issue16742

4 لبنان... بعد اغتيال نصرهللا NEWS Issue 16742 - العدد Sunday - 2024/9/29 األحد ASHARQ AL-AWSAT خالفا لزعامات لبنانية درست العلوم الدينية في النجف صفي الدين ال يشبه قادة «حزب هللا»... تاريخ بدأ من «قم» اإليرانية خالفًا لقادة «حزب الله» التاريخيني، يُعد هاشم صفي الدين أول زعيم شيعي مــحــتــمَــل لـــلـــحـــزب الـــلـــبـــنـــانـــي، يـــنـــحـــدر مـن «حوزة قم» بإيران. وتتّجه األنظار اليوم إلى الشخصية الــــتــــي ســـتَـــخـــلُـــف نـــصـــر الـــــلـــــه، وبـــــرغـــــم أن املــــعــــلــــومــــات الـــــــــــواردة مـــــن داخـــــــل الـــحـــزب اللبناني تفيد بتعيني نعيم قاسم «قائدًا ملرحلة مـؤقـتـة»، تقول مـصـادر عراقية إن هـــذا الــقــرار «تمهيد إلعـــ ن صـفـي الـديـن، ابن خالة نصر الله، أمينًا عامًا»، في حال تأكّدت نجاته من الضربة اإلسرائيلية. وأعلن «حزب الله»، السبت، عن مقتل نـصـر الـلـه فــي الـقـصـف اإلسـرائـيـلـي الــذي اســتــهــدف مــقــر الـــحـــزب بـــحـــارة حــريــك في الضاحية الجنوبية لبيروت. تاريخ بين «حوزتَين» كـــــان جــمــيــع قــــــادة الــــحــــزب الــلــبــنــانــي؛ عباس املوسوي، وصبحي الطفيلي، وحسن نـصـر الـــلـــه، قـــد تــلــقّــوا عـلـومـهـم الـديـنـيـة في حــــوزة الـنـجـف بــالــعــراق، بـاسـتـثـنـاء مـراحـل دراســــيــــة مــــحــــدودة فـــي «قــــــم»، وكـــذلـــك األمـــر بالنسبة لراغب حـرب الـذي «جمعته شراكة بــحــثــيــة» مـــع عـــبـــاس املــــوســــوي، كــمــا يـقـول باحثون عراقيون، إال صفي الدين، فقد بدأ بدراسة «الشريعة الدينية» بمراحلها الثالث فـــي حـــــوزة قـــم بــــإيــــران، مـطـلـع الـثـمـانـيـنـات، بالتزامن مع تأسيس «حزب الله» في لبنان. ويـدل مصطلح «الـحـوزة» في األدبيات الشيعية على مدرسة تُحاضر فيها العلوم الدينية الخاصة بالطائفة الشيعية، ومنها يتخرّج علماء ومراجع. لماذا قم وليس النجف؟ تقول مصادر عراقية، على صلة بأجواء الحوزة، إن الظرف السياسي في العراق منع صــفــي الـــديـــن مـــن االلـــتـــحـــاق بـالـنـجـف ليس أكــثــر، «فــلــوال الــحــرب الـعـراقـيـة اإليــرانــيــة ملا ذهب الرجل إلى قم». ووصـفـت املــصــادر تلك املـرحـلـة، بأنها «األشـــــد فـــي الـــنـــجـــف»؛ ألن الــنــظــام الــعــراقــي حـيـنـهـا «شـــــدّد الــخــنــاق عــلــى طـلـبـة الـعـلـوم الشيعية فـي املـديـنـة، ورحــل كثيرون خـارج البالد تحت وطأة الحرب مع إيران». ، ما يعني 1964 ووُلـد صفي الدين عام مـــن عــمــره حـــ تـــأسّـــس حـزب 18 أنـــه بـلـغ الــــــ الله فـي لبنان، على يـد مجموعة مـن «قــادة املقاومة» الذين درسوا في النجف العراقية. وألن الــــحــــرب الـــعـــراقـــيـــة اإليـــرانـــيـــة انــدلــعــت يــــومــــذاك، الــتــحــق صــفــي الــديــن بحوزة قـم، بينما تقول مصادر عراقية ولبنانية إن «عماد مغنية اهتم بالتحاق مريح لصفي الدين في قم». «جبل عامل» في إيران يقول باحثون عـراقـيـون، على اطّــ ع بتاريخ «الــحــوزة»، إن «صفي الدين تلقى العلوم الدينية في مدرسة جبل عامل في قم، بينما كان العراقيون في مدرسة أخرى تحمل اسم الصدر (محمد باقر)». وحـــــ وصـــــل صـــفـــي الــــديــــن إلـــــى قـــم، صــــادف أن يــكــون نـصـر الــلــه هـــنـــاك، بـرغـم أن األخـيـر تلقى دروســـه األولـــى فـي حـوزة النجف نهاية السبعينات، بتشجيع من رجل دين في بلدة «صور»، جنوب لبنان. وقــــــــــــــال بــــــــاحــــــــثــــــــون، إن الــــطــــلــــبــــة اللبنانيني، ال سيما صفي الدين، لديهم مكانة خاصة في قـم، وكـانـوا هم أيضًا «منعزلني عن اآلخرين». وكان صفي الدين مُعَدًا لخالفة نصر ، وهو العام الذي أنهى 1994 الله منذ عام فيه دراسته بقم، وعاد إلى بيروت. ، قالت وسائل إعالم 2008 وفي أكتوبر إيـــرانـــيـــة، إن قـــيـــادة «حــــزب الـــلـــه» اخــتــارت صــفــي الـــديـــن خـلـيـفـة لــأمــ الـــعـــام حسن نـصـر الــلــه فـــي حـــال نـجـحـت إســرائــيــل في اغـــتـــيـــال األخـــــيـــــر، فــيــمــا يــشــبــه «الـــوصـــيـــة املبكرة». «والية الفقيه» عــلــى الـــرغـــم مـــن أن قـــــادة «حـــــزب الــلــه» يَــــعُــــدُّون أن املـــرشـــد اإليــــرانــــي هـــو مـرجـعـهـم الديني والسياسي، فإن نشأة وتعليم صفي الــديــن فــي قــم سـيـكـون لـهـا تـأثـيـر فــي تشكّل الــــقــــرار الــســيــاســي واملـــيـــدانـــي خــــ ل الــفــتــرة املقبلة. ويـــفـــيـــد بـــاحـــثـــون بــــفــــوارق كـــثـــيـــرة بـ حوزتَي النجف وقم، لكن األبرز هو التنافس عــلــى «ريــــــادة الــعــالــم الــشــيــعــي»، وغــالــبــ ما كــانــت الـكـفـة تـمـيـل إلـــى الــنــجــف، إلـــى جانب الـــخـــ ف الـــعـــقـــائـــدي الـــــذي جــعــل قـــم واجــهــة لـــ«واليــة الفقيه» املطلَقة، منذ املـرشـد األول الخميني، وهـو أمـر يرفضه غالبية مراجع النجف، وفقًا لباحثني عراقيني. ويـــقـــول الـــبـــاحـــث الـــعـــراقـــي عــلــي املــــدن، إن «مــــدرســــة الـــنـــجـــف، خـــــ ل فـــتـــرة صــعــود مـــرجـــعـــيـــات الـــحـــكـــيـــم والــــخــــوئــــي، مـــعـــروفـــة بحيادها السياسي، وابتعادها عن التدخل املــــبــــاشــــر فـــــي الــــــشــــــؤون الـــســـيـــاســـيـــة، وهـــو مــــا يــخــتــلــف عــــن مــــدرســــة قــــم الـــتـــي اهــتــمــت بالسياسة بشكل أكـبـر، وطـــوَّر فيها الفقيه دورًا مــهــمــ لـــه فـــي هــــذا املــــجــــال». ولــــم يكن صفي الدين استثناء عن تأثيرات حوزة قم، فـي إطــار «واليـــة الفقيه»، كما أن مصاهرته لـقـاسـم سليماني لعبت دورًا فــي انـدمـاجـه الثقافي بـاملـنـاخ اإليــرانــي الـــذي شـكّــل وعيَه الـسـيـاسـي حـتـى وصـــل اآلن إلـــى قــيــادة أبــرز جماعة مسلحة في الشرق األوسط. لندن: «الشرق األوسط» صفي الدين متحدثا خالل تشييع عنصرين من الحزب منتصف الشهر الحالي (أ.ف.ب) صدمة اغتيال نصر هللا تعم الشارع الشيعي... ومخاوف من مآالته انطلقت زخّات الرصاص في شوارع بيروت وضاحيتها الجنوبية، بعد إعالن «حــــزب الـــلـــه» رســمــيــ عـــن اغــتــيــال أمـيـنـه الــعــام حـسـن نـصـر الــلــه، وعــبّــر مناصرو الـحـزب عـن صدمتهم بتفريغ الـرصـاص في الهواء، فيما عمّت الصدمة وجوههم، «هل صحيح أن السيد استشهد؟»، يسأل أحد مناصريه، فيما يقول آخر إن الحزب «قــــد يـــكـــون أخـــفـــى ذلــــك ألســـبـــاب أمــنــيــة، ويستحيل أن يكون السيد فَقَد الحماية»! والـــتـــقـــديـــر األخـــيـــر يــعــبــر عـــن حجم الـصـدمـة الـتـي يعيشها مـنـاصـرو «حـزب الــــلــــه»، يـــســـأل أحـــدهـــم فـــي الــــشــــارع كيف يُـــســـمـــح لـــــه بــــارتــــيــــاد اجــــتــــمــــاع بـــعـــد كـل الضربات اإلسرائيلية الجتماعات الحزب وقــــيــــاديّــــيــــه فـــــي الــــضــــاحــــيــــة؟ ويـــضـــيـــف: «مستحيل... ثمة شيء خاطئ»! 2000 جيل ما بعد الـ ثــــمــــة جــــيــــل جـــــديـــــد مـــــن مـــنـــاصـــري «حـــزب الــلــه» لــم يـعـايـش مــراحــل الـحـزب الـــخـــطـــرة خــــ ل الــــصــــراع مـــع إســـرائـــيـــل؛ كونه وُلـد بعد تحرير جنوب لبنان عام تلقّى ضربة 1992 ، فالحزب في عام 2000 بــاغــتــيــال أمــيــنــه الـــعـــام الـــســـابـــق عـبـاس املوسوي، لكن منذ ذلك اليوم تسلّم نصر الله األمانة العامة للحزب، ولم يطرأ أي عـامـ، وبالتالي 32 تغيير عليها طـــوال بــــات إعـــــ ن اغـــتـــيـــال نــصــر الـــلـــه أصـعـب للتصديق بالنسبة للجيل الجديد. وتعكس مَشاهد الناس في الشارع حجم اإلحـبـاط والخيبة والـغـضـب، ففي أحد شوارع بيروت الغربية حزن وبكاء، ويـسـأل الـشـاب العشريني حـسـن: و«مـن ســـيـــقـــود املــــعــــركــــة اآلن؟ وكــــيــــف نـــواجـــه مصيرنا بغياب الـسـيـد؟». وكـــان الناس الـــذيـــن خـــرجـــوا مـــن مـنـازلـهـم مـنـذ مطلع األســـبـــوع يـنـتـظـرون خـطـابـ لـنـصـر الـلـه يـــشـــرح فـــيـــه مــــــآالت الــــحــــرب، أســـــــوة بـمـا ، لكن 2006 كـــان يــجــري فـــي حـــرب تــمــوز عـمـلـيـة اغــتــيــالــه مــســاء الــجــمــعــة، عـمّــقـت حـــالـــة اإلربــــــاك فـــي الـــشـــارع بـــ صـفـوف املـــنـــاصـــريـــن. ويـــقـــول أحــــدهــــم: «خـــســـارة كبيرة... لننتظر الردّ». غياب عن تأبين قادة ولم يظهر نصر الله على الشاشة أيـــــام، حـيـث تـــحـــدّث بعد 10 مـنـذ نـحـو االســـــتـــــهـــــداف اإلســــرائــــيــــلــــي ملــــئــــات مـن عـنـاصـر الــحــزب، فيما عُـــرف بـ«عملية الـبـيـجـر»، وكـــان الفـتـ غيابه عـن تأبني الــــقــــيــــادي فــــي الــــحــــزب إبــــراهــــيــــم عـقـيـل الـــــذي اغــتــالــتــه إســـرائـــيـــل يــــوم الـجـمـعـة املاضي في ضاحية بيروت الجنوبية، بـــاســـتـــهـــداف اجـــتـــمـــاع لـــقـــيـــادة «وحــــدة الـرضـوان» قـرب مسجد القائم، وتولَّى نائبه الشيخ نعيم قاسم املشاركة في التشييع والتأبني، وقــال إن الحزب لن يُـــوقـــف مـعـركـة إســـنـــاد غــــزة، وإنــــه بـات هناك حساب مفتوح مع إسرائيل احتفاالت في طرابلس وبينما غرق جمهور «حزب الله» بــالــصــدمــة، كـــان آخَـــــرون فـــي طـرابـلـس بـــشـــمـــال لـــبـــنـــان يـــحـــتـــفـــلـــون بــاغــتــيــال نـــصـــر الــــلــــه، وظــــهــــرت مـــقـــاطـــع فــيــديــو للبنانيني وسوريني يوزّعون الحلوى في الشارع، أو يطلقون النار ابتهاجًا، وهـــو مـشـهـد مـمـتـد لــ حــتــفــاالت الـتـي عــــمّــــت مـــحـــافـــظـــة إدلـــــــب بـــشـــمـــال غـــرب ســـــوريـــــا الــــخــــاضــــعــــة لـــســـيـــطـــرة قــــوى املعارضة، حيث أظهرت مقاطع فيديو احتفاالت هؤالء باغتيال نصر الله. بيروت: «الشرق األوسط» صورة المرحلة المقبلة تحددها مقاربة إيران لوظيفة التنظيم المستقبلية غياب «هالة» نصر هللا عن «حزب هللا»... ضربة قوية وتأثير معنوي كبير لــن يـكـون قـبـل اغـتـيـال أمـــ عـــام «حــزب الله» حسن نصر الله، كما بعده. هذا الرجل الذي تحوّل إلى رمز في محور املقاومة وصلت إلى حد النظر إليه، في بيئته الشيعية، على أنـــه «الــقــائــد الـــذي ال يــمــوت» سيغيب الـيـوم عن الساحة وستغيب تهديداته التي لطاملا ارتــبــطــت بـإصـبـعـه املـــرفـــوع و«هـــالـــتـــه» الـتـي كــان يــرى مـنـاصـروه أنـهـا غير قابلة للمسّ. من هنا يبقى السؤال األهـم اليوم، مـاذا بعد غياب نصر الله؟ وماذا سيكون عليه املوقف اإليراني من هذا االغتيال ومن وظيفة الحزب في املرحلة املقبلة التي بنيت على مواجهة إسرائيل؟ وفــي حـ يمكن الـقـول إنــه بعد اغتيال إســــرائــــيــــل لـــســـلـــفـــه، عــــبــــاس املـــــوســـــوي، عـــام ، جـــرى انـتـقـال الــقــيــادة إلـــى نـصـر الله 1992 بـ«سالسة»، فإن غياب األخير لن يكون بهذه السهولة، وهو الذي عُد من أهم الشخصيات املــــؤثــــرة فـــي الـــشـــرق األوســــــط وفــــي الــعــاملــ العربي واإلسالمي، وتحوّل «حزب الله» في عــهــده إلـــى قـــوة إقـلـيـمـيـة بــدعــم أســـاســـي من إيران، ونجح في الداخل اللبناني بأن يرسّخ دوره في السنوات األخيرة كقوّة سياسية لها الكلمة الفصل، إلى اعتبار خصومه أنه كان يحكم لبنان. ويجمع كـل مـن العميد املتقاعد حسن جوني، واملحلل السياسي علي األمـ ، على الـتـأثـيـر الـــذي سيتركه غـيـاب نـصـر الـلـه عن قيادة «حـزب الله» متوقفني في الوقت عينه عــمــا ســيــكــون عــلــيــه املـــوقـــف اإليــــرانــــي الـتـي سينعكس عـلـى وظـيـفـة الــحــزب فــي املـرحـلـة املقبلة. ضربة قوية وتأثير معنوي كبير يـــــصـــــف جــــــونــــــي اغـــــتـــــيـــــال نـــــصـــــر الــــلــــه بــ«الـضـربـة الـقـويـة الـتـي وجّــهـت إلــى الحزب نظرًا إلـى رمزية القائد الـذي لطاملا كـان يعد مــركــز ثـقـل الـــحـــزب االســتــراتــيــجــي»، معتبرًا فــي الــوقــت عينه أن «حـــزب الــلــه» لــن ينتهي باغتيال قــائــده، ويـقـول لــ«الـشـرق األوســـط» يجب أال ننسى أن منظمة الحزب كبيرة ولها تاريخ وفيها مؤسسات، وبالتالي لن تنتهي باغتيال قائدها، وسيتم تعيني قائد لها على األرجح، للمحافظة على استمرارية التنظيم في هذه املرحلة الحرجة في الحرب». مـــــن جــــهــــتــــه، يــــقــــول األمــــــــ لـــــ«الــــشــــرق األوســـط»: «ال شك أنـه سيكون لغيابه تأثير مـعـنـوي كـبـيـر وهـــو الــــذي كـــان يـمـثـل رمـزيـة تـــتـــجـــاوز (حــــــزب الــــلــــه) نــفــســه إلـــــى مــؤيــديــن آخرين من خارج الحزب، ويتمتع بشخصية كاريزمية لها دورهـــا وتأثيرها ونـفـوذهـا». وفــــي حـــ يــــرى أنــــه ال شـــك ســيــكــون لغيابه تـأثـيـر، يــقــول: «لـكـن يـجـب أن نـــدرك أن بنية (حزب الله) وتركيبته التنظيمية ال تعتمدان على زعامة الشخص، ال سيما في ظل وجود جــمــلــة مـــؤســـســـات مــــوجــــودة داخـــــل الـــحـــزب، مــؤســســات ذات طــابــع ديــنــي - آيـديـولـوجـي ومالية وصحية وتربوية وتعليمية وغيرها مــن شبكة املــؤســســات الـتـي تــوفّــر لــه الـقـدرة على التماسك والبقاء في موقع املؤثر». ويــضــيــف: «قـــد يــتــراجــع تــأثــيــره بعض الشيء لكن العامل املادي والدعم اإليراني له يلعبان دورًا في هذا اإلطار، وما بناه الحزب عامًا وما بنته إيـران من مؤسسات 40 خالل فــي داخــــل لــبــنــان، خـصـوصـ مــؤســســات لها عــ قــة بـمـؤسـسـة الـشـهـيـد مــثــ الــتــي تعنى بمساعدة عائالت الشهداء من الحزب وآالف املوظفني الذين يعملون لديه تمنحه وضعية اجتماعية تشكل حـصـانـة ووضـعـيـة دينية تساعد على الصمود». مـــن هــنــا، يـــرى األمــــ أنـــه رغـــم الـتـأثـيـر الـكـبـيـر الــــذي سـيـتـركـه غــيــاب نـصـر الــلــه عن قيادة «حزب الله»، فإنه من الصعب الحديث عن تغير دراماتيكي، الذي سيأخذ وقتًا ألنه مرتبط بـسـؤال أسـاسـي، وهـو عما إذا كانت ستتغير وظيفة «حزب الله» الذي لطاملا كان يستثمر في قتال إسرائيل، أي «هل ستتغير هـذه الوظيفة أم ستبقى؟ وبـنـاء عليه يمكن قـراءة املشهد وتأثير االغتيال بشكل أوضح من اآلن». وعـــن الـشـخـصـيـة الــتــي ستخلف نصر الله، يلفت األمني إلى أنه من املرجّح أن يكون رئيس املجلس التنفيذي فـي الـحـزب هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله، مشيرًا في الـوقـت عينه إلـى أن هـويـة الشخصية التي سيتم تعيينه ستحدد بناء على املسار الذي سيتجه إليه الحزب واحتمال أن يتم اختيار شخصية مدنية في املرحلة املقبلة. الموقف اإليراني «الغامض» ويـــطـــرح الـعـمـيـد جـــونـــي أســئــلــة حــول املواقف اإليرانية في هـذه الحرب، ال سيما منذ اغتيال قادة «قوة الرضوان» في «حزب الـــلـــه»، فــي حــ يــؤكــد األمــــ أن طــهــران لن تـتـخـلـى عـــن «حـــــزب الـــلـــه» لـكـنـهـا هـــي الـتـي ستحدّد دوره ووظيفته املستقبلية بعدما أعطت أولية ملصالحها على خيار الدخول في الحرب. ويلفت جوني إلى «غموض وضبابية اتسمت بهما املــواقــف اإليـرانـيـة الـتـي القت اســتــغــرابــ فـــي لـبـنـان وقـــد أثــــرت عـلـى بيئة الحزب معنويًا»، معتبرًا أن األهم يبقى في ما سيكون عليه املوقف اإليراني من عملية االغـتـيـال واملــســار الـــذي ستسلكه، ال سيما لجهة الـتـوصـيـات بـالـتـراجـع أو االسـتـمـرار بالحرب. مـــن جــهــتــه، يــعــد األمــــ أن الـــقـــول بــأن «طــهــران ضـحّــت بـالـحـزب قــد يـكـون مبالغًا فـــيـــه، ألنـــــه بــالــنــســبــة إليـــــــران األذرع تـبـقـى مهمة وال يمكن أن تتخلى عنها»، موضحًا: «مــــا حــصــل هـــو أن إيــــــران قـــامـــت بـــنـــوع من املــــوازنــــة بـــ أن تــحــمــي نـــظـــام مـصـالـحـهـا كـدولـة قـد تتعرض للخطر فـي حــال دخلت الحرب، أو أن ال تدخل الحرب، وأن تقتصر األضرار على الحزب، وبالتالي هي اختارت مصالحها الوطنية والقومية على حماية األذرع التي عادة ما تعتمد عليها لحمايتها وليس العكس». من هنا، يعبّر األمــ عن اعتقاده بأن طـهـران لـن تتخلى على الـحـزب الـــذي يقوم عـلـى تـمـويـل وتـوجـيـه وإدارة مـرتـبـطـة بها حــتــى فـــي بـنـيـتـه الـــداخـــلـــيـــة، لـكـنـه يـتـحـدث عـن أسئلة عــدة تـطـرح مرتبطة باملستقبل، تحديدًا عن دور الحزب في املرحلة املقبلة، ومـا هـي الوظيفة التي يمكن أن يقوم بها، خـــصـــوصـــ إذا تـــراجـــعـــت عـــمـــا كـــانـــت عـلـيـه فــي الــســابــق، وهـــل سـيـذهـب نـحـو الصيغة اللبنانية ونحو دور لبناني؟ أم سينتفض عـــلـــى مــــا حـــصـــل ويــــقــــوم بـــخـــطـــوات ال أحـــد يتوقعها، لكن فـي كـل األحــــوال هـنـاك تغيّر كبير حصل وسينعكس على الحزب، وعلى نمط العالقة بينهما. بيروت: «الشرق األوسط» (أ.ف.ب) 2022 مناصرو «حزب هللا» يحملون صوره وأعالم الحزب في احتفال بمدينة النبطية جنوب لبنان عام ما بعد اغتيال أمين عام «حزب هللا» حسن نصر هللا لن يكون كما قبله

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==