issue16736

يوميات الشرق ASHARQ DAILY 33 Issue 16736 - العدد Monday - 2024/9/23 الاثنين إن المشاركة بالسينما الفرنسية حلمٌ تحقّق الممثلة اللبنانية قالت لـ ريتا حايك: في «البرابرة» أُثبتُ مَن أكون حـــضـــر رجــــــــلٌ أحــــــد الــــعــــروض الــــقــــلــــيــــلــــة لمــــســــرحــــيــــة «فــــيــــنــــوس» الــشــهــيــرة مـــن بــطــولــة ريـــتـــا حـايـك فــــي بـــــاريـــــس. لـــفـــتـــه الأداء وأثـــمـــر تـــعـــارُفـــهـــمـــا تـــحـــوّلـــه وكــــيــــلَ أعـــمـــال المـــمـــثـــلـــة الـــلـــبـــنـــانـــيـــة فــــــي فـــرنـــســـا والـخـرائـط المــجــاورة. ولمّـــا بلغه أنّ الفرنسية جولي دلبي تبحث عن ممثلة، اقترح أن تُـجـرّب. لقاؤهما الأول عبر «زووم» تـجـاوز اختبار المــهــارة. فتلقّي ريـتـا حـايـك أسئلة شـــخـــصـــيـــة بـــــــنّ تــــعــــمّــــد المـــخـــرجـــة وكاتبة السيناريو اكتشافَ جانبها الإنـسـانـي. «لــم تُـــرد مـجـرّد ممثلة. بــحــثــتْ فـــي أفــــكــــاري وشـخـصـيـتـي ونظرتي إلــى الإنــســان»، تـقـول مَن قـدّمـت دور «ألمـــى» المــؤثّــر فـي فيلم «الــــبــــرابــــرة» المــــعــــروض أخـــيـــراً في مـــهـــرجـــان «تـــورنـــتـــو الـسـيـنـمـائـي الدولي». فـــي قــريــة فـرنـسـيـة صـغـيـرة، تدور الأحداث. إنها حكاية سكان همّوا لاستقبال حافلة ظنّوا أنها تـــقـــلّ لاجـــئـــن أوكــــرانــــيــــن لـيـتـبـنّ أنهم سوريون. هنا تتبدّل الملامح وتُـــســـتـــبـــدل الـــنـــظـــرة إلـــــى الإنـــســـان بـأخـرى. يمرّ الفيلم على مشهدية صعود اليمي المتطرّف في فرنسا وازدواجــــــــيــــــــة المـــعـــايـــيـــر المـــتـــعـــلّـــقـــة بإشكالية اللجوء. فيه تـؤدّي ريتا حــــايــــك شــخـــصــيـــة طـــبــيـــبـــة تــولــيــد سورية بُترت قدمها جــرّاء تمادي الــعــنــف، فـالـتـحـقـت هـــي وعائلتها بالملاذ الفرنسي لعلّه يُنقِذ. غابت لمدّة عن منزلها، وهي أمّ لطفل ودّع عامه الـدراسـي في يوم الـتـصـويـر الأول، فكثّفت حميمية المــنــاســبــة حــــزن الانــــســــ خ. تـــذكُـــر: «لـــــم أحـــضـــر حـــفـــل نـــهـــايـــة الــســنــة، لـــكـــنّ مـــا غـــــــادرتُ لأجـــلـــه يـسـتـحـق. أخــــبــــرتُ ابـــنـــي أنّ ريـــتـــا فــــي ســنّــه كانت تحلم، والآن تُحقّق أحلامها. بـــإمـــكـــانـــكَ فـــعـــل الــــشــــيء نــفــســه إنْ حــلــمــتَ واجـــتـــهـــدت. هــــذا تـعـامـلـي الأول مـع ممثلي فـرنـسـيـن لا يـــــعـــــرفـــــون مَــــــــــــــن أكـــون. جـزءٌ مــنــي أراد أن يُثبت لهم نفسي. أردتُ محو الأحكام المسبقة عندما يتعلّق الأمر بامرأة وافدة من الشرق الأوسط. شعرتُ بالفخر وأنا أتـــــحـــــدّث بــــأربــــع لــــغــــات: مـع الفرنسيي بالفرنسية، ومع الإسـبـان بالإسبانية، ومع المخرجة بخليط إنجليزي - فـــــرنـــــســـــي، وبـــالـــلـــهـــجـــة الـــســـوريـــة. أريــتــهــم إلمـامـي بالتاريخ والثقافة. كأنني أقول: هذا هو اللبناني وهذا ما نستطيع فعله». تصف الفيلم بالإنساني لمَنحه أسماءً ووجوهاً وحكايات لبشر مُـــطـــارَديـــن بـالـنـمـطـيـة والانـــطـــبـــاع الـــجـــاهـــز. تـــؤكـــد أنــــه يُــضــحــك على مـــواقـــف ويــســتــدعــي أيـــضـــ الـــدمـــع: «تــشــاء جـولـي دلـبـي عـبـر أعمالها خوض ثورتها. فنّها رسائل. وهذا تــــحــــوّل كــــذلــــك جـــــــزءاً مــــن رحـــلـــتـــي. أريــد بفنّي أن أقــول شيئاً. الفرص الـخـالـيـة مـــن فـعـل الـــقـــول، لـــن تجد طريقها إلــيّ. أتـرقّـب الــدور المُحمّل بـــفـــكـــرة مــــــؤثّــــــرة. الـــــــــدور الـــنـــاطـــق. خارجه لستُ أكترث». تطلّبت شخصيتها الاستعانة بـــــــرِجـــــــل اصـــــطـــــنـــــاعـــــيـــــة. أخــــبــــرهــــا المتخصّص في تركيب هذه القِطع بـأنـهـا المـــــرّة الأولـــــى الــتــي يضعها عـلـى بــشــريّ لــم يـفـقـد ســاقــه. لبّس قدمها بمادة «الجفصي» وأجـرى الـــــــــــ زم لــــتــــبــــدو مـــــبـــــتـــــورة: «حــــن صوّرني بعد الانتهاء من مَهمّته، صُــــدِمــــت. آلمـــنـــي المـــشـــهـــد. يقتضي كوني ممثلة التمرين على الحالة الـجـديـدة. عـلـيّ اعـتـيـاد السير بها والــتــعــامــل مـعـهـا بـوصـفـهـا بعضاً من جسدي. بعد انتهاء التصوير، رحـتُ أشعر بأوجاع استجدّت. ثم تبيّ أنّ تلك الرّجل خلّفت رواسب. كـــل ذلــــك يـسـتـحـقّ الـــعـــنـــاء. أحـيـانـ نشقى لكي نسعد». بــــــــعــــــــد عــــــــــرضــــــــــه الأول فــــي «تـورنـتـو»، تهامس حـاضـرون في كـونـهـا مــبــتــورة الـــقـــدم بـالـفـعـل، أم أنّ ألـــم الـبـتـر وتــداعــيــاتــه ألــــمّ فقط بالشخصية: «شــعــرتُ بنظراتهم، كـــأنـــهـــم يـــقـــولـــون: لا، هـــــذا تـمـثـيـل! لمحتُ التأثّر في العيون». كــان بـلـوغ السينما الأوروبــيــة حــلــمــ وقـــــد تـــحـــقّـــق. وريــــتــــا حــايــك مـــن الـصـنـف الــــذي يـــوسّـــع الأحـــ م ويُـطـلـقـهـا إلـــى الـبـعـيـد: «طـمـوحـي الــــســــيــــنــــمــــا الإســــــبــــــانــــــيــــــة وربـــــمـــــا الإيطالية أيضاً. وستظلّ السينما الــفــرنــســيــة مــــــــرادي. انـــطـــ قـــي مـن لبنان نحو هـذه الآفــاق الشاسعة، يُشعل وجودي. أعمال بهذا الحجم تُـــــهـــــوّن الـــصـــعـــب وتُــــخــــفّــــف قــســوة غياب الأم عن طفل ينتظرها». بـــــــدأ عـــــــرض «الـــــــبـــــــرابـــــــرة» فــي الصالات الفرنسية، وتأمل فنانته بــــعــــرضــــه فــــــي لــــبــــنــــان مــــتــــى تـــهـــدأ نــاره. تـرى أنّ إشكاليته مطروحة، وتـــهـــمّ المُــشــاهــد المــحــلّــي لانـخـراطـه فــــــي جــــدلــــيــــة الـــــ جـــــئـــــن ونــــقــــاش العنصرية. مــاذا تعني لها جولي دلـبـي؟ تـراهـا ملهمة وفيها سحر يـــمـــيّـــزهـــا: «هــــــي جــــــزء مــــن تـــاريـــخ السينما الفرنسية، وكاتبة مرشّحة لـــــــ (أوســــــكــــــار أفــــضــــل ســــيــــنــــاريــــو). وجودي في القرية الفرنسية حيث تــجــري الأحــــــداث، أمــــام كـامـيـرتـهـا، مـمـتـع. بـعـض الــتــجــارب لا يـتـكـرّر، وهذا الفيلم منها». هــــل لا تــــــزال الــــفــــرص المــحــلّــيــة مُغرية؟ لذّة الشخصية في مسلسل لبناني، أو مشترك، أو معرّب، هل غادرتها؟ جوابها: «على الإطلاق». مـــا يـــهـــمّ ريـــتـــا حـــايـــك هـــو الــفــرصــة المُحمّلة بما يؤثّر ويُغيّر: «أريد كلّ مختلف وفريد، والأهم أن يُقنعني فأؤدّيه بأقصى الشغف». بيروت: فاطمة عبدالله صُدِمتحينصوّرها المتخصّصبعد الانتهاء من تركيب الرّجل الاصطناعية (صور ريتا حايك) أدّت دور «ألمى» المؤثّر في فيلم «البرابرة» (صور ريتا حايك) بدأ عرض«البرابرة» في الصالات الفرنسية، وتأمل فنانته بعرضه في لبنان متى تهدأ ناره «الملحد» و«أوراق التاروت» أحدثها أفلام مصرية تدخل «ثلاجة الرقابة» بفعل الجدل دخـــلـــت أفـــــــ مٌ مـــصـــريـــة كـثـيـرة «ثـــ جـــة الـــرّقـــابـــة» بــعــد جــــدل أثـيـر حـــولـــهـــا قـــبـــل عـــرضـــهـــا، وأحـــدثُـــهـــا «أوراق التاروت» و«الملحد»؛ وقبل ذلـك شهدت أفــ م أخــرى تعثّراً في الــعــرض لأســبــاب رقــابــيــة، كـــان من بـيـنـهـا فـيـلـم «الـــقـــاهـــرة مــكــة» الـــذي .»404 تغير عنوانه إلى «رحلة ورفــــــــــض مـــــهـــــرجـــــان الــــغــــردقــــة لـــســـيـــنـــمـــا الــــشــــبــــاب المـــــقـــــام حــالــيــ سبتمبر (أيلول) 24 ويستمر حتى عــــــــرض فــــيــــلــــم بـــــعـــــنـــــوان «هـــــانـــــي» مــــن بـــطـــولـــة أحــــمــــد مــــالــــك وإنــــتــــاج وإخــــــــــــراج مـــحـــمـــد عــــــــــ ّم، وأرجـــــــع مصدر في المهرجان الرفض لعدم حصوله على موافقة الرقابة على السيناريو، وذكر المصدر لـ «الشرق الأوســط» أن مخرج الفيلم تواصل معهم مـتـأخـراً بعد وضــع برنامج الدورة الحالية، وأنهم لم يعرضوا الفيلم «لوجود مشاهد غير لائقة»، حسب وصفه. وخـ ل اليومي الماضيي لفت فيلم «أوراق التاروت» الاهتمام في مــصــر، وتـــصـــدّر قـــوائـــم «الـتـريـنـد» عـــلـــى «غــــــوغــــــل» بـــعـــد نـــشـــر صـــور منه، وفــي جانب مـن قصته يشير إلـى مشاهد وصفها معلّقون على «الــســوشــيــال مــيــديــا» بـأنـهـا «غـيـر لائقة». الــفــيــلــم الــــــذي تـــقـــوم بـبـطـولـتـه سـمـيـة الــخــشــاب، ورانـــيـــا يـوسـف، ومي سليم، وعبد العزيز مخيون، ومـــحـــمـــد عـــــز، وعــــــ ء مــــرســــي، مـن تأليف معتز المفتي، وإخـراج إبرام ســـيـــدات 3 نـــــشـــــأت، يـــحـــكـــي قـــصـــة تـربـطـهـن عــ قــة بـــــأوراق الـــتـــاروت، وقـد طلبت الـرّقـابـة تعديل وحـذف مشاهد فيه للموافقة على عرضه، وهــــــــو مــــــا حــــــــدث بــــالــــفــــعــــل، وفــــق تصريحات صحافية لمنتج الفيلم بــــ ل صـــبـــري، أكــــد خــ لــهــا تنفيذ ما طلبته الرّقابة، وحـذف مشاهد معينة. وقـــــــبـــــــل ذلـــــــــــك أثــــــــــــــار الإعـــــــــــ ن الترويجي لفيلم «الملحد» كثيراً من الــجــدل عـلـى «الـسـوشـيـال مـيـديـا»، مـا اضطر صنّاعه لتأجيل عرضه أغسطس 18 الــــذي كـــان مــقــرراً فــي (آب) الماضي، ولم يُحدّد بعد موعد جديد للعرض، وزاد الأمــر تعقيداً دخــــول الـفـيـلـم فــي مــســار الــدعــاوى الـقـضـائـيـة بـحـجـة «المـــســـاس بقيم المجتمع». الـــنـــاقـــد الــفــنــي المـــصـــري طـــارق الشناوي يرى أن «معايير الرقابة في مصر ليست من داخلها، وإنما مـن خـارجـهـا»، موضحاً لــ «الـشـرق الأوســــــــــط»: «أشــــــــاد الـــرقـــيـــب مــثــً بفيلم (الملحد) وقـال إنه يدافع عن فــكــرة الإيـــمـــان، وأعـــطـــاه تصريحاً أغسطس الماضي، 14 للعرض فـي ولا يــوجــد أي شـــيء رســمــي يمنع عرضه، لكن المنتج تلقّى إشارة من الجهات المعنية بعدم عرضه الآن». الـــفـــيـــلـــم بـــطـــولـــة أحـــمـــد حـــاتـــم، ومحمود حميدة، وحسي فهمي، وصـــابـــريـــن، ومـــن تـألـيـف إبـراهـيـم عــيــســى، وإنــــتــــاج أحـــمـــد الـسـبـكـي، وإخــــــــــراج مـــحـــمـــد الـــــعـــــدل، وتــــــدور قــصــتــه حـــــول طــبــيــب يـــتـــمـــرّد عـلـى أفــكــار والــــده المــتــشــدد، ويــدخــل في صدام معه. ويـــضـــيـــف الــــشــــنــــاوي: «هـــنـــاك أنواع عدّة من الرقابة، ما بي أجهزة في الدولة وبي الرقابة المجتمعية، خـصـوصـ أن المـجـتـمـع تــراجــع عن اســتــقــبــال أفـــكـــار جــدلــيــة، وأصــبــح عنيفاً في رأيه، وهذا العنف يظهر في تعليقات الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الواضح أن الرقابة تستجيب وتتراجع بناءً عـلـى مــؤشــر (الــســوشــيــال مـيـديـا)، وكــــأن لــســان حـالـهـا يــقــول لا نـريـد وجع دماغ». ومـــن بـــن الأفـــــ م الــتــي دخـلـت «ثلاجة الرقابة» لفترة قصيرة كان «الـــقـــاهـــرة مـــكـــة»، وتـــحـــدّث منتجه مـــحـــمـــد حـــفـــظـــي فـــــي تـــصـــريـــحـــات صــحــافــيــة ســـابـــقـــة فــــي هـــــذا الأمــــر مـــــؤكـــــداً «تــــأجــــيــــل عـــــــرض الـــفـــيـــلـــم أكــــثــــر مــــن مـــــــرّة لإجــــــــراء تـــعـــديـــ ت طلبتها الرقابة». ولذلك لم يُشارك فـــــي مــــهــــرجــــان «الــــبــــحــــر الأحــــمــــر» . 2022 السينمائي عام وأشــــار الـنـاقـد الـفـنـي المـصـري أحـــمـــد ســعــد الـــديـــن إلــــى أن «فـيـلـم (المــلــحــد) لــديــه تـصـريـح بـالـعـرض الـــعـــام، ولـكـن هـنـاك اتـفـاقـ شفوياً بـــتـــأجـــيـــل عـــــرضـــــه، فــــهــــذا لا يُـــعـــدّ فــــي (ثــــ جــــة الـــــرقـــــابـــــة)»، مـضـيـفـ لـــ «الــشــرق الأوســـــط»: «هــنــاك أفــ م أخــــــــرى مـــــن المــــمــــكــــن أن تــــظــــلّ فــي الــرقــابــة فــتــرة طـويـلـة مـثـل (أوراق الـتـاروت)، وفيلم آخـر لهالة خليل منذ فترة طويلة، كـل هــذا يتوقف عـــلـــى صـــ حـــيـــة الـــســـيـــنـــاريـــو، هـل بــه مـشـاكـل ديـنـيـة أو سـيـاسـيـة أو اجتماعية، هــذا مـا يجعل الرّقابة تــتــدخــل لــوقــف الـــعـــرض أو تطلب تعديلات، وعــادة ما يكون (الزّخم الــــســــوشــــيــــالــــي) مــــــؤثــــــراً فــــــي هــــذا الصدد». وســابــقــ ، واجــــه فـيـلـم «حـــ وة ، موجة 2014 روح»، من إنتاج عام غـــضـــب «ســـوشـــيـــالـــيـــة» لـــــدى طـــرح الإعـــــــ ن الـــتـــرويـــجـــي لـــــه، فــأوقــفــت الرّقابة عرضه حتى مراجعته، وعَدّ البعض أن الفيلم يحمل إيحاء ات «غـــيـــر لائــــقــــة» خـــصـــوصـــ مـشـاهـد تــلــصّــص طــفــل عــلــى بـطـلـة الـفـيـلـم هيفاء وهـبـي. والفيلم الـــذي كتبه علي الجندي، وأخرجه سامح عبد الـعـزيـز، وأنـتـجـه محمد السبكي، عُرض بعد فترة من إيقافه، وحقّق نجاحاً لافتاً. القاهرة: محمد الكفراوي الإعلانسابقاً عن عرضفيلم «الملحد» (الشركة المنتجة) الملصق الدعائي لفيلم «أوراق التاروت» (فيسبوك)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky