issue16738

عالم الرياضة SPORTS 21 Issue 16738 - العدد Wednesday - 2024/9/25 الأربعاء لا بد من خطة لتحسين التكافؤ بين الفرق والشفافية المالية على غرار البطولة الأميركية هل يجبعلى الدوري الإنجليزي تبنيسقف للرواتب لتفادي عقوبات المخالفات المالية؟ كان عصر ما قبل تطبيق «قواعد الـــــربـــــح والاســـــتـــــدامـــــة (الــــلــــعــــب المـــالـــي الـــنـــظـــيـــف)» بــســيــطــا جــــــداً، حـــيـــث كـــان يُـــســـمـــح لأنــــديــــة الـــــــــدوري الإنــجــلــيــزي الممتاز على نطاق واسع بالإنفاق كما تــشــاء، لــدرجــة تـصـل إلـــى حــد الـتـهـور، كـــمـــا كـــــان يـــحـــدث فــــي لـــيـــدز يــونــايــتــد وبورتسموث، لكن لم يكن من المتوقع فـــي أي وقــــت مـــن الأوقـــــــات أن يضطر نـــادٍ إلـــى بـيـع فـنـدق لمــوازنــة حساباته المـالـيـة! ولا يـــزال كثير مـن المشجعين؛ بل ومن المديرين التنفيذيين للأندية، يحاولون فهم «قواعد القانون المالي» التي باتت مخالفتها قضية غاية في الخطورة. مشجعو كـــرة الــقــدم فــي الــولايــات المــــتــــحــــدة الأمــــيــــركــــيــــة يــــعــــرفــــون هــــذا الــــقــــانــــون جــــيــــداً، حـــيـــث كـــانـــت حــــدود الإنــــفــــاق والــــقــــواعــــد المـــعـــقـــدة المـتـعـلـقـة بـــقـــوائـــم الأنــــديــــة جــــــزءاً لا يـــتـــجـــزأ مـن الدوري الأميركي منذ نشأته قبل نحو عـامـا. ففي الـــدوري الأميركي لكرة 30 القدم، لا يتعلق الأمر فقط بما يمكنك إنــــفــــاقــــه، بــــل يــتــعــلــق بـــمـــا يُـــســـمـــح لـك بإنفاقه، وغالبا ما يكون ذلك مُحبطا لأولــئــك الــذيــن يـعـتـقـدون أن هـــذا الأمــر يمنع الــــدوري الأمـيـركـي مـن استغلال إمكاناته الكاملة. وعـــلـــى الـــرغـــم مـــن أنــــه كــــان هـنـاك جدل واسع النطاق على مدى سنوات طــويــلــة بــــأن الــــــدوري الأمـــيـــركـــي يجب أن يـــتـــخـــلـــص مــــــن قــــــواعــــــد الــــــرواتــــــب والانــتــقــالات حتى يتمكن مـن مواكبة كرة القدم الأوروبية، فإن كرة القدم في القارة العجوز هي التي تقترب الآن من اعتماد النظام الأميركي نفسه... فهل كان الـدوري الأميركي لكرة القدم على حق طوال الوقت؟ لــــقــــد كـــــــان الـــــهـــــدف الأصـــــلـــــي مــن تطبيق «قـــواعـــد الــربــح والاســتــدامــة» نـــبـــيـــ ً، فـــقـــد وُضــــعــــت لمـــراقـــبـــة مـــقـــدار الأموال التي يمكن للأندية خسارتها خلال فترة زمنية معينة، مع السماح لكل فريق من فرق الدوري الإنجليزي مـــ يـــ جنيه 105 المــمــتــاز بــخــســارة إسترليني فــي حــد أقـصـى عـلـى مــدار مــــواســــم. ومـــــع ذلــــــك، فـــتـــح تـطـبـيـق 3 هــذه الـقـواعـد عـــدداً مـن الـثـغـرات التي شــــوهــــت ســـــوق انــــتــــقــــالات الـــ عـــبـــ . ويمكن خصم تكاليف البنية التحتية من الميزانية العمومية، ولهذا السبب بـــاع تشيلسي فـنـدقـ بــجــوار ملعب «ستامفورد بـريـدج» لشركة مملوكة لـــتـــود بــوهــلــي ومــجــمــوعــة «كـلـيـرلـيـك كـــابـــيـــتـــال» فــــي وقـــــت ســـابـــق مــــن هـــذا العام. كما يمكن أيضا خصم تكاليف أكــــاديــــمــــيــــة الــــنــــاشــــئــــ وكــــــــرة الــــقــــدم الــنــســائــيــة، فـــي حـــ يـمـكـن احـتـسـاب الأمــــــوال المــتــراكــمــة مـــن بــيــع الـ عـبـ الــصــاعــديــن مـــن أكــاديــمــيــة الـنـاشـئـ بالنادي ربحا خالصا. ويجد المشجعون أن هـذه النقطة الأخـــيـــرة بــالــتــحــديــد غــيــر جـــيـــدة. لقد كان كونور غالاغر من أبناء تشيلسي منذ البداية وحتى النهاية، فقد جاء مــــن «أكـــاديـــمـــيـــة كـــوبـــهـــام لـلـنـاشـئـ » وكـــان أحـــد أفـضـل لاعـبـي فـريـقـه خـ ل الموسم الماضي. وعلى الرغم من ذلك، فــإن تشيلسي بــاع لاعــب خـط الوسط الإنجليزي الدولي إلى أتليتكو مدريد؛ لأن ذلـــك سيمكن الــنــادي مــن تسجيل مليون جنيه 35 قيمة بيعه، البالغة إســتــرلــيــنــي، ربـــحـــا صـــافـــيـــا. والأســـــوأ مــن ذلــــك؛ أن تشيلسي هــو مــن أعـطـى أتــلــيــتــكــو مــــدريــــد المــــــال الـــــــ زم لـــشـــراء غالاغر من خلال التعاقد مع البرتغالي 45 جواو فيليكس مقابل رسوم قدرها مليون جنيه إسترليني يمكن توزيعها عــلــى مـــواســـم عـــــدة. وبـــالـــتـــالـــي، يمكن الـقـول إن «قـواعـد الـربـح والاسـتـدامـة» جعلت اللاعبين المحليين أقــل أهمية؛ لأنــــهــــا جـــعـــلـــت الأنـــــديـــــة تــســتــفــيــد مـن تسجيل قيمة بيعهم بوصفها صافي أرباح. وكــان أعظم الـفـرق فـي تـاريـخ كرة الـقـدم الأوروبــيــة دائـمـا مـا ترتكز على الــــ عــــبــــ الــــشــــبــــاب الــــصــــاعــــديــــن مـن أكاديميات الناشئين: برشلونة تحت قــيــادة جـوسـيـب غــــوارديــــولا، ومـيـ ن تـحـت قـــيـــادة أريـــغـــو ســـاكـــي، وآيــاكــس تحت قـيـادة يـوهـان كــرويــف، وبـايـرن ميونيخ بقيادة فرنز بيكنباور، فكل هــــذه الـــفـــرق ســـــارت عــلــى هــــذا الـنـهـج نفسه. وينطبق الــشــيء نفسه عـلـى كـرة القدم الإنجليزية، مثل جيل مانشستر ، ولــيــدز 1992 يــونــايــتــد الـــشـــاب عــــام يــونــايــتــد بـــقـــيـــادة دون ريـــفـــي؛ حيث كان هناك مزيج من اللاعبين الشباب المــمــيــزيــن والــ عــبــ أصــــــحــــــاب الــــخــــبــــرات الكبيرة، وهو ما أدى فـــي نــهــايــة المــطــاف إلـى الفوز بكثير مـــن الــبــطــولات والألـــــــــــقـــــــــــاب. لـــــقـــــد خــــالــــف لــيــفــربــول في الــســبــعــيــنــات والثمانينات من الــــقــــرن المــــاضــــي هـــذا الاتجاه من خلال اكتشاف المواهب في الدوريات الأدنى، لــكــن كـــانـــت هــــذه الـــفـــرق أيـضـا مـــدعـــومـــة بـــعـــدد مــــن الــ عــبــ المـحـلـيـ المــمــيــزيــن مــثــل تـومـي سميث أو فيل تومسون أو جيمي كـــيـــس. وكــــانــــت قـــــوة نــوتــنــغــهــام فـــورســـت بــقــيــادة بـــرايـــان كـلـوف تتمثل في المـهـارات التي يتمتع بـهـا بـيـتـر تـايـلـور فـيـمـا يتعلق بــاســتــكــشــاف الـــ عـــبـــ الــجــدد والـــتـــعـــاقـــد مــعــهــم، لــكــن الــ عــب الأهـــــم فـــي صـــفـــوف هــــذا الـفـريـق كــــــان جــــــون روبـــــرتـــــســـــون، الــــذي انضم للفريق وهـو في السابعة عشرة من عمره. فهل لا تــزال هــذه الطريقة في العمل تؤتي ثمارها في كـرة القدم الـــحـــديـــثـــة؟ بــالــتــأكــيــد لا، فــفــي عـالـم اليوم الذي تسيطر فيه الأموال على كل شــيء، كـان من المرجح أن يباع ديفيد بـــيـــكـــام، أو بــيــتــر لـــوريـــمـــر، أو كـيـس، أو روبـــرتـــســـون، قـبـل وقـــت طــويــل من وصـولـهـم إلـــى قـمـة عطائهم الــكــروي. لقد تحولت فــرق الـشـبـاب الآن إلى مـصـدر لـــإيـــرادات، ولــم تعد هي الأســاس لبناء فـرق قوية، وهذا أحــــد أعــــــراض تـــحـــول الــلــعــبــة إلــى عــمــل تـــجـــاري بــعــد أن كـــانـــت شيئا ترفيهيا الهدف منه إسعاد وإمتاع الــجــمــهــور، لــكــن المــبــالــغــة فـــي الــركــض وراء الــتــعــاقــد مـــع الـــنـــجـــوم، والــطــفــرة غـــيـــر المـــــبـــــررة لأســـــعـــــار الــــ عــــبــــ فـي سـوق الانتقالات، دفعتا بالأندية إلى الاستدانة؛ بل وغامرت بمستقبلها من أجل هذا الطموح. فـي الــــدوري الأمـيـركـي لـكـرة القدم هـــنـــاك عــــدد مـــن الآلــــيــــات الـــتـــي تسمح لـــ نـــديـــة بـــاســـتـــغـــ ل أفـــضـــل لاعـبـيـهـا الصاعدين بأفضل شكل ممكن، حيث تسمح «قاعدة اللاعب المحلي» للأندية بـــتـــســـريـــع عــمــلــيــة تــصــعــيــد الـــ عـــبـــ الـــنـــاشـــئـــ إلــــــى الــــفــــريــــق الأول دون احتساب ذلك بالضرورة ضمن سقف الــرواتــب. وبالتالي؛ فـإن الأنـديـة التي تــدفــع بـأكـبـر عـــدد مـمـكـن مـــن لاعبيها الــصــاعــديــن مـــن أكــاديــمــيــة الـنـاشـئـ تــتــمــتــع بـــمـــيـــزة تــنــافــســيــة عـــلـــى أرض الملعب. مـــــن المـــــؤكـــــد أن قـــــواعـــــد الــــــــدوري الأميركي لكرة الـقـدم المتعلقة بسقف الــــنــــفــــقــــات وقــــــوائــــــم الأنــــــديــــــة لــيــســت مــثــالــيــة. فــهــنــاك ضـــغـــوط مـتـصـاعـدة عـلـى رابــطــة الــــدوري مــن جــانــب مُــ ك الأنـــديـــة؛ بـمـن فـيـهـم مـالـك نـــادي إنتر مـــيـــامـــي، خــــورخــــي مـــــــاس، لـتـخـفـيـف الــــقــــيــــود المــــالــــيــــة. ويـــمـــكـــن الـــــقـــــول إن قــوائــم الـــــدوري الأمــيــركــي لــكــرة الـقـدم لم تكن مطلقا أكثر اختلالاً من الوقت الـــحـــالـــي، والـــدلـــيـــل عــلــى ذلـــك أن إنـتـر مــيــامــي ســيــدفــع لـلـنـجـم الأرجـنـتـيـنـي مــلــيــون دولار 20.4 لــيــونــيــل مــيــســي هــذا الــعــام، وهــو المبلغ نفسه تقريبا الـــذي سـيـدفـعـه لـبـاقـي لاعــبــي الـفـريـق مـــجـــتـــمـــعـــ . لـــكـــن عـــلـــى الأقـــــــل هـــنـــاك مستوى من الشفافية يُمكن الآخرين من دراسة هذا النموذج. وتُـــصـــدر «رابـــطـــة لاعــبــي الــــدوري الأمـيـركـي لـكـرة الــقــدم» معلومات عن الـــــرواتـــــب مــــرتــــ فــــي الـــســـنـــة، وعــلــى الـــرغـــم مـــن أن ذلــــك يـــــؤدي غــالــبــا إلــى شــكــل مـخـتـلـف مـــن أشـــكـــال الـغـمـوض 1.5 (هل يتقاضى لويس سواريز حقا مـلـيـون دولار فـقـط فــي الــســنــة؟)، فـإن المعلومات متاحة لفهم شبكة القواعد والـــــلـــــوائـــــح المـــتـــشـــابـــكـــة فـــــي الــــــــدوري الأميركي لكرة القدم. والأهــــــــــم مـــــن ذلـــــــك هـــــو أن ســقــف الـــرواتـــب فـــي الــــــدوري الأمــيــركــي لـكـرة الـــقـــدم يـحـقـق أحــــد أهــــم أهــــدافــــه، وهــو الــتــكــافــؤ بـــ الأنــــديــــة، والـــدلـــيـــل على ذلـــك أنـــه لــم يتمكن أي فـريـق مـنـذ عـام ومـــنـــذ الــفــتــرة الـــتـــي كــــان يلعب 2012 فيها ديفيد بيكام في لـوس أنجليس غـــالاكـــســـي مــــن الــــفــــوز بــلــقــب الــــــدوري الأمـيـركـي مـرتـ متتاليتين. كما فاز فـــرق مختلفة (إف 4 بـــدرع المـشـجـعـ ســـي سـيـنـسـيـنـاتـي، ولــــوس أنجليس إف ســـي، ونــيــو إنـغـ نـد ريـفـولـوشـن، وفــيــ دلــفــيــا يـــونـــيـــون) فـــي الــســنــوات الأربـــــــع المـــاضـــيـــة. وفــــــاز إنـــتـــر مـيـامـي باللقب الخامس هذا الموسم. وفـــي الــوقــت نـفـسـه، أصــبــح فريق واحـــــــــد فــــقــــط يـــهـــيـــمـــن عــــلــــى الـــــــــدوري الإنــــجــــلــــيــــزي المـــــمـــــتـــــاز، بــــعــــد أن فــــاز مــــرات 6 مــانــشــســتــر ســـيـــتـــي بـــالـــلـــقـــب خــــ ل المــــواســــم الــســبــعــة المـــاضـــيـــة. قد يكون المدير الفني الإسباني جوسيب غــوارديــولا هـو السبب الرئيسي وراء هـــذه الهيمنة، لـكـن عـــدم وجـــود رقـابـة على «قواعد الربح والاستدامة» ساعد أكـبـر الأنـــديـــة عـلـى سـحـق منافسيها. والـــســـؤال الـــذي يـجـب طـرحـه الآن هـو: عند أي نقطة سيبدأ هذا في الإضـرار باسم الدوري الإنجليزي الممتاز؟ أيــــــا كــــــان الـــــهـــــدف الــــــــذي كــــــان مـن المـــفـــتـــرض أن تــحــقــقــه «قــــواعــــد الـــربـــح والاستدامة»، فقد فشل تحقيقه تماما، فـــإدارة الأنـديـة لا تسير بشكل حكيم، والــدلــيــل عـلـى ذلـــك أن ديــــون نـــاد مثل مليون 550 إيفرتون قد تجاوزت الآن جنيه إسترليني! وبلغ صافي إنفاق تشيلسي على مــدى الـسـنـوات الثلاث مــلــيــون جنيه 650 المــاضــيــة أكــثــر مـــن إسترليني، بينما يبلغ إجمالي مدة عـامـا؛ 193 عــقــود الــ عــبــ مـجـتـمـعـة أي أكثر من ضعف مدة عقود أي فريق آخـــر فـــي الـــــدوري الإنــجــلــيــزي المـمـتـاز! واضطرت «رابطة الــدوري الإنجليزي المـــمـــتـــاز» إلـــــى تــطــبــيــق عـــقـــوبـــة خـصـم النقاط على بعض الأندية، وقد يكون هناك المزيد. وقـد صوتت الأنـديـة بالفعل على تـــجـــربـــة إطـــــــار عـــمـــل جــــديــــد يـتـضـمـن نموذجا ثابتا مرتبطا بـالأربـاح التي يحققها آخر فريق في جدول الترتيب، وإن لـــم يــكــن ذلــــك دون مـــعـــارضـــة من جـــانـــب الأنـــديـــة الـــكـــبـــرى. وفــــي الــوقــت الـــــحـــــالـــــي، يــــطــــبّــــق هـــــــذا الإطــــــــــار عــلــى «أســاس غير ملزم» إلـى جانب النظام الحالي لـ«قواعد الربح والاستدامة». لكن إذا اعتُمد هذا النظام بشكل دائم، فإنه سيكون مشابها لنظام وضع حد أقصى للرواتب. فـــعـــلـــى مــــــدى عــــقــــود مــــن الــــزمــــان، كـان الـــدوري الأميركي لكرة الـقـدم هو الــنــمــوذج الــشــاذ فــي عــالــم كـــرة الــقــدم، لكنه الآن قد يكون النموذج الرائد في هذا المجال! *خدمة الـ«غارديان» لقطة من مباراة أتلانتا يونايتد ضد نيويوركرد بول في الدوري الأميركي الذي بات مثلاً يحتذى للرقابة المالية (أ.ب) * لندن: غراهام روثفين الجماهير الأميركية تدرك تماماً كل تفاصيل اللعب المالي النظيفمنذ وضع سقف لرواتب اللاعبين (أ.ب) كان الدوري الأميركي سباقاً إلى وضع سقف لرواتب اللاعبين وبات الآن نموذجاً رائداً للكرة الأوروبية بوهليرئيستشيلسي ومجموعته الأميركية تحت وطأة الديون المالية (موقع تشيلسي) تشيلسي باع لاعبه غالاغر إلى أتلتيكو فيصفقة غامضة (إ.ب.أ)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky