issue16738

تصاعدت الحملة العسكرية الجوية الإسرائيلية على لبنان، مع تراجع في عدد الضحايا نتيجة الـنـزوح الكثيف لأهالي الـــجـــنـــوب الـــلـــبـــنـــانـــي، بــيــنــمــا وصـــــل عـــدد الـضـحـايـا فــي الـــغـــارات الإسـرائـيـلـيـة التي استهدفت مناطق فـي الـجـنـوب والـبـقـاع، 1835 قتيلاً وأكثر من 558 يوم الاثنين، إلى جـريـحـا. وتــواصــل التصعيد الإسرائيلي بـــاتـــجـــاه لـــبـــنــان أمــــــس، حـــيـــث نـــفّـــذ جـيـش الـدولـة العبرية عملية اغتيال جديدة في الـضـاحـيـة الـجـنـوبـيـة لـبـيـروت استهدفت قائد منظومة الصواريخ في «حـزب الله» إبراهيم قبيسي. قتلى في غارة على الضاحية الجنوبية 6 قالت وزارة الصحة إن ما لا يقل عن آخــريــن أصـيـبـوا 15 أشــخــاص قُــتــلــوا، و 6 بــــجــــروح، الـــثـــ ثـــاء، فـــي غـــــارة اسـتـهـدفـت مـبـنًـى فــي الـضـاحـيـة الجنوبية لـبـيـروت. ونـقـلـت «وكــالــة الـصـحـافـة الـفـرنـسـيـة» عن مـــصـــدر مـــقـــرب مــــن «حــــــزب الــــلــــه» تــأكــيــده أن الــغــارة الإسـرائـيـلـيـة أســفــرت عــن مقتل الـــقـــيـــادي الــعــســكــري فـــي الـــحـــزب إبــراهــيــم قبيسي، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي من جهته «القضاء» على قيادي بـارز في الحزب في الغارة بعدما أكّد تنفيذ «ضربة محددة الـهـدف» في الضاحية الجنوبية، مشيراً إلى أنه تم اغتيال قياديّْ ميدانيّْ إضـــافـــة إلـــى الـقـبـيـسـي الــــذي وُصــــف بـأنـه قائد منظومة الصواريخ في الحزب. واســــتــــهــــدفــــت الـــــغـــــارة الإســـرائـــيـــلـــيـــة «طـابـقـ مـن مبنى فـي منطقة الغبيري» في الضاحية الجنوبية، في شارع سكني يكتظ بالسكان، ما أدى إلى دمار كبير في المـنـطـقـة، وانــتــشــرت مـقـاطـع فـيـديـو تظهر أشــ ء القتلى. واستُقدمت رافـعـة لإخـراج الـــســـكـــان مــــن شـــقـــقـــهـــم، ورفـــــــع الـــســـيـــارات المـــــتـــــضـــــررة مـــــن المــــــكــــــان، وســـــــط انـــتـــشـــار لـعـنـاصـر الـــدفـــاع المــدنــي والـــقـــوى الأمـنـيـة وعناصر من «حزب الله». قصف يطال الجنوب والبقاع لـــم يـــهـــدأ الــقــصــف الإســـرائـــيـــلـــي منذ صــــبــــاح الاثـــــنـــــ مـــســـتـــهـــدفـــا بـــــلـــــدات فــي جنوب لبنان وشرقه، حيث سُجّلت حركة نــــزوح غـيـر مـسـبـوقـة، فـــي وقـــت كــثّــف فيه «حــزب الـلـه» عملياته معلنا أنـه استخدم » فـــي هـجـوم 3 الـــصـــاروخ الــجــديــد «فـــــادي عـلـى قــاعــدة عـسـكـريـة إسـرائـيـلـيـة، بعدما ،»2 » و«فـــــادي 1 كـــان قــد اسـتـخـدم «فــــادي وهي طرازات مطورة من صاروخ «خيبر» الإيـــرانـــي، بينما أعـلـن عــن إطـــ ق الـحـزب صــاروخــا مــن طــــرازات مختلفة 350 نـحـو على إسرائيل. وأعلن الحزب في بيان له استهدافه «قـــــاعـــــدة شـــمـــشـــون، وهـــــي مـــركـــز تـجـهـيـز ‏قيادي ووحدة تجهيز إقليمية» بصواريخ »، بعدما كان قد أعلن ليلاً إطلاق 3 «فادي » فــي اتـجـاه 2 مــزيــد مــن صـــواريـــخ «فــــادي إســرائــيــل. وأكــــد الـجـيـش الإســرائــيــلــي أنـه صاروخا. 20 رصد إطلاق وفي بيانات متفرقة، أعلن الحزب عن صــاروخــا، 50 اسـتـهـدافـه قــاعــدة «دادو» بــــ كــلــم 60 و«مـــــصـــــنـــــع مــــتــــفــــجــــرات بــــعــــمــــق داخــــل الـــحـــدود الإســرائــيــلــيــة»، و«مــخـــازن في قاعدة نفتالي 146 لوجيستية للفرقة‏ بـصـلـيـة صـــاروخـــيـــة»، إضـــافـــة إلــــى مـطـار مــــرات بـصـلـيـات من 3 مـجـيـدو الـعـسـكـري »، ومصنع 2 » و«فـــادي 1 صـواريـخ «فــادي آخــر لـلـمـواد المتفجرة فـي منطقة زخــرون كلم بصلية من 60 التي تبعد عن الحدود .»2 صواريخ «فادي مـن جهته، كــان الجيش الإسرائيلي أعــلــن، الــثــ ثــاء، أنـــه قـصـف لـيـً «عـشـرات الأهــــــــداف الـــعـــائـــدة إلـــــى (حــــــزب الــــلــــه) فـي مـــنـــاطـــق عـــــدة فــــي جـــنـــوب لـــبـــنـــان». وقــــال المــــتــــحــــدّث بــــاســــم الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي أفـيـخـاي أدرعــــي، إنــه على مـــدار الساعات الأربــع والعشرين الأخيرة هاجموا «أكثر هدف إرهابي تابع لـ(حزب الله) 1300 من في أنحاء لبنان، ومـا زلنا نشن الغارات، وستتواصل». وقال عبر حسابه على منصة «إكس: «ضـــربـــنـــا قــــــدرات اســتــراتــيــجــيــة امـتـلـكـهـا (حـــــزب الــــلــــه)، ووضـــعـــهـــا فـــي قــلــب الــقــرى وفي قلب منازل مدنية كان ينوي إطلاقها لاســـتـــهـــداف مـــواطـــنـــي دولــــــة إســـرائـــيـــل»، وجــدد تحذير «السكان اللبنانيين الذين غــادروا وابتعدوا عن هـذه المنشآت وهذه المـــنـــازل الــتــي احــتــوت أو لا تــــزال تحتوي على أسلحة، حتى لا يعودوا إليها، لأنها أماكن خطيرة قد تنفجر فيها المتفجرات، وقد تُقصف لاحقا من جديد». امرأة قُتلوا الاثنين 94 طفلاً و 50 أعلن وزيــر الصحة اللبناني فـراس الأبــــيــــض، الــــثــــ ثــــاء، أن غــالــبــيــة الـقـتـلـى والـــجـــرحـــى الـــذيـــن ســـقـــطـــوا، الاثــــنــــ ، هم «مــــــن الـــــعـــــزل الآمــــــنــــــ »، مـــشـــيـــراً إلــــــى أن امـرأة، مؤكداً أن هذه 94 طفلاً و 50 بينهم الأعداد «تنافي كل الكذب الإسرائيلي بأن الاستهداف يطول قــوات مقاتلة، ومشيراً إلـــــى أنـــــه «لا يــــــزال هـــنـــاك عـــــدد كــبــيــر مـن الأشلاء تعمل القوى الأمنية على التعرف على هوية أصحابها». شركاتطيران تمدّد تعليقرحلاتها فــي غــضــون ذلــــك، اسـتـمـرت شـركـات الطيران بتعليق رحلاتها إلى مطار رفيق 30 الـحـريـري الـدولـي الـــذي ألـغـى أكـثـر مـن رحلة من وإلى بيروت، الثلاثاء. تحذيرات ودعوات للتهدئة مــن جـهـتـهـا، عــبّــرت الـنـاطـقـة باسم المــــفــــوضــــيــــة الـــعـــلـــيـــا لــــحــــقــــوق الإنـــــســـــان رافينا شمداساني عن القلق البالغ إزاء التصعيد المفاجئ للأعمال الحربية بين إسرائيل و(حزب الله)، داعية كل الأطراف إلـــــى الــــوقــــف الــــفــــوري لــلــعــنــف، وضـــمـــان حماية المدنيين». كـــمـــا دعــــــت مــنــظــمــة الأمـــــــم المـــتـــحـــدة لـلـطـفـولـة (الــيــونــيــســيــف) أيــضــا «بـشـكـل عـــاجـــل إلـــــى وقـــــف الــتــصــعــيــد الــــفــــوري»، وإلــى احـتـرام جميع الأطـــراف التزاماتها بـــمـــوجـــب الــــقــــانــــون الإنــــســــانــــي الــــدولــــي لـضـمـان حـمـايـة الـبـنـى الـتـحـتـيـة المـدنـيـة والمـــدنـــيـــ ، بــمــا يـشـمـل الأطـــفـــال وعــمــال الإغــــاثــــة والـــعـــامـــلـــ فـــي المـــجـــال الـطـبـي. وقـــالـــت نـائـبـة مـمـثـل «الـيـونـيـسـيـف» في لــبــنــان إيــتــي هـيـغـيـنـز عــبــر الــفــيــديــو من بيروت: «يوم الاثنين كان أسوأ ما شهده عاما. هذا العنف يجب أن 18 لبنان منذ يتوقف فـــوراً، وإلا فـإن العواقب ستكون غير مقبولة». كذلك أعربت الأمم المتحدة، الثلاثاء، عــــن «قـــلـــقـــهـــا الــــبــــالــــغ» حـــيـــال الـتـصـعـيـد الــعــســكــري بـــ إســـرائـــيـــل و«حـــــزب الــلــه» فـــي لـــبـــنـــان، مـــؤكـــدة أن «عــــشــــرات آلاف» الأشــــخــــاص فــــــروا مــــن الـــعـــنـــف مـــنـــذ يـــوم الاثنين. 4 حربغزة ... تتمدد NEWS Issue 16738 - العدد Wednesday - 2024/9/25 الأربعاء أعلن وزير الصحة اللبناني أن غالبية القتلى والجرحى «من العزل الآمنين» ASHARQ AL-AWSAT عرب الداخل في إسرائيل بين «فكّي كماشة» الناصرة وكفر ياسيف ودالية الـكـرمـل وطــمــرة وعـيـلـبـون وطـرعـان والمكر جديدة وعكا وأم الفحم، هي كلها بلدات عربية ترددت أسماؤها فـي الأيـــام الأخـيـرة بسبب صواريخ «حزب الله»، التي سقطت عليها، أو شظايا الصواريخ الإسرائيلية التي أُطلقت لتفجيرها. ويخشون الآن أن يصيبهم ما أصابهم في حرب لبنان 19 ، إذ قتل منهم 2006 الثانية، في شـخـصـا 52 شــخــصــا مــــن مـــجـــمـــوع قــتــلــوا فـــي إســـرائـــيـــل، جـــــراء قصف «حزب الله». ويـــعـــد المــــواطــــنــــون الــــعــــرب فـي إســـرائـــيـــل امــــتــــداداً طـبـيـعـيـا لـلـبـنـان وسوريا وغزة والأردن، ولهم أقارب في جميع الــدول العربية، إذ مزّقت الــــحــــدود أواصـــــــر الاتــــصــــال مـعـهـم، لكنهم يبقون أهلهم وأبـنـاء وبنات عائلاتهم. لذلك، حين تنشب الحرب تطولهم نـارهـا مـن الجانبين، وفي هــــــذه الــــحــــالــــة، لـــديـــهـــم نـــصـــيـــب مـن الــــضــــرر بــــ الـــطـــرفـــ ، وقـــســـط مـن الـتـعـاطـف مــع الــطــرفــ ، وبـالـتـالـي، لـهـم مـصـلـحـة مـــزدوجـــة فـــي الـسـ م بينهما. لــكــنــهــم يــــجــــدون أنــفــســهــم بـ فكي كماشة، ولا يسلمون من موقف الــــهــــجــــوم مـــــن الــــجــــانــــبــــ . فــعــنــدمــا تـسـقـط قــذيــفــة فـــي غـــرفـــة الــصــالــون فـــــي الـــبـــيـــت ويــــصــــابــــون ويـــتـــألمـــون ويــــتــــذمــــرون، يُـــحـــســـب عــلــيــهــم ذلـــك بــأنــهــم عــــرب ويـــقـــفـــون ضـــد الــطــرف العربي. وعندما يقوم شاب طائش مـــنـــهـــم بــــالــــتــــقــــاط صــــــــورة لـــــه وهــــو يحتضن جسم القذيفة التي وقعت فــــي ســـاحـــة بـــيـــتـــه، ويـــنـــشـــرهـــا عـلـى الشبكات الاجتماعية وهو يضحك، تعتقله الشرطة الإسرائيلية بشبهة الــتــشــفــي بـــالـــدولـــة والـــتـــعـــاطـــف مـع «حــــــزب الـــــلـــــه»، ويـــغـــمـــره المــــغــــردون الـــيـــهـــود بـــالـــشـــتـــائـــم والـــــدعـــــوة إلـــى الرحيل إلى لبنان، والدعاء بأن تقع كل صواريخ «حزب الله» عليه وعلى نسله. خــــ ل هـــجـــوم «حــــمــــاس» على أشـــخـــاص مـنـهـم، 6 إســـرائـــيـــل، قــتــل جــــــــراء صــــــواريــــــخ «حــــــمــــــاس» الـــتـــي سـقـطـت عـلـى الــنــقــب، والــــذي يشكل بالمائة من سكانه. ووقع 30 العرب خــمــســة مــنــهــم فـــي أســــر «حـــمـــاس». كما قتل خمسة آخـــرون منهم وهم يعملون في المزارع والمطاعم القائمة في البلدات اليهودية التي هوجِمَت. عرب النقب وعـــــــرب الـــنـــقـــب أيــــضــــا هــــم مـن عـــائـــ ت مـزقـتـهـا الـنـكـبـة وقطعتها إلــــى نــصــفــ ، قــســم مـنـهـم فـــي غـــزة. ولـهـم قـسـط وافـــر مــن مـعـانـاة الأهــل في غزة من جراء الحرب الإسرائيلية الوحشية. وكــــل يــــوم إضـــافـــي فـــي الــحــرب يــــوقــــع بـــهـــم عــــنــــاءً وألمـــــــا وضـــحـــايـــا وأضـراراً. ومنذ اليوم الأول للحرب، وهم يتعرضون لحملة قمع وتنكيل مـن الشرطة الإسرائيلية، وعمالهم لا يــــــجــــــرؤون عــــلــــى الــــــوصــــــول إلــــى أماكن عملهم في البلدات اليهودية. والكثيرون منهم طـــردوا مـن العمل أو فصلوا من الدراسة الجامعية. اعـتُـقـل مـئـتـان مــن عـــرب النقب بتهم أمنية، بينهم باحثة في شؤون الجينات وباحثة سياسية وطبيب وفـنـانـون. وحـتـى عندما سمح لهم بـــتـــقـــديـــم مــــســــاعــــدات إغــــاثــــة لــ هــل فـــي غـــــزة، فــهــبــوا فـــي أضـــخـــم حملة 600 تمكنوا خلالها من جمع حمولة شاحنة، في غضون أسبوعين، وجد بعضهم نفسه فـي تحقيق الشرطة وآخــرون في تحقيق ضريبة الدخل تحت عنوان «من أين لك هذا». تل أبيب: نظير مجلي أدخل سلاحاً جديداً على المواجهة... وبقي ملتزماً «قواعد الاشتباك» «حزبالله» يتمسّك بـ«الإسناد وربط الساحات» بـرغـم الـــغـــارات الإسـرائـيـلـيـة الـتـي أشعلت لبنان من جنوبه إلى بقاعه، مـروراً بالضاحية الجنوبية لبيروت وجـرود منطقة جبيل (جبل في 500 لبنان)، وبرغم تخطّي عدد الضحايا الــ الــيــوم الأول مــن الــحــرب عـلـى لـبـنـان، لــم تخرج بيانات «حـزب الله» عن أدبياتها، القائمة على «وحــــدة الــســاحــات وربـــط جبهة لـبـنـان بــغــزّة»، ويُــصــرّ عـلـى تجيير كـــلّ عملياته «عـلـى طريق القدس، ودفاعا عن فلسطين»، لكنّه أضـاف في الساعات الأخيرة على هذه البيانات عبارة: «... ودفاعا عن الشعب اللبناني»، وفي آخر تحديث لسرديّة الحزب تضمّنت بياناته ما يلي: «دعما لشعبنا الفلسطيني الـصـامـد فــي قــطــاع غــزة، والـشـريـفـة، ودفـاعـا ‌ ‏ ‌ ‏ ‌ وإســنــاداً لمقاومته الباسلة عـــن لـبـنـان وشــعــبــه، قـصـف مــجــاهــدو المـقـاومـة الإسلامية للمرة الثالثة مطار مجيدو العسكري .»2 غرب العفولة بصَلْية من صواريخ فادي مـــواقـــف «حـــــزب الـــلـــه» المُــــصــــرّة عــلــى ربــط جبهتَي لبنان مع غزّة، وضعها الدكتور رياض قــهــوجــي، الــرئــيــس الـتـنـفـيـذي لمـؤسـسـة الـشـرق الأدنــى والخليج للتحليل العسكري (إنيغما)، فـــي ســـيـــاق «المــــكــــابــــرة»، ولـــفـــت إلــــى أن الــحــزب «يَـعُـدّ تخلّيه عـن ربـط ملفّ لبنان بـغـزّة تخلّيا عن استراتيجية وضعها لنفسه؛ إذ يَعدّ أن كلّ قـيـاديّـيـه وعــنــاصــره الــذيــن اغـتـالـتـهـم إسـرائـيـل سقطوا على طريق الـقـدس، وهـو مستمرّ بهذا الخيار حتى لو أدّى ذلك إلى تدمير لبنان». وأكّد قهوجي لـ«الشرق الأوسط»، أن «حرب المــســانــدة فُـتـحـت بــقــرار إيـــرانـــي، ولـــو لــم تدخل طــهــران طـرفـا فــي هـــذه الــحــرب، لكنها تُــصــرّ أن تبقى راعية لمحور المقاومة، وهي ابتدعت فكرة وحدة الساحات، ليبقى شعار (تحرير فلسطين) هو العمق الأساسي للثورة الإسلامية»، مشدّداً على «أنّ فكّ الارتباط بين الجبهتين الآن يعني إغـــــ ق جـمـيـع الــجــبــهــات، خــصــوصــا أن جبهة لـبـنـان هــي الأكــثــر فـاعـلـيـةً، أمـــا بـاقـي الجبهات فهي ثانوية، ودورهـا هامشي، بما فيها الدور الحوثي الـذي لم يصِل من قصفه إلـى إسرائيل سـوى مسيّرة وصـــاروخ واحـــد»، مشيراً إلـى أن «طهران تريد من الحوثي أن يلعب دوراً إقليميا في البحر الأحمر»، لافتا إلى الأسئلة التي بدأت تُـــطـــرح عــلــى «حــــزب الـــلـــه» مـــن بـيـئـتـه وقــاعــدتــه الشعبية ومن خارجها: «لماذا تربط لبنان بغزة؟ ولماذا يدفع لبنان وحده الثمن الكبير؟». ِــ بــمــا يـــــدور فـــي ذهــن وبــالــنــســبــة لــلــعــا «حزب الله»، فإن هذه البيانات لها ما يبرّرها، وأشـــار الباحث السياسي والخبير فـي شـؤون «حزب الله»، قاسم قصير، إلى أن الحزب «أدخل عــبــارة إضـافـيـة عـلـى بـيـانـاتـه هــي «الـــدفـــاع عن لبنان وشعبه»، ولم يتخلّ عن قاعدته الثابتة، وهي أن «كل عملياته تأتي دفاعا عن القدس». ورأى قـــصـــيـــر فــــــي تــــصــــريــــح لــــــ«الـــــشـــــرق الأوســط»، أنه «من الطبيعي أّ يتخلّى الحزب عن قضيته الرئيسية، أي القضية الفلسطينية، لذلك يستمرّ الإسرائيلي في ضغطه على الحزب للفصل بين جبهة لبنان وجبهة غـــزّة»، مشدّداً عـلـى أن الـــحـــزب «يـــأخـــذ فـــي الاعــتــبــار مصلحة لبنان، وواضح أننا سنكون أمام مرحلة صعبة وطويلة من العنف، وهو سيطوّر وضعه، سواءً بــــالأداء أو بـالـخـطـاب، والــحــزب يَـعـدّهـا معركة طويلة يُدِيرها بأعصاب باردة بدل الانفعال». وبـالـتـوازي مـع القصف الإسـرائـيـلـي الـذي دمّر عشرات البلدات في جنوب لبنان، ومناطق وأحياء واسعة في البقاع اللبناني، وأوقع مئات القتلى وآلاف الـجـرحـى، ودمّـــر مـخـازن أسلحة وصــــواريــــخ، لــم تــتــجــاوز هـجـمـات «حــــزب الـلـه» الصاروخية الجليل والمستوطنات الشمالية، بـاسـتـثـنـاء قـصـف قـاعـدتـ عسكريتين جنوب وغــرب مدينة حيفا، مـؤثـراً بذلك عــدم التفريط بـ«قواعد الاشتباك» التي ما زال ملتزما بها، إّ أن الدكتور رياض قهوجي تحدّث عن تغيير في طبيعة ردود «حـزب الله» على إسرائيل، وقال: «لا شــكّ أنّ الـحـزب طــوّر عملياته أكـثـر، وانتقل مـــن الـكـاتـيـوشـا الـقـصـيـرة المــــدى إلـــى صــواريــخ ) المتوسطّة المـدى التي بلغ 2 ) و(فــادي 1 (فــادي مـــداهـــا عــمــق إســـرائـــيـــل، ولــــم يـــبـــقَ لـــديـــه ســوى الـــصـــواريـــخ الـبـالـيـسـتـيـة الــتــي لـــم يستخدمها حـتـى الآن، والـــتـــي تـصـل إلـــى إيــــ ت وصــحــراء النقب وغيرها»، ورأى «أن استخدام الصواريخ الباليستية ليس أمراً سهلاً، وهي مخبّأة تحت الأرضوفي الأنفاق، وإسرائيل قادرة على كشف تـحـرّكـهـا بـسـرعـة، وتـحـديـد مـكـان استخدامها والفتحات التي يمكن أن تُطلَق منها، ولا أعرف إذا كـــان الـنـظـام الـــســـوري يسمح بـإطـ قـهـا من أراضيه». وتـابـع قـهـوجـي: «الــصــواريــخ الباليستية هي الملاذ الأخير لـ(حزب الله)»، وأضاف: «حُكما دخـلـنـا فـــي الـــحـــرب الـشـامـلـة مـــن خـــ ل الحملة الــجــويّــة الإسـرائـيـلـيـة الــتــي تــطــول كـــل المـنـاطـق الـلـبـنـانـيـة، حـتـى لــو لــم تـبـدأ العملية الـبـريّـة»، ولـفـت إلــى أنّ الـحـرب بـاتـت فـي مرحلة جـديـدة، والــضــغــوط عـلـى (حــــزب الـــلـــه) سـتـشـتـد، ســـواءً مـن المجتمع الـدولـي، أو حتى مـن داخــل لبنان، وخـــصـــوصـــا مـــن بــيــئــتــه، وســنــشــهــد فـــي الأيــــام المقبلة على أن إسرائيل ستستغلّ تمسّك (حزب الله) بربط لبنان بجبهة غزة لتطوير عملياتها التدميرية في لبنان». ثمّة معايير عسكرية وميدانية يعتمدها الــحــزب فــي الـجـبـهـة، وتـتـحـكّـم بطبيعة ونــوع الـعـمـلـيـات الــتــي يـنـفّـذهـا ضـــدّ إســـرائـــيـــل، وإذ اعـــــتـــــرف الــــبــــاحــــث الـــســـيـــاســـي قــــاســــم قـصـيـر بـــأن إســرائــيــل «وجّـــهـــت ضــربــة قــويّــة لـلـحـزب، وأحــــدثــــت صـــدمـــة كـــبـــيـــرة مــــن خـــــ ل غـــاراتـــهـــا الكثيفة التي شملت معظم المناطق اللبنانية، من أجل إخضاعه وإجباره على وقف الجبهة، والانسحاب من منطقة جنوب الليطاني، لكن الـــحـــزب تــمــكّــن مـــن امــتــصــاص هــــذه الــصــدمــة، ويَعُدّ أن المعركة ما زالت في بداياتها»، ورأى أن «(حـــزب الـلـه) لـم يصعّد فـي ردّه لأكـثـر من ســـبـــب، لـــكـــنّ الــســبــب الأهـــــم أنــــه يـــتـــرك المــجــال للنازحين للوصول إلى مراكز الإيواء، وترتيب أمورهم». عائلات تبكي أقاربها الذين قُتلوا في قصف إسرائيلي استهدف بلدات فيجنوب لبنان الاثنين (أ.ب) بيروت: يوسفدياب استهداف الضاحية مجدداً واغتيال قائد منظومة الصواريخ في «حزبالله» لبنان تحت وطأة الهجوم الجوي الإسرائيلي لليوم الثاني شابان أمام مبنى مدمّر في بلدة العاقبية بجنوب لبنان (رويترز) بيروت: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky