issue16740

6 مذكرات ISSUE Issue 16740 - العدد Friday - 2024/9/27 الجمعة ASHARQ AL-AWSAT الحجيلان: مهمة الفرنسيين في تحرير الحرم كانت تدريب السعوديين فقط ،1976 ) فــي يـنـايـر (كـــانـــون الــثــانــي أصدر الملك خالد أمراً بتعيين الحجيلان ســفــيــراً لــلــســعــوديــة فـــي فـــرنـــســـا. وبـقـي 3 عـــامـــا عـــاصـــر خـــ لـــهـــا 20 فــيــهــا لمـــــدة رؤســـــــاء، وهــــو حــــدث نـــــادر فـــي مـسـيـرة السفراء العرب هناك. خلال هذه الفترة، عــــايــــش الـــــرجـــــل وقـــــائـــــع كــــثــــيــــرة، مـنـهـا حادثة تحرير الحرم المكي من المحاولة الإرهابية للاستيلاء عليه، وهو يوضح فـي مذكراته حــدود الـــدور الفرنسي في العملية، باعتباره شاهداً مباشراً على ما جرى. يـــــــروي الـــحـــجـــيـــ ن أنــــــه «فــــــي عـــام وصلتنا تعليمات عن سفر فريق 1980 أمـــنـــي فـــرنـــســـي لــلــمــمــلــكــة. واتــــصــــل بـي فـي هــذه الأثــنــاء السيد فيكتور شابو، المـسـتـشـار الـــخـــاص لـلـرئـيـس الـفـرنـسـي فــالــيــري جـيـسـكـار ديــســتــان، وأخـبـرنـي أنـــهـــم ســيــبــعــثــون لـــلـــســـفـــارة بــــجــــوازات سفر خمسة من ضباط شعبة مكافحة الـشـغـب الـفـرنـسـيـة لـلـسـفـر إلــــى المملكة عـلـى نـحـو عــاجــل. كـــان عـلـى رأس هـذه المـجـمـوعـة ضــابــط فـرنـسـي شـــاب اسمه الكابتن بول باريل». ويــضــيــف: «لـــم يــمــضِ يـــومـــان على سـفـر الـضـبـاط الـفـرنـسـيـ للمملكة إلا وقـــد نــشــرت وســـائـــل الإعـــــ م الفرنسية الخبر. ولا نعلم كيف تم تسريب الخبر ذي الــطــبــيــعــة الـــســـريـــة المـــفـــاجـــئـــة. بـعـد تـــحـــريـــر المـــســـجـــد الــــحــــرام ولــــــدى عــــودة البعثة الفرنسية ذات المـهـمـة الخاصة إلـــــــــى بـــــــاريـــــــس بـــــــــــدأت بـــــعـــــضصـــحـــف الإثــــارة تـتـحـدّث عـن (الإنــجــاز المعجزة) الـــذي حققته قـــوات الــطــوارئ الفرنسية الخاصة، وما إلى ذلك من ضروب اللغو والخيال». ويـوضـح مـ بـسـات الـقـصـة، قـائـ ً: «المهمة الحقيقية للضباط الفرنسيين كــانــت تـمـريـن الـسـعـوديـ عـلـى طريقة اســـتـــعـــمـــال الـــــغـــــاز. واســــتــــنــــاداً إلـــــى كـل المصادر الموثوق فيها، فإن الفرنسيين لم يدخلوا مكة المكرمة، بل أقاموا في فندق مريح في الطائف، بعد أن شرحوا أيضا للضباط السعوديين كيفية معالجة أثر ذلـك الـغـاز الخانق. وكــان أحـد الضباط الفرنسيين الثلاثة قد ادعـى لاحقا بأنه قـــد غـشـي المـسـجـد الـــحـــرام قـبـل اقـتـحـام المظليين السعوديين الأقبية التي اختبأ بها جهيمان وأتباعه، إلا أن هذا الادعاء قد كُذّب من قِبل رئيسه وزميليه الاثنين الآخرين». ويـــشـــرح الـحـجـيـ ن خـلـفـيـات هـذه الإشـاعـات التي تناقلتها وسائل إعلام حــــول مــشــاركــة الـفـرنـسـيـ فـــي تـحـريـر المسجد الحرام، قائلاً: «أود أن أؤكد أنه وفــقــا لجميع المـعـلـومـات الــتــي تــوافــرت لــدي، فـإن تحرير المسجد الـحـرام قامت به القوات السعودية فقط. وربما تكون بعض الـسـفـارات الأجنبية فـي فرنسا، والعربية منها على وجه الخصوص، قد عمدت إلى أن تحمل تلك الإشاعات على محمل الـجـد، وبعثت بها لحكوماتها، وأودعتها وثائقها الرسمية عن المملكة؛ الأمــــــر الــــــذي يــقــتــضــي، ولـــــو بـــعـــد حـــ ، إجلاء هذه الحقيقة المهمة، وأنا أتصدى لـــلـــكـــتـــابـــة عـــــن حـــــــدث مــــهــــم فـــــي تــــاريــــخ بلادي». ميتران يتجاوز البروتوكول لأجل الملكخالد واقــعــة أخـــرى عـاصـرهـا الحجيلان خلال عمله سفيراً في فرنسا هي زيارة للملك خالد بن عبد العزيز، كسر خلالها الرئيس فرنسوا ميتران البروتوكول. ويــــروي الـحـجـيـ ن الـواقـعـة قـائـ ً: أخـبـرنـي 1981 ) «فـــي يـونـيـو (حــــزيــــران أمــــ الـــرئـــاســـة الــفــرنــســيــة أن الــرئــيــس فرنسوا ميتران المنتخب حديثا يرغب فـــي دعـــــوة المـــلـــك خـــالـــد لــــزيــــارة بــاريــس ليكون أول زعيم دولــة يستقبله رئيس جـــمـــهـــوريـــة فـــرنـــســـا الــــجــــديــــد. ســـافـــرت إلــــى جــنــيــف لـــعـــرض الأمـــــر عــلــى المــلــك، وبـــعـــد الــــتــــداول مـــع مــســتــشــاريــه وافـــق على الدعوة. عدت إلى باريس وأبلغت الفرنسيين بالموافقة، ولأن الـزيـارة في الـــبـــروتـــوكـــول الــفــرنــســي تـسـمـى زيــــارة غداء عمل ولمدة يوم واحد، فإن الرئيس لا يستقبل ضيفه في المطار». ويضيف: «سألت أمين عام رئاسة الجمهورية عمن سيستقبل الملك خالد فــــي المـــــطـــــار، فــــقــــال: شــخــصــيــة رســمــيــة كبيرة. قلت: ما دامت الدعوة قد جاءت برغبة من الرئيس، فإن فهمنا لأدبيات المـــراســـم أن يـكـون الـــداعـــي فــي استقبال ضيفه في المطار. ولن يكون من المقبول أن يــــكــــون فـــــي اســــتــــقــــبــــال المــــلــــك خـــالـــد شخصية رسمية غير فخامة الرئيس. فـقـال الأمـــ الـــعـــام: سـيـدي الـسـفـيـر، إن ما تطلبه يشكل خروجا على كل قواعد المراسم الفرنسية، ولا أستطيع أن ألتزم أمـامـك. فقلت لـه: هـذه هي تقاليدنا في استقبال رؤســاء الـــدول، وقـد لا تتحقق الزيارة إذا لم يكن الرئيس في استقبال ضـــيـــفـــه المــــلــــك فــــي المـــــطـــــار. وأمــــــــام هـــذه المفاتحة الصريحة، لم يملك الأمين العام إلا أن يقول أمهلني بضعة أيام كي أعود بالأمر لمراجعه العليا». بـــعـــد حـــديـــثـــه مـــــع أمــــــ الـــرئـــاســـة الــفــرنــســيــة، شــعــر الــحــجــيــ ن أنــــه ذهــب بـعـيـداً فــي الــربــط بــ قـبـول المـلـك خالد الدعوة واستقبال الرئيس له في المطار مــن دون الــرجــوع بــالأمــر إلـــى الــريــاض، وخـــشـــي أن يـــجـــد نــفــســه «فـــــي حـــــال مـن الحرج لا ينفع معها الإحساسبالندم إذ ألححت على أن يكون الرئيس الفرنسي فــــــي اســــتــــقــــبــــال الـــــعـــــاهـــــل الـــــســـــعـــــودي؛ لاقـتـنـاعـي بـــأن الــرئــيــس الـفـرنـسـي كـان حريصا على هذا الاجتماع». ويقول: «بعد انتظاري ثلاثة أيـام، بشيء من القلق، اتصل بي الأمين العام، ليخبرني أن الرئيس الفرنسي سيكون، عـلـى نـحـو اسـتـثـنـائـي غـيـر مـعـهـود في قـواعـد الـبـروتـوكـول، فـي استقبال الملك فـي المــطــار، ويـرافـقـه فـي مـوكـب رسمي. أحـسـسـتُ بــالارتــيــاح، وبــعــتــابٍ صـامـتٍ مــــع الــــنــــفــــس، لانــــدفــــاعــــي فــــي أمـــــــرٍ كـــان الحسم فيه يتجاوز صلاحياتي سفيراً إلا أن الـــدبـــلـــومـــاســـيـــة عـــمـــل مـــزيـــج مـن الـحـكـمـة والمـــغـــامـــرة والمـــخـــادعـــة أحـيـانـا والــشــاطــر مـــن يـحُـسـن الـجـمـع بـــ هـذه المتناقضات». تعيين في الأمم المتحدة... وسلمان يغيّر الاتجاه ، أصدر الملك خالد أمره 1979 في عام بنقل الحجيلان إلــى نـيـويـورك مندوبا دائما للمملكة لدى الأمم المتحدة. اتصل بــه المـلـك سـلـمـان بـن عـبـد الـعـزيـز، وكــان أمير الـريـاض آنـــذاك، «وسألني عما إذا كنت مرتاحا لهذا التعيين، فقلت إن ثقة جـ لـة المـلـك تـشـريـف أعـتـز بـــه. قـــال: أنـا أعرف ذلك، ولكن ما هو رأيك بصراحة؟ هل تـود البقاء في بـاريـس؟ قلت: أنـا لا أريـد البقاء في باريس تعلقا بباريس، لكني أعتقد أنــه ربما كــان فـي مصلحة العمل أن أبقى في باريس بعد ما بنيته من علاقات. فقال بلطفه المعتاد: إن شاء الله مـا يصير إلا اللي يرضيك، ونحن قـادمـون إليكم بمعية سمو الأمـيـر فهد (ولي العهد آنذاك) بعد غدٍ إلى باريس». ويـــــتـــــحـــــدث الــــحــــجــــيــــ ن عــــــن ذلــــك الـتـعـيـ وكــيــف تـغـيّـر مـــســـاره بـالـقـول: «كنت مع الأمير فهد في السيارة التي أقــلّــتــه صــبــاح الــيــوم المـــحـــدّد لاجـتـمـاعـه بــــالــــرئــــيــــس الــــفــــرنــــســــي، قـــــــال لـــــــي: أنــــت تــعــلــم يـــا أخ جــمــيــل بـــصـــدور أمــــر المـلـك خـــالـــد بـتـعـيـيـنـكـم فــــي نــــيــــويــــورك، وقـــد اختارك أنت بالذات لهذا المنصب كأول ســــعــــودي يــمــثــلــنــا فــــي الأمــــــم المـــتـــحـــدة، وأنـا كـان لي رأي في الموضوع ولكنني آثــرت التريث إلـى مـا بعد إرســـال أوراق اعـــتـــمـــادك كـــي أتـــحـــدّث مـــع المـــلـــك خــالــد، فـــقـــد كـــــان حـــريـــصـــا عـــلـــى اخـــتـــيـــاره لـــك. وقبل مغادرتي الرياض قادما لباريس انـتـهـزت المـنـاسـبـة وتــحــدثــتُ مـعـه حـول بـقـائـك فــي بــاريــس، وقـلـت لـــه: يــا طويل الـعـمـر نـحـن لـديـنـا قــنــوات اتــصــال عـدة مع الأميركيين؛ سفارتنا في واشنطن، والسفارة الأميركية في الرياضوالأمير تـــركـــي الــفــيــصــل رئـــيـــس الاســـتـــخـــبـــارات الـعـامـة. ونـحـن فـي بـاريـس ليس لدينا قـــنـــاة اتــــصــــال مــــع الــفــرنــســيــ إلا الأخ جـمـيـل وصــــار عــنــده عـــ قـــات طـيـبـة مع الفرنسيين وأصـبـح معروفا لديهم، لو تأمرون توافقون على بقائه في باريس ونحن إن شاء الله نشوف شخصا آخر لنيويورك، ووافق الملك على ذلك». بختيار ومساعدات الملكفهد ، استهدف 1980 ) في يوليو (تموز هجوم إرهابي منزل رئيس وزراء إيران الـــســـابـــق شــــابــــور بـــخـــتـــيـــار فــــي إحــــدى ضواحي باريس في محاولة لاغتياله، وهـــو لاجـــئ سـيـاسـي مُـقـيـم فــي فرنسا. أبلغت قوات الأمن الفرنسية الحجيلان «بأننا مستهدفون مـن قِبل المنفذين». اخــــــتــــــارت مــــــنــــــزلاً مـــســـتـــقـــً لـــبـــخـــتـــيـــار وأحـــاطـــتـــه بـــحـــرس شـــديـــد فـــي ضـاحـيـة أخرى لباريس، فلم ينفع الحذر في درء 11 القدر؛ إذ اغتيل في بيته الجديد بعد عاما من هذه المحاولة. يـتـذكـر الـحـجـيـ ن أنـــه زار بختيار خـــ ل الأعـــــوام الــتــي قـضـاهـا فــي منزله «مـرتـ كـي أحـمـل إلـيـه مـسـاعـدة مالية طـلـبـهـا مـــن المـــلـــك فــهــد لمــســاعــدتــه على معيشته». ولم يكن بختيار الشخصية الـــســـيـــاســـيـــة الــــوحــــيــــدة الــــتــــي نـــــأت بـهـا الظروف عن وطنها، وأصبحت في عوز مـسـتـمـر؛ إذ «كـــانـــت هـــنـــاك شـخـصـيـات سياسية عربية تماثله في ظروفه، ولم تجد من يرفع عنها ضائقة العوز غير الملك فهد بن عبد العزيز. كان يوصيني بالعناية بهم، وكنت أنقل إليه رسائلهم ليستجيب - رحمه الله - لهم استجابة الكرام». غزو العراق للكويت يــــصــــف الــــحــــجــــيــــ ن غـــــــزو الــــعــــراق لـــلـــكـــويـــت بـــــأنـــــه «يـــــظـــــل الـــــحـــــدث الـــــذي وضـعـنـي فــي مــواجــهــة مــع نـفـسـي وفـي مـــواجـــهـــة مــــع الآخـــــريـــــن». ويــــقــــول: «لمـــا كانت المملكة العربية السعودية البلد العربي الذي ظلّ في منأى عن أي وجود عسكري مكثف على أراضـيـهـا، حماية أو استعماراً كما هـي الـحـال فـي بعض الــبــ د الـعـربـيـة الأخــــرى، فـقـد جـــاء قــرار المـلـك فـهـد اسـتـثـنـاءً مـثـيـراً للدهشة في ســـيـــاســـة ســـعـــوديـــة مـــســـتـــقـــرّة واضـــحـــة المــــعــــالــــم. هـــاجـــمـــه الـــقـــومـــيـــون الــــعــــرب، ورأوا فـــي هــــذا الـــقـــرار (ربـــطـــا لـلـسـيـادة السعودية بقرارات واشنطن)، وهاجمه الإسـ مـيـون ورأوا فيه (إدخــــالاً لقوات أجنبية فـي أرض الحرمين الشريفين)، ثم رأى القوميون والإسلاميون معا فيه (حشداً عسكريا غربيا على أرض عـربـيـة لـلـهـجـوم على بلد عربي آخر)». الـــــــــــــــــخـــــــــــــــــ صـــــــــــــــــة، أن (أ.ف.ب) 1979 سحابة دخانية متصاعدة من المسجد الحرام خلال المحاولة الإرهابية عام في الحلقة الرابعة والأخيرة من مذكراته، يوضح رجل الدولة السعودي الشيخ جميل الحجيلان، حقيقة الدور الفرنسي في جهود تحرير الحرم المكي الشريف من جهيمان العتيبي، قائد المجموعة الإرهابية التي حاولت الاستيلاء على المسجد . كما يعرج الحجيلان على غزو العراق 1979 الحرام عام للكويت لكونه، ليس فقط لحظة فارقة في تاريخ المنطقة وعلاقات دولها، بل محطة وضعته في «مواجهة مع نفسي ومع الآخرين». ويروي أيضاً مجموعة من المواقف مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. تنفرد «الشرق الأوسط» بنشر فصول من المذكرات التي ستتوفر في جناح «شركة رف للنشر» بمعرض الرياض الدولي للكتاب بعنوان «جميل الحجيلان: مسيرة في عهد سبعة ملوك». تنفرد بنشر مذكراترجل الدولة السعودي الذي عاصر جميع الملوك (الحلقة الأخيرة) الرياض: بندر بن عبد الرحمن بن معمر الصفحة الأولى لـ«الشرق الأوسط» وعليها خبر تحرير المسجد الحرام الدبلوماسية مزيج > من الحكمة والمغامرة والمخادعة أحياناً والشاطر من يُحسن الجمع بين هذه المتناقضات زرترئيسالوزراء > الإيراني المنفيشابور بختيار في منزله مرتين حاملاً مساعدة مالية طلبها من الملكفهد لمساعدته على معيشته

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky