issue16738

اسـتـحـوذ الــتــدهــور الـخـطـيـر والـعـمـلـيـات العسكرية عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية عــلــى حــيــز واســـــع مـــن الــدبــلــومــاســيــة الــدولــيــة 79 بــالــتــزامــن مـــع انـــطـــاق الــــــدورة الــســنــويــة الـــــ للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث تسابقت الجهود الأميركية والفرنسية والــعــربــيــة والـــدولـــيـــة مـــع الـــزمـــن لـــوقـــف دوامــــة التصعيد الدامية، ومنع انزلاق الشرق الأوسط إلــى حــرب واسـعـة الـنـطـاق امــتــداداً للحرب في غزة. وأفــاد مسؤولون أميركيون بـأن الرئيس جو بايدن «يعمل على مـدار الساعة» من أجل مــنــع تـــوســـع الـــحـــرب الـــتـــي بـــــدأت بــعــد هـجـوم أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، 7 «حماس» في ومـــا تــاهــا مـــن عـمـلـيـات عـسـكـريـة إسـرائـيـلـيـة طـــاحـــنـــة ضــــد الـــقـــطـــاع، وتــــدخّــــل «حــــــزب الـــلـــه» مـــن لــبــنــان وجــمــاعــة «الـــحـــوثـــي» مـــن الــيــمــن... وغيرهما من الجماعات الموالية لإيـران في كل من سوريا والعراق. «أفكار ملموسة» جاءت هذه الجهود الأميركية وسط مـــؤشـــرات عــلــى اتـــســـاع صــــدع الــخــافــات بــن بــايــدن ورئــيــس الـــــوزراء الإسـرائـيـلـي بنيامي نتنياهو الذي لم يتجاوب حتى الآن مع الجهود الأميركية لوقف النار في غـزة قبل أن تدخل الـحـرب عامها الثاني بعد أسبوعي. والآن، يــــقــــرّ مـــســـاعـــدو بــــايــــدن بـــأن «الــــوقــــت يـــنـــفـــد» مــــن أجـــــل الـــتـــوصـــل إلـــى وقــــف لــلــنــار يـــــؤدي إلــــى إطـــــاق الأســــرى والـــــرهـــــائـــــن بـــــن اســــرائــــيــــل و«حـــــمـــــاس» وتوصيل المساعدات الإنسانية للمدنيي الـفـلـسـطـيـنـيـن فـــي غــــزة. ويـــصـــرون على الأقل علناً على أنهم «لم يستسلموا» لهذه الحقيقة، وفي الوقت ذاته لا يستطيعون المـضـي فــي جـهـودهـم إذا حـصـل تصعيد كبير على جانبي الخط الأزرق بي لبنان واسرائيل. وقـــــــال مــــســــؤول أمــــيــــركــــي كـــبـــيـــر فـي نـــيـــويـــورك إن بـــايـــدن «لا يــــزال يـعـتـقـد أن هـنـاك طريقاً للتوصّل إلــى تسوية» رغم «المــســار المـحـبـط» الـــذي تسلكه الأطــــراف. وكشف أن واشنطن تجري مناقشات مع الجهات المعنية، قـائـاً إن مـا يـحـدث هو «تــطــور لتلك المـنـاقـشـات الـتـي نــحــاول أن نستند إليها في اتخاذ بعض الخطوات الـعـمـلـيـة المــلــمــوســة الـــتـــي مـــن شــأنــهــا أن يــــكــــون لـــهـــا فــــــرص جــــيــــدة فــــي الــــحــــد مـن الـتـوتـر وتحقيق بعض الـتـقـدم» لخفض التوتر على الحدود بي إسرائيل ولبنان وإيجاد حل دبلوماسي للنزاع، من دون أن يوضح طبيعة هذه الأفكار. هل من غزو؟ وعـــنـــدمـــا ســئــل عــمــا إذا كـــانـــت واشـنـطـن تعتقد أن إسرائيل تستعد لغزو بـري للبنان، قال: «لا نعتقد بالتأكيد أن الغزو البري للبنان ســيــســهــم فــــي تــخــفــيــف الـــتـــوتـــر فــــي المــنــطــقــة». ويعبر المـسـؤولـون الأميركيون عـن استيائهم من نتنياهو، الذي وعد وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأنه سيستجيب لجهود بايدن، فقط ليعمل نتنياهو نقيضما وعد به بعد ساعات. وكذلك «يعترف» المسؤولون الأميركيون بأنه «يحق لإسرائيل مهاجمة (حــزب الـلـه)»، الـذي صــار «دولـــة داخـــل دولـــة» فـي لـبـنـان. وترافقت الجهود الأميركية مع طلب فرنسا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن «في أقرب فرصة ممكنة»، عــلــى الأرجـــــــح، الــخــمــيــس، طـبـقـ لمـــا قـــالـــه أحــد الدبلوماسيي الفرنسيي لـ«الشرق الأوسط». وســـعـــت الـــرئـــاســـة الـسـلـوفـيـنـيـة لمـجـلـس الأمـــن خلل سبتمبر (أيلول) الحالي إلى تقريب هذا المــوعــد وســـط جـــدول الأعــمــال المــزدحــم لزعماء الــدول والمسؤولي والدبلوماسيي الكبار في نيويورك. «وقف الدورة المدمرة» وبــيــنــمــا كـــــان رئـــيـــس الـــــــــوزراء الـلـبـنـانـي نجيب ميقاتي فـي طريقه إلـى نـيـويـورك التي يـتـوقـع أن يـصـل إلـيـهـا نـتـنـيـاهـو أيــضــ وسـط أجــــواء التصعيد هـــذه، حــــذّرت دول مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى خلل اجتماع لوزراء خارجيتها في نيويورك، الاثني، من أن «ما من بلد سيربح من المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط»، السعودية تقود عربياً، قــادت المملكة العربية السعودية جـــهـــوداً مـكـثـفـة لمــنــع الــتــصــعــيــد، فـــحـــذرت من «خــطــر تــوســع الـعـنـف فــي المـنـطـقـة، والـعـواقـب الـــخـــطـــيـــرة لــلــتــصــعــيــد عـــلـــى أمــــــن واســــتــــقــــرار المــنــطــقــة». وكـــــان مــلــف لــبــنــان والـتـصـعـيـد مع إسـرائـيـل مـوضـع بـحـث فــي الاجـتـمـاعـات التي عقدها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع المسؤولي الدوليي والعرب في نيويورك. الموقف الإيراني وفـــــــي الـــــوقـــــت نــــفــــســــه، قـــــــال الـــرئـــيـــس الإيــــــرانــــــي مـــســـعـــود بـــزشـــكـــيـــان إن إيــــــران ســــتــــواصــــل دعـــــــم «حــــــــزب الـــــلـــــه» مـــــا دامـــــت الـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة مــســتــمــرة فــــي تـسـلـيـح إســــرائــــيــــل. وقــــــال بـــزشـــكـــيـــان خـــــال طـــاولـــة مستديرة للصحافيي في نيويورك: «نحن على استعداد لوضع كل أسلحتنا جانباً، مـــا دامــــت إســـرائـــيـــل عــلــى اســـتـــعـــداد للقيام بـــالـــشـــيء نــفــســه. لــكــن لا يـمـكـنـنـا الــســمــاح لـــلـــجـــهـــات الـــفـــاعـــلـــة الـــخـــارجـــيـــة بــالــتــدخــل وتسليح جانب واحد حتى الأسنان، ومنع الجانب الآخــر من الحصول على الوسائل للدفاع عن نفسه». ورأى أن «حـزب الله، أو أي طرف آخر يرغب في الدفاع عن حقوقه، نحن ندافع عنه. نحن ندافع عن الحق. ليس (حـزب الله) هو الـذي بـدأ الحرب. إسرائيل تــضــربــهــم وتــســتــهــدفــهــم يـــومـــيـــ ، مــــن دون تمييز». 5 حربغزة ... تتمدد NEWS Issue 16738 - العدد Wednesday - 2024/9/25 الأربعاء تسابقت الجهود الأميركية والفرنسية والعربية والدولية مع الزمن لوقف دوامة التصعيد، ومنع انزلاق الشرق الأوسط إلى حرب واسعة النطاق ASHARQ AL-AWSAT السعودية تقود جهوداً دولية وعربية لمنع انزلاق المنطقة إلى صراع واسع النطاق بايدن يسابق الزمن لوقف التصعيد ومنع حرب إقليمية بيروت: علي بردى جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي علىجنوب لبنان (إ.ب.أ) وزير خارجية لبنان عبداللهبوحبيب مشاركاً في جلسات الأمم المتحدة (الوكالة الوطنية) الغارات الإسرائيلية تدفع سكان البقاع نحو سوريا والقرى المسيحية تَسَبّبَ القصف الإسرائيلي العنيف على قضاء بعلبك الهرمل في شرق لبنان في ظهور أزمة إنسانية، حيث بدأت رحلة نزوح للأهالي بـــاتـــجـــاه مــنــاطــق لـبـنـانـيـة مـخـتـلـفـة وبــاتــجــاه ســوريــا، بينما ظـهـرت أزمـــة خـبـز ومـحـروقـات أمام الأفران. غـــارة إسرائيلية 400 وأســفــرت أكـثـر مــن على الـبـقـاع فـي شــرق لـبـنـان، عـن سـقـوط أكثر ضـحـيـة وعـــشـــرات الـــجـــرحـــى، وأزالــــت 100 مـــن الغارات عائلت بأكملها من سجلت محافظة بعلبك الهرمل، بينما قضت عائلت في بعلبك والبقاع الشمالي تحت ركـام المنازل في بلدات الخضر وشعت ورسم الحدث وطاريا والخضر والــتــل الأبــيــض، وغـصـت مستشفيات المنطقة جريح. 300 بأكثر من أثــــــارت كــثــافــة الــــغــــارات حـــالـــة مـــن الـهـلـع والـقـلـق لـــدى المــواطــنــن والــنــازحــن الـسـوريـن المقيمي في البقاع، فعادت الطوابير إلى أفران الخبز الـتـي خصصت ربطتي مـن الخبز لكل مــواطــن ســــوري أو لـبـنـانـي بـالـسـعـر الـرسـمـي. واستغلت بعض المحلت التجارية شح وندرة الخبز، فعمدت وبعض المحلت إلى بيع ربطة ألــــف لـــيـــرة لـبـنـانـيـة فـــي الــســوق 100 الــخــبــز بـــــــ الــــســــوداء وداخــــــل المـــحـــات الـــتـــجـــاريـــة، أي ما يقارب ضعف سعرها الرسمي. وانـسـحـبـت الأزمــــة عـلـى مـحـطـات الـوقـود الـــتـــي زنّـــــــرت بـــاحـــاتـــهـــا بـــالأشـــرطـــة الـــحـــمـــراء، وكـــتـــبـــت بــعــضــهــا عـــنـــد المـــــداخـــــل المـــــؤديـــــة إلـــى ماكينات التعبئة: «إقـفـال حتى إشـعـار آخـر». ونتيجة إقفال المحطات، عـادت تجارة السوق الــــســــوداء لـتـبـصـر الـــنـــور مـــن جـــديـــد. وفــــي ظل الطلب المرتفع على النقل والنزوح من المنطقة، ارتفعت أجرة الراكب من بعلبك إلى بيروت إلى ألــف لـيـرة قبل 300 مليون لـيـرة، بعدما كـانـت الــحــرب، وذلـــك عـلـى وقـــع التصعيد العسكري والأمـــــنـــــي والــــــغــــــارات الــــجــــويــــة الــــتــــي اتــســعــت مدياتها واستهدافاتها منذ بـدء الحملة على البقاع بداية من بعد ظهر الاثني. فـــــي الأســـــــــــواق، أُغــــلــــقــــت بـــعـــض المـــحـــات الـتـجـاريـة والـصـيـدلـيـات والمــطــاعــم، وأصـيـبـت المنطقة بشلل شبه كامل، حيث انعدمت حركة السير على الطرقات الدولية بسبب التهديدات الإسـرائـيـلـيـة المــتــكــررة بــإخــاء بـعـض المـنـاطـق المحددة. وحــاول سكان البقاع البحث عن مناطق آمــنــة لـلـنـزوح إلـيـهـا، فـاخـتـار الـبـعـض بـيـروت كوجهة لهم، بينما نزح العشرات باتجاه القرى المـسـيـحـيـة فـــي المــنــطــقــة، وبـيـنـهـا ديــــر الأحــمــر والــــقــــاع وبـــلـــدة رأس بـعـلـبـك الـــتـــي اسـتـقـبـلـت، شـخـصـ ، 350 الـــثـــاثـــاء، مــدرســتــهــا الــثــانــويــة آخـريـن، 250 واستقبلت مـدرسـتـهـا الإعـــداديـــة بينما تحدثت مـصـادر محلية فـي الـبـلـدة عن عائلة حلت في منازل أصدقاء لها 15 أن نحو في البلدة. نزوح باتجاه سوريا غـــصّـــت الــــحــــدود الــلــبــنــانــيــة الــســوريــة والمعابر الشرعية بالمغادرين نحو دمشق وحمص، وفتحت القرى المسيحية أبوابها ومستشفياتها ومــدارســهــا، ووضـــع راعــي أبرشية بعلبك المارونية المطران حنا رحمة مـــنـــشـــآت المــنــطــقــة الــصــحــيــة والـــخـــدمـــاتـــيـــة بــخــدمــة الـــجــيـــران مـــن أبـــنـــاء مــديــنــة بعلبك والجوار. وقـال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسـط» إن المــنــطــقــة شـــهـــدت حـــركـــة نـــــزوح بــاتــجــاه مناطق الجبل وجبيل وقـــرى ديــر الأحـمـر. وأشــــــــار إلــــــى أن الـــــحـــــدود الــــبــــريــــة شــهــدت ازدحاماً خانقاً على معابر الحدود البرية، وتحديداً عند نقطتي المصنع عند الحدود اللبنانية الـسـوريـة بـاتـجـاه دمـشـق، وعند مـــعـــبـــر الــــقــــاع الــــــحــــــدودي بــــاتــــجــــاه حـمـص وقـراهـا، وتلقت بعض العائلت اللبنانية اتـــــصـــــالات مــــن عــــائــــات ســــوريــــة تــدعــوهــم لاســتــضــافــتــهــم فــــي حـــمـــص. ولـــجـــأ بـعـض الـسـوريـن هـربـ مـن بعلبك إلــى أقـــارب لهم في مناطق البقاع الأوسط. لبنانيون وسوريون يصطفون بالطابور أمام أحد أفران الخبز في البقاع (الشرق الأوسط) بعلبك(البقاع اللبناني): حسين درويش عائلات تفرّقت... وأخرى نزحت «من دون وجهة واضحة» الفوضى تعمّ طريق الجنوب مع خروج مئات الآلاف«من تحت القنابل» عــــامــــ ) الــــــذي يـتـحـدر 42( اضـــطـــر جــــــواد مــن بـلـدة الشعيتية فــي قـضـاء صـــور بجنوب لـبـنـان، للمبيت فــي بـلـدة الـصـرفـنـد فــي قضاء الزهراني، بعدما توقف السير على أوتوستراد كيلومتراً من وجهته في 65 بيروت على مسافة العاصمة اللبنانية: «لم أستطع إكمال طريقي بــســبــب الـــزحـــمـــة الـــخـــانـــقـــة»، يـــقـــول لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»، قـبـل أن يــقــرر اسـتـكـمـال رحـلـتـه في اليوم التالي. وحـــــــال جــــــــواد، مـــثـــل حــــــال مــــئــــات الآلاف مـــــن ســــكــــان جــــنــــوب لــــبــــنــــان، الـــــذيـــــن وضّــــبــــوا أغـــراضـــهـــم عــلــى عــجــل يــــوم الاثـــنـــن، بــعــد بــدء الــغــارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت عـشـرات الـقـرى فـجـأة. خــرج مـئـات الآلاف ظهر الاثني دفعة واحــدة باتجاه بيروت والشمال والجبل، وغصّت الطرقات المؤدية إلى بيروت بالسيارات، ما ألـزم النازحي بالبقاء ساعات ساعة على الطريق. 16 طويلة امتدت إلى نحو الخروج من الخطر وســــــجّــــــلــــــت «الــــــــشــــــــرق الأوســــــــــــــــط» عـــلـــى أوتـــوســـتـــراد الــغــازيــة (جــنــوب صــيــدا) عـشـرات آلاف الـــســـيـــارات عـــالـــقـــةً، وقــــد أُقـــفِـــلَـــت مــســارب الـــذهـــاب والإيـــــاب وتــحــوّلــت فـــي اتـــجـــاه واحـــد. ويـــقـــول نــــازحــــون قــــادمــــون مـــن قــــرى صــــور إن الزحمة وصلت إلى مشارف دير الزهراني في النبطية شـرقـ ، وإلـــى أبــو الأســـود على طريق صور. وســـط الـزحـمـة فــي منطقة صــيــدا، يسأل رجــــل سـبـعـيـنـي قــــادم مـــن بــلــدة الـشـهـابـيـة في قـضـاء صــور عـن الـوقـت المـتـوقـع لـلـوصـول إلى بــيــروت. يجيبه أحـــد المــــارة الـعـائـديـن جنوباً: ساعات على الأقـل». يرد الرجل 6 «تحتاج إلى أيـــام، المهم 3 الـكـهـل: «حـتـى لـو اسـتـغـرق الأمـــر أننا خرجنا من منطقة الخطر. الباقي لا يهمّ». ويـقـول عـائـدون مـن الجنوب إن بعضهم قضى الليل بأكمله على الطريق. وصلت لينا وعائلتها في الثامنة صباحاً إلى دوحة الحص فــــي جـــبـــل لـــبـــنـــان (جــــنــــوب بـــــيـــــروت)، عــلــمــ أن العائلة انطلقت من بلدة معركة (قضاء صور) في الثالثة من بعد ظهر الاثني: «لم يكن أمامنا أي خـــيـــار آخــــــر»، تـــقـــول لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»، مشيرة إلــى أن حجم الهجوم الإسـرائـيـلـي «لم يترك مكاناً آمناً» لبنانيون وسوريون ولــــم تـــبـــقَ أي مـنـطـقـة فـــي جـــنـــوب صـيـدا مـــحـــيـــدة عــــن الـــقـــصـــف. عـــلـــى الــــطــــريــــق، يـمـكـن مـــشـــاهـــدة ســـــيـــــارات بــــا زجــــــــاج، أو ســــيــــارات مهشمة بفعل ضغط الانـفـجـارات الناتجة عن الـــغـــارات الإسـرائـيـلـيـة الـعـنـيـفـة. حـجـم الـخـوف دفـــع الــنــاس لـلـخـروج بـــأي وسـيـلـة نـقـل. يمكن لـــلـــمـــارة أن يـــشـــاهـــدوا جـــــــراراً زراعــــيــــ مـحـمـاً بــــالأبــــقــــار، أو شـــاحـــنـــة نـــقـــل صـــغـــيـــرة مـحـمـلـة بـــالأغـــنـــام، أو ســـيـــارات مـــن طــــراز الـسـبـعـيـنـات يُعتقد أنـهـا خـرجـت مــن الـخـدمـة مـنـذ سـنـوات وما كانت لتخرج من مرآبها، لولا الحاجة إلى آليات للخروج من المنطقة. ومـــــثـــــل الــــلــــبــــنــــانــــيــــن، هـــــنـــــاك ســـــوريـــــون اســتــأجــروا شـاحـنـات وحـــافـــات لـانـتـقـال إلـى مناطق أكثر أماناً، بينهم مجموعة مؤلفة من عائلت تعمل في القطاع الزراعي، قالت إنها 5 تـتـوجـه إلـــى مـديـنـة بــشــري فـــي شــمــال لـبـنـان، حيث ستسكن لدى أقاربها. ســـاهـــمـــت الــــفــــوضــــى وغـــــيـــــاب الـــعـــنـــاصـــر الأمــــنــــيــــة الـــكـــافـــيـــة لــتــنــظــيــم الــــســــيــــر، بـــإغـــاق الـطـرقـات. فهذه الأزمـــة تعد الأولـــى مـن نوعها التي يشهدها لبنان بهذا الحجم، لناحية حجم الـغـارات التي تُعد بالمئات، ولأعـــداد الضحايا في اليوم الأول، إضافة إلى 500 الذين تجاوزوا مصاب، فضلً عن إجـاء مئات 1500 أكثر من ســـاعـــات. لــذلــك، 3 الآلاف دفـــعـــة واحـــــدة خــــال أغــلــقــت الـــطـــرقـــات بــالــكــامــل، وبـــــات الــنــازحــون لـيـلـتـهـم فـــي الــــعــــراء، أو اخــــتــــاروا المــبــيــت لــدى عاماً) الذي يتحدر 46( أصدقاء، مثل علي مزهر من بلدة صريفا (قضاء صور). تفرّق العائلات ظــــهــــرت عــــلــــى أوتــــــوســــــتــــــراد الـــجـــنـــوب بــاتــجــاه بـــيـــروت، صــبــاح الـــثـــاثـــاء، عـشـرات السيارات المركونة إلى جانب الطريق، تركها أصــحــابــهــا لـــيـــاً، بــعــدمــا تـعـطـلـت أو نـفـدت مـن الــوقــود. يعمل بعضها على صيانتها، بغرض استكمال الطريق، فيما تقف عائلت تـــحـــت جـــســـر الــــغــــازيــــة عـــلـــى مــــدخــــل صــيــدا الجنوبي، أو جسر الأولى على مدخل صيدا الـشـمـالـي، بانتظار مـن يقلها إلــى «مناطق أكثر أماناً». وبدا لافتاً أن قسماً من النازحي يسير مــن غـيـر وجـهـة واضــحــة. انـتـشـر الـنـازحـون على الطرقات بانتظار فرصة للمغادرة، أو لتقسيم أبـنـائـهـا عـلـى عـــدد مــن المــنــازل لـدى أصدقاء، في عدد من البلدات، وتحدثت امرأة جنوبية عن أن عائلتها الصغيرة انقسمت مـــواقـــع فـــي ســاحــل الـــشـــوف وبــيــروت 4 إلــــى وبـــعـــبـــدا، مــشــيــرة إلــــى أن الـــحـــرب المـفـاجـئـة «فرّقت» عائلتها وشتّتها بي المناطق. بيروت: نذيررضا

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky