issue16740

الـــعـــروبـــيـــ والإســــ مــــيــــ رأوا فـــــي قــــــــرار المــــلــــك فــهــد الاســـــــتـــــــعـــــــانـــــــة بـــــــالـــــــقـــــــوات الأميركية وقــوات التحالف الـدولـي الأخـــرى «جريمة لا تغتفر»، على ما يروي الحجيلان، «غير مكترثين بما يتهدد بلادنا من مخاطر لا يــعــلــم مــــداهــــا إلا الــــلــــه. أربــــــك الـــقـــرار الــســعــودي جـمـيـع الــحــســابــات الـقـائـمـة عـلـى سـيـاسـة فـــرض الأمـــر الــواقــع التي اعتمد عليها الرئيس الـعـراقـي (صـدام حـــســـ ) فـــي غـــــزوه الـــكـــويـــت. فــلــم يكن يعتقد، ومعه الكثيرون من أنصاره، أن الملك فهد سيقدِم على أمر كهذا». لكن قراءة صدام، على ما يستذكر الحجيلان، «كـانـت قـــراءة خاطئة لفكر المـــلـــك فـــهـــد، ولــلــجــانــب الـــهـــادئ المــهــذب المجامل في شخصيته، كما كانت قراءة خـاطـئـة للتماسك الـوثـيـق ضـمـن أفـــراد العائلة السعودية المالكة، وثقة الشعب السعودي بقيادته وارتـبـاطـه المخلص بـــهـــا». ويــخــلــص إلــــى أن «الـــعـــالـــم أدرك أن مـوافـقـة المملكة الـعـربـيـة السعودية عـلـى وجــــود الـــقـــوات الأمـيـركـيـة وقـــوات دول الـتـحـالـف الأخــــرى، عـلـى حـدودهـا الـــشـــمـــالـــيـــة مـــــع الــــكــــويــــت، أمــــــر يـحـمـل مـــن الــــــدلالات الـسـيـاسـيـة مـــا لا يخطئ قراءته». مع مانديلا بملابسالنوم طـلـب المـلـك فـهـد من 1992 فــي عـــام الـحـجـيـ ن أن يـقـابـل الــزعــيــم الـجـنـوب أفريقي نيلسون مانديلا لـدى وصوله إلــــى بـــاريـــس فـــي طــريــقــه إلــــى الـــريـــاض «لإبــــــ غــــــه مـــــجـــــدداً بـــتـــرحـــيـــب المــمــلــكــة بـالـزعـيـم الأفــريــقــي الـكـبـيـر. ذهـبـت إلـى مـقـرّ إقـامـتـه فـي بــاريــس، فـرأيـتـه يهبط مـــن الـــطـــابـــق الأعـــلـــى وهــــو فـــي مـ بـس الراحة والاسترخاء، البيجاما والروب، وعندما رحب بي قال: معذرة لمظهري. فقد أخـطـأ مـرافـقـي فـي تحديد المـوعـد، وكرهت أن أبقيك منتظراً». وعــن ذلــك الـلـقـاء يـقـول الحجيلان: «كـــان يـبـدو متعبا، يتحدث بما يشبه الـهـمـس، وتــكــاد جـفـونـه المـثـقـلـة تـحُـول دون قـــدرتـــه عـلـى الـنـظـر بـعـيـنـيـه. هـذه الأعراض عن افتقاده للعافية هي الثمن الــــذي دفــعــه كــي تـتـهـاوى أركــــان الحكم العنصري في بلاده». حفاوة فرنسيةرفيعة بالأمير سلمان أصــــبــــح جــــــاك شـــيـــراك 1986 عــــــام رئــــيــــســــا لـــــــــــــوزراء فـــــرنـــــســـــا. نــــقــــل إلـــيـــه الـحـجـيـ ن تـهـانـي الــقــيــادة الـسـعـوديـة فـتـحـدث مـعـه عـــرضـــا، عـــن عـــزم المملكة إقامة معرض عن ماضيها وحاضرها في باريس. حمّل رئيس الوزراء الجديد الــســفــيــر رســــالــــة قــــائــــ ً: «أرجـــــــو إبــــ غ أصدقائي في الرياض أنني سأولي هذا الموضوع اهتمامي، ويسرّني أن أشارك ســمــو الأمـــيـــر ســلــمــان بـــن عــبــد الـعـزيـز افتتاح المعرض». 11 فـــي صـــبـــاح يــــوم الافـــتـــتـــاح فـــي ، حضر 1986 ) ديـسـمـبـر (كـــانـــون الأول الــحــجــيــ ن إلــــى قـــاعـــة المـــعـــرض مـبـكـراً ليكون مـع الأمـيـر سلمان فـي استقبال شــــيــــراك، فــفــوجــئ بـــوجـــود الأخـــيـــر في القاعة في انتظار الأمير. يقول: «هالني أن يصل شيراك ولم أكن في استقباله. قــلــت لــــه: لا يـكـفـي اعــــتــــذاري لمـــا حـصـل. فرد: أنا أعلم بالموعد وجئت مبكراً كي أكون في استقبال الأمير سلمان، ليس بصفتي رئيسا لـلـوزراء، بل باعتباري عـــمـــدة بــــاريــــس يــســتــقــبــل ضــيــفــه أمــيــر مدينة الـريـاض». ســارع الأمير سلمان بــــالمــــجــــيء عــــنــــدمــــا عــــلــــم بـــــالأمـــــر الـــــذي فاجأه أيضا فأمضى شيراك معه قرابة ســـاعـــتـــ ، يـــتـــجـــولان مــعــا فـــي مختلف أركان المعرض. في اليوم التالي استقبل الرئيس فرنسوا ميتران الأمير سلمان الـــذي شـكـره لاستضافة المـعـرض وقـدم لـه دعـــوة لـزيـارتـه. رحــب الرئيس بهذه الـــــدعـــــوة وزار بـــعـــد يــــومــــ المــــعــــرض، وتجول برفقة الأمير سلمان لمدة ساعة يسأل ويستفسر. لم يتوقف احتفاء شيراك بالأمير سـلـمـان عـنـد هــذا الـحـد، بـل أقـــام حفلة غداء كبرى تكريما له في دار العمودية دُعــــــــي إلــــيــــهــــا ســـــاســـــة وســــــفــــــراء عــــرب وصـــحـــافـــيـــون كــــبــــار. كـــمـــا أقــــــام وزيــــر الـخـارجـيـة جــان بـرنـارد ريـمـون مأدبة مـمـاثـلـة فـــي قـــاعـــات وزارة الـخـارجـيـة الـــفـــرنـــســـيـــة، ومـــــأدبـــــة أخـــــــرى أقـــامـــهـــا وزيـر الداخلية شـارل باسكوا في أحد الـقـصـور الـتـاريـخـيـة الـفـخـمـة، ومـأدبـة رابـعـة أقامها فـي مبنى وزارة الثقافة وزيرها فرنسوا ليوتارد. يـقـول الحجيلان: «كـــان لا بـد لهذا الـــتـــكـــريـــم غـــيـــر المـــــألـــــوف فــــي الـــعـــ قـــات الـعـربـيـة - الـفـرنـسـيـة مــن أن يستوقف الصحافة العربية والفرنسية لتجعل مـــنـــه مــــدخــــً لـــلـــحـــديـــث عــــن الـــعـــ قـــات المميزة بين البلدين، والاحتفاء المنقطع النظير الذي قوبل به تنظيم المعرضفي القصر الكبير، وما اقترن بهذا الحدث من اهتمام بأبناء البلد الذي عرفوه من خلال معرضه بعد أن كانوا يتساءلون عـمـا هــو عـلـيـه. واســتــمــرت كـثـافـة زوار المعرض على مدى الأيام العشرة، حتى قُدّر عدد الزائرين بمليون زائر». كان حضور الحجيلان في الإعلام الـفـرنـسـي لافــتــا، خـصـوصـا خـــ ل أزمــة الـكـويـت. ولاحــظــت الـقـيـادة السعودية أنــــه لـــم يــكــن لــلــســفــارات الــســعــوديــة في المـــدن الأوروبــيــة الأخـــرى حـضـور بــارز، فوجّه الملك فهد الأمير سعود الفيصل، وزيــــر الــخــارجــيــة، بـــأن يـجـتـمـع سـفـراء المـــمـــلـــكـــة فـــــي أوروبـــــــــــا مـــــع الـــحـــجـــيـــ ن كـــي يــحــدّثــهــم عـــن تـجـربـتـه مـــع الإعــــ م الفرنسي والأسباب التي ساعدته على أن يــــكــــون لــــه حــــضــــور إعــــ مــــي نــشــط. ويقول: «كان الأمر بالنسبة لي محرجا فــأنــا لــســتُ أكــثــر انـــدفـــاعـــا مـــن إخــوانــي السفراء الآخرين، وربما كان لديهم من الأســبــاب مــا جـعـل قـصـورهـم الإعـ مـي محل ملاحظة المسؤولين في بلادي». اعتراضقطري... ثم دعم مفاجئ ، أبـلـغ الأمـيـر سعود 1995 فـي عــام الـفـيـصـل، وزيـــر الـخـارجـيـة الـسـعـودي، الــــحــــجــــيــــ ن بــــاخــــتــــيــــار المــــلــــك فــــهــــد لــه مرشحا للأمانة العامة لمجلس التعاون لـدول الخليج العربية. وكـان سبق هذا التعيين بـعـض الـتـشـويـش، فـفـي القمة الــخــلــيــجــيــة المـــنـــعـــقـــدة فــــي مـــســـقـــط فـي وافـقـت 1994 ) ديـسـمـبـر (كـــانـــون الأول الإمـــــارات والـبـحـريـن والــكــويــت وعـمـان واعترضت قطر على تعيين الحجيلان أمينا عاما لمجلس التعاون. بــعــد ذلــــك بـــثـــ ث ســـنـــوات، فـوجـئ المــــجــــلــــس الـــــــــــــوزاري الـــخـــلـــيـــجـــي خــــ ل في 1998 ) اجتماع في سبتمبر (أيلول مقر الأمانة العامة في مدينة الرياض، بـــــاقـــــتـــــراح مــــــن وزيـــــــــر خـــــارجـــــيـــــة قــطــر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، باسم دولـتـه، بالتجديد لـ مـ الـعـام جميل الحجيلان لمدة ثلاث سنوات أخرى. 7 مذكرات ISSUE Issue 16740 - العدد Friday - 2024/9/27 الجمعة ASHARQ AL-AWSAT الملكخالد يحيي كباررجال الدولة الفرنسيين فيحفل عشاء أقامه الرئيسالفرنسي في قصر فرساي 1968 الأمير سلمان والرئيسميتران ومعهما السفير الحجيلان عام (أ.ف.ب) 1990 صدام بين قواته في الكويت بعد الغزو عام شيراكوالحجيلان فيصورة من أرشيفه الشخصي الرد السعودي على غزو الكويت أربكحسابات فرضالأمر الواقع التي اعتمد عليها صدام حسين > شيراكسبقني إلى معرضعن المملكةلاستقبال الأمير سلمان > الرئيسالفرنسي تجاوز البروتوكول ليستقبل الملكخالد في المطار > قطر اعترضتعلى > تعيين الحجيلان أميناً عاماً لـ«التعاون الخليجي» ثم اقترحت سنوات 3 التمديد له بعد مانديلا استقبلني > ًبالبيجاما وقال: كرهت أن أبقيكمنتظرا

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky