issue16738

للجمعية 79 يـــأتـــي انــعــقــاد الــــــدورة الــســنــويــة اﻟ العمومية للأمم المتحدة في ظل أجــواء من العلاقات المــتــوتــرة بـــن كــبــار قـــوم كــوكــب الأرض، ومـتـوسـطـي الـحـال مـن الـقـوم الـذيـن تكمن أهميتهم فـي أنهم مثل عــود الكبريت الـــذي يشعل حـرائـق بــدواويــن الحكام. وبـــات الــذيــن يـتـعـامـلـون مــع قـضـايـا الآخــريــن كـمـا لو أنهم بيادق في اللوحة الشطرنجية؛ كل يحاول إنهاء التباري إلى الخروج منتصراً... ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه. ولـسـوء حـظ الاسـتـقـرار المـنـشـود، لا يـشـارك قـادة لــهــم تــأثــيــرهــم فـــي خــريــطــة المـــخـــاوف مـــن انــفــجــار لن يسلم مـن شـظـايـاه الـنـوويـة أحـــد، فـي حـن أن الـــدورة الأممية الراهنة تشكّل أفضل فرصة للتلاقي الغربي - الشرقي - الآسيوي - العربي - الإسلامي - الفلسطيني - الإسـرائـيـلـي، يـدلـي كـــلٌ بــدلــوه وبـقـضـايـا بـلـده أمــام الآخـريـن، لا فـرق بي صغار وكـبـار، ذلـك أن القلق في أشـــد عـصْـفـه بـالـكـبـار. وهـنـا الجميع سـواسـيـة، ولــذا تصبح للتباسط والتشاور جدوى، كما يمكن بالتالي نزْع فتائل، فلا تتواصل التفجيرات؛ ومنها على سبيل المــثــال لا الـحـصـر مــا يــرقــى إلـــى مـسـتـوى جــرائــم ضد الإنسانية على نحو ما فعلت إسرائيل يـوم الثلاثاء ، بتحويلها وسيلة اتصال 2024 ) سبتمبر (أيلول 17 يـحـمـلـهـا مـــســـؤولـــون أو مـــديـــرو شـــركـــات ومـــصـــارف وناشطون وعاملون في أحـــزاب، تحديداً هنا «حزب الـلـه»، إلــى مـا يشبه الألـغـام الـتـي تنفجر لمساً وليس دوساً عليها، كما الحال مع الألغام التقليدية. وجاءت الكارثة تفجر غضباً لدى لبنان والحادبي عليه. وما هو أهم من هذا العبث أن التداعيات الناشئة عـن التسبب فـي إعـاقـة الألـــوف مـن الأبـريـاء جـــرّاء هذا الأسلوب من التفجير، أن الشعور السائد لدى الذين يستعملون الـــجـــوالات الإلـكـتـرونـيـة مــن مـوظـفـن في الدوائر الحكومية وطلاب مدارس وأطباء وممرضي ومـــمـــرضـــات ونـــســـاء وأفــــــراد عـــاديـــن، هـــو أن تفجير الجهاز الـذي يحمله هـذا أو ذاك أو تلك ممكن ما دام الـتـفـجـيـر الأول حـــــدث، وأن الـــتـــ عـــب الـــشـــريـــر بـهـذه الابتكارات التي حدثت لتسهيل الاتصال بي الناس والإفــــادة المــرجــوة منها فـي سـاعـات الــشــدة، يمكن أن يكون السلاح الأمضى وبأهون السبل. ومن أجْل ذلك لـم يعد جـهـاز الــجــوال الإلـكـتـرونـي فـي أيـــدي كثيرين بانتظار أن تهدأ النفوس وتتلاشى مخاوف الخشية من وسيلة كهذه ابتكرها جهاز المخابرات الإسرائيلي تـــعـــويـــضـــ عـــــن إخــــفــــاقــــه فـــــي كـــشـــف عـــمـــلـــيـــة الأســــــرى الإسرائيليي. فـي هــذه الــــدورة لـن يقف الـرئـيـس الصيني شي جينبينغ وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتي متحدثيْ، ذلك أنهما اعتادا عدم المشاركة، وبغيابهما هـــذا لــن يحظى الـرئـيـس جــو بــايــدن بــوداعــيــة لــه من جانب قطبيْ الـشـرق المتحدي لـه بجناحيْه الروسي والــصــيــنــي. وعـــلـــى هــــذا الأســـــــاس، فــــإن مـــودعـــيـــه هم أهـــل بـيـتـه الأوروبــــــي المـــزعـــزع الانــســجــام مـــع الإدارة الأميركية، إلى أن يتبي الخيط الأبيض الجمهوري من الخيط الأسمر الديمقراطي لـدى بعض الساعي إلـــى الـــود الأمــيــركــي؛ رئـيـس الـهـنـد ورئــيــس الـبـرازيـل ورئيس أوكرانيا، التي ما زالـت بمثابة اللغم القابل تفجيره للحرب العالمية الثالثة التي يحذر مضيف الـــــــدورة، أنــطــونــيــو غــوتــيــريــش، الأمـــــن الـــعـــام لـ مـم المتحدة، من أن تشعل إحـدى الحربيْ؛ حـرب روسيا على «الناتو» أو العكس، أو حرب «إسرائيل نتنياهو» على غزة وتمددها إلى الضفة الغربية وعلى «لبنان حـــزب الــلــه» الــتــي أخــــذت صـفـة الإبـــــادة الإلـكـتـرونـيـة. وهو تحذير مراقب محايد أثبت منذ الربع الأول من السنة الأولى للحرب البنيامينية على غزة وفلسطي ولبنان أنه مسؤول محايد منذ الربع الأول من السنة الأولــــــى لــلــحــرب الـبـنـيـامـيـنـيـة عــلــى غــــزة وفـلـسـطـن السلطة ولـبـنـان، ويـريـد مخلصاً للمنظمة الـتـي هو أمينها العام أن تكون أمينة في موجبات تأسيسها ومـضـمـون مواثيقها وقــراراتــهــا. وهـــذا مـا يـنـادي به القادة العرب من خلال القمم التي يعقدونها، ولا تكون الإدارة الأميركية والحكومات الأطلسية عند حُسْن التصرف المحترم مع ما تحويه قرارات تلك القمم من صياغات موضوعية وأفـكـار تطفئ صـراعـات، وهـذا مـا بــدا خـطـوة مهمة مـن المملكة الـعـربـيـة السعودية عندما أبلغ ولي العهد رئيس مجلس الــوزراء الأمير 79 محمد بن سلمان، وقبْل أربعة أيام من بدء الدورة اﻟ للجمعية العمومية للأمم المتحدة المجتمع الدولي، من خلال الخطاب الذي ألقاه لدى افتتاحه، نيابة عن خادم الحرميْ الشريفيْ الملك سلمان بن عبد العزيز، أعـــمـــال الــســنــة الأولــــــى مـــن الــــــدورة الــتــاســعــة لمجلس الـــشـــورى، مــا يـؤكـد المــوقــف كثير الــوضــوح والـثـابـت ماضياً وحـاضـراً، وإلــى حي الأخــذ بمضمونه، بأنه لا عـــ قـــة دبــلــومــاســيــة مـــع إســـرائـــيـــل مـــن دون إقــامــة دولـــة فلسطينية وعاصمتها الـقـدس الـشـرقـيـة، هذا إلى رفع منسوب الاستنكار ﻟ«جرائم سُلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني...». وعندما لـلـيـوم 94 يـــتـــزامـــن هــــذا المـــوقـــف مـــع حـــلـــول الــــذكــــرى الـوطـنـي، فــإن التذكير بـالمـوقـف الـسـعـودي يـبـدو من خــ ل الـخـطـاب أنــه بمثابة مـوقـف مـن الـثـوابـت، وأن الإشـــــــارة إلـــيـــه عـشـيـة ذكـــــرى الـــيـــوم الـــوطـــنـــي تعكس جوهر موقف المملكة من القضية الفلسطينية، الذي لهذا الموقف حيّزٌ رحب في صمود السعي من أجل أن تنال القضية حقها المثبت دولياً وعربياً وإسلامياً في قرارات القمم والمنظمات الأممية. تـلـك مــجــرد خـــواطـــر وهـــوامـــش عـشـيـة بـــدء دورة يتمنى الإنـــســـان، حـيـث وُجــــد فــي أي أرض مــن بقاع الـقـارات الخمس، أن تؤسس لعهد يسود فيه السلام على الأرض، ولا يواصل نتنياهو والذين يساندونه مالاً وسلاحاً ومواقف، العبث كما يريد. OPINION الرأي 12 Issue 16738 - العدد Wednesday - 2024/9/25 الأربعاء وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com عبداللهفيصل آلربح فؤاد مطر انطباعات أوّليّة وسريعة وغاضبة على هامشالحرب - مـــرّة أخــــرى، الـبـشـر مــجــرّد تفصيل عــــــــــــارض. أولــــــئــــــك المــــــدنــــــيّــــــون الــــبــــؤســــاء والمنكوبون الذين يبكون أحبّة لهم قُتلوا، وبيوتاً هُدمت، وحياةً سوف يواجهونها بالافتقار والكفاف...، هؤلاء مجرّد رقم أو مشهد نتابعه على التلفزيون. ما من أحـد يأخذ هــؤلاء في اعتباره حــــــن يــــضــــع خــــطــــطــــه لـــــلـــــحـــــرب. رقـــمـــهـــم يُستحسن أن يكبر لأنّ فائدتهم الوحيدة، فـي غـابـة الــحــرب، أنّـهـم يـقـدّمـون البرهان عـلـى وحــشــيّــة الـــعـــدوّ الإســـرائـــيـــلـــيّ. إنّـهـم وثيقة صالحة «لتأكيد صحّة ما قلناه»، ولا زلنا نقوله منذ مئة عام. - الــــــكــــــرامــــــة؟ تـــهـــجـــيـــر الـــجـــنـــوبـــيّـــن والبقاعيّي (بعد الغزّيّي) بمئات آلافهم هــــو الــــكــــرامــــة بــعــيــنــهــا. مــــا المـــشـــكـــلـــة؟ قـد يـدعـوهـم، بعد سـنـة، أو سنتي، أو عشر سنوات، زعيم آخر، أو ربّما الزعيم نفسه، كـــي يـــعـــودوا إلـــى بـيـوتـهـم فـــي انــتــظــار أن يُـهـجّـروا مــجــدّداً. هــذه الــدعــوة سمعناها ورأيـنـاهـا قبل أسـابـيـع قليلة فـقـط، وهي تهبط مـنّـةً على الـسـكّـان مـن موقع العتوّ والأبّهة. الــــكــــرامــــة هـــــذه نـــمـــارســـهـــا عـــلـــى هـــذا النحو منذ أواخــر الستينات، لم نخذلها مــــــرّة ولـــــم تـــخـــذلـــنـــا. هـــكـــذا صــــرنــــا، نـحـن الــشــعــب الــلــبــنــانــيّ، أكــثــر شــعــوب الأرض كرامة! - إعـ ن الهزيمة بشع وموجع، وهو بالطبع يرتّب كلفة باهظة على من يعلن ذلك. إلاّ أنّ تلك الكلفة تتضاءل حي تقاس بـأكـ ف المـقـاومـة والـصـمـود. هـل تريدون أرقــامــ ، أم أنّ الأمـــر روح هائمة لا تقاس بالأرقام فيما تتعالى على كلّ معطى وكلّ ملموس؟ - يتراءى أحياناً أنّ تاريخنا لا يفعل إلاّ الــتــكــرار، مُـقـدّمـ مــا يكفي مــن الحجج لمــن يـرمـونـنـا بـالمـاهـيّـة والــجــمــود. نُـحـتَـلّ فـنـقـاوم، ونــقــاوم فـنُـحـتَـلّ، وهـكـذا دوالـيـك حـــتّـــى قـــيـــام الــــســــاعــــة. أمّــــــا حــــن تـتـبـاطـأ هــــذه المـــعـــادلـــة فـــي اشـتـغـالـهـا فــنــكــون في وقـــت ضـــائـــع، مستسلمي لـحـيـاة عــاديّــة خالية مـن الـشـرف والـكـرامـة. قـاومـوا إذاً، ومضمونٌ لكم أن تُحتَلّوا، ثمّ أن تقاوموا وأن تُـــحـــتَـــلّـــوا... وأن تـعـيـشـوا دائـــمـــ في الملاحم. - هل ثمّة من يُخبرنا ما هي السويّة الـتـي إذا بلغناها نـوقـف الـقـتـال أو نعلن الهزيمة؟ كم شخصاً ينبغي أن يُقتل؟ كم مساحة الأرض التي ينبغي أن تُحتلّ؟ كم عدد البيوت التي ينبغي أن تُهدم؟ كم من المـــواســـم الـــزراعـــيّـــة ينبغي أن تُـــحـــرق؟ أيّ واحد من المعايير قابل لأن يؤخذ به شرط أن يكون هناك معيار. الـــنـــظـــام الإيــــــرانــــــيّ، عـــلـــى مــــا يـــبـــدو، وضــــــع مـــعـــيـــاراً قـــــــرّر بـــمـــوجـــبـــه الانـــتـــقـــال إلـــى «الاعــــتــــدال». الـنـظـام الـــســـوريّ سبقه بـــــأن وضـــــع مـــعـــيـــاراً دفـــعـــه إلـــــى الـسـكـيـنـة والـــتـــنـــصّـــل. نـــحـــن، فـــي لـــبـــنـــان، مـعـيـارنـا انكسار إرادة المقاومة، وإرادة المقاومة لا تنكسر بطبيعة الــحــال، لأنّـهـا «مــن إرادة الله». هل ثمّة شيء قابل للرؤية في عالم الأرواح هذا؟ - بــــعــــد الــــتــــحــــريــــر الــــــــذي يــــعــــدنــــا بــه الـــبـــعـــض، وبـــعـــد إزالـــــــة الـــكـــيـــان الــغــاصــب الـــتـــي يــعــدنــا بــهــا الــجــنــاح الأشـــــدّ مــرونــة مــن الـبـعـض إيّـــــاه، مــــاذا ســـوف نـفـعـل؟ ما هو برنامجنا؟ برنامج؟ يا لها من كلمة سمجة! - مــــأســــاة الــفــلــســطــيــنــيّــن تــنــضــاف إليها مأساة استخدام فلسطي حتّى أنّ الكلمة نفسها صارت ترادف المصيبة على اللبنانيّي والسوريّي بعد الفلسطينيّي. ثقافة اقتراح المصيبة على الشعبي باتت تشكّل التيّار العريضوالسائد من الثقافة السياسيّة العربيّة. - هــــنــــاك شــــــيء كـــبـــيـــر انــــتــــهــــى، وإن استمرّ إنكار نهايته. النهاية والإنكار معاً يجعلان الموت مضاعفاً. فــي لـبـنـان عـلـى الأقــــلّ، هـنـاك أكـثـريّـة يُـــفـــتـــرض أنّ تـــكـــون المــــأســــاة الـــراهـــنـــة قـد وسّعتها وصلّبتها. هذه الأكثريّة لا تريد الــعــيــش، جــيــً بــعــد جــيــل، مـغـلـوبـة على أمرها، لا يُسأل رأيها في حياتها وموتها لمجرّد أنّ «قبضة من رجال الكرامة شاءت أن تــقــاوم». مـا تبنيه يُـهـدم ومــا تحلم به يُـبـدّد لمصلحة هــذا العبث المـحـض المكلّل بالأكاذيب والكلام الهوائيّ المنتفخ. هؤلاء أفـراد يحبّون بلدهم ويحبّون الحياة في الوقت نفسه. - مــن يلقي نــظــرة، ولـــو سـريـعـة، إلـى وســــائــــل الــــتــــواصــــل الاجـــتـــمـــاعـــيّ يُــرعــبــه مــدى الـتـكـارُه الطائفيّ الــذي أطلقته هذه الـــــحـــــرب، والــــــــذي كـــثـــيـــراً مــــا يـــتـــقـــاطـــع مـع انقسامات وطنيّة أو جـهـويّـة. ألــم يعدنا فرسان الحرب بوحدة جامعة لا يحقّقها شــــيء كــمــا يــحــقّــقــهــا الــــصــــراع مـــع الـــعـــدوّ الـصـهـيـونـيّ؟ إنّـهـا نـبـوءة أخـــرى تتحقّق أمام أعيننا! - هـــذه الـــحـــرب، فــي حــــدود مسرحها اللبنانيّ، تتويج لعمل مديد ودؤوب من تـدمـيـر لــبــنــان: تــدمــيــره بـوصـفـه مساحة مــتــواضــعــة لـــلـــحـــرّيّـــة والـــســـلـــم والانـــفـــتـــاح عـــلـــى الــــعــــالــــم، وتــــدمــــيــــره بـــوصـــفـــه شـيـئـ قــــابــــً لــــإصــــ ح ولــلــتــغــيــيــر، كـــمـــا تــبــنّ لـلـقـضـاء 2006 حـــن اســـتُـــحـــضـــرت حــــرب ، وحي 2005 ) مــارس (آذار 14 على مناخ اســـتُـــحـــضـــر فـــتـــيـــان الــــكــــرامــــة، فــــي طــريــق عودتهم من الإبادة السوريّة، للقضاء على .2019 ) أكتوبر (تشرين الأول 17 نعم، هكذا ينبغي أن نكون وأن نبقى، نقاوم ونُحتلّ ثمّ نُحتلّ ونقاوم، ونتحوّل إلى مقبرة كبرى تسمّيها الثقافة العربيّة الــســائــدة مـلـحـمـة كــبــرى مـــن الـــذوبـــان في عشق فلسطي. تسطيح أميركا ونحن على أعـتـاب موسم الانتخابات الأميركية، نـــجـــد مـــعـــظـــم وســــائــــل الإعــــــــ م الـــعـــربـــي مـــســـتـــمـــرة فـي استهلاك القوالب الجاهزة للصورة النمطية لأميركا. ويكفي أن تشاهد برامج التحليل السياسي لترى ذلك المحلل الألمعي يقول كلاماً على شاكلة «من المعروف أن الحزب الجمهوري...» أو «إن الحزب الديمقراطي دائماً مــا...» لتعرف مستوى التحليل السياسي في قنواتنا الــفــضــائــيــة المــتــخــصــصــة فــــي الأخـــــبـــــار. والأمـــــــر نـفـسـه ينسحب على المقالات والتحليل السياسي الـذي نقرأه فـي كثير مـن صحفنا العربية. أقـــول الغالبية، وليس الكل حتى لا نجحف المجيدين حقهم. إن أبــــرز تـلـك الــقــوالــب الــجــاهــزة الــتــي يـــســـوّق لها أولئك الأشــاوس عند حديثهم عن السياسة الأميركية أن الـــجـــمـــهـــوريـــن أكــــثــــر مــــيــــً لإشــــعــــال الـــــحـــــروب مـن الديمقراطيي. وعندما تسألهم عن المستند التاريخي لذلك، يجيبونك بجواب التغلبي عندما تُنحنح للقِرى بحسب وصف جرير. فلا إجابة لديهم، ومن سيحاول الإجــابــة سـيـذكـر لــك بـــوش الأب والابــــن وحربيهما في العراق وتدخل الأخير في أفغانستان، حتى كأن التاريخ العسكري الأميركي مختصرٌ في هاتي الحربي! إن النظرة القائمة على تـاريـخ قريب جـداً يلامس مـنـطـقـة واحـــــدة فـقـط مـــن الــعــالــم إنــمــا تـــدل عـلـى ضيق الأفـق بِبُعديه التاريخي والجغرافي. فنحن في العالم الإسلامي لسنا حجر الـزاويـة في السياسة الأميركية، والعقود الأخيرة ليست وحدها ما يجعلنا نحكم على سياسة القوى العظمى. ولنكن أكثر حرفية، ونقارن الفارق بي الحزبي في مسألة إشعال الحروب، لنرى أن: الحزب الجمهوري أدخل أميركا في خمس حروب )، حـرب 1865 -1861( هـــي: الــحــرب الأهـلـيـة الأمـيـركـيـة )، غزو 2001( )، حرب أفغانستان 1991( تحرير الكويت )، وما يُعرف بالحرب على الإرهـاب التي 2003( العراق .2001 ) سبتمبر (أيلول ١١ بدأت أعقاب هجمات الـــــحـــــزب الــــديــــمــــقــــراطــــي أدخـــــــل أمــــيــــركــــا فـــــي سـبـع مـــع بريطانيا العظمى، الحرب 1812 حـروب هـي: حـرب )، الحرب الأميركية 1848 - 1846( المكسيكية - الأميركية ، الحربان العالميتان 1898 - الإسبانية التي اندلعت عام )، وحـرب 1953 - 1950( الأولـــى والـثـانـيـة، حــرب كـوريـا .)1975 - 1955( فيتنام بالتأكيد، فـإن بعض تلك الـحـروب قد تم التناوب على قيادتها من كلا الحزبي من خلال الانتخابات التي أتـت برؤساء من الحزب الآخـر - الـذي لم يبدأ الحرب - ليكمل الرئيس الجديد مـا بــدأه سلفه المنتمي للحزب الآخر. ولكن يهمنا هنا: من بدأ الحرب، لأنه من سلّمها للقيادة التي تليه. بـــنـــظـــرة ســـريـــعـــة عـــلـــى ســـجـــل الــــحــــزبــــن، نـــجـــد أن الديمقراطيي قد بدأوا حروباً أكثر عدداً وأشد شراسة. بل إن الحروب المطبوعة في الوجدان الأميركي بوصفها حروباً كان بالإمكان تلافي الدخول فيها كان معظمها ضمن تلك الـتـي خاضها الـحـزب الديمقراطي، ويكفي نـمـوذج حــرب فيتنام مـثـالاً على ذلـــك، وهــي الكابوس الــذي لا يــزال يحوم على واشنطن بالعار مـن الهزيمة النكراء. لسنا هنا بوارد تبرئة الجمهوريي، فلديهم تاريخ دمــــوي لـيـس بــالــهــنّ. ولـــكـــنّ المــقــصــود فـقـط أن يُــراجــع الشخص المــادة التي يريد أن يلقيها على المتلقي قبل أن يكتبها فــي مـقـال أو يقولها فــي مـقـابـلـة، فالتقنية الحديثة سهّلت للعامة مراجعة ما يتلقونه في الإعلام والـحـكـم عـلـى مـسـتـوى الـكـاتـب أو ضـيـف الـقـنـاة. ربما تكون الخطوة الأكثر فعالية أن تبدأ الصحف والقنوات بمراجعة محتوى كتّابها وضيوفها ومحلليها ومن ثم تسائلهم عن المصادر التي استندوا إليها. ذلك هو الـسـبـيـل الأنــجــع لـحـمـايـة إعـ مـنـا مــن الـجـهـل وقـوالـبـه الجاهزة. التضليل الدولي... والوضوح السعودي حازم صاغيّة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky