issue16737

لمسات LAMASAT 21 Issue 16737 - العدد Tuesday - 2024/9/24 الثلاثاء المصمم بول كوستيلو وجه مألوففي أسبوع لندن منذ البدايات إلى اليوم (أ.ف.ب) لعب المصمم إيرديم على الازدواجية بين الذكوري والأنثوي بأسلوبسردي وفنيجديد (إيرديم) يؤكد أن الأزمة التي لا تقتل تقوّي 40 في ميلاده الـ أسبوع لندن للموضة يسترجع أنفاسه... ببطء هـــــل كــــــان يـــكـــفـــي الــــحــــضــــور المــكــثــف لــلــنــجــوم والمـــشـــاهـــيـــر مــــن أمــــثــــال عـــرّابـــة المــــوضــــة أنــــــا ويــــنــــتــــور، والمـــغـــنـــي هــــاري ســتــايــلــز، والمــغــنــيــة تـــشـــارلـــي إكــــس سي إكس، والعارضة المخضرمة جيري هول، أن يعيد لأسـبـوع لندن بريقه، أو يُنقذه مـــن الـــركـــود الـــــذي يــعــانــي مــنــه مــنــذ عــدة مواسم؟ الجواب وبكل بساطة أن أسبوع لــنــدن كـــان ولا يــــزال يـعـتـمـد عـلـى نفسه. الأسبوع الماضي أكد 2025 لربيع وصيف وللمرة الأربعين أن قوته تكمن في أبنائه وروحهم المتمردة أولاً وأخيراً. لا يختلف أي متابع على أن الأسبوع يـمـر مـنـذ فـتـرة بمرحلة عصيبة جعلته بــاهــتــا وبـــــــارداً مــقــارنــة بــغــيــره. أسـابـيـع الموضة العالمية الأخرى؛ باريس وميلانو ونيويورك، استطاعت أن تتخطى الأزمة الاقتصادية العالمية بخطوات أسرع منه. أما هو، فظل يتخبط بين شح الإمكانات وتــبــعــات خــــروج بـريـطـانـيـا مـــن الاتــحــاد الأوروبي. حـــتـــى دار «بــــيــــربــــري» الــــتــــي كــانــت تُزوّده بما يكفي من شحنات قوة وبريق، تشهد حاليا تراجعا كبيراً في المبيعات والإيرادات، ورغم التحاق المصمم دانييل لـــي بـــهـــا، وكــــل الآمـــــال الـــتـــي عُـــقـــدت عليه لـيـرتـقـي بــهــا إلــــى مــصــاف الـــكـــبـــار، بـرفـع أســـعـــار مـنـتـجـاتـهـا، لـــم يـحـقـق الأهـــــداف المطلوبة مـنـه؛ ليس لأنــه يفتقد الإبـــداع، بـل فقط لأن التوقيت ليس فـي صالحه، إضافة إلى أن استراتيجية رفع الأسعار لــم تـخـدمـه. المـشـكـلـة أن الــــدار تـنـاسـت أن قــوتــهــا تـكـمـن فـــي مـخـاطـبـتـهـا الـطـبـقـات المتوسطة المتعطشة لدخول نادي الأناقة. اســـتـــدركـــت الـــــــدار المــــوقــــف وتـــحـــاول إصلاحه. ولأن المصمم دانييل لي مشهود لـه بالموهبة والإبــــداع، وجّـهـت انتباهها إلـــى الـجـانـبـ الـتـسـويـقـي والإداري؛ إذ عـيّـنـت جـــاشـــوا شـــولمـــان رئـيـسـا تنفيذيا جديداً لها، على أمل أن يُحقق لها ما حققه فـــي دار «كــوتــش» الــــــــــــتــــــــــــي عـــــمـــــل فـــيـــهـــا رئـــيـــســـا تـــــــنـــــــفـــــــيـــــــذيـــــــا، ولا ســيــمــا أن هـــــــنـــــــاك نــــقــــاط تــشــابــه كـثـيـرة بـــــ الــــعــــ مــــتــــ . عـــــــرض الــــــــــدار لـــربـــيـــع ، والـــذي أقـيـم فـي آخــر يوم 2025 وصـيـف من أيام الأسبوع اللندني، أعطى إشارات قـــويـــة بـــالاتـــجـــاه الـــجـــديـــد. كـــانـــت الأزيـــــاء والأكــــســــســــوارات بـنـكـهـة تـــجـــاريـــة، وفــي الـــوقـــت ذاتــــه عـمـلـيـة بـالمـعـنـى الـوظـيـفـي، تستحضر بدايات الــدار. لكن دانييل لي أضفى عليها لمساته العصرية لتخاطب شـــريـــحـــة الــــشــــبــــاب، مــــن خـــــ ل الــقــصــات والتفاصيل، مثل السحابات التي ظهرت فــــي أجـــــــزاء كـــثـــيـــرة والـــجـــيـــوب المـــتـــعـــددة التي لـم يكتفِ بها المصمم فـي السترات والمـعـاطـف، بـل شملت البنطلونات التي امتدت فيها إلى أسفل الساق لتصل إلى الكاحل. لكن ما يُحسب لأسبوع لندن دائما هـو روح الـتـحـدي الـتـي يتحلى بها ولم تــفــارقــه فـــي أي فــتــرة مـــن فــتــراتــه. تشعر أحـــيـــانـــا أنــــه يــتــلــذذ بــــالأزمــــات ويـسـتـمـد مـــنـــهـــا أكـــســـجـــ الابـــــتـــــكـــــار. هــــــذا الـــعـــام . تاريخه يشهد أنه 40 يحتفل بميلاده الــ مـر بعدة تـذبـذبـات، لـم تقضِ عليه بقدر مـــا زادتـــــه عـــزمـــا. فـــي مـــعـــرض اســتــعــادي لـأسـبـوع، عُـلّـقـت مقولة كتبتها محررة 1993 الأزيــــاء كـاثـريـن صـامـويـل فــي عـــام تــقــول: «أثــبــت مصممو أســبــوع لـنـدن أن الـشـخـصـيـة الــبــريــطــانــيــة تـــزيـــد قــــوة في المواقف الصعبة». اللافت أن المعرض لا يُسلط الضوء على النجاحات والإنجازات التي حققها الأســــبــــوع بـــقـــدر مـــا يـــركّـــز عــلــى الأوقـــــات الصعبة التي أثرت عليه، بدءاً من الركود سبتمبر 11 في الثمانينات، إلـى أحــداث ،2008 (أيـــلـــول) والأزمــــــة المــالــيــة فـــي عـــام وأخيراً وليس آخراً الأزمة الحالية. فيها كلها، أكّد أن الإبداع يولد من رحم الأزمات، وأن مصمميه لا يستسيغون الـهـدوء أو 72 السكينة. شـارك في الأسبوع الحالي مصمما مـــال بعضهم لـلـعـصـري بنكهة تـــجـــاريـــة تــبــايــنــت جــرعــاتــهــا، وبـعـضـهـم جنح للغرابة بشكل غير آبــه للتسويق؛ لأنهم يتوجهون لشريحة معينة وقليلة. لـــكـــن غــالــبــيــتــهــم شــــحــــذوا مـلـكـاتـهـم الإبـــــداعـــــيـــــة لـــبـــث الــــتــــفــــاؤل والأمـــــــــل بـــأن العاصفة مهما طالت ستمر بسلام. هذه الـــطـــاقـــة الإيـــجـــابـــيـــة ظـــهـــرت فـــي تشكيلة ريــــــــتــــــــشــــــــارد كـــــــويـــــــن فـــي فـسـاتـ طبعتها ورود ضــخــمــة وتــــــــصــــــــامــــــــيــــــــم تـــــــــــــتـــــــــــــراقـــــــــــــص عــــــلــــــى نــــغــــمــــات كــــــــ ســــــــيــــــــكــــــــيــــــــة تــــســــتــــحــــضــــر حــفــ ت الــنــجــوم والـنـخـبـة فــي ثلاثينات الــقــرن المـــاضـــي. بفخامتها وتـطـريـزاتـهـا الــغــنــيــة، كــــان واضـــحـــا أنــــه يــخــاطــب بها زبـونـات الشرق الأوســـط. هـذه الإيجابية ظهرت أيضا في عروض روكساندا وجي دبليو أندرسون و«توغا» وإيرديم، وهلم جرا من الأسماء. فــــي عـــــرض جــــي دبـــلـــيـــو أنــــدرســــون، مثلاً، تجلت في تـنـورات قصيرة واسعة بشكل مبالغ فيه، وفساتين قصيرة يبدو بـعـضـهـا وكـــأنـــه مــصــنــوع مـــن قـــمـــاش تم تقطيعه بالتساوي بشكل مستطيل، ثم تجميعه من جديد. روح الــــدعــــابــــة الـــتـــي ســــــادت عـــرض أنــدرســون، غـابـت فـي تشكيلة «إيــرديــم». فهو بطبعه جاد يحب التاريخ ويستقي مـــنـــه دائــــمــــا قــصــصــا مــلــهــمــة. هـــــذه المــــرة The well( » تـــرجـــم روايــــــة «بـــئـــر الـــعـــزلـــة ) للكاتبة رادكـلـيـف هــول، of Loneliness بــأســلــوب جـمـع فـيـه الـتـفـصـيـل الـــذكـــوري بالتصميم الأنـــثـــوي فــي تــداخــل يحاكي الـــ«هــوت كــوتــور». فـالـروايـة تحكي قصة امرأة عاشت كرجل طوال حياتها. تلبس مـ بـسـه وتـصـمـمـهـا فـــي شــــارع «سـافـيـل رو» الـــشـــهـــيـــر. والــــطــــريــــف أن أمــــرهــــا لـم يُـكـشـف حـتـى مـمـاتـهـا. رغـــم أنـــه كـــان من السهل وقوعه في المحظور ويقدم ترجمة حرفية، فإن إيرديم نجح في تقديم درس عــــن كـــيـــف يــمــكــن أن يــكــتــســب الـتـفـصـيـل الـــرجـــالـــي نــعــومــة مـــن دون أن يُـــرســـل أي إيحاءات معينة. لين فرنكس... الأم الروحية للأسبوع انـــطـــلـــق أســــبــــوع لــــنــــدن عـــلـــى يــــد لـ فـــرنـــكـــس، أقــــــوى وأشــــهــــر امـــــــرأة فــــي عــالــم الـــعـــ قـــات الـــعـــامـــة. يـمـكـن الـــقـــول إنـــهـــا من أرســــت قــواعــد مـهـنـة الــعــ قــات الـعـامـة في بـــريـــطـــانـــيـــا. ولأنــــهــــا كـــانـــت تــمــتــلــك وكـــالـــة تمثل مجموعة من المصممين البريطانيين وعارضات الأزيـاء، راودتها فكرة تأسيس مــنــصــة تــســتــعــرض مــواهــبــهــم وقـــدراتـــهـــم للعالم، أسوة بأسابيع نيويورك وباريس وميلانو. وهـــكـــذا وُلــــــدت فـــكـــرة إطـــــ ق أســبــوع . انطلق أول 1984 لندن للموضة في عـام مــــرة فـــي حــديــقــة «مــعــهــد الــكــومــنــويــلــث» بـهـولانـد بـــارك. بعد ثــ ث ســنــوات، تغير المـــكـــان إلــــى مـــا أصــبــح يــعــرف الآن بـقـاعـة «ســـاتـــشـــي» بــالــقــرب مـــن مـحـطـة «ســلــوان سكوير». كـان هـذا نقلة إيجابية غـيّـرت مصير الموضة؛ إذ وفّـر المكان مساحة أكبر، وبدأ يجذب أنظار مشاهير مثل الأميرة الراحلة دايانا، والمغني بوي جورج، وحتى مادونا آنذاك، الأمر الذي شجع على دخول ممولين جدد، ومن ثم زيادة ميزانيته. منذ البدايات تشكلت شخصيته التي يغلب عليها جموح الابتكار والفنون إلى حد الجنون أحيانا. بعد أربعين عاما، كان لا بد أن يستوعب المشرفون على مجلس الموضة البريطانية أن الابـتـكـار والأفــكــار الـجـديـدة لا يكفيان. كان الــحــل هــو تـبـنـي مـفـهـوم الاســتــدامــة والـحـث على إعــادة النظر فـي سلوكيات الاستهلاك للحد مـن سلبياتها، وخصوصا أن الجيل الـصـاعـد الـــذي تُــعــوّل عليه مستاء مـن فكرة أن المــوضــة مــن بــ أكـثـر الـقـطـاعـات تلويثا للبيئة. مــن هـــذا المــنــظــور افـتـتـح الأســـبـــوع هـذا الموسم، بعروض لأزياء مستعملة بالتعاون مــع منصة «إي بـــاي» و«مـؤسـسـة أوكـسـفـام الـــخـــيـــريـــة» ومـــوقـــع بــيــع الــســلــع المـسـتـعـمـلـة .)Vinted( » الليتواني «فينتد لندن: جميلة حلفيشي ما يُحسبلأسبوع لندن دائماً هو روح التحدي إذ تشعر أحياناً كما لو أنه يتلذذ بالأزمات ويستمد منها أكسجين الابتكار في عرض«بيربري» عاد المصمم دانييل لي إلى البدايات ولعبعلى وظيفية الأزياء بلغة عصرية (بيربري) ريتشارد كوين قدم تشكيلة حالمة وفخمة كان واضحاً توجهه فيها إلى زبونات منطقة الشرق الأوسط (أ.ف.ب) عاماً من النجاحات والتذبذبات 40 لم يشهد أي أسبوع التذبذبات التي شهدها أسبوع > .1984 لــنــدن ولا عـزيـمـتـه عـلـى الــبــقــاء، مـنـذ انــطــ قــه فـــي عـــام بـدأ متواضعا لكن جامحا بفورة الشباب. كـان كل المصممين المشاركين حديثي التخرج في معاهد تعلموا فيها أن الإبـداع هو الجوهر، وكـل شـيء ســواه يجب ألا يدخل في حساباتهم مهما كان الثمن الذي سيدفعونه. وهكذا جنّدوا جموحهم الإبداعي لدعم الأسبوع. لكن هذا الصعود سرعان ما تعرض للكبوة الأولى في التسعينات بسبب الأزمة الاقتصادية. في هذه الفترة بـــدأت تتسلل قـــوى جــديــدة فــي بــاريــس ومـيـ نـو ونــيــويــورك، تُرجّح الجانب التجاري أكثر، الأمر الذي وضع لندن في مأزق. لم يكن لمصمميها إلمـام بهذا الجانب. تقلّص الميزانية لم يثنِ ، تـم إطــ ق مشروع 1993 المـسـؤولـ عـن الاسـتـمـرار. ففي عــام «نيو جين»، أو الجيل الجديد، لدعم المصممين الشباب. كان من أوائـل من استفادوا منه مصمم شاب اسمه ألكسندر ماكوين. وهـكـذا اكتسبت لندن سمعتها كـــو ّدة للنجوم. تحتضنهم وتصدّرهم في الوقت ذاته إلى باقي عواصم الموضة. لكن شتان بين أزمات الماضي وأزمة اليوم. فهي الآن أكثر تعقيداً؛ لأنها عالمية، الأمـر الـذي جعل المنافسة أكثر شراسة. كــل الــعـواصــم تــصــارع للبقاء والــنــجــاح، حـتـى مــن ينضوون تــحــت مــجــمــوعــات ضـخـمـة مــثــل «إل فـــي إم إش» و«كــيــريــنــغ» و«ريــشــمــون». الـفـرق أن هـــؤلاء لديهم الإمـكـانـات الـتـي تغطي أي تباطؤ فـي النمو أو الـخـسـارة لـسـنـوات، فـي حـ أن أغلب المصممين في بريطانيا شباب مستقلون.

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky