issue16740

8 العراق NEWS Issue 16740 - العدد Friday - 2024/9/27 الجمعة ASHARQ AL-AWSAT الحكومة العراقية تدعم جبهة لبنان بالمسارين السياسي والإنساني الرئيس السابق رهن إنهاء التصعيد بمسار جديد للقضية الفلسطينية فصائل تستعد لـ«حرب إسناد» ضد إسرائيل... والسوداني للتهدئة من نيويورك برهمصالح لـ : المنطقة قريبة من الهاوية... والعراق ينجر للعنف فـي الـوقـت الــذي يـواصـل فيه رئيس الــوزراء العراقي محمد شياع السوداني بــــــــذل جـــــهـــــود لـــلـــتـــهـــدئـــة عــــلــــى الـــجـــبـــهـــة الـلـبـنـانـيـة، تـــوعّـــدت الــفــصــائــل المـسـلّـحـة العراقية إسرائيل بالمشاركة في أي حرب مـفـتـوحـة. وفـيـمـا وجـهـت مــا تطلق على نـفـسـهـا «فـــصـــائـــل المـــقـــاومـــة الإســـامـــيـــة» عـــــدة ضــــربــــات إلـــــى مـــنـــاطـــق فــــي الـــداخـــل الإسرائيلي من بينها مستعمرة إيـات، أعلن القيادي في كتائب «سيد الشهداء» عباس الزيدي أن «لـدى فصائل المقاومة الـــعـــراقـــيـــة الــــقــــدرة والـــجـــهـــوزيـــة الـكـبـيـرة للدعم العسكري واللوجيستي في حرب (حــزب الـلـه) ضـد الكيان الصهيوني في لـبـنـان، وأي دولـــة أخـــرى مـن دول محور المقاومة يتعرض لأي عدوان». الــــــزيــــــدي وفـــــــي تــــصــــريــــح صـــحـــافـــي الخميس قــال إن «قضية دعــم الفصائل الــــــعــــــراقــــــيــــــة تـــــســـــتـــــوجـــــب مــــــبــــــدأ وحـــــــدة الـسـاحـات، وبـنـاء قـــدرات الفصائل طيلة الـــفـــتـــرات المــاضــيــة كــــان هـــدفـــه الأســـاســـي تــبــادل الــخــبــرات والــتــعــاون المـسـتـمـر في الـعـمـل الـجـهـادي بــن كــل فـصـائـل محور المقاومة». وأضاف الزيدي أن «فصائل المقاومة لا تستريح بل تعمل على تطوير قدراتها الــــعــــســــكــــريــــة والأمـــــنـــــيـــــة عــــلــــى مــخــتــلــف المـــســـتـــويـــات، ولــــهــــذا فـــهـــي فــــي جــهــوزيــة عــالــيــة لـــخـــوض حــــرب طــويــلــة الأمـــــد من خـــــال الــتــجــهــيــز والـــتـــســـلـــيـــح والــتــعــبــئــة الجماهيرية». وحـــول وصـــول صـواريـخـهـا إلـــى تل أبـيـب قـــال الـــزيـــدي إن ذلـــك «يـعـتـمـد على الخطة الاستراتيجية وتطورات الأحداث ونــــظــــر مــــحــــور المـــــقـــــاومـــــة فـــــي المــــيــــاديــــن والساحات ومبني على ردود الفعل، ففي بعض الأحيان يكون دفاع الفصائل ثابتاً وأحياناً يكون دفاعاً متحركاً» محذراً في الوقت نفسه أنه «في حال أقدمت إسرائيل على أي عملية اجتياح بري فسوف يكون لـــدى فـصـائـل المـقـاومـة الـعـراقـيـة مفاجأة كبرى»، متوعداً بإمكانية فتح «جبهات أخرى». إغاثات وتهديدات في المقابل، وفيما توعدت إسرائيل الـــــعـــــراق بـــــ«فــــعــــل مـــــا يـــــلـــــزم» لــــلــــرد عـلـى الهجمات القادمة من الفصائل المسلحة في تهديد هو الأول من نوعه، فقد حذر أبــــو عــلــي الــعــســكــري وهــــو أحــــد قـيـاديـي «حــــزب الــلــه» الــعــراقــي مــن إمـكـانـيـة قيام إسرائيل باستهداف الداخل العراقي. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانـــــيـــــال هـــــاغـــــاري قـــــال فــــي تــصــريــحــات صـحـافـيـة «نـــراقـــب مـــن كـثـب الـتـهـديـدات الــــــتــــــي تــــأتــــيــــنــــا مـــــــن الــــــــعــــــــراق ونـــجـــمـــع المـــعـــلـــومـــات، وســــــوف نــفــعــل مــــا يـــلـــزم». الـعـراق الرسمي الــذي ينخرط بالجهود الدبلوماسية الهادفة إلى وقف التصعيد والــتــوصــل إلـــى هـدنـة والـــدعـــوة إلـــى عقد قــمــة عــربــيــة إســامــيــة لـــم يـعـلـق عــلــى ما تـقـوم بـه الفصائل المسلحة مـن ضربات فـــي ســـيـــاق مـــا تـسـمـيـه الأخــــيــــرة «وحــــدة الساحات». رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع الـسـودانـي يـواصـل مـن نـيـويـورك إصــدار الأوامر للجهات الرسمية بالاستمرار في إيصال المساعدات إلى لبنان براً وجواً لا سيما بعد دعـوة المرجع الشيعي الأعلى آيـــة الــلــه عـلـي الـسـيـسـتـانـي إلـــى ضـــرورة الانخراط في تقديم كل ما يلزم لمساعدة لـبـنـان وهـــو مـــا فـتـح الـــبـــاب واســـعـــ أمـــام شتى الفعاليات من إسعافات وتبرعات بــيــنــمــا اســتــغــلــتــهــا الـــفـــصـــائـــل المــســلّــحــة لتوجيه ضربات من داخل العراق. لقاء السوداني ــ ميقاتي خـــــال لـــقـــاء جـــمـــع الــــســــودانــــي بـرئـيـس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة أكـد الـسـودانـي استعداد بـغـداد دعـم بيروت فــي مختلف الاتــجــاهــات لـتـجـاوز الـضـربـات الإسرائيلية الأخيرة والتصعيد الخطير في جنوب لبنان. وأكد السوداني أن «الإسناد الحكومي بـــــالـــــوقـــــوف مــــــع لــــبــــنــــان يـــعـــبـــر عــــــن مـــوقـــف العراقيي جميعاً، وفـي مقدمتهم المرجعية الـــديـــنـــيـــة وســـــائـــــر مـــكـــوّنـــاتـــهـــم وأطـــيـــافـــهـــم الاجـتـمـاعـيـة». كـمـا جـــدد «اســتــعــداد الـعـراق لدعم لبنان في مختلف الاتجاهات لتجاوز هـــذه الأزمــــة، مــن خـــال المــســار الـسـيـاسـي أو الــجـانــب الإنـــســـانـــي»، لافــتــ إلـــى أن «الــعــراق دعا لقمة عربية وإسلمية لحل هذه الأزمة واتخاذ مواقف قوية إزاء العدوان، مع فشل المــنــظــومــة الـــدولـــيـــة فـــي الــــدفــــاع عـــن حـقـوق الإنسان في لبنان وفلسطي وحماية أرواح شعبيهما». مــن جهته أشـــاد رئـيـس «قـــوى الـدولـة» عــمّــار الحكيم بـالـجـهـود الـتـي يبذلها أمـن عـــــام الأمــــــم المـــتـــحـــدة أنـــطـــونـــيـــو غــوتــيــريــش لوقف الـحـرب فـي لبنان. الحكيم وفـي بيان لــه قـــال «نـضـم صـوتـنـا لمــا ورد فــي الإحـاطـة الـتـي قدمها الأمـــن الـعـام إلــى مجلس الأمـن الـــــدولـــــي، ونــــشــــدد عـــلـــى أهـــمـــيـــة تـشـخـيـصـه الــدقــيــق وتــأكــيــده الــصــريــح بتعمد الجيش الإسرائيلي وآلته الحربية توجيه ضربات وصـــفـــهـــا بــالمــمــيــتــة عـــلـــى المـــنـــاطـــق المـــأهـــولـــة بالسكان، وتحذيره من اتساع رقعة النزوح القسري تحت وابل الصواريخ المقذوفة على رؤوس المواطني أرضاً وجواً وبحراً». يحذر الرئيس العراقي السابق برهم صالح من انـجـرار منطقة الشرق الأوسـط إلـــى الــهــاويــة، لـكـنـه يتمسك بــــ«أمـــل حـي» بناء على ما يراه من جهود دولية تتضافر الآن لوقف الحرب، فيما تحدث عن وضع دقـيـق يـمـرّ بــه الـــعـــراق، مــع انــدفــاع أطـــراف محلية للمشاركة في التصعيد القائم. صـــالـــح الــــــذي تـــولـــى رئــــاســــة الـــعـــراق ، أضــــاء محطات 2022 و 2018 بــن عــامــي سياسية وتاريخية في العراق والمنطقة، خــــــــال جـــلـــســـة حـــــــواريـــــــة فــــــي الـــعـــاصـــمـــة الـــبـــريـــطـــانـــيـــة لـــــنـــــدن، نـــظّـــمـــتـــهـــا «الــــشــــرق الأوســـــــــــــط»، وأدارتــــــــهــــــــا الــــزمــــيــــلــــة نـــجـــاء حبريري. ومع الرئيس العراقي السابق، دشّنت «الشرق الأوسط» سلسلة جلسات حوارية مــــع صــــنّــــاع الــــقــــرار فــــي مـــجـــال الــســيــاســة والأعـــــمـــــال والأكــــاديــــمــــيــــن، ضـــمـــن بـــرامـــج .»srmg« مجموعة وجه جديد للشرق الأوسط إلى حد كبير، يعتقد الرئيس العراقي السابق أن منطقة الشرق الأوســط دخلت مــرحــلــة خــطــيــرة، وقــــد مـنـحـهـا التصعيد الــــراهــــن «وجــــهــــ جـــــديـــــداً». يـــقـــول صـــالـــح: «نــحــن أمــــام مـــأســاة كــبــيــرة. حـجـم الــدمــار الذي شهدناه في غزة يتوسع الآن ليشمل لبنان». مبعث القلق لدى صالح يعود أيضاً إلى الغضب المتنامي لدى الشارع العربي جــــــراء تــــكــــرار دورة الــتــصــعــيــد والـــعـــنـــف، لكنه يشدد على أهمية «الانتقال من هذه الهاوية إلـى ديناميكيات جديدة يمكنها مساعدة المنطقة على النمو والاستقرار». «فـــي مـرحـلـة مـــا، وهـــي ملحة للغاية الآن، عـلـيـنـا الــقــيــام بـــأمـــور شــجــاعــة، من بـــيـــنـــهـــا تـــتـــبـــع مـــــســـــار مـــخـــتـــلـــف لـــتـــبـــريـــد محركات التصعيد، حتى لا تضيع سدى كل الأرواح البريئة التي أزهقت منذ عام، وربما أكثر»، يقول صالح. خــــــال الأســــابــــيــــع المــــاضــــيــــة، أجـــــرى الـرئـيـس الـسـابـق لــقــاءات مــع صــنّــاع قــرار وسياسيي في بغداد وواشنطن، تركزت حــــول آفـــــاق الأزمـــــة فـــي فـلـسـطـن ولــبــنــان، ويقول إنه «رغم مخاطر الصراع المحدقة، فإنه متفائل بما يراه من جهود متضافرة للتهدئة». يـقـول صــالــح: «مـــا أسـمـعـه الــيــوم من دوائـــــــر مــخــتــلــفــة، أن هـــنـــاك عـــمـــاً حـثـيـثـ لتهدئة الأمور بسرعة (...) لا أجزم أن هذا سيؤدي إلى أي شيء، لكنني أحافظ على آمالي حية في أن يكون هناك وقف لإطلق النار». ويـــــرجـــــح صــــالــــح «تـــعـــلـــيـــقـــ لـــلـــقـــتـــال، وسيُسمح للناس بـالـعـودة إلــى منازلهم المحطمة (...) بعد ذلـــك، نحتاج حقاً إلى التفكير في زاوية جديدة لإنهاء الصراع»، لأنـــــــه «لا يـــمـــكـــن أن نــــعــــود إلـــــــى الــــوضــــع السابق دون أن نركز على محركات العنف المتكرر». ويــــرهــــن الـــرئـــيـــس الـــســـابـــق الــحــلــول بـــالـــواقـــعـــيـــة، لأن «الـــعـــنـــف المـــتـــصـــاعـــد لا يجعلنا نتوقع الكثير في المستقبل»، نظراً للخسائر البشرية الكبيرة التي تحتم عليه القلق وتوخي الحذر بشأن التوقعات. مـــــع ذلــــــــك، يـــــراقـــــب صــــالــــح «جــــهــــوداً جـادة تجري في جميع أنحاء العالم، ولا سيما واشنطن، من أجل تقليص النتائج الكارثية للحرب في المنطقة». العراق في قلب العاصفة بالنسبة لـبـرهـم صــالــح، فـــإن الـعـراق «أفضل شاهد على نتائج العنف»، والآن يـجـد هـــذا الـبـلـد نـفـسـه فـــي مــوقــف صعب لــلــغــايــة، عــالــقــ فـــي مــــعــــادلات مـتـقـاطـعـة، لكن الرئيس السابق يراهن على أن «قرار الـــحـــرب فـــي الـــعـــراق حــصــري بـيـد الـــدولـــة، دون غيرها» من الأطراف الكثيرة المندفعة نحو التصعيد. يــــــقــــــول صــــــالــــــح إن «الــــــعــــــراقــــــيــــــن لا يـــقـــدمـــون الـــتـــعـــاطـــف وحــــســــب، بــــل الـــدعـــم كـمـا هــي عـادتـهـم الأســـاســـيـــة». حـــدث هـذا مـع الفلسطينيي، والآن مـع اللبنانيي». ويــذكــر بـتـدفـق المــســاعــدات الإنـسـانـيـة من جهات مدنية وحكومية إلى البلدين، لأن «فــــي الـــعـــراق لا يـخـتـلـف اثـــنـــان عــلــى دعــم القضية العادلة». لــكــن أولــــويــــات الــــعــــراق الــصــعــبــة «لا تشجع أحـداً لرؤية هـذا البلد متورطاً في الصراع». يقول صالح إن «الاستقرار ليس راسخاً ومتجذراً، ومع ذلك هناك شكل من أشكال الاستقرار يمكن العمل عليه، دون أن نجازف به الآن في التصعيد القائم». فـــي الـجـلـسـة الـــحـــواريـــة، كــــان صـالـح يـــمـــيـــل كــــثــــيــــراً إلـــــــى مـــــراجـــــعـــــة المــــقــــدمــــات التاريخية للحالة العراقية الراهنة، التي مــــرت مــنــذ عـــقـــود بـــــــدورات عــنــف وصــــراع ، لكنه كان متفائلً 1958 وتقلبات منذ عام بما سمعه أخيراً في بغداد. «لـــقـــد كــنــت فـــي بـــغـــداد قــبــل شـهـريـن، والـتـقـيـت بكثير مــن كــبــار الـــقـــادة. جوهر النقاشات كـان هــذا: إمـا أن نكون دولــة أو لا نكون دولة، لأنك لا تستطيع أن تحصل على الأمرين معاً». فـي نهاية المـطـاف، فــإن «قـــرار الحرب والـــســـام هـــو قـــــرار الـــدولـــة (...) إنــــه قـــرار وطــنــي، ولـيـس قـــرار فـــرد أو مـجـمـوعـة، أو جماعة ثـوريـة أو حركة مقاومة، لا يمكن لأي مــن هـــذه الـجـهـات أن تــقــرر نـيـابـة عن شعب العراق»، يقول صالح. ما يثير مخاوف الرئيس السابق الآن هو اندفاع أطراف نحو المشاركة في دورة التصعيد، لينتقل إلـى مـدى أوســع وأكثر دمـــويـــة وشــمــولــيــة، ويـــقـــول: «صــحــيــح أن الأمر صعب جداً، لكن علينا توخي الحذر مـــن نـــــزاع إقــلــيــمــي أوســــــع، بـيـنـمـا الـــعـــراق يحتاج الآن إلـى مـغـادرة عناوين الأخبار الساخنة، لأنه يريد الوقت للتعافي». «فــي الــعــراق هـنـاك إيـمـان لا نظير له بالقضية الفلسطينية، وهي أساسية في الـــوجـــدان الـــعـــام، لـكـن الـــشـــعـــارات لا تفعل شيئاً. الـحـل يكمن فـي الانــخــراط بعملية مـــدروســـة لـلـقـيـام بـأشـيـاء مـلـمـوسـة تجاه الفلسطينيي واللبنانيي الذين يخسرون كثيراً جــراء هـذا الـصـراع (...) أي شخص يـسـعـى إلـــى شـــرق أوســــط أفــضــل يـجـب أن يـكـون حــازمــ فــي دعـــم حــق الفلسطينيي في الدولة والاعتراف بحقوقهم كمجتمع وأمة»، يقول صالح. انسحاب أميركي من العراق «نــعــم هــنــاك اتـــفـــاق، هـــذا مــا سمعته من كبار القادة في العراق الذين التقيتهم أخيراً»، يقول صالح، الذي رجّح استمرار المــفــاوضــات بــن واشـنـطـن وبـــغـــداد حتى اليوم حول الاتفاق على وضع «التحالف الــدولــي» الـــذي تـقـوده الــولايــات المتحدة، ورجّــــــــح أن يــــكــــون الأمـــــــر عـــلـــى الـــطـــاولـــة خــال اللقاء الــذي جمع رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في نيويورك. وكان من المفترض أن يتم الإعلن عن اتفاق حول تغيير مهمة التحالف الدولي، والتخلص تدريجياً من الوجود القتالي الأمـــيـــركـــي، لــكــن عــلــى الأرجـــــح التصعيد الأخـــيـــر فـــي لــبــنــان أرجــــأ الأمــــر إلــــى وقــت آخـــر، وفـقـ للرئيس صـالـح، الـــذي قــال إن «المفاوضات مستمرة، دون أن يعني أنها اكتملت». يــقــول صــالــح إن الـــقـــوات الأمـيـركـيـة لعبت دوراً مهماً في هزيمة «داعش»، لكن الدول ترغب في امتلك سيادتها الكاملة، و«العراق ليس استثناء». الآن تـــــصـــــاعـــــدت قـــــــــــــدرات الــــــقــــــوات الـعـراقـيـة، وهــنــاك آراء كـثـيـرة تـذهـب إلـى انتفاء الحاجة إلى قوات أجنبية. يخالف صالح هذه الآراء بأن المهمة لم تنجز بعد، وأن الـــعـــراق عـلـى الأغــلــب مــا زال بحاجة إلـى مساعدة استخبارية، خصوصاً في تنفيذ عـمـلـيـات خــاصــة ضــد الـتـهـديـدات الإرهابية. ويـــــســـــتـــــنـــــد صــــــالــــــح إلــــــــــى بــــيــــانــــات حديثة حـول بـؤر محتملة لإعـــادة نشاط مجموعات إرهابية في المنطقة، ولا سيما سـوريـا المـحـاذيـة لـلـعـراق: «نـحـن نتحدث عن عشرات آلاف من الأشخاص الناقمي فــي الــشــرق الأوســـــط، الــذيــن سيتحولون إلــــى قـنـبـلـة مــوقــوتــة تـــهـــدد دولاً كـثـيـرة، بينها جــيــران الـــعـــراق»، وإلا كـيـف نفسر «ما يحدث الآن في إدلب، وكيف تم إعادة تموضع (أبو محمد الجولاني)». يقولصالح: «ليست لديّ معلومات اسـتـخـبـاريـة عـمـا يخططه هــــؤلاء (...) لكن الأمـــر لا يتطلب كثيراً مـن الخيال لفهم المخاطر، ومواجهة تحدٍ اجتماعي عــلــى مــســتــوى الـــعـــالـــم، ولـــيـــس الـــعـــراق وحسب». ويلخص الرئيسصالح موقفه بأنه «بــــا شـــك فــخــور بــتــطــور قـــــدرات الــقــوات العراقية بكافة صنوفها، لكن هناك حاجة إلـــــى تــــبــــادل المـــعـــلـــومـــات الاســـتـــخـــبـــاريـــة، خصوصأً في العمليات الجوية». العراق بين السعودية وإيران كان برهم صالح في منصبه رئيساً للجمهورية الـعـراقـيـة، حـن بـــدأت المياه تتحرك فـي الكواليس لإطـفـاء التوترات فـي المنطقة. ربـمـا الـتـقـارب الـسـعـودي – الإيـــرانـــي أبــــرز تـلـك المــحــطــات، الــتــي كـان العراق فيها نشطاً على الخط. يقول صالح: «العراق مكان فريد من نــوعــه، ومـوقـعـه بــن لاعـبـن فــي المنطقة أحـد مميزاته (...) فـي النهاية اكتشفنا أن بـقـاء الــعــراق كــدولــة مستقرة وقابلة لــلــحــيــاة، يــجــب أن يـقـبـل الـــــدور الــتــالــي؛ المحافظة على التوازن محلياً وإقليمياً»، وفـــي المــقــابــل، فـــإن «الآخـــريـــن أدركــــــوا أن الــــعــــراق الــــغــــارق فــــي الـــفـــوضـــى لا يـنـفـع المنطقة، دولها». ولــــعــــب الـــــعـــــراق دوراً حـــاســـمـــ فـي المحادثات بي السعودية وإيران. يضيف الــرئــيــس الــســابــق: «فـــي الـحـقـيـقـة، حـدث كثير من اللقاءات، وخلل فترة رئاستي، اضـطـلـعـنـا بـــــأدوار مــع الـحـكـومـة (ولايـــة مصطفى الـكـاظـمـي) والــجــهــات الفاعلة لتطوير دور العراق كجسر بي الجوار». يتذكر صالح زيارته إلى السعودية، ولـقـاءه بـخـادم الحرمي الشريفي الملك ســلــمــان بـــن عــبــد الـــعـــزيـــز، وولـــــي الـعـهـد الأمــيــر محمد بــن سـلـمـان. وهــنــاك «كــان الــــســــعــــوديــــون مـــصـــمـــمـــن عـــلـــى تــطــويــر الـعـاقـات بوصفها أمـــراً حـيـويـ ». يقول صـــالـــح: «الــســعــوديــة عــمــق الـــعـــراق (...) والـعـراق يريد الـخـروج مـن عقود طويلة مـــن الـــصـــراع والـــفـــســـاد، وبـــهـــذه المــعــادلــة تحركت الأمور». في النهاية، تحسنت علقات العراق مع جيرانه. يقول صالح: «عملنا بجدية كبيرة على تطوير الشراكات مع المملكة الــعــربــيــة الــســعــوديــة، ومــــع دول مجلس الــتــعــاون الـخـلـيـجـي والإمـــــــارات الـعـربـيـة المتحدة، وكانت النتائج مرضية». ورغــــــــم أن الـــــعـــــاقـــــات بـــــن الــــعــــراق والـــســـعـــوديـــة تـــتـــحـــرك خـــطـــوتـــن لـــ مـــام وخطوة إلى الخلف، لكن «الأمـور تحدث الآن على أرض الـــواقـــع»، وضـــرب صالح أمـــثـــلـــة مــــن قــبــيــل تـــنـــامـــي الاســـتـــثـــمـــارات الزراعية السعودية في العراق. فــــي المــــقــــابــــل، «لا يـــمـــكـــن اســتــبــعــاد الإيــــــرانــــــيــــــن، ولا يـــمـــكـــن الــــســــمــــاح لــهــم بالهيمنة». لقد حــاول الرئيس العراقي السابق شرح المعادلة الشائكة بي إيران والمــنــطــقــة. يــقــول إن «هــــذا الـبـلـد يحتاج إلـــى الـــعـــرب مـــن دون شـــك، لـكـنـه سيقوم بذلك من خلل نمط علقات مختلف مع الآخرين». ويتحول الـعـراق إلـى نقطة انطلق، وهو يواصل لعب هذا الدور رغم الإحباط مــــن هـــــذه الــــبــــاد ومـــــن الــــتــــحــــولات الــتــي تــشــهــدهــا. يــقــول صـــالـــح: «الــــعــــراق ليس كـــارثـــة مـطـلـقـة كــمــا يـــصـــورهـــا الــبــعــض، لكن مـع ابتكار ديناميكيات حيوية مع الآخرين يمكن الانتقال إلى وضع جيد». عراق الميليشيات... عراق الدولة سُئل برهمصالح عن تعدد الأطراف المــســلــحــة فــــي الـــــعـــــراق، وتـــكـــالـــيـــف ذلـــك سياسياً. يعود الرئيس السابق إلى ما يسميه بـ«العقد الاجتماعي في العراق، الـــدســـتـــور». يـــقـــول: «هــــذا الــعــقــد، ورغـــم حاجته إلى التعديلت، فإنه يفرض أن تكون جميع القوات العسكرية مسؤولة أمام الدولة»، ويضيف: «خروج الجهات المــســلــحــة عـــن ســيــطــرة الــــدولــــة سـيـكـون نهاية العراق». يــــعــــتــــقــــد صــــــالــــــح أن «الـــــــــعـــــــــراق لا يستطيع تحمل عـــدم الاســتــقــرار»، وأن «تـنـظـيـم ســلــطــات الأمـــــن والــعــســكــر من خلل تأمي سيادة الدولة هو الطريقة الوحيدة لضمان سلمة جيران العراق وتأمي مصالحهم». ورغــــم أن مــركــز الـثـقـل فــي الـبـرلمـان الــعــراقــي يـمـيـل إلـــى فـاعـلـن سياسيي بتوجهات دينية مسؤولة إلى حد كبير عـن الديناميكيات الـراهـنـة، فـإن مسألة السلح خارج الدولة تبقى محل نقاش صعب حول مستقبل العراق، الذي يجب أن يـربـطـه قــاســم مــشــتــرك، وهـــو سلطة الدولة. بغداد: حمزة مصطفى لندن: «الشرق الأوسط» الرئيسالعراقي السابق برهمصالح مع الزميلة نجلاء حبريريخلالجلسة حوارية لـ»الشرق الأوسط» في لندن صالح قال إن قدرات الجيش العراقي تطورت كثيراً لكنه ما يزال بحاجة للدعم الاستخباري الدولي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky