issue16737

أعلنت دمشق تشكيل الحكومة الجديدة بــرئــاســة مـحـمـد غــــازي الــجــالــي، وذلــــك بعد نحو عشرة أيام من تكليف الرئيس السوري بـشـار الأســــد لــه بتشكيل الـــــوزارة الـجـديـدة، خلفاً لرئيس الوزراء السابق حسن عرنوس. وأبــــــــرز الـــتـــغـــيـــيـــرات الــــتــــي طـــــــرأت عـلـى الـــحـــكـــومـــة تـــعـــيـــن نــــائــــب وزيـــــــر الـــخـــارجـــيـــة والمغتربي بسام الصباغ وزيــراً للخارجية، خـلـفـ لــلــوزيــر الــســابــق فـيـصـل المـــقـــداد الـــذي أصبح نائباً لرئيس الجمهورية، ومفوضاً بـــمـــتـــابـــعـــة تـــنـــفـــيـــذ الــــســــيــــاســــة الــــخــــارجــــيــــة والإعـــــامـــــيـــــة فـــــي إطــــــــار تـــوجـــيـــهـــات رئـــيـــس الجمهورية. وقـالـت مـصـادر متابعة فـي دمـشـق إنه منذ تعيي الصباغ نائباً لـوزيـر الخارجية (أغسطس/آب)، كان واضحاً أنه تم 2023 في تحضيره ليشغل منصب وزيـــر الخارجية، خلفاً للمقداد. وحسب المصادر فإن الصباغ، وهو من مواليد مدينة حلب، وعمل مندوباً دائــــمــــ لـــلـــبـــاد لـــــدى الأمــــــم المـــتـــحـــدة، يـتـمـتـع بــصــفــات دبــلــومــاســيــة مـــمـــيـــزة، ويُــــعــــدّ ممن تتلمذوا على يـد وزيــر الخارجية الدمشقي الراحل وليد المعلم، الذي كان يتمتع بمرونة عالية وحنكة دبلوماسية رفيعة. ويـأتـي تعيي الصباغ فـي وقـت تنشط فـيـه الـحـركـة الـدبـلـومـاسـيـة الــروســيــة للدفع بــمــلــف الـــتـــقـــارب الــــســــوري - الـــتـــركـــي، وســط ضغوط إيرانية وتباين ســوري فـي المواقف الــتــي كــانــت تـعـبّـر عـنـهـا مـؤسـسـتـا الـرئـاسـة ووزارة الــخــارجــيــة. كـمـا يــأتــي تغيير وزيــر الخارجية السوري في ظل تصعيد إسرائيلي خطير تحاول دمشق تجنّب نيرانه المباشرة. وبـسـام صـبـاغ مـن مواليد مدينة حلب ، وحاصل على إجازة من المعهد العالي 1969 ، وكــــان مـــديـــراً في 1990 لـلـعـلـوم الـسـيـاسـيـة إلـى 2000 مكتب نـائـب وزيـــر الـخـارجـيـة مــن ، ومـسـؤول مكتب في وزارة الخارجية 2001 .1995 و 1994 بي عامي وشغل منصب سكرتير ثــانٍ بالسفارة 1995 الـسـوريـة فـي واشـنـطـن خــال المـــدة مـن .2000 إلى كما شغل موقع مستشار سياسي في البعثة الدائمة لسوريا لدى الأمم المتحدة في ، بعدها 2006 إلى 2001 نيويورك في المدة من عُـــنّ مـديـر إدارة فـي مكتب وزيـــر الخارجية ، وكــان خللها 2010 و 2006 بدمشق مـا بـن من المقربي إلى وزير الخارجية وليد المعلم، ليُعيّ بعدها ممثلً دائماً لسوريا لدى مكتب الأمـم المتحدة في فيينا، وسفير دمشق لدى إلى 2010 النمسا وسلوفاكيا وسلوفينيا من ، قبل أن يشغل منصب مندوب سوريا 2020 الــدائــم لــدى الـوكـالـة الـدولـيـة للطاقة الـذريـة، ومنظمة الأمـــم المـتـحـدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، ومكتب الأمــم المتحدة المختص ). كما شغل UNODC( بالمخدرات والجريمة الصباغ منصب المندوب الدائم لسوريا لدى منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» في لاهاي بــهــولــنــدا، قــبــل أن يــتــولــى مـنـصـب المـــنـــدوب .2020 الدائم لدى الأمم المتحدة في وكـان الرئيس الـسـوري بشار الأسـد قد سبتمبر (أيلول) الحالي، محمد 14 كلّف في غــازي الجللي، بتشكيل الحكومة السورية الــــجــــديــــدة خــلــفـــ لـــرئـــيـــس الــــــــــوزراء الـــســابــق حـسـن عـــرنـــوس. وذلــــك بـعـد يـــوم واحــــد من المشاورات التي أجراها الأسد بصفته الأمي العام لحزب «البعث العربي الاشتراكي» مع القيادة المركزية للحزب حـول تكليف رئيس لمجلس الوزراء يشكّل الوزارة الجديدة. وجـــــاء تـشـكـيـل الـــــــوزارة الـــجـــديـــدة على الـنـحـو الآتــــي: محمد غـــازي الـجـالـي رئيساً لمجلس الـــوزراء، ومحمد عبد الستار السيد وزيراً للأوقاف، وسلم سفاف وزيرة للتنمية الإداريـــــــــــــة، ومـــحـــمـــد ســــامــــر الـــخـــلـــيـــل وزيــــــراً لـلـصـنـاعـة، والـــلـــواء مـحـمـد خــالــد الـرحـمـون وزيـــــــراً لـــلـــداخـــلـــيـــة، ومـــحـــمـــد رامــــــي مـرتـيـنـي وزيراً للسياحة، وعلي محمود عباس وزيراً لــلــدفــاع، وإيــــاد الـخـطـيـب وزيــــراً لـاتـصـالات وتـقـانـة المـعـلـومـات، والـقـاضـي أحـمـد السيد وزيـــــراً لــلــعــدل، وزهـــيـــر خـــزيـــم وزيـــــراً لـلـنـقـل، وديــالا بركات وزيــرة للثقافة، وفــراس حسن قــدور وزيـــراً للنفط والـثـروة المعدنية، ولـؤي عماد المنجد وزيراً للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وأحــمــد بـوسـتـه جــي وزيـــر دولـــة، ومـــحـــمـــد عـــامـــر المــــارديــــنــــي وزيـــــــراً لـلـتـربـيـة، ولؤي خريطة وزيراً للإدارة المحلية والبيئة، ومعتز قطان وزيـــراً للموارد المائية، وبسام حسن وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي، وريـاض عبد الـرؤوف وزيـراً للمالية، وأحمد ضـمـيـريـة وزيـــــراً لـلـصـحـة، وســنــجــار طعمة وزيـراً للكهرباء، وفايز المقداد وزيـراً للزراعة والإصــــــــاح الـــــزراعـــــي، ومـــحـــمـــد ربـــيـــع قـلـعـه جـي وزيـــراً للقتصاد والـتـجـارة الخارجية، وأحــمــد هــدلــة وزيــــر دولــــة، وســمــر السباعي وزيـراً للشؤون الاجتماعية والعمل، وحمزة علي وزيراً للأشغال العامة والإسكان، وزياد غصن وزيراً للإعلم. ومـــــــــــن الــــــــافــــــــت تـــــعـــــيـــــن شــــخــــصــــيــــات تـــكـــنـــوقـــراط مـــثـــل وزيـــــــر الـــكـــهـــربـــاء ســنــجــار طعمة، والإعلمي والخبير الاقتصادي زياد غـصـن وزيـــــراً لـــ عـــام الــــذي عُــــرف بـانـتـقـاده للسياسات الاقتصادية للحكومات السابقة. وجــاءت ديـالا بركات لتخلف في وزارة الثقافة لبانة مشوح التي تعرّضت لانتقادات كثيرة في الفترة الأخيرة على خلفية تأجير قلعة دمشق لحفل زفاف لرجل أعمال سوري. 8 أخبار NEWS Issue 16737 - العدد Tuesday - 2024/9/24 الثلاثاء المقداد نائباً لرئيس الجمهورية ومفوضاً متابعة تنفيذ السياسة الخارجية والإعلامية ASHARQ AL-AWSAT «الخارجية» في عهدة بسام الصباغ «تلميذ المعلم» ولادة الحكومة السورية الجديدة برئاسة الجلالي دمشق: «الشرق الأوسط» محمد غازي الجلالي (الإخبارية السورية) بسام الصباغ (سانا) «قيود جديدة» على دخول السودانيين إلى مصر فـــــرضـــــت الــــســــلــــطــــات المـــــصـــــريـــــة «قـــــيـــــوداً جديدة»، على دخول السودانيي القادمي من دول أخـــرى إلــى أراضـيـهـا، تتضمّن الحصول عـــلـــى «مــــوافــــقــــة أمـــنـــيـــة» مــســبــقــة، إلـــــى جــانــب تأشيرة الدخول، ما أثـار تساؤلات حول مدى تــأثــيــر ذلــــك الإجــــــراء عــلــى أعـــــداد الــســودانــيــن المقيمي في مصر هرباً من الحرب الداخلية. وحسب منشور لإدارة الجوازات والهجرة، التابعة لوزارة الداخلية المصرية، فإنه يشترط «حصول الركاب السودانيي القادمي للبلد، على تأشيرة دخول مسبقة، مع موافقة أمنية من السفارات المصرية بالدول القادمي منها، سـبـتـمـبـر (أيــــلــــول) الـــجـــاري»، 18 اعـــتـــبـــاراً مـــن و«إلغاء التعليمات السابقة التي كانت تسمح بـــــدخـــــول الــــســــودانــــيــــن بـــعـــد الــــحــــصــــول عـلـى تـأشـيـرة مسبقة مشفوعة بمحل إقـامـة بـدول الخليج ودول الاتحاد الأوروبي». ولا يتعلق الأمـر بالقادمي من السودان، حـــيـــث نــــصّــــت ضـــــوابـــــط الـــســـلـــطـــات المـــصـــريـــة عــلــى «الـــســـمـــاح بـــدخـــول الـــركـــاب الــســودانــيــن حاملي تـأشـيـرات الــدخــول المسبقة، الـصـادرة مــن الــســفــارة المـصـريـة بـــالـــســـودان، مــــدوّن بها (مـــعـــروف لـــدى الــبــعــثــة)، دون الــحــصــول على موافقة أمنية». وأرجــــــــــع مـــــراقـــــبـــــون تـــــحـــــدّثـــــوا لـــــ«الــــشــــرق الأوســــط»، تلك الإجـــــراءات، إلــى «مــخــاوف لدى مـــصـــر مــــن حـــصـــول مـــواطـــنـــن مــــن دول جــــوار الـسـودان على الجنسية الـسـودانـيـة، ثـم دخـول مـــصـــر بــصــفــتــهــم ســـــودانـــــيـــــن»، مـــتـــوقّـــعـــن أن تحُدّ تلك الإجـــراءات من أعــداد الوافدين، حيث «عـاد ركـاب كانوا قادمي للقاهرة من المطارات لتوفيق أوضاعهم بعد بدْء تطبيق الاشتراطات الجديدة». وتستضيف مصر أكثر من نصف مليون سوداني فرّوا من الحرب الداخلية بي الجيش و«قــوات الدعم السريع» التي اندلعت منتصف أبريل (نيسان) العام الماضي، فضلً عن مليي مـن السودانيي الـذيـن يعيشون فـي مصر منذ سنوات. ووفق وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، فإن مصر «أكبر دولة مجاورة لـلـسـودان اسـتـضـافـت سـودانـيــن، مـنـذ انـــدلاع الحرب، وعلى مدار عشرات السني الماضية». ويــــرى نــائــب رئــيــس الـجـالـيـة الـسـودانـيـة بمصر، أحمد عـوض، أن «الإجـــراءات الجديدة ســــتــــحُــــدّ مـــــن أعـــــــــداد الــــســــودانــــيــــن الـــقـــادمـــن للقاهرة»، وقـال: «هناك أعـداد من السودانيي عـــــادوا مـــن بـعـض المـــطـــارات فـــي الـــخـــارج، بعد تطبيق الاشتراطات». وعَـــــــدّ عـــــوض فــــي تـــصـــريـــحـــات لــــ«الـــشـــرق الأوســــــــط»، أن «إجـــــــــراءات الــســلــطــات المــصــريــة طبيعية فــي ضـــوء الأوضـــــاع الأمـنـيـة المحيطة بها»، وأشار إلى «وجود مخاوف أمنية، بسبب حــصــول بـعـض مــواطــنــي دول جــــوار الـــســـودان على الجنسية السودانية»، وقـال: «بعض هذه الــحــالات قـد تـأتـي لإثـــارة الـفـن، والـتـأثـيـر على وضعية الجالية المقيمة في مصر منذ سنوات». وتـــــشـــــتـــــرط الــــســــلــــطــــات المـــــصـــــريـــــة عــلــى السودانيي المقيمي بأراضيها، تقني وضع إقامتهم، بإصدار تصاريح الإقامة القانونية، وفقاً لوزارة الداخلية المصرية. وتـوقّـف نائب رئيس الجالية السودانية بمصر مــع مــا أســمــاه «الأضـــــرار والـصـعـوبـات التي يتعرض لها السودانيون المقيمون منذ ســنــوات طـويـلـة فــي مـصـر، بسبب المـمـارسـات التيصاحبت قدوم أعداد كبيرة من الفارّين من الحرب»، وعدّد من بينها «صعوبات التعليم، وتوقّف الدراسة أمام الطلب السودانيي». ولاقــــــت الاشــــتــــراطــــات الــــجــــديــــدة تــفــاعــاً بــــن المـــســـتـــخـــدمـــن عـــلـــى مـــنـــصّـــات الـــتـــواصـــل الاجتماعي. وســـعـــى الــبــعــض لـلـتـذكـيـر بــــأن الـــقـــرارات الجديدة لا تشمل السودانيي داخل السودان، ولا تشترط حصول الركاب على موافقة أمنية لدخول مصر. وعَـدّ الكاتب والمحلّل السياسي الــســودانــي، عـثـمـان مـيـرغـنـي، (رئــيــس تحرير صحيفة «التيار» السودانية)، ضوابط دخول السودانيي الجديدة لمصر «اشتراطات مشدّدة على الـسـودانـيـن»، مشيراً إلــى أنـهـا «ستؤثر على حركة أبناء الجالية السودانية في الدول الأخرى، الذين يرغبون في القدوم لمصر». ولا يرى ميرغني، في تصريحات لـ«الشرق الأوســــــــــــط»، وجــــــــود تــــأثــــيــــرات لـــاشـــتـــراطـــات الجديدة على حركة السودانيي القادمي من السودان، وقال إن «التأثير الأكبر سيكون على حـركـة السياحة والأعــمــال للسودانيي الذين يعيشون في الخليج والدول العربية وأوروبا وأميركا»، مشيراً إلى أن «غالبية هذه الشرائح ترتبط بأعمال بالدول التي يقيمون فيها، ولا يستهدفون القدوم لمصر للإقامة». وليست هذه المرة الأولـى التي تقوم فيها السلطات المـصـريـة بتحديث إجــــراءات دخـول الــســودانــيــن لأراضـــيـــهـــا، حــيــث اشــتــرطــت في نـهـايـة شـهـر أغـسـطـس (آب) المــاضــي، ضـــرورة تـــقـــديـــم جــمــيــع المـــســـافـــريـــن الـــســـودانـــيـــن قـبـل الحصول على تأشيرة دخول «شهادة صحية معتمدة وموثقة من وزارة الصحة السودانية، لتطعيم شلل الأطفال (جرعة سولك)»، وطالبت أن يتم «مراعاة - بدايةً من شهر أكتوبر المقبل أسـابـيـع عـلـى التطعيم، قـبـل تـاريـخ 4 - مـــرور شهراً من 12 الوصول لمصر، وبما لا يتجاوز التطعيم». القاهرة: أحمد إمبابي خبير: وقف الهجمات وفك الحصار عن المدينة رهن اتفاق سياسي السودان... «استراحة محارب» في الفاشر تــشــهــد الأوضـــــــاع فـــي مــديــنــة الـــفـــاشـــر بـإقـلـيـم دارفور، في غرب السودان، هدوءاً حذراً لليوم الثالث على التوالي، بعد معارك متواصلة طـوال أكثر من أسبوع. ولم تهاجم «قـوات الدعم السريع» معسكر الـجـيـش فـــي المــديــنــة، عـلـى عـكـس مـــا كـــان مـتـوقـعـ ، فتواصل «قوات الدعم السريع» تكتيكاتها المعروفة بـ«تليي الـدفـاعـات» عن طريق «الهجوم والتراجع حتى تأتي اللحظة الحاسمة للنقضاض بضربة قـــويـــة لـهـزيـمـة الــــعــــدو»، بــعــد أن تـــكـــون قـــد أنـهـكـتـه بـ«الهجمات المتواصلة». ففي يـوم السبت الماضي، حققت «قــوات الدعم الـــســـريـــع» تـــقـــدمـــ لافـــتـــ داخــــــل المـــديـــنـــة الـــتـــي ظـلـت تحاصرها على مـدى أشهر؛ إذ استطاعت التوغل في عـدد من أحياء المدينة، واقتربت من مقر قيادة «الفرقة السادسة» التابعة للجيش، وسط خسائر بـشـريـة ومــاديــة كـبـيـرة، شملت قـــادة مـيـدانـيـن من طرفي القتال، وفق شهود في المدينة. وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو حددت أسماء قادة ميدانيي قتلوا من الطرفي، لكن إعــام الطرفي المتحاربي لـم يعلن أسـمـاء. وقالت مصادر عدة إنه كان متوقعاً أن تواصل «قوات الدعم السريع» هجماتها على الجيش والـقـوات الحليفة معه المعروفة باسم «القوات المشتركة»، لكن المدينة ظلت هـادئـة نسبياً باستثناء تـراشـقـات مـحـدودة يغلب عليها تبادل القصف المدفعي والجوي. سبب توقف القتال وتـــــســـــاءل الـــبـــعـــض عــــن ســـبـــب تــــوقــــف «قـــــوات الـــدعـــم الــســريــع» عـــن مــواصــلــة تـوغـلـهـا فـــي المـديـنـة ومهاجمة مقر قيادة الجيش. وفيما ذهب البعض إلـــى أن الأمـــر قــد يـعـود إلـــى مــا سـمـوهـا «اسـتـراحـة مـــحـــارب»، قـــال الـبـعـض الآخـــر إن الأمـــر ربـمـا يعود إلـــى «تـصـاعـد غـضـب المـجـتـمـع الــدولــي مـمـا يحدث في الفاشر»، مشيرين إلى انتقادات وجهها الاتحاد الأوروبـــــي، يــوم الأحـــد، إلــى «قـــوات الـدعـم السريع» بشأن «انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان»، ملوّحاً بفرض عقوبات جديدة على قادة في مناصب عليا من طرفي الـنـزاع. وسبق موقف الاتـحـاد الأوروبــي بــيــوم واحــــد تـصـاعـد فـــي حـــدة لـهـجـة الأمــــن الـعـام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إزاء الأوضـاع فــي الــفــاشــر، وأبــــدى مــا سـمـاه «انــزعــاجــه الـشـديـد» بــشــأن الــتــقــاريــر عـــن الــهــجــوم واســــع الــنــطــاق الـــذي تشنه «قوات الدعم السريع» على الفاشر، محذراً من استمرار التصعيد، وموجهاً دعوة رسمية إلى قائد «قـوات الدعم السريع»، الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي»، لإصدار أمر بـ«وقف الهجوم فوراً». كما حــذرت وكيلة الأمــن الـعـام للأمم المتحدة للشؤون الأفريقية، مارثا بوبي، من مخاطر عنف جماعي قد ينتج عن القتال في الفاشر. وحـــول استجابة قـائـد «قـــوات الـدعـم السريع» لـــنـــداءات المـجـتـمـع الـــدولـــي، قـــال المــحــامــي والمـحـلـل الــســيــاســي حـــاتـــم إلـــيـــاس لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط» إن «تــهــديــدات المـجـتـمـع الـــدولـــي لــن تــؤثــر عـلـى مجري العمليات فـي الفاشر، ولـن تدفعه إلـى التخلي عن معركة الفاشر؛ لأن الاستيلء على المدينة سيمثل هزيمة الجيش والقوات المتحالفة معه، وهو هدف استراتيجي وحيوي لــ(قـوات الدعم السريع). كما أن تحذيرات المجتمع الدولي لـ(قوات الدعم السريع) ليست جـديـدة؛ بـل بــدأت منذ بـدايـة حصار المدينة في مايو (أيار) الماضي. المجتمع الدولي في الغالب ليس جاداً في تهديداته». اتفاق غير معلن وربــط إلـيـاس احتمال استجابة «قـــوات الدعم الــســريــع» لمـطـالـب المـجـتـمـع الـــدولـــي بــالــوصــول إلـى اتــــفــــاق غـــيـــر مــعــلــن يــحــقــق لــــه مـــكـــاســـب ســيــاســيــة، مـضـيـفـ : «لـكـن بشكل عـــام؛ (قــــوات الــدعــم الـسـريـع) هي الأكثر استجابة لمطالب المجتمع الدولي، بينما تبنى الجيش وقادته مواقف أكثر تعنتاً، مما يعدّ مـواصـلـة لنهج نـظـام الإسـامـيـن الـسـابـق المـعـادي للغرب». وتوقع إلياس سقوط الفاشر قريباً، قائلً: «علمنا الـتـاريـخ العسكري أن الـوضـع المـيـدانـي في حــالــة الـــدفـــاع لا يــــدوم طـــويـــاً، وأن الــهــجــوم دائـمـ أفضل من الدفاع». وكانت «قوات الدعم السريع» قد اشترطت لوقف الهجوم على الفاشر خروج الجيش و«الــــقــــوات المــشــتــركــة» المـتـحـالـفـة مـعــه مـــن المـديــنــة، وترك مسؤولية حفظ الأمن لقوات «حركات الكفاح المسلح» المحايدة في الصراع بي طرفي القتال. جانب من الدمار الذيخلّفه القتال في الفاشر (أ.ف.ب) كمبالا: أحمد يونس

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky