقيق هذا «المكسب الحربي». كما تـحـدّث قـائـد ســرب الـطـيـران الـذي لـلـتـلـفـزيـون، 11 نــفّــذ الاغـــتـــيـــال، مـــع الــقــنــاة عـن بعض تفاصيل العملية، وطبيعة مَن تـــم اخــتــيــارهــم مـــن طــيــاريــن لــهــذا الــغــرض، فضلً عن طريقة تلقّيهم المعلومات بشأن الشخصية المستهدفة. وحسب الطيار المذكور، فإن «الطيارين لـم يـعـرفـوا أنـهـم سيغتالون نصر الـلـه، إلا ساعات من العملية. قبل ذلـك كانوا 4 قبل يعرفون منذ مطلع الأسبوع أنهم يستعدّون لعملية كبيرة، من دون إعطائهم التفصيل، وعندما عرفوا ارتفع الأدرينالين إلى أعلى درجـــة وتـحـمّـسـوا، وبـــدأ الـشـبـاب يطرحون أفـكـاراً إبـداعـيـة كيف يضلّلون (حـــزب الله) حــتــى لا يـكـتـشـف الــعــمــلــيــة، ونــــفّــــذوا فـعـاً عدة عمليات تمويه لا أستطيع تفصيلها، في المائة». 100 فنجحت العملية ثم أكّد الطيار أن طائرات مقاتلة أخرى اهـتـمـت بـمـواصـلـة الـــغـــارات بـعـد الاغـتـيـال، حتى لا يتاح لـ«حزب الله» الرد عليها. وحــــــســــــب مــــــصــــــدر آخـــــــــــر، تـــــــم تـــدمـــيـــر بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات لدى «حزب الله»، وفق خطة مُعدّة سلفاً، مثلما فعلت الطائرات الإسرائيلية على الجبهتين ، وتمكّنت 1967 السورية والمصرية في حرب مـــن شــــلّ حــركــتــهــا، ولــــم تـتـمـكـن مـــن إطـــاق صاروخ واحد على الطائرات المُغيرة. ويـــشـــرح قـــائـــد ســــرب الـــطـــيـــران أنــــه تم اخـــتـــيـــار خـــلـــيـــط مــــن الــــطــــيــــاريــــن، الـــشـــبـــاب عـــامـــ ، لـهـذا 50 عــامــ و 25 والـــكـــبـــار، أبـــنـــاء الغرض. المستوى السياسي اللفت كذلك في التقارير التي تحدثت عــــن مـــابـــســـات مــــا قـــبـــل اتــــخــــاذ الـــــقـــــرار، أن رئـيـس الـــــوزراء بنيامين نتنياهو، ووزراء اليمين فـي حكومته، الـذيـن يُــعَــدّون الأعلى صــوتــ ، تـــــردّدوا كـثـيـراً، وفـقـط بـعـد ضغوط شـــــديـــــدة مــــارســــهــــا وزيــــــــر الـــــــدفـــــــاع، يـــــوآف غالانت، والقيادة العسكرية والأمنية، رضخ نتنياهو، وأعطى المصادقة على العملية. وجــاء في تقارير عــدةٍ عبرية وغربية، مصدرها جهات أمنية في تل أبيب، أن خطة أكتوبر 11 اغتيال نصر الله كانت جاهزة في أيــام من 4 (تشرين الأول) المـاضـي، أي بعد هـــجـــوم «حـــمـــاس» عــلــى المـــواقـــع الـعـسـكـريـة والمدنية الإسرائيلية، في غلف قطاع غزة، ،2006 وهـي خُطط قديمة جاهزة منذ سنة وتـــــم تـــجـــديـــدهـــا عـــــدة مـــــــرات، لـــكـــن الـــقـــيـــادة السياسية لجمتها، واكتفت يومها باغتيال عماد مغنية. وفــــــي أكـــتـــوبـــر تــــم إخــــراجــــهــــا لمــعــاقــبــة نـــصـــر الـــلـــه عـــلـــى مـــبـــادرتـــه لمــــا عُــــــرف بــاســم «مـعـركـة الإســنــاد» لـغـزة و«حــمــاس»، ضمن خـطـة «وحــــدة الــســاحــات» الــتــي كـــان يطمح بتنفيذها قائد «حـمـاس»، يحيى السنوار، بــيــد أن الـــقـــيـــادة الــســيــاســيــة الإســرائــيــلــيــة، وبــــتــــدخــــل مـــــن الإدارة الأمــــيــــركــــيــــة مـنـعـت تـــنـــفـــيـــذهـــا، وفـــــي حــيــنــه انـــضـــم الـــجـــنـــرالان بيني غانتس وغادي آيزنكوت، قائدا حزب «المعسكر الـرسـمـي» إلــى الحكومة؛ لإظهار تعاضد المجتمع الإسرائيلي، والوقوف وراء الجيش فـي هــذه الـحـرب الـتـي فُـرضـت على إسرائيل، وكان أحد شروطهما، المدعوم من واشنطن، هو التفرغ لجبهة غزة، والامتناع عن توسيع نطاق الحرب. الهشاشة والثمن ومع كل خطاب جديد لنصر الله، كان رئــيــس أركـــــان الـجـيـش هـيـرتـسـي هـالـيـفـي، يُـظـهـر هـــذا المــلــف ويــطــرحــه عـلـى الــطــاولــة، وكــــــــــان يــــحــــظــــى بـــــدعـــــم فـــــائـــــق مــــــن رئـــيـــس «المــــــوســــــاد»، دافــــيــــد بــــرنــــيــــاع، الــــــذي يــؤكــد أن إســـرائـــيـــل تـــعـــرف أيــــن يـقـبـع نــصــر الــلــه، وتتابع خطاه بدرجة عالية من المعلومات الاستخبارية. ولــكــن الـــســـؤال الــــذي كـــان يُــطــرح حـول الثمن الــذي ستدفعه إسرائيل على عملية اغــتــيــال كـــهـــذه، كــــان يــؤخــر المـــصـــادقـــة على العملية، فقد تـوقـعـوا رد فعل جنونياً من «حزب الله»، وربما من إيران مباشرة. وقــــد تــغــيّــر هــــذا الـــتـــوجـــه، مـــع مُـــضِـــيّ الـوقـت وظـهـور مَـواطـن ضعف مفاجئة في إيـــــران، ومـنـهـا هـشـاشـة ردّهــــا عـلـى اغتيال محمد زاهـدي بدمشق في أبريل (نيسان)، والامــــتــــنــــاع عــــن الــــــرد عـــلـــى اغـــتـــيـــال الــقــائــد الـــســـابـــق لــــ«حـــمـــاس» إســمــاعــيــل هــنــيــة في قلب طهران، وفي «حزب الله» نفسه (حيث لم يــردّ على الاغتيالات الكبيرة بصواريخ الدرجة الأولى التي يمتلكها). وإضافةً إلى ذلك فقد وقع «حزب الله» فـــي كـمـائـن عــــدة، فــاشــتــرى أجـــهـــزة البيجر واللسلكي من ضباط مخابرات إسرائيلية، فـانـفـجـرت فـــي وجــــوه مــئــات مـــن عـنـاصـره، وتـــم تـفـجـيـر قــــادة الـــحـــزب لـــدى اجتماعهم في الضاحية، وتم تدمير عديد من وسائله الدفاعية والهجومية. هـــــذه الــــضــــربــــات عُــــــــدّت فــــي إســـرائـــيـــل مكاسب حربية كبيرة ومفاجئة، فانفتحت شهية الجنرالات، وأغرتهم بالمزيد منها. وفــــــي يــــــوم الاثــــنــــ المـــــاضـــــي، عــنــدمــا وصلت المعلومة الذهبية، عن اعتزام نصر الله المشاركة في اجتماع للقيادة سويةً مع المسؤول الإيراني من «فيلق القدس»، عباس نيلفروشان، قرّروا طرح الخطة للتنفيذ. تردّد نتنياهو وتشير التقارير إلى أن الجيش اصطدم بتردّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فقد طـــرح أسـئـلـة كــثــيــرة، وامــتــنــع عــن المـصـادقـة الــفــوريــة، ولأن عملية اغـتـيـال كـبـيـرة كهذه يمكنها أن تـدهـور الأوضـــاع إلـى حــرب، قـرّر نتنياهو دعـوة المجلس الأمني – السياسي المُــصــغّــر فـــي الـحـكـومـة (كــابــيــنــيــت)، وأطـلـع الــــــــوزراء عــلــى الــخــطــة وتــبــعــاتــهــا، فـــي يــوم الأربــعــاء المــاضــي، وجـــرى نـقـاش حــول سفر نتنياهو إلى الولايات المتحدة لإلقاء خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومـا إذا كان تصرّف كهذا ملئماً، فأكّدت المخابرات أن ســـفـــر نـــتـــنـــيـــاهـــو ســـيـــكـــون غــــطــــاءً جــيــداً للعملية، وكان تقديرهم أنهم في «حزب الله» يتوقعون ألا تُقدِم إسرائيل على اغتيال كهذا بينما نتنياهو في الخارج، لذلك سافر. بعد ساعات قليلة وأمام ضغط غالانت والجيش، عقد نتنياهو اجتماعاً للكابينيت عـبـر الـهـاتـف يـــوم الـخـمـيـس المـــاضـــي، وهنا فـــوجـــئ الـــجـــمـــيـــع بـــــأن الــــــــــوزراء المـــتـــطـــرفـــ ، بتسليل سموتريتش، ويريف لفين، ودافيد عـــمـــســـالـــم، تـــحـــفّـــظـــوا عـــلـــى الاغــــتــــيــــال ولـــم يــؤيــدوه، وأعــربــوا عـن خشيتهم أن يتسبّب في رد إيراني خطير على العملية، لكن قادة المـخـابـرات قـالـوا إن احـتـمـالات تـدخّـل إيــران مباشرةً في عملية كهذه ضعيفة جداً، وتقرّر تخويل نتنياهو وغـالانـت بالمصادقة على تنفيذ الاغتيال. ولـــكـــن نـتـنـيـاهـو امــتــنــع عـــن المــصــادقــة طيلةَ الخميس، وراح غالانت وقادة الأجهزة الأمنية يـتـذمّـرون، وأخــبــروه بــأن نصر الله ســيــصــل إلـــــى مـــقـــر الـــقـــيـــادة فــــي كــــل لـحـظـة، ويــنــبــغــي الـــقـــيـــام بــمــا يـــلـــزم مـــن الآن، حيث إن الـعـمـلـيـة تـحـتـاج إلـــى تـرتـيـبـات مسبقة، وحــــاول غــالانــت الـضـغـط عـلـى نتنياهو في عدة اتصالات هاتفية الخميس، لكنه امتنع عن الموافقة. وحـسـب الـقـنـاة، ففي الـسـاعـة العاشرة صـبـاحـ مــن يـــوم الـجـمـعـة، أجــــرى نتنياهو وغالانت مشاورات مع رئيس هيئة الأركـان بــالــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي، وأخـــــبـــــراه بـأنـهـمـا يــســابــقــان الـــزمـــن، وأن المــمــاطــلــة فـــي إعــطــاء أمـــر قـــد يُـجـهـض الـعـمـلـيـة، ويُــضــيّــع فـرصـة تاريخية لـن يسامحه الـنـاس عليها، وفقط خللها وافق نتنياهو. تل أبيب: «الشرق الأوسط» الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية أمسعلىجنوب لبنان (رويترز) بعثات 7 إخلاء دبلوماسية إسرائيلية منذ قصف القنصلية الإيرانية في دمشق

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky