issue16737

«حماس» والحلفاء... بعد أن أحدثت أكبر زلزال هزّ أساسات الـــدولـــة الـعـبـريـة، ووصــلــت تـداعـيـاتـه إلـى جـمـيـع غــــرف صــنــاعــة الـــقـــرار فـــي الــعــالــم، دخـــلـــت «حــــمــــاس» فـــي حـــــربٍ هـــي الأطــــول والأشـــــرس والأشــــد فـظـاعـةً لـتـجـد نفسها تحارب وحيدةً في أضيق بقعة جغرافية مــن دون مـــددٍ كـــافٍ يــعــوّض مــا فـقـدت من سلاح وعتاد ورجال. صـبـيـحـة الــــزلــــزال الـــــذي صـنـعـتـه في ،2023 ) السابع من أكتوبر (تشرين الأول وجّه قادتها نداءات «للساحات الشقيقة» لاســتــغــ ل الإنـــجـــاز المــبــهــر والــــدخــــول في حرب تحرير واسعة مع إسرائيل، وبفعل تلك الـنـداءات، تمت استجابات متفاوتة، كـان أضعفها الموقف الإيـرانـي الــذي حمّل حـركـة «حــمــاس» المـسـؤولـيـة الـكـامـلـة عمّا فعلت، لكنها وازنت هذا الموقف، بالتأكيد على التعاطف والدعم، مع الإيعاز للأذرع فـي الـسـاحـات المخلفة بــأن يعمل كــلٌ قـدرَ ما يستطيع، من دون إلــزام ووفـق قـرارات خاصة به. العبء الأكبر الذي فرضته الجغرافيا وقـــع عـلـى عــاتــق «حــــزب الـــلـــه»، الــــذي فتح الجبهة الشمالية مـن خــ ل جهد إسـنـادٍ ذي طـــابـــع تـــضـــامـــنـــي، إلا أنـــــه ظـــــلّ تـحـت الأسقف المتكرسة والتي توصف بقواعد الاشتباك، التي صممت وجرى التقيد بها تحت عنوانٍ متفقٍ عليه هو عدم السماح بتطور الاشتباك إلى حربٍ إقليمية. جـبـهـة إســـنـــاد «حــــزب الـــلـــه»، أحــدثــت مفاعيل موجعة لإسرائيل، أهمها اضطرار أعـــداد كبيرة مـن سـكـان الـقـرى الـحـدوديـة إلى الهجرة بعيداً عن مرمى قذائف «حزب الله»، إلا أنها لم تكن ذات تأثير حاسم في مجريات الحرب على غزة. بـــعـــد نـــحـــو ســـنـــة مــــن حـــــرب الــتــدمــيــر والإبـــــــــادة الإســـرائـــيـــلـــيـــة والــــتــــي قـابـلـتـهـا مــقــاومــة عــنــيــدة مـــن قِــبــل «حـــمـــاس» ومــن معها، وجـدت الحركة نفسها أمـام أسئلة لــم تـجـب عـنـهـا، إلا مــن خـــ ل تصريحات غامضة لا يُبنى عليها. ســــؤال الأســـئـــلـــة... مــــاذا سـتـفـعـل الآن وفـي اليوم التالي؟ وحتى إذا ما وضعت الـــحـــرب أوزارهـــــــــا، واســـتـــبـــدلـــت إســرائــيــل الـعـمـلـيـات الـقـتـالـيـة الـــجـــاريـــة عــلــى أرض القطاع، بحصار أشد إحكاماً وقسوةً من كل الحصارات التي سبقت. ثـــــم... مـــــاذا سـتـفـعـل فـيـمـا هـــو الأشـــد إلــحــاحــ بـالـنـسـبـة لمــ يــن الــغــزيــن، وهـو إعـادة إعمار القطاع ولو بالحدود الدنيا التي تسمح بمواصلة العيش فيه؟ ثم... ماذا ستفعل بشأن حكمها لغزة مـــا دامـــــت عــ قــاتــهــا مـــع الــســلــطــة فـــي رام الله في أسوأ حالاتها، وكذلك مع منظمة التحرير التي لم تنفع مبادرة الصي في إعادة «حماس» إليها؟ بـــعـــد ســـنـــة مــــن الــــحــــرب، بـــمـــا يـسـجـل لـ«حماس» فيها من صمودٍ وقتال، وبما فعلته إسرائيل من دمارٍ شاملٍ وقتل، فاقت غزارة الدم فيه كل ما سبق من حروب، فما هو يا ترى الملاذ المتاح للحركة الإسلامية كي تواجه منه الوضع الجديد الــذي آلت إلـــيـــه، وقــــد يـحـمـل إجـــابـــات أكـــثـــر واقــعــيــةٍ وإقناع عن الأسئلة المطروحة عليها. يُقترح على «حـمـاس» أن تندمج في منظمة التحرير وأن تُعلنصراحة تخليها عـن حكمها لـغـزة، وأن تلتزم قـــولاً وفعلاً بما التزمت به منظمة التحرير وأن تكون جـــزءاً مــن التركيبة الفلسطينية وليست بـديـً عنها. وكـل تأخير عـن الإقـــدام على هـــذه الـخـطـوة يعقد الأمــــور عليها وعلى غيرها. «حزب الله» وإيران... الـحـرب الإسرائيلية عليه لا تــزال في بــدايــاتــهــا، والـنـتـائـج الأولـــيـــة لـهـا تسجل فــي غـيـر مصلحة «حـــزب الــلــه» وأجـنـداتـه ونفوذه وتحالفاته. الـــجـــدار الإيـــرانـــي كــمــا بـــدا مـــن خــ ل حرب السنة، ليس بالكفاء ة التي تحسم حـــربـــ لــيــســت إســـرائـــيـــل طــرفــهــا الــوحــيــد ولـــــو أنـــــه المـــبـــاشـــر، وعـــلـــى الــــرغــــم مــــن أن الحزب هو التشكيل الأقوى على الساحة اللبنانية والـــذراع الأهـم لإيــران، فإنه في حـــاجـــة إلــــى الإجـــابـــة عـــن ســـــؤال الأســئــلــة المطروح عليه... هل سيواصل «حزب الله» الحرب رغم غموض المشاركة الإيرانية ومحدوديتها، وإحـــجـــام الـحـلـيـف الـــســـوري عـــن الـتـدخـل فيها؟ ليس مطلوباً مـن الـحـزب رفــع الـرايـة الـبـيـضـاء؛ فـهـذا يحمل ضـــرراً لـيـس عليه وحــــده وإنــمــا عـلـى كــل مــن لــه صـلـة قربى بلبنان وأهـلـه، لكن السياسة لا تنحصر بي راية بيضاء وأخرى حمراء، بل هنالك مساحة تـوفـر مخرجاً مضمون النجاعة والفاعلية، وهو اندماج الحزب بإيجابية أكثر في مؤسسات الدولة اللبنانية التي هـو شـريـكٌ أسـاسـي فيها، وأن يجسّد مع جميع مكونات الدولة قول رئيس المجلس الــنــيــابــي الــلــبــنــانــي نــبــيــه بــــــرّي، بتجنب الـــــوقـــــوع فــــي مـــصـــيـــدة رئــــيــــس الــحــكــومــة الإســـرائـــيـــلـــيـــة بـــنـــيـــامـــن نــتــنــيــاهــو الــــذي يعمل على جعل لبنان كغزة وقوداً لحرب إقليمية يسعى إليها. ملاذات «حماس» و«حزبالله» OPINION الرأي 13 Issue 16737 - العدد Tuesday - 2024/9/24 الثلاثاء ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١ ٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghas an Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidro s Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zai Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Gha san Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief A sistants Editor-in-Chief Aidr os Abdula iz Zaid Bin Kami S ud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ الرئيس التنفيذي جماناراشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي ssistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا ئي التحرير محمد هاني Mohamed H ni هلسيواصل «حزب الله» الحربرغم غموضالمشاركة الإيرانية ومحدوديتها نبيل عمرو إشكالية «الوطنية» السعودية كـــلّ الــــــدّولِ فـــي الــعــالــم تَـبـنـي المـــواطـــنـــة، وتـــعـــزّزُ روحَ الانـــتـــمـــاء، والـــســـعـــوديـــةُ احـتـفـلـت أمــــس بـعـيـدِ قيامِها السّنوي الرابعِ والتسعي. ويكفي النّظر إلى خريطتِها للاستنتاج بـأنّـهـا دولـــةٌ واحــــدةٌ بـحـدودٍ طبيعيةٍ وتاريخيةٍ طويلة، وامتداداتٍ قبليةٍ وإثنيةٍ منسجمة، مع حكمٍ مستمرٍ ومستقر. مفهومُ الـدولـةِ الحديث أكثرُ تعقيداً ممّا كانتْ عليهِ الـدويـ تُ القبليةُ والمناطقيةُ القديمة. فالأممُ والإقطاعياتُ بصورٍ مختلفة، دائماً كانت موجودةً عـلـى مـــرّ الـــتّـــاريـــخ، أمّــــا الـــدولـــةُ بـصـورتِـهـا الحديثة بـحـدودٍ وســيــادةٍ عُـرفـت مـنـذُ اتفاقيةِ «ويستفاليا» أكـتـوبـر/ تشرين الأول 24( فـي الـقـرن الـسـابـع عشر ). وأرست هذه الاتفاقية مبادئ السيادةِ للدولة 1648 القومية، والقواعد التي نظّمت العلاقاتِ الدولية، ولا تزال معظمُها فاعلةً إلى اليوم. مثلها مثل بقيةِ الأممِ الحيةِ، تواجهُ السعوديةُ تـحـديـاتِ الـهـجـرةِ غـيـرِ القانونية بــأرقــامٍ مليونية، والعولمة ذاتِ التدخلاتِ الخارجية، والاستهدافات السيبرانية، والـحـمـ تِ الدعائية الممنهجة لضرب الـوحـدة الوطنية. وهــذه جميعاً إشـكـالاتٌ مستمرةٌ وخـــطـــيـــرة تــتــطــلّــبُ تــعــمــيــقَ المـــواطـــنـــة. فـــي الــعــقــودِ المـــنـــصـــرمـــة، تـــنـــازعـــتِ الـــســـعـــوديـــن آيـــديـــولـــوجـــيـــاتٌ تنافسُ «الـوطـنـيـةَ» وتـصـادمُـهـا. ولـم يكنْ مـن قبيل المـبـالـغـة عـنـدمَـا كــــانَ الـشـيـوعـيـون الـــعـــربُ يُـتّـهـمـون بـــولائِـــهـــم لــــ حــــزاب الـــخـــارجـــيـــة، وكــــذلــــك المــنــتــمــون لجماعاتٍ إسلاميةٍ أممية مثل «الإخـوان المسلمي»، وربّما باستثناء القوميي العرب الذين رغمَ انتشارِ آيديولوجيتهم وجـاذبـيـتِـهـا فــي فــتــراتِ الستينات والسبعينات، فإنّه لم يكن لها نموذجٌ قويّ ويتمدّدُ ولفترة طويلة. مـــقـــارعـــةُ الأمـــمـــيـــة المـــســـتـــوردة أو المــحــلــيــة مـن أعـــمـــال الــوطــنــيــة، لــكــنّــهــا لـيـسـت الـــهـــدفَ الــوحــيــد. دولُـنـا كانت إلـى قبلِ مـائـةِ عـام تتكئ على القبلية والـــروابـــطِ المـحـلـيـة المـــحـــدودة، وعـنـد نـقـصِ تعزيز الـــهـــويـــة الــوطــنــيــة تــســعــى الـــطـــروحـــات الأمـــمـــيـــة أن تـــكـــونَ الـــشـــرعـــيـــةُ والمــــرجــــع. لـــقـــد حــــاولــــتْ وفــشــلــتِ القومية، من ناصريةٍ وبعثية، والشيوعية العربية، مـاركـسـيـة ومــاويــة وكــذلــك اشـتـراكـيـة، مــن أن تعبر الــحــدود، بـخـ ف الإسـ مـويـة الـتـي سعت لتطويع الدين والـتـراث، وتحوّلت من مجردِ فكرة مناقضة للوطنية إلــى جـمـاعـةٍ منظمةٍ شكلت أعـظـم تهديد لفكرة الدولة والوطن والمواطنة. السعودية، مـع اسـتـمـراريـةِ الحكم واسـتـقـراره، تصدّت للرياح الأممية التي هبّت من إيــرانَ ومصرَ والعراق، ثم جابهت إعصارَ الجماعاتِ الإسلاموية الفكرية والمسلحة وتغلّبت عليها جميعاً. وقــــــد حــــاولــــت هــــــذه الــــجــــمــــاعــــاتُ هـــــــدمَ مــفــهــوم «الوطن» بسلسلة طروحات تشكّك في فكرة الدولةِ وتقديم فلسفة تعادي الوطنية، بالإنكار لرموزها، ضد تحيةِ العلم، وضد السّلامِ الملكي، وضد احترامِ الحدود والعهود، وضد القواني، وتعارض التّطورَ والتغيير. الـيـوم تـــزداد أهميةُ تعميقِ الوطنية، الانتماء الطبيعي، ولـيـس الشكلي والسطحي، أو المتطرف والشّوفيني. فالوطنيةُ تلعبُ كقوةٍ توحيدية، وتعزّز التماسكَ ضد الانقساماتِ الآيديولوجية والإثنيةِ والطبقية، وتعمل على توحيدِ المجتمع نحو تحقيقِ الأهــداف المشتركة لبناء البلاد وتنميتِها. وتعميقُ الانتماء بفهم تاريخ البلاد وجغرافيته، والاعتزاز بإنجازاته. الـسـعـوديـة بـلـدٌ مــن أقـــدم الأمــــم، شــــاركَ المنطقةَ والعالمَ تاريخه على مدى آلاف السني، والقليل إلى هذا اليوم يُعرف عن تلك الأزمنةِ حيث تجري عمليات بـــحـــوثٍ واســـعـــة مــيــدانــيــة تـنـقـيـبـيـة وأكــاديــمــيــة عن الامتدادات التاريخية للمملكة. والتطور الاجتماعي لا ينفي الأصالة بل يعبر عن القوة والثقة. نــــجــــاح الـــــدولـــــة الـــوطـــنـــيـــة، كــالمــمــلــكــة الــعــربــيــة السعودية، يعزّز نجاحَ واستقرارَ بقيةِ الـدول حيث إنّـــنـــا جـمـيـعـ نــعــيــش فـــي نــفــس الــحــيــز الــجــغــرافــي والـبـيـئـة الــفــكــريــة. الـــيـــوم الــحــاجــة لـتـقـويـة الـرابـطـة الوطنية أكثر من أي وقت مضى مع سعارِ الحروبِ الداخلية المتعددة في المنطقة، والحملات الخارجية التي تهدّد استقرارَ الدول. التجربة السعودية الحديثة في تغذية الانتماء للبلاد والاعتزاز بالهوية ليستشكلية ومناسباتية، بل هناك مشروعُ تطويرٍ شامل للإنسان والمجتمع وكذلك للدولة نفسها. عبد الرحمن الراشد هناكمشروعُ تطويرٍ شامل للإنسانِ والمجتمع وكذلك للدولة نفسها

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky