issue16743

علوم SCIENCES 16 Issue 16743 - العدد Monday - 2024/9/30 الاثنين بتصميم سويسري هو الأول من نوعه في أميركا قطار جديد أنيق في لوسأنجليسخالٍ من التلوث فـــي يــــوم بــــــارد، يُـــخـــرج قـــطـــار جـديـد سُـــــحُـــــبـــــا تـــــبـــــدو كــــأنــــهــــا دخــــــــــــان، تـــمـــامـــا مـــثـــل المــــحــــرك الـــبـــخـــاري الـــتـــقـــلـــيـــدي. لــكــنّ الــقــطــار -الـــــذي يـعـمـل عـلـى خــايــا الــوقــود الهيدروجينية، وليس الفحم- لا يُنتج أي انبعاثاتضارة بالمناخ أو ملوّثة للهواء... فالعادم الوحيد منه هو بخار الماء. قطار بيئي الــقــطــار الأزرق الأنـــيـــق هـــو الأول من نوعه في أميركا الشمالية. يُسمى «زيمو» ، وهـــــو الاســــــم المــخــتــصــر لــعــبــارة ZEMU (وحــــدة zero-emissions multiple unit متعددة بل انبعاثات). وسيبدأ قريبا في نقل الــركــاب بـ مدينتين فـي شــرق لوس أنــجــلــيــس، مــمــا يـــربـــط الــــركــــاب بــقــطــارات أخرى تسافر إلى وسط المدينة. يــــعــــمــــل بــــعــــضخـــــطـــــوط الـــــقـــــطـــــارات الأخــــــرى، لـلـقـضـاء عــلــى الانـــبـــعـــاثـــات، عن طــريــق إضـــافـــة أســــاك عـلـويـة واســتــخــدام قطارات كهربائية، مثل مشروع «كالترين» الـجـديـد فــي منطقة «بــــاي». لـكـنّ قـطـارات الهيدروجين لا تتطلب أي تغييرات على المسارات. يــقــول تــيــم واتـــكـــنـــز، رئــيــس الــشــؤون الـــتـــشـــريـــعـــيـــة والــــعــــامــــة فــــي إدارة الــنــقــل بـــمـــقـــاطـــعـــة ســــــان بـــــرنـــــارديـــــنـــــو، الـــوكـــالـــة المسؤولة عـن المـشـروع: «الحقيقة هـي أنه يــمــكــن اســتــخــدامــهــا فـــي أي مـــكـــان تـوجـد فـيـه الـسـكـك الــحــديــديــة حــالــيــا. لا يتطلب اســـتـــثـــمـــاراً رأســـمـــالـــيـــا جـــديـــداً فـــي الـبـنـيـة التحتية». تَـسـتـخـدم الـــقـــطـــارات، الــتــي صمّمها مــصــنــع «ســـتـــادلـــر» الـــســـويـــســـري، نـظـامـا هــجــيــنــا يــعــمــل بـــبـــطـــاريـــة الـــهـــيـــدروجـــ . وتـنـقـسـم خــايــا وقــــود الــهــيــدروجــ إلــى جـزيـئـات هـيـدروجـيـنـيـة، مــا يُــولّــد الطاقة التي تشحن البطاريات على متن القطار، والتي بدورها تعمل على تشغيل محركات القطار. كما تجري إعادة شحن البطاريات عندما يتوقف القطار. يـقـول كـــادن كـيـلـبـاك، مـديـر المـشـاريـع التجارية في شركة «ستادلر» بالولايات المـــتـــحـــدة: «مــــن الـــرائـــع لــنــا أن نـتـمـكـن من اســـتـــعـــادة هــــذه الــطــاقـــة حــتــى نـتـمـكـن من زيادة كفاءة القطار، وتحسين المدى». اختبارات ميدانية يـــخـــضـــع الــــقــــطــــار حـــالـــيـــا لـــاخـــتـــبـــار النهائي على المسارات المحلية. ومن شأن شبكة «مترولينك»، وهي شبكة القطارات الإقـلـيـمـيـة، تسيير الـخـدمـة المنتظمة بين مدينتي ريـــدلانـــدز وســـان بـرنـارديـنـو في .2025 أوائل عام صُمم القطار، الذي يحتوي على ثلث عربات للركاب، لإعادة التزود بالوقود مرة واحدة في اليوم. وفي البداية، سيَستخدم النظام الهيدروجين العادي، المصنوع من الـوقـود الأحـفـوري -لــذا، رغـم القضاء على الـتـلـوث المـبـاشـر مــن الـقـطـار، فـإنـه لا يــزال يحتوي على بصمة كربونية. يـــــقـــــول واتـــــكـــــنـــــز إن الــــهــــيــــدروجــــ الأخــــضــــر، المـــصـــنـــوع بـــاســـتـــخـــدام الــطــاقــة المــتــجــددة، «لــديــه مشكلة فــي المـــــوارد هنا في جنوب كاليفورنيا. لكننا سوف ننتقل إلى الهيدروجين الأخضر مع توفر المورد بشكل أكبر». وحـــقـــيـــقـــة أن الــــقــــطــــار يـــقـــضـــي عـلـى الــــتــــلــــوث أمـــــــر بـــــالـــــغ الأهــــمــــيــــة فــــــي ســــان بـــرنـــارديـــنـــو. إذ تــســهــم الـــطـــرق الـسـريـعـة ذات المـمـرات العشرة، وسـاحـات القطارات الأخـــــــرى، وغـــيـــر ذلــــك مـــن الـــصـــنـــاعـــات في المنطقة جميعا، في تدني جودة الهواء. تقليل التلوث وقــد منحت جمعية الـرئـة الأميركية هـــذه المـقـاطـعـة درجــــة «إف» فـــي تـقـريـرهـا . وهــي تحتل 2024 عـن حـالـة الــهــواء لـعـام المرتبة الأسوأ في البلد من حيث الضباب أشــهــر في 6 الـــدخـــانـــي، مـــع مـــا يــقــرب مـــن السنة من أيــام الـهـواء غير الصحي خلل .2022 إلى 2020 فترة الدراسة من وتمثل حـرائـق الـغـابـات، مثل حريق «لايـــــــن» الــــحــــالــــي، مــــصــــدراً آخـــــر مـــتـــزايـــداً لـتـلـوث الـــهـــواء فــي المـنـطـقـة. لـــذا يـمـكـن أن يساعد تقليل الانبعاثات في تجنب بعض مــن أســــوأ آثــــار تـغـيـر المـــنـــاخ، بـمـا فــي ذلـك مزيد من الحرائق. ومـن شـأن المـشـروع، المدعوم بمليين الـــــــدولارات مـــن تــمــويــل الــــدولــــة، أن يُـظـهـر نــظــامــا يــمــكــن تــــكــــراره فـــي أمـــاكـــن أخــــرى. يقول كيلباك إن القطارات الكهربائية ذات الأســــاك الـعـلـويـة لا تـــزال منطقية عندما يكون ذلك ممكنا، لأنها فعالة ولا تحتاج إلـــى إعـــــادة الـــتـــزود بـــالـــوقــود. والــقــطــارات نـفـسـهـا أبـــســـط، لــذلــك هــنــاك عــــدد أقــــل من الأجـــــــــزاء الـــتـــي يــمــكــن أن تـــتــعـــطـــل. ولــكــن فـــي المـــنـــاطـــق الـــتـــي يــصــعــب فــيــهــا إضــافــة الأســـاك العلوية -إمــا لأن المدينة لا تحب مــظــهــرهــا الــــخــــارجــــي، وإمــــــا لأن شـــركـــات الشحن التي تتقاسم المسار تقاومها- فإن الـــهـــيـــدروجـــ هـــو خـــيـــار آخـــــر. ويـضـيـف: «أعتقد أنه سيُمكّن الكثير من الأماكن من إزالـة الكربون من دون الحاجة إلى إجراء اســـتـــثـــمـــارات بــاهــظــة الـتـكـلـفـة فـــي الـبـنـيـة التحتية». * مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا» * واشنطن: أديل بيترز برنامج علاجي مُبتكر لمرض يهدّد مزارع الأسماك المصرية تُــــعــــدّ الــــثــــروة الــســمــكــيــة فــــي مـصـر واحدة من مصادر الدخل القومي المهمة، ومصدراً للبروتين الآمـن. وتُسهم تربية الأحـيـاء البحرية بشكل كبير فـي إنتاج الأسماك. وتُــعــد أســمــاك الـــقـــاروص الأوروبــــي والـبـوري الـرمـادي من الأنــواع الرئيسية «المُــــســــتــــزرعــــة» فــــي مـــصـــر، الـــتـــي تُـسـهـم في المائة من إنتاج القاروص 13.4 بنحو المــــســــتــــزرع عـــالمـــيـــا، وتــــأتــــي فــــي المـــرتـــبــة الثالثة عالميا بعد تركيا والـيـونـان. في في المائة من 60 حين تُنتج مصر أكثر من إجـمـالـي الــبــوري المُـسـتـزرع فـي أفريقيا، في المائة 12 ويُسهم هذا النوع بأكثر من من الإنتاج السنوي للأسماك في البلد. ومـع ذلـك، تشكّل العدوى الطفيلية والجرثومية؛ مثل: قمل السمك البحري، ومـــــرض «الـــفـــيـــبـــريـــوســـيـــس»، تــهــديــدات كبيرة لهذه الأنواع، ما يؤدي إلى ارتفاع مـــعـــدلات الـــنـــفـــوق وخـــســـائـــر اقــتــصــاديــة كبيرة، خصوصا في ظـروف بيئية غير مثالية. وتشمل الـعـوامـل المــؤثــرة فـي مكان انتشار الـعـدوى الطفيلية والجرثومية تـــقـــلـــبـــات درجــــــــة الـــــــحـــــــرارة وانــــخــــفــــاض المـــنـــاعـــة؛ مـــا يـــزيـــد مـــن قـابـلـيـة الأســـمـــاك للإصابة. وتسبّب الطفيليات تآكل الجلد والــتــقــرحــات، مـمـا يــــؤدي إلـــى الـتـهـابـات ثانوية قد تهدّد صحة الأسماك. وتـقـلـيـديـا، اسـتـخـدمـت الـفـوسـفـات العضوي والمضادات الحيوية للسيطرة عـلـى الـــعـــدوى، لـكـن الــحــاجــة إلـــى حـلـول صـــديـــقـــة لــلــبــيــئــة دفــــعــــت فـــريـــقـــا بـحـثـيـا مصريا إلى اختبار استراتيجية علجية جديدة لمواجهة العدوى. انتشار العدوى وكـــشـــفـــت دراســــــــة قــــادهــــا بــاحــثــون بكلية الطب البيطريجامعة القاهرة، عن انتشار الـعـدوى الطفيلية والجرثومية بين أسماك القاروص الأوروبي والبوري الـــرمـــادي المـسـتـزرعـة فــي مـنـشـأة خاصة لتربية الأسماك في منطقة مثلث الديبا غــــــرب بـــورســـعـــيـــد عـــلـــى ســــاحــــل الــبــحــر المتوسط. ووجـــــــدت الـــــدراســـــة، المـــنـــشـــورة فـي ، من دورية 2024 ) سبتمبر (أيلول 5 عدد «ســايــنــتــفــك ريــــبــــورتــــس»، أن الأســـمـــاك المـــصـــابـــة بـــالـــعـــدوى ظـــهـــرت عـلـيـهـا بقع بنية الـلـون على الجلد والخياشيم مع إفــرازات مخاطية مفرطة، وكانت تعاني من خمول واضح. كــــمــــا أظـــــهـــــرت الأســــــمــــــاك أعـــــراضـــــا خطيرة، شملت نزيفا خارجيا وتقرحات واســـتـــســـقـــاء، إلــــى جـــانـــب تـضـخـم الـكـبـد ووجود نزيف داخلي. وأظـــــهـــــرت الـــتـــحـــلـــيـــات الــطــفــيــلــيــة وجـــــود قــشــريــات طـفـيـلـيـة بــحــريــة (قـمـل الـــســـمـــك الــــبــــحــــري) فــــي تــــجــــاويــــف الــفــم والخياشيم، في حين أظهرت التحليلت الـــجـــزيـــئـــيـــة وجـــــــود بــكــتــيــريــا «فــيــبــريــو )Vibrio alginolyticus( » ألجينوليتيكس بصفتها عـــدوى ثـانـويـة، وهــي نــوع من البكتيريا البحرية التي تعيش في المياه المالحة وتُعدّ ممرضة للأسماك. وأكـــــــــدت الــــــدراســــــة أن هــــــذا الـــنـــوع مــن الـبـكـتـيـريـا كـــان مــقــاومــا لـلـمـضـادات الحيوية الشائعة الاستخدام، ما يشكل تــحــديــا كــبــيــراً لـصـنـاعـة تــربــيــة الأحــيــاء المائية في المنطقة. مركبطبيعي وقـالـت الأســتــاذة بقسم الطفيليات بكلية الـطـب البيطري جامعة الـقـاهـرة، الباحثة المشاركة في الدراسة، الدكتورة مــــــروة عـــطـــيـــة، إن الـــــدراســـــة اســتــهــدفــت تـــحـــديـــد الــــعــــوامــــل المــســبــبــة لـــ صـــابـــات والـــــــــــعـــــــــــدوى بــــــاســــــتــــــخــــــدام تــــحــــلــــيــــات مورفولوجية وجزيئية، وتقييم فاعلية بـــرنـــامـــج يــعــتــمــد عـــلـــى مـــركـــب طـبـيـعـي، ومـــــركـــــب «بــــيــــراكــــســــيــــد الــــهــــيــــدروجــــ » الكيميائي الــذي يُستخدم بشكل شائع بوصفه مطهراً للجروح ويمتاز بقدرته على القضاء على الجراثيم والبكتيريا، بـصـفـتـهـا بـــدائـــل مـسـتـدامـة لـلـتـحـكـم في العدوى. وأضـــافـــت لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط»، أن الفريق نجح في تنفيذ برنامج علجي متكامل شمل حمامات غمر باستخدام «بيراكسيد الهيدروجين» وتطبيق مركب طبيعي مستخلص من زيوت النباتات، بـــــالإضـــــافـــــة إلــــــــى اســـــتـــــخـــــدام مـــكـــمـــات «البروبيوتيك»، وأن هذه الاستراتيجية أثـــبـــتـــت فــاعــلــيــتــهــا فــــي الـــســـيـــطـــرة عـلـى الــعــدوى الطفيلية والبكتيرية، مـا أدى إلـى تقليل معدل النفوق إلـى مستويات ضئيلة واستعادة صحة الأسماك. ويوضح الباحث الرئيسي للدراسة مـــن قــســم طـــب ورعــــايــــة الأحــــيــــاء المــائــيــة بكلية الـطـب البيطري جامعة الـقـاهـرة، الـدكـتـور محمد عبد الــســام، أن الخطة الــــعــــاجــــيــــة تــــضــــمّــــنــــت حـــــمـــــامـــــات غــمــر بــاســتــخــدام «بـيـراكـسـيـد الــهــيــدروجــ » لـــلـــقـــضـــاء عـــلـــى قـــمـــل الـــســـمـــك الـــبـــحـــري، وتطبيقا مستخلصا من زيوت النباتات لـــلـــســـيـــطـــرة عـــلـــى الـــــعـــــدوى الــبــكــتــيــريــة، بالإضافة إلـى مكملت «البروبيوتيك»، لاستعادة صحة الأسماك. القاهرة: محمد السيد علي العلماء يدققون في طرق معالجة الدماغ لها دراسة ألمانية لفهم دور جينات ومستقبلات اكتشاف الروائح فـــي دراســـــة جـــديـــدة، تـعـمـق بـاحـثـون ألمــان فـي كيفية معالجة الـدمـاغ للروائح، ووظيفة مستقبلت الرائحة، وهـي عائلة في المائة من الجينوم 2 جينية تشكل نحو الــــبــــشــــري. وأشـــــــرف عـــلـــى الـــــدراســـــة بـيـتـر مـومـبـارتـس رئــيــس وحــــدة أبــحــاث معهد مـاكـس بـانـك لعلم الــوراثــة العصبية في فرانكفورت بألمانيا. جينات مستقبلات الروائح مـــن المــعــلــوم أن أنــــف الإنـــســـان الـعـاقـل عبارة عن جهاز استشعار كيميائي متطور، فهو قـــادر على شـم أي نــوع مـن الجزيئات المتطايرة تقريبا حتى لو كانت بتركيزات منخفضة للغاية، كما أنه قادر على التمييز بين الجزيئات ذات الصلة التركيبية. وتعتمد عملية التعرف على الروائح على تنوع «جينات مستقبلت الـروائـح» ، الــتــي odorant receptor (OR) genes اكتشفتها لـيـنـدا بـــاك وزمـيـلـهـا ريـتـشـارد ، الــلــذان حـصـا على 1991 أكـسـل فــي عـــام جـائـزة نـوبـل مناصفة فـي الفسيولوجيا .2004 (علم وظائف الأعضاء) أو الطب عام وتشكل جينات مستقبلت الـروائـح أكـبـر الــعــائــات الجينية فــي الجينومات الثديية. وبعد مـرور عقد من الزمان على اكـتـشـافـهـا قــدمــت الــتــطــورات فــي تسلسل الجينوم البشري مـسـودة أولــى لمجموعة جينات مستقبلت الروائح البشرية. وهـــي تـتـألـف مـــن نـحـو ألـــف تسلسل توجد في مجموعات متعددة منتشرة في مختلف أنحاء الجينوم. وأكثر من نصفها Pseudogenes ) عــبــارة عــن جـيـنـات زائـــفـــة الجينات الـزائـفـة هـي أجـــزاء غير وظيفية تشبه DNA من الحمض النووي دي إن إيه الجينات الوظيفية). وحتى وقت قريب لم يكن من الواضح دور الجينات في عملية الشم، إلا أن الباحثين بــدأوا التعرف على المـتـغـيـرات الجينية الـتـي قـد تـوفـر فرصة للربط بـ النمط الجيني للشم والنمط الظاهري، أي البيئي، للشم. تحديات فهم الرائحة كــــيــــف تــــعــــمــــل حـــــاســـــة الــــــشــــــم؟ فــي > الثدييات (اللبائن) الأرضــيــة، مثل البشر، يتم إدراك الروائح كمواد كيميائية متطايرة تنتقل عبر الهواء، وتتفاعل مع المستقبلت فــــي الـــخـــايـــا الــعــصــبــيــة الــحــســيــة الـشـمـيـة الموجودة في الأنف. ثم ترسل هذه الخليا العصبية إشـــــارات كـهـربـائـيـة إلـــى البصلة الــشــمــيــة فــــي الـــــدمـــــاغ، حـــيـــث تـــتـــم مـعـالـجـة الإشارات وإرسالها إلى القشرة الشمية. ومـــــــع ذلــــــــك، وعــــلــــى الـــــرغـــــم مـــــن فــهــم أسـاسـيـات هــذه العملية، لا يـــزال العلماء غـيـر مـــدركـــ تـمـامـا كـيـفـيـة الــتــعــرف على الـــروائـــح المـــحـــددة؛ مـثـل رائــحــة المــــوز على سبيل المثال مع الأخـذ في الاعتبار أن كل رائحة تتكون من مواد كيميائية متعددة وتتفاعل مع مستقبلت متعددة. كيف يتعرف الدماغ على الرائحة؟ > وعـــــلـــــى الــــــرغــــــم مــــــن عـــــقـــــود مــــــن الـــبـــحـــث تــظــل الأســئــلــة الـرئـيـسـيـة دون حــــل. على سبيل المــثــال كـيـف تـتـعـرف أدمـغـتـنـا على الاختلفات المختلفة لروائح الموز رغم أنها تتكون من مواد كيميائية مختلفة؟ وكيف يمكن للجزيئات الـتـي لا تـوجـد حتى في الموز أن تحاكي رائحته؟ يـــــشـــــيـــــر عــــــــالــــــــم الأعـــــــــــصـــــــــــاب بـــيـــتـــر مـــومـــبـــارتـــس مــــن وحـــــــدة أبــــحــــاث مــاكــس بـــانـــك لـعـلـم الــــوراثــــة الـعـصـبـيـة فـــي لـقـاء لـــــه مـــــع دانــــيــــيــــا هـــيـــرشـــفـــيـــلـــد، أســـــتـــــاذة جــــامــــعــــة وزمــــيــــلــــة صــــحــــافــــة الــــعــــلــــوم فــي معهد «مـاسـاتـشـوسـتـس» للتكنولوجيا فــــي الـــــولايـــــات المــــتــــحــــدة، نـــشـــر فــــي مـجـلـة ســبــتــمــبــر (أيــــلــــول) 4 » فــــي Knowable« ، إلــــى أنــــه فـــي حـــ يـعـرف 2024 الـــحـــالـــي العلماء المـكـونـات الرئيسية لنظام الشم، فـــإن فـهـم كـيـفـيـة عـمـل هـــذه المــكــونــات معا لـخـلـق إدراكــــــات مـــحـــددة لـلـرائـحـة لا يـــزال بعيد المنال، بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم ما يعرفه الباحثون عن الشم يعتمد على دراســــــــات أجــــريــــت عـــلـــى الـــفـــئـــران المــعــدلــة وراثــيــا، والـتـي قـد لا تترجم دائــمًــا بشكل مـــثـــالـــي لــلــبــشــر بـــســـبـــب الاخــــتــــافــــات فـي أنظمتهم الشمية. الأساسالجيني للرائحة عدد جينات الرائحة: يحتوي جسم > جــ لمستقبلت 400 الإنــســان عـلـى نـحـو الرائحة، بينما تمتلك الأنواع الأخرى عدداً أكبر بكثير. وعلى سبيل المثال وبالمقارنة بالكلب يتضح الفارق، فالكلب لديه ثلثة أضعاف هذا العدد من المستقبلت، بينما جين 2000 تمتلك الفيلة الأفـريـقـيـة نـحـو وهو أكبر عدد معروف. ومــع ذلـــك، فــإن عــدد هــذه الجينات لا يتوافق بالضرورة مع حاسة شم أقوى، إذ بإمكان الإنسان أن يميز نحو عشرة آلاف رائحة مختلفة. ولا يـــــزال الــبــاحــثــون يـــحـــاولـــون فهم الأساس الجيني للختلفات في حساسية الــــــرائــــــحــــــة؛ مــــثــــل ســــبــــب امــــــتــــــاك بــعــض الأشخاص - مثل خبراء العطور المحترفين (المعروفين باسم «الأنوف») - قدرات شمية عالية التدريب على الرغم من عدم وجود دليل واضح يربط هذا بالوراثة. دور أوسع لمستقبلات الرائحة ومــــــن المـــثـــيـــر لـــاهـــتـــمـــام أن جــيــنــات مــســتــقــبــات الـــرائـــحـــة لا تـــوجـــد فـــقـــط فـي الأنـــــف، إذ يــتــم الـتـعـبـيـر عـنـهـا فـــي أجــــزاء أخــــــــرى مـــــن الــــجــــســــم، مـــثـــل الـــبـــروســـتـــاتـــا (الـــذي Carotid body والــجــســم الـسـبـاتـي يـسـاعـد فــي تنظيم الـتـنـفـس، وهـــو تجمع لمـــجــمــوعـــة مــــن المـــســـتـــقـــبـــات الـكـيـمـيـائـيـة وعدد من الخليا الداعمة والموجودة على جانبي الرقبة). وقــد أظهر بحث مومبارتس أن أحد يلعب Olfr78 هذه المستقبلت الذي يدعى دوراً فــــي نـــضـــج الـــخـــايـــا الـــتـــي تـكـتـشـف مستويات الأكسجين فـي الــدم على الرغم مـــــن أن وظـــيـــفـــتـــه الـــدقـــيـــقـــة لا تــــــــزال غـيـر واضحة. »19 - الشم و«كوفيد كــمــا شـــــارك مـــومـــبـــارتـــس فـــي دراســــة »2 - تـــأثـــيـــرات فـــيـــروس «ســــــارس - كــــوف عــلــى حـــاســـة الـــشـــم، الـــتـــي غــالــبــا مـــا تُـفـقـد مؤقتا أو بشكل دائم لدى مرضى «كوفيد ». وتـشـيـر أبــحــاثــه إلـــى أنـــه فـــي حين 19 - أن الفيروس لا يصيب الخليا العصبية الـــحـــســـيـــة الـــشـــمـــيـــة بــشــكــل مـــبـــاشـــر، فــإنــه يـسـتـهـدف الــخــايــا الــداعــمــة فـــي الـظـهـارة الـــظـــهـــارة olfactory epithelium ) الـشـمـيـة الــشــمــيــة هـــي نــســيــج ظـــهـــاري متخصص داخــــل تـجـويـف الأنــــف يــشــارك فــي الــشــم). وهذا ما يعطل الوظيفة الحسية الطبيعية ولا تزال الآليات الدقيقة وراء هذا التعطيل وعملية التعافي قيد التحقيق. ألغاز الشم المستمرة وعلى الرغم من النمو السريع لأبحاث الـــشـــم مــنــذ اكــتــشــاف جــيــنــات مـسـتـقـبـات ، فــــإن الــعــديــد من 1991 الـــرائـــحـــة فـــي عــــام الأسئلة الأساسية لا تزال دون إجابة، فل يــــزال مـومـبـارتـس يــاحــق الألـــغـــاز نفسها التي أثـارت اهتمامه بهذا المجال، بما في ذلك كيفية اختيار الخليا العصبية لجين مستقبل الــرائــحــة لتنشيطه وكـيـف تجد المـــحـــاور مـــن الــخــايــا الـعـصـبـيـة الحسية الشمية أهدافها في الدماغ. ومـن أكثر الأشـيـاء المثيرة في مسألة الـشـم هــو أنـنـا لا نـــرى إطــاقــا كـيـف تصل الروائح إلى داخل الأنف فنحن نشعر بها فقط ويحدث هذا في أجزاء من الثانية. وتظل حاسة الشم مجالاً معقداً ومثيراً لـــاهـــتـــمـــام يــحــمــل فــــي طـــيـــاتـــه الـــعـــديـــد مـن الاحتمالات غير المستغلة للكتشاف، وربما في يوم من الأيام تطبيقات عملية للعلجات الـطـبـيـة. وحـتـى ذلـــك الـحـ تـسـاهـم أبـحـاث مـــومـــبـــارتـــس فـــي فــهــم مـــتـــزايـــد لمــــدى تـأثـيـر تركيبتنا الجينية على قدرتنا على إدراك العالم والتفاعل معه من خلل الشم. لندن: د. وفا جاسم الرجب لدى الإنسان جين 400 نحو لمستقبلات الرائحة يميّز نحو آلافمنها 10

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky