issue16743

ســـــرت الأنــــغــــام الـــســـعـــوديـــة الـــقـــادمـــة مــــن قـــلـــب الــــجــــزيــــرة الـــعـــربـــيـــة فــــي أرجــــــاء إحــدى أعــرق قاعات لندن، وهـي «سنترال ويستمنستر هول» لتطوف بالحاضرين، حـــامـــلـــةً مـــعـــهـــا ريــــــح الــــوطــــن لــتُــنــعــشــهــم، وتجعلهم يتمايلون تارةً، ويرددون خلف الــــكــــورال تــــــارةً أخــــــرى، وفــــي كـــل الأحـــــوال أعـــادتـــهـــم إلــــى ذكــــريــــات الأهـــــل والأحـــبـــاب وسهرات الليالي الطيبة. اسـتـمـر عـــرض الأوركـــســـتـــرا الوطنية السعودية فـي أولـــى حفلاتها ببريطانيا لمدة زادت على الساعتين قدمت من خلالها خليطاً ممتعاً مــن أغــانــي كــبــار المـطـربـ فـــي الــســعــوديــة، مُـــزجـــت أحــيــانــ بنغمات غربية قدمتها الأوركـسـتـرا الفلهارمونية البريطانية، وجمّلتها لحظات من الرقص الشعبي الـتـي قدمتها فــرق هيئة المسرح والفنون الأدائية. انـــــطـــــلـــــق الـــــحـــــفـــــل بــــكــــلــــمــــة لـــلـــرئـــيـــس الــــتــــنــــفــــيــــذي لــــهــــيــــئــــة المـــــوســـــيـــــقـــــى بـــــــاول باسيفيكو، تـحـدث فيها عـن النجاحات، التي حققتها المشارَكات السابقة لـ«روائع الأوركــــســــتــــرا الـــســـعـــوديـــة» فــــي الـــعـــواصـــم العالمية. وأشار باسيفيكو إلى أن «روائع الأوركــــــســــــتــــــرا الــــســــعــــوديــــة» تــــعــــد إحـــــدى الـــخـــطـــوات الـــتـــي تــســهــم فــــي نـــقـــل الـــتـــراث الـــغـــنـــائـــي الــــســــعــــودي، ومـــــا يـــزخـــر بــــه مـن تنوع، إلـى العالم عبر المشاركات الدولية المــــتــــعــــددة، وبـــــكـــــوادر ســـعـــوديـــة مــؤهـــلـــة، ومدرّبة على أعلى مستوى. بـــعـــدهـــا بــــــدا لائــــقــــ أن يــــبــــدأ الــحــفــل بــكــلــمــات الـــشـــاعـــر بـــــدر بــــن عـــبـــد المـحـسـن وأغنية فنان العرب محمد عبده «أنــا من هـــالأرض... أمـي الـصـحـراء...‏احتضنتني رمـالـهـا... وارتـويـت بطُهرها... أطعمتني تـــمـــرهـــا... وفـــرشـــت لـــي ظـــ لـــهـــا»، وأدّاهـــــا 50 الــكــورال الـوطـنـي الـسـعـودي بمشاركة شـــابـــ وشــــابــــة، ومـــــع صـــعـــود فـــــرق الأداء المــــصــــاحــــب عـــلـــى خـــشـــبـــة المــــســــرح اكــتــمــل السحر الذي أخذ بألباب الجمهور. قــدمــت الـفـرقـة بـعـد ذلـــك أغـنـيـة «حنا طـــلـــبـــنـــا الـــــلـــــه»، وهــــــي مـــــن الــــفــــن الـــتـــراثـــي الـــســـعـــودي صـاحـبـهـا أداء يــنــبــعــاوي من المنطقة الغربية أرسل نفحات من سواحل البحر الأحمر إلى القاعة في لندن، تلتها أغنية «إسمحيلي يـالـغـرام» لمحمد عبده مــع أداء الــســامــري، وهـــو فــن جـمـاعـي من المنطقة الوسطى والشرقية يؤديه الرجال والنساء جلوساً. كان موفقاً اختيار الأداء الراقص مع كل أغنية، فقد جلب كثيراً من البهجة إلى الــقــاعــة، وتـضـافـر مــع الـغـنـاء والمـوسـيـقـى وتـصـفـيـق الــجــمــهــور، لــيــحــوّل الـلـيـلـة إلـى احتفاء بالوطن وأرجـائـه. تنوع الأداء ما بـ الـسـامـري والينبعاوي وسـامـر وادي الــــدواســــر وفــــن الــــربــــش، وهــــو فـــن غـنـائـي يـؤديـه الــرجــال والـنـسـاء بـالـزي التقليدي لمنطقة جـازان، جنوب المملكة. وهو أيضاً ما جسده عرض أغنية «سعوديون» الذي تضمن فلكلور عدد من مناطق المملكة، من شمالها، وجنوبها وشرقها وغربها. غـــيـــر أن مـــفـــاجـــأة الـــحـــفـــل جــــــاءت مـع أغنية «عديت في مرقب»، وهي من التراث الـــســـعـــودي. انـطـلـقـت الأغــنــيــة بمصاحبة رقـصـة تـراثـيـة ثـم تحولت النغمات فجأة إلـــى الـطـابـع الــغــربــي. وتـنـفـرد مغنية من الـكـورال بــأداء بديع لأغنية أديـل «رولينغ إن ذا ديـــــب»، لـتـسـحـر الــحــاضــريــن بعمق وجمال صوتها وتمكّنها من أغنية صعبة الأداء. يــــمــــكــــن الــــــقــــــول إن الـــــفـــــقـــــرة جــمــعــت الـسـعـوديـة وبريطانيا بمنتهى الـبـراعـة، وكانت من اللحظات التي سيتذكرها كل من حضر الحفل. المـــــــــزج بـــــ المــــوســــيــــقــــى الـــســـعـــوديـــة والموسيقى البريطانية استمر في الفقرة الـثـانـيـة مــن الـحـفـل مــع عـــزف الأوركــســتــرا المـــلـــكـــيـــة الـــبـــريـــطـــانـــيـــة عــــــدداً مــــن الألـــحـــان العالمية لكبار الموسيقيين العالميين مثل إلغار وهاندل. بعدها قدمت مغنية الأوبرا سارة كونولي أداءً رفيعاً من «أوبرا زرقاء اليمامة،» وهي أول أوبرا سعودية رافقها أداء مــن فــن الهجيني، وهـــو أحـــد الفنون الـشـعـبـيـة الـغـنـائـيـة الـشـهـيـرة فــي مناطق شمال المملكة العربية السعودية. في الفقرة الثانية اشتركت الأوركسترا والكورال السعودي مع الأوركسترا الملكية الـــفـــلـــهـــارمـــونـــيـــة الـــبـــريـــطـــانـــيـــة فــــي تــقــديــم تـشـكـيـلـة مــــن أجـــمـــل الأغــــانــــي الــســعــوديــة التي أطلقت حناجر الحاضرين بالغناء، وجـــعـــلـــتـــهـــم يــــلــــوحــــون بــــــأضــــــواء أجــــهــــزة الهاتف متمايلين مع النغمات. أمــا خـتـام الحفل فـكـان جـرعـة مـركّـزة مـــن الـــفـــرح والـــطـــرب والأداء الــــراقــــص، إذ انـــتـــشـــرت الــــفــــرق الأدائـــــيـــــة بــــ الــصــفــوف بــأزيــائــهــا المـــلـــوّنـــة فـــي الـــصـــالات الـسـفـلـى والعليا فـي أداء مبهج تـجـاوب مـع أغنية «عاشقينك» للفنان راشد الماجد. حـفـل روائـــــع الأوركـــســـتـــرا الـسـعـوديـة فـي لندن كـان المحطةَ الـرابـعـة فـي سلسلة الــجــولات الـعـالمـيـة لـأوركـسـتـرا والــكــورال الــوطــنــي الـــســـعـــودي الــتــي حـقـقـت نـجـاحـ كـبـيـراً فـــي بـــاريـــس بـقـاعـة «دو شـاتـلـيـه»، وعلى المـسـرح الوطني بمكسيكو سيتي، وعــلــى مــســرح دار الأوبــــــرا مـتـروبـولـيـتـان فــــي مـــركـــز لــيــنــكــولــن بــمــديــنــة نـــيـــويـــورك. كـــمـــا شــــاركــــت الأوركــــســــتــــرا فــــي مــهــرجــان جــرش الـدولــي للثقافة والـفـنـون بـــالأردن، ومهرجان الموسيقى العربية في القاهرة، ومهرجان البحرين الدولي للموسيقى. يوميات الشرق ASHARQ DAILY 22 Issue 16743 - العدد Monday - 2024/9/30 الاثنين جانب من حفل روائع الأوركسترا السعودية في لندن (هيئة الموسيقى) راقصون يقدمون فاصلاً من الفن الينبعاوي التراثي (هيئة الموسيقى) بمشاركة نظيرتها الملكية الفلهارمونية البريطانية حفل الأوركسترا السعودية في لندن... احتفاء بالوطن وأرجائه قاعة «سنترال ويستمنستر هول» اكتظت بالزوار (هيئة الموسيقى) لندن: عبير مشخص احتفت بالتجارب النسائية وتجاوزت تقليص الميزانية 17 الدورة الـ الفيلم الفنلندي «جوفيدا» يُتوج بـ«الجائزة الكبرى» في مهرجان «سلا» اســــتــــطــــاع المــــهــــرجــــان الــــــدولــــــي لـفـيـلـم ، على 17 المــــرأة بـسـ المـغـربـيـة فــي دورتــــه الـــــ أيـــام، أن يرفع شعار «تــاء التأنيث» 6 مــدار للإبداع النسائي، وجسّد من خلال عروضه لــأفــ م ونـــدواتـــه ولـجـنـة تحكيمه، وصـــولاً إلــــى جــــوائــــزه، الــحــلــم الـسـيـنـمـائـي بصيغة المؤنث. مسلطاً الضوء على تجارب النساء فـــي صـنـاعـة الأفــــــ م، ومــــدى هـيـمـنـة الـرجـل على المشهد السينمائي وعلى فـرص المـرأة كسينمائية وناقدة. واختتم المهرجان فعالياته بحفل أقيم بسينما «هوليوود» بمدينة سلا القديمة، مـسـاء الـسـبـت، واقـتـصـر عـلـى إعـــ ن نتائج مسابقاته الثلاث للفلام الروائية الطويلة والتسجيلية الطويلة والجمهور الشبابي، وشارك في توزيع الجوائز فنانون مغاربة. من بينهم: محمد مفتاح، أمل عيوش، عزيز دبــاس، في المهرجان الــذي تنظمه «جمعية أبــــي رقــــــــراق»، ويـــقـــام بـــرعـــايـــة المـــلـــك محمد السادس. وحـــظـــيـــت مـــســـابـــقـــة الأفــــــــ م الـــروائـــيـــة الـطـويـلـة بـاهـتـمـام الـجـمـهـور المـغـربـي الــذي شــــارك بـالـتـصـويـت عـلـى بـعـضجــوائــزهــا، وفــاز الفيلم الفنلندي «جوفيدا» بالجائزة الـكــبــرى، وتسلمتها مـخـرجـة الفيلم كاتيا غـوريـلـوف، وذكـــرت لجنة تحكيم المسابقة بــرئــاســة المــخــرجــة المــغــربــيــة مـــريـــم تـــوزانـــي فـــــي حـــيـــثـــيـــات مـــنـــحـــه الـــــجـــــائـــــزة أنـــــــه عــمــل مبهر بـصـريـ ومــؤثــر عــن الإدمــــاج القسري للشعوب. وقـالـت مخرجة الفيلم، عقب تسلمها الجائزة، إنها تشكر فريق العمل، كما تشعر بالامتنان لوالدتها، لأنها مصدر الإلهام في أفلامها، ودارت أحداث الفيلم من خلال امرأة وابـنـة شقيقتها، اللتين لـم تلتقيا مـن قبل، وتتوجهان إلـى مدينة أخــرى لتفريغ منزل ورثــــــاه، وخــــ ل مهمتهما تـجـد كـــل منهما قيمة في نفسها وجذورها. وشاركت السينما المغربية في مسابقة الأفـــــ م الـــروائـــيـــة الــطــويــلــة بـفـيـلـمـ لـلـمـرة الأولــــى، وفـــاز بـجـائـزة أفـضـل ممثل الفنان خـــلـــيـــل أوبـــــقـــــة، عــــن دوره فــــي فـــيـــلـــم «عــلــى الهامش»، وأشـــادت لجنة التحكيم بقدرته لإتـقـانـه الشخصية وتـحـولاتـهـا المتباينة، وأهـــدى الفنان المغربي الـشـاب جائزته لكل امرأة مغربية وعربية وإلى والدته وزوجته. وقــال أوبـقـة، فـي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه أول جائزة رسمية يحصل عليها، مــؤكــداً أن شخصية يـاسـر المنحدر مـــن أســـــرة فــقــيــرة والــــهــــارب مـــن مــنــزلــه منذ طفولته ليعيش مشرداً بالشوارع ويتحول إلـــى مـجـرم جـذبـتـه كـثـيـراً، خـصـوصـ أن به جانباً إنسانياً كونه يضحي لأجل الآخرين، لافتاً إلى أن السيناريو كُتب بطريقة جيدة، وأن تطوره الـدرامـي يخدم أي ممثل بسبب الـتـحـولات الـتـي تساعد على إظـهـار قــدرات الفنان. وحـاز فيلم «على الهامش» أيضاً على جـائـزة «الـضـفـة الأخــــرى» لمخرجته جيهان الــبــحــار، الـتـي تُـمـنـح للفيلم الـــذي يتضمن مشاركة أكبر عدد من النساء به. وفــــــــي مــــســــابــــقــــة الأفــــــــــــ م الـــوثـــائـــقـــيـــة الطويلة، حصل الفيلم الفرنسي «حكايات مدينة» للمخرجة مـالـوري إلــوي بايسيلي عـــلـــى الـــجـــائـــزة الـــوحـــيـــدة لــلــمــســابــقــة، كـمـا منحت لجنة التحكيم تنويهاً لفيلم «القبر الـــــفـــــارغ» مــــن إخـــــــراج أغـــنـــيـــس لـــيـــزا ويـغـتـر وســـيـــســـي مـــــــ ي، وعـــــــرض الـــفـــيـــلـــم لــرحــلــة عائلتين من تنزانيا تنطلقان في رحلة بحث عن رفات أسلافهم التي تمت سرقتها. وفــي مسابقة الجمهور الشبابي، فاز الـفـيـلـم المــغــربــي «مــــا الـــــذي يـنـمـو فـــي راحـــة يـــــدك؟» لـلـمـخـرجـة ضـــيـــاء بــبــا «فـــئـــة الـفـيـلـم القصير»، والفيلم الطويل «صـحـارى سلم وســــعــــى» لــلــمــخــرج مــــــولاي الـــطـــيـــب، ضـمـن برنامج «نافذة على السينما المغربية». وحــــــــول تـــقـــيـــيـــمـــه لــــهــــذه الـــــــــــــدورة، قــــال الناقد المغربي محمد أشويكة، المشرف على برنامج الندوات بالمهرجان، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إننا «استطعنا أن نعمم الأسـئـلـة الـتـي بـــدأت خــ ل الــــدورات السابقة فيما يتعلق بالبرنامج الثقافي للمهرجان، الـــــذي انـــصـــبّ حــــول قــضــايــا خـــاصـــة بـوضـع المـــرأة، مثل وضعية المــرأة الناقدة في العالم الـعـربـي، أيـضـ أسـئـلـة السينما المـجـريـة من خلال قضايا السينمائيات بها، ثم من خلال لــقــاءات ثنائية خـاصـة بـالمـخـرجـات، وأردنـــا في هـذه الــدورة أيضاً سـؤال المــرأة من وجهة نــظــر ذكـــوريـــة بــلــقــاء (حــــــوار الـسـيـنـمـائـيـ ) الـــذي جمع بـ المـخـرج عبد الـحـي الـعـراقـي، والفنانتين أمل عيوش وكارولين روكاردي». وبشأن تأثير تقليص ميزانية المهرجان لهذه الـــدورة، يـرى أن هـذا انعكس على عدد الضيوف، لكنها لم تؤثر على ما خططنا له، ونأمل أن تشهد الــدورة المقبلة انفتاحاً على عـــدد ضـيـفـات أكـــبـــر، وأيـــضـــ الـتـجـديـد فيما يتعلق بالمحاور التي نطرحها، والتي تنصبّ حول المرأة كمبدعة ومدى إتاحة الفرص لها للتعبير عن همومها وطموحاتها. وكــانــت لـجـنـة تحكيم الأفــــ م الـروائـيـة الطويلة قد منحت جائزتها الخاصة لفيلم «أنــــيــــمــــال» لــلــمــخــرجــة الـــيـــونـــانـــيـــة صــوفــيــا إكسارشو، التي كتبت أيضاً السيناريو، كما منحت بطلته «ديـمـتـرا فلاجوبولو» جائزة أفضل ممثلة. وذهــــبــــت جــــائــــزة الـــعـــمـــل الأول لـلـفـيـلـم الأمـيـركـي «جـــود ون» مـن إخـــراج وسيناريو إنديا دونالدسون، الذي تناول قصة مراهقة في رحلة تخييم خلال عطلة نهاية الأسبوع تواجه صــراع والـدهـا وأقــدم أصدقائه، فيما حصل فيلم «لغة أجنبية» على تنويه خاص لمخرجته الفرنسية كلير بيرغر. سلا (المغرب): انتصار دردير الحضور على السجادة الحمراء فيحفل الختام (إدارة مهرجانسلا)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky