issue16738

لـــلـــحـــيـــاة، غـــيـــر كــــــاره لــهــا، ولـــيـــس مـنـغـلـقـا فـــي رؤيـــة متشددة على نفسه، وعلى من حوله من العباد». كان الحجيلن يترقب دائـمـا الـعـرائـض الـتـي تُـرفـع إلــى الملك فيصل تـشـكـوه ووزارتـــــه وتــحــال إليه من الـديـوان، وهو لا يعرف رأي الملك، لـكـنـه يـفـسـر صـمـت المــلــك فـيـصـل بأنه دليل على الرضا. كما أن الملك فيصل يرافقه عدد من الأمراء شاهدوا في دار سينما صيفية في جدة تابعة لشركة «أرامـكـو» عرضا لأول فيلم سينمائي تنتجه وزارة الإعلم. واقعة «رموز على اللوحة» ، زار عبد الله السعد، 1968 في عام وزيـــر المـــواصـــات الـسـابـق، الحجيلن فـي مكتبه بـــوزارة الإعـــام طالبا فسح كــتــابــه «رمــــــوز عــلــى الـــلـــوحـــة». يـــروي الحجيلن الواقعة قائلً: «قـال السعد إن الـكـتـاب يـتـنـاول بالتحليل والنقد العيوب المسلكيّة في الإنـسـان، وليس فـــيـــه حـــديـــث فــــي الـــســـيـــاســـة، قـــلـــت لـــه: معاليكم أنتسيّد من يكتب في قضايا المجتمع، ومــع ذلــك لابــد مـن استكمال الإجــــــــراء الـــرقـــابـــي المُــــعــــتــــاد، ثــــم الإذن بطباعة الكتاب وتوزيعه. كان اقتناعي أن كتابا يضعه عبد الله السعد يتناول فيهقضاياالمُجتمعبالعرضوالتحليل عمل يـدخـل فــي بـــاب المـطـبـوعـات التي نسعى لـإكـثـار مـنـهـا. فـهـي تــأتــي من رجــل مُثقف، ثــري فـي معرفته بوطنه وشـعـبـه، وإجـــــراء الــرقــابــة عـلـى كتابه ليس إلا أمراً شكليا يقضي به النظام. عهدتُ للأستاذ نبيه الأنـصـاري وكان نائبا لمـديـر عــام المـطـبـوعـات، ذا خبرة فــــي مـــجـــال عـــمـــلـــه، بــمــطــالــعــة الــكــتــاب وموافاتي بتقرير عنه». بــــعــــد أيـــــــــام جـــــــاء الــــتــــقــــريــــر. قــــرأ الـــــحـــــجـــــيـــــان المــــــقــــــدمــــــة ولــــــــــم يـــكـــمـــل الـتـفـاصـيـل، يـــقـــول: «وقـــعـــت الــواقــعــة. أخـــذتـــهـــا عــلــى عـــجـــل، فــأخــذتــنــي هي أيضا على عجل... أذكر أن استقبالي لمــعــالــي عــبــد الـــلـــه الــســعــد فـــي مكتبي وحــديــثــنــا، تــــمّ وأنـــــا فـــي ظــــرف دقـيـق من انشغالٍ ذهني. كـان عليّ أن أدرك أن الـسـعـد قــــدّم إلــــيّ نـسـخـة مطبوعة من كتابه (رمـوز على اللوحة) وليس مـــشـــروعـــا لــكــتــاب مــنــســوخ عــلــى الآلـــة الـكـاتـبـة تمهيداً لطبعه بـعـد المـوافـقـة عليه، وأنّ النسخة التي قدّمها إليّ قد لا تكون بالضرورة النسخة الوحيدة مـــن الـــكـــتـــاب، فــقــد تـــكـــون هـــنـــاك نسخ أخـرى تتسرّب وتتداولها الأيـدي قبل موافقة وزارة الإعلم على توزيعه». ويـــضـــيـــف الـــحـــجـــيـــان: «كــــــان فـي مـقـدورنـا احــتــواء آثـــار هــذا الخلل في الـــتـــعـــامُـــل مــــع المـــــوضـــــوع، بــاحــتــجــاز النسخ المطبوعة لو أن الوزير السعد أخبرني بوجود نسخ أخرى مطبوعة من الكتاب. لم تمض أيام إلا والهمس يتزايد أن السعد وضـع كتابا أغضب المــــراجــــع الــعــلــيــا فــــي الأســـــــرة المـــالـــكـــة، لتطاوله بـالـرمـز، على بعض الأمـــراء الـــكـــبـــار. اســـتـــعـــدتُ الـــكـــتـــاب مـــن إدارة المطبوعات، على عجل، وقرأته وكادت الدهشة أن تقطع أنفاسي». لـــم يــــرد الــســعــد فـــي تــنــاولــه لتلك الشخصيات من التلميح الكاشف «ما يــوجــب المــســاءلــة المـــبـــاشـــرة»، بحسب تقييم الحجيلن، إلا أن «ابتعاده عن الـــذكـــر الــصــريــح لــ ســمــاء والمـنـاصـب والـــــــوضـــــــع الــــعــــائــــلــــي أو المــــكــــونــــات الـــشـــخـــصـــيـــةشـــديـــدة الـــــوضـــــوح، وكـــل مــــا قــــد يـــكـــون مــــدخــــاً لـــلـــتـــعـــرّف عـلـى شخصية المـقـال، كـل ذلــك لـم يفلح في تـغـطـيـة رمــــوز الــكــتــاب، لا سـيـمـا عند أولــــئــــك الـــقـــريـــبـــ مــــن الأســـــــرة المــالــكــة العارفين أعضاءها». ويــــوضــــح أن «عـــنـــاويـــن المـــقـــالات الـــتـــي أوردهـــــــــا (الــــســــعــــد) فــــي كــتــابــه، كـانـت مسمياتٍ يــرددهــا فيما بينهم الـقـريـبـون مــن محيط الأســــرة المـالـكـة، فـــي مـــعـــرض الــتــنــدر والــنــقــد تـرافـقـهـا عـــــبـــــارات تــثــيــر الـــغـــضـــب، فــيــهــا قـــدح جـــارح، لـم يفطن، وهــو الـرجـل الحذر الـــــرصـــــ ، لمـــــا قـــــد تـــســـعـــى بـــــه ألــســنــة السوء. لقد حمله قلمه لأمر تتحاشى الأقـام الاقتراب منه! وما زاد من هبة الاستياء والغضب أن وزارة الإعلم قد أوصـت بهذا الكتاب الجدير بالذيوع والانـــــتـــــشـــــار كــــأنــــهــــا فـــــي تـــــواطـــــؤ مــع صاحب الكتاب». لــــم تـــمـــر الــــواقــــعــــة مــــــرور الــــكــــرام. يــــتــــذكــــر الــــحــــجــــيــــان أن «مــــــــا يــشــبــه الـغـضـب والـعـتـب لحقني، ولـــم يشفع لـــلـــوزارة أن الـكـتـاب قــد طُــبِــع مــن دون علمها وموافقتها عليه. وكـان بعض كبار الأســرة المالكة على اقتناع أنهم المقصودون بما رمز إليه وكتبه الوزير الــــســــعــــد. كـــنـــت عـــــاجـــــزاً عـــــن الـــحـــديـــث فـــــي الأمــــــــر بـــمـــا قـــــد يـــخـــفـــف مـــــن تـلـك الانفعالات، ووزارة الإعلم متهمة، بل مــدانــة بمباركتها لـلـكـتـاب. إذن، كـان قـد تـسـرّب عــدد مـن نسخ الـكـتـاب قبل أن يصدر الرقيب رأيه فيه، وجاء ثناء وزارة الإعـــام على الـكـتـاب واعـتـبـاره جديراً بالذيوع والانتشار، ليضاعف من مشاعر الاستنكار والغضب على الوزارة، والكاتب، والكتاب». غـــــيـــــر أن تــــــدخــــــل المــــــلــــــك فـــيـــصـــل أنــقــذ المـــوقـــف، كـمـا يــــروي الـحـجـيـان. «سألني الملك فيصل: هل أجازت وزارة الإعــام الكتاب؟ قلت نعم نحن الذين أجــــزنــــاه. قـــــال: إذن يــحــاكــم الـشـخـص الذي أجازه، ليصدر عن ديوان رئاسة مـجـلـس الــــــــوزراء قـــــرار إداري عـقـابـي قاسٍ بحق الأستاذ نبيه عبد القدوس الأنــــصــــاري الـــــذي أثـــنـــى عــلــى الـكـتـاب وأوصــــــى بـــإجـــازتـــه مـــع إجــــــراء بعض التعديلت في بعض العبارات الواردة فيه. ولحقني أنا لوم صامت على عدم قـراءتـي ذلـك الكتاب قبل إجـازتـه. أما عبد الله السعد فقد نالته من المساءلة قسوة كادت تزلزل أركانه». 7 مذكرات ISSUE Issue 16738 - العدد Wednesday - 2024/9/25 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT انتابتني مشاعر متضاربة إزاء قراءتي بيان خلع الملكسعود... لكن أدركتجسامة الحدث وأهمیة قیام وزیر الإعلام بإذاعته الحجيلان متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» عن مذكراته (تصوير: محمد عثمان) الملكفيصل مستقبلاً المهنئين في الرياضبعد مبايعته (غيتي) (غيتي) 1978 الملكخالد والملكفهد في مطار الرياضعام القوى المحافظة طلبت إلغاء الجانب الترفیهي من برامجنا والامتناع عن تقدیم الأغاني والتمثیلیات > نقلت إلى الملكفيصل خبر وفاة الملكسعود فرأیتعینیه الواسعتین تفیضان بدمعصامت > الحجيلان (الأول من اليسار) يوقع عقداً خلال توليه وزارة الإعلام غداً الحلقة الثالثة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky