issue16741

7 أخبار NEWS Issue 16741 - العدد Saturday - 2024/9/28 السبت المصادر قالت إن الحكومة العراقية تركز الآن على إنهاء محادثات الانسحاب الأميركي ASHARQ AL-AWSAT «المقاومة العراقية» قالت إنها ضربت الجولان «للمرة الثالثة» مصادر: إيرانلا تريد إحراج السوداني فيحرب لبنان رغم أن الحكومة العراقية انخرطت في الجهود الدولية الهادفة إلى وقف النار في لبنان، بـن إسـرائـيـل و«حـــزب الـلـه»، فإنها تجاهلت إعـان الفصائل المسلحة الموالية لإيران استعدادها للمشاركة في الحرب. وتركزت الجهود الحكومية في بغداد على دعم لبنان مالياً وطبياً ولوجيستياً، لـــتـــفـــادي تـــــــورّط الـــجـــمـــاعـــات المــســلــحــة فـي العنف الإقليمي، بما قد يفتح الباب مجدداً لـــضـــرب المـــصـــالـــح الأمـــيـــركـــيـــة فــــي الـــبـــاد، وفــقــ لمــصــدر سـيـاسـي تــحــدث مــع «الــشــرق الأوسط». وقـــال المــصــدر إن «الـحـكـومـة العراقية تتحرك في ملفي لبنان وفلسطي انطلقاً مـــــن مــــوقــــف أســـــاســـــي مـــنـــاهـــض لـــلـــعـــدوان الإسرائيلي، واستهداف المدنيي، والتسبب بموجات نزوح مستمرة». لكن المصدر استبعد «استخدام إيران أذرعـهـا لتصفية حسابات مـع الأميركيي عـــلـــى الأراضـــــــــي الـــعـــراقـــيـــة ربــــطــــ بــــالأزمــــة الإقــلــيــمــيــة، لأنــهــا لا تــريــد إحـــــراج حـكـومـة محمد شياع السوداني في هذه المرحلة من الصراع». وقــــال المـــصـــدر: «الــحــكــومــة تــركــز الآن على إنـهـاء المـراحـل الأخـيـرة مـن محادثات إنـــهـــاء الــــوجــــود الــقــتــالــي لــأمــيــركــيــن في العراق». استهداف«الجولان» في المقابل، أعلنت الجماعة التي تسمي نفسها «المقاومة الإسلمية في العراق» وهي تـضـم فـصـائـل مسلحة مـوالـيـة لإيـــــران، فجر الجمعة، شنّها هجوماً على هدف إسرائيلي في هضبة الجولان. وذكـــــــــر بـــــيـــــان عـــــن «المــــــقــــــاومــــــة» أنـــهـــا «هاجمت للمرة الثالثة هدفاً فـي الجولان المـحـتـل بــواســطــة الــطــيــران المـــســـيّـــر»، وأكـــد «استمرار العمليات في دكّ معاقل الأعـداء بوتيرة متصاعدة». مــــن جـــهـــتـــه، نـــفـــى الـــعـــضـــو فــــي فـصـيـل «كتائب سيد الـشـهـداء»، كاظم الفرطوسي، عبور فصائل عراقية إلى لبنان «حتى الآن». وكانت فصائل مسلّحة عراقية «توعدت إسرائيل بالمشاركة في أي حـرب مفتوحة». وقال القيادي عباس الزيدي إن «لدى المقاومة الـعـراقـيـة الــقــدرة والـجـاهـزيـة الكبيرة للدعم العسكري واللوجيستي في حرب (حزب الله) ضد الكيان الصهيوني في لبنان، وأي دولة أخــرى مـن دول محور المقاومة تتعرض لأي عدوان». جهود وقف الحرب فـــي نـــيـــويـــورك، اخــتــتــم رئـــيـــس الــــــوزراء مـــحـــمـــد شــــيــــاع الـــــســـــودانـــــي مــــشــــاركــــتــــه فــي اجتماعات الجمعية العامة للمم المتحدة، وتَـــقَـــاسَـــمَ الـــــــدّوْر مـــع وزيــــر الــخــارجــيــة فـــؤاد حـــســـن، فــــي مــــحــــادثــــات ســـيـــاســـيـــة لـتـفـعـيـل جهود وقف الحرب. وقـــــــال الـــــســـــودانـــــي خــــــال كـــلـــمـــتـــه أمـــــام الجمعية العامة، إن «النظام الـدولـي يواجه امتحاناً صعباً يهدد وجوده، ويجعله عاجزاً عن تحقيق أهدافه، ومنها الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليَي وحقوق الإنسان». وأضــــــــاف الـــــســـــودانـــــي: «نـــشـــهـــد الـــيـــوم ســوابــق لـخـرق المـواثـيـق والأعـــــراف الـدولـيـة، ويـــتـــمّ تـحـيـيـد المُـــؤســـســـات الـــدولـــيـــة المـعـنـيـة بإدارة العلقات الدوليةِ وتنظيمِها، وتعزيز الــســلــم والاســـتـــقـــرار. غــيــاب هــــذه المـسـؤولـيـة يتسبب في اللجوء إلى آلياتٍ بديلة، وتجاهُل هذه المؤسسات ينذرُ بعودة العلقات الدولية إلى حالة الفوضى». وأكــــــــد الـــــســـــودانـــــي أن «الـــــــعـــــــراق يــقــف بحكومته وشـعـبـه، وبـتـوجـيـهـات المرجعية الـــديـــنـــيـــةِ، مـــع لـــبـــنـــان، وهــــو يـــواجـــه عـــدوانـــ يسعى إلى إغراق المنطقة بصراعات سبق أن حذّرنا منها، وسنمضي بتقديم المساعدات لتجاوز آثار هذه الاعتداءات». وقـــــبـــــل مــــــغــــــادرتــــــه نــــــيــــــويــــــورك، بــحــث الــســودانــي مــع الأمــــن الــعــام لــأمــم المـتـحـدة، أنطونيو غوتيريش، «ملفات التعاون البنّاء بـن الـعـراق والأمـــم المـتـحـدة، وقضايا العمل المـــشـــتـــرك، وتـــــطـــــورات الأوضــــــــاع فــــي الــشــرق الأوســـــــط واســــتــــمــــرار الـــــعـــــدوان عـــلـــى لــبــنــان وفلسطي، ومـا يشكله ذلـك من تهديد كبير للمن والاستقرار الإقليميي والدوليي». السودانيخلال لقائه أنطونيو غوتيريشفي نيويورك(إعلام حكومي) بغداد: حمزة مصطفى «الحرسالثوري» واثق من تفوق «حزبالله» على «قوى العالم» قال قائد «الحرس الثوري» الإيراني، حسي سلمي، إن «حـزب الله» اللبناني سينتصر في الحرب ضد إسرائيل «حتى لــــو اجــتــمــعــت قـــــوى أمـــيـــركـــا وبــريــطــانــيــا وفرنسا». وأكـــــد ســـامـــي أن «الـــــــدور الإيـــرانـــي يؤثر فـي النظام العالمي» أمــام مجموعة مـــن رجــــال الـــديـــن وقـــيـــادات مـــن «الــحــرس الثوري»، الجمعة. وأشـــــــــار ســــامــــي إلــــــى أن «الـــــثـــــورة الإسلمية أحدثت خللً في موازين القوى في أي مكان دخلت إلـيـه»، وفقاً لما نقلته وكالة «فارس» الإيرانية. وقال سلمي: «أظهر شعب غزة قدرة عــلــى مــواجــهــة الـــعـــدو، وإن هــــذه الــحــرب سـتـنـتـهـي بــهــزيــمــة إســــرائــــيــــل». وتـــابـــع: «(حـــــزب الـــلـــه) شـــجـــاع. يــقــاتــل الـــعـــدو في نـقـاط الـتـمـاس ويصنع مـجـداً جـديـداً كل يوم». وشــــــــدد قــــائــــد «الــــــحــــــرس الـــــثـــــوري» الإيـــرانـــي عـلـى أن «(حــــزب الــلــه) سيخرج منتصراً في هـذه الـحـرب، وسيخيّب ظن الأعـــــداء، حـتـى لــو اجتمعت قـــوى أميركا وإنــجــلــتــرا وفــرنــســا وغــيــرهــا فـــي منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط». وفـــي وقـــت ســابــق، قـــال الــقــيــادي في «الــحــرس الـــثـــوري»، محسن رضــائــي، إن «(حزب الله) قوة یقلّ لها نظیر في الإبداع والتغییر والتأقلم، کما أن طاقته البشریة عام، سیری العالم 100 کنز لا ینفد حتی نتائج کل ذلك». وأقرّ المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربـــــــعـــــــاء المــــــاضــــــي، بـــــــأن «حــــــــزب الــــلــــه» الـلـبـنـانـي تـلـقّـى ضـربـة بـاغـتـيـال قـــادة له من قِبل إسرائيل، لكنه شـدّد على أن هذا الحزب «لن يركع». وتـــنـــاقـــض تـــصـــريـــحـــات المـــســـؤولـــن فـــي «الـــحـــرس الـــثـــوري» مـــا قــالــه الـرئـيـس الإيــــرانــــي مــســعــود بــزشــكــيــان عـــن قــــدرات «حزب الله». وكـــــان بــزشــكــيــان قـــد قـــلّـــل مـــن قـــدرة «حـــــــــزب الـــــلـــــه» فـــــي مــــواجــــهــــة إســــرائــــيــــل «بـمـفـرده»، بينما حــاول وزيــر الخارجية عباس عراقجي تخفيف الجدل الذي أثير حـول كـام الرئيس، وقــال: «لا تستهينوا بـ(حزب الله) ... سينتصر في الحرب». حرب لبنان... إلى أوروبا إلـــى ذلــــك، أكـــد رئــيــس لـجـنـة البحث عن المفقودين التابعة للجيش الإيـرانـي، محمد باقر زاده، أنـه «ليس من الواضح إلى أين ستمتدّ هذه الحرب، لكنها تشمل کل المنطقة أو العالم بأکمله، ولا توجد أيّ ضمانات». وقـــال بـاقـر زاده: «لـــو جـــرى احـتـواء اعتداءات إسرائیل منذ البدایة، لما اتّسعت رقـعـة الـحـرب لتصل إلــى لـبـنـان». وتـابـع: «نظراً إلى المكانة الجیوسیاسیّة للبنان الـــــذی کــــان یــربــطــنــا مــنــذ الـــقـــدم بـالـعـالـم الــغــربــي عــبــر الــبــحــر الأبـــیـــض المــتــوسّــط، فــإنّ نـیـران الـحـرب لـو اتّسعت هـنـاك، فلن یکون هناك شك في أنها ستطول أوروبا أیضاً». وأشــــــار بـــاقـــر زاده إلــــى أن «ارتـــفـــاع مـــنـــســـوب الـــعـــنـــف فــــي المـــنـــطـــقـــة يـجـعـلـنـا عاجزین عن توقّع أي موعد لانتهاء هذه الحرب». أيام من بدء 10 مع ذلك، وبعد نحو جولة التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد «حـــزب الــلــه»، يــرى مـسـؤولـون أميركيون سابقون وخبراء، تحدثت إليهم «الشرق الأوســـــــط»، أن هــــدف تـــل أبــيــب «تـحـيـيـد» الحزب، وليس تدميره. وبالنسبة إلى الـدور الإيراني، أكد ديفيد شنكر، مساعد وزيــر الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى، إن «طــــــهــــــران أظـــــهـــــرت أنــــهــــا مــســتــعــدة لمــحــاربــة أمــيــركــا وإســـرائـــيـــل حـتـى آخـر عربي. ومع ذلك، لا تريد حرباً مفتوحة مع إسرائيل». لندن: «الشرق الأوسط» طهران متخوفة من الانجرار إلى ما يهدد بقاء نظامها عواملرئيسية تبقي إيران بعيدة عن حرب لبنان 4 أقل ما يمكن أن توصف به استراتيجية إيران إزاء اندلاع المواجهة الواسعة والمدمرة بي إسرائيل و«حزب الله» هو «الغموض»، لا بـل «الـحـيـرة». ومنذ الاثـنـن المـاضـي؛ أي مـنـذ أن أطـلـقـت إســرائــيــل حملتها الـجـويـة على لبنان مستهدفة مقاتلي «حــزب الله» ومـواقـعـهـم وأسـلـحـتـهـم وبـيـئـتـهـم، موقعة مئات القتلى وآلاف الجرحى الذين انضموا إلـى ضحايا «حــرب الإسـنـاد» التي أطلقها الحزب في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عقب «طوفان الأقصى»، ثمة أسئلة تـطـرح بـقـوة حــول هــذه الاسـتـراتـيـجـيـة، بل ثمة أصـــوات تتهم طـهـران بــ«الـتـخـلـي» عن «حزب الله»، وتتساءل: إن لم تتدخل اليوم لمساندته فمتى ستفعل؟ عواملرئيسية 4 تميل أكثرية المحللي والدبلوماسيي إلـى الاعتقاد بـأن طهران واقعة في «مـأزق كــــبــــيــــر»، وأن أي خــــطــــوة غـــيـــر مــحــســوبــة تـخـطـوهـا يـمـكـن أن تــقــودهــا إلــــى حــيــث لا تريد. يرى دبلوماسيان أوروبيان، مقرهما بـــاريـــس، أن أربـــعـــة عـــوامـــل أســاســيــة تـدفـع الــــقــــيــــادة الإيـــــرانـــــيـــــة إلــــــى الــــبــــقــــاء، عـمـلـيـ وميدانياً، بعيدة عن الحرب الدائرة حالياً بي إسرائيل و«حزب الله»، مع الإشارة إلى وجـود «تجاذبات» داخـل هـذه القيادة بي من يدفع للتدخل بشكل من الأشكال، ومن يفرمل الاندفاع. ويـــــذهـــــب هــــــــذان المــــــصــــــدران إلــــــى حـد الــــحــــديــــث عـــــن «الانــــــفــــــصــــــام» بـــــن خـــطـــاب تهديدي عالي اللهجة من جهة، وأداء يتسم بالاعتدال والابتعاد عن أي نوع من أنواع الاســـتـــفـــزاز الـــــذي قـــد يـــقـــود إلــــى الانـــخـــراط عسكرياً في الحرب، من جهة أخرى. يتمثل العامل الأول، وفـق المصدرين، بـــرغـــبـــة إيـــــــران بــــ«تـــلـــطـــيـــف» عـــاقـــاتـــهـــا مـع الـــــغـــــرب؛ رغـــبـــة مــنــهــا فــــي دفـــعـــه إلـــــى رفـــع عقوبات اقتصادية ومالية مفروضة عليها أســاســ بسبب بـرنـامـجـهـا الـــنـــووي، ولكن أيــضـ بـسـبـب الــدعــم الــــذي تـــوفـــره، بحسب الـغـربـيـن، لـروسـيـا. وآخـــر تجلياته مدّها بصواريخ باليستية. من هنا، تأتي أهمية تركيز إيران على الملف الـنـووي وإظـهـار نيتها للتعاون مع الـوكـالـة الـدولـيـة للطاقة الــذريــة، مـن جهة، ومـــعـــاودة المــفــاوضــات مــع الـغـربـيـن حـول الــذي انسحبت منه إدارة 2015 اتـفـاق عـام الـرئـيـس الأمـيـركـي الـسـابـق دونــالــد ترمب مع نفي ما يروجه الغربيون عن مساعدة روســـيـــا عــســكــريــ ، مـــن جــهــة أخــــــرى. وتـتـم هـــــذه الـــخـــطـــوة بـــمـــوافـــقـــة وتـــأيـــيـــد المـــرشـــد عــلــي خـامـنـئـي الـــــذي «لا يــــرى ضـــيـــراً» في ذلــك، ومــع انـطـاق العهد الجديد للرئيس «الإصـــاحـــي» مـسـعـود بـزشـكـيـان، وعـــودة الإصــاحــيّــن: محمد جـــواد ظــريــف، نائبه وعــــبــــاس عـــراقـــجـــي وزيــــــر الـــخـــارجـــيـــة إلـــى الواجهة. يــــقــــوم الــــعــــامــــل الــــثــــانــــي عـــلـــى قــنــاعــة مـتـجـذرة تـقـول إن تـدخـل إيـــران «مـبـاشـرة» فــــــي مـــــســـــانـــــدة «حـــــــــزب الــــــلــــــه» عــــــن طـــريـــق اســتــهــداف إســرائــيــل بــعــدد مــن الـصـواريـخ الــتــي تـمـتـلـكـهـا، والــــقــــادرة عــلــى ضــــرب أي مــــوقــــع إســــرائــــيــــلــــي، ســيــعــنــي قــــيــــام حـــرب مفتوحة ليس معها فقط، بل مع الولايات المـتـحـدة الـتـي عـــززت حـضـورهـا العسكري في المنطقة، والتي يردد وزير دفاعها، مرة بعد الأخــــرى، أن الـغـرض مـن ذلــك «حماية إسرائيل». وفــــي هــــذا الـــســـيـــاق، تــأتــي الــتــأكــيــدات المتكررة لمسؤولي إيرانيي، ومن «خبراء» مـــقـــربـــن مـــنـــهـــم، أن «إيـــــــــران لــــن تـــجـــر إلـــى الحرب»، وأن استفزازها لدفعها إلى الميدان العسكري «رغـبـة مـن إسـرائـيـل» الـتـي تثق بـــأن أي هـجـوم إيــرانــي عليها سيستدعي حتماً تدخلً أميركياً. والــــقــــنــــاعــــة الإيـــــرانـــــيـــــة أن إســــرائــــيــــل والولايات المتحدة سوف تغتنمان الفرصة لاســـتـــهـــداف المـــنـــشـــآت الـــنـــوويـــة الإيـــرانـــيـــة، علماً بأن الطرفي يؤكدان أنهما مستعدان لـلـجـوء إلـــى كــافــة الــوســائــل لمـنـع إيــــران من الحصول على السلح النووي. الرد بـ«الوكلاء» ولأن طـهـران حريصة على برنامجها الـــــنـــــووي الـــــــذي تــــطــــور إلــــــى حــــد كـــبـــيـــر مـن خــــال عـمـلـيـات الـتـخـصـيـب المــرتــفــعــة، فــإن حرباً مفتوحة ستعيده سنوات إن لم يكن عقوداً إلى الوراء، وهي قد عانت بسببه من العقوبات الاقتصادية والمالية والضغوط السياسية. لــذا، فـإن إيــران تفضل أن يكون الــرد عن طريق «وكـائـهـا»، وأبـرزهـم اليوم «الـــحـــوثـــيـــون» فـــي الــيــمــن، وبـشـكـل متقطع ميليشيات عراقية. لكن هذه المساندة ليس لها، وفق خبراء عسكريي، أي تأثير على مجريات الحرب إن كــانــت فــي غـــزة أو حـالـيـ فــي لـبـنـان. وفـــي أي حال، يمكن فهم كلم خامنئي الأخير بتأكيده أن «حــــــزب الــــلــــه» «تـــلـــقـــى ضــــربــــات ولـــكـــنـــه لـن يركع»، على أن إيــران لا تـرى حاجة لتدخلها المباشر ما دام أن «حزب الله» لن يقضى عليه. أمــــا الــعــامــل الــثــالــث فــعــنــوانــه الـتـخـوف الإيراني من أن الانخراط في الحرب سينعكس عـلـى الانــتــخــابــات الأمــيــركــيــة، وعــلــى تحسي فرص الفوز للرئيس السابق، الأمر الذي تريد طـهـران تحاشيه خصوصاً أنها تسعى، قبل أقـل مـن خمسي يوماً على هـذه الانتخابات، لتحقيق «انفراج» مع واشنطن، ومع الغربيي بشكل عام. فعودة ترمب إلى البيت الأبيض تعني مزيداً من الضغوط على إيران التي امتنعت حتى اليوم، وبعد مرور قرابة الشهرين على اغتيال إسماعيل هنية، عن «الرد القاسي» عــمــا سـمـتـه «انــتــهــاكــ » لـسـيـادتـهـا وعــمــاً إرهابياً. وبـرر بزشكيان ذلـك، في نيويورك، بقوله إن بلده امتنعت عن الرد؛ خشية نسف الجهود الأميركية الرامية للتوصل إلى وقف لإطلق النار في غزة. هـــذه الــعــوامــل، جميعها، تـدفـع طـهـران، عملياً، لإبـــراز «الـلـيـونـة»؛ لأن مـا تسعى إليه اليوم، مع انطلق العهد الرئاسي الجديد، هو تحسي مستوى ونوعية العيش للمواطني الإيـــرانـــيـــن، وأي حـــرب مـبـاشـرة سـيـكـون لها تأثيراتها على خططها. وبالتالي، في سياق «الـــعـــامـــل الــــرابــــع»، فــــإن طـــهـــران مـسـتـمـرة في تحاشي كـل مـا يبعدها عـن هـذه الغاية، وأن يـصـيـب أولـــويـــاتـــهـــا، وأولـــهـــا المــحــافــظــة على الـــنـــظـــام نـفـسـه الـــــذي اهـــتـــز أكـــثـــر مـــن مــــرة في السنوات الأخيرة. مـــن هـــنـــا، فــــإن انــــــدلاع حــــرب مــبــاشــرة، رغم امتلكها ترسانة صاروخية متكاملة، ووكــــــــاء قــــامــــوا لــنــصــرتــهــا عـــنـــد الـــحـــاجـــة، سيعني الـقـضـاء عـلـى خططها الـتـنـمـويـة، وعلى برنامجها النووي، وعلى الموقع الذي اقتطعته لنفسها في المنطقة. الدفاع عنصورة إيران مـــــا ســــبــــق يـــمـــثـــل جــــانــــبــــ مـــــن الــــصــــورة بــاعــتــبــار أن هـــنـــاك عــــوامــــل، بـــالمـــقـــابـــل، تـدفـع السلطات الإيرانية لكي لا تنفض يديها مما هو جارٍ في لبنان بعد خمسة أيام من القصف 700 الإسـرائـيـلـي الـوحـشـي الـــذي قـضـى عـلـى شـــخـــص، غـالـبـيـتـهـم الــقــصــوى مـــن المــدنــيــن، وألـحـق بلبنان دمـــاراً كبيراً. وعـنـوان العامل الأول أهمية «حزب الله» بالنسبة لإيران. ويـــــــرى المــــــصــــــدران الـــدبـــلـــومـــاســـيـــان أن «حـزب الله»، من حيث أهميته، «مختلف عن (حماس)»، وأنه «يمثل أفضل نجاح إقليمي» لـطـهـران، حيث إن موقعه ليس منحصراً في لبنان بل يتخطاه إلى سوريا والعراق واليمن، بعد أن استثمرت فيه خلل ثلثة عقود على الأقـل الكثير من الأمـــوال والجهود، وبالتالي «لا يمكن تفهم بقاء إيران مكتوفة اليدين» إزاء ما تقوم به إسرائيل ضده. الــــرأي الـسـائـد أن إيــــران رســمــت للحزب دوراً رئـــيـــســـيـــ مــــســــانــــداً فــــي حــــــال تــعــرضــت أراضيها لهجوم إسرائيلي - أميركي – غربي؛ إذ إنـه «يشكل رأس المنظومة التي بنتها في الإقــلــيــم لـبـسـط نــفــوذهــا وتـحـصـن نـفـسـهـا». والواضح أن مصداقية إيران على المحك. ذلك أن بقاءها متفرجة سيصيب بالدرجة الأولى هـــذه المــصــداقــيــة، وسـيـتـأثـر دورهــــا الإقليمي المستقبلي، وعلى تشكيل الخريطة السياسية في المنطقة، بحيث إن ما بنته في الإقليم يمكن أن ينهار. هـــل ســتــقــدم أم أنــهــا لـــن تــفــعــل؟ الــســؤال مــــطــــروح وســـيـــطـــرح بـــقـــوة أكـــبـــر كــلــمــا ازداد الـتـدمـيـر واسـتـطـالـت قـافـلـة الـضـحـايـا، فيما تــعــانــي الــســلــطــات الإيـــرانـــيـــة مـــن وضــــع غير مريح. ولعل خروجها منه سيكون عبر نجاح الضغوط الدولية للتوصل إلى هدنة أو وقف لـأعـمـال القتالية الـــذي لا يتوقع لـه أن يعيد الــوضــع إلـــى ســابــق عــهــده، بــل سيفضي إلـى تطورات لن تكون حكماً لصالحها. مظاهرة معاديةلإسرائيل في إيران الجمعة وإحراق العلم الأميركيخلالها (أ.ب) باريس: ميشال أبو نجم

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky