issue16736

7 ISSUES Issue 16736 - العدد Monday - 2024/9/23 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT }94{ ذكرىاليوم الوطني السعودي الترتيبات التنظيمية والتجارب الإدارية كلها التي تم تطبيقها في مملكة الحجاز كانت استحقاقات مهمة في المشروع الوحدوي، ومهّدتلإعلان توحيد وتسمية البلاد (الشرق الأوسط) 1939 الملكعبد العزيز خلالزيارته «أرامكو» عام 1939 الملكعبد العزيز على متن ناقلة النفط التيصدّرت أولشحنة نفطخام سعودي عام 1939 الملكعبد العزيز يدير الصمام بيده لتعبئة أولشحنة من النفط السعودي عام الجانب الدستوري والتأييد الدولي يتطلب اسـتـقـرار الـــدول اســتــقــراراً دســتــوريــا وآلــيــات واضـــحـــة لانــتــقــال الــســلــطــة. ووقــــتــــذاك لم تـكـن الـــصـــورة قــد اتـضـحـت بــعــد، فالشق الـــدســـتـــوري المـــهـــم فـــي هــــذا الـــجـــانـــب هو مــــوضــــوع نـــظـــام الـــحـــكـــم وولايـــــــة الــعــهــد، والمـــلـــك المـــؤســـس قــــرأ واســـتـــوعـــب تــاريــخ الدول خصوصا تاريخ الدولة السعودية فـــي مـرحـلـتـيـهـا الأولـــــى والــثــانــيــة، ورأى مــا آلـــت إلـيـه الأمــــور بسبب الـتـنـازع على السلطة، لذا كان لا بد من ترتيب أمر نظام الحكم وولايـة العهد، وهو الجانب الذي ورد فـي المقترح أو «الـنـظـام»، كما سمّاه فــؤاد حمزة، الــذي رفعته اللجنة، ووافـق عــلــيــه المـــلـــك، وجـــــاء فـــي المــــــادة الــســادســة » أنـــه «عـلـى 2716« مـــن الأمــــر المـلـكـي رقـــم مــجــلــس الـــــوكـــــاء وضـــــع نـــظـــام أســـاســـي للمملكة، ونـظـام لـتـوارث الـعـرش ونظام لـتـشـكـيـات الــحــكــومــة». وبــنــاء عـلـى ذلـك عــقــد أعـــضـــاء مــجــلــس الــــوكــــاء ومـجـلـس الـــــشـــــورى ورئـــــاســـــة الــــقــــضــــاء اجـــتـــمـــاعًـــا مشتركًا بـرئـاسـة (الأمــيــر) فيصل قــرروا فيه مبايعة (الأمير) سعود بن عبدالعزيز مايو 11 بولاية العهد وصدر قرارهم يوم م، وصدر الأمر الملكي بالموافقة على 1933 يــومــا مـــن توقيع 18 ذلــــك. كـــان هـــذا قـبـل اتفاقية امتياز النفط! من خلل هذا الاستطراد والتمهيد، يـــــتـــــبـــــنّ اســـــتـــــكـــــمـــــال جــــمــــيــــع الـــــجـــــوانـــــب التنظيمية والـدسـتـوريـة لإعـــان توحيد وتسمية البلد. وفـــــــي جــــانــــب مــــتــــصــــل، قـــــــام الأمــــيــــر فيصل بصفته رئيسا للحكومة ووزيـــراً لــلــخــارجــيــة بــــزيــــارات رســمــيــة لـــعـــدد من الـــدول فـي أول جـولـة خـارجـيـة يـقـوم بها بعد تعيينه. واستمرت تلك الجولة عدة وحتى 1932 ) أشــهــر مــن أبــريــل (نــيــســان يــولــيــو (تــــمــــوز) مـــن الـــعـــام ذاتــــــه، شملت إيطاليا وسـويـسـرا وفـرنـسـا وبريطانيا وهـــولـــنـــدا وألمـــانـــيـــا وبـــولـــنـــدا والاتــــحــــاد الـــســـوفـــيـــاتـــي وتـــركـــيـــا وإيــــــــران والــــعــــراق والكويت. وكــــان فــــؤاد حــمــزة مـــن ضــمــن الــوفــد المـــرافـــق لـأمـيـر فـيـصـل فـــي تـلـك الـجـولـة، حـــيـــث كـــــان بـــحـــث الــــعــــاقــــات الــســيــاســيــة والاقتصادية على قائمة الأهداف، وكذلك التفاوض حـول منح امتياز التنقيب عن النفط. كـــمـــا كـــــان مــــن أهــــــــداف تـــلـــك الـــجـــولـــة حـشـد الـتــأيـيـد الـــدولـــي لإعــــان الـتـوحـيـد والــتــســمــيــة، الــــذي تـــم بــعــد نــحــو شـهـريـن من عـودة الأمير فيصل ومرافقيه للبلد. ويذكر الدكتور عبد الحكيم الطحاوي أن المـلـك عبد الـعـزيـز: «اطــمــأنّ تماما لمواقف هـــذه الــــدول مــن دولـــتـــه، وكــــان ذلـــك عـامـاً مساعداً للفكرة التي وجدها فيصل وقد اخــتــمــرت فـــي ذهـــن والـــــده، وكـــانـــت تـــراود الغالبية العظمى من رعايا بلده (...) ذلك القرار الذي يُعتبَر من القرارات المصيرية». لجنة برئاسة فؤاد حمزة بــمــقــارنــة طــريــقــة مـعـالـجـة المــلــك عبد الـعـزيـز لكثير مــن المــلــفــات، ومـــن خـــال ما أورده فــــؤاد حــمــزة فــي مــذكــراتــه ووثـائـقـه الــــخــــاصــــة، وبـــتـــتـــبـــع المـــــصـــــادر والـــوثـــائـــق والروايات الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع وتحليل مـحـتـواهـا، يمكن الــقــول إن الملك عــبــد الـــعـــزيـــز أصـــــدر أمـــــراً بـتـشـكـيـل لجنة بـرئـاسـة مـسـتـشـاره، فـــؤاد حــمــزة، لـدراسـة وصــيــاغــة وتــرتــيــب إعــــان تــوحــيــد الــبــاد وتـسـمـيـتـهـا المـمـلـكـة الـعـربـيـة الـسـعـوديـة. وضــــمّــــت الــلــجــنــة فــــي عــضــويــتــهــا خـــبـــراء مــتــخــصــصــن فــــي المـــــجـــــالات الـــدســـتـــوريـــة والــــشــــرعــــيــــة والــــســــيــــاســــيــــة والـــقـــانـــونـــيـــة والإدارية والاقتصادية والمالية والإعلمية والأمـــنـــيـــة. ويـــاحـــظ المــتــمــعّــن فـــي خــبــرات وخلفيات أعضائها أنها كانت لجنة فنية مـتـخـصـصـة، وقـــد تشكلت بــالإضــافــة إلـى فؤاد حمزة من كل من: محمد شرف عدنان وصـالـح شطا وعبد الله الشيبي ومحمد شرف رضا ومهدي القلعلي وعبد الوهاب نائب الحرم وإبراهيم الفضل ومحمد عبد الـــقـــادر مـغـيـربـي ورشـــيـــد الــنــاصــر وأحـمـد باناجه وعبد الله الفضل وخالد أبو الوليد القرقني وحامد رويحي وحسي باسلمة ومـــحـــمـــد صـــالـــح نــصــيــف وعـــبـــد الـــوهـــاب عــــطــــار، وجــمــيــعــهــم مــــن رجـــــــالات الــــدولــــة، وبالنظر إلى سيرهم وخبراتهم يتضح أن اختيارهم لعضوية اللجنة كان لاعتبارات مهنية وفنية. الاستفتاء الشعبي كان من ضمن مهام اللجنة حشد التأييد الشعبي للفكرة، حيث أشار فؤاد حمزة إلى ذلك في مذكراته يوم ،1932 ) سبتمبر (أيلول 15 الخميس وقـــبـــل نــحــو أســـبـــوع مـــن الإعـــــان عن توحيد البلد، بقوله: «إرسال برقيات وتسلّم صــور برقيات بتحبيذ فكرة تـوحـيـد المـمـلـكـة»، وهـــو يقصد بذلك أن الـلـجـنـة أبـــرقـــت إلـــى عــمــوم أنـحـاء المــمــلــكــة بــطــلــب المـــشـــاركـــة فـــي تـأيـيـد الـفـكـرة، ورُفــعــت مـئـات الـبـرقـيـات من مختلف المـــدن والــبــلــدات، ومــن سائر طبقات المجتمع تلتمس من الملك عبد العزيز المـوافـقـة على المـقـتـرح، فوافق المـــلـــك «عـــلـــى طــلــب الــشــعــب بـتـوحـيـد المملكة، وتسميتها المملكة العربية الــــســــعــــوديــــة، ووضـــــــع نــــظــــام لـلـحـكـم وتوارث العرش». وصـــــدر أمــــر مــلــكــي بـــذلـــك وقّـــعـــه، نـيـابـة عــن المـلـك نـائـبـه الأمــيــر فيصل. وهــــــذا مــــا عـــنـــاه الـــدكـــتـــور الـــطـــحـــاوي بقوله: «إن فيصل هو الـذي وقّـع على شـهـادة ميلد هـذه المملكة بأمر الملك عبد العزيز». الرؤية الممتدة مما سبق يتضح أن فكرة إعلان توحيد البلاد وتسميتها المملكة العربية السعودية أتـت في سياق رؤيــة الملك عبد العزيز لبناء الدولة، والقارئ لسيرة الملك المؤسّس والمتتبع لتاريخه وطريقة تفكيره ومعالجته للأمور يـــدرك أن أمـــراً كـهـذا لا يمكن أن يـفـوتـه ولا يُعقَل أن يتركه للمصادفات. فالموضوع ليس مـوضـوع تسمية فحسب، وإنـمـا بـنـاء دولـة مستقرة ومحافظة على سيادتها وتوفير مــــوارد اقـتـصـاديـة لـهـا ورفـعـة شعبها، فقد قـــال (رحـــمـــه الـــلـــه): «ســأجــعــل مـنـكـم شعباً عظيماً، وستستمتعون برفاهية هـي أكبر كثيراً من تلك التي عرفها أجـدادكـم»، وقال: «إن خدمة الشعب واجبة علينا، لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا».. وهي الرؤية ذاتها التي حملها أبـنـاؤه من بعده، ويؤكد عليها دوماً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي قال في الخطاب الملكي السنوي الذي ألقاه نيابة عن الملك سلمان، في افتتاح أعـــمـــال الــســنــة الأولـــــى مـــن الــــــدورة الـتـاسـعـة لمجلس الشورى: «منذ إطـ ق (رؤيـة المملكة ) والمواطن نصب أعيينا؛ فهو عمادها 2030 وغـــايـــتـــهـــا، وأي إنـــجـــاز يـتـحـقـق مـــن خــ ل مظلّتها الشاملة للمسارات المختلفة هو رفعة للوطن ومنفعة للمواطن وحصانة بإذن الله للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات». وكــأنــنــا بــالــتــاريــخ يــتــكــرر كــمــا تـتـكـرر منذ مائة عام الحملات ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها، لكن السعوديين وفي غـمـرة احتفالاتهم بـذكـرى يومهم الوطني، مـاضـون فـي مـواصـلـة رحلتهم واستكمال مــشــروعــهــم الـــحـــضـــاري، مــحــافــظــون على هويتهم وقيمهم، مرددين: «نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل فوق ما فعلوا»!

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky