issue16737

دخـــلـــت المـــواجـــهـــات بـــن «حـــــزب الــلــه» وإسرائيل، الاثني، مرحلة الحرب «رسمياً» مع اتساع رقعة القصف الإسرائيلي بشكل غير مسبوق لتصل إلى مناطق واسعة في عـمـق الـجـنـوب والـبـقـاع واســتــهــداف أمـاكـن ومـبـان ومـنـازل سكنية، حيث تـجـاوز عدد 1024 شخصاً، وسقط أكثر من 274 القتلى الـ جريحاً حتى بعد الظهر مـن يــوم الاثـنـن، فـي حصيلة غير مسبوقة منذ الـثـامـن من أكتوبر (تشرين الأول)، بحسب مـا أعلنت وزارة الصحة. وبــــــعــــــد يــــــــــوم طــــــويــــــل مـــــــن الـــــــغـــــــارات الإسرائيلية التي أفيد بــأن عـددهـا تجاوز الألف وشملت لبنان من أقصاه إلى أقصاه، نفذ الطيران الإسرائيلي غارة مسائية على الــضــاحــيــة الــجــنــوبــيــة لـــبـــيـــروت مـسـتـهـدفـ فــي «حــــزب الـــلـــه»، بعدما 3 المـــســـؤول الــرقــم كانت غارة اسرائيلية أودت الجمعة بقائد «قوة الرضوان»، وحدات النخبة في الحزب مع عدد من قادة القوة. وقال مصدر أمني لوكالة «رويترز» إن ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت مساء الاثني علي كركي، قـــائـــد الــجــبــهــة الــجــنــوبــيــة، مــشــيــراً إلــــى أن «مصيره غير معروف»، في حي أكد إعلام إسـرائـيـلـي، نـقـً عــن الـجـيـش الاسـرائـيـلـي، اغــتــيــال كــركــي. كـمـا أشــــارت مـعـلـومـات في لـبـنـان إلـــى سـقـوط قتلى وجــرحــى مدنيي في الغارة. وقـــــال وزيـــــر الــصــحــة فـــــراس الأبـــيـــض، فــي مـؤتـمـر صـحـافـي، إن حصيلة القصف 21 شــهــيــداً بـيـنـهـم 274« الإســـرائـــيـــلـــي هـــي امـــــرأة» علماً بـــأن «هــنــاك بعض 39 طـفـً و الشهداء لم يتم التعرف إليهم»، إضافة إلى مستشفى في 27 جـريـحـ شـــاركـــت 1024« استقبالهم». وأضاف: «نتج عن الاعتداءات نـــــــزوح الآلاف مــــن الــــعــــائــــ ت مــــن مــنــاطــق الاستهداف». ونـقـلـت وكــالــة «رويـــتـــرز» عــن مـسـؤول لبناني، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن «الاثني هو الأكثر دموية في لبنان منذ 15 نــهــايــة الـــحـــرب الأهــلــيــة الــتــي اســتــمــرت عاماً». وأعــــــلــــــن الاثــــــنــــــن مــــتــــحــــدث عـــســـكـــري إسرائيلي أن «إسرائيل بدأت هجوماً جوياً واســـع الـنـطـاق فــي لــبــنــان»، بـعـدمـا كـــان قد اســتــفــاق الـلـبـنـانـيـون صــبــاح الاثـــنـــن على التهديدات العسكرية التي انعكست ميدانياً واتخذت طابعاً تصاعدياً، «من خلال دعوة الجيش الإسرائيلي اللبنانيي إلى الابتعاد عن مواقع الحزب»، وذلك للمرة الأولى منذ بدء تبادل القصف بينهما قبل نحو عام. وفـــيـــمـــا لــــم يــــغــــادر الــــطــــيــــران الــحــربــي الإسرائيلي مختلف المناطق اللبنانية، بما فـيـهـا بـــيـــروت وجــبــل لــبــنــان، قـــال المـتـحـدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري: «ننصح المدنيي في القرى اللبنانية الواقعة فــــي أو قـــــرب مــــبــــانٍ ومـــنـــاطـــق يـسـتـخـدمـهـا (حــــزب الـــلـــه) لأغـــــراض عــســكــريــة، مــثــل تلك المــســتــخــدمــة لــتــخــزيــن أســـلـــحـــة، لــ بــتــعــاد فـوراً عن دائــرة الخطر من أجـل سلامتهم»، معلناً أن الجيش «سيشنّ المزيد من الغارات المـكـثّـفـة والـدقـيـقـة ضــد الأهـــــداف الإرهـابـيـة التي زرعت بشكل واسع في مختلف أنحاء لبنان». وتـــركـــزت الـــغـــارات فــي مختلف أنـحـاء جـنـوب لـبـنـان، حيث نفذ الـطـيـران الحربي أحـزمـة نـاريـة فـي مـوجـات قصف متتالية، بما في ذلك مناطق الزهراني وصيدا وصور والـنـبـطـيـة ومــرجــعــيــون وجـــزيـــن وغـيـرهـا، ومــحــافــظــة الـــبـــقـــاع الـــحـــدوديـــة مـــع ســوريــا فــي شـــرق الــبــ د، وفـــق «الـوطـنـيـة لـإعـ م» الرسمية، وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء هـــدف فــي جنوب 800 عــن أنـــه هــاجــم نـحـو لبنان ومنطقة البقاع. وصـــبـــاحـــ ، كــــان قـــد أفـــيـــد عـــن سـقـوط صـــاروخ إسرائيلي فـي بلدة علمات قضاء جـــبـــيـــل فــــي مــنــطــقــة جــبــلــيــة غـــيـــر مـــأهـــولـــة فـــي جــبــل لــبــنــان الــشــمــالــي، لــلــمــرة الأولــــى، وقــد تـوجّـهـت إلــى المـكـان الـقـوى العسكرية والأمنية، فيما لم يُفَد عن سقوط إصابات أو أضرار جرّاء هذا الصاروخ. والــتــهــديــدات الإسـرائـيـلـيـة نـفـذت بعد وقت قصير من إطلاقها مع تسجيل غارات مـــبـــاشـــرة عـــلـــى مــــنــــازل ومــــبــــان فــــي بـــلـــدات عـــدة فــي الــجــنــوب، قـبـل أن تــعــود وتـتـجـدد بعد الظهر، داعية سكان سهل البقاع إلى الابتعاد عن مواقع «حزب الله». وأعـلـن الجيش الإسـرائـيـلـي بعد ظهر الاثــنــن أنـــه «يــوســع نــطــاق» ضـربـاتـه على «حـــــزب الـــلـــه» فـــي لـــبـــنـــان، مـــحـــذراً الــســكــان القريبي من مخازن أسلحة «حزب الله» في سهل البقاع، للابتعاد عنها. وقال المتحدث باسم الجيش، الأميرال دانـــيـــال هــــاغــــاري، فـــي تـلـخـيـصصـحـافـي: «نـــواصـــل مـراقـبـة اســتــعــدادات (حــــزب الـلـه) فـي المــيــدان مـن أجــل إحـبـاط الهجمات ضد الأراضـــــــي الإســـرائـــيـــلـــيـــة بــشــكــل اســتــبــاقــي، ونــوســع نـطـاق ضـربـاتـنـا ضــد (حـــزب الـلـه) بشكل منهجي». وحــــــذر ســـكـــان الــــبــــقــــاع، قـــــائـــــ ً: «هــــذا تحذير موجه إلى قرى البقاع، على السكان القريبي مـن المباني أو داخــل المـنـازل التي تــوجــد فـيـهـا صـــواريـــخ وأســلــحــة الابــتــعــاد فــــــوراً عـــنـــهـــا. ابـــتـــعـــدوا مــــن أجـــــل سـ مـتـكـم وحـمـايـتـكـم». واتــهــم هــاغــاري «حـــزب الـلـه» بــأنــه «يـــخـــزن أسـلـحـتـه الاسـتـراتـيـجـيـة في المباني المـدنـيـة، ويستخدم السكان دروعــ بــشــريــة». وأوضـــــح أن «المـــنـــازل فـــي الـبـقـاع فيها صـواريـخ ومسيّرات سنهاجمها قبل أن تشكل تهديداً لسكان إسرائيل». وأبـــرز مـا أفـــادت بـه «الـوكـالـة الوطنية للعلام» تلك التي استهدفت بلدة الخرايب ودمرت أكثر من مبنى وعدد من السيارات، مما أدى إلـى سقوط شهداء وجـرحـى، قبل أن تـتـجـدد بـعـد الـظـهـر، مــع إعـــ ن الجيش الإسرائيلي أنه سيشن المزيد من الضربات «واســعــة الـنـطـاق» عـلـى سـهـل الـبـقـاع شـرق لبنان، وحذر السكان من الابتعاد عن مواقع «حزب الله» في المنطقة. وأغـار الطيران الحربي على منزل في بلدة برج رحال، وعلى منشأة صناعية في وسـط منطقة تـول، حيث سقطت إصابات، واســــتــــهــــدف مــبــنــيــن ســكــنــيــن فــــي بـــلـــدات البابلية والـصـرفـنـد، حيث أفـيـد أيـضـ عن وقـــوع إصــابــات لـتـهـرع فـــرق الــدفــاع المـدنـي والإسعافات إليها. وأغـــــار الــطــيــران عـلـى مــنــزل فـــي وادي جــيــلــو، وأصـــيـــبـــت ســـيـــارة إســـعـــاف تـابـعـة لـــكـــشـــافـــة الــــرســــالــــة الإســــ مــــيــــة فـــــي بـــلـــدة حـــاريـــص، وقــــد نــجــا طــاقــمــهــا، واســتــهــدف مـبـنـى فـــي عـــرنـــابـــة قــــرب مـــغـــدوشـــة ودمــــره بالكامل، وعلى منازل في بلدة برج رحال، مـــــا أدى إلــــــى ســــقــــوط عــــــدد مـــــن الـــجـــرحـــى وإلحاق أضرار جسيمة بالمنزل. وفـي البقاع الغربي كـان قـد استهدف الـطـيـران الـحـربـي مــنــزلاً بــن مـشـغـرة وعـن الــتــيــنــة، كــمــا تــعــرضــت مــؤســســة الــســجــاد الـتـابـعـة لـــ«حــزب الــلــه» فــي سحمر لأضـــرار بـــعـــد اســـتـــهـــدافـــهـــا بـــعـــدة صـــــواريـــــخ، وبــعــد الــظــهــر اســتــهــدفــت ســـيـــارة إســـعـــاف تـابـعـة لكشافة الرسالة الإسلامية في سحمر، كما استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً في محيط نبع إبــل فـي إبــل السقي قـضـاء مرجعيون، مما أدى إلى اندلاع النيران فيه. ومــــســــاء، أفـــيـــد عـــن اســـتـــهـــداف محيط مدينة الهرمل، وتــ ل حرزتا قضاء زحلة، ومحيط الحسينية في بلدة شمسطار في بعلبك، حيث أشارت المعلومات إلى سقوط قتلى. وأشـــــــــارت «الـــوطـــنـــيـــة» إلـــــى «أن فـــرق الإســـعـــاف والإغـــاثـــة والـــدفـــاع المــدنــي تعمل عـــلـــى رفـــــع الأنــــقــــاض وانـــتـــشـــال المـــواطـــنـــن العالقي تحت الأنــقــاض، ونـقـل الإصـابـات إلى المستشفيات»، لافتة إلى «تعرض بلدة بريقع لغارة جوية أدت إلى تدمير عدد من المنازل فيها ووقوع شهداء، وتعرض بلدة النميرية لغارة جوية دمر نتيجتها منزل، وأفيد بأن عائلة بأكملها قضت فيه». واستهدفت غـارة منزلاً في بلدة أرنـون وتسببت بوقوع قتلى، كذلك تعرضت بلدة الـــدويـــر لــعــدد مـــن الـــغـــارات أوقـــعـــت إصــابــات فــيــهــا، كــمــا أفـــيـــد بـــوقـــوع إصـــابـــات فـــي بـلـدة يحمر الشقيف بعد الغارات التي استهدفتها. وأفـــــــــــادت المــــعــــلــــومــــات بـــمـــقـــتـــل رجـــــال ديـــــن تـــابـــعـــن لـــــ«حــــزب الــــلــــه» فــــي الــــغــــارات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع، منهم: الــشــيــخ أمــــن ســـعـــد، والـــشـــيـــخ عــبــد المـنـعـم مـــهـــنـــا، كـــمـــا أفـــيـــد عــــن مــقــتــل الـــقـــيـــادي فـي الـحـزب علي أبــو ريــا بـغـارة إسرائيلية في منطقة البقاع. رد «حزبالله» فــــي المــــقــــابــــل، ردّ «حـــــــزب الــــلــــه» عـلـى 130 الــغــارات الإسـرائـيـلـيـة مطلقاً أكـثـر مـن صاروخاً على بلدات وقرى شمال إسرائيل، وقـالـت صحيفة «تايمز أوف إسـرائـيـل» إن «حـزب الله» أطلق الاثني صواريخ بعيدة المدى للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب. ومــســاء، قــال الجيش الإسـرائـيـلـي إنه صاروخاً انطلقت من لبنان 30 رصد نحو تجاه الجليلي الأسفل والأوسط، وتم رصد حوادث تحطمها. وأعلنت «المقاومة» قصف ثلاثة أهداف فـــي شـــمـــال إســـرائـــيـــل، وقـــالـــت فـــي بــيــانــات متفرقة إنـهـا اسـتـهـدفـت «المــقــر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجيستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل فـي منطقة زوفــولــون شمال مدينة حيفا بعشرات الــصــواريــخ»، و«مقر الـكـتـيـبـة الــصــاروخــيــة والمــدفــعــيــة فـــي ثكنة يوآف بعشرات الصواريخ»، وذلك «رداً على اعــــتــــداءات الـــعـــدو الإســرائــيــلــي الــتــي طـالـت مناطق الجنوب والبقاع». وأفادت وسائل إعلام عن دوي صفارات الإنــــــذار فـــي حـيـفـا وعـــكـــا عــقــب إطـــــ ق رشـقـة صـــاروخـــيـــة كــبــيــرة مـــن لــبــنــان، وفــــي الـقـطـاع الـــجـــنـــوبـــي مــــن المــــديــــنــــة والـــجـــلـــيـــل الأوســــــط والكرمل. وفـــــي حــــن دوت صــــفــــارات الإنــــــــذار فـي الجزء الشمالي من الضفة الغربية مع اتساع نـطـاق الـصـواريـخ الـتـي يطلقها «حـــزب الله» مــبــتــعــداً عـــن المـــنـــاطـــق الـــحـــدوديـــة فـــي شـمـال إســـرائـــيـــل الـــتـــي كـــانـــت الأكـــثـــر اســتــهــدافــ في أحــــدث تـــبـــادل لإطــــ ق الـــنـــار، قــالــت صحيفة «يديعوت أحـرونـوت» الإسرائيلية إن قصف «حزب الله» الأخير للمستوطنات على مسافة كيلومتر من الحدود يعادل المسافة إلى 100 تل أبيب. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامي نتنياهو قـــال الأحــــد: «نـحـن مصممون على جـعـل ســكــان الـشـمـال يـــعـــودون إلـــى منازلهم بـــأمـــان. لا يـمـكـن لأي دولـــــة أن تـتـسـاهـل مع الهجمات على مواطنيها وعلى مدنها. نحن، دولة إسرائيل، لن نتساهل مع ذلك أيضاً». وســبــق لمـسـؤولـن فــي «حــــزب الــلــه» أن أكـــدوا أن وقـف التصعيد على جبهة لبنان هو رهن «وقف العدوان» على غزة. وتـصـاعـد الــنــزاع بعد تأكيد إسرائيل أنها نقلت «ثقل» المعركة من الجنوب حيث قطاع غزة إلى الشمال مع «حزب الله». وتـــــلـــــقّـــــى الــــــحــــــزب ســـلـــســـلـــة ضــــربــــات إسرائيلية في الأيام الأخيرة، شملت تفجير آلاف أجــــهــــزة الاتــــصــــال الـــتـــي يـسـتـخـدمـهـا عناصره يـومـي الـثـ ثـاء والأربـــعـــاء، وغــارة جــــويــــة فـــــي ضـــاحـــيـــة بـــــيـــــروت الـــجـــنـــوبـــيـــة، استهدفت اجتماعاً لقيادة «قــوات النخبة» 50 الـــتـــابـــعـــة لـــــه، أســــفــــرت عــــن مـــقـــتـــل نـــحـــو شـخـصـ بـيـنـهـم قـــائـــدان عــســكــريــان بــــارزان وعـــــدد مـــن رفــاقــهــمــا، إضـــافـــة إلــــى ضــربــات جـويـة مكثفة مــن ســـ ح الـجـو الإسـرائـيـلـي عـلـى أهــــداف فــي جـنـوب لـبـنـان خـــ ل عطلة نهاية الأسبوع. وخــــ ل تـشـيـيـع إبـــراهـــيـــم عــقــيــل، قـائـد «قـــــــوة الـــــــرضـــــــوان» الـــنـــخـــبـــويـــة فـــــي «حـــــزب الله»، الأحـد، أكد نائب الأمـن العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أن التنظيم دخل «مرحلة جــديــدة» مـن الـقـتـال مـع إسـرائـيـل، عنوانها معركة «الحساب المفتوح». وشدد على أن التهديدات الإسرائيلية «لــــن تــوقــفــنــا»، مـضـيـفـ : «نــحــن مـسـتـعـدون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية». 4 حربغزة... تمدد NEWS Issue 16737 - العدد Tuesday - 2024/9/24 الثلاثاء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت المسؤول الرقم في «حزبالله» 3 ASHARQ AL-AWSAT قفزة كبيرة في العمليات العسكرية ضد لبنان نتنياهو لجيشه: لا ترفعوا القدم عن دواسة البنزين شــــــــهــــــــدت الــــــعــــــمــــــلــــــيــــــات الـــــحـــــربـــــيـــــة الإسرائيلية بلبنان قفزة كبيرة في حجم الـــغـــارات وقـسـوتـهـا، وذلـــك لـغـرض زيـــادة الـــضـــغـــط عـــلـــى «حـــــــزب الـــــلـــــه»، ولإتــــاحــــة الــــفــــرصــــة لــــفــــرضشــــــــروط تـــــل أبــــيــــب فـي المفاوضات المقبلة على وقف النار. ويتّضح من مسح شامل لتصريحات رئيس الوزراء، بنيامي نتنياهو، والقادة العسكريي، أن الاتجاه هو تكبيد الحزب خــســائــر فـــادحـــة، وإنـــشـــاء ضــغــط شعبي عـلـيـه حــتــى يـــوقـــف الـــقـــصـــف، ويُـــعـــلـــن فك الارتباط بجبهة غزة. وقــد حضر نتنياهو إلــى مقر قيادة الـــعـــمـــلـــيـــات فـــــي ســـــــ ح الـــــجـــــو، وطــــالــــب الطيارين وقادتهم بـأّ يرفعوا القدم عن دواسة لبنزين، ويقصد بذلك الامتناع عن التخفيف مـن الــغــارات الـتـي تُـعَـدّ بالمئات فـي يـوم واحـــد، الاثـنـن، وتوفير الشروط لترحيل مـئـات ألـــوف اللبنانيي الباقي في الجنوب، والمُضي قُدماً في تنفيذ خطة الـجـيـش الإسـرائـيـلـي لإنــشــاء حـــزام أمني تحتلّه إسرائيل بأقل قدر من المقاومة. وعــلــى الـــرغـــم مـــن أن هـــذه العمليات تُجابَه بقصف مكثّف أيضا لقوات «حزب الـــلـــه» عــلــى بـــلـــدات الــشــمــال الإســرائــيــلــي، واتــــســــاع نــطــاقــهــا إلـــــى المــنــطــقــة الـــواقـــعـــة – 70 جـــنـــوبـــي مـــديـــنـــة حـــيـــفـــا، عـــلـــى بُـــعـــد كــيــلــومــتــراً مـــن الــــحــــدود مـــع لــبــنــان، 120 فـإن الإسرائيليي يتحمّلون الثمن، بل لا يرونه «ثقيلاً وخطيراً» كما كان متوقّعاً. فقد سقطت بضع عشرات من القذائف الصاروخية والمسيّرات في بلدات عديدة، وأصــــابــــت بـــضـــع عــــشــــرات مــــن المـــواطـــنـــن بــجــراح، وأحــدثــت بـعـض الــهــدم والــدمــار، وأدخلت حوالي مليونَي شخص في حالة تــوتــر، خـشـيـة الإصـــابـــة، لكنها لــم تُـصِـب أهـــدافـــ اســتــراتــيــجــيــة، ولــــم تُـــوقِـــع أعــــداداً مـــن الــقــتــلــى، وبــقــيــت فـــي نــطــاق المـحـمـول والمقدور، وفقاً للتعليقات الإسرائيلية. ووفقاً للخبير في الـشـؤون الأمنية فــــي مــــوقــــع «وا نـــــــت»، رون بــــن يـــشـــاي، فـإنـه «فـــي بــدايــة المـعـركـة، وربــمــا يفضل تـسـمـيـتـهـا الــــحــــرب، فــــي الـــشـــمـــال يـجـب الاعتراف بأن (حزب الله) يهدّد إسرائيل فـي جبهتي؛ الأولــــى: هـي التهديد على عموم الجبهة الداخلية، والبنى التحتية الـــعـــســـكـــريـــة والمـــــدنـــــيـــــة فـــــي إســــرائــــيــــل، بصواريخ بعيدة المــدى ثقيلة، وأساساً دقــيــقــة، يمتلكها (حــــزب الـــلـــه)، الـثـانـيـة هي جبهة الـحـدود التي يهدّدها (حزب الـلـه) مـن خــ ل قــوة الــرضــوان، والسلاح الــــصــــاروخــــي، والمُـــــســـــيّـــــرات ومــــضــــادات الـــدروع، على بـلـدات الـحـدود وسكانها، وبينما في الجبهة الداخلية لم يتحقّق التهديد على إسرائيل بعد، ففي جبهة الــــحــــدود نــجــح (حـــــزب الـــلـــه) عـمـلـيـ في خلْق قاطع أرض محروقة داخـل أراضي ألـــف مــن سكانها، 60 إســرائــيــل أخــ هــا وهـــــم يــعــيــشــون مـــنـــذ نـــحـــو ســـنـــة خــــارج بـــيـــوتـــهـــم، وهـــــي تــــدمّــــر وتـــحـــتـــرق أكــثــر فأكثر كـل يـــوم، ولـكـن قـــرار الكابنت قبل نـحـو أسـبـوعـن أقــــرّت حـكـومـة إسـرائـيـل بـأن هـدف الحرب ليس إزالــة التهديدَين الــــلــــذَيــــن يــطــرحــهــمــا (حـــــــزب الــــلــــه) عـلـى إسرائيل، بل واحد منهما فقط؛ التهديد على سكان وبلدات الشمال عملياً حتى خــــط حـــيـــفـــا، هـــــذه لــيــســت صــــدفــــة؛ فـكـي يتصدى الجيش ويُصفّي التهديد العام عـــلـــى الــجــبــهــة الإســـرائـــيـــلـــيـــة الـــداخـــلـــيـــة، يتعيّ على دولة إسرائيل أن تخرج إلى حــــرب شــامــلــة تـــكـــون طـــويـــلـــة، وســنــدفــع فيها ثمناً باهظاً بالخسائر، وبالضرر الاقـــتـــصـــادي فـــي الـجـبـهـة، وفـــي الجبهة الـداخـلـيـة أيــضــ ، ومـعـقـول جـــداً أن تجرّ أيضاً إيـران ووكلاءها الآخرين لمشاركة مباشرة في الحرب». ولا يُــخــفــي الإســرائــيــلــيــون أن هـنـاك تـفـاهـمـات مـــع الإدارة الأمــيــركــيــة تقضي بــتــفــهّــم واشـــنـــطـــن لـــهـــدف ضـعـضـعـة قــوة «حزب الله»، ولكن ليس لأكثر من ذلك. وحـــســـب مــــصــــادر ســـيـــاســـيـــة فــــي تـل أبــــيــــب، فـــــإن «إدارة الـــثـــنـــائـــي جــــو بـــايـــدن وكـــامـــالا هـــاريـــس، تــوضّــح لإســرائــيــل في الأيام الأخيرة بضع مرات في اليوم بأنها لا تــريــد حــربــ شـامـلـة تــبــدأهــا إســرائــيــل؛ لأنــهــا سـتُـشـعـل حــربــ إقـلـيـمـيـة ستضطر الــــــولايــــــات المــــتــــحــــدة لأن تـــــشـــــارك فــيــهــا، وسترفع أسعار النفط في السوق العالمية، ومـــن شـأنـهـا أن تتسبّب بـخـسـارة كـامـالا هاريس في الانتخابات». ويـقـولـون إن الإدارة الأميركية تدير مـــحـــادثـــات مــــع طــــهــــران لـــغـــرض تـقـلـيـص الــــحــــرب، حــتــى لا تــتّــســع لـــحـــرب شــامــلــة، وتلقى تجاوباً كبيراً. بيد أن العمليات الإسـرائـيـلـيـة التي بـــــــدأت يــــــوم الــــثــــ ثــــاء المـــــاضـــــي، بـهـجـمـة الـــ ســـلـــكـــي، واســـتـــمـــرت بـتـصـفـيـة قــيــادة الرضوان، ثم الغارات الإسرائيلية الكثيفة الــــتــــي تــــشــــارك فـــيـــهـــا عــــشــــرات الـــطـــائـــرات المـقـاتـلـة، ومـــا تُـسـقـطـه مــن قـتـلـى كثيرين ودمار، وتُعَدّ في إسرائيل مكاسب كبيرة، تـــفـــتـــح شـــهـــيـــة الـــكـــثـــيـــر مــــن قـــــــادة الــيــمــن وجـنـرالاتـه الـذيـن بـاتـوا يطالبون بحرب أكبر. وقـــــــد نـــقـــلـــت صـــحـــيـــفـــة «مــــعــــاريــــف» عـــن جـــنـــرال ســابــق بــالــجــيــش: «إســرائــيــل نـــجـــحـــت الأيـــــــــــام الأخــــــيــــــرة فــــــي مـــفـــاجـــأة نـفـسـهـا، ومـــفـــاجـــأة إيـــــران و(حـــــزب الــلــه)، وعلى الطريق إذهال كل العالم، ومع ذلك مـــن المـــهـــم أن نـــعـــرف الـــطـــرف الآخـــــر الـــذي يـــتـــحـــدّانـــا، ويـــجـــدر بــنــا أن نـلـعـب حـيـالـه بطريقته وبـلـغـتـه، فــــأولاً: إيــــران معروفة بعقليتها، بـصـبـرهـا وطــــول نـفَـسـهـا، كل شـيء يتم في إيــران من الــرأس وليس من البطن، وثانياً: القرار في هذه اللحظة هو في أيدي المستوى السياسي الإسرائيلي، ما إن يصدر الأمر، سيعمل الجيش بقوة بــــ قـــيـــود بـــهـــدف تــفــكــيــك قـــــــدرات (حــــزب الله). الأهداف واضحة؛ تدمير الضاحية، وضــــرب الـــخـــنـــادق فـــي الــبــقــاع الـلـبـنـانـي، وهـــــدم عـــشـــرات الـــقـــرى فـــي جـــنـــوب لـبـنـان التي تشكّل قواعد انطلاق لــ(حـزب الله)، وضرب مخزونات وقود المنظمة، وغيرها وغيرها». والـسـؤال الــذي يُطرح بعد هــذا: «هل ستتوفر عندئذ ظـــروف أفـضـل للتسوية الـسـيـاسـيـة؟ وهـــل سـتـكـون هـــذه التسوية مختلفة بـشـيء عـن التسوية الـتـي يمكن الـتـوصـل إلـيـهـا الآن مــن دون دفـــع أثــمــانٍ باهظة؟». تل أبيب: نظير مجلي أكبر حصيلة دموية منذ الحرب الأهلية مئات القتلى والجرحى في هجوم إسرائيلي واسع على لبنان عناصر في الدفاع المدني ينقلون أحد المصابين في قصف إسرائيلي استهدفجنوب لبنان (أ.ب) بيروت: كارولين عاكوم

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky