issue16736

13 السودان NEWS Issue 16736 - العدد Monday - 2024/9/23 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT الاتحاد الأوروبي يلوّح بعقوبات إضافية على قادة في الجيشالسوداني و«الدعم السريع» أدان الاتـــــحـــــاد الأوروبــــــــــــي، الأحــــــد، «بـــأشـــدّ الـــعـــبـــارات»، تـصـعـيـد الــقــتــال في مــديــنــة الـــفـــاشـــر (غـــــرب الـــــســـــودان)، على أثــر الهجمات الـتـي تشنها قــوات «الـدعـم السريع» ضد القوات المسلّحة السودانية، مبدياً استعداده للنظر في فرضعقوبات إضافية على قادة في مناصب عليا. وحـــــــضّ المـــتـــحـــدث الـــرســـمـــي بــاســم المــــمــــثــــل الأعــــــلــــــى لـــــلـــــشـــــؤون الــــخــــارجــــيــــة والسياسية والأمـنـيـة، بيتر ستانو، في بيان له، قائد الجيشعبد الفتاح البرهان، وقــــائــــد قــــــوات «الــــدعــــم الـــســـريـــع» مـحـمـد حـمـدان دقلو «حميدتي»، على «التوجه فوراً» إلى طاولة المفاوضات؛ لإيجاد حل سـلـمـي لــلــصــراع. وطــالــب قــــوات «الــدعــم» بالانصياع لـقـرار مجلس الأمـــن الـدولـي، ، «بـــوقـــف 2736 الـــتـــابـــع لـــأمـــم المـــتـــحـــدة الحصار وإنـهـاء القتال فـي الفاشر على الــفــور». وقـــال: «أجــــدّد الــدعــوة إلــى الذين يؤججون الحرب، وعلى وجه الخصوص الرعاة الإقليميون والدوليون، إلى وقف دعمهم أطراف القتال». وأكـــــــد الاتـــــحـــــاد الأوروبــــــــــــي أنــــــه لـن يــــكــــون شــــاهــــداً عـــلـــى «إبـــــــــادة جــمــاعــيــة» أخــــــــرى، وســــيــــواصــــل الـــعـــمـــل مــــع آلـــيـــات المــســاءلــة الـــدولـــيـــة؛ لمـحـاسـبـة المـسـؤولـن عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي «ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها». وذكـــــــــر الــــبــــيــــان أن آلاف المـــدنـــيـــن الأبـــريـــاء فـــي مــرمــى نـــيـــران الــطــرفــن، ولا سيما المحاصَرين في مخيم زمــزم، الذي يُــعــدّ أكـبـر مـعـسـكـرات الــنــازحــن داخـلـيـ . ودعــــا الأطـــــراف المــتــحــاربــة والمـيـلـيـشـيـات الـــتـــابـــعـــة لـــهـــا، إلـــــى «الالـــــتـــــزام بــالــقــانــون الإنـــســـانـــي الـــــدولـــــي، بــحــمــايــة المـــدنـــيـــن، وتـــوفـــيـــر وصـــــول المـــســـاعـــدات الإنــســانــيــة دون عوائق، فضلاً عن السماح للمدنيي بالتحرك بطرق آمنة». وعـــلّـــق حـــاكـــم إقــلــيــم دارفــــــــور، الـــذي يـــرأس «حــركــة تـحـريـر جـيـش الـــســـودان»، الـــتـــي تُـــقـــاتـــل إلــــى جـــانـــب الـــجـــيـــش، مني أركـــــو مــــنــــاوي، فـــي تـــدويـــنـــة عــلــى منصة «إكــــس»، بـأنـهـا المـــرة الأولــــى الـتـي يُـصـدر فيها الاتـحـاد الأوروبـــي بيان إدانـــة بلغة «شـــــديـــــدة الـــلـــهـــجـــة». وطـــالـــبـــه «بـــاتـــخـــاذ خـــطـــوات مـتـقـدمـة لـتـجـريـم قــــوات (الــدعــم الـــســـريـــع) بتصنيفها مـنـظـمـة إرهــابــيــة، ومــــحــــاســــبــــتــــهــــا عـــــلـــــى الــــــجــــــرائــــــم الــــتــــي ارتكبتها». ولـــأســـبـــوع الـــثـــانـــي عــلــى الـــتـــوالـــي، تحتدم المواجهات العسكرية بي الجيش السوداني وحركات مسلّحة داعمة له من جـهـة، وقــــوات «الــدعــم الـسـريـع» مــن جهة ثـانـيــة فـــي عــــدة مـــواقـــع بـمـديـنـة الــفـاشــر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وفـــرَض مجلس الاتــحــاد الأوروبــــي، فــي يـونـيـو (حـــزيـــران) المـــاضـــي، عـقـوبـات أشـــخـــاص عَــــدّهــــم مـــســـؤولـــن عن 6 عــلــى «تقويض الاستقرار والانتقال المدني في السودان». ومِن أهم الذين شملتهم العقوبات، الأمــــن الــعــام لـــ«الــحــركــة الإســ مــيــة» في الـــــبـــــ د، عـــلـــي كــــرتــــي، الـــــــذي كــــــان وزيــــــراً للخارجية فـي حكومة الـرئـيـس المخلوع عمر البشير، ويعتقد كثيرون في السودان أنـــه لـعـب دوراً أسـاسـيـ فــي الـــحـــرب، ولـه نفوذ واسع داخل الجيش. و عبد الرحمن جمعة، الذي يقود قوات «الدعم السريع»، فـــــي غــــــرب دارفــــــــــــور؛ لاتــــهــــامــــه بـــارتـــكـــاب «فظائع وانتهاكات أخرى . نيروبي: محمد أمين ياسين سيطرة «الدعم السريع» عليها ستعني «هزيمة كبيرة» للجيش السوداني معركة الفاشر... من يكسر عظم الآخر؟ منذ أبـريـل (نـيـسـان) المــاضــي، تحاصر «قوات الدعم السريع» مدينة الفاشر؛ حاضرة ولاية شمال دارفور، ومنذ ذلك الوقت تشهد المــديــنــة الاســتــراتــيــجــيــة مـــعـــارك شـــرســـة بي الــــقــــوات المـــهـــاجـــمـــة، وتـــلـــك المـــدافـــعـــة المــكــونــة مـن «الـفـرقـة الـسـادسـة» بالجيش الـسـودانـي وقـــــوات الــحــركــات المـسـلـحـة المـتـحـالـفـة مـعـه، وتعرف بـ«القوات المشتركة». ولــم تفلح «قـــوات الـدعـم الـسـريـع»، رغم أكـــثـــر مـــن مـــائـــة مـــعـــركـــة، فـــي الــســيــطــرة على المدينة، بيد أن معارك شرسة ظلت مستمرة منذ أكثر من أسبوع، جعلت احتمالاتسقوط المدينة واردة فـي أي لحظة، خصوصاً بعد دخول القوات المهاجمة مناطق استراتيجية داخل المدينة. فما الـفـاشـر؟ ومــا الأهـمـيـة الـتـي تجعل مــنــهــا هـــدفـــ اســـتـــراتـــيـــجـــيـــ لــــــ«قـــــوات الـــدعـــم الـسـريـع»؟ ومــا الـــذي يجعل الــقــوات المدافعة تستميت في الدفاع عنها؟ الـفـاشـر هــي «الــحــاضــرة الــوحــيــدة» في إقليم دارفـــور الـتـي لا تـــزال بقبضة الجيش، بـــعـــد ســـيـــطـــرة «الـــــدعـــــم» عـــلـــى ولايـــــــات غـــرب دارفور، وحاضرتها زالنجي، ووسط دارفور وحـــاضـــرتـــهـــا الـــجـــنـــيـــنـــة، وجــــنــــوب دارفـــــــور وعاصمتها نيالا، وشرق دارفور وعاصمتها الضعي، بينما تبقت الفاشر فقط؛ المنطقة التابعة للحكومة المـؤقـتـة فـي بـورتـسـودان، كيلومتر غـرب 800 وهـــي الـتـي تبعد بنحو العاصمة الـخـرطـوم، وتـعـدّ مدينة تاريخية كـــانـــت مـــحـــطّـــة لـــلـــقـــوافـــل الـــتـــجـــاريـــة الـــعـــابـــرة لــلــصــحــراء عــبــر «درب الأربــــعــــن»، ويـدلـلـهـا أهلها بـاسـم «فـاشـر الـسـلـطـان»، ويلقبونها بــــ«الـــفـــاشـــر أبـــــو زكــــريــــا» تــيــمــنــ بــــوالــــد آخـــر ســـ طـــيـــنـــهـــا عـــلـــي ديــــــنــــــار، ومـــنـــهـــا حـكـمـت قــــــرون، 5 «ســـلـــطـــنـــة الـــــفـــــور» الإقــــلــــيــــم نـــحـــو مليون نسمة، و«متحف 1.8 ويسكنها نحو قـصـر الـسـلـطـان عـلـي ديـــنـــار» أبــــرز معالمها، ويشتغل أهلها بالزراعة والرعي والخدمات، وتعدّ مركزاً تجارياً مهماً يربط غرب البلاد بشرقها عبر الطرق البرية. نزح إلى المدينة مئات الآلاف من الفارين مـن الـقـتـال بـن الجيش الـسـودانـي وحـركـات مسلحة دارفورية متمردة إبان حرب دارفور ، وظلوا يقيمون في معسكرات «أبو 2003 عام شوك»، و«زمزم»، و«السلام». قررت «القوات المشتركة» إنهاء الحياد، فسارع «الدعم السريع» إلـى حصار المدينة، وشـــنّ عــشــرات الـهـجـمـات، لـكـن لــم ينجح في الـسـيـطـرة عـلـى المــديــنــة، ولـــم ينجح الجيش وحلفاؤه، في المقابل، في فـكّ الحصار، لكن الهجمات الأخيرة، جعلت من سقوط المدينة «مسألة وقت»، كما يقول قادة «قوات الدعم». ويــقــول والـــي شـمـال دارفــــور الـسـابـق، محمد حـسـن عــربــي، لـــ«الــشــرق الأوســــط»، إن الفاشر بالنسبة إلى الحركات المسلحة الـــتـــي تـــقـــاتـــل إلـــــى جـــانـــب الـــجـــيـــش «ورقـــــة سياسية مـؤثـرة... علماً بـأن مجرد الدفاع عــن المـديـنـة لا يـعـدّ ورقـــة سياسية رابـحـة، لــكــن لأن المــديــنــة هـــي الــعــاصــمــة الــوحــيــدة الــتــي لـــم يـسـيـطـر عـلـيـهـا (الـــدعـــم الــســريــع) فـي إقليم دارفــــور، وبمساحة الإقليم التي تعادل مساحة فرنسا، ومجاورته كـً من ليبيا وتـشـاد وأفريقيا الوسطى وجنوب الـــســـودان، وعـــدم بـعـده عــن مـصـر والــولايــة الشمالية وولاية نهر... فإن من يتحكم في الفاشر يمتلك ورقة رابحة يصعب التفريط فيها». ويعدّ عربي أن الفاشر هي «آخر نقطة ارتكاز بيد الجيش يمكن من خلال سيطرته عليها أن يقطع خطوط الإمـــداد العسكري عـــن (قـــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع)، حــــال تـحـركـه لاستعادة الولايات الأخرى التي خسرها... أمــــا إذا وضــــع (الـــدعـــم الـــســـريـــع) يــــده على الفاشر، فذلك سيفتح أمـامـه طـرق الحركة والمناورة شرقاً بأريحية، ويصبح بإمكانه الـتـحـرك بـاتـجـاه مـديـنـة الأبــيــضحـاضـرة ولاية شمال كردفان، وتأمي ظهر قواته في الخرطوم و الجزيرة والنيل الأزرق». جانب من مدينة الفاشر (مواقع التواصل) كمبالا: أحمد يونس

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky