issue16736

عالم الرياضة SPORTS 31 Issue 16736 - العدد Monday - 2024/9/23 الاثنين ًالمدير الفني السابق لتوتنهام تحدث عن مهمته في اكتشاف المواهب ديفيد بليت: ستساورني الشكوكدوماً حول قراري ترك التدريب مبكرا يتذكر المدير الفني السابق للوتون تـــاون وتـوتـنـهـام، ديفيد بليت، أنــه باع المــــدافــــع مـــــات جـــاكـــســـون إلـــــى إيـــفـــرتـــون بقيادة المدير الفني هوارد كيندال في عام ألف جنيه إسترليني، 600 مقابل 1991 قـــائـــاً: «لـــقـــد لــعــب تــســع مـــبـــاريـــات فقط مــعــنــا... وكــانــت هـــذه واحــــدة مــن أفضل الصفقات التي أبرمتها». وتــبــن أن بـلـيـت، الـبـالـغ مــن العمر عاماً والــذي انتهى ارتباطه الطويل 79 بـــتـــوتـــنـــهـــام قـــبـــل بــضــعــة أســـابـــيـــع فـقـط عـــنـــدمـــا تـــــرك دوره مـــســـتـــشـــاراً لـعـمـلـيـة اكـــتـــشـــاف الـــاعـــبـــن الــــجــــدد، قــــد حـضـر مــبــاراة هــذا المـوسـم مـن أجل 14 بالفعل اكــتــشــاف لاعــبــن جــــدد، رغـــم أن المـوسـم الجديد لم يبدأ إلا منذ شهر واحد فقط، بـمـا فــي ذلـــك مـــبـــاراة فــي دويــــات الــهــواة فــــي ويـــلـــدســـتـــون ومـــــبـــــاراة بــــن فـريـقـن للناشئي في واتفورد. يقول المـديـر الفني المخضرم، الـذي سبق له تدريب لوتون تـاون وتوتنهام وليستر سيتي وشيفيلد وينزداي، عن ذلـك: «سأستمر في مشاهدة المباريات، بغض النظر عن الفريق الذي أشاهده أو المستوى الذي يلعب به. لقد تحدث معي بعض الأشخاص ولن يمنعني توتنهام عن القيام بذلك، لأنه يعرف تماماً أنني أريد العمل. لقد أوضحت لهم ذلك عندما غادرت». لـقـد كــانــت قـصـة حــيــاة بـلـيـت، بــدءاً مـن كـونـه أصـغـر لاعــب يسجل هـدفـ في تـــاريـــخ الـــــدوري الإنــجــلــيــزي المــمــتــاز في وحـــتـــى قـــيـــادة لـــوتـــون تـــاون 1962 عــــام للصعود إلى الدوري الإنجليزي بشكله القديم، تهيمن عليها ما أطلق عليه بيل نيكلسون «أعظم مباراة على الإطلق». وأصـــدر بليت كتاباً بعنوان «فقط هـدف واحــد»، بالاشتراك مع الصحافي تـــيـــم ريــــتــــش عـــلـــى مـــــــدار عـــــدة ســــنــــوات، وهـــــو الـــكـــتـــاب الــــــذي يـــضـــم عــــــدداً كـبـيـراً مـــن الــحــكــايــات مـــن مـسـيـرتـه الـتـدريـبـيـة الطويلة الـتـي بـــدأت عندما حصل على دوراتــــه التدريبية الأولـــى بينما كــان لا يزال مراهقاً في نوتنغهام فورست. ســـيـــذهـــب نـــصـــف عــــائــــدات الــكــتــاب إلــــى الـجـمـعـيـات الــخــيــريــة الـــتـــي تبحث فــي مـــرض الـعـصـبـون الــحــركــي، بـعـد أن استلهم هذه الفكرة من العمل الـذي قام به نجما دوري الرغبي كيفن سينفيلد وروبــــرت بــــورو، الـــذي تـوفـي فــي يونيو (حــــزيــــران) المـــاضـــي. يــقــول بـلـيـت، الـــذي بسبب 2020 فقد زوجته مورين في عام هـــذا المـــــرض: «مـــا فـعـلـه هــــذان الـنـجـمـان أمــر رائــع حقاً. إنــه لأمــر فظيع عندما لا يتمكن الناس من التواصل أو القيام بأي شيء لأنفسهم (بسبب هذا المرض) - إنه تدهور محزن». كــــان بـيـتـر تــايــلــور، مــســاعــد بــريــان كــــلــــوف لـــفـــتـــرة طـــويـــلـــة، قــــد دعـــــم بـلـيـت بـــكـــل قـــــوة ورتــــــب لــــه أن يـــتـــولـــى تـــدريـــب نـــادي نـونـيـتـون بـــورو لـلـهـواة وهـــو في الـسـادسـة والـعـشـريـن مــن عـمـره بـعـد أن أصـــيـــب بــكــســر فـــي ســـاقـــه بــعــد انـتـقـالـه مـــــن نـــوتـــنـــغـــهـــام فـــــورســـــت إلــــــى لـــوتـــون تــاون. وانتهت تلك الفترة بعد الهزيمة الساحقة برباعية نظيفة أمام كيتيرينغ بقيادة رون أتكينسون، الـذي كـان يبلغ عاماً. 34 من العمر وبـــعـــد أن أمـــضـــى ثـــاثـــة أشـــهـــر في بيع تذاكر اليانصيب أثناء انتظاره لأن يصبح هذا المنصب خالياً، جعله هاري هـــاســـام مـــن لـــوتـــون تــــاون مــســاعــداً في ملعب «كينيلوورث رود»، ونحن جميعاً نعلم ما حدث بعد ذلك. يقول بليت عن تعيينه مديراً فنياً وهـــو فـــي الـثـالـثـة والــثــاثــن مـــن عـمـره؛ أي أكـبـر بسنتي فـقـط مــن المــديــر الفني لبرايتون فابيان هورزيلر الـذي أصبح أصغر مدير فني دائم في تاريخ الدوري الإنـجـلـيـزي المـمـتـاز هـــذا المـــوســـم: «كنت بـالـتـأكـيـد مـــديـــراً فـنـيـ صـغـيـراً جـــداً في الــــســــن، لــكــنــنــي كـــنـــت قــــد عــمــلــت لـبـضـع سـنـوات مـديـراً فنياً لفريق الــرديــف، لذا كـانـوا يعرفون جيداً مـا يمكنني القيام بـه. من الـواضـح أنهم وثقوا بي وكانوا يأملون أن أحقق نتائج جيدة. ربما كنت جيداً، لكنني كنت محظوظاً جداً». إن الـــقـــدرة عـلـى اكــتــشــاف الـاعـبـن المــــوهــــوبــــن هــــي مــــهــــارة أتـــقـــنـــهـــا بـلـيـت ببراعة فـي لـوتـون تـــاون، حيث اكتشف بريان شتاين وريكي هيل ومال دوناغي وحـــولـــهـــم إلـــــى نـــجـــوم لامــــعــــن. وأثـــنـــاء هــــذه المــقــابــلــة الـشـخـصـيـة، تـلـقـى بليت اتصالاً من بول إليوت - المدافع السابق الــــذي يـشـغـل الآن مـنـصـب نــائــب رئـيـس تـشـارلـتـون - الـــذي يـتـذكـر أنـــه كـــان أحـد اللعبي الـسـود السبعة الـذيـن شاركوا مع لوتون تاون في مباراة كأس الدوري أمام ليتون أورينت في سبتمبر (أيلول) . يقول بليت، الـذي وُلـد والــداه في 1984 شرق لندن بعد أن هربت عائلتهما من المـــذابـــح الـيـهـوديـة فــي لاتـفـيـا وبــولــنــدا: «لـقـد اخـتـرت عناصر الفريق بـنـاءً على الــــجــــودة. وعــنــدمــا أعـــــود بـــالـــذاكـــرة إلــى الوراء، أشعر بفخر شديد جراء ذلك». يتذكر بليت عدة حالات من معاداة السامية طـــوال حياته المهنية، بما في ذلـــك مـنـاسـبـة تـجـاهـل فـيـهـا تعليقاً من أحــــد لاعـــبـــي لـــوتـــون تــــــاون. ويـــقـــول عن ذلــك: «لقد تركت الموقف يمر ولـم أعلق، فقد اعتدت على مثل هذه الأمور بمرور السني». لــكــن ذكـــريـــات الـــيـــوم الأكـــثـــر شـهـرة فــي حـيـاة بليت تـظـل خــالــدة فــي ذهـنـه، فما زال بوسعه أن يتذكر كل التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالتحضيرات للمباراة 1983 ضـــد مــانــشــســتــر ســيــتــي فـــي عــــام عــنــدمــا أدى هــــدف الـــفـــوز الـــــذي سجله رادي أنتيك في وقت متأخر من المباراة إلــى احتفاله الشهير على عشب ملعب «مي رود». يـــــــقـــــــول بـــــلـــــيـــــت ضـــــــاحـــــــكـــــــ : «لـــــقـــــد ركـضـت على الملعب مثل حـيـوان الولب الأسـتـرالـي. كـان هـذا الأمــر غريباً تماماً عـلـى شخصيتي، لأنـنـي لــم أكـــن أحتفل أبداً بجنون بعد تحقيق أي فوز». وبـــحـــلـــول الــــوقــــت الــــــذي فـــاجـــأ فـيـه لــوتــون تــــاون آرســـنـــال فــي نـهـائـي كـأس ليفوز بـأول بطولة 1988 ليتلوودز عام كبرى له – وهو ما يصفها بليت بأنها «لحظة مـريـرة وحـلـوة فـي نفس الوقت بــالــنــســبــة لـــــي» - كـــانـــت مـــســـيـــرة بـلـيـت الكروية قد شهدت العديد من التقلبات الــــدرامــــيــــة. فــقــد رحــــل عـــن لـــوتـــون تـــاون ليبدأ قصة 1986 إلــى توتنهام فـي عــام حب طويلة مع النادي الواقع في شمال لـــنـــدن ويــــقــــوده إلـــــى المــــركــــز الـــثـــالـــث فـي جـــــدول تــرتــيــب الــــــدوري قــبــل أن يخسر أمـــام كوفنتري سيتي فـي نهائي كأس الاتــحــاد الإنـجـلـيـزي. لكنه اسـتـقـال بعد بضعة أشهر من انتشار مزاعم صحافية غير مؤكدة بأنه تم تحذيره من الذهاب إلـــى الأمـــاكـــن المــعــروفــة بـــالـــدعـــارة، وهـو الادعـــاء الــذي ينفيه بليت بشدة دائماً. أرسل التون جون، الذي كان آنذاك مالكاً لــــنــــادي واتـــــفـــــورد الــــــذي كـــــان يـــعـــد أكــبــر منافسي لوتون تاون، الزهور إلى بليت للتعبير عن دعمه له. يـقـول بـلـيـت: «لـــم أكـــن أعــرفــه جـيـداً، لكنه تعاطف معي حقاً، كما فعل الكثير مـــــن الأشــــــخــــــاص الآخــــــريــــــن مــــعــــي. لــقــد طالبوني بنسيان الأمـر وعـدم الالتفات لأي شــيء يـقـال عـنـي، ومـواصـلـة العمل بكل قـوة. لقد نصحني أحـد الأشخاص بــرفــع قـضـيـة تـشـهـيـر وأخــبــرنــي بأنني ســــأفــــوز بــــهــــا، لــكــنــنــي كـــنـــت أريـــــــد فـقـط مواصلة العيش بـهـدوء. لقد كــان الأمـر صــعــبــ لأنـــنـــي فـــقـــدت احـــتـــرامـــي لـــذاتـــي وثقتي بنفسي، وكان يتعي علي أن أبدأ من جديد». وبــــعــــد فــــتــــرة قـــضـــاهـــا مـــــع لـيـسـتـر ســيــتــي ثــــم الــــعــــودة إلـــــى لــــوتــــون تـــــاون، كــــان آخــــر مــنــصــب تـــدريـــبـــي لـبـلـيـت هو قــيــادة شيفيلد ويـــنـــزداي قـبـل أن يعود إلــــى تــوتــنــهــام بــوصــفــه أول مـــديـــر كــرة . ويــصــف 1998 قـــــدم لـــلـــنـــادي فــــي عـــــام آلان شــوغــر بــأنــه «صـــاحـــب رؤيـــــة» لأنـه كــان أول مـن اخـتـرع هــذا المـنـصـب، الـذي تبناه منذ ذلك الحي العديد من الأندية الكبرى. ويقول بليت: «أتذكر أن بعض الصحافيي تـسـاءلـوا عـن سبب وجـود هـــــذا المـــنـــصـــب مــــن الأســـــــاس عـــنـــدمـــا تـم تعييني به». وبــــعــــد ثـــــــاث فـــــتـــــرات مـــــن الـــعـــمـــل مـــديـــراً فـنـيـ مــؤقــتــ ، ثـــم الــرحــيــل لفترة قـصـيـرة قـبـل الــعــودة للعمل مستشاراً للجنة اكتشاف اللعبي الجدد في عام والمـسـاعـدة فـي اكتشاف عـدد من 2010 الــاعــبــن مـــن أمـــثـــال ديــلــي آلـــي وســـون هيونغ مـن، حـان الوقت أخيراً لرحيل بـلـيـت عـــن تــوتــنــهــام فـــي نــهــايــة يـولـيـو (تــمــوز) المــاضــي. يتبنى توتنهام الآن نظاماً أكثر اعتماداً على البيانات تحت قيادة المدير التقني الدنماركي الجديد، يــوهــان لانــــغ، وبـالـتـالـي لــم تـكـن هناك حاجة لبليت. يـــــقـــــول بــــلــــيــــت: «لـــــقـــــد تـــقـــبـــلـــت هــــذا الأمـــــر، فــأنــا أدرك أهـمـيـة الإحـصـائـيـات والبيانات وكيف يمكن أن تكون مفيدة. المحللون الذين أراهـم في المباريات الآن هــم جميعاً شـبـاب أذكـــيـــاء قــامــوا بعمل دراســــات علمية ويمكنهم إخــبــارك بكل الإحـصـائـيـات المتعلقة بـهـذا الــاعــب أو ذاك مــــن جــمــيــع أنــــحــــاء الـــعـــالـــم. لـديـهـم كـــل شــــيء فـــي مــتــنــاول أيــديــهــم - سـرعـة اللعبي، وعدد الأهداف التي سجلوها، ومــا إلــى ذلــك. ومــع ذلــك، فإنهم لا يـرون كل شيء». يــعــتــرف بـلـيـت بـــأنـــه ســيــكــون لـديـه دائماً شكوك حـول ما إذا كـان قد ابتعد عن مجال التدريب في وقـت مبكر جداً. لـكـن عـنـدمـا سُـئـل عـمـا إذا كـــان بإمكانه أن ينجح فـي تـدريـب فـريـق كبير لفترة طــويــلــة مـــن الـــزمـــن بــعــد تـحـقـيـق نسبة فــي المــائــة أثــنــاء توليه 54.9 فـــوز بلغت مسؤولية توتنهام، رد ذلك قائلً: «هذا ســــؤال جــيــد جــــداً - لا أعــــرف كــيــف كنت سأتعامل مع ذلـك. ربما كنت أفضل في الــتــحــدث إلــــى لاعـــبـــن أقــــل شـــأنـــ قـلـيـاً، ولــيــس لاعــبــن مــن الـــطـــراز الــعــالمــي. لقد شعرت بسعادة غامرة عندما فزت على فريق عظيم وأنا أقود لوتون تاون!». ضد آرسنال (الغارديان) 2001 المدير المؤقت لتوتنهام هوتسبير بليت يوجه اللاعبين خلال مباراة ديربيشمال لندن في مارس بليت (يسار) يركضفرحاً في ملعب ماين رود عند صافرة النهاية وكان الفوز يعني أن لوتون تجنب الهبوط إلى الدرجة الثانية وهبط مانشستر سيتي بدلاً من ذلك(الغارديان) لندن: إد آرونز ديفيد بليت قال عن المحللين المعاصرين إن جميعهم أولاد أذكياء لكنهملا يرون كلشيء (الغارديان) أصدر بليت «فقطهدف واحد» وهو الكتاب الذي يضم عدداً كبيراً من الحكايات من مسيرته التدريبية الطويلة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky