issue16737

5 حربغزة... تتمدد NEWS Issue 16737 - العدد Tuesday - 2024/9/24 الثلاثاء «استهداف إسرائيل المدنيين يرقى إلىجرائم الحرب» ASHARQ AL-AWSAT تفعيل خطط الطوارئ... والمدارس مراكز إيواء نزوح كثيفمن الجنوب والبقاع إلىجبل لبنان وبيروت فـعّـلـت «الـلـجـنـة الـوطـنـيـة لتنسيق عـمـلـيـات مــواجــهــة الــــكــــوارث والأزمــــــات» خطط الطوارئ التي كانت قد وضعتها للتعامل مع توسّع الحرب الإسرائيلية على لبنان، وأعلنت عـن تسجيل حركة نـــــــزوح كـــثـــيـــفـــة، لا ســـيـــمـــا مــــن الـــجـــنـــوب والنبطية والبقاع، إلى مناطق مختلفة في جبل لبنان والبقاع الغربي وبيروت. وعــــمّــــمــــت الـــلـــجـــنـــة لــــوائــــح بـــمـــراكـــز الإيــواء المعتمَدة حسب المناطق، وأرقـام هواتف للتواصل معها في حال الحاجة إلى الإيواء. وبــــــدا واضــــحــــا أنـــــه تــــم تـخـصـيـص المـــــدارس الـرسـمـيـة المـــوزّعـــة عـلـى معظم المحافظات مراكزَ لاستقبال النازحين، ما يـهـدّد عمليا الـعـام الـدراسـي الحالي في لبنان حال طال أمد الحرب. النزوح شمل الضاحية الجنوبية وانتشرت فيديوهات على وسائل الــــتــــواصــــل الاجــــتــــمــــاعــــي تُـــظـــهـــر مـــئـــات السيارات على طريق الجنوب - بيروت، ما تسبّب بزحمة سير خانقة. وتجنّب أهالي الجنوب الذين تركوا قُــــراهــــم وبـــلـــداتـــهـــم الـــتـــوجّـــه إلــــى مــنــازل يـمـتـلـكـونـهـا فــــي الـــضـــاحـــيـــة الـجـنـوبـيـة لــبــيــروت؛ إذ يـعـتـبـرونـهـا مـنـذ التفجير الـــذي استهدف الضاحية، يــوم الجمعة الماضي، غير آمِنة. عاما) إلى أنه يبحث 33( وأشار م.ن عـن مـنـزل لـإيـجـار فـي إحـــدى قــرى جبل لــبــنــان لــلــنــزوح إلـــيـــه مـــع عــائــلــتــه، لافـتـا في تصريح لـ«الشرق الأوســـط»، إلـى أن «منزل عائلته في الجنوب لم يَعُد آمِنا، وكـــذلـــك مــنــزلــه فـــي الــضــاحــيــة، الــــذي قد يكون أكثر خطورةً؛ لأنه غير متأكد من هـويـة مَــن يسكنون فـي المبنى معه كما في المباني المتاخمة». الإقليم والشوف وأشــــار أمـــ الـسـر الــعــام لــ«الـحـزب التقدمي الاشـتـراكـي»، ظافر ناصر، إلى أنــــه مـــع بـــــدْء تـــدفـــق الـــنـــازحـــ ، الاثـــنـــ ، بــــدأ تـنـفـيـذ خــطــط الــــطــــوارئ المــوضــوعــة لإيــوائــهــم، لافــتــا فــي تـصـريـح لـــ«الــشــرق الأوســـــــــــط» إلــــــى أن كـــــل الـــخـــطـــط بـــاتـــت بــتــصــرف لـــجـــان الإغـــاثـــة الــرســمــيــة عبر القائمقامين. وأوضــــــح أن هـــنـــاك مــــركــــزَي تـجـمّـع أســـاســـيـــ ْ؛ الأول فـــي إقــلــيــم الـــخـــروب، والــــثــــانــــي فــــي الــــشــــوف، مـــشـــيـــراً إلـــــى أن الـتـدفـق الأســـاســـي هــو بـاتـجـاه الإقـلـيـم؛ كـــونَـــه الأقــــــرب إلــــى الـــجـــنـــوب. وأضـــــاف: «كــــــذلــــــك هـــــنـــــاك حـــــركـــــة مــــــن الـــضـــاحـــيـــة الجنوبية باتجاه بعبدا وعاليه». وقـــــــال المـــــســـــؤول فـــــي وحـــــــدة إدارة الــــكــــوارث بـمـنـطـقـة صـــــور، بــــال قـشـمـر، لــــــ«وكـــــالـــــة الـــصـــحـــافـــة الـــفـــرنـــســـيـــة»، إن «مئات النازحين وصلوا إلى مركز إيواء بــمــديــنــة صـــــور، بـيـنـمـا يـنـتـظـر آخــــرون فـــي الــــشــــوارع»، فـــي وقـــت أفــــاد مــصــوّرو «وكــــالــــة الــصــحــافــة الــفــرنــســيــة» بـزحـمـة ســــيــــر خــــانــــقــــة، خــــصــــوصــــا فـــــي مـــديـــنـــة صيدا الساحلية التي اكتظت شوارعها بسيارات تُقِلّ نازحين. توجيهات من «الداخلية» مـــن جــهــتــه، أعــطــى وزيــــر الـداخـلـيـة والـــبـــلـــديـــات الــلــبــنــانــي، الـــقـــاضـــي بـسـام مــــولــــوي، الـــتـــوجـــيـــهـــات إلـــــى المــحــافــظــ بفتح المــــدارس والمـعـاهـد الـرسـمـيـة أمــام نازحي الجنوب. وقــــــال مــكــتــب وزيــــــر الـــداخـــلـــيـــة، إن «الوزير مولوي عقد لهذه الغاية اجتماعا مــع خـلـيـة الأزمــــة فــي الــــــوزارة، بحضور مــــديــــرة الإرشــــــــاد والـــتـــوجـــيـــه فــــي وزارة التربية والتعليم العالي الدكتورة هيلدا خـــوري، وتــقــرّر فـي ضــوء ذلـــك، وحرصا عــــلــــى ســـــامـــــة المـــــواطـــــنـــــ الـــلـــبـــنـــانـــيـــ وأمنهم، فتح المدارس والمعاهد الرسمية مراكز لليواء». كــــمــــا طــــلــــب مـــــولـــــوي مـــــن المــــديــــريــــة الـعـامـة لـقـوى الأمـــن الـداخـلـي والأجــهــزة الأمنية مواكبة عمليات النزوح والإيواء، ومساعدة المواطنين اللبنانيين، وحفظ الأمن والنظام، والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة. بيروت: بولا أسطيح لودريان في بيروت... و«يونيفيل» لإعطاء الأولوية لحياة المدنيين ميقاتي: حرب إبادة إسرائيلية على لبنان وصــــف رئــيــس الــحــكــومــة الـلـبـنـانـيـة، نجيب ميقاتي، التصعيد الإسرائيلي على لبنان بأنها «حــرب إبـــادة»، فيما تجددت الــــتــــحــــذيــــرات مــــن عــــواقــــبــــه عـــلـــى المــنــطــقــة بأكملها، فيما وصفت قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان «الهجمات على المدنيين في لبنان بـ(جرائم الحرب)». هـــذا فــي وقـــت وصـــل فـيـه إلـــى بـيـروت المـــبـــعـــوث الـــفـــرنـــســـي جـــــان إيـــــف لــــودريــــان فـــي زيـــــارة كــانــت قـــد حـــــدّدت سـابـقـا للقاء المـــــســـــؤولـــــ الـــلـــبـــنـــانـــيـــ ، والــــبــــحــــث فــي إمــكــانــيــة تــحــريــك الأزمــــــة الــرئــاســيــة وفــي المستجدات الأمنية. وقـــــــال مـــيـــقـــاتـــي فـــــي جـــلـــســـة مـجـلـس الــــــوزراء الــتــي عــقــدت صــبــاح الاثـــنـــ : «إن ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بشأن مخاوفه من تحويل جنوب لبنان إلى غزة ثانية، وإنـهـا حــرب يجب أن تنتهي، هذا المـوقـف يجب أن يـكـون حـافـزاً للجميع، لا سيما لـدول القرار للضغط على إسرائيل لـوقـف عــدوانــهــا، وتطبيق الــقــرار الـدولـي الصادر عن مجلس الأمن وحل 2735 الرقم القضية الفلسطينية على قـاعـدة اعتماد حل الدولتين والسلم العادل والشامل». وأضــــــاف: «إن الــــعــــدوان الإســرائــيــلــي المـتـمـادي عـلـى لـبـنـان حـــرب إبــــادة بـكـل ما للكلمة من معنى ومخطط تدميري يهدف إلــــى تــدمــيــر الـــقـــرى والـــبـــلـــدات الـلـبـنـانـيـة والــقــضــاء عـلـى كــل المــســاحــات الــخــضــراء. وفي كل الاتصالات التي نقوم بها، ندعو الأمــــــم المـــتـــحـــدة ومـــجـــلـــس الأمــــــن والــــــدول الـــفـــاعـــلـــة إلـــــى الـــــوقـــــوف مــــع الــــحــــق وردع 1701 الـــعـــدوان، ونــجــدد الـتـزامـنـا بـالـقـرار بشكل كـامـل ونـعـمـل كحكومة عـلـى وقـف الـحـرب الإسرائيلية المستجدة، ونتجنب قدر المستطاع الوقوع في المجهول». من جهتها، حذّرت قوة الأمم المتحدة المـــوقـــتـــة فـــي لــبــنــان (يــونــيــفــيــل)، الاثـــنـــ ، مـــن «عـــواقـــب بـعـيـدة المــــدى ومـــدمـــرة» لأي تصعيد إضافي بين إسرائيل وحزب الله. وقـــالـــت «يـــونـــيـــفـــيـــل»، فـــي بـــيـــان لـهـا: «أجـــــرى الـــجـــنـــرال أرولــــــدو لازارو، رئـيـس بعثة يونيفيل وقـائـدهـا الـعـام، اتـصـالات مــــع الـــطـــرفـــ الــلــبــنــانــي والإســـرائـــيـــلـــي»، مـؤكـداً الحاجة الملحة لخفض التصعيد. وتـــتـــواصـــل الــجــهــود لـتـخـفـيـف الــتــوتــرات ووقــــف الـــقـــصـــف»، وأكــــد «أن أي تصعيد إضـــافـــي لــهــذا الـــوضـــع الـخـطـيـر يـمـكـن أن تــكــون لـــه عـــواقـــب بــعــيــدة المــــدى ومـــدمـــرة، ليس فقط على أولئك الذين يعيشون على جـانـبـي الــخــط الأزرق، ولــكــن أيــضــا على المنطقة ككل». وفـيـمـا لـفـت إلـــى أنـــه «وفـــقـــا لـتـقـاريـر الـــســـلـــطـــات الــلــبــنــانــيــة، فـــقـــد قُـــتـــل وجُـــــرح المــــئــــات»، شــــدد عــلــى أن «الــهــجــمــات على المـــدنـــيـــ لا تـــشـــكـــل انـــتـــهـــاكـــات لــلــقــانــون الدولي فحسب، بل قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب». وكــــررت «يـونـيـفـيـل» دعـوتـهـا القوية لـلـتـوصـل إلـــى «حـــل دبــلــومــاســي»، وحثت «جــمــيــع الأطـــــــراف عــلــى إعـــطـــاء الأولـــويـــة لـحـيـاة المـدنـيـ وضــمــان عـــدم تعريضهم للأذى». وأكـــــــدت أنـــــه «مـــــن الـــــضـــــروري إعـــــادة الالتزام الكامل بتنفيذ قـرار مجلس الأمن ، الــذي أصـبـح الآن أكثر 1701 الـدولـي رقــم أهمية من أي وقت مضى لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الـصـراع وضـمـان الاستقرار الدائم». بـــــــدوره أكـــــد المـــنـــســـق الــــخــــاص لــ مــم المـــتـــحـــدة فــــي لـــبـــنـــان، عــــمــــران ريــــــــزا، بـعـد مـــشـــاركـــتـــه فــــي اجـــتـــمـــاع «لـــجـــنـــة تـنـسـيـق عـــمـــلـــيـــات مــــواجــــهــــة الــــــكــــــوارث والأزمـــــــــات الوطنية» الذي دعا إليه ميقاتي: «الحلول كــــمــــا نــــعــــرف جـــمـــيـــعـــا هـــــي دبـــلـــومـــاســـيـــة وســــيــــاســــيــــة، ومـــهـــمـــتـــي كـــمـــنـــســـق لـــ مـــم المتحدة هي الدفع في هـذا الاتـجـاه، ولكن مـــا نــــراه يــومــا بـعـد يـــوم أن الأمـــــور تـــزداد صعوبة على المدنيين، وأن الأمــم المتحدة والمجتمع المـدنـي يـقـومـان بما بوسعهما مــع الـهـيـئـات المـانـحـة مــن أجـــل الـبـحـث في كيفية الدعم واستراتيجيتهم المتخذة من أجـل مساعدتنا ومساعدة الحكومة على الاستجابة». وأشـــــــار إلـــــى أن مــــا حـــصـــل الأســـبـــوع الماضي شكل ظاهرة من إصابة المدنيين، واسـتـجـابـة الــنــاس والـعـامـلـ فــي المـجـال الـــصـــحـــي، مــشــيــداً بــالــقــطــاع الــصــحــي في لبنان الذي استجاب بقوة وتعامل مع هذا العدد الكبير من المصابين. مــــن جـــهـــتـــه، وصـــــف وزيــــــر الــداخــلــيــة والبلديات اللبناني بسام المولوي الوضع بــالــخــطــيــر، داعـــيـــا جــمــيــع المـــواطـــنـــ إلــى الحذر من خطورة الضربات الإسرائيلية. وفــــي حـــديـــث لــقــنــاة «الـــعـــربـــيـــة»، قــال مولوي: «لبنان كله يتعرض للحرب وعلى المـواطـنـ الـتـمـاسـك»، آمـــاً «ألا نصل إلى حـــرب شــامــلــة»، وطـــالـــب المـجـتـمـع الــدولــي بحماية لبنان مـن الاعـــتـــداءات، مـؤكـداً أن .1701 إسرائيل هي المعتدي وخرقت القرار وفـــــــــي حـــــــ دان مــــعــــظــــم الأفـــــــرقـــــــاء الــلــبــنــانــيــ الـتـصـعـيـد الإســـرائـــيـــلـــي غير المـــــســـــبـــــوق عــــلــــى لـــــبـــــنـــــان، أجـــــــــرى رئـــيـــس «حــزب الكتائب» اللبنانية النائب سامي الـجـمـيّـل اتـــصـــالاً هـاتـفـيـا مـــطـــولاً برئيس «حــزب الــقــوات» اللبنانية سمير جعجع، فــي إطــــار التنسيق الـقـائـم والمـسـتـمـر بين مــكــونــات المـــعـــارضـــة، حــســب بـــيـــان صـــادر عن «الكتائب»، مشيراً إلى أنه «تم التداول فــيــه فـــي المـــســـتـــجـــدات كــلــهــا، واتـــفـــقـــا على إبـقـاء الاتــصــالات بـ الـحـزبـ ومكونات المـــعـــارضـــة مـفـتـوحـة تـــداركـــا لـاحـتـمـالات كلها». بيروت: «الشرق الأوسط» ميقاتي مترئساً اجتماع لجنة تنسيقعمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية أمس(رئاسة الحكومة) هل بدأت طهران مرحلة المقايضة مع واشنطن على حساب أذرُعها؟ تساؤلات لبنانية عن انكفاء إيراني «مُريب» خلال الحرب الإسرائيلية بــيــنــمــا تــــرفــــع إســــرائــــيــــل مــــن وتـــيـــرة عملياتها ضـــدّ «حـــزب الــلــه»، وتستهدف مواقع استراتيجية، وتعمل بشكل ممنهج على تصفية قياداته، وتحويل لبنان إلى ساحة حربٍ حقيقية، يسجّل تراجُع إيران عن هذه المواجهة، وجنوحها نحو ترتيب أوراقــهــا السياسية مـع الــولايــات المتحدة والغرب، وفق محلّلينسياسيين لبنانيين. ويــســتــدلّــون عـلـى ذلـــك بـمـا صــــرّح به المـرشـد الأعـلـى علي خامنئي عـن «تـراجُـع تكتيكي» في الرّد على استهداف إسرائيل لـلـمـصـالـح الإيـــرانـــيـــة، وصـــــرْف الـنـظـر عن الانتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنيّة في عمق طـــهـــران، وكـــذلـــك يـسـتـشـهـدون بــمــا أعـلـنـه وزيـر الخارجية الإيـرانـي عباس عراقجي مــن أن بـــاده مـسـتـعـدّة لإجــــراء مـحـادثـات حول ملفها النووي في نيويورك. وتـــضـــاربـــت قــــــــراءات الـــخـــبـــراء حـــول أبــعــاد الـسـيـاسـة الإيــرانــيــة الــجــديــدة، ومـا إذا كــانــت دخــلــت فــعــاً مــرحــلــة المـقـايـضـة على أذرُعها العسكرية في المنطقة، مقابل مــكــاســب سـيـاسـيـة تُـحـقّـقـهـا عــلــى طــاولــة المـفـاوضـات، أم أن العلقة العقائدية بين إيران و«حزب الله» عصيّة على الانفكاك. سعيد: «حزبالله» متروك لقَدره وأشــــار رئـيـس «لــقــاء ســيّــدة الـجـبـل»، الـنـائـب الـلـبـنـانـي الـسـابـق فــــارس سعيد، إلـــى أن «المــشــهــد الــــذي نــــراه فـــي غــــزّة منذ أشهر يتكرّر الآن فـي لـبـنـان»، مشيراً إلى أن «الأيام المقبلة ستُبّ ما إذا كانت إيران تـقـود مـحـور المـقـاومـة فـي وجــه إسـرائـيـل، أم أنــهــا تـــحـــارب تـــل أبــيــب عـبـر حلفائها، بينما هي مهتمّة بالتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية». وقــــال سـعـيـد فـــي تـصـريـح لـــ«الــشــرق الأوســــــــــــط»: «يــــتــــبــــّ يــــومــــا بـــعـــد يــــــوم أن المـنـخـرطـ فـــي أذرُع إيـــــران بـالمـنـطـقـة هم الـــذيـــن يــمــوتــون بـمـواجـهـة إســـرائـــيـــل، من أجــــل تـحـسـ ظــــروف مـــفـــاوضـــات طــهــران مـــع واشـــنـــطـــن»، مــاحِــظــا أن «الـلـبـنـانـيـ يشعرون اليوم بأن (حـزب الله) الـذي كان يتغنّى بأنه مدعوم من إيران، وأن طعامه وشـــرابـــه وأمـــوالـــه وأسـلـحـتـه مـــن طــهــران، يخوض الآن المعركة وحيداً، وكأنه متروك لـــــقَـــــدره، بــيــنــمــا تــنــشــغــل إيــــــــران بـتــرتـيــب ملفاتها مع الغرب». الصائغ: إيران لن تتخلّى عن الحزب بقاء إيران خارج المعركة الإسرائيلية الأشـــــــــرس عـــلـــى لـــبـــنـــان مـــنـــذ الــــثــــامــــن مـن أكتوبر (تشرين الأول) المـاضـي، لا يعني تـخـلّـي طــهــران عــن «حـــزب الــلــه» بـــأي حـال مـن الأحــــوال، على حــدّ تعبير الباحث في الـــشـــؤون الـجـيـوسـيـاسـيـة زيــــاد الــصّــائــغ، الــذي رأى أن «الـقـول بانفكاك عَقد البنوّة والأبـــــــــوّة بــــ (حــــــزب الــــلــــه) وإيــــــــران يُـــعـــدّ تـبـسـيـطـا ســــاذجــــا؛ إذ هـــي أيــديــولــوجــيــة غيبيّة تجمع بينهما، إلــى حــدّ انسحاب هـــــــذه الأيــــديــــولــــوجــــيّــــة عــــلــــى مـــســـتـــويـــات عملنيّة فائقة التعقيد». ودعــا الصائغ في تصريح لـ«الشرق الأوســــــــط»، إلــــى «وجــــــوب وعــــي أنّ رهــانــا مــــمــــاثــــاً، هــــو مـــثـــيـــلٌ لـــــرهـــــانِ لَـــبْـــنَـــنـــة هـــذا الخيار أو ذاك، ما أدّى بكل الخيارات إلى دمــــار انــتــحــاري شـــامـــل»، مـــشـــدّداً عـلـى أن «انــفــكــاك هـــذا الـعـقـد يــطــول أطـــــراف حلف الأقليّات الذين اجتمعوا على مـدى عقود لتدمير لبنان والـحـالـة العربية بنَفَسِها الحضاري، وهذا ما جعل إيران وإسرائيل في مربّع المصلحة الموضوعيّة المتقاطعة. من هنا دخلت الأولـى إلى الشرق الأوسط بــــــــأذرُع لــــم تُــــقِــــم وزنــــــا لـــإنـــســـان ومـنـطــق الـــــدولـــــة، بـــقـــدر الانــــقــــضــــاض عـــلـــى هـــذَيـــن المكونَين الحضاريْ اللذَين يؤمّنان حكم القانون، ويثبّتان مفهومَي الأمن القومي والأمان الإنساني». ويسود الاعتقاد في الشارع اللبناني بــأن انكفاء إيـــران أو غيابها عـن الأحـــداث الـخـطـيـرة الــتــي شـهـدهـا لــبــنــان، بــــدءاً من تـــفـــجـــيـــرات أجـــــهـــــزة الاتـــــــصـــــــالات، مــــــروراً بـقـصـف الــضــاحــيــة الــجــنــوبــيــة، واغــتــيــال الـــقـــادة الــبــارزيــن فــي «كـتـيـبـة الـــرضـــوان»، وصولاً إلى تجاهُلها الغارات الإسرائيلية التي شملت مختلف الأراضـــي اللبنانية، يعني أنها تخلّت عن شعاراتها القديمة، وتركت الحزب واللبنانيين لقَدرهم. القوى الإقليمية تستخدم الأطراف الداخلية ورأى الـنـائـب الـسـابـق فــــارس سعيد أن القيادة الإيرانية «تحاول أن تنجو من هــــذه الـــحـــرب، وربـــمـــا تُـــقـــايِـــض عــلــى رأس (حزب الله) في لبنان، والحوثي في اليمن، والحشد الشعبي في العراق». وقــــال: «لـــ ســـف، لـيـسـت المــــرة الأولـــى الــتــي يــربــط فـيـهـا فــريــق لـبـنـانـي مصيره بجهة خـارجـيـة ويخسر الـــرهـــان»، مـذكّـراً بــــأنــــه «عـــنـــدمـــا قـــــــررت الـــحـــركـــة الــوطــنــيــة (سبعينات القرن الماضي) ربط مصيرها بـيـاسـر عـــرفـــات (رئـــيـــس مـنـظـمـة «فـــتـــح»)، وقــــرّر (الــرئــيــس الـــســـوري الـــراحـــل) حافظ الأسـد تصفية (فتح)، وبـدأ باغتيال كمال جـــنـــبـــاط، ومـــــن ثــــم (الــــرئــــيــــس الــلــبــنــانــي المـنـتـخـب) بـشـيـر الـجـمـيـل، لــم يتمكن أبـو عمار من حماية كمال جنبلط، ولـم يأتِ أحـــد مــن الــخــارج لإنــقــاذ بشير الجميل»، مـضـيـفـا أن «الــــقــــوة الإقــلــيــمــيــة تـسـتـخـدم الفريق الداخلي، وليس العكس، والوقائع الـيـوم تُثبت أن (حـــزب الـلـه) هـو مـن يتبع تـــوجـــيـــهـــات طـــــهـــــران والــــــحــــــرس الــــثــــوري الإيـرانـي، بعكس ما كـان نصر الله يقوله مـن أنــه هـو مَــن يـقـرّر، وإيـــران تسانده في المعركة». ولــم يكن لـلـدور الإيــرانــي أن يتعاظم إلى هذا الحدّ لولا تَماهي الـدول العظمى مع هذا الدور. نهاية حقبة التطرف وأشـــار زيـــاد الـصّـائـغ إلــى أن «الـغـرب غطّى هـذا الـــدور لعقود، وهـا هـي شعوب المنطقة تدفع ثمن هذا الغطاء الخبيث، ولن ينجو هو من ذلك أيضا»، ويختم الصائغ: «دخلنا حقبة إنهاء التطرف الجامع بين الأيـــديـــولـــوجـــيّـــة الـــقـــومـــيـــة والـــدوغـــمـــاتـــيّـــة الــديــنــيــة، وأفـــضـــل تـعـبـيـر عـنـهـا إسـرائـيـل وإيـــران، في وقـت لا بـدّ للعالم العربي من قــيــادة مـسـار قـيـام دولـــة فلسطين، ولا بـدّ لـ(حزب الله) من استعادة حقائق التاريخ والـجـغـرافـيـا مــن بــوابــة الـهـويـة اللبنانية الـجـامـعـة، تحت سقف تطبيق الـدسـتـور، والالتزام بسيادة الدولة الحصرية، فهناك الخلص». بيروت: يوسفدياب طفل بين نازحين من جنوب لبنان وسط ازدحام مروري بفعل القصف الإسرائيلي فيصيدا (رويترز)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky