issue16737

هل يمكن لـ«حزب الله» أن يستورد شحنة أجهزة اتصال مهمة تربطه بشبكة بديلة عن الهاتف دون علم إيران؟ هـــل مـمـكـن أن يـطـلـب «حــــزب الـــلـــه» شـحـنـة كــهــذه دون المــوافــقــة الإيـــرانـــيـــة والـــرقـــابـــة الإيـــرانـــيـــة، نـاهـيـك بـالـتـمـويـل الإيراني أو التوصيل الإيراني، خصوصاً أن السفير الإيراني لدى لبنان كان يستخدم جهاز «البيجر» ذاته؟ إيران لا يمكن أن تكون بعيدة عن شحنة «البياجر»، أي إنه لو كان هناك تفخيخ حصل للأجهزة قبل وصولها إلى لبنان، فإن تلك العملية لا بد من أن تكون قد مرت على إيران بشكل مباشر أو غير مباشر. الاختراق لم يكن لـ«حزب الله»؛ بل الاختراق في إيران، ولم يكن الأول، ونعتقد أنه لن يكون الأخير، فمن بعد مقتل إسـمـاعـيـل هـنـيـة عـلـى الأراضـــــي الإيـــرانـــيـــة وهـــو عـلـى رأس ذراع إيــــران الفلسطينية، يـتـعـرض «حـــزب الــلــه» إلـــى أكثر الاختراقات الأمنية فتكاً، من خلال تفخيخ أجهزة مرت عبر وسـيـط إيــرانــي، ومــن خــ ل اسـتـهـدافـات دقيقة جــداً لمواقع قياداته، فهل الأمـر مصادفة؟ أم هو تعاون أطــراف إيرانية مع «الموساد» الإسرائيلي؟ إسـرائـيـل تملك أدق التفاصيل عــن مــواقــع وتـحـركـات قيادات أذرع «الحرس الثوري» الإيراني، وعلى رأسها «حزب الله» و«حماس»، فحتى لو اتهمت إسرائيل بالمسؤولية عن الحادثتين وبأنهما من فعل «الموساد»، فإن لإيران - بشكل من الأشكال - موقعاً في الأحداث، مما يفتح باب التساؤلات عمّا يحدث داخل إيران أكثر مما يفتح الأسئلة عمّا يحدث في «حزب الله» أو في «حماس». إيران هي التي يجب أن توضع تحت المجهر، خصوصاً بـعـد ســقــوط طــائــرة رئــيــس الـجـمـهـوريـة؛ إبــراهــيــم رئيسي، وبعد حصول إسرائيل على أرشيف الملف الـنـووي السري، وبعد اغتيال محسن فخري زاده؛ أهم علماء الطاقة النووية الإيرانية، ثم بعد اغتيال إسماعيل هنية... كل هذه المؤشرات تدل على أن هناك أكثر من إيـران في الداخل الإيـرانـي؛ هناك خـامـنـئـي و«الــــحــــرس الــــثــــوري» مـــن جــهــة؛ وهـــنـــاك الأفــنــديــة والإصــ حــيــون مـن رجـــال الـديـن ومعهم رجـــال مـن الجيش، الذين سئموا التهميشوقمع محاولاتهم، من قبل «الحرس»، لــوضــع إيـــــران عـلـى خـريـطـة الــقــانــون الــــدولــــي؛ أي إن هـنـاك تياراً ضد مشروع «الحرس الثوري» الإيراني التوسعي في المنطقة... ناهيك بالانقسامات العرقية الكثيرة والخطرة. الأحــــــداث الأخـــيـــرة تــجــري عـلـى عـكـس هـــوى المــشــروع الإيراني التوسعي... هناك من يحاول قطع الحبل الواصل بين النظام في إيــران والأذرع الإيرانية في العالم العربي؛ مـقـتـل هـنـيـة أولاً، ثـــم صــيــد وقـــتـــل قــــيــــادات «حــــمــــاس»، ثم اصـــطـــيـــاد قــــيــــادات «حـــــزب الـــلـــه» واحــــــداً تــلــو الآخـــــر وبــدقــة متناهية، واسـتـهـداف مـخـازن أسلحتها ومـنـصـات إطـ ق صواريخها، بشكل يـدل على أن بنك الأهـــداف المتوفر لدى إسـرائـيـل دقـيـق للغاية ولا يمكن أن يـكـون قـد خــرج إلا من داخل إيران، فمن هو الطرف الإيراني الذي يقف وراء تقليم مخالب «الــحــرس الــثــوري» الإيـــرانـــي؟ وإلـــى أي مــدى هناك أطراف من الداخل الإيراني ضالعة أو مخترقة؟ وهل لإيران تـوجـه جـديـد يقضي بالتخلي عـن أذرعــهــا الـعـربـيـة؟ أم إن الــصــراع الإيــرانــي الـداخـلـي بـ «الــحــرس الــثــوري» والتيار الإيــــرانــــي المـــنـــاهـــض لــــه، يـــبـــرز فـــي الــتــخــلــي عـــن طـمـوحـاتـه التوسعية والتخلص من أعبائه؟! الـواضـح أن لأطـــراف مـن النظام الإيـرانـي مصلحة في إزاحـــة كـل عـائـق أمـــام الانـفـتـاح على الــجــوار وعـلـى العالم، وعـبـر عـن ذلــك التوجه الـرئـيـسُ الـجـديـدُ بقوله «إنـنـا لسنا أعداء لأحد، ولا نكره أحداً، ومستعدون لفتح صفحة جديدة مع الجميع؛ بمن فيهم الأميركان»!! لـــذلـــك الــــســــؤال الآن يــجــب أن يـــكـــون: مـــــاذا يـــحـــدث في إيران؟ لا: ماذا يحدث في «حزب الله» أو في «حماس»؟ وهل ستتخلى إيـــران عـن أذرعــهــا العربية كلها وسـيـأتـي الــدور على «الحوثي» وعلى فصائل «الحشد الشعبي» الرافضة الانضمام تحت لواء الدولة، أم إن إيران ستتخلى عن الأذرع التي تشكل تهديداً لإسرائيل فقط، وستبقي على أذرعها المهددة لبقية المنطقة؟ تلك هي الحكاية. لـم ينتهِ الــعــدوان الإسـرائـيـلـي على غــزة واسـتـمـر في استهداف المدنيين والنازحين في كل مناطق القطاع، وخلّف ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، 42 حتى الآن نحو وعــاد واستهدف مدنيين ومقاتلين تابعين لــ«حـزب الله»، واخترقت إسرائيل أجهزة الحزب على مدار يومين، وخلّفت قـتـيـ ً، ثـم عـــادت فـي اليوم 40 آلاف مـصـاب ونـحـو 4 نحو الـتـالـي واسـتـهـدفـت إبــراهــيــم عـقـيـل قــائــد فــرقــة الـــرضـــوان، قيادياً وعنصراً مـن الـحـزب، ومعهم نحو 15 وقتلت معه مدنياً بينهم أطـفـال، وبــدت أنها مستعدة أكثر مـن أي 30 وقت مضى لتوسيع دائرة حروبها من دون رادع أو حساب. إن السؤال المحوري الذي سيطرح بعد عام من عملية حـــول أســبــاب «الـتـوحـش 2023 ) أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول 7 الإسرائيلي»، والخروج عن المألوف فيحروب ما بعد الحرب العالمية الثانية، بما فيها الحروب العربية - الإسرائيلية، أكتوبر بمفردها أو أساساً مسؤولية المشاهد 7 هل تتحمل 7 التي نراها كل يـوم؟ أم أن بنية الدولة العبرية احتاجت أكتوبر لكي تنفذ مشروعها الــذي كانت تسير فيه، ولكن بـصـورة أكـثـر وحـشـيـة، فقضمت أراضـــي الضفة الغربية، وقـطـعـت أواصــــر المـــدن والــبــلــدات الفلسطينية، ولـــم تكتفِ بنشر جيشها، إنـمـا «بــــدرت» المستوطنين فـي كـل أراضــي ألـف مستوطن بعد أن 800 الضفة حتى وصلوا إلـى نحو .1993 ألف عشية التوقيع على اتفاق أوسلو في 100 كانوا والــحــقــيــقــة أن المــــشــــروع الإســـرائـــيـــلـــي لـــم يــكــن يسير فــي اتــجــاه قـبـول مـبـدأ الـتـسـويـة وحـــل الــدولــتــ ، ولـــم تكن رصــاصــات الإرهـــابـــي الـيـهـودي إيــغــال عـامـيـر فــي نوفمبر الــتــي قـتـلـت إســـحـــاق رابــــ أثـنـاء 1995 ) (تــشــريــن الــثــانــي مـؤتـمـر لـدعـم الــســ م إلا صـــورة مــن الــرفــض الـكـامـن داخــل قطاع واسع من المجتمع الإسرائيلي لحل الدولتين. علينا أن ننظر إلى تعامل غالبية النخب الإسرائيلية لحل الدولتين منذ حكومة شارون وحتى نتنياهو، وكيف أنها رفضت مسألة التسوية السلمية، ولم تحترم ما وقّعت عليه حتى أصبح الاستيطان في الضفة سياسة ممنهجة ومدعومة بدرجات مختلفة من كل الحكومات الإسرائيلية، وأن «التقية» الـتـي تمارسها بعض الـتـيـارات الدينية في بلادنا هي نفسها التي مارسها التيار المهيمن داخل النخب الإسرائيلية، وأبطن عكس ما وقّع عليه من اتفاقيات. أكـتـوبـر فـرصـة لتغيير 7 صحيح أن إســرائــيــل عـــدّت الـقـنـاع، فــبــدلاً مــن الـسـيـر بـبـطء نـحـو هـــدف ضــم الأراضـــي الفلسطينية، وإجـــهـــاض حــل الــدولــتــ مــن دون الـحـاجـة بالضرورة لهذا العدد نفسه من الضحايا في عـام، عادت أكتوبر فرصة لتخرج الوحش الكاسر من أعماقها، 7 وعدّت فتنتقم من الأطفال والنساء، وترتكب جرائم إبادة جماعية غـيـر مـعـتـادة فــي حـــروب مــا بـعـد الــحــرب الـعـالمـيـة الثانية؛ لتحقيق الهدف نفسه بطريقة أكثر دموية، وهو إجهاض حـــل الـــدولـــتـــ ، وضــــم الــضــفــة الــغــربــيــة لإســـرائـــيـــل، وعـــدم التخلي عن محاولات تهجير سكان غزة. أكــتــوبــر أجــهــضــت الـحـل 7 لا يـمـكـن الـــقـــول إن عـمـلـيـة السلمي، إنما يمكن القول إنها جاءت في جانب منها نتيجة إجهاض هـذا الحل السلمي، صحيح أنـه لا يمكن قبول كل جوانبها، ومنها استهداف المدنيين والعسكريين تحتحجة أن هذا ما تفعله إسرائيل، والحقيقة أن «حماس» كانت في حاجة أكثر من غيرها ألا تستهدف المدنيين، وتقوم بعملية عسكرية في مواجهة عسكريين؛ لأن هـذا ربما كـان سيفتح الباب أمام قطاعات من الرأي العام في العالم، وبعضالنخب السياسية الأوروبـــيـــة أن تـقـول: «إنـهـا حـــرب»، ولـكـن مجرد اسـتـهـداف المدنيين مـن قبل تنظيم مصنف عالمياً إرهابياً أعطى فرصة لإسرائيل أن تقول إن ما تقوم به هو حرب على الإرهاب. حـــروب إسـرائـيـل لــم تـتـوقـف؛ لأنـهـا اسـتـثـمـرت بالحد الأقـصـى فـي ثـغـرات «حــمــاس» و«حـــزب الـلـه» ومشكلاتهما الهيكلية، فالأولى مصنفة بجناحيها السياسي والعسكري منظمة إرهابية، والثاني مصنف بجناحه العسكري بأنه تنظيم إرهابي، كما أن كلاً منهما منفصل عن العالم، وليست له علاقة إلا بحلفائه في الإقليم وروسيا، وعجزت «حماس» لأسباب كثيرة أن تكون شبيهة بتنظيمات التحرر الوطني التي امتلكت إلى جانب الجناح العسكري جناحاً سياسياً كان جزءاً من «الصراع العالمي» حول قضية التحرر الوطني، ومشتبكاً سياسياً معها حتى داخل الدول الاستعمارية. مشكلات «حماس» سهّلت مهمة إسرائيل في أن تصور الأمـــر وكأنها دولـــة وديـعـة مسالمة تحترم قـــرارات الشرعية الدولية، وجعلت الضفة الغربية، حيث السلطة المعتدلة واحة للسلام ونواة للدولة الفلسطينية، والحقيقة أن ما جرى على عاماً كان تفريغ الحل السلمي من مضمونه بموقفٍ 30 مدار عقائدي وسياسي، من قِبل النخب المسيطرة في إسرائيل، ومعادٍ للتسوية السلمية وحل الدولتين. لـن توقف إسرائيل حروبها إلا إذا تغيّرت المـعـادلات الـعـربـيـة والإقـلـيـمـيـة والــدولــيــة بــصــورة تدفعها إلـــى ذلــك، وحــتــى يــحــدث هـــذا الـتـغـيـر فـإنـهـا ستستمر فـــي حـروبـهـا بصور مختلفة؛ لأنها لا ترغب فقط في الانتقام مما جرى أكتوبر، إنما أيضاً لأنها تريد أن تطبق بوحشية أكبر 7 في ما خططت له منذ عقود. لتبرير الضربات القاسية الأخيرة، يعزّي «حــــزب الــلــه» وأنـــصـــاره أنـفـسـهـم بـــ«أنــنــا نقتل عاماً». 40 ونستشهد منذ تـــحـــت هــــــذا الـــــعـــــنـــــوان، يـــلـــعـــب «الـــــحـــــزب» بمهارة لعبة دعاية مـزدوجـة، تقوم على إدارة التناقضات فـي سـرديـتـه. تـراهـم يعظّمون من سـقـط مــن قـادتـهـم فــي المـــعـــارك أو الاغــتــيــالات، رافـــعـــ إيـــاهـــم إلـــى مـرتـبـة الأســـاطـــيـــر، قـبـل أن ينتقلوا بسرعة إلى فكرة معاكسة تماماً، هي أن رحيل هؤلاء القادة الأسطوريين لا يؤثر على مسيرة «الحزب» أو مشروعه بأي شكل. بيد أن حتى هــذه اللعبة مـا عـــادت تكفي لـــإدارة المعنوية والتعبوية للمرحلة الراهنة التي يمر بها «حزب الله»، والتي تعدّ الأصعب .1982 في تاريخه منذ عام خــ ل أقــل مـن سنة وجــد «الــحــزب» نفسه أمام أزمة عميقة تطول هيكله القيادي، وقدراته العسكرية، وفاعليته التشغيلية، وباتت تطرح أسئلة جدية بشأن مصيره ودوره المستقبلي في لبنان وفي الجغرافيا السياسية الإقليمية. أولاً: شـــكـــل اخــــتــــراق شـــبـــكـــات اتـــصـــالات «حـزب الله» ضربة قاسية لأحـد أهـم مرتكزات أي تنظيم أو جيش في العالم، التي من دونها لن يكون قادراً على الذهاب إلى أي حرب. مــــنــــذ بـــــدايـــــة الـــــحـــــرب بـــــــدا «حــــــــزب الــــلــــه» مـــكـــشـــوفـــ أمـــــــام اخـــــتـــــراق إســــرائــــيــــل الـــهـــواتـــف الـــجـــوالـــة، ووصـــلـــت عـــبـــره إلــــى عــــدد كـبـيـر من الــقــادة المـيـدانـيـ ونـجـحـت فـي تصفيتهم. ثم تبين لاحقاً، في حادثة اغتيال القائد العسكري فـــــــؤاد شــــكــــر، أن إســــرائــــيــــل نـــجـــحـــت حـــتـــى فـي اخـــتـــراق شـبـكـة الاتـــصـــالات الأرضـــيـــة الـخـاصـة به، التي خاض من أجل حمايتها «حرباً أهليةً . أما الصفعة الكبرى فكانت 2008 مصغرةً» عام فــي اســـتـــدراج «حــــزب الــلــه» إلـــى صـفـقـة أجـهـزة «بيجر» مفخخة جــرى تفجير معظمها خلال دقيقة وهــي بـحـوزة مستخدميها؛ 30 أقــل مـن ما أدى إلى آلاف الإصابات الحرجة في صفوف عـنـاصـره ومـسـؤولـيـه. فـتـح هـــذا الــخــرق نـافـذة على الوصول إلى شخصيات شبحية مثل قائد «فـرقـة الــرضــوان» إبـراهـيـم عقيل، الــذي أصيب فـي تفجيرات «الـبـيـجـر»، وحُـــددت هويته عبر اخـتـراق كاميرات مراقبة المستشفى الــذي كان يخضع فيه لـلـعـ ج، ثـم تتبعه إلــى الاجتماع الذي قصفته إسرائيل في الضاحية الجنوبية ساعة. 24 للعاصمة بيروت، بعد نحو إن انــــهــــيــــاراً بـــهـــذا الـــحـــجـــم فــــي مـنـظـومـة الاتــــصــــالات الآمـــنـــة لـــــ«الــــحــــزب»، وقـــبـــل تقييم مـسـتـوى الإصـــابـــات والـخـسـائـر الـبـشـريـة التي أدى إلـيـهـا، كفيل وحـــده بفرملة أي قـــدرة لدى «حـــــزب الـــلـــه» عــلــى خــــوض حــــرب مــبــاشــرة مع إسرائيل. قــــدمــــت إســــرائــــيــــل؛ عـــبـــر قـــصـــف اجـــتـــمـــاع الــضــاحــيــة، بــرهــانــ حـيـ عـلـى حـجـم الـفـوضـى فـي الكفاءة التشغيلية لــ«الـحـزب»، وتقويض قــدراتــه فــي مـجـال الـقـيـادة والـسـيـطـرة؛ بسبب الخرق الرهيب لبنية اتصالاته. ثانياً: نتيجة خـرق منظومة الاتـصـالات، نجحت إسرائيل في تسديد ضربات استباقية مدمرة للبنية التحتية العسكرية لـ«حزب الله»، كمخازن الأسلحة، ومنشآت إطلاق الصواريخ، والمواقع المحصنة، ومصانع تجميع المسيّرات والمـقـذوفـات. وقعت الضربة الأعلى بــروزاً يوم 100 أغسطس (آب) الماضي حين شنت نحو 25 طــائــرة مقاتلة إسـرائـيـلـيـة ضــربــات استباقية دمـــرت الآلاف مــن قـــاذفـــات الــصــواريــخ التابعة لـ«حزب الله»، التي كانت موجهة لإطلاق النار فــــوراً نـحـو شــمــال ووســــط إســـرائـــيـــل، رداً على اغتيال فؤاد شكر. منذ تلك الليلة لم يعد الترقب والانتظار يــســيــطــر عـــلـــى وســــائــــل الإعــــــــ م بــــشــــأن ردود محتملة من «حــزب الـلـه». بـات الانطباع العام أن «الـحـزب» فقدَ المـبـادرة تماماً؛ وإنْ نجح في إطـــ ق بضعة صـواريـخ هنا أو هـنـاك، أو لجأ لــ ســتــعــراض بــإيــصــال صـــواريـــخ إلــــى محيط مدينة حيفا. منذ اغتيال فؤاد شكر، ثم الضربة الاســتــبــاقــيــة، وصـــــولاً إلـــى قـصـف أكــبــر تجمع لمـــســـؤولـــ عــســكــريــ فـــي «حـــــزب الـــلـــه» بقلب الضاحية، نقلت إسرائيل اللعبة إلـى مستوى آخر تماماً. ثالثاً: ربـمـا تـكـون الضربة الأشـــد إيـ مـ ، هي الاغتيالات المنهجية لقيادات «حـزب الله» وكــوادره الرئيسيين. نشر الجيش الإسرائيلي صورة للهيكل القيادي لـ«حزب الله» تشير إلى قيادات 6( في المائة 70 أن «الـحـزب» فقد نحو مــن أصـــل تـسـعـة) مــن نخبة قــادتــه العسكريين والميدانيين. كما طالت الاغتيالات مئات القادة المختصين فــي عمليات حـاسـمـة، مـثـل الـحـرب بــالــطــائــرات المــســيّــرة، والـــقـــدرات الإلـكـتـرونـيـة، وتنسيق الوحدات الخاصة، وضباط وعناصر الميدان الرئيسيين. خـــلـــق نـــــزف المــــواهــــب لـــــدى «حــــــزب الـــلـــه»، ووتــيــرتــه المـتـسـارعـة ورقــعــتــه المـتـسـعـة، فـراغـ استراتيجياً هائلاً يصعب تعويضه في وقت قـــريـــب. لـــم تُـضـعـف هـــذه الاغـــتـــيـــالات الـفـاعـلـيـة العسكرية لـ«الحزب» فقط، بل اخترقت صميم معنوياته ورؤيته الاستراتيجية. والـحـال؛ يجد «حــزب الله» نفسه الآن في وضع هو الأسوأ منذ تأسيسه، في ظل اختراق شــبــكــات اتـــصـــالاتـــه، وتــدمــيــر بـنـيـتـه التحتية الــعــســكــريــة، واســـتـــنـــزاف الـــقـــيـــادات والــــكــــوادر المهمين. أسابيع قليلة حدث فيها ما لم يحدث فـــي عـــقـــود، وبـــاتـــت تُـــطـــرح عــلــى «حـــــزب الــلــه» وحـلـفـائـه وخــصــومــه أسـئـلـة وجـــوديـــة تتعلق بمستقبل التنظيم، ودوره المستقبلي في لبنان والشرق الأوسط برمته. OPINION الرأي 12 Issue 16737 - العدد Tuesday - 2024/9/24 الثلاثاء متى تتوقفحروب إسرائيل؟ القصة في إيرانلا داخل «حزبالله» «حزبالله» عند خط النهاية وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com نديم قطيش الحزب يجد نفسه الآن في الوضع الأسوأ منذ تأسيسه لن توقف إسرائيل حروبها إلا إذا تغيرت المعادلات العربية والإقليمية والدولية عمرو الشوبكي الأحداث الأخيرة تجري على عكسهوى مشروع طهران التوسعي سوسن الشاعر

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky